|
|
 ولماذا لا يحق لسامى الحاج ان يلقى كل ه1ا الاهتمام ؟؟؟
|
لقد حفل المنبر على مدى الايام التى تعاقبت على الافراج عن سامى الحاج بالعديد من التساؤلات حول الضجة الاعلامية والجماهيرية التى رافقت الافراج عنه ، وأخرى استنكرت الاهتمام به دون غيره من بقية المفرج عنهم .
بالنسبة للشق الاول : اود أن اذكر بأن سامى الحاج لم يعد فردا بل أضحى رمزا من رموز النضال والتضحية ، هو الذى جسد الروح السودانية الصلبة فى اروع صورها حتى اكتسبت قضيته بعدا عالميا تناولته اجهزة الاعلام الاجنبية قبل السودانية ، وبادرت بإثارة قضيته التى بات يعرفها المواطن الامريكى الذى عرف بالجهل المطبق قبل المثقف السودانى .
لقد تبنى قضية سامى أشهر المحامين " كلايف ستافورد سميث " الذى تحدى كافة اشكال المراوغات والعقبات التى وضعتها ادارة معتقل غوانتنامو فى طريقه لثنيه عن متابعة قضية سامى ، لكن الرجل وانطلاقا من قناعته بأن قضية سامى هى قضية لا تمت للارهاب بصلة لم تفتر ارادته وانما ناضل لعدة اعوام حتى نجح اخيرا فى الالتقاء به فى معتقله ، حيث كشف كافة ملابسات قضية سامى التى تندرج تحت اطار ضغوط الادارة الامريكية على قناة الجزيرة ليس الا ، وما جاء على لسان سامى من خلال محاميه ان كل انواع التعذيب التى مورست والتى وصلت حد المهانة والاذلال بالاعتداء على رجولته كانت تهدف لكسر شوكته ليرضخ لمطالب الجبروت الامريكى بتجنيده جاسوسا لصالحها . وحدث ما كانت تتحاشاه الادارة الامريكية من ان يقوم المحامى بكشف الوضع المزرى الذى يعيشه سامى .
وكان تقرير المحامى كلايف عن سامى الحاج نقطة الانطلاق التى بدأت منها الاصوات تتعالى بالمطالبة باغلاق معتقل غوانتنامو ، ومنها انطلقت قضية سامى لتأخذ بعدا تجاوز كل الحدود الجغرافية واصبح قضية عالمية ، تناولها عدد من الكتاب فى العديد من المواقع ، وجندت لها قناة الجزيرة طاقاتها لاستقطاب تضامن القراء مع قضيتة .
وما قامت به قناة الجزيرة من احتفال ضخم فى الخرطوم احتفاء بالافراج عن سامى حضره اعلى قمة فى هرم ادارة الجزيرة الشيخ ثامر آل ثانى رئيس مجلس ادارة القناة ومديرها العام وضاح خنفر الذى رافقه فى رحلة عودته للسودان ، ما هو الا دليل يضاف الى قائمة الادلة التى تصب فى خانة الاعتراف بفدائية سامى .
اما بالنسبة للشق الثانى : فالنرجع الى معتقل غوانتنامو ، ثم لنتساءل : لماذا تبنى المحامى كلايف قضية سامى دون غيره من المعتقلين ؟ ... الاجابة يمكن أن نستشفها مما سبق ذكره فى ان قضية سامى تعتبر قضية سياسية بحته ولا صلة لها بالارهاب ، فقد اعتقل الرجل اثناء تأديته لمهمة كلفته بها ادارة قناة الجزيرة كمصور ، ووجوده فى ذلك الموقع وفى تلك الاثناء اعتبرته الادارة الامريكية صيدا ثمينا سارعت باستغلاله بهدف النيل من قناة الجزيرة التى كانت تعتبرها العدو الاول الذى تخشاه أكثر من اى ارهاب آخر ... أما بقية المعتقلين فلربما كانوا فى قلب الحدث ، ووصمت بهم تهمة المشاركة فى العمليات العسكرية للقاعدة او طالبان كغيرهم من آلاف المعتقلين الذين كانوا جنودا تحت لواءاتها واعتبرتهم ارهابيون فى عرفها وقوانينها التى سنتها لحظة فتح ابواب معتقل غوانتناموا دون مراعاة لأى اعتبارات انسانية او حقوق مدنية
أما قضية سامى الحاج فهى تختلف عن قضية اى معتقل آخر ، وعلى مدى السبع سنوات التى مضت على سجن آلاف الاشخاص فى هذا المعتقل لم نسمع بسجين عربيا كان ام مسلما اجنبيا أشيع عنه أنه اعتقل لأنه كان فى الزمان والمكان الخطأ . الا سامى الذى لم تتناقض مسببات اعتقاله منذ مراحل ترحيله من افغانستان مرورا بعدة محطات وحتى استقراره فى غوانتناموا .
إذن فهو أحق بالتضامن والدعم والمساندة لأنه كان ضحية ليس الا ...
وأخيرا ،،، وبعد كل هذا أليس بكاف لنا ان نفخر ونعتز بهذا الانسان السامى ونتخذه رمزا لنا بين الشعوب !!! أليس ذلك بكاف لأن نتجاوز كل المفاهيم والتاويلات والاستنكارات والا تعمينا انتماءاتنا ومواقفنا عن التمييز بين الابيض والاسود !!! .
لقد جعل العالم سامى رمزا وقضية ، شعوب على اختلاف اعراقها وانتماءاتها تعاطفت معه دون غيره حتى الفلسطينى والعراقى وهم فى خضم مآسيهم ، حشدوا التأييد له والمناصرة واغرقوا البريد الالكترونى لعدد كبير من المواقع بعبارات التضامن ... وحتى بعد الافراج عنه لم ينسو ان يسجلوا ارتياحهم بانفراج ازمته ... فلماذا نحن أهله وعشيرته وبنوا جلدته نمعن فى تقليص حجمه والتصغير من قدره بل وتعدينا ذلك باستفزازه ؟؟؟ وعلى الملأ !!! لماذا نوجه سهامنا لصيده بعد ان حلق عاليا فى الهواء يتنسم عبير الحرية ؟؟؟ لماذا تريدون ان تقتلوه بأفواهكم حين لم تنل منه مطارق جلاديه على مدى سبعة اعوام ؟؟؟ لماذا تريدون ان تحولوا سبعة ايام من عمر حريته بمقام سبعة سنوات فى معتقله ؟؟؟
الموقف لايحتمل التأويل يارفاق ولا هو مجال للمزايدة التى استنكرتموها ،
فلنطرح كل ما عداه جانبا ولنجعل وجوده لمسة وفاء علها تفشى قليلا من جراحات السنين .
واخيرا لا تشوهوا هذا الرمز ، ولا تشوهوا تضامننا وتكاتفنا الذى نعتبره عباءة نتمخطر بها فى شوارع وأزقة الدنيا ...
فتشمتوا بنا الاعداء ....
|
|
 
|
|
|
|
الفاتح الجنيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست