سلمي التيجاني تكـتـب من لندن :دبلوماسية الحاويات تفتح أبواب غوانتنامو لسامي الحاج.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-09-2008, 01:39 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سلمي التيجاني تكـتـب من لندن :دبلوماسية الحاويات تفتح أبواب غوانتنامو لسامي الحاج.

    دبلوماسية الحاويات تفتح أبواب غوانتنامو لسامي الحاج.
    ----------------------------------------------------

    الـمـصـدر: القدس العربي
    09/05/2008
    سلمي التيجاني:
    ( كاتبة من السودان مقيمة في بريطانيا).

    الحاويات هي حاويات أمريكية كانت محتجزة في بورتسودان الميناء البحري الرئيسي بالسودان، ولا يعلم إلا الله وحكومتا السودان والولايات المتحدة ما بها. لكن الأمريكان يقولون ان مواداً للبناء أُرسلت علي متنها منذ عام بغرض تشييد مبنيً للسفارة الأمريكية جنوبي الخرطوم، ثم انتقلت الحاويات من كونتينات تحمل ما تحمل إلي ملف بين ملفات مهمة كالقضايا الخلافية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني شريكي الحكم في السودان، وقضية دارفور، يُتفاوض عليها بين السودان والولايات المتحدة وتعتبر تسويتها شرطاً للتطبيع بين البلدين في لقاءاتهما التي بدأت بشكلها الرسمي في منتصف الشهر الماضي بروما.

    ومهما ارتفعت قيمة ما بداخل الحاويات المادية فلن تضعها بين هذه القضايا، فالولايات المتحدة التي تنفق أربعة آلاف مليون للمساعدات الإنسانية بدارفور ومناطق سودانية أخري وتساهم بـ80% من نشاطات برنامج الغذاء العالمي بالسودان، كما جاء في بيان الخارجية الأمريكية الأخير عن عقوباتها علي السودان، لن تكون في حالة عوز يضطرها للتفاوض حول مواد بناء مع دولة ظلت تصنفها منذ فترة ليست بالقصيرة وحتي آخر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية في الأسبوع المنصرم بأنها إحدي أربع دول ترعي الإرهاب في العالم. وذلك ما يدعو للتوقف إما حول ماهية مواد البناء التي تحملها الحاويات أو العقلية الأمريكية في التعامل مع مصالحها وإن قل شأنها أو الاثنين معا.

    ويبدو أن اجتماع روما سيشكل علامة فارقة في تاريخ العلاقات السودانية الأمريكية، فقد كانت أولي ثماره اطلاق السلطات السودانية لسراح حاويات مواد البناء الأمريكية، وبدأت الخارجية السودانية تتحدث عن أنها لم تفرج عن الحاويات بسهولة وأنها تنتظر المقابل، ثم يمر يومان وتحط إحدي طائرات القوات الجوية الأمريكية بمطار الخرطوم وعلي متنها ثلاثة من السودانيين الذين قضوا فترات تتراوح بين خمس وست سنوات لكل واحد منهم بمعتقل غوانتنامو بكوبا، حالهم وهم يغادرون الطائرة الأمريكية كحال الدول التي تغادر أو يغادرها الاحتلال الأمريكي، بعضها يخرج قوياً متماسكا كحال أمير يعقوب أحد المفرج عنهم الذي خرج من الطائرة مطمئناً وكأنه أكمل لتوه صلاة الفجر، ثم هوي علي الارض يسجد شاكرا لله، وبعض الدول تخرج منهكة متعبة لا تقوي علي الوقوف حتي وإن مد لها المحتل يد العون كحال العراق الذي لا استطاع الأمريكان الخروج منه ولا استطاع هو أن يعود دولة من جديد، ودول أخري تُخرج المارينز عن أرضها فيغادرون كسيرين وتبقي هي أبية رغم جراحها كما حدث في الصومال عندما سحل المواطنون الجنود الأمريكان في شوارع مقديشو.

    فارق اليومين بين الحدثين يجعل من الصعوبة تجاوز العلاقة السببية بينهما، نعم ان لمنظمات حقوق الانسان العربية والإقليمية وتنظيمات الصحافيين في كل أنحاء العالم دورا في التذكير بمظلمة سامي الحاج مصور قناة الجزيرة أحد الثلاثة المفرج عنهم، وكذلك للاتحاد الأوروبي جهود في متابعة قضيته كأشهر سجين بغوانتنامو، ولا ينسي أحد الوقفة الوفية لقناة الجزيرة مع مصورها طوال سنوات اعتقاله الست وإبقائها لقضيته ساخنة، ثم منظمات حقوق الإنسان العالمية ودعواتها المتكررة لإغلاق معتقل غوانتنامو.

    وقد قالت جينفر داسكل كبيرة مستشاري قضايا الإرهاب في منظمة هيومان رايتس ووتش في أحد تقاريرها إن إغلاقه سيساعد في إحياء السلطة الأخلاقية التي تحتاجها أمريكا لمحاربة الإرهاب، وكأنها تقول بعبارات أكثر تشذيبا ان أمريكا بوجود معتقل غوانتنامو تسقط يوميا في امتحان الأخلاق، لكن وكما يقول المثل السوداني البرقص ما بغطي دقنو فأمريكا لا تعتبر الأخلاق أصلا جزء من مقومات قوة الدول وفي عالمها الذي تحكمه لغة المصالح لا صوت يعلو فوق صوت مصالحها.

    ولأن أمريكا واسرائيل تنتميان لذات المدرسة الأخلاقية، أو فلنقل اللاأخلاقية، فالطريقة التي يتعامل بها حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين مع اسرائيل تدعو للإعجاب وتنم عن فهم حقيقي للطريقة التي يفكر بها العدو، فاسرائيل لن تلتفت لصراخ الأبرياء وهم يلفظون أنفاسهم تحت الأنقاض لكنها تركض حد الهرولة إن وقع أحد جنودها في الأسر، لذلك اجتهد حزب الله في حربه مع اسرائيل لأسر ما يمكن أسره من الجنود، وتنظم حماس حملات لاصطياد الجنود الإسرائيليين متي ما سنحت لها الفرصة وبذلك يضمنان وضعاً تفاوضياً مميزاً يمكنهما من وضع شروط اللعبة وإدارتها علي طريقتهما.

    بذات العقلية تعاملت الولايات المتحدة مع قضية الحاويات، فقطعا لا يهمها سامي الحاج الذي اعتقل بلا ذنب (مضرباً عن الطعام لمدة 475 يوماً) ولا يهمها تدهور وضعه الصحي ولا ست سنوات تنقضي من عمره سديً، ولن تلتفت لمعاناة رفيقيه وما يلاقيانه من ظلم وقهر بل ولا يهمها حتي معتقلو غوانتنامو الخمسمائة (وفقا لهيومان رايتس ووتش حتي ايار/ مايو 2006)، تهمها فقط حاوياتها حتي انها تجاهلت انتقادات لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس وأصوات جماعات الضغط بسبب تقاربها مع الحكومة السودانية في اجتماع روما.

    ولعل ما نخلص إليه من هذه الحادثة ونضيفه لسوءات أمريكا الكثيرة أنها وفي سبيل مصلحتها يمكنها أن تفعل كل شيء وانها بذلك تكون قد أدخلت دبلوماسية الحاويات كنوع جديد من طرق التعامل بين الدول لعل بعض الجهات الأكاديمية تجد في تدريسه ما يفيد الشعوب المضطهدة حول العالم ويوضح لها خارطة الطريق للوصول إلي طاولة مفاوضات أمريكا، فقط أتمني ان تكون الحكومة السودانية قد احتفظت بعدد من الحاويات لتفاوض بها علي إطلاق سراح السودانيين المتبقيين في غوانتانامو وحاويات أخري لتسوية قضية دارفور.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de