|
مسرب آخر في عتمة تحليل عملية الخسران المبين
|
انقل هذا المقال للدكتور خالد المبارك عن صحيفة الرأي العام
عله يشكل مسرباً آخراً من مسارب تحليل وتقييم عملية الخسران المبين لحركة العدل والمساواة
وكما قال الصديق محمد سيد أحمد موقفنا من الإنقاذ لايجعل في عيوننا غباشة من مثل هذه التصرفات العسكرية والتي وان نجحت سيكون لها خسران وخسران وخسران .
((((( سألني إعلامي بريطاني يعمل في قناة الجزيرة الإنجليرية: هل يعقل أن يكون د. خليل ابراهيم مقتنعاً بأنه يمكن أن يستولي على نظام الحكم في السودان بمقاتلين على مائة سيارة، يتسللون ويسافرون مئات الأميال بعيداً عن مركز إمداداتهم؟ السؤال مشروع وهو أولى لكل عسكري أو سياسي أو مراقب. نجد إجابة عليه في كتاب جولي فلنت واليكس دي فال الذي سيُحتفل ببداية توزيع نسخته الجديدة المنقحة بعد أيام في لندن. ينتقد الكاتبان السودان بانتظام، لكن القارئ المنصف لما ينشران يجد قدراً رفيعاً من الأمانة المهنية والصدق والجرأة على كشف التلفيق والأكاذيب التي يروجها امثال اريك ريفز او الممثل جورج كلوني. اثارت جولي فلنت غضب اعداء السودان حينما قالت ان مستوى العناية الصحية تحسن في دارفور بعد عام 2004 وان الوفيات قلت كثيراً. اما اليكس دي وال فقد واجه جون برندرغاست «الوجه الكرية لمنظمة انترناشونال كرايسيس» في اكثر من مناسبة حول صفة «ابادة جماعية» التي يروجها تحالف انقاذ دارفور ومنظمة كفاية. عنوان الكتاب هو: «تاريخ جديد لحرب طويلة». نجد في صفحة (442) مايلي: صارت طموحات خليل اكثر تطرفاً بعد ابوجا، اذ قال احد كبار قادة حركة العدل والمساواة: «ترمي الحركة الآن الى تغيير نظام الحكم، فنحن لا نستطيع ان نحقق السلام لدارفور الا باطاحة هذه الحكومة» قال ذلك اثناء توليه امر تجنيد مقاتلين في تشاد، اما خطة تغيير نظام الحكم فهي التسلل من حمرة الشيخ الى دنقلة بألف مقاتل ثلاثة أرباعهم من حركة العدل والمساواة. ما حدث هو أن المتسللين لم يتجاوزوا حمرة الشيخ وانتهت العملية لأنها لم تكن تخدم أي هدف استراتيجي. نعرف الآن أن د. خليل ابراهيم نفض الغبار عن تلك الخطة القديمة! نجد بالكتاب تفسيراً للتشرذم وكثرة الإنقسامات بين حركات دارفور. فقد أفلحت الحملات التي نظمت «لإنقاذ دارفور» في شئ سلبي إذ : «دفعت فجأة الى أعلى قادة قليلي الكفاءة ونقلتهم من ظل كانوا فيه نكرات مجهولين الى مسرح عالمي ملئ بالدولارات كما خلقت حكاية خرافية تصوِّر الأزمة في دارفور وكأنها بين الخير والشر». (ص 184). يسجل الكاتبان عن حركة العدل والمساواة أن النقد الذي وُجِّه لها ارتكز على علاقة خليل بالدكتور حسن الترابي، إلا أن بعداً آخر برز وهو أن الحركة يسيطر عليها تيار قبلي يغلب على المنتمين إلى الحركة أنهم من الزغاوة الكوبي. ومعظم هذا البطن من الزغاوة يسكنون في تشاد ولا يعيشون في السودان إلا في المناطق المتاخمة لحدود تشاد وبلدة الطينة التي ينحدر منها د. خليل نفسه. ينقل الكتاب ما قاله ابراهيم يحيى العام 2006م عن خليل من أنه «قبلي التوجه» انقسم ابراهيم يحيى من حركة العدل والمساواة لهذا السبب ووقع اتفاق سلام مع الحكومة العام 2007م. أما الانقسام الكبير فقد قاده جبريل عبد الكريم العام 2004م وهو أخطر فهو من الزغاوة وكان ضابطاً في الجيش التشادي. تذمر جبريل بسبب نفوذ الترابي على الحركة ولأن د. خليل يصر على إدارة أدق التفاصيل. انفصل مع جبريل أقرباؤه من الزغاوة والكابكا الذين يقيمون في تشاد. نجد تأكيداً لمانشره اليكس دي وال وجولي فلنت في العريضة التي رفعها الى الأمين العام للأمم المتحدة نصر الدين حسين دفع الله مبرراً انقسامه وجماعته من قيادة د. خليل لحركة العدل والمساواة. قال نصر الدين حسين في الوثيقة (بتاريخ 7/01/2007) أن د. خليل متطرف دينياً وينتهك حقوق الإنسان ويمارس العصبية القبلية والمحاباة ولا يسمح بشفافية مالية. معظم القادة من أسرة خليل بل من أقرب الأقربين له. مثلاً: د. جبريل ابراهيم (مستشار خليل) هو أخوه، وعبد العزير عشر أيضاً أخ غير شقيق، وأحمد تقد لسان خاله أو عمه، والجنرال عبد الله بندة ابن عمه، وكذلك بشارة سليمان النور، بحيث أن (24) من مجموعة القيادة العليا البالغ عددهم (27) من أسرة واحدة تحت قيادة خليل! كان غزو أمدرمان مغامرة غير مدروسة ولا نفهم أبعادها إلا عندما ندرك الخلفية التي نشرها باحثان بريطانيان أمينان!
|
|
|
|
|
|