حـسـن نجـيـلة .. رمز التـاريـخ الخـالد

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 00:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2008, 10:46 PM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حـسـن نجـيـلة .. رمز التـاريـخ الخـالد

    في الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل حسن نجيلة
    """"""""""""""""""""""""""""""
    إعداد: مصطفى محمد الحسن
    التكريم والتأبين ظاهرتان من مظاهر المجتمع السليم المتسم بالإنصاف والمدرك نحو أبنائه المخصلين فكلاهما بمثابة شرف يمنحه المجتمع الى أبنائه ممن تؤهلهم الى ذلك أعمالهم، فتكريم الأحياء وتأبين الموتى وإن هما اشتركا في صفتيهما كوسام شرف في كونهما حافزاً للفرد لمضاعفة جهوده لمجتمعه ليصير جديراً بالتقدير والتمجيد، إلا ان النوع الأول من التكريم حفل يرى فيه المحتفى به بل ويحتل منه مكان الصدارة بوصفه ضيف الشرف ويتسم مثل ذلك الحفل بجو البهجة والسرور ويطيب فيه الحديث ويحلو الكلام وتبنى فيه الآمال الكبار.

    أما التأبين فإنه حفل أول ما يفتقد فيه هو الشخص المحتفى به ويتسم جوه بطابع الحزن ويفيض جوانبه بشعور بالأسى لفقدان المحتفى به والحسرة لما لحق بالمجتمع من خسارة فادحة بفقد أحد أركانه المخلصين العاملين من أجل الذود عن حياضه وحريته.

    لقد سرني أن أقيم حفل تأبين بقاعة الشارقة جامعة الخرطوم بمناسبة مرور «52» عاماً على رحيل أستاذ الأجيال حسن نجيلة صاحب الفضل في الذود عن حياض الوطن والعمل على رفعة شأنه من خلال عمله الصحافي وتوثيق ما كان مهملاً من تاريخ السودان الحديث ليصبح متاحاً لتعريف الأجيال بماضيها الناضر الذي نتزود به لصناعة الحاضر وبناء المستقبل.

    وجدت وثيقة خطها يراع والدي الشيخ محمد الحسن محمد سعيد عليه رحمة الله الى صديقه ورفيق رحلته النضالية بمناسبة مرض نجيلة يرحمه الله بعد أن شُفي من وعكة ألمت به أثناء حياته، ولقد رأيت أنها ذات فائدة للباحثين من أبنائنا، خاصة والرسالة تتطرق الى أحداث مهمة فيها بعض خبايا المواقف التاريخية في بلدنا يهم الناس ان يعرفوا عنها الكثير وإليكم نصها:

    أخي الجليل الاستاذ الكبير حسن نجيلة لك التحية والإكبار والإجلال والتهنئة الحارة من أعماق قلبي، التهنئة إليك بعد شفائك مما كنت تعاني من الألم، كنت والأسرة نشاركك نحن بالمنزل الى جانب إخوتك في نادي الخريجين بأمدرمان، وندعو الله في كل صلاة جماعة أو فرادى ان يهبك ثوب العافية، ويسبغ عليك آلاءه ولطفه بالشفاء التام الكامل ليطمئن عليك إخوتك وأصدقاؤك وتلاميذك الكثيرون، أما أسرتك الكريمة، أبناؤك الأبرار وأصدقاؤك فقد خفوا من سنجة جماعات وأفراداً وأخيراً وليس آخراً - أما انا الذي تربطني بك أوثق عرى الإخاء والصداقة والود، التي نمت وترعرعت في ربوع شندي منذ الثلاثينات، شندي الزاهية الزاهرة الخضراء، التي كم نحبها ونجل أهلها الفضلاء الأوفياء، وهم بكل جد سعداء ولَكَم أمطروني برسائلهم وتلفوناتهم بالسؤال عنك والدعاء لك.

    أخي حسن: لعلك عاذرني، إذ تأخرت في كتابة هذه الأسطر الى الآن بعد ان عاودت نشاطك في بابك المفضل منذ الاربعينات بجريدة «الرأي العام» - خواطر - تلك الخواطر التي أثريت بها المكتبة السودانية في ملامح من المجتمع السوداني وفي ذكرياتي في دار الكبابيش وفي دار العروبة والاتحاد السوفيتي تلك الكتب الغنية عن التعريف وغيرها من الكتب التي درجها يراعك عن جولاتك في خارج السودان.. أخي حسن: تأثرت من نفس الخاطرة التي نشرتها لك جريدة «الصحافة» الغراء قبل أيام حول ذكرى أمير الشعراء احمد شوقي رحمه الله وعن شعره بين أنصاره ونقاده، ولقد كان مجتمعنا السوداني في تلك الحقبة من أكثر الشباب المثقف تعلقاً بالأدب والشعر ويتأثرون بكل ما حبا مصر من علم وآداب، أثارت في نفسي ذكريات مما أكاد أحفظه عن ظهر قلب، لما حبوت أنت شندي من حيوية، خاصة في منزلك الذي كان يشاركك السكن به وأنت عازب الاستاذ المرحوم محمد حسن العطا وأن تلك الدار كانت ملتقى الأدباء والشعراء والأفذاذ من الشباب الطموح المتطلع لحرية بلاده من الاحتلال البريطاني الذين كانوا يتقاطرون عليك وفي طليعتهم شاعرنا الفحل محمد سعيد العباسي ومولانا محمد أحمد المرضي والاستاذ مبارك زروق والاستاذ الجليل يوسف إبراهيم أبو النور والشيخ عبدالإله إبراهيم أبوسن والاستاذ داؤد عبداللطيف ومحمد حاج حسين مدير الأراضي السابق بأمدرمان وعبدالرحيم إدريس القاضي السابق، كما انضم الى المجموعة صفوة وخيرة خيار شندي العالم الزاهد والمجاهد السياسي الطيب بابكر وعبدالكريم محمد السيد التقى الخلق، السامي الوطنية وكنت أنا بينكم أشارك في المساجلات الثقافية التي درجنا عليها في جمعية شندي الأدبية، وكثيراً ما كان يجيء أخي الاستاذ يحيى محمد عبدالقادر الصحافي المخضرم ورئىس تحرير أنباء السودان التي كان لها لونها وطعمها. وكنا نستمتع بشعر العباسي وإنشاده الرصين كما كنا نحس ونلمس ذكاء ذلك الفتى الفذ ومقدرته النادرة في حفظ الكثير للشعراء الأقدمين من العرب.

    وشعراؤنا القوميون وفي مقدمتهم شاعرنا الفحل «الحاردلو» الذي كثيراً ما أنشد شعره الوطني الجليل مولانا الشيخ محمد أحمد المرضي، كما كنا نساير الأحداث والتيارات الوطنية، حيث لبيت أنت دعوة اخوتنا في الجمعية الأدبية لحضور مهرجانها العام 9391م بودمدني وكان المفروض ان يرافقك شاعر المؤتمر علي نور ولكن كان رؤساؤه الإنجليز يكرهونه ويكثرون من تقديمه للمحاكمة في مجالس التأديب، وبينما كان يستعد للسفر معك إذا بخطاب يصله بأن لا يبارح شندي توطئة لتقديمه لمجلس تأديب خلال أيام العيد، فأبرق لمهرجان مدني برقيته التي أصبحت تتناقلها الألسن تندراً بالاحتلال الإنجليزي.

    شغلتني مجالس التأديب

    عن قيامي بواجب الأديب

    ولكم أنا مدين لك يا أخي حسن لما كنت تعيرني من الكتب الأدبية النادرة وما كنا نتبادله من مجلات الرسالة والثقافة التي كانت تأتي من مصر رأساً لشندي لدى دكاني ومكتبة الأخ الاستاذ إدوارد سمعان ميخائيل لقلة قرائها في ذلك الوقت.

    ولا يفوتني ذكر مجلة آخر ساعة لمؤسسها الأستاذ محمد التابعي من تعليقات سياسية وكاريكاتير معبر وليد الأحداث السياسية آنذاك بمصر والسودان، وكنا جميعاً نتابع حزب الوسط - الوفد- بزعامة رئىسه الخالد مصطفى النحاس باشا الذي أطلقت أنا اسمه على أحد أبنائي.

    أما أثرك يا أخي حسن في مجتمع شندي عندما كنت سكرتيراً لنادي شندي يرأسه ذلك الرجل العظيم عبدالرحمن إبراهيم رمضان رحمه الله الذي كان مأموراً لمركز شندي وكيف كنت تقيم في كل اسبوع ندوة أدبية أو محاضرة عن موضوع وما فيها من تحايل على الإنجليز لإشاعة الوعي الوطني.

    كما لا أنسى سعيك الحثيث لقيام أول لجنة فرعية بشندي لمؤتمر الخريجين منذ نشأة المؤتمر، الذي كان يتهيب كبار الموظفين في شندي الاشتراك في عضوية المؤتمر خوفاً من بطش المستعمر بهم، كما لا أنسى دعوتكما أنت وشيخ عبدالإله أبوسن المواطنين عندما سمعتم بأن الأمير محمد عبدالمنعم بن عباس حلمي باشا الثاني يستقل القطار من الخرطوم في طريقه الى مصر وكانت شبه مظاهرة شعبية استقبلته بمحطة شندي وكان في استقباله من المسؤولين آنذاك البكباشي - مقدم - واللواء فيما بعد حامد صالح المك يرحمه الله وقد قصدنا بتلك المقابلة ان نعبر عن مدى تعلق المواطنين بالروابط التي تربط تاريخياً وأزلياً السودان ومصر.

    أخي حسن أرجو أولاً وأخيراً أن أزجيك تحيات الإخلاص والود الصادق الصدوق وأن يكلل الله مسعاك ويمدك أبداً بالعافية لخدمة بلادنا.. والله الموفق.
                  

05-08-2008, 10:47 PM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـسـن نجـيـلة .. رمز التـاريـخ الخـالد (Re: يسرى معتصم)

    سيرة الراحل حسن نجيلة

    ولد بمدينة سنجة مديرية النيل الأزرق سابقاً في العام 1912م لأسرة تنتمي من ناحية الأب الى الركابية الصادقاب وترجع جذورها الى قرية «مورة» بالشمالية.

    تلقى تعليمه بمدرسة سنجة الأولية ثم قسم العرفاء بكلية غردون التذكارية وتخرج فيها العام 1931م مبتدئاً حياته العملية كمدرس بالمرحلة الإبتدائية في ذات العام.

    بدأ عمله بدار الكبابيش للمرحلة التي كان نتاجها كتابة ذكرياتي في البادية العام 1932م.

    بدأ عمله الصحافي بمشاركات منذ أن كان طالباً بكلية غردون.

    كان على صلة وثيقة بأدباء مصر وعلى رأسهم عباس محمود العقاد الذي ضم صالونه نخبة من مثقفي السودان أمثال الدكتور عبدالله الطيب رحمه الله ومصطفى أبوشرف حفظه الله تعالى.

    كصحافي حرر بجريدة «الرأي العام» المرموقة عموده (من يوم الى يوم) حتى مصادرة الصحف في عهد مايو 1969م.

    أصبح رئيساً لتحرير جريدة «الرأي العام» الاسبوعية بالاشتراك مع محمد سعيد محمد الحسن 1970م.

    بعد توقف جريدة «الرأي العام» الاسبوعية انضم لجريدة «الصحافة» وحرر فيها عموده «خواطر»، وخلال هذه الفترة كتب في مجالات السياسة والصحافة والأدب والعمل الوطني ولقد تركز جهده في الحث على تنمية العمل الوطني.

    العام 1966م أصدر مجلة القلم الشهرية وقد وزعت في معظم الدول العربية وشارك فيها النجوم من الكتاب العرب أمثال بنت الشاطيء والدكتور محمد سعاد جلال مما ساعد على إبراز جوانب الثقافة السودانية الى العالم العربي.

    العام 1965م أصدر بإتفاق مع مالك صحيفة «الرأي العام» الاستاذ إسماعيل العتباني «الرأي العام العدد الاسبوعي» الذي يعتبر أثرى روافد الحياة الثقافية والسياسية في السودان وقد كانت تتخاطفه الأيدي واستمر في الصدور حتى إنقلاب مايو 1969م.

    ساعد وبجهد جهيد في تأسيس الكثير من المدارس الأهلية في الفترة ما بين 1939- 1949م.

    أصدر في حياته ما لا يقل عن عشرة كتب هي:-

    ملامح من المجتمع السوداني «جزءان».

    ذكرياتي في البادية - ذكرياتي في دار العروبة - رحيل الدكتور محمود أنيس - رحيل الشاعر التيجاني يوسف بشير.. ..إلخ.

    ترك بعد وفاته عدة إصدارات نأمل أن ترى النور.

    كان قلمه يشع بالحيوية وحلاوة العبارة وخطابه الصحافي شكل لوناً خالداً في التوثيق لم يسبقه عليه أحد.

    توفى رحمه الله بالخرطوم 15/4/1983م، وشيع في موكب تقدمه قادة الفكر والرأي.
                  

05-08-2008, 10:48 PM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـسـن نجـيـلة .. رمز التـاريـخ الخـالد (Re: يسرى معتصم)

    خبايا وحقائق واسرار
    حول توقف مجلة (القلم) التي كان يصدرها نجيلة


    كتب الاستاذ نجيلة بعدد (الرأي العام) رقم «147» السنة الثالثة يوم الاثنين 17 فبراير 1969م الموافق 29 ذو القعدة 1388هـ في صفحته مع أيام الاسبوع يقول:

    يوسفني ان اتحدث عن جهد يتعلق بشخص، ولكن هذا الجهد قد صار ملكاً لغيري ومن حقه على ان يعرف الحقائق. منذ قرابة عامين اصدرت مجلة «القلم» الشهرية الثقافية على النحو الذي يعرفه قراؤها، وكان يدفعني الى اصدارها امران، اولهما: فتح مجال جديد للمثقفين السودانيين قراء وكتاباً بعد ان ضجوا بالشكوى من الصحف القائمة التي تعني - بحكم طبيعة رسالتها - بالخبر والنشاطات السياسية وما إليها مما يهم القارئ، ولا تجد شئون الفكر على صفحاتها الا حيزاً ضيقاً والأمر الثاني. هو ان تكون رسالة عربية وسفارة سودانية ثقافية بيننا وبين اشقائنا العرب في اقطارهم المختلفة بعد ان تبين لي من رحلاتي المختلفة الى البلاد العربية انهم يجهلون السودان وعروبته وثقافته.. وقد عهدت إلى شركة التوزيع العربية التي نتعامل معها، وهذا هو سبب طباعتها في بيروت، ولقد سرني وأثلج صدري ان رأيتها تتقدم رويداً رويداً في هذا المجال العربي، وصارت رسائل الاخوة العرب من قراء المجلة تنهال علىَّ من شتى المدن العربية، بعضها لم اسمع به قط الا من تلك الرسائل، واسهم اخواننا العرب في شتى البلاد بالكتابة فيها، وما من عدد صدر الا كان يحمل اسماء كتاب وشعراء العرب من بلاد مختلفة.

    ولكن العبء المادي كان ثقيلاً على كاهلي، والمجلات الثقافية ليست مجالاً للربح بل ليست مجالاً حتى لسد نفقاتها المالية، فأنفقت الكثير مما استطيع ومما لا استطيع، وتراكمت الخسائر المادية حتى صار الاستمرار في اصدار هذه المجلة امراً فوق طاقتي المادية بكثير وكثير، ولهذا فقد اضطررت لكي اوقف صدورها وأنا أعلم مدى الاسف الذي يحس به كثير من قرائها والعاطفين عليها والمؤمنين برسالتها، ولكن ما جعلني وقد بذلت لها فوق ما استطيع، واني لأشعر حزناً واسفاً اذ ارى هذا الجهد الذي كاد يثمر في اذكاء النشاط الثقافي لدينا في السودان وفي السفارة العربية الثقافية بيننا واخواننا العرب، بايجاد فرص للقاء الفكرى معهم على صفحاتها أرى هذا الجهد يذهب سدى بعد هذه البداية الطيبة وضاعف من اسفي هذه الرسائل التي وردت الىّ من بعض قرائها في البلاد العربية يتساءلون عن سبب حرمانهم منها في الشهرين الاخيرين، كما لم استطع ان اخفي تأثري ازاء الشعور الكريم الذي غمرني به اساتذة اجلاء من اصدقاء «القلم» ومعينيها بافكارهم واقلامهم فلهم جميعاً خالص شكري، ولست بآسف على ما أنفقت من جهد مادي وفكري وانما منبع اسفي انني لم استطع ان اواصل الجهد وان تختفي «القلم».
                  

05-08-2008, 10:50 PM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـسـن نجـيـلة .. رمز التـاريـخ الخـالد (Re: يسرى معتصم)

    نجيلة يلقي الضوء على طبيعة الازهري وطريقة تفكيره في محاربة الشعوذة والدجل





    اورد في سفره الخالد (ملامح من المجتمع السوداني) «ص73» تحت عنوان (لون من الاسلوب العلمي) قصة شغلت الرأى العام السوداني ردحاً من الزمن من الاهتمام بها وذلك لما كان يسود من الجهل والخرافة والشعوذة. ومفاد القصة التي نشرت آنذاك في جريدة (حضارة السودان) بتاريخ 26 مايو 1921م، بان احد الاهلين نزل داخل بئر مجهولة بمدينة دنقلا فغاب ولم يعد فتبعه اخوه وكذلك نزل قاع البئر آخرون حتى بلغ العدد ثمانية لم يعد منهم الا واحداً ليخبرهم بأن الجميع بقاع البئر جثث هامدة. وانتشر النبأ ولكن على اساس ان البئر مسكونة.

    لقد شغلت هذه القصة الرأي العام السوداني طويلاً ولك ان تتخيل ايها القارئ حجم الإثارة التي نسجت حول الحدث. احد طلبة غردون لم يدع الحدث يمر بتلك البساطة فرد على الخبر بعلمية سلسة بمقال نشر بذات الصحيفة 16 يونيو 1921م تحت عنوان «بئر دنقلا». كان ذلك الطالب اسماعيل الأزهري أول رئيس حكومة وطنية منتخبة عام 4591م ورأينا ان من الاوفق ان نورد ذلك المقال برمته ليساعد اكثر في شرح طبيعة الازهري ابن العشرين ربيعاً وطريقة تفكيره.

    كتب الأزهري رده كالآتي:

    سيدي رئيس تحرير (الحضارة)

    بين أعمدة العدد «44» الصادر بتاريخ 26 مايو 1921م، رسالة من مكاتبكم بدنقلا بعنوان «بئر غريبة» خلاصتها «واورد خلاصة القصة كما جاءت في رواية المراسل ثم استطرد يقول: وكأنني ببعض القوم يذهبون في السبب لتسكن الخرافة القائلة بأن البئر مسكونة. يعني يسكنها نفر من الجن تجري على ايديهم تلك الافاعيل الغريبة وما نالت هذه الخرافة في ادمغة المتهوسين.

    اقول لهم ان السبب هو اختناق اولئك المساكين بغاز الكربونيك، وهو غاز لا يخلو منه مكان، وجميع الكائنات تتنفسه بحركة الزفير في الهواء بنسبة اربعة اجزاء منه الى عشرة آلاف جزء من الهواء، وهو ينتج من احتراق اي جسم يشتمل على الكربون، وهو غاز لا لون له ولا طعم ولا رائحة ولا يساعد على الاحتراق واذا وجد مع الهواء في مكان رسب الى اسفل وهناك طرق شتى للحصول علىه ويستعمل في اغراض مخصوصة واذا وضع حيوان في حوض من ذلك الغاز يشاهد له تضايق ثم تقف حركته ويعقب ذلك الموت.

    وكذلك اذا وضع في نفس الحوض مصباح او شمعة متقدة فانها تنطفئ لاحتياجها كالانسان الى الاوكسجين الذي يساعد على الاحتراق.

    وكثيراً ما يوجد غاز الكربونيك في الآبار المهجورة وهو ليس ساماً وانما يحصل منه الاختناق لعدم وجود الهواء اللازم للتنفس داخل طبقاته المتكاثفة في قاع البئر.

    فقبل الدخول في تلك الآبار المهجورة يجب انزال مصباح أو شمعة متقدة اولاً للتحقق من وجوده او عدمه كما صنع حضرة الملازم حمزة افندي عبد الرحمن علي ما جاء في تلك الوسيلة فان استمرت الشمعة مثلاً متقدة دل على عدم وجوده وإذا انطفأت كان ذلك دليلاً علي وجوده. ولإزالته يصب قليل من محلول الجير في البئر ثم تنزل الشمعة المتقدة. فاذا استمرت متقدة فالبئر طهرت ونظفت وإذا انطفأت صب المحلول مرة اخرى وتنزل الشمعة مرة ثانية. وهكذا ينظف من ذلك الغاز ثم تستخرج جثث المساكين.

    إسماعيل الأزهري

    طالب بكلية غردون - 4/6/1921

    (عدل بواسطة يسرى معتصم on 05-08-2008, 10:52 PM)

                  

05-08-2008, 11:42 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـسـن نجـيـلة .. رمز التـاريـخ الخـالد (Re: يسرى معتصم)


    الأخ الكريم يسرى

    لك التحيه والتقدير والشكر وأنت تحى ذكرى الأستاذ حسن نجيلة طيب الله ثراه فى ذكرى رحيله الخامسه والعشرون. سيرة عطرة وتاريخ حافل نضالاً وفكراً وأدباً وتاريخاً ورائداً من رواد الصحافة السودانيه.

    نتابع معكم

    نادر الفضلى
                  

05-09-2008, 00:00 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـسـن نجـيـلة .. رمز التـاريـخ الخـالد (Re: نادر الفضلى)

    نتابع
    بمتعة وإجلال وإمتنان
    نتابع الوفاء لرجال اعطوا لهذا الوطن وما بخلوا
    لنمجدهم ولتعش ذكراهم خالدده فينا
    وفي الأجيال القادمة
                  

05-09-2008, 00:16 AM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـسـن نجـيـلة .. رمز التـاريـخ الخـالد (Re: محمد سنى دفع الله)

    حسن نجيلة لوحة شرف: 1910- 15 ابريل 1983

    - من مواليد سنجة 1910م إلتحق بمدرسة العرفاء كلية غردون التذكارية وتخرج معلماً وعمل فور تخرجه بسلك التدريس، تلك المهنة التي أحبها وأفنى فيها أنضر سنوات

    عمره. وهو من أشهر الذين عملوا بسلك التدريس في السودان استمد شهرته من تلك السنوات التي قضاها بديار الكبابيش معلماً لابناء الرحل وظل بديار الكبايش فترة من الزمان، توج فترة بقاءه فيها بكتابه رائع الذكر "ذكرياتي في ديار الكبابيش"
    - كتب للصحافة وعمره 19 عاماً وذلك في حين نشر له أول مقال بصحيفة "الحضارة" التي كان يرأس تحريرها حسين شريف وانضم لاحقاً الى جمعية الاتحاد السوداني تلك الجمعية التي ناهضت الاستعمار. رفيقاً لسليمان كشة وعلي بدري ورهط من المناضلين الأوائل.
    - هو الموثق الوحيد لثورة 1924م بابعادها الاجتماعية والثقافية والادبية وذلك من خلال مؤلفه الأشهر في التوثيق للحياة السودانية "ملامح من المجتمع السوداني" "الجزئين".
    - يعتبر أشهر الذين أجادوا مهنة التدريس خاصة في جزئية تعليم القراءة والكتابة.. وله في هذا الكثير من الابداعات المشرقة التي يتذكرها تلاميذه وزملاؤه المعلمون.
    - كان صحفياً من الطراز الأول.. عرفه القراء كاتباً مجيداً.. وهو صاحب أول فكرة لاخراج عدد صحفي اسبوعي يعنى بمختلف ضروب الابداع والتناول الصحفي.. من مؤسسي صحيفة "الرأي العام" مع رئيس تحريرها وصاحب امتيازها اسماعيل عتباني في العام 1949م، استمر يكتب للصحافة حتى وفاته..
    - يحفظ له عارفي فضله بأنه ما ان يحط رحاله بمدرسة حتى ترتقي لمرتبة المدارس الأوائل في التحصيل الأكاديمي.
    - بكتابه "ذكرياتي في الاتحاد السوفيتي" الذي نشر في مقالات بصحيفة "الرأي العام" الاسبوعي كشف للقراء جانباً معتماً من تلك المناطق المجهولة التي لم يكن متاحاً للقراء معرفة معلومات عنها.
    - تميز أسلوبه بالبساطة والوضوح وأناقة اللغة وظرف المفردة.. ومقدرة العبارة على النفاذ الى إحاسيس القراء دون مشقة.
    - من مؤلفاته ذكرياتي في البادية - ذكرياتي في ديار الكبابيش- ذكرياتي في الاتحاد السوفيتي- ملامح من المجتمع السوداني "من جزئين".
    - توفي في 15 ابريل 1983 ومازالت كتبه تطبع حتى الآن وتجد من القراء كل قبول واحترام.. لما فيها من تسجيل حي لكل ما كتبه.. رحمة الله عليه في الخالدين.

    صحيفة الأحداث السودانية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de