العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 04:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2008, 06:23 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم

    العميد "م" عبدالعزيز خالد يكشف الاسرار:

    نعم..في الاهلية انتميت للجبهة الديمقراطية
    توقف انتاجي للقصة والشعر، إذ ان الجيش قتل هذه المواهب
    قلت للزبير في اليو الثاني للانقلاب: «ده انقلاب وأنا ضدو..»
    انتابني شعور كبير بالفرحة لمصافحة جمال عبد الناصر
    التقيت بأسياس اربع مرات.. ولم تكن هذه الزيارات معلنة
    العميد عمر حسن احمد البشير كان جيدا في الجانب الاكاديمي

    حاوره في واشنطن: صلاح شعيب

    الحديث مع العميد «م» عبد العزيز خالد شيق وممتع..كان الانطباع الذي كنت أحمله عنه أنه من العسكريين الصارمين خصوصا وان تاريخه القريب وضعه في رأس جماعة سياسية عسكرية نشدت تغييرا للوضع السوداني بالسلاح. قبل اللقاء به تخيلته بتلك الصرامة التي قابل بها التحدي الذي وضعه قائدا عسكريا معارضا ولكن اكتشفت أن الرجل يمتاز بهدوء متميز وإناة في التعبير والرد على محدثه وروح مرحة يزيدها تواضعا جما، ولا يخلو الأنس معه على بعض قدرة على نسج المواقف الطريفة التي يستعين بها في تعضيد حجته أو كسر حدة التعقيد للمناقش حوله. على المستوى العام ظل تاريخ العميد «م» عبد العزيز خالد مجالا للسجال حول مواقفه أثناء قيادته للعمل المسلح ضد الانقاذ إبان فترة التسعينات سواء من خصومه أو من شاركوه فترات النضال، وبعد الانشقاق المؤسف الذي لازم تنظيم التحالف الوطني ـ ما أدى إلى خفوت تأثير التنظيم وهو الذي كان يملك قوة بائنة ـ تعرض إلى الاعتقال بالكيفية التي خبرناها وكاد ذلك الاعتقال أن يؤدي به إلى السجن أو خلافه..ولكن، على أى حال، مهد له العودة إلى السودان للبدء في الممارسة السلمية لما إنتهى إليه من عمل عسكري، وجمع مؤيديه وكون تنظيم التحالف الوطني الديمقراطي. في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة إلتقى العميد بعدد من المهتمين بالعمل السياسي بواشنطن وأقام ندوة سياسية عامرة بالحضور، ولكن يبدو أن تلك الندوة مهدت للجدل حوله وحول ما قال من جديد، ولا يزال هذا الجدل متواصلا إلى يومنا هذا عبر نقاشات المهتمين بالكتابة في الانترنت. «الصحافة» أجرت هذا الحوار ونأمل من خلاله أن يضيئ بعض الجوانب حول شخصية العميد «م» عبد العزيز خالد وكذلك نأمل أن يلقي الضوء على بعض الرؤى التي يحملها حول القضايا التي تتعلق بالمشهد السياسي السوداني. فإلى نص الحوار.

    * هل لنا أن نعرف عن النشأة ؟

    ـ اسمي الرباعي هو عبد العزيز خالد عثمان العمدة. ولدت في حلفاية الملوك، والدي يعود بجذوره إلى المغاربة الذين هاجروا إلى السودان وأمي تنتمي إلى قبيلة المشايخة، ولهذه القبيلة حضور بالحلفايا وإمتداداتها تتوغل حتى منطقة الجزيرة..وكما تعلم أن المغاربة المتصوفة دخلوا السودان على مرحلتين..المرحلة الاولى بعد الاسلام، ثم بعد إنهيار الاندلس واستوطن بعضهم استوطن في أقاليم السودان المختلفة ولكن أكثرهم في شرق النيل، فنحن ننتمي إلى الشيخ أحمد زروق المغربي ومن بين ذوي الاصول المغربية الذين تبوأوا مناصب كبرى نجد الشيخ عوض الله صالح، وهو أول مدير للجنسية في السودان، وعمنا حاج الصافي ومبارك زروق ومبارك المغربي ومدثر البوشي. جدير بالذكر كان جدي عمدة مدينة بحري .المغاربة المهاجرون هم الذين أدخلوا المذهب المالكي والطريقة الزروقية والتيجانية ولعبوا دورا في السلطنة الزرقاء. والدي كان من كبار موظفي السكة الحديدية. والجميل أن كل الاعراق تزاوجت وتمازجت في حلفاية الملوك واعتقد ان الحلفايا من أكثر احياء السودان ليبرالية وهناك مرونة في التعايش مع الآخر والبعد الصوفي لعب دورا كبيرا على أهل الحلفايا واثر على سلوك كل القاطنين فيها. درست الاولية بالحلفايا وبعد أن أصبح والدي ناظرا للسكة الحديد في الخرطوم رحلنا إلى الخرطوم شرق وهناك درست المرحلة الوسطى في مدرسة شيد فيها بنك البركة الحالي وانتقلنا مع الوالد إلي بحري، حيث درست جزء من المرحلة الثانوية فيها، ثم الخرطوم الثانوية ثم أكملت الثانوي بأمدرمان الاهلية.

    * هل انضميت إلى أي تيار سياسي اثناء الدراسة في الثانوية؟

    نعم..في الاهلية انتميت للجبهة الديمقراطية.

    * ولكن خلفيات اهل الحلفايا ختمية؟

    نعم. ولكن وقتها أثرت على فكري أجواء اخرى. وربما كان لمشاركتي في الجمعية الادبية سببا للميل نحو فكر الجبهة الديمقراطية، حيث كنا نكتب الشعر والقصة..كما كانت هناك جمعية للتاريخ والجغرافيا والبساتين. كانت المدرسة الأهلية راقية وتمتاز بالنظافة. وللأسف توقف انتاجي للقصة والشعر، إذ ان الجيش قتل هذه المواهب برغم أن اهتماماتي الادبية وتذوق الشعر لم تنقطع حتى هذه اللحظة. وقد كنت أميل للشعر وأحب قراءة قصائد إدريس جماع والشابي واحمد شوقي وصلاح احمد ابراهيم واستاذي سيد أحمد الحردلو، والذي درسنا واشرف على الجمعية الادبية بالأهلية وكنا نبعث بقصائدنا له للمراجعة والتصحيح وأخذ الرأي.

    * وماذا عن الرياضة؟

    كنت ألعب في فريق كرة القدم بالمدرسة ولكنني لم اشارك في منافسات، حيث كان هناك موهوبين منهم على قاقرين..وبني.

    *وماذا عن الطقس السياسي وتسامحه في المدرسة آنذاك؟

    كان هناك تسامح كبير والوضع السياسي في المدرسة أمتاز بالهدوء الفكري. ولم يكن الاسلاميون يشكلون تيارا قويا حتى ليعكروا صفو ذلك الواقع.

    * إذن دخلت الجيش وانت جبهة ديمقراطية؟

    لا..لا.عندما دخلت الكلية لم تكن لي صلة بالجبهة .لقد تركت التنظيم ورائي برغم أن هناك من اعرفهم وقد حافظوا على انتماءاتهم السياسية وارتبطوا بعلاقة تنظيمية مع بعض الجهات السياسية.

    * هل جاء تخليك عن الانتماء السياسي عن قناعة بضرورة الانضباط العسكري؟

    كان واقع المدرسة الثانوية يفرض عليك انتماء سياسيا لجهة ما أو ممارسة نشاط ما..ولكن لم اشأ الحفاظ على الانتماء للجبهة الديمقراطية وأنا في الكلية الحربية.

    * لماذا اخترت الجيش ؟

    في المدرسة الثانوية كنت ضمن جماعة الكديت أيضا وربما لهذا السبب وجدت نفسي متقدما للإنضمام للكلية. وبرغم ذلك كانت امنيتي أن أدرس القانون أو الاقتصاد..وهذا ما جعلني أقرا القانون فيما بعد.

    * ماذا كان رأي الاسرة حينما كاشفتهم بالتقديم للكلية الحربية؟

    لم اشاورهم ولم يكونوا مهمتين بهذا الامر. في البداية لم يرفضوا ولم يوافقوا..ولكن طالبتني والدتي أن أترك الجيش.. وحينما حدثت الوالد لم يكن لديه مانعا للمواقفة، إذ أن أخيه محمد الحسن العمدة دخل الجيش ووصل إلى رتبة لواء.

    * ألم ياتك اي تفكير جديد للانتماء للخلايا السياسية في الجيش ؟

    اصدقك القول إنه لم يكن لي أي تفكير من هذا القبيل..حتى جاءت احداث يوليو 1973. وبدأ وعينا السياسي يأخذ دورة جديدة..وبدأنا نتفاعل قليلا مع السياسة..ولكن في الفترة بعد تخرجنا يوم 19 نوفمبر 1967 اتجهنا للتخصص العسكري.

    * لعل هذا التأريخ ارتبط بنكسة حزيران؟

    ـ اشير في البداية ان ثورة 1964 اثرت في جيلنا وربطتنا أيضا بالمناخ الثوري وكان تاثرنا واضحا بثورة يوليو 1952. وبرغم اننا كنا صغارا إلا اننا تفاعلنا مع خطب جمال عبد الناصر..وكنا معجبين به. وكان تأثير حركات التحرر الافريقية كبيرا على جيلنا وعلي أنا شخصيا وكنا نغني للوممبا بعد إغتياله..وتفاعلنا فيما بعد مع حركات التحرر الاثيوبية والاريترية وأنا في الجيش. ثورة يوليو وقتها اثرت في جيلنا من خلال قراءة الجرائد والمجلات..ولهذا اصابتنا نكسة حزيران 1967 بالحزن. وكنت محظوظا حين كنت في رتبة ملازم جديد وشاركت في حرب الاستنزاف وكنت منضويا تحت لواء احد الكتائب التي شاركت في السويس..ولدي صورة مع عبد الناصر بهذه المناسبة.

    * وكيف إلتقيت عبد الناصر..؟

    قيادتنا العسكرية قررت أن ياخذوا من كل وحدة بعض الافراد لإستقبال زائر كبير لم يكشف النقاب عنه وكان وفدنا السوداني بقيادة الشاعر والملحن جعفر فضل المولى..ولحسن الحظ تم اختياري..وذهبنا إلى مكان المناسبة..وفجأة بينما نحن في حالة انتظار للمسؤول الكبير وجدنا أنفسنا أمام القائد جمال عبد الناصر..!! واستقبلناه بالهتاف وكانت» مسألة مدهشة» بالنسبة لنا ونحن في تلك السن..وعندما مر عبد الناصر بجوارنا قال لنا: اهلا الاخوة السودانيين وسلم علينا فردا فردا..وانتابنا شعور كبير بالفرحة لمصافحته. وكان الضباط السودانيون يقولون لعبد الناصر: بالله خلينا نعبر..بالله خليا نعبر القناة..!!

    إذن لا بد أن هناك تاثيرا لشخصية عبد الناصر في تركيبتك الفكرية؟

    كان لعبد الناصر سحر القيادة والتاثير السياسي على كل من عاصروه. لابد أن هالته الثورية تاخذ بالألباب وقتها و كنا نقرأ خطبه بإنتظام..ومن الطرائف ان احد المصريين سألني اثناء فترة العمل العسكري ضد الانقاذ عن هل أن حلايب مصرية أم سودانية..؟ فقلت له: يا حليل ابونا عبد الناصر..!!

    * دعنا نعود للجيش ونسال عن العلاقة الاجتماعية داخل محيط الدفعة والدفعات التي امامكم وخلفكم؟

    الجيش يخلق علاقة رفاق جيدة ونبيلة، وتبدا هذه العلاقات من الكلية في حدود التقدير ومعرفة قدرات بعضنا البعض...الخلاف الاساسي بين العساكر يبدا بمجرد استلام السلطة وبرغم سابق العلاقة الطيبة يبطش الرفاق ببعضهم البعض..ونلمس هذه المسألة في تجربة مايو مع شهداء النضال والانقاذ مع شهداء رمضان وحتى نظام عبود ينطبق عليه الامر.

    * كأنك هنا تتحسر على ما اصابك من العميد ـ آنذاك ـ عمر حسن أحمد البشير وكيف كانت علاقتك معه قبل الانقلاب؟

    الغريب ان الناس دائما يعتقدون أنني والبشير «أولاد دفعة واحدة» وهذا ليس بالصحيح. علاقتي به كانت جيدة مثل علاقتي بالعديد من الضباط.. وحتى الآن لم نلتق منذ قيامه بالانقلاب..واحيانا اراه من بعيد في مناسبة فاتحة او عقد زواج، ولكن لم نلتق وجها لوجه.

    *هناك حديث عن كفاءة العميد عمر حسن احمد البشير، البعض يشكك في قدراته العسكرية والبعض الآخر يتحدث عن بطولات له في «ميوم» وكذا من القصص والروايات الشفاهية..إذا استحلفك أحدهم أن تدع جانبا كل مواقفك السياسية تجاهه وكذلك محاولتك لإسقاط نظامه وأن تقدم رؤية مهنية صرفة عن أدائه العسكري ماذا تقول؟

    سأعدك إنني ساكون صادقا امام الله والتاريخ واقول لك الحقيقة إن جاز لي تقييمه..أولا حين نقيم ضابطا في القوات المسلحة فإننا نعتمد على أربعة معايير للتقييم..»1» هناك الجانب الاكاديمي «2» الجانب القيادي» «3» الجانب الابداعي» «4» وجانب اخلاقيات المهنة..لا يوجد أدنى شك ان العميد عمر حسن احمد البشير كان جيدا في الجانب الاكاديمي وكان طيطلع» الاول والعاشر وهكذا في الدورات العسكرية وخلافها...في الجانب القيادي أعتقد أن لديه مشكلة لأن الضابط المميز تكون حياته العملية قائدا لا مقودا، هذا يتعلق بتجربته في السياسة، وفي الميدان لم يقد عمليات كبيرة تذكر، وحتى حادثة ميوم كانت أمرا عاديا وضخمها الاعلام لضروريات تحسين الكاريزما..وإذا قارنا بينه والنميري نجد هناك فرقا كبيرا بين الأثنين في قدرات القيادة وكاريزما القائد..وربما اعزي ضعف البشير القيادي إلى أنه بعد أن عمل في القيادة الغربية إتجه نحو سلاح المظلات وبقي هناك حتى قيام الانقلاب. في المحور الابداعي أرى أيضا أن لديه «إشكالية»، إذ فشل في تجميع صفوف السودانيين جميعهم في هذا الرف الحرج. في جانب أخلاقيات المهنة كثيرا ما «يزعل الناس» وبفتكروا أنك ما عندك اخلاق بالمرة حين تفشل في الحفاظ على اخلاقيات المهنة..أنا أرى ان للطب اخلاقيات ..وأنتم في الصحافة لديكم اخلاقيات..ونحن في الجيش لدينا أخلاقيات وهي الحفاظ على الانضباط في الجيش والحفاظ على مكتسبات الشعب..واترك لكم تقييم ضمون ما قلت فيما يتعلق بعلاقة العميد البشير به.

    * أين كنت حين سمعت لاول مرة ببيان الانقلاب وما هو اول احساس إنتابك؟

    كنا أربعة افراد نتجاذب أطراف الحديث في منزلنا ثم حدثنا الجيران بما جري في القيادة العامة ثم استمعنا إلى خبر الانقلاب من الاذاعة..وأول تعبير خرج مني هو «الجبهة الاسلامية مسكت السلطة...»

    * وماذا كان شعورك وأنت في العمل يوم السبت؟

    استدعوني صباح السبت نفسه وتحدث معي الزبير محمد صالح بحضور عثمان احمد الحسن وابراهيم شمس الدين وابراهيم نايل ايدام وسليمان محمد سليمان ومن خارج المجلس محمد عثمان محمد سعيد، وكان واقفا على ما أذكر. وقال لي الزبير: «ناديناك لأنك ضد الثورة..قلت له: «ده انقلاب وأنا ضدو..»، وكان النقاش يتم بوضوح وصراحة. وقلت لهم: «هذا الانقلاب ليس في مصلحة البلد ولا بد ان تدعوا لاجتماع من عميد وما فوق للنقاش وخلاف كده حتدخلوا البلد في ورطة..»..محمد عثمان محمد سعيد إنفعل وقال لي الانقلاب قرارنا..فرديت عليه وقلت له: «دخلك شنو إنتا».. فقال لي : حتعرفني، فقلت له «إنتا ما من دفعتي حتى»..وقال لي: «نحنا عاجبانا روحنا»..وقلت له: «أنا زول من حلفاية الملوك وعاجباني روحي كمان»..وفي اليوم الثاني تمت إحالتي للمعاش..

    * وهل إلتقيت ببعض شهود ذلك الاجتماع بعد عودتك من الخارج؟

    نعم نلتقي مع عثمان أحمد الحسن وابراهيم ايدام من خلال اجتماعات سنوية لابناء الدفعة..وعلاقتي بعثمان طيبة وهو قد ادرك ازمة البلد مبكرا والآن ربما تجده معارضا اكثر مني.

    * وكيف كان شعورك أمام قرار الاحالة للمعاش؟ ذهبت إلى المكتب يوم الاحد 2/7/1989 إلى المكتب وكنت قائد اللواء 62/ الدفاع الجوي/ امدرمان ..وهناك تلقيت اشارة تعلن تقاعدي. ولم استغرب الأمر.

    * هل تعني أنه بعد البيان الاول انتابك شعورا بالإحالة للمعاش؟

    نعم توقعت ذلك كما توقعت أن يتم أعتقالي .ولقد تمت مراقبتي بعد الاحالة للمعاش، وبعد شهر استدعيت بواسطة مدير الاستخبارات محمد مصطفى الدابي وقال لي: «الفريق اسحق عايزك»، وكان رئيس هيئة الاركان . ذهبت إلى الدابي ووجدت انه يحمل ملفا وذهبنا إلى اسحق وقال لي: «إنتا متهم بتقرير من الجماعة بأنك تلتقي بعض الناس وذكر منهم د. عمر عبود ود. تيسير مدثر..وسألني هل عندك نشاط سياسي..؟ فقلت له: «يا سعادتك الناس ديل رفتوني ولست معهم واحسن يخلو الزول يفتش ليهو شغل وكده..والملاحظ أنه كان يتحدث معي ويقول: «الجماعة ديل بقولو كده والجماعة ديل.. والجماعة ديل» وحين اكملت الثلاثة اشهر اعتقلوني يوم 1/10/1989

    * وكيف كان سيناريو الاعتقال؟

    كنت في شقتي في عمارة ابراهيم طلب وسمعت طرقا على الباب ووجدت نفسي أمام احدهم وقال لي: «عايزك الزبير» وكانت معه عربة وكانت العربة مظللة وتحركنا في الجزء الاخير من الليل وعندما وصلنا ادركت انني في بيت الاشباح بالقرب من القيادة العامة بجوار البنك الافريقي.

    * ومن وجدت هناك؟

    وجدت عبد الرحمن سعيد وشابا من المدرعات ، قضينا يوما ثم نقلونا إلى كوبر ولمدة عشرة اشهر لم يسأل عني احد عن أسمي، ثم أطلقوا سراحي ولكنهم أعتقلوني مرة ثانية بعد اسبوعين فقط وفي هذه المرة لم يسألوني عن شئ لمدة ثمانية أشهر .

    * كيف كان شعورك وانت في المعتقل ....؟

    المعتقل غير مجرى حياتي تماما..بل كان جامعة تحصلت فيها على درجات وعي في الماجستير ودكتوراة في احتمال في الصبر. فقد وجدت أناسا اضافوا لي الكثير في قامة الحاج عبد الرحمن نقد الله الذي جاورني..وهذه اول مرة إلتقي فيها بالانصار خصوصا، وانني من منطقة تدين بالولاء للختمية..كانت هناك ندوات.. وحوارات فكرية ..السجن كان نقلة كبيرة في تفكيري... كنا يوميا نقرأ جزء من القرآن الكريم ونستمتع بحلاوة صوت نقد الله.. وبعد الصبح نمارس الرياضة وكانت لياقتنا البدنية عالية ونمينا علاقات اجتماعية ثرة وكنت مع فريق الصادق المهدي لكرة القدم ونلعب مباريتين في الاسبوع.

    ما دام كنت عضوا في المرحلة الثانوية بالجبهة الديمقراطية، فإنك لا بد تقاربت مع الشيوعيين في السجن..؟

    - في السجن عرفت الشيوعيين لأول مرة عن قرب، عرفت عبد القادر الرفاعي ويوسف حسين والتيجاني الطيب، وكنت اتناقش معهم. ولم أقابل «نقد» لأنه كان في الجانب الآخر من السجن. ولكن قابلت محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي.

    كيف كانت معاملة السجن..؟

    - كانت ممتازة.. ووقتها لم يكن «أولاد الاسلاميين» قد تمكنوا في السجون.

    هل كانت لديك نية في الخروج من السودان بعد الخروج من المعتقل..؟

    - لم تكن لي رغبة في الخروج من السودان إطلاقا.. ووجدتني منذ أن كبر وعيي أحب المكوث في السودان كثيرا.. حتى أنني حين أسافر لدورة عسكرية أتمنى العودة حالا.. والسجن ملكني سلاح الصمود، وكنا نهزم به سجاننا.. وحقيقة عندما اعتقلوني للمرة الاولى وخرجت لم أكن افكر في المعارضة.. وفي المرة الثانية قيَّمت المسألة.. وبعد خروجي اتصل بي بعض المعارضين في القاهرة وقالوا لي: «نحتاجك» وقلت لهم إنني افضل المعارضة من الداخل.. واخيرا رجح قرار السفر عندي.

    وماذا عن تنظيم الضباط الاحرار.. هل سبق لك الانضمام إليه..؟

    - نعم كنت عضوا في هذا التنظيم بعد الانتفاضة.. وحضرت اول اجتماع له في حي العرب، بحضور بعض الضباط منهم حيدر الجعلي والتيجاني المشرف وعصام ميرغني وجاويش.. وكانوا من الضباط المميزين واخلاقيتهم المهنية عالية، ولذلك لم نكن نفكر في الخروج عن الانضباط العسكري لاستلام السلطة، بل كان هدفنا مناقشة قضايا البلد مثلنا مثل القطاعات الاخرى.

    هل فكرتم في الاجتماع بعد مثول الانقاذ..؟ - نعم اجتمعنا وفكرنا في أن نلملم صفوفنا، وكلنا كنا من المحالين للمعاش.. وكان رأيي في أحد الاجتماعات الاعداد لانقلاب سريع قبل تمكين الانقاذ.. وكان من رأيي ضرورة الاستعجال، على أن تنبني الخطة على استلام الأقاليم، وبالتالي هذا يمهد لنا محاصرة الخرطوم.

    ألم يكن تنفيذ هذا التفكير مكلفا من نواحٍ عديدة..؟

    - لا اعتقد ذلك.. لأن الانقلاب الكلاسيكي الذي دائما يتم في الخرطوم اصبح صعبا في ظل المراقبة اللصيقة للضباط آنذاك.. وكان هدفي من الخطة مفاجأة النظام وجعله مكشوفا، واعتقد ان استلام الاقاليم كان سيكون ناجحا، وكان من الممكن أن نحرك العناصر الوطنية لاستلامها، وبعدها ستجد الخرطوم نفسها منفصلة عن الحاميات في الاقاليم. وحتما ستستسلم في آخر الامر. واعتقد ان الاثيوبيين نجحوا في هذه الخطة وحاصروا القيادة العسكرية في اديس ابابا.

    هل كان لديك علم بانقلاب رمضان..؟ - لم يكن لدي علم.. وعرفت بالحادثة وأنا في المعتقل.

    من خلال تحرياتك.. هل لهذا الانقلاب علاقة بالبعثيين؟

    - اعتقد أن تنظيم البعثيين في الجيش كان موجوداً منذ زمن مايو وكان ناشطا، وكان تنظيما دقيقا. ولو استخدموا العنف لنجحوا في انقلابهم، ولكنهم ارادوا استلام السلطة بلا دماء. واعتقد أن القادة عثمان بلول وقاسم الزين واللواء الكدرو من أفضل من أنجبهم الجيش.

    وكيف تلقيت نبا الانقلاب..؟

    - في السجن شعرنا أن الحراس قفلوا الابواب الداخلية.. فعرفت حالا ان هناك شيئا ما مختلفا يجري بالخارج، وسألت بعض الحراس فقالوا لي: «ديل اهلكم بتشاكلوا برا..».

    وما هي معلوماتكم عن أماكن دفن هؤلاء الشهداء..؟

    - اعتقد ان ثقافة دفن القبور ليست من عاداتنا، فثقافتنا تقدر الميت .. ولا ادري كيف يخاف الانسان من اعلان قبر الميت... وكثيرا ما اشارك أسر الشهداء احتفالاتهم السنوية.

    نأتي إلى أمر خروجك من السودان.. كيف دبرت الهروب..؟

    - أعددنا خطة محكمة السرية.. وانبنت الخطة على محورين.. الاول جعل الاسرة تغادر السودان للقاهرة على ان ألحق بهم. وبعد مغادرتهم اختفيت لمدة أربعة ايام في مدينة بحري ثم الخرطوم، وبعدها تحركنا بعربة لاندكروز إلى ام درمان، ومن ثم أخذنا سبيلنا.. وكان عددنا ثلاثة.. شخصي وعبد العظيم سرور وعبد الرحمن خوجلي.

    وهل تحركتم ليلا؟

    - نعم تحركنا ليلا، ومررنا بالطريق البري إلى مروي، ثم اتجهنا شرقا نحو الحدود مع مصر.

    وهل كنتم مسلحين؟

    - لم نكن مسلحين، وهذا من ضمن شروط الخطة، بحيث حين يتم القبض علينا لا قدر الله، نستطيع أن نقول اننا كنا في زيارة.. وهكذا.

    وهل كنت خائفا من ان يتم القبض عليكم؟ وهل كنت تتوقع ان يعرف جهاز الامن بخروجك ما دام أنك كنت مراقبا؟

    - الغريب انني في ذات يوم الهروب نمت بعد ان كان الجو ساخنا، إلا ان تم إيقاظي وذكروني بتنفيذ الخطة.. ولم اتوقع أن يدرك أحد من السلطة خطة الهروب.. فقد كانت محكمة، وكلف خروجنا من الخرطوم اربعة وعشرين ساعة.. ولكن علمت فيما بعد أنهم غضبوا حينما علموا بخروجي.

    ما هو شعورك وأنت تترك البلاد وراء ظهرك لاول مرة نحو المجهول..؟

    - حقيقة لا استطيع ان أصف لك مشاعري آنذاك، حيث كانت مختلطة.. إذ أنني اهرب من وطني لاول مرة في مسيرة لا ادري سيناريوهاتها.. ولكن ما اود قوله إنه بمجرد وصولنا إلى الحدود المصرية شعرت بالراحة، واحسست بأنني ولدت من جديد حرا.. ثم قضينا ليلتين بأسوان ومنها إلى القاهرة.

    ومن أول من التقيت به في مصر؟

    - التقيت بالسر العطا وعبد الرحمن سعيد اللذين رتبا استقبال زوجتي بالقاهرة.

    بعد وصولك لمصر انضممت للقيادة الشرعية.. ولكن سرعان ما خرجت بفكرة العمل المسلح..؟

    - نعم.. ولكننا خرجنا دون ضوضاء. وعلى فكرة كانت القيادة الشرعية تعتقد أن خروجنا عنها غير مفيد.. وكانوا يعتقدون أن استمراريتنا معهم تفيد تفعيل التنظيم. والواقع إنهم قرروا فصلي دون اخطاري.. وكان الهدف قفل الباب أمام عضويتنا في التجمع. وكنا نقدر الراحل الفريق فتحي أحمد علي، ولكننا رأينا أن المرحلة تحتاج إلى «بندقية»، وكنا نعتقد أن ذلك سيقوي موقف قيادة الجيش الشرعية في التجمع.

    ومن هم أول الذين اسسوا تنظيم التحالف..؟

    - كنت انا وعصام ميرغني وكمال اسماعيل وعبد الرحمن عبد المطلب وراشد بابكر وابو بكر كمير.. وكنا عسكريين ومدنيين.. واعلنا أننا مقاتلون من اجل الحرية، وانضم إلينا من الداخل الشهيدان سليمان ميلاد وعبد العزيز النور، وبعض خريجي الجامعات وكثير من المواطنين.

    كيف سار التكوين الاولي وماذا عن تمويله..؟

    - في المرحلة الاولى عقدنا اجتماعات سرية بين عامي 1993 و1994م، وشرعنا في وضع البرنامج الأساسي والناحية المالية. واعتمدنا على مبدأ اشتراكات الاعضاء ولم يدعمنا التجمع.

    ألم يكن هناك أي دعم خارجي...؟

    - كل الدعم الخارجي الذي تحصلنا عليه هو قطعة أرض من اريتريا، وهي على مقربة من الحدود حيث وفرت لنا احتياجات التدريب.

    ألم يمنحوكم مالا..؟

    - لا.. لم يعطونا مليماً.. وكان دعمهم في شكل «تعيينات».. حيث كانوا يوفرون لنا كل مستلزمات الحياة في تلك المنطقة.

    وهل كان بينكم والحركة الشعبية بعض التنسيق في العمل العسكري في بداية التأسيس..؟

    - الحركة الشعبية أيضا لم تقدم لنا دعما. والحقيقة أن بداية عملنا العسكري كان في الجنوب.. وارسلنا اول قوة مقاتلة للتمركز بين كردفان والجنوب.. ومررنا المقاتلين عن طريق نيروبي وبدأنا تدريبهم هناك. وكانت تلك بادرة لفتح علاقة مميزة مع قوى السودان الجديد.. وفي تلك المنطقة التقيت بجون قرنق لأول مرة، ولكن بسبب الانقسام الذي حدث في الحركة الشعبية وما ادى إليه من مضاعفات، رأينا إرجاع المجموعة المقاتلة إلى القاهرة، ومنها تم تسريبهم عن طريق السعودية إلى اريتريا.

    وهل التقيت بالرئيس الاريتري أسياس أفورقي أثناء التفكير في العمل المسلح....؟

    - كنت أكتب له خطابات عن طريق أحد المسؤولين في السفارة الاريترية بالقاهرة، ولم أكن اتلقى ردا مكتوبا، وإنما كانوا يحدثوني عن ردوده.. وفي مرة تلقيت خطابا لزيارة اريتريا في بدايات عام 1994م وقد كان.. وقضيت هناك ثلاثة اسابيع.. ثم التقيت بأسياس اربع مرات.. ولم تكن هذه الزيارات معلنة.. وفي المرة الأخيرة جلسنا فترة طويلة.. وطرحت عليه رؤيتي.. ومنها بدأنا التجهيز وتنفيذ خطة العمل العسكري.

    وماذا عن الاتصالات بأميركا؟

    - لم يكن لنا أي اتصال بها في بدء العمل العسكري، لكن تمت دعوتي إلى واشنطون ضمن وفد التجمع والحركة الشعبية، لحضور اجتماعات بخصوص تقرير المصير.

    معنى هذا أنكم لم تتلقوا دعما اجنبيا على الاطلاق..؟

    - كل ما وجدناه من دعم كان من اشتراكات عضويتنا في الخليج والرأسمالية الوطنية التي كانت تتبرع لنا.. وهذا هو سر نجاحات مولودنا الجديد. وكان كل المعارضين في الخارج يعتمدون على احزابهم ما عدا نحن.

    إذن ما هو اول عمل عسكري قمتم بتنفيذه؟

    - أولا: نحن أعلنا قيام التنظيم رسميا في الاول من ديسمبر 1994م، واول عمل تم تنفيذه يوم 20 أبريل 1996م، وهاجمنا قوة حدودية، ولم تكن هناك خسائر من طرفنا، وكان التوقيت لتنفيذ العملية مفاجئا.

    وماذا عن خسائر الطرف الآخر...؟

    - كان من ضمن توجيهاتنا ألا نطلق النار في حال هروب من نواجههم، ولذلك كانت لديهم خسائر بسيطة، وهربوا إلى كسلا، وكانت مجموعتنا المنفذة لا تتجاوز الـ «15» فردا.. وكان المكسب هو الحصول على ذخائر وامدادات اخرى. ونجاح هذه العملية مهد المجال للتنظيمات الاخرى في التجمع لفتح معسكرات لمقاومة النظام.

    هل كان لكم وجود في أثيوبيا..؟

    - نعم فتحنا معسكرات في المنطقة المتاخمة من المتمة حتى حديقة الدندر.. واصبحت لدينا جبهتان.. واقمنا علاقات اقليمية.. ولم تواكب التنظيمات الاخرى حركتنا.. ووصل عددنا إلى ثلاثة آلاف مقاتل.. ولولا قيام الحرب الاثيوبية ـ الاريترية لكان الموقف مختلفا، فقد اثرت هذه الحرب علينا كثيرا.

    هل كانت لديكم محاولات لاحتلال مدينة كسلا مثلا بوصفها موقعا استراتيجيا في الشرق..؟

    - في حرب العصابات يصعب احتلال المدن الكبيرة وادارتها، خصوصا أننا كنا في بداية تجنيد وتحشيد القوى اللازمة.. صحيح أن التاريخ علمنا أن كاسترو استطاع الوصول إلى هافانا بحرب العصابات.. ولكن كاسترو كان يعتمد على خلايا الحزب الشيوعي في كوبا الذين مهدوا له الانتصار... ونحن كنا في المراحل الأولية لتفعيل «البروبقندا» السياسية وتدعيم الجانب العسكري، ولذلك عانينا في الجاهزية السياسية والعسكرية.

    كيف كانت مشاركة المرأة في العمل العسكري..؟

    - كان لدينا حضور كبير من النساء وإن لم يشتركن في اعمال عسكرية.. وكانت المرأة تسهم في تعليم من قمنا بتحريرهم.. وانشأنا رياض أطفال في المناطق المحررة، وكان يشرف على هذا العمل الشهيد سليمان ميلاد.. وكانت لدينا كتيبة الزهراء في منطقة النيل الازرق.. وكان للمرأة دور في منطقة قرورة.. وقدمنا الشهيدة زهراء التي توفيت في المعسكر.

    كم عدد الذين استشهدوا في مقاومة النظام؟ وهل لديكم سجل بذلك؟

    - نحن قدمنا 400 شهيد في معركتنا لانجاز السودان الجديد.. والزائر لدارنا سيجد أننا قمنا بحصر اسمائهم وزينا بها دارنا.

    وماذا تقول عن الاتهامات التي لاحقتكم عن انتهاكات حقوق الإنسان في المعسكرات ومن بينها التعذيب..؟

    - كانت لدينا علاقات طيبة مع منظمات حقوق الانسان.. وكانوا يزورونا بانتظام.. ويكتبون تقاريرهم عنا بناءً على هذه الزيارات.. وأشادت بنا هذه المنظمات أكثر من مرة، كما كانت لدينا وحدة معنية بحقوق الانسان، وكنا نقوم بتوعية المقاتلين بهذه الحقوق، وكانت هذه التوعية جزءاً من التعبئة السياسية التي نقوم بتكثيفها نحو المقاتلين.

    ولكن بعض رفاقكم أعلنوا عن بعض حالات تعذيب..؟

    - لم تظهر هذه الاتهامات إلا بعد الانقسام الذي اصاب التنظيم.. وللأسف فإن الذين قالوا بهذه الاتهامات كانوا معنا طوال مرحلة النضال.. وكانوا حضورا في كل مراحل النضال.. وأجزم أنه لو كان هناك تنظيم معارض حافظ على حقوق الانسان.. فهو تنظيمنا.


    ما هو تقييمكم لزيارة الولايات المتحدة؟ *

    يستند التقييم على مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف الموضوعة للزيارة، وهي أهداف عامة وأخرى خاصة. والأخيرة أي الخاصة كانت لزيارة نصف الأسرة الموجود في الولايات المتحدة.. وتشتت الأسر وتوزيعها هي إحدى النتائج السالبة لانقلاب الجبهة الإسلامية في 30 يونيو1989م. أما الأهداف العامة فجزء منها تنظيمي يختص بمكتبنا بأميركا، ثم عودة التحالف إلى المسرح الدولي، وستستمر هذه الزيارات، إضافة إلى مخاطبة تجمعات السودانيين المنتشرين في الولايات المتحدة سواء عبر ندوات عامة أو إدارة حوارات خاصة. ومن أهم أهداف الزيارة إعادة العلاقات مع بعض الشخصيات الأميركية المهتمة بالشأن السوداني والقرن الأفريقي، وإدارة حوار معها وتبادل وجهات النظر. واعتقد أن معظم أهداف الزيارة قد تم تحقيقها بنجاح، بل وأنه أكثر مما وضع لها... ولكني أود أن أشير إلى اتحاد الصحافيين السودانيين بالولايات المتحدة برئاسة الأستاذ طلحة جبريل، ومساهمته في إنجاح النشاط مع السودانيين، سواء اللقاء الذي تم مع لجنة الاتحاد، إضافة إلى لقاء بعض الناشطين أوالندوة العامة. ? هل هنالك محاولات لرأب الصدع بينكم والإخوة المنشقين عن التحالف؟ * الانقسام الذي ضرب التحالف في عام 2004م أثر سلباً على حركة التحالف، وكان يمكن أن يكون أثره معدوماً لولا تدخل إحدى الدول، ولكنها كانت تجربة غنية بالدروس، فبدلاً من أن تنهي التنظيم قويت شكيمته خاصة السرعة في تشكيل قيادة بديلة، واتخاذ القرارات الجماعية واستخدام الصمود كسلاح، والتماسك في الميدان وداخل السودان والفروع والمكاتب الخارجية. وتوزعت المجموعة المنشقة إلى ثلاثة أجزاء: جزء منها انضم إلى الحركة الشعبية، وجزء عاد إلى التحالف، وجزء ثالث أصابه الإحباط.. ونستهدف المجموعة الأخيرة ونلتقي معهم، ولم تنقطع علاقاتنا الاجتماعية مع غالبيتهم، وسيلتئم الجسم مرة أخرى. أما المجموعة التي انضمت إلى الحركة الشعبية فنتمنى أن تلعب دوراً إيجابياً في الدفع باتجاه وحدة قوى السودان الجديد وليس تعويقها، وأن تقتدي بحكمة الراحل د. جون قرنق الذي سعى إلى وحدة الحركة بعد الانقسام الذي قاده د. رياك مشار و د. لام اكول، استعداداً لمعركة التفاوض في مشاكوس، وكان انقساماً استخدم فيه العنف ونتجت عنه خسائر بشرية ضخمة، وليس كنموذج التحالف الذي استخدم فيه الإنقساميون الإنترنت، واختلاف آلية المعركة عند الطرفين يعكس الاختلاف في نوعية الانقسام وقياداته وعمق تأثيره. المهم القول إننا في التحالف قد تعدينا هذه الجروح «الإنترنتية»، ونعمل لعودة ما تبقى استعدادا للمعركة الانتخابية. كما أعدنا علاقاتنا مع الدولة الاريترية، ونحيي شعبها العظيم الذي نكن له كل التقدير والاحترام.

    إلى أي مدى تستطيعون تقديم تنازلات في ما يتعلق بإقامة تحالفات سياسية مع القوى السياسية؟

    * كثرة الأحزاب وتعددها في بلد واحد يعكس عدم الاستقرار، وصورة الدولة التي مازالت تتكون وتتخلق، وكلما انحصر عدد الأحزاب في أحزاب كبيرة كان مؤشراً للاستقرار والتخلق. ونضيف أن كثيرا من الحواجز بين عدد من الإطروحات السياسية هي حواجز وهمية، ويمكن الرجوع إلى برامج الأحزاب الجديدة، ويمكن تتبع الانقسامات داخل « الأمة، الاتحادي، الشيوعي، الإسلامي، الحركة الشعبية، التحالف، حق، مؤتمر البجة، حركة تحرير السودان.. الخ» وأشير إلى أن أهم أهداف التحالف الاستراتيجية، وعبرت عنها شعاراته، تتعلق بالوحدة: وحدة السودان، وحدة قوى السودان الجديد، وحدة العمل العسكري، لا معارضة لمعارض.. ثم أن هنالك جهداً بذل لتحقيق خطوات في اتجاه الوحدة. ورغم الصعوبات التي واجهت هذه الخطوات، إلا أنها هدف استراتيجي يتطلب العمل الدؤوب لتحقيقها. والتحالف الوطني السوداني بتجربته في مسألة الوحدة، يدرك أنها خطوات ربما لا تنجز بضربة واحدة، وإنما خطوة أثر خطوة، ثم أن للوحدة سقوفا فيها الأدنى والأعلى، وفي ذلك فإن التحالف يرى أنه يمكن تشكيل وحدة السقف الأدنى من القوى التي تؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية الموحدة، الدولة الرضائية، دولة التنوع، دولة المؤسسات .. بمعنى هزيمة مشروع الدولة الدينية الذي يتبناه المؤتمر الوطني بسلسلته الفقرية الجبهة الإسلامية القومية، ويمكن الإلتفاف حول برنامج الحد الأدنى.. والإتفاق على مرشح واحد لكل دائرة ومرشح رئاسي واحد.. أي مرشح الحد الأدنى، ومثل هذه الوحدة ضرورية لأنها المفتاح السحري لمشروع الأمل والتغيير، وفي وحدة السقف الأدنى، لا تكون التنازلات فيها عادة كبيرة، لكنها تتطلب القناعة بالغرض المطلوب تحقيقه والثقة بين الحلفاء. أما وحدة السقف الأعلى، فبجانب متطلبات السقف الأدنى، تتطلب قوة الإرادة والشجاعة ووحدة القيادة والرؤى والبرامج والأهداف الاستراتيجية، والتحالف الوطني السوداني مستعد لتقديم جميع واجباته التنازلية. ?

    هنالك حديث عن تخليكم عن الدولة العلمانية لصالح الدولة المدنية، ما هو الفرق بين التعبيرين في تقديركم؟

    * في السودان، كما في بعض الدول العربية الإسلامية، حدث استقطاب حاد بين التيارات اليسارية والإسلامية السياسية بسبب العلمانية، وكل ارتكز إلى مدلولات ومعانٍ للكلمة لا تمت بصلة إلى أصلها التاريخي والصراع ضد سيطرة الكنيسة، فعهرت الكلمة تماماً، ومثل هذه الصراعات والانقسامات لا تعني المواطن السوداني العادي في المدينة أو الريف، بل هي هروب من الفشل في تحقيق احتياجات المواطن الفعلية من حرية وصحة وتعليم ومياه صحية وسكن، واستخدمت كلمة العلمانية من طرفي الصراع كأداة للقهر والتسلط، فهي صراع نخبوي زادت لهيبه الحرب الباردة بين القطبين أميركا والاتحاد السوفيتي، والتحاف الوطني السوداني غير معني بالصراعات والجروح التي سببتها معركة العلمانية، ولم يكن طرفاً فيها، وشق طريقه بماركته المسجلة الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة كحل عبقري لواقع السودان، قد لاحظت أن كثيرا من التنظيمات والمنظمات التي استخدمت تعبير الدولة المدنية بعد ذلك لم تشر إلى أصل الماركة. ويرى التحالف أن طبيعة الدولة هي: دولة ديمقراطية لا مركزية تتعدد فيها الثقافات والإثنيات والأديان واللغات.. وأن الدولة المدنية هي التي ترفض أية ديكتاتورية عسكرية أو مدنية وليست بعقائدية أو دينية، تتفاعل داخلها الكيانات والثقافات المتعددة التي تكون المجتمع السوداني. وتعمل على إرساء دعائم الوحدة الوطنية، وتقوم على أساس المواطنة دون أي تمييز عرقي أو ديني أو ثقافي أو جنسي بين المواطنين. النظام المدني: هو تطور ثقافي واجتماعي وسياسي يمنع الحروب والنزاعات العنصرية والدينية، والتعبير عن الحياة يتم بالسلوك الراقي واحترام القانون واحترام حق الآخرين. وهو على النطاقين الإقليمي والعالمي يمنع مهددات الأمن والسلام، ويضمن حق الشعوب في الحرية والاستقلالية. ويعتبر أي شكل من أشكال التعاون بين الأفراد والجماعات والشعوب تعبيرا عن الحياة المدنية، والتحالف بدعوته للدولة السودانية الرضائية يؤمن بأن أهم مكوناتها هي الإسلام الشعبي الصوفي، وقد حاربته دولة الإنقاذ، ويحاربه المؤتمر الوطني وسلسلته الفقرية الجبهة الإسلامية القومية، لكنها فشلت رغم محاولات زرع الانقسامات داخل هذه الطرق الصوفية. ?

    هنالك حديث حول دار التحالف: كونها هبة من الحكومة وأنها كانت مكمناً للتعذيب، كما أنكم تلقيتم دعماً مالياً من المؤتمر الوطني.. كيف تردون؟

    * طريق النضال طويل وصعب وحار ولكن النصر مؤكد. ومثل هذه الاتهامات قديمة متجددة، وإذا تتبعنا أصحابها نجدهم إما أصحاب غرض، أو يعبرون عن النظام الإنقاذي، أو من رفاق يفتقدون أدب الخلاف، أو الفاشلون العاجزون.. وهي جزء من الحرب النفسية وقد انتهجنا سياسة عدم الرد لأي نقد غير موضوعي ثقة في شعبنا وتنظيمنا وأنفسنا، وقبل ذلك ثقة في الله.. ونعتبر هذه الاتهامات جزءا من المعركة مع النظام الشمولي. وأن مثل هذه الاتهامات فقاعات .. نموذجاً، كيف يقنع صاحب الاتهام أحداً أن الدار مكمن للتعذيب، وهي دار مكانها معروف داخل الأحياء وصاحبها معروف، وعقد الإيجار موثق قانوناً، ونحن خريجو مكامن التعذيب وسجون الإنقاذ.. نعرفها تماماً .. وقد رصدها السودانيون والمنظمات سودانية كانت أم أجنبية، ويبدو أن من يصدر هذه الاتهامات لم يمر بهذه المكامن، ولا يعرفها. ومعظم الذين يصدرون مثل هذه الاتهامات يستخدمونها «كقرعة» وهم يقفون على قارعة الطريق.. يعرضون أنفسهم للبيع، أو أن تمتلئ «قرعاتهم» بأموال المؤتمر الوطني الذي بدوره يعرف ناسه ويعرفونه. ?

    هل تسير العلاقة بينكم والحركة الشعبية في تطور أم يعتريها الفتور منذ زمن. وهل ترى أن تصريحاتكم الأخيرة عن الحركة التي أغضبت البعض ستضر بهذه العلاقة؟

    * العلاقة بين الحركة الشعبية والتحالف الوطني السوداني يمكن وصفها في ثلاث مراحل: مرحلة الانتفاضة الشعبية المسلحة - مرحلة الانقسام التحالفي - والمرحلة الحالية والمستقبل. ففي المرحلة الأولى المقاومة المسلحة في خلال الميدان، والمقاومة السياسية من خلال التجمع الوطني الديمقراطي، اختبر كل تنظيم الآخر في صدقه وثباته، ووحدت المعارك المختلفة المواقف، وخلقت الثقة وقربت الحركتين إلى بعضهما البعض، ويمكن القول إنها علاقة بدأت من الصفر ووصلت إلى حد إعلان الوحدة بينهما في فبراير 2002م. وانحازت الحركة إلى المجموعة المنقسمة ظناً إنها الأقرب إليها من المجموعة الرئيسة، وذهبت إلى درجة إعلان الوحدة الاندماجية بينها والمجموعة المنقسمة في قاعة الشارقة في الخرطوم، وكان ذلك أقصى ما يمكن عمله.. والرأي عندي أن الأيام أثبتت خطأ هذه الخطوة، بدليل أن عدداً من الذين انقسموا عادوا إلى التحالف، ويبقى السؤال ماذا استفاد المنقسمون من هذه الخطوة غير إضعاف التنظيم وعدم تقوية الوحدة مع الحركة، والأخيرة كان أفضل لها الوحدة مع الجسم الرئيس وليس مجموعة محدودة منقسمة، حتى لا تشجع الانقسامات وسط القوى الجديدة. ولكننا تعدينا هذه المرحلة بجروحها التي اندملت ووقفنا بصلابة في خندق وحدة قوى السودان الجديد، وعلى رأسها الحركة الشعبية لتحرير السودان. ونعمل ليلاً ونهاراً لتحقيق هذه الخطوة. أما الجزئية الأخيرة التي تتحدث عن تصريحاتي الأخيرة عن الحركة الشعبية التي أغضبت البعض.. فتصريحاتي لم تكن عن الحركة الشعبية، وإنما عن إتفاقية نيفاشا بعد عامين من التجربة. كيف نصمت نحن الوحدويون في حين نرى الانفصال يهدد بلدنا.. ولم نكتفِ بالنقد، بل قدمنا البدائل كإدخال الكونفدرالية خيارا ثالثا عند التصويت.. وكنت أتوقع من الوحدويين داخل الحركة استلام الخيار والدفع به بدلاً عن الغضب أو الفرح.. قبل أن يأتي طوفان التشطير ليجرفنا جميعاً.. كيف نصمت نحن رواد الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة، ونحن نرى نيفاشا تكرس فينا دولة الإنقاذ الدينية.. فلهم ثوابتهم الظالمة التي تختلف عن أهدافنا الاستراتيجية لدولتنا المدنية العادلة، وحين نقول إن الحل الدارفوري لا بد أن يدفع في اتجاه السودان الجديد، نقصد هذا الخلاف الأساسي بين دولتهم ودولتنا.

    الحرب في دارفور: ما هي رؤيتكم لها، وما هو دوركم في السعي لحلها، وهل هنالك علاقات بينكم والحركات المسلحة؟

    * عموماً يمكن القول إن مشكلة دارفور ليست مشكلة منعزلة، بل هي جزء من المشكل السوداني.. وتؤكد عنصر «التنوع» - التنوع الشمالي/ شمالي - لأن أغلب الصفوة يعتبرون أن التنوع السوداني بين الشمال والجنوب.. والحرب الدارفورية تؤكد أيضاً أن المشروع الحضاري الذي فرضته «الإنقاذ» تسعة عشر عاماً، هو عامل تفرقة وتشتت وليس عامل توحد، وأنه أحد الأسباب الرئيسة التي قادت إلى تفاقم الحرب.. ونرى أن ما يحدث في دارفور هو انتفاضة شعبية يقودها الجيل الجديد. ويرى التحالف أن أزمة دارفور الراهنة تشكل أكبر تحدٍ واجهته الدولة السودانية منذ الاستقلال، وهي تهدد بصورة مباشرة الأمن القومي السوداني، ووحدة السودان في شعبه وأرضه.. وتهدد أيضاً بفقدان السيادة القومية نتيجة للتدخل الإقليمي والدولي. وتسببت أزمة دارفور في كارثة ومعاناة إنسانية هي الأكبر في تاريخ السودان، إذ تقارب أعداد اللاجئين والنازحين في معسكرات الإيواء داخل وخارج السودان المليوني فرد، يعيشون في ظل معاناة إنسانية متفاقمة وغياب كامل للأمن والسلامة. ويرى التحالف الوطني أن أزمة دارفور لها جذورها التاريخية وأبعادها الإقليمية، ومؤثراتها البيئية التي تسببت في شح الموارد وساهمت في تعاظم الصراعات القبلية، إلا أن السياسات الخاطئة في بداية تفجر الأزمة، قادت إلى توسيع دائرة الصراع والحرب، وتعقيد إمكانيات الوصول لحلول منطقية وعادلة. وعليه نرى أهمية التوافق والاجماع الوطني.

    وعلى أي أساس يتم هذا التوافق؟

    * لا بد أن يتم الاعتراف بجذور الأزمة، ومسببات تعاظم الصراع من تهميش تاريخي لمنطقة دارفور، وقصور في تنمية الموارد، وتفكك مجتمع الإقليم وقدرات التعايش السلمي بين القبائل، مما يستوجب التصدي بشجاعة لمعالجة الأزمة. والاعتراف أيضا بأن الحلول الجزئية وسياسات تفكيك الحركات الدارفورية، قادت إلى تفاقم الأزمة. وعليه يجب قبول فتح التفاوض مع كل الحركات الرافضة للاتفاقيات الموقعة دون أية شروط مسبقة، وبهدف الوصول لحلول عادلة تضمن السلام والأمن والاستقرار. والعمل على تعزيز العلاقات مع دول الجوار المؤثرة على الأزمة، ووقف التدخل في شؤونها الداخلية بصورة كاملة، مع رفض تصفية أية حسابات إقليمية على حساب قضية دارفور، أو نقل الصراعات إلى داخل الأراضي السودانية. وكذلك نرى ضرورة قبول حكومة السودان لوقف كامل لإطلاق النار، مهما كان موقف الحركات الدارفورية، للسماح بانسياب المساعدات الإنسانية لمعسكرات اللاجئين والنازحين. ويجب على الدولة رفع أية معوقات يواجهها عمل المنظمات الإنسانية، وتقديم أقصى عون ممكن لتخفيف معاناة النازحين. وينبغي تقديم الدولة كل المساعدات والتسهيلات الممكنة لقوات الاتحاد الأفريقي المدعومة من الأمم المتحدة، لحفظ السلام وحماية المواطنين في مناطق النزاع، ولضمان فتح الطرق وانسياب المساعدات للمتضررين. ونرى أيضا دخول حكومة السودان في جولات التفاوض المرتقبة لإنهاء أزمة دارفور بمرونة كاملة، وتقديم تنازلات واضحة في المطالب العادلة بوحدة الإقليم، والقسمة المنصفة للسلطة في المستوى الاتحادي والإقليم، ومبدأ التعويضات العادلة للمتضررين، والعمل بجدية لتحييد كل المليشيات التى تعمل في مناطق سيطرة الحكومة، بتجميعها في مناطق محددة وتجريدها من الأسلحة والسيطرة عليها، وتطبيق سياسات إدماجها في المجتمع المدني، والشروع بجدية وشفافية مطلقة في التعامل القضائي مع ملفات الانتهاكات وجرائم الحرب.

    وهل ترون وجوب وجود لجنة قومية لتنفيذ هذه التصورات؟

    ـ نعم.. لا بد من تشكيل هيئة قومية مستقلة محايدة، يتم التوافق عليها من الجميع، تقوم بالدعوة وترتيب انعقاد «المؤتمر الشامل لسلام دارفور»، الذي يجب أن يتم بمشاركة كل القوى السياسية الدارفورية والقبائل، والقوى السياسية السودانية على نطاق السودان. ويجب انعقاد هذا المؤتمر تحت الإشراف الكامل للاتحاد الإفريقي، وبدعم إيجابي من الأمم المتحدة والدول المهتمة بقضية تحقيق السلام في دارفور والمنطقة الإقليمية المجاورة، ووضع خطط تحت إشراف اليونميد وبمساعدة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، تهدف لتحقيق العودة الطوعية الآمنة والواعدة لتجمعات اللاجئين والنازحين من دارفور، من كل المعسكرات والمناطق الاستيطانية المؤقتة داخل السودان وفي دول الجوار.. كذلك نرى تبني حكومة السودان وقوات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة «يوناميد»، والدول المهتمة بالسلام والاستقرار، الدعوة لمؤتمر دولي موسع يهدف لتمويل وتنفيذ خطة تنموية شاملة لإقليم دارفور، تهدف إلى إزالة آثار الحرب وتأهيل البنى الأساسية، وتحقيق طفرة تنموية في الخدمات المجتمعية واقتصاديات الإقليم.

    ? كيف تثمنون إتفاق الشرق الذي وقع عليه بين الفصائل العسكرية والحكومة؟ هل استطاع أن يقدم حلاً لمشاكل الشرق ومعالجة قضايا المواطنين هناك؟

    ـ قضايا السودان ومشاكله متداخلة ومترابطة ومتشابهة وتصعب تجزئتها، كما تحاول أن تفعل العقلية الإنقاذية ونشاهد على مسرح الإتفاقات: إتفاقية الخرطوم للسلام، فشودة، مشاكوس، نيفاشا، جيبوتي، جدة، القاهرة، أبوجا، أسمرا .. الخ. وإتفاق سلام الشرق الموقع في 14 أكتوبر 2006م هو من جانب محاولة لإيجاد حل بين السودان واريتريا حتى يتفرغ السودان داخلياً إلى مسألة دارفور غرباً، ووقف الاستنزاف شرقاً، والصومال وتشاد إقليمياً. كذا الحال بالنسبة لإريتريا حتى تتفرغ لمسألة أثيوبيا والصومال إقليمياً، ورفع الضغط الاقتصادي داخلياً.
    ومن جانب آخر هو مدخل لتحقيق السلام في السودان، وجوهر مشكل شرق السودان هو التهميش السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ويمكن القول إن شرق السودان هو أكثر أجزاء السودان تخلفاً وإهمالاً واستهتاراً بالإنسان.. ونثمن الدعوة التي تضمنها الإتفاق لعقد مؤتمر قومي على مستوى الوطن لمراجعة الهيكل الإداري الحالي للدولة السودانية بما يضمن تحقيق النظام الفدرالي وطموحات الأقاليم.. والمهم العمل على أن يؤدي الإتفاق إلى الاستقرار والتنمية والتوازن الاجتماعي. وهنا نشير إلى جزئية مهمة تضمنها الإتفاق وهي صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق، والمطلوب تفعيلها لمكافحة الفقر والتخلف، وتوفير الحقوق الأساسية من صحة وتعليم وسكن وحياة كريمة، ومعركة التنمية أكبر وأصعب من معركة التحرير، وتحتاج إلى إتفاق الحد الأدنى بين مكونات جبهة الشرق، ومكونات مؤتمر البجة، ودون هذه الوحدة وتنفيذ الإتفاق وتطويره يمكن أن تحدث الكارثة.

    ? حزب المؤتمر الشعبي.. هل الانقسام مسرحية؟ وهل يمكن التنسيق السياسي معه؟

    ـ الانقسام الذي ضرب المؤتمر الوطني ليصبح مؤتمرين هما «الوطني» و«الشعبي» هو في حقيقته انقسام داخل الجبهة الإسلامية القومية التي نفذت إنقلاب 30 يونيو 1989م، ويعتبر مؤشرا لفشل مشروعها الحضاري، ومن زاوية أخرى فشل مشروع الدولة الدينية بالرؤية السياسية للجبهة القومية الإسلامية سابقاً المؤتمر الوطني والشعبي حالياً، وإصطدامها بالتربة الصخرية السودانية الرافضة للدولة المتناقضة مع حقيقة التنوع، وعمق الإسلام الصوفي الشعبي في الوجدان السوداني.
    ومن رؤية المقاومة الشعبية - مسلحة كانت أو مدنية- نرى بوضوح الانتصار الذي حققه شعب السودان في: شق الجبهة الإسلامية إلى نصفين والمؤتمر الوطني في طريقه إلى شق آخر، ودفع المتطرفين الإسلاميين الأجانب إلى خارج السودان، وهزيمة المشروع الحضاري الذي انتهى إلى نظام شمولي قابض ورأسمالي زائف وظالم وقاتل وفاسد ومفسد.. ونضيف بدأت ملامح السودان الجديد في الظهور.

    ? وما هي حيثياتك لتأكيد حقيقة الانقسام؟

    ـ الرأي عندي أن الانقسام حقيقي وليس مسرحية، ولكنه أيضاً ليس فكرياً، والغريب أن الذي كان يقول به الشيخ حسن الترابي في ما يختص بالانفتاح السياسي نحو حزبي الأمة والاتحادي، لجأ إليه المؤتمر الوطني أخيراً كمخرج ومخفف من استمرار الضغوط، إضافة للاستعداد الانتخابي.
    وأهم ما يقول به المؤتمر الشعبي الآن هو الحريات، والانتخابات كوسيلة، والرفض للشمولية. وهذا تحول نحتاج إلى أن نحاورهم وننسق معهم فيه. وهذا لا يعفي الجميع من المحاسبة العادلة فهي قادمة. والحياة تتغير وكذا الإنسان.. وحكومات الدول تخطئ وكذلك التنظيمات والأحزاب والأفراد.. ولكن المهم الاستفادة من هذه الدروس، والاعتراف بالأخطاء، والنقد الذاتي والبناء، إلا إذا كانت مغروسة في العقل فهذه مستحيلة. وفي السودان تعلمنا التجربة أن النار تحرق الأيادي التي تتدخل في القوات المسلحة لإحداث الانقلاب، أو المخادعة باستخدام وإستغلال الدين في السياسة.

    ? ماذا عن واقع القوات المسلحة الآن، هل تم تقويضها لصالح الايديولوجيا؟ وهل مازالت قومية في تكوينها القيادي؟ وهل انتهى عهد الانقلابات العسكرية؟

    ـ القوات المسلحة السودانية عند تتبع مساهماتها المهنية كانت إيجابية، ومساهماتها الانقلابية كانت سلبية. وأكثر المتضررين من الانقلابات العسكرية هي القوات المسلحة نفسها، ولكنها أكثر المستفيدين من الأنظمة الديمقراطية.. وهي الجهة التي تحسم الانقلاب لصالح الانقلابيين ضد الأنظمة الديمقراطية، وتسقط محاولات الانقلابات المضادة ضد الأنظمة الشمولية.. وتجعل الانتفاضات والثورات الشعبية ممكنة عند انحيازها.

    ? ولكن ما تأثير الانقلاب الأخير عليها؟

    ـ الانقلاب الإنقاذي حاول تقويضها لصالح أيديولوجيته، لكن واجهته صعوبات كثيرة وصعبة الاجتياز كالتكوين القومي خاصة قاعدياً، والتمثيل النوعي الإثني القبلي والجهوي.. واستخدمت الإنقاذ أسلحة الفصل الجماعي، والتجنيد الانتقائي، ومحاولة تغيير مناهج التعليم والتدريب، والقوانين واللوائح من مهنية إلى جهادية، وتكوين قوات الدفاع الشعبي توازياً مع القوات المسلحة.. والتأثير على المستوى القيادي يكون عادةً أسرع وأسهل من التأثير القاعدي، وذلك بسبب الحجم العددي.
    ولكن تبقى في النهاية حقيقة المؤثرات الأساسية، فالعسكريون هم أساساً أبناء الفقراء والضعفاء والمساكين والمظلومين، ويسكنون بين أهليهم ويعيشون معاناتهم، إضافةً إلى أن المشروع الأحادي والايديولوجي معادٍ بطبيعته للاحتراف المهني.
    وتجربة المشروع الإنقاذي الحضاري في استغلال الجيش بواسطة حزب الجبهة الإسلامية للوصول للسلطة ثم إبعاده عنها عبر إضعافه بالموت فصلاً أو جهاداً، كانت تجربة فاشلة أضرت بالجيش وبالسودان وهددت وحدته.
    ويبقى القول إن عهد الانقلابات العسكرية في السودان على وشك الزوال، ويصعب تصور انقلاب جديد إلا إذا كان أبيض تخطط له سلسلة المؤتمر الوطني الفقرية الجبهة الإسلامية القومية.. والصعوبات كثيرة، منها عوامل الداخل والعوامل الإقليمية والدولية.

    ? بماذا تردون بشأن الاتهامات التي أثارها الأستاذ مصطفى البطل حول الاتهامات المالية التي نشرت مؤخراً، وتصريحاتكم التي قيل إنها مسيئة للرفاق؟

    ـ قرأت ما كتب من رأي في صحيفة «الأحداث»، وقد تدارسه الإخوة في دائرة الإعلام والمستشار القانوني للمكتب التنفيذي للتحالف الوطني السوداني، ووضعوا عدة خيارات: الأول: تقديم شكوى ضد الكاتب، ولكن هذا بالضرورة يؤدي إلى الشكوى ضد صحيفة «الأحداث» التي لا نرغب في الوقوف ضدها أمام القضاء لأسباب تتعلق باحترامنا لها ولمحرريها ولوقوفها مع تيارات التحول الديمقراطي، ووجودها المستمر في المحاكم بسبب القضايا التي ترفعها الأجهزة الرسمية، وأخيراً صداقتنا مع الأستاذ عادل الباز. أما الخيار الثاني: أن ترد دائرة الإعلام على الكاتب، ولم يتم ذلك بسبب أن الخط العام للتحالف هو عدم الدخول في المهاترات والمساجلات غير الموضوعية.. وأن التحالف قد تعدى مرحلة إنقسامه وقد تعافى. ولكن بعيداً عن شخصنة الموضوع نقول إن التحالف التنظيم الوحيد الذي لم تتهمه منظمات حقوق الإنسان بما فيها «هيومان رايتس وتش»، بل أن عددا كبيرا من منظمات حقوق الإنسان كانت موجودة في الميدان، وأيضاً بعض السودانيين من الناشطين في هذا المجال، ويمكن الرجوع إلى سجلات هذه المنظمات والسودانيين مثل يوهانس أكول. ونفي هذه الاتهامات بسيط، فهو إما أن يطلب من الكاتب الإثبات أو يمكن الرجوع إلى صحيفة «الشرق الأوسط» للتأكد من التصريح المشار إليه.. ومحاولة إدخال أسماء دول والحديث عنها في الصحف دون حيثيات ليس بالأمر الهين، فالكاتب قد زج باسم دول مصر واريتريا والأمارات المتحدة، ونحن نحيي شعوب ورؤساء هذه الدول ونحترمهم ونعتز بعلاقاتنا معهم ونسعى لتطويرها. والاتهامات المالية لم ترد في المقال بعدد الصحيفة المشار إليه، وإنما وردت في الصفحة الإلكترونية لصحيفة «الأحداث»، ويبدو أن الصحيفة حذفته من المقال الصحفي حرصاً منها وتجنباً للمسؤولية، ولكنها لم تحذفه من صفحتها الالكترونية. وقد طلبت منهم ذلك، وآمل أن يفعلوا، وعلى الأقل أن يعتذروا إلكترونياً. وعفة اليد واللسان ليست مكتسبة فقط، بل أنها وراثية أيضاً.

    ? ماذا عن حجم ثقلكم الانتخابي، وحجم العضوية؟ وهل تكسبون مؤيدين جددا؟

    ـ كان من المفترض ألا يكون التحالف موجوداً بسبب الهجمات التي تعرض لها، ولكن قوته تكمن في مشروعه الذي يقدمه، وهو امتداد طبيعي لصراع ثقافي، اجتماعي، اقتصادي، وسياسي عميق الجذور ومستمر مرجعيته التاريخية والفكرية هي ثورة 1924م. ويتبنى السودانية كهوية، وتجنب العقائد الايديولوجية، وطرح الأهداف الاستراتيجية ووسائل لتحقيقها. وبالرغم من حجمه الصغير عضوياً، إلا أنه نجح في أن يجعل مشروعه كبيراً ويملكه للقوى الصامتة والشبابية والنقابية وجماهير الأرياف التي عمل فيها، والمدن التي نشط بها.. وساهم بحجم ضخم في عمليات المقاومة لاستنزاف نظام الإنقاذ، وخلق بؤرة للثورة شرقاً وغرباً وشمالاً.. وقدم أكثر من أربعمائة شهيد فداءً للحرية والسودان الجديد. وتميز التحالف بقدرته على الابتكار وطرح الأفكار ووضوح الرؤية وثباتها وفكره الوحدوي .. ويمكن تتبع الماركات المسجلة من شعاراته: الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة - الانتفاضة الشعبية المسلحة - ثورة الحرية والتجديد - ثورة الريف للمدينة - نحو بناء الحزب الجماهيري - وحدة قوى السودان الجديد ... الخ. وشعارنا الحالي: «الأمل والتغيير».. وهذه إحدى خصائصه، أن ينبري عند اليأس ليطرح الأمل كما حدث في منتصف عام 1995م، وكما يحدث الآن في عام 2008م. والتحالف أول تنظيم يخصص نسبة للمرأة بلغت الـ 30% في مؤتمره التمهيدي الثاني في عام 2001م.
    يبقى القول إن الثقل الانتخابي الذي نأمل: مفتاحه الرصيد النضالي الضخم ومشروع جديد لمستقبل جديد.. والتحالف قد أكمل إعادة تنظيم نفسه وهيكلته، وطرح برنامجه، ويحضر لعقد مؤتمره التأسيسي خلال هذا العام 2008م. وفي ذلك يكتسب عضوية جديدة يوماً إثر يوم.

    ما هو تأثير الجوار الجيوبولتيكي على السودان والعكس..؟


    ـ التأثير الجغرافي والسياسي الإقليمي على السودان، وتأثير السودان على دول الجوار، تتحكم فيه عوامل كثيرة، منها البشر قبائل وسكاناً، وامتداد القبائل بين الدول المتجاورة باعتباره رابطا قويا وليس مجرد جوار، وإنما أيضاً وحدة الدم والعرق والثقافة.. إضافة إلى عوامل المصالح المشتركة رعياً وتجارة وزراعة ومياها، أي مصالح حياة أو موت. ويمكن القول إن الدول تعرف الحدود وترسمها على الخرائط، ولكن التداخل البشري والمصالح لا تعرف الحدود، بل أن مثل هذا النوع من الارتباط - خاصة في السودان - يكون أكبر من الارتباط بالدولة المركزية، مما يؤكد هشاشة الدولة تجاه أطرافها.. ولذلك إذا لم تستجب الدولة لهذا الواقع، واقع التأثير الجيوبولتيكي المتبادل، فإن الواقع سيتجاوزها لبناء علاقته بعيداً عن الدولة ودبلوماسيتها.. بمعنى أن دكتاتورية الجغرافيا والتأريخ أقوى من دكتاتورية الدولة ودبلوماسيتها.
    وواقع السودان حجماً وتعدداً ودولاً مجاورة يفرض النظر إلى العلاقات الإقليمية ولاستراتيجية المنطقة برؤية أعمق وأشمل، فالاستقرار السياسي والسلام يعم ولا يقف عند حدود دولة بعينها، والواقع أمامنا ماثل في القرن الأفريقي- أثيوبيا- الصومال- وغرباً في تشاد- وجنوباً في يوغندا- حتى أن الانتخابات الكينية أثرت على جنوب السودان. والتحالف الوطني السوداني قدم رؤية استراتيجية مترابطة تمثلت في الدعوة إلى السودان الجديد- القرن الأفريقي الجديد- وأفريقيا الجديدة.. وإلى البدء في الخطوات الأولى المتمثلة في إدارة الولايات الحدودية بانفتاح توأمي.. وكونفدرالية القرن الأفريقي تبدأ بتحقيق السلام والاستقرار أولاً، وليس بعقلية الدولة الإسلامية الإقليمية الكبرى التي حاولتها الإنقاذ في فتراتها الأولى.
                  

05-05-2008, 09:29 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: صلاح شعيب)

    الاخ صلاح شعيب

    شكرا كثيرا


    Quote: ? بماذا تردون بشأن الاتهامات التي أثارها الأستاذ مصطفى البطل حول الاتهامات المالية التي نشرت مؤخراً، وتصريحاتكم التي قيل إنها مسيئة للرفاق؟

    ـ قرأت ما كتب من رأي في صحيفة «الأحداث»، وقد تدارسه الإخوة في دائرة الإعلام والمستشار القانوني للمكتب التنفيذي للتحالف الوطني السوداني، ووضعوا عدة خيارات: الأول: تقديم شكوى ضد الكاتب، ولكن هذا بالضرورة يؤدي إلى الشكوى ضد صحيفة «الأحداث» التي لا نرغب في الوقوف ضدها أمام القضاء لأسباب تتعلق باحترامنا لها ولمحرريها ولوقوفها مع تيارات التحول الديمقراطي، ووجودها المستمر في المحاكم بسبب القضايا التي ترفعها الأجهزة الرسمية، وأخيراً صداقتنا مع الأستاذ عادل الباز. أما الخيار الثاني: أن ترد دائرة الإعلام على الكاتب، ولم يتم ذلك بسبب أن الخط العام للتحالف هو عدم الدخول في المهاترات والمساجلات غير الموضوعية.. وأن التحالف قد تعدى مرحلة إنقسامه وقد تعافى. ولكن بعيداً عن شخصنة الموضوع نقول إن التحالف التنظيم الوحيد الذي لم تتهمه منظمات حقوق الإنسان بما فيها «هيومان رايتس وتش»، بل أن عددا كبيرا من منظمات حقوق الإنسان كانت موجودة في الميدان، وأيضاً بعض السودانيين من الناشطين في هذا المجال، ويمكن الرجوع إلى سجلات هذه المنظمات والسودانيين مثل يوهانس أكول. ونفي هذه الاتهامات بسيط، فهو إما أن يطلب من الكاتب الإثبات أو يمكن الرجوع إلى صحيفة «الشرق الأوسط» للتأكد من التصريح المشار إليه.. ومحاولة إدخال أسماء دول والحديث عنها في الصحف دون حيثيات ليس بالأمر الهين، فالكاتب قد زج باسم دول مصر واريتريا والأمارات المتحدة، ونحن نحيي شعوب ورؤساء هذه الدول ونحترمهم ونعتز بعلاقاتنا معهم ونسعى لتطويرها. والاتهامات المالية لم ترد في المقال بعدد الصحيفة المشار إليه، وإنما وردت في الصفحة الإلكترونية لصحيفة «الأحداث»، ويبدو أن الصحيفة حذفته من المقال الصحفي حرصاً منها وتجنباً للمسؤولية، ولكنها لم تحذفه من صفحتها الالكترونية. وقد طلبت منهم ذلك، وآمل أن يفعلوا، وعلى الأقل أن يعتذروا إلكترونياً. وعفة اليد واللسان ليست مكتسبة فقط، بل أنها وراثية أيضاً.



    وللذين يسوقون الى هذا المقال انشالله يكون الرد كافى

    لك التحية والتجلة استاذ صلاح
                  

05-05-2008, 01:09 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: مريم عزالدين صديق)



    بيــان صـحـفى: حول إدعاءات إنتهاء ظروف العمل المسلح والمعارضة من الخارج


    إلى جمـاهير الشـعب السـودانـى،


    لقد أعلن العميد عبد العزيز خالد الرئيس السابق للمكتب التنفيذى للتحالف الوطنى السودانى/ قوات التحالف السودانية، بعد إنهاء مسرحية اعتقاله يوم السبت الموافق 18 ديسمبر الجارى، عن تخليه عن العمل المسلح، واعتبر أن إطلاق سراحه هو "ضربة البداية الحقيقية للسلام فى السودان"، وأنه ضد العنف؛ بطريقة تخدم أهداف نظام الجبهة الإسلامية، و تدعو إلى تمييع القضايا السودانية الساخنة، لا سيما فى دارفور وفى شرق البلاد.

    لتوضيح الحقائق، فإننا فى التحالف الوطنى السودانى/ قوات التحالف السودانية نعلن التالى:

    1. إن قوات التحالف السودانية ترفض المساومات الخفية، ولا تقبل سوى خيارات التجمع الوطنى الديمقراطى المطروحة فى مقررات أسمرا للقضايا المصيرية يونيو 95، ومصوع 2000، وبالتالى تقف مع الحل السلمى المتفاوض عليه من حيث المبدأ فى مسارات السلام فى كلٍ من نيفاشا، أبوجا، والقاهرة، وتدعم التنسيق بين هذه المسارات وتوحيد الجهود الوطنية للتوصل إلى نتيجة نهائية تحقق السلام العادل والشامل، والتحول الديمقراطى الحقيقى.

    2. إن قوات التحالف السودانية لن تتراخى فى قضايا الوطن الحقيقية التى قدمنا من أجلها الشهداء، وأنها ستظل تتمسك بكافة خياراتها، بما فى ذلك الكفاح المسلح، وأن قوات التحالف ستبقى فى شرق السودان مع بقية الفصائل الأخرى، تترقب التفاوض بحذر ويقظة، لعدم ثقتنا فى النظام، إنطلاقا من سجله الحافل بنقض المواثيق والعهود، ومتى ما وصلت القوى الوطنية إلى قناعة بعدم جدوى التفاوض، ستعود إلى القتال من جديد.

    3. إن ما أعلنه العميد خالد، لا يمثل إلا شخصه ومجموعته التى خرجت عن المؤسسة، وإرتهنت إلى إرادة الفرد، وإنجرفت وراء أجندة خاصة تخدم النظام ومشروعه الإسلاموعروبى. وقد بدأت ملامح هذه الأجندة فى التبلور منذ لقاءآت سابقة مع قادة النظام بقائد المجموعة المنشقة، والتى وصلت إلى القمة بعد إعلان الوحدة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان فى فبراير 2002م، حيث عملت المجموعة من أجل نسف الوحدة، خدمة لآيديولوجيا ترفض السودان الجديد، وتكرس لتحالف شمالي/ شمالي؛ حذرنا منه كثيراً، ونجدد تحذيرنا الآن، لأن المشروع ما زال فى البداية، وأن إتصالات تجرى مع جهات كثيرة أخرى تصب فى ذات الإتجاه.

    4. ليس خافياً على المتابعين للشأن السودانى، ولا على جماهير شعبنا، دعوات العميد المتكررة لقواتنا بترك النضال المسلح والعودة للخرطوم، بعد فشله فى تحويل التحالف إلى بندقية شمالية، وتجميده الفعلى للعمل المسلح منذ 2002م. وقد إستجابت بعض المجموعات للدعوات المريبة، والتي أثمرت فى صفقات لم تعلن إلى الآن، وكان من أبرز تلك النتائج، الإعلان عن حل الدئرة العسكرية بعد هروب مسئولها إلى القاهرة قبل أكثر من ثلاثة سنوات، ثم مساعديه من ضباط القوات المسلحة السابقين. وأخيراً عودة أمين الشئون العسكرية العقيد على يس إلى الخرطوم والإعلان عن تكوين دائرة مختصة بتوفيق أوضاع العائدين بإشراف الإجهزة الأمنية للنظام.


    إن عملية إحتجاز العميد فى دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت أول فصول المسرحية، والتى لفقت فيها تهم للعميد لم يكن طرفاًُ فيها، مثل عملية تفجير أنبوب النفط، والتى نفذها جيش الأمة للتحرير آنذاك. ثم نقله إلى الخرطوم، وإحتجازه فى شقة فاخرة بحى الرياض مزودة بأحدث وسائل الإتصال، فى عهد حكومة دكتاتورية لا ترعوى فى إرتكاب الإبادة الجماعية فى دارفور وأعالى النيل، ولا تزال تغتصب النساء فى الغرب، وتختطف الأطفال وترتكب المجازر الجماعية، وتقود حملات الإعتقالات التى طالت المئات من أبناء السودان فى دارفور ونهر النيل، لتمارس أبشع صنوف التعذيب ضدهم، فى وقت يتمتع فيه العميد بفترة نقاهة، ومرحلة تلميع، بعد أن فقد جنوده وأصبح جنرالاً بلا جيوش، لتنتهى الفصول بإعلان العفو الإستثنائى عنه بقرار من الفريق البشير، لم يشمل المعتقلين الأبرياء الذين سبقوا العميد بشهور طويلة، أو لحقوه بأيام قليلة، فى صورة لا تحتاج لعلامات إستفهام أو تعجب فى إخراج سيئ وتمثيل ردئ.

    جمـاهير شعـبنا،

    إن القرار الذى إتخذه البشير، فضح المهرولين نحو الخرطوم بوعود كاذبة، ونثق فى أن مصيرهم لن يكون بأفضل ممن سبقوهم، وأن النظام سيلفظهم حالما يستنزفهم، ويحقق أغراضه منهم. إن القرار أكد ما كنا قد أعلناه خلال إجتماعات المجلس المركزى فى مارس- أبريل 2004م الماضى من إتصالات للعميد مع النظام، ووجود صفقات سرية، وتنصل عن مشروع الوحدة مع الحركة الشعبية، رغم أن قائد المجموعة المنشقة هو الذى وقع الإعلان بنفسه، وفى حضور المجتمع الدولى.

    فى الختام ننبه جماهير شعبنا إلى أن من عادوا إلى السودان لا يمثلون سوى أنفسهم، ولا يملكون حق إعلان نهاية المعارضة من الخارج، وأن قوات التحالف السودانية ستظل فصيلاً أساسياً ضمن فصائل التجمع الوطنى الديمقراطى، تعمل تحت قيادته فى الجبهة الشرقية، وتتمسك بخيارته النضالية، وأنها باقية داخل السودان فى المناطق المحررة. كما نؤكد لكم أننا سوف نكشف الكثير خلال الأيام القليلة المقبلة، ونعلن فى ذات الوقت إننا سنواصل مقاومة النظام ومن لف لفه، وأننا نجدد إلتزامنا التام ودعمنا لقضية الكفاح المسلح العادلة فى شرق وغرب البلاد. وأن من يدعى إنتهاء ظروف المقاومة المسلحة، ستفاجئه الجموع فى كل الأنحاء، حتى يلتزم النظام بالسلام العادل، أو يتم إسقاطه بالقوة رغم دعاوى المرجفين.


    إعلام لجان التسيير ـ المجلس المركزى.

    الإثنين 20 ديسمبر 2004م
                  

05-05-2008, 04:13 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: Nazar Yousif)

    الزميل صلاح : شكرا على هذا الحوار الممتع .
    قال العميد :
    Quote: درست المرحلة الوسطى في مدرسة شيد فيها بنك البركة الحالي


    اعتقد انها مدرسة الخرطوم شرق التي اسسها رفاعة رافع الطهطاوي .
                  

05-05-2008, 06:16 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: Faisal Al Zubeir)

    Quote: * في السودان، كما في بعض الدول العربية الإسلامية، حدث استقطاب حاد بين التيارات اليسارية والإسلامية السياسية بسبب العلمانية، وكل ارتكز إلى مدلولات ومعانٍ للكلمة لا تمت بصلة إلى أصلها التاريخي والصراع ضد سيطرة الكنيسة، فعهرت الكلمة تماماً، ومثل هذه الصراعات والانقسامات لا تعني المواطن السوداني العادي في المدينة أو الريف، بل هي هروب من الفشل في تحقيق احتياجات المواطن الفعلية من حرية وصحة وتعليم ومياه صحية وسكن، واستخدمت كلمة العلمانية من طرفي الصراع كأداة للقهر والتسلط، فهي صراع نخبوي زادت لهيبه الحرب الباردة بين القطبين أميركا والاتحاد السوفيتي، والتحاف الوطني السوداني غير معني بالصراعات والجروح التي سببتها معركة العلمانية، ولم يكن طرفاً فيها، وشق طريقه بماركته المسجلة الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة كحل عبقري لواقع السودان، قد لاحظت أن كثيرا من التنظيمات والمنظمات التي استخدمت تعبير الدولة المدنية بعد ذلك لم تشر إلى أصل الماركة. ويرى التحالف أن طبيعة الدولة هي: دولة ديمقراطية لا مركزية تتعدد فيها الثقافات والإثنيات والأديان واللغات.. وأن الدولة المدنية هي التي ترفض أية ديكتاتورية عسكرية أو مدنية وليست بعقائدية أو دينية، تتفاعل داخلها الكيانات والثقافات المتعددة التي تكون المجتمع السوداني. وتعمل على إرساء دعائم الوحدة الوطنية، وتقوم على أساس المواطنة دون أي تمييز عرقي أو ديني أو ثقافي أو جنسي بين المواطنين. النظام المدني: هو تطور ثقافي واجتماعي وسياسي يمنع الحروب والنزاعات العنصرية والدينية، والتعبير عن الحياة يتم بالسلوك الراقي واحترام القانون واحترام حق الآخرين. وهو على النطاقين الإقليمي والعالمي يمنع مهددات الأمن والسلام، ويضمن حق الشعوب في الحرية والاستقلالية. ويعتبر أي شكل من أشكال التعاون بين الأفراد والجماعات والشعوب تعبيرا عن الحياة المدنية، والتحالف بدعوته للدولة السودانية الرضائية يؤمن بأن أهم مكوناتها هي الإسلام الشعبي الصوفي، وقد حاربته دولة الإنقاذ، ويحاربه المؤتمر الوطني وسلسلته الفقرية الجبهة الإسلامية القومية، لكنها فشلت رغم محاولات زرع الانقسامات داخل هذه الطرق الصوفية. ?


    بدأ العميد عبد العزيز بمقدمات جيدة حول التشويه الذى اصاب كلمة العلمانية لكنه لم يوّفق بربط المقدمات بالنتائج حينما تهرّب تنظيمه من استخدام المصطلح .هناك فرق كبير بين العلموية والعلمانية ، فالعلموية هو المحتوى الذى قصدته الحركة الدينية الاصولية وهو الذى ينطبق على اليسار العقائدى وفهمه للمصطلح وليس المشاريع الديمقراطية الاخرى التى تتعامل معه (اى مع المصطلح) وفقا لموقف نظرى معرفى تعددى بحيث لا تكون العلمانية اقصاءا للدين من الحياة، انما اساسا لدولة المواطنة.
    اعتقد ان قوات التحالف قامت بالتنازل عن بعض القضايا الفكرية الاساسية والمبدئية من قبل، وقد فسّر ذلك موقفهم مما عرف بمؤتمر القضايا المصيرية باسمرا الذى كان فى جوهره هزيمة لقضية المبدئية من الديمقراطية على عدة محاور منها قضية المرأة واحتكار التجمع للعمل السياسى فيما كان يعرف بالمرحلة الانتقالية.
    كذلك يؤخذ على تنظيم التحالف عدم الاهتمام بقضية الحقوق وقد كان موقفه من طلب انضمام حركة حق للتجمع مؤشرا واضحا على ذلك ، اتمنى ان نقرأ عن تجربة تنظيم التحالف وما اصابها تقريرا متكاملا فهناك بعض التفاصل التى لم تتاح لمثلنا ممن هم خرج التنظيم
                  

05-06-2008, 08:27 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: طلعت الطيب)

    الاخ صلاح سلام

    الاخوة المتداخلون سلام وتحية

    Quote: كذلك يؤخذ على تنظيم التحالف عدم الاهتمام بقضية الحقوق وقد كان موقفه من طلب انضمام حركة حق للتجمع مؤشرا واضحا على ذلك ، اتمنى ان نقرأ عن تجربة تنظيم التحالف وما اصابها تقريرا متكاملا فهناك بعض التفاصل التى لم تتاح لمثلنا ممن هم خرج التنظيم



    الاخ طلعت الطيب
    اولا انا ماعارفة اذا كنت عضو فى حق ولا لا ، لانه اذا كنت عضو فى الحق من المفترض ان تعرف ان التحالف الوطنى التنظيم الوحيد الذى وقف مع حق فى انضماها للتجمع الوطنى الديمقراطى ، لان لوائح التجمع الوطنى ترفض انضمام التنظيمات المنشقة من الاصل، الا ان التحالف برر وقوفه مع حق باعتبار ان تنظيم حق غير الاسم بعد انقسامة من الحزب الشيوعى ، وارجع للتاريخ .


    Quote: اعتقد ان قوات التحالف قامت بالتنازل عن بعض القضايا الفكرية الاساسية والمبدئية من قبل، وقد فسّر ذلك موقفهم مما عرف بمؤتمر القضايا المصيرية باسمرا الذى كان فى جوهره هزيمة لقضية المبدئية من الديمقراطية على عدة محاور منها قضية المرأة واحتكار التجمع للعمل السياسى فيما كان يعرف بالمرحلة الانتقالية


    صدقنى ما فهمت ماذا تعنى ؟؟؟؟

    لو كنت تقصد موتمر القضايا المصيرية اسمرا ، التحالف مع كل ماجاء به المؤتمر باختصار، باعتبار ان التحالف عضو فى التجمع الوطنى .

    اما فيما يخص المراة التحالف الوطنى اول تنظيم وضع نسبة لتمثيل النساء فى كل مؤسساته منذ العام 2001م نسبة 30% والتى تنادى بها النساء الان، التحالف وصل ليها منذعام 2001، وبل نجد ان فى بعض مؤسسات التحالف المراةمثلت باكثر من 50% .
                  

05-06-2008, 09:45 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: مريم عزالدين صديق)

    الاخ نزار لك التحية

    Quote: Quote: إعلام لجان التسيير ـ المجلس المركزى.

    الإثنين 20 ديسمبر 2004م

    لجان التسيير اندمجت مع الحركة الشعبية يعنى اصبحوا اعضاء فيها ، وانقسامهم عن التحالف شى طبيعى فى ظل وجود المتغيرات السياسية والازمات التى مرت بكل التنظميات بما فيها الحركة الشعبية نفسها .
    التحالف الوطنى الديمقراطى لايكون اسير الماضى بل مع الامل والتغيير.
    Quote: Quote: إن قوات التحالف السودانية ترفض المساومات الخفية،
    ولا تقبل سوى خيارات التجمع الوطنى الديمقراطى المطروحة فى مقررات أسمرا للقضايا المصيرية يونيو 95، ومصوع 2000، وبالتالى تقف مع الحل السلمى المتفاوض عليه من حيث المبدأ فى مسارات السلام فى كلٍ من نيفاشا، أبوجا، والقاهرة، وتدعم التنسيق بين هذه المسارات وتوحيد الجهود الوطنية للتوصل إلى نتيجة نهائية تحقق السلام العادل والشامل، والتحول الديمقراطى الحقيقى.
    .
    ياخ نزار ما زكره بيان لجان التسيير 2004- وطبعا دى اسه ما بيعنى ليهم كثير باعتبارهم تنظموا فى تنظيم اخر ضمن هياكله كما اعلنوا فى مؤتمرهم السابق بقاعة الشارقة الخرطوم.

    اما التحالف الوطنى مازال عضو فى التجمع الوطنى الديمقراطى ، والان عضو فى( تقدم) من اجل جبهة عريضة لتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطى .

    Quote: Quote: إن قوات التحالف السودانية ترفض المساومات الخفية


    عن اى مساومات يتحدث البيان ..... كما زكرت ان تاريخ البيان 2004.........والان المشهد واضح للجميع اذا كان فى مساومات ولا لا

    التحالف الوطنى الديمقراطى يارفيق لم يدخل فى مفاوضات مع المؤتمر الوطنى ومن شعاراته ((الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ))

    Quote: Quote: إن قوات التحالف السودانية لن تتراخى فى قضايا الوطن الحقيقية التى قدمنا من أجلها الشهداء،



    أى مجموعة تتحدث عن مقاتلى التحالف ؟؟؟؟ماذا فعلت هذه المجموعة لقوات التحالف ؟؟؟
    ان العمل المسلح يارفيق ما وقفوا عبدالعزيز خالد ولا التحالف انما هدمته هذه المجموعة بالضغط على المقاتلين بقبول القيادة التى فرضت عليهم ووضعوا لهم اربعة خيارات بدكتاتورية
    * اولها الانضمام للمجموعة المنشقة ....واخرها الرجوع للسودان .. فضل المقاتلين الرجوع للسودان مع علمهم التام بما سيحدث لهم من قبل امن النظام ... وبالفعل رجع معظم المقاتلين واعتقلوا فى سجون النظام وبعضهم دخل المزارع الارترية .... اما القيادات فتم اعتقالهابواسطة المجموعة المنشقة ( التى تدعو وتنادى بالديمقراطية تعتقل المناضلين ...أى تناقض هذا )

    انذاك اصدر مكتب الداخل بيان بعنوان (( المناضلين من اجل الحرية يعتقلون )) ...
    وفى هذا الموقع قاد المناضلين مثل الاستاذ عادل عبدالعاطى وعرابى النميرى واخرين حمله لاطلاق سراح القيادات الميدانية ....وواصلت الحملة جهدها حتى اطلقوا سراحهم ... ولكنهم لم ينفذوا من اعتقال الموتمر الوطنى فى السودان

    (عدل بواسطة مريم عزالدين صديق on 05-06-2008, 01:10 PM)

                  

05-06-2008, 06:15 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: مريم عزالدين صديق)

    الأخت مريم عزالدين
    لن أتطرق للمبالغ المختلسة لأننا وحتى صدور مقال مصطفى البطل لم
    ننعلنها .. وأذيعك سرا أن من يمتلك الوثائق تسامى آملا ان لا يضطر
    يوما من الأيام الا التحدث عنها أمام القضاء ويمكنك نقل هذه الرسالة
    للعميد معاش عبد العزيز خالد .
    القيح الذى سال فى هذا المنبر من الذين ركبور قطار التحالف يوم
    كان مرشحا للدخول الى الخرطوم رفضوا دعوة قدمتها لهم لزيارة الرفاق
    وكانت حجتهم خوفهم على حياتهم ومنهم من سرق جهد د. أحمد الصافى .

    الأخت مريم عزالدين
    أفتحى بوست خاص وستجدينى حاضرا من أجل حوار بناء
    مدعم بالوقائع والبيانات من أجل الفائدة العامةوالتاريخ.
                  

05-06-2008, 06:28 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: Nazar Yousif)

    الاخت مريم
    اشكرك على الاهتمام بالرد على مداخلتى فالتحية لك
    لن اتداخل لشرح ما حدث داخل التجمع لكن يكفى الاشارة هنا الى ان تعبير تنظيم او افراد (منشقين) هو تعبير شمولى لان الاستقالة حق ديمقراطى اصيل، وما كان ينبغى للقوى الديمقراطية والسودان الجديد ان تقع فى مثل تلك الفخاخ التى تتعارض مع الديمقراطية ن فالاهداف النبيلة لا يمكن الوصول اليها الاّ بالوسائل النبيلة كذلك ولم احمّل التحالف مسئولية عدم قبول طلب حق . ما قصدته هو ان فوات التحالف تتحمل مسئولية تضامنية عن بعض قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة ماداموا اعضاء فى التجمع الوطنى الديمقراطى. ما حدث من انقسام داخل قوات التحالف فانا لا علم لى بتفاصيله.
    لم اتداخل لادانة قوات التحالف فهى تجربة لها ما لها وعليها ما عليها ، فقط رأيت ان يتحلى الجميع بروح الاستعداد لتحمّل المسؤولية عن اية اخطاء حدثت وهى ظاهرة تلزمنا نحن ايضا فى حق اذا اردنا لتجربتنا التطور المطلوب.
    بقية حديثى عن العلمانية لا يعبر عن خلاف كبير مع وثائقكم ولكنه مهم جدا لامر نظرى رأيت طرحه لاحقا.
    مع التحية والاحترام

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 05-06-2008, 06:38 PM)

                  

05-07-2008, 11:46 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: طلعت الطيب)

    الاخ طلعت كل التقدير والاحترام
    Quote: الاخت مريم
    اشكرك على الاهتمام بالرد على مداخلتى فالتحية لك
    لن اتداخل لشرح ما حدث داخل التجمع لكن يكفى الاشارة هنا الى ان تعبير تنظيم او افراد (منشقين) هو تعبير شمولى لان الاستقالة حق ديمقراطى اصيل، وما كان ينبغى للقوى الديمقراطية والسودان الجديد ان تقع فى مثل تلك الفخاخ التى تتعارض مع الديمقراطية ن فالاهداف النبيلة لا يمكن الوصول اليها الاّ بالوسائل النبيلة كذلك ولم احمّل التحالف مسئولية عدم قبول طلب حق . ما قصدته هو ان فوات التحالف تتحمل مسئولية تضامنية عن بعض قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة ماداموا اعضاء فى التجمع الوطنى الديمقراطى. ما حدث من انقسام داخل قوات التحالف فانا لا علم لى بتفاصيله.
    لم اتداخل لادانة قوات التحالف فهى تجربة لها ما لها وعليها ما عليها ، فقط رأيت ان يتحلى الجميع بروح الاستعداد لتحمّل المسؤولية عن اية اخطاء حدثت وهى ظاهرة تلزمنا نحن ايضا فى حق اذا اردنا لتجربتنا التطور المطلوب.
    بقية حديثى عن العلمانية لا يعبر عن خلاف كبير مع وثائقكم ولكنه مهم جدا لامر نظرى رأيت طرحه لاحقا.
    مع التحية والاحترام


    شكرا على الرد الموضوعى واعدك بالحوار فى كل مازكرت

                  

05-07-2008, 12:16 PM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد "م" عبدالعزيز خالد: نعم كنت عضوا في هذا التنظيم (Re: مريم عزالدين صديق)

    الاخ نزار

    سلام وتحية

    Quote: الأخت مريم عزالدين
    لن أتطرق للمبالغ المختلسة لأننا وحتى صدور مقال مصطفى البطل لم
    ننعلنها .. وأذيعك سرا أن من يمتلك الوثائق تسامى آملا ان لا يضطر
    يوما من الأيام الا التحدث عنها أمام القضاء ويمكنك نقل هذه الرسالة
    للعميد معاش عبد العزيز خالد .
    القيح الذى سال فى هذا المنبر من الذين ركبور قطار التحالف يوم
    كان مرشحا للدخول الى الخرطوم رفضوا دعوة قدمتها لهم لزيارة الرفاق
    وكانت حجتهم خوفهم على حياتهم ومنهم من سرق جهد د. أحمد الصافى

    اولا اود ان افيدك باننى لست من المدافعين عن المقاتل عبدالعزيز خالد عثمان(( رئيس المكتب التنفيذى للتحالف الوطنى ))، ولست من الموالين لافراد او من المتناضمنين مع الاصدقاء ولكن ياتى ردى من معرفتى لكل تفاصيل ما حدث فى تجربة التحالف ، تلك التجربة الفريدة التى كان لها صدى فى وقت وجيز وكنت انت وانا وغيرنا(....) خارج التحالف. وانت تعلم كيف تاسس هذا التنظيم ومن هم مؤسسوة ؟؟ وماهو انجازة فى تلك الفترة الوجيزة ؟؟

    بخصوص الاختلاسات الماليةوالاوراق الثبوتية التى بحوزتك وبما انه نحن ندعوا لمحاربة الفساد نناشدك بفتح بلاغ فى كل المختلسين فى الداخل والخارج وتجدنا نحن من اول المؤيدين وبرضو عندنا اوراق ثبوتية

    اما بخصوص جهد د/ احمد الصافى وانا ماعارفه السرقوا منو؟؟ لكن فى تقديرى عندما تكتب الافكار بتكون ليست بملك للكاتب ، لو كنت بتقصد انها فى ادبيات التحالف فدى مكسب للكاتب .
    اديك مثال (( جدلية المركز والهامش )) طرح موتمر الطلاب المستقلين او حزب الموتمر السودانى ، الان نجد ان معظم التنظيمات الان تتحدث عن المركز والهامش هل دى معناه سرق للفكرة ولا نجاح للفكرة ؟؟

    ومازلت بقول ان التحالف ليس اسير للماضى وانما مع الامل والتغيير
    وليس لدى اى مانع فى الحوار البناء الذى يمكن ان يستفيد منه الجميع

    لكم التحية

    (عدل بواسطة مريم عزالدين صديق on 05-07-2008, 12:35 PM)
    (عدل بواسطة مريم عزالدين صديق on 05-07-2008, 12:40 PM)
    (عدل بواسطة مريم عزالدين صديق on 05-07-2008, 04:48 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de