لماذا يعيش السودان أزمة «القيادات السياسية العنصرية»..؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 08:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2008, 02:28 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا يعيش السودان أزمة «القيادات السياسية العنصرية»..؟

    http://alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=48349

    حادثة أم درمان» لا تعبر فقط عن أزمة سياسة حكيمة تجاه الشعب السوداني، وإنما تبلور إلى أي حد تعاني البلد من قيادات سياسية لم تستطع أن تحقق الاجماع المطلوب لحل مشاكلنا. وإذا كنا قد قلنا بغياب الشخصيات الحكومية التي تحقق الانجاز، بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع ايديولوجيتها، إلا أن الشخصيات الموجودة في المعارضة السلمية والعسكرية لم تكن في مستوى الأزمة. ليس فقط أزمة دارفور، والتي هي في الواقع أزمة الخرطوم، وإنما كل الأزمات المرتبطة بالسياسة والاقتصاد والإعلام والعسكرية والتربية... إلخ.
    هذا الاهتمام الكبير الذي أولته القيادات السياسية وحتى معظم السودانيين لحادثة أم درمان لم يتماثل في شأن دارفور، وبتقدير بسيط فإن العنصر البشري الذي يموت يومياً في دارفور لا يهم الناس وإلا فرضت المسؤولية على الشعب السوداني وقياداته إيقاف نزيف الدم هناك لتأمن «البقعة المباركة». وإذا تمت إدانة القادة في الحكومة والمعارضة لضعفهم فإن دور ممثلي الشعب سيكون محل تساؤل إذا أبدوا اهتماماً كبيراً بأمر ترويع مواطني ام درمان أكثر من الاهتمام بأمر مئات المدن والقرى في دارفور، والتي تحولت بسبب السياسات الحكومية وعدم جدية القيادات في السلام والمعارضة إلى ديار للخراب والرعب والقتل والاغتصاب وغيرها من منغصات الوجود.
    هذا التناقض في المواقف هو أس الأزمة في السودان.. ولكننا بوعي وغير وعي نقود أنفسنا إلى تعميقه والمساهمة في نهاية البلد ما دام أن العقلية التي تحكم غالبية قياداتنا الحاكمة هي عقلية عنصرية لا غير.. وما دام أن غالبية قياداتنا المعارضة أيضا تتصرّف بنفس المنهج إلا من رحم ربي.. وما دام أن غالبية قيادات حركاتنا العسكرية تتعنصر أيضاً لقبائلها في مشوارها لتحقيق نصر لمواطن دارفور المسكين في منازلة الحكومة.
    هذه العنصرية المقيتة التي تعمقت بتناقضات القيادات السياسية وفشلها في تجاوزها إلى وحدة قومية سيدفع الشعب المتفرّج ثمنه، وقد دفع الكثير منذ الاستقلال وعليه الاستعداد لتحمل ما يخبئه المستقبل إن لم يتحرّك. ومحاولات الحذلقة السياسية التي يبذلها هؤلاء السياسيون في الكسب السياسي والظهور الإعلامي ليست هي إلا لتغطية الدوافع العميقة في الهيمنة على مصالح مجموعات محددة. ولعل في التصرفات التي بذلت ضد أبناء دارفور في العاصمة القومية بعد «حادثة أم درمان» تعبير عن الروح الداخلية لمن يخدمون أفراد هذه الأجهزة.
    والدولة المركزية في السودان تعرضت لحركات انقلابية ومحاولات غزو خارجي من خلال مكونها السياسي المعارض وتم ترويع المواطنين في كل محاولة عنف ولكن بدا أن هذا المبدأ -مبدأ استخدام العنف- مطلوب فقط للقيادات السياسية التي تتحدر من الوسط النيلي.. ولكنه مدان بدرجة قاسية إذا قاد هذا العمل أبناء قوميات خارج «مثلث حمدي».. وإذا لم يكن هذا صلب العنصرية.. فما هي العنصرية إذن؟ وإذا كانت هذه القيادات السياسية الممثلة لـ«أ» حاكمية الله و«2» الجمهورية الإسلامية و«3» الصحوة الإسلامية، تؤمن بمبدأ الإسلام وتحاول تطبيقه على الأرض فما الذي يجعلها تسقط أخلاقياً وقيمياً وإنسانياً في حال ترجيح ميزان «العدل والاستقامة في التفكير» نحوها دائماً حين تدين العنف العسكري الذي جلبته لبلد الغالبية المسلمة، وحين تبرر فيما بعد سلوكها التاريخي في الاستعانة بالعنف.
    وإذا قبلنا حجة السيد الصادق المهدي في أن العنف الذي صاحب حادثة أم درمان مدان كونه أتى بعد أن تبدى له أن الزمن «زمن تراضي» يختلف عن «زمن نميري» الذي قفل الأبواب أمام تراضي السودانيين، ولكن ألم تكن للقيادة السياسية لدولة النميري المركزية تبريراتها ضد «المرتزقة» كما التبريرات التي أعادت سلطة الانقاذ استنساخها من ذلك العهد، العهد الذي كان فيه غازي صلاح الدين وعبد الرسول النور مجاهدين وبواسل حين امتطوا صهوة الريح لاستهداف أم درمان.
    أما ولو كان استدراك الصادق المهدي الأخير الموحي بأنه يجب التعامل بحزم مع «العنيفين الجدد» هو ثمار حكمة التجربة التاريخية في المعارضة والحكم، ولكن يبقى السؤال: هل سيقوم الصادق المهدي الزعيم الإسلامي الصادق بالاعتذار للشعب السوداني عموماً وسكان ام درمان خصوصاً وأبناء وأحفاد من دفعهم في يوليو 1976 لأخذ السلطة بالعنف في تلك الأيام، والتي كانت أحداثها أكثر عنفاً وترعيباً للأهل من العنف الذي أتى به الدكتور خليل إلى «مدينة من تراب» كما وصفها علي المك؟
    وإذا كان للسيد الصادق المهدي تبريراته العرجاء والتي تتمحور حول ذاته حين يقرأ الظرف الحالي فهل يقبل منطق أن من حق الآخرين أن يقيموا الواقع الذي يعايشون مذابحه اليومية وبالتالي يسعون للثأر من الدولة المركزية التي روع السيد الصادق مواطنيها في ذلك اليوم واستباح هو وشركاؤه إمكانية التغيير بالعنف.
    إن هذه القيادات السياسية اليمينية لا تستطيع -ونقولها بملأ الفم- أن تحقق شيئاً لغالبية المواطنين السودانيين كما أنها لا ولن تستطيع أن تخدم أهدافها على الاطلاق ما دام أنها تفتقد الاستقامة في التفكير السياسي الاستراتيجي، وما دام أنها حتى الآن تدير تنظيماتها السياسية بنرجسية عالية وإدعاء وطني فارغ.. إذ أن قياداتنا السياسية في التعامل مع الأحداث يثبت انتهازيتها وقصر نظرها وضعف بصيرتها وسذاجة طرحها وضعف شجاعتها في مواجهة الواقع.
    ودلونا الآن على القائد المحنّك الذي أثبت على جمع السودانيين حول «كلمة سواء» في برنامجه السياسي، وأعلمونا بمن هو القائد الذي حقق الديمقراطية والشفافية في تنظيمه السياسي، ومن الذي ارتبط بمبدأ لم يحد عنه في حياته السياسية الطويلة أو القصيرة، بل ودلونا عن القائد الذي ألهم كوادر حزبه بالتفاني في العمل السياسي بدلاً عن جعلهم يتفانون التفاني للبحث عن سبل للهجرة بحثاً عن المصلحة الخاصة داخل السودان وخارجه.. ودلونا عن الزعيم الذي تقدم قادته في معارك العنف التي تمت ولم يهرب منها في الميدان أو يراقبها من شرفات الفنادق أو عبر الفضائيات.. ودلونا عن القائد الذي عبّر عن أحلام الجيل الجديد الذي سأم من لعبة «الحرامية والعسكر» التي حطمت أخضر ويابس السودان، ودلونا على القائد الذي لم يبدّل المبادئ بما يناقضها أو يساوم بها لكسبه الشخصي أو الحزبي أو القبلي؟
    إن حادثة أم درمان هي واحدة من تفاصيل (53) عاماً من اللت والعجن التي أوصلتنا إليها القيادات السياسية، منهم من لقي حتفه وبعضهم ينتظر، ومع ذلك لا يريدون الاعتزال أو سن الشفافية في أحزابهم والاستقالة عن المشهد السياسي وترك الفرصة لآخرين قد يملأوا التنظيمات السياسية والساحة الوطنية بالحيوية والنشاط والأمل، كما شهدنا ذلك في «الدول الكافرة» التي لا تتبنى مشاريع فاشلة مثل الحاكمية لله أو نهج الصحوة أو الجمهورية الإسلامية.. وهي ذات الدول التي لا تربطها بقيم الإسلام أو مبادئه رابطة أو عقد..
    لقد انبثقت حادثة أم درمان من جبل الظلم التاريخي الذي أوغر صدور الناس إلا القيادات السياسية التي تجند الناس لمعارك نصرها. إنها جاءت بسبب التهاون الوطني الذي عجز القادة السياسيون والنخب المثقفة من خلقه للتعامل مع أزمة دارفور بالجدية المطلوبة. وهي الأزمة التي أصبحت معروفة في كل بيت في الدنيا بسبب انشغال قياداتنا المعارضة المهرولة نحو النظام للتوظيف. لقد عجزت هذه القيادات بطبيعة الحال عن خلق تيار وطني حادب وموحّد من شأنه أن يضع مشكلة دارفور أسبقية أمام كل القضايا السياسية. ولذلك على قيادات القرن الماضي أن تستقيل لتتيح المجال لقيادات من الجيل الجديد.
    وطبعاً من حق قياداتنا السياسية أن تدافع بأنها سعت عبر «الحلول الثنائية» أو بمجهوداتها الفردية لحل الازمة، ولكن واقع الحال يكذب دفاعهم ولو صدقوا لوقفنا على الأرض على جسم قومي تواضعت عليه قياداتنا السياسية وجماهيرها للتفاكر حول وضع حدٍّ للأزمة التي تتناقل مآسيها وكالات الأنباء العالمية كما تناولها لحادثة أم درمان التي أيقظت الزعامات على حقيقة الموقف. لقد كفرت تماماً بقياداتنا السياسية التي لم نستطع أن نحولها إلى متاحف ودعونا نفكر للبحث عن حلول وسط الجماهير.
                  

05-15-2008, 02:42 PM

ابوعسل السيد احمد
<aابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يعيش السودان أزمة «القيادات السياسية العنصرية»..؟ (Re: صلاح شعيب)

    كالعهد بك أستاذ صلاح شعيب لا تعوزك النظرة الثاقبة و الجهر بانحيازك إلى الحق
    و اعمال مسبارك لفضح النخب الداينوصورية في ربقة فشلها المقيم و تواطؤها مع
    الدكتاتورية..
    ها قد سبرت اليمين فل نطمع في اليسار يخضع لمنظارك على ضوء أحداث السبت العاشر
    من أيار و تاريخ البلاد الحديث؟ لعله مشروع لمقال تال..


    تعيش
    أبوعسل
                  

05-15-2008, 04:12 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يعيش السودان أزمة «القيادات السياسية العنصرية»..؟ (Re: ابوعسل السيد احمد)

    الزميل ابو عسل السيد احمد

    شكرا لمداخلتك الناقدة والمحكمة وآمل
    أن نفي كل الاشياء حقها..وتراني منشغلا بتقديم اطروحة
    حول "فصل العرق عن الدولة" وربما فيهاتفصيل أكثر,ووقتهانحتاج أيضا لتصويبك.
    ولك تقديري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de