الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2008, 09:02 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث)

    خبرة المقاتل عبدالعزيز خالد كانت سنده في هجمتنا الإتهامية له على كل المحاور، لكنه بثبات المقاتلين وهدوئهم أجاب على كل أسئلتنا (اتهاماتنا) ودس برنامج حزبه في ثنايا إجاباته. على العموم كانت معركة جديرة بمتابعتكم فإلى مضابطها.



    * زيارتكم الأخيرة لأمريكا اختلفت وسائل الإعلام حولها. الى أي الاهداف رمى عبدالعزيز خالد بزيارته لأمريكا؟
    ـ هذه أول زيارة خارجية لي بعد عودتي، فكل زياراتي كانت داخلية (جوبا, مدني, بورتسودان) وستتبعها زيارات أخرى وهي علاقات خارجية.. التحالف تعرض لعدة صعوبات ولابد من تجاوزها لأننا عدنا بطرق مختلفة، وأعدنا ترتيب أنفسنا وتجهيز برنامجنا, واللجنة التي تكونت انتجت هذا البرنامج (أمدنا بنسخة من البرنامج السياسي للتحالف الوطني السوداني).. اخترنا هذا التوقيت رغم صعوبته لانه لدينا علاقات انقطعت على المستوى المؤسسي وان كانت قد استمرت على المستوى الفردي لهذا كانت واحدة من أهداف الزيارة إعادة تلك العلاقات بشكل مؤسسي مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وايضاً مراكز الدراسات الفكرية, ايضاً اتحاد الصحافيين السودانيين, حسب الأهداف في تقييمنا الزيارة تجاوزت نسبة النجاح المتوقعة..
    * هل تؤثر مثل هذه المراكز على الادارة الامريكية؟
    ـ عموماً مراكز التفكير تؤثر على القرارات بالرغم من عدم اتصالها بالادارة الامريكية بشكل مباشر.. عندما قرأت أهداف هذا المركز قبل سفري وجدتهم مهتمين بدارفور واتفاقية جبال النوبة وكل قضايا السودان لهذا قلت لهم اهتمامكم من المفترض ان يكون بالمؤتمر الوطني! .

    * ليه انتو مهتمين بالحزب الديمقراطي؟
    ـ عندما كنا في الخارج الديمقراطيون كانوا حاكمين لدورتين وبنينا علاقات حزبية, ايضاً كانت لنا علاقة حزبية مع حزب العمال البريطاني وشاركنا في كثير من مؤتمراتهم.. أما بالنسبة للحزب الديمقراطي فبالاضافة الى كونه كان حزباً حاكماً نهتم به لما يتميز به من ليبرالية, كما ان الحزب الجمهوري مهم لانه في الادارة وهي مسألة مؤثرة.. مثلاً كانوا يعتقدون ان المشكلة السودانية بين شماليين مسلمين وجنوبيين مسيحيين لكن التحالف جاء وأعاد المعادلة.

    * هل الزيارة بدعوة منهم أم بمبادرة منكم؟
    ـ لا التحالف قرر الزيارة.

    * ولماذا بدأتم بأمريكا؟
    - ما ذكرت مصر لأنني ازورها كثيراً ولنا معها علاقات مفتوحة، ونحن سعيدين بزيارتنا لامريكا لاننا حضرنا اجتماعات للحزب الديمقراطي وهذا سبب تطلعنا لعلاقات توازنية لكل الاحزاب.. بالنسبة للسودانيين أقمت ندوة لاتحاد الصحافيين وسعدت بنشاطهم وكانت لقاءات فيها كثير من الصراحة وطرحت رؤيتي لأن الاهداف ثابتة, المفهوم الذي طرحته هو (الامل والتغيير) وهذا الهدف ظل سؤالاً ثابتاً عند الامريكان والسودانيين.

    * الامل والتغيير؟
    ـ في الثورة كل الاسلحة المجربة مشروعة, مثلاً في أيام نميري كانوا يقولون (عصيان مدني ما حيتم) ولكن تم التغيير, ورغم وجود الموانع إلا انها تجربة شعوب وخاصية عندهم فالمقاومة أيام نميري اخذت 16 سنة والآن بلغت 19.

    * لكن الآن هناك اتفاقات محمية دولياً؟
    ـ ممكن هذا الحديث.. لكن هذا الواقع من فرضه! ومن قال انه لن يتم تغيير, الشريكان عندما اختلفا اقترحا فتح نيفاشا لصالح دارفور, نحن طرحنا الكونفيدرالية سابقاً والآن قدمها الصديق مالك عقار, يعني هذا ليس قرآن ولكن قوته تأتي من اتفاقهم عليه.

    * في زيارتك ألم تلمس رغبة في التغيير عند الامريكان؟
    ـ لم التق بالادارة الامريكية.

    * ......؟
    ـ هناك سلبيات ظهرت عملياً لهذا لابد من التفكير في حلول مثلاً ابيي حولها اختلاف لذا مع الالتزام لابد من معالجة السلبيات وحتي لو كانت الاتفاقية بين اثنين.. الحديث عن تغيير القوانين هذه سلبية لماذا لم يفكروا في التغيير, نحن زي أبونا آدم السلطة لاترغب في التغيير والمؤتمر الوطني لايرغب لكنه سيوقع ثم يحاول المقاومة, وهذا ما اسميه أنا بالانتقال الحرج .

    * ماهي رؤيتك لشكل المراجعة ؟
    ـ من جانبنا نرى انه يجب مراجعة تنفيذ الاتفاقية وتشكيل حكومة قومية وقيام مؤتمر قومي, الحركة ستنزعج من مقترح الحكومة القومية.. ايضاً لا نري سبباً لعدم تغيير نسبة الـ52% بالرغم من اقتناعنا بالاتفاقية. ..القوانين ستتغير لكن المؤتمر الوطني لن يتغير نحن رافعين شعار (وفاق وطني ضد المؤتمر الوطني).

    * لكن الاتفاقية هي من أعطت ابوغسان مقعد في البرلمان؟
    ـ اولاً الفرصة أعطتنا لها اتفاقية القاهرة وقد قدمنا ورقة عن سلطة المعارضة واقترحنا تقييم التجربة, نحن من اقترحنا دخول التجمع المجلس التشريعي.

    * ولماذا لم يتم تقييم التجربة؟
    ـ هناك اشكاليات خاصة بالتجمع والتشتت الحاصل الآن جعل وحدة القرار داخل التجمع صعبة.

    * اذا كان علي محمود كشخص اثبت موقف اخلاقي واستقال عندما شعر انه غير مؤثر فكيف لم يفعلها التحالف كحزب؟
    ـ نحن لا نقرر دون ترتيبات, وقفنا كافراد من التجمع داخل البرلمان مواقف مهمة.

    * ألا ترى في الحوار الذي يدور الآن بين الحزب الاتحادي والمؤتمر الوطني اثر على التجمع باعتبار البحث عن الجذرة؟
    ـ ان صح هذا الحديث لايكون هناك من تعلم شيئاً من تجربة الـ19 سنة وهذا مايريده المؤتمر الوطني, وهو تنظيم عمله رزق الساعة بالساعة وعمره قد طال من خلال الحرب الاثيوبية الاريترية وبعدها من خلال نيفاشا والآن يريدون تطويل عمره من خلال الوفاق الوطني.. هناك من اتفق مع المؤتمر الوطني بنسبة في الحكومة وبالطبع هذا ليس الاتحاد الاشتراكي فالآن المؤتمر الوطني ملتحم بالحكومة لهذا أي داخل عبر الوزارة لن يغير من الأمر شيئاً, لهذا الحل يكمن في ازاحته, ونحن سنتوجه للقواعد, ونحن نقول حديثنا هذا لأننا متصوفة سلطة, لهذا ترى القوى الاخرى تحاور نفسها فالمؤتمر الوطني يمسك برئاسة الجمهورية في نظام رئاسي كل السلطات فيه مركزة عند الرئيس.. الامل والتغيير والوفاق الوطني نتطلع بها الى تغيير المؤتمر الوطني.

    * غالبية القوى السياسية تدعو لحوار أو تحالف مع المؤتمر الوطني.. ماذا يفعل التحالف السوداني تجاه هذا الأمر؟
    ـ التحالف تنظيم صغير ودائماً مايقوم بمبادرة, وهو أول من قدم مشروع الدولة المدنية الديمقراطية وقدمنا شهداءنا فداء لهذه الرؤية وهي دعوة لدولة تنوع.

    * ألا ترى مثالية في هذه الرؤية؟
    ـ افتكر ان بها واقعية, ونحن نريد التغيير ولا نريد السلطة بالرغم من سهولة الحصول على الوزارات.

    * لكن القوي السياسية تنظر إليك بعين الريبة؟
    ـ التحالف هو التنظيم الوحيد الذي لم يفاوض المؤتمر الوطني.. عند خروجي قرأت كثير من المقالات حول هذا الامر ومن الطرائف ان أحد هؤلاء كان من أشد المطالبين اعلامياً باطلاق سراحي وقلت له لماذا لا تفترض ان ضغوطكم هي من أخرجتني!

    * هناك من يتحدث عن مقايضة مع النظام رعتها مصر عبر عمر سليمان؟
    ـ هل من الممكن مناضل قاعد ليه 3 شهور مكتف اليدين والرجلين عشان مقايضة؟! اذا عرفنا ان الطرف الثاني سلم واستلم وماذا استلمنا نحن كتنظيم أو كفرد؟ لايمكن ان يتحمل مناضل هذا القيد من أجل مقايضة والسودانيين الذين في الامارات جاءوا إلينا وزارونا ورأوا يدينا ورجلينا مقيدة بالسلاسل وما الذي يجعلني افعل هذا في نفسي, لماذا لا أذهب وأقعد بشكل مريح؟ ولماذا عن طريق ابوظبي؟! نحن لدينا الشجاعة الكافية اذا قررنا ان نتحاور ان نأتي مباشرة الى الخرطوم ونتفق, وهذه شجاعة لم تأت صدفة اكتسبناها عبر تاريخ طويل من النضال منذ المرحلة الثانوية, دخلنا كثير من السجون (السودان, اريتريا, الامارات).. احترام المناضلين وتقديرهم مسألة مهمة جداً, لكن الاختلاف السياسي مشروع اذا كان الواحد بيتحدث عن نظام شمولي مثل هذا النظام وينشد التغيير لن يلتفت الى مثل هذه الصغائر لأننا بصراحة اكبر منها كثيراً, فقط سنلتفت الى الاشياء الموضوعية.

    * ألا زلت تعتقد ان هناك أمل في القوى السياسية بعد نضال استمر اكثر من عشر سنوات لتشكك في كونكم عدتم عبر صفقات مع المؤتمر الوطني؟
    ـ اذا كنت تتحدث عن حكاية محددة وعمر سليمان وغيره دي اصلاً ماحصلت، واذا في زول موجود وحضر هذه الحادثة ليأتي ويقول ان عمر سليمان قال كذا وفلان قال كذا وإلا فهذا حديث لا معنى له.

    * نحن نتحدث عن تشكيك؟
    ـ دا مهم.. اذا كنت تتحدث ان هذا قال كذا وذلك قال كذا, انا بقبلها في اطار انه أي شخص يمكن ان يقول حديثاً يخدم أجندته أو أجندة الآخرين, هذه اشياء في المعركة مقبولة لأن الحرب الامنية مستمرة ومفتوحة ونحن في الميدان الأمن حاول يخترقنا مرات ومرات والآن حتي اجهزتنا (الموبايلات) هذه يمكن ان يراقبوها, هذه ليست قضية نحن نعمل في السياسية بثقة في الله وثقة في الجماهير وثقة في انفسنا وبرامجنا وخلال هذه المسيرة سيأتي من يقول لك قعد مع عمر سليمان, اذا دا وزير! كان من الممكن ان يقول والله في واحد نقيب قال لي حتي يعطيها واقعية, لهذا عندما يريد الشخص انتاج تمثيلية عليه ان يعمل على اخراجها بشكل منطقي, على كل هذا الحديث غير موجود اصلاً وجزء من الدعايات, ونحن نقول هذا تنظيم لا فاوض لا حالف ولا ارتشي وقدم شهداء, مافي لعب في مثل هذه الاشياء.

    * من الواضح زهدكم في تحالفاتكم القديمة لأن حزب التحالف السوداني قد دخل في حلف جديد وعبدالعزيز حاول تسويقه في امريكا باعتباره تحالف المثقفين والمهمشين والنقابات؟
    ـ فيما يختص بالتجمع هو اصلاً كتلة تاريخية لعبت دوراً مهماً, ومازال موجود, وفي فترات كثيرة في أشخاص من داخلنا كانوا يقولون لماذا انتم متواجدون في التجمع بعد ان اصبح لا يوجد تجمع فعلي, حقيقة مافي تجمع حالياً لكن في ادبياته (اسمرا 95) موجود ومازال كأحزاب موجود, ولكن كجسم فاعل غير موجود والشيئ الأهم اننا لاندعو فصائل التجمع فقط بل حتى من هم خارج التجمع في السابق والآن هم داخل السودان - للدخول في التحالف من خلال بناء تحالفات صغيرة بدلاً ان يكون هناك 50 حزب بدأنا في المرحلة الاولى بـ13 حزب وسنستمر في التفاوض وهذا ليس مناقض للتجمع بقدر ماهو مكمل له وهذه مساهمة لتوحيد القوى السياسية كلها فإذا نجح هذا نكون قد نجحنا وابتكرنا اسلوباً جيداً, أما الجانب الآخر اذا تحدثنا عن الحركة الشعبية مثلاً قد وقعت مع الشعبي والتجمع في أوج قوته وايضاً وقعت نيفاشا والتجمع مازال قوياً, ايضاً الحزب الاتحادي وقع في جدة مع المؤتمر الوطني والتجمع مازال متماسكاً وقبلهم حزب الأمة وهو موجود في التجمع ووقع مع المؤتمر الوطني في جيبوتي, الآن قوات الشرق وقعت ليه التحالف؟ التحالف لم ولن يوقع مع المؤتمر الوطني ولم يقنع من التجمع وفقط اتفق مع مجموعات وانا كنت حاضراً في الاجتماعات قلنا وبوضوح شديد جداً ان الغرض من التجمعات دي ان نقود لتحالف كبير وليس إحلال محل التجمع.

    * ألا تفتكر ان التجمع قد يكون اساساً لتحالف انتخابي؟
    ـ بهيكلته القديمة لن ينجز شيئاً, المطلوب الآن تقييم التجربة وقد طالبنا بهذا داخل التجمع وهذا كان موقفنا, بالاضافة الى اعادة الهيكلة واسلوب اتخاذ القرار وتوسيع قاعدته لبقية الفصائل وان تجد من يتطوع ليقدم مبادرة من الافضل ان تحتفي به بدل التشكيك, ايضاً العمل السياسي لن ينتظر التجمع حتى يأتي ويعمل الافضل اذا أتى التجمع ان يجد كتلة يتحاور معها بدلاً عن 50 حزب, هذا في تقديري انجاز.

    * يعني هل ستأخذ هذه القوى وتذهب بها للتجمع عندما يعاود النشاط أم ستدعوه للدخول معكم؟
    ـ نحن فصيل داخل التجمع.

    * لكنك أنشأت تحالف جديد؟
    - أنشأت تحالف ضد مين؟

    * حسب اعلانكم ضد المؤتمر الوطني.
    ـ التجمع ضد المؤتمر الوطني ام معه؟! أي فصيل او فرد يريد الذهاب للمؤتمر الوطني يترك التجمع ويذهب وماذا نسميه نحن هذا موضوع آخر, اما اذا أتى التجمع الوطني بفصائله جميعاً وقال هو ضد المؤتمر الوطني مباشرة كل هذه الفصائل جاهزة وبرنامجها الذي اتفقت عليه لا يختلف عن برنامج التجمع.

    * هل لديكم شخص سافر الى القاهرة لحضور اجتماع هيئة القيادة الذي دعا اليه رئيس التجمع؟
    ـ لا لم يذهب أحد لأنه لم يدعونا أحد وهذه واحدة من الاشكاليات وهذا الاجتماع سمعت به منك للمرة الثانية.

    * يعني ممكن تقول حالياً لا يوجد تجمع؟
    اصلاً لا يوجد تجمع بمعنى جسم يقود المبادرات والعمل السياسي ويتقدم برؤي حول التعليم والصحة والميزانية, في اجتماع الميزانية الاخير بعض اعضاء التجمع صوتوا ضدها والبعض الآخر معها!

    * الا تديرون حوارات مع فصائل التجمع بشكل منفرد؟
    ـ سندير حوارات, نحن في التحالف علاقتنا مفتوحة ودي واحدة من مميزات التحالف انه حافظ على علاقاته مع من هم بالداخل وخارج التجمع, وهذه واحدة من اهدافه ان تتصل بالاحزاب ولعلمك ذات المجموعة وقعت في دار حزب الامة ما عرف بالتحالف الديمقراطي لكن التحالف السوداني لم يوقع معها, لأسباب عديدة منها اننا كنا نراه بديل للتجمع, ولكن هذا التحالف الذي وقعنا فيه نراه مكمل للتجمع.

    * هناك مقولة (عبدالعزيز خالد هو رجل الولايات المتحدة في السودان).. ما ردك؟ باعتبارك كنت في الطائرة مع اولبرايت التي دعتكم للاستعداد لحكم السودان؟
    ـ تاريخي يقول انني تربيت على مظاهرات داون داون USA ولن يحكمنا البنك الدولي هذا ونحن طلاب, وعندما كنا في الجيش كانت هناك حركات التحرر الافريقية وبالمناسبة التحالف عضو في (Pan African Movement) لأنه عضو في حركات التحرر الافريقية وظل يدعمها, الجانب الآخر عندما يكون لديك عدو واضح جدا ولديك بوصلة كما في التحالف لابد ان تضعها في اتجاه عدوك. ونحن نوجهها تجاه المؤتمر الوطني, ولدي تعبير استخدمه في مسألة حزب المؤتمر الوطني وهو- المؤتمر الوطني وسلسلته الفقرية الجبهة الاسلامية -, اي شخص ضد هؤلاء الجماعة بنتعامل معاه حتي ولو من باب عدو عدوك صديقك, لكن القاعدة الاساسية ان الجبهة الخارجية جبهة ثانوية والجبهة الداخلية هي الأهم وبالتالي هناك اسبقيات, ايضاً العوامل الخارجية خاضعة للتغير مثلاً عندما كانت دول الطوق اريتريا واثيوبيا, يوغندا ونحن كنا جزء من العمل الخارجي, لحظة قيام الحرب الاثيوبية الاريترية تغيرت المعادلة واصبحت هناك علاقة بين السودان واثيوبيا ونحن كنا ضحايا الحرب وبعد نيفاشا اصبحنا ضحايا السلام, لكن الآن والحمد لله اعدنا علاقتنا مع الاريتريين وقد قابلنا مسؤول من وفدهم الذي جاء الى الخرطوم ووصلنا الى الدولة والحزب والفرد كلهم معرضون للخطأ ولكن تبقى علاقات الشعوب قائمة.

    * في نقاشكم مع الامريكان حول مسألة تغيير الواقع ودور دول الجوار, ماذا كان رأي الطرف الآخر؟
    ـ كما قلت لك هي في الاساس مراكز للنقاش ولايوجد بها رأي واحد, فيها أخذ وردود وكنت اجيب على تساؤلاتهم واقول رؤيتي لانني محدد هدفي وهم يتناقشون معك بموضوعية وبإثبات ومنطق.

    * ألا توجد لديهم رؤيا بدأت في التبلور؟
    ـ والله انا طرحت كل الاشياء التي احملها معي وهي ترتكز على ان مستقبل السودان مرتبط بذهاب المؤتمر الوطني ونحن دعاة تغيير ونفتح الامل لكل من هو محبط ويظن انه لن يحدث تغيير نؤكد له انه سيتم اليوم أو غداً ووسائله مشروعة وهذا هو الخط العام الذي سوف يمر, عموماً لا نريد الحديث عن التفاصيل دارفور وابيي ورأي التنظيم حولها لأنه كلها موجودة ومعلومة.

    * لو عدنا الى طائرة اولبرايت ألا تلاحظ معي ان كل من في الطائرة لا يزال الحديث عن انهم ابناء امريكا في الخرطوم, عبدالعزيز, منصور خالد, مبارك الفاضل ودينق ألور...؟
    ـ اعتقد ان التحالف بيحمل مشروع السودان الحديث مشروع المستقبل لهذا تجدني دائماً اتفادى الاسئلة التي ترجعنا الى الوراء لانريد ان نبقى اسرى لموقف معين, وعندما نقول السودان الحديث لا نفصله من القرن الافريقي الجديد.. في الطائرة من الاشخاص المهمين ولم تذكرهم الراحل قرنق, ولا أعتقد ان ان مبارك زول امريكا والله أعلم لا كان زمان ولا هسي, دينق ألور ذهب الى امريكا بصفته وزير الخارجية والنظام ارسل معاه مصطفى عثمان باعتباره مستشار الرئيس ولو عندهم ثقة بأنه زول امريكا ماكانوا رسلو معاه مصطفى كان تركوه يذهب ليعمل ويعالج مشاكلهم مع الامريكان.

    * يعني عبدالعزيز ما زول امريكا؟
    ـ لا عبدالعزيز الحالي ولا المستقبلي, الامريكان ماعندهم زول فقط تحكمهم مصالح ونحن شعبنا لديه مصلحة لذلك مشاريع المعاداة ومحاولة قتال امريكا والدعوات المعروفة نحن ضدها ونحن مع تعايش وسلام الحضارات والثقافات, مشروعنا مختلف من المشروعات الاخرى.

    * لكن دعوتكم هذه ليست جديدة هو ذات المشروع الذي كان لدى التحالف اثناء حكم الديمقراطيين, الجديد هو احساس عبدالعزيز بقرب وصول الديمقراطيين فقام بتفعيل الموضوع؟
    ـ هذا اجتهاد قابل ان يفكر فيه الفرد, أنا كفرد داخل التنظيم براغماتي جداً, وبنشتغل قدر قدرتنا لاندعي ما هو أكبر منا ولا نصغر من أنفسنا بلا سبب منطقي, التحالف زي الدهب صغير لكنه غالي, لا يوجد لديه ضغينة ولا شيئ يحمله من الاستقلال, فقط يحمل رؤيته من أجل الفقراء والمهمشين وحقوق الانسان والديمقراطية لهذا عمرنا لم نطرح آيدولوجيا, اطروحاته كلها أهداف استراتيجية ووسائل تنفيذها، وهو حزب جديد حزب مستقبل لذلك تجد اننا العجائز نعد على اصابع اليد الواحدة كلهم شباب وشابات وفقط طريقه طريق الخير والتعايش وقبول الآخر.

    * التحالف كان التنظيم رقم 2 في مرحلة المقاومة العسكرية, والآن في اطار المقاومة السياسية لا يكاد يذكر.. ماهي اسباب الضمور, وايضاً ألا تتطلعون لذات الوضعية الحزب الثاني مثلاً؟
    ـ كل حركات التحرر الوطني والتحالف احداها تكون في حالة صعود وهبوط, البندقية تجعل الكثيرين يقتربون منك بإعتبارها وسيلة سريعة لتحقيق الاهداف والعمل السياسي اكثر صعوبة, في الجانب الثاني نحن كنا متفرغين بشكل كامل لكن بعد عودتنا اصبح لدينا التزامات اسرية وقد اجتمعنا في دارنا القديمة لمدة 5 أيام على الارض لنتناقش في وضعنا لأن الحركة الشعبية والحزب الاتحادي والامة وجبهة الشرق وكل الذين وقعوا اتفاقات مع المؤتمر الوطني أوجدو وضعاً لقواتهم إلا التحالف بالرغم من انه قاتل وناضل وقدم الشهداء لم يتم ذكره (شوف الجحود النضالي)!! المهم اتخذنا قراراً صعباً وشجاعاً وهو اننا بعد الآن لن نستطيع المكوث في خيمة والتنظيم يجلب لنا العدس, اتفقنا ان يذهب كل منا الى عائلته ويرتب اوضاعها ويبحث عن عمل زراعي, صناعي, بناء المهم ان تكون الاولوية لأسرته وبعد ان يستقر يبلغ عند أقرب مركز من مراكز التحالف.
    لهذا تلاحظ اننا لسنا مثل من عادوا ليشكلوا أزمات لاحزابهم والأمن يعمل في وسطهم وهذه اشكاليات لا اظنها ستحل قريباً بالنسبة لتلك الاحزاب.

    * ألا تأخذ مرتباً من التحالف؟
    ـ أنا ادفع اشتراكاً للتحالف كما يفعل جميع الاعضاء لأن التحالف لايملك من الامكانيات ليفرغ كوادر.

    * وكيف ترتب أوضاعك المعيشية وانت تقريباً متفرغ للتحالف؟
    ـ لدي معاش من مهنتي السابقة كضابط, الشعب السوداني لم يفقد ميزاته الرئيسية فكثير من الاصدقاء يعاونونا وهذه فرصة لنشكرهم عبركم دون ذكر الاسماء طبعاً.

    * عبدالعزيز خالد ألا تنوي الترشح لرئاسة الجمهورية؟
    ـ سئلت هذا السؤال حوالي 4 مرات تقريباً, وانا بيهمني يكون في وفاق وطني علي مرشح واحد ضد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ومرشح المؤتمر الوطني.

    * ماهي مواصفات هذا المرشح؟
    ـ ضاحكاً.. انتو عايزين وصف محدد, حقيقة الوصف برنامج الحد الادني الذي يلتف حوله الجميع أفتكر لايوجد شيئ ان يكون هناك أي شخص يلتزم بالمسألة دي وعنده التزام مبدئي باخلاقيات العمل لأي وظيفة او مهنة بالاضافة الي اي شيئ من الاساسيات لدي السودانيين واذا توفرت هذه المواصفات في الشخص المطلوب سنلتف حوله.







    Author: حوار: عثمان فضل الله, عمار عوض, حمزة بلول
    Source: الاحداث

    (عدل بواسطة مريم عزالدين صديق on 05-01-2008, 12:37 PM)

                  

05-01-2008, 09:55 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث) (Re: مريم عزالدين صديق)

    الامل والتغيير
                  

05-01-2008, 10:03 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث) (Re: مريم عزالدين صديق)

    الاخوة الاعزاء دوما

    لكم التحية والاحترام

    حقيقة نزلت الحوار لعل ان يجد بعض المتسائلين إجابات على أسئلتهم التى طرحوها فى بوستات محتلفة بخصوص التحالف الوطنى الديمقراطى وخطه العام.

    (عدل بواسطة مريم عزالدين صديق on 05-01-2008, 10:04 AM)

                  

05-01-2008, 11:44 AM

زهرة حيدر ادريس
<aزهرة حيدر ادريس
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 1139

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث) (Re: مريم عزالدين صديق)

    مريومه ازيك

    شكرا على تنزيل الحوار ... اللي بجاوب عن كتير وبيطرح برضو كتير من الاسئله ...
    تحياتي لك وللجميع
                  

05-01-2008, 12:24 PM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث) (Re: زهرة حيدر ادريس)


    زهرة العزيزة سلامات

    شكرا على المرور

    ولى عودة

    سلام
                  

05-03-2008, 10:22 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث) (Re: مريم عزالدين صديق)

    المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار أجراة الاستاذ صلاح شعيب فى الصحافة

    Quote:

    العميد "م" عبدالعزيز خالد يكشف الاسرار:
    الجزء الاول والثاني من حوار الصحافة

    نعم..في الاهلية انتميت للجبهة الديمقراطية
    توقف انتاجي للقصة والشعر، إذ ان الجيش قتل هذه المواهب
    قلت للزبير في اليو الثاني للانقلاب: «ده انقلاب وأنا ضدو..»
    انتابني شعور كبير بالفرحة لمصافحة جمال عبد الناصر
    التقيت بأسياس اربع مرات.. ولم تكن هذه الزيارات معلنة
    العميد عمر حسن احمد البشير كان جيدا في الجانب الاكاديمي

    حاوره في واشنطن: صلاح شعيب

    الحديث مع العميد «م» عبد العزيز خالد شيق وممتع..كان الانطباع الذي كنت أحمله عنه أنه من العسكريين الصارمين خصوصا وان تاريخه القريب وضعه في رأس جماعة سياسية عسكرية نشدت تغييرا للوضع السوداني بالسلاح. قبل اللقاء به تخيلته بتلك الصرامة التي قابل بها التحدي الذي وضعه قائدا عسكريا معارضا ولكن اكتشفت أن الرجل يمتاز بهدوء متميز وإناة في التعبير والرد على محدثه وروح مرحة يزيدها تواضعا جما، ولا يخلو الأنس معه على بعض قدرة على نسج المواقف الطريفة التي يستعين بها في تعضيد حجته أو كسر حدة التعقيد للمناقش حوله. على المستوى العام ظل تاريخ العميد «م» عبد العزيز خالد مجالا للسجال حول مواقفه أثناء قيادته للعمل المسلح ضد الانقاذ إبان فترة التسعينات سواء من خصومه أو من شاركوه فترات النضال، وبعد الانشقاق المؤسف الذي لازم تنظيم التحالف الوطني ـ ما أدى إلى خفوت تأثير التنظيم وهو الذي كان يملك قوة بائنة ـ تعرض إلى الاعتقال بالكيفية التي خبرناها وكاد ذلك الاعتقال أن يؤدي به إلى السجن أو خلافه..ولكن، على أى حال، مهد له العودة إلى السودان للبدء في الممارسة السلمية لما إنتهى إليه من عمل عسكري، وجمع مؤيديه وكون تنظيم التحالف الوطني الديمقراطي. في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة إلتقى العميد بعدد من المهتمين بالعمل السياسي بواشنطن وأقام ندوة سياسية عامرة بالحضور، ولكن يبدو أن تلك الندوة مهدت للجدل حوله وحول ما قال من جديد، ولا يزال هذا الجدل متواصلا إلى يومنا هذا عبر نقاشات المهتمين بالكتابة في الانترنت. «الصحافة» أجرت هذا الحوار ونأمل من خلاله أن يضيئ بعض الجوانب حول شخصية العميد «م» عبد العزيز خالد وكذلك نأمل أن يلقي الضوء على بعض الرؤى التي يحملها حول القضايا التي تتعلق بالمشهد السياسي السوداني. فإلى نص الحوار.

    * هل لنا أن نعرف عن النشأة ؟

    ـ اسمي الرباعي هو عبد العزيز خالد عثمان العمدة. ولدت في حلفاية الملوك، والدي يعود بجذوره إلى المغاربة الذين هاجروا إلى السودان وأمي تنتمي إلى قبيلة المشايخة، ولهذه القبيلة حضور بالحلفايا وإمتداداتها تتوغل حتى منطقة الجزيرة..وكما تعلم أن المغاربة المتصوفة دخلوا السودان على مرحلتين..المرحلة الاولى بعد الاسلام، ثم بعد إنهيار الاندلس واستوطن بعضهم استوطن في أقاليم السودان المختلفة ولكن أكثرهم في شرق النيل، فنحن ننتمي إلى الشيخ أحمد زروق المغربي ومن بين ذوي الاصول المغربية الذين تبوأوا مناصب كبرى نجد الشيخ عوض الله صالح، وهو أول مدير للجنسية في السودان، وعمنا حاج الصافي ومبارك زروق ومبارك المغربي ومدثر البوشي. جدير بالذكر كان جدي عمدة مدينة بحري .المغاربة المهاجرون هم الذين أدخلوا المذهب المالكي والطريقة الزروقية والتيجانية ولعبوا دورا في السلطنة الزرقاء. والدي كان من كبار موظفي السكة الحديدية. والجميل أن كل الاعراق تزاوجت وتمازجت في حلفاية الملوك واعتقد ان الحلفايا من أكثر احياء السودان ليبرالية وهناك مرونة في التعايش مع الآخر والبعد الصوفي لعب دورا كبيرا على أهل الحلفايا واثر على سلوك كل القاطنين فيها. درست الاولية بالحلفايا وبعد أن أصبح والدي ناظرا للسكة الحديد في الخرطوم رحلنا إلى الخرطوم شرق وهناك درست المرحلة الوسطى في مدرسة شيد فيها بنك البركة الحالي وانتقلنا مع الوالد إلي بحري، حيث درست جزء من المرحلة الثانوية فيها، ثم الخرطوم الثانوية ثم أكملت الثانوي بأمدرمان الاهلية.

    * هل انضميت إلى أي تيار سياسي اثناء الدراسة في الثانوية؟

    نعم..في الاهلية انتميت للجبهة الديمقراطية.

    * ولكن خلفيات اهل الحلفايا ختمية؟

    نعم. ولكن وقتها أثرت على فكري أجواء اخرى. وربما كان لمشاركتي في الجمعية الادبية سببا للميل نحو فكر الجبهة الديمقراطية، حيث كنا نكتب الشعر والقصة..كما كانت هناك جمعية للتاريخ والجغرافيا والبساتين. كانت المدرسة الأهلية راقية وتمتاز بالنظافة. وللأسف توقف انتاجي للقصة والشعر، إذ ان الجيش قتل هذه المواهب برغم أن اهتماماتي الادبية وتذوق الشعر لم تنقطع حتى هذه اللحظة. وقد كنت أميل للشعر وأحب قراءة قصائد إدريس جماع والشابي واحمد شوقي وصلاح احمد ابراهيم واستاذي سيد أحمد الحردلو، والذي درسنا واشرف على الجمعية الادبية بالأهلية وكنا نبعث بقصائدنا له للمراجعة والتصحيح وأخذ الرأي.

    * وماذا عن الرياضة؟

    كنت ألعب في فريق كرة القدم بالمدرسة ولكنني لم اشارك في منافسات، حيث كان هناك موهوبين منهم على قاقرين..وبني.

    *وماذا عن الطقس السياسي وتسامحه في المدرسة آنذاك؟

    كان هناك تسامح كبير والوضع السياسي في المدرسة أمتاز بالهدوء الفكري. ولم يكن الاسلاميون يشكلون تيارا قويا حتى ليعكروا صفو ذلك الواقع.

    * إذن دخلت الجيش وانت جبهة ديمقراطية؟

    لا..لا.عندما دخلت الكلية لم تكن لي صلة بالجبهة .لقد تركت التنظيم ورائي برغم أن هناك من اعرفهم وقد حافظوا على انتماءاتهم السياسية وارتبطوا بعلاقة تنظيمية مع بعض الجهات السياسية.

    * هل جاء تخليك عن الانتماء السياسي عن قناعة بضرورة الانضباط العسكري؟

    كان واقع المدرسة الثانوية يفرض عليك انتماء سياسيا لجهة ما أو ممارسة نشاط ما..ولكن لم اشأ الحفاظ على الانتماء للجبهة الديمقراطية وأنا في الكلية الحربية.

    * لماذا اخترت الجيش ؟

    في المدرسة الثانوية كنت ضمن جماعة الكديت أيضا وربما لهذا السبب وجدت نفسي متقدما للإنضمام للكلية. وبرغم ذلك كانت امنيتي أن أدرس القانون أو الاقتصاد..وهذا ما جعلني أقرا القانون فيما بعد.

    * ماذا كان رأي الاسرة حينما كاشفتهم بالتقديم للكلية الحربية؟

    لم اشاورهم ولم يكونوا مهمتين بهذا الامر. في البداية لم يرفضوا ولم يوافقوا..ولكن طالبتني والدتي أن أترك الجيش.. وحينما حدثت الوالد لم يكن لديه مانعا للمواقفة، إذ أن أخيه محمد الحسن العمدة دخل الجيش ووصل إلى رتبة لواء.

    * ألم ياتك اي تفكير جديد للانتماء للخلايا السياسية في الجيش ؟

    اصدقك القول إنه لم يكن لي أي تفكير من هذا القبيل..حتى جاءت احداث يوليو 1973. وبدأ وعينا السياسي يأخذ دورة جديدة..وبدأنا نتفاعل قليلا مع السياسة..ولكن في الفترة بعد تخرجنا يوم 19 نوفمبر 1967 اتجهنا للتخصص العسكري.

    * لعل هذا التأريخ ارتبط بنكسة حزيران؟

    ـ اشير في البداية ان ثورة 1964 اثرت في جيلنا وربطتنا أيضا بالمناخ الثوري وكان تاثرنا واضحا بثورة يوليو 1952. وبرغم اننا كنا صغارا إلا اننا تفاعلنا مع خطب جمال عبد الناصر..وكنا معجبين به. وكان تأثير حركات التحرر الافريقية كبيرا على جيلنا وعلي أنا شخصيا وكنا نغني للوممبا بعد إغتياله..وتفاعلنا فيما بعد مع حركات التحرر الاثيوبية والاريترية وأنا في الجيش. ثورة يوليو وقتها اثرت في جيلنا من خلال قراءة الجرائد والمجلات..ولهذا اصابتنا نكسة حزيران 1967 بالحزن. وكنت محظوظا حين كنت في رتبة ملازم جديد وشاركت في حرب الاستنزاف وكنت منضويا تحت لواء احد الكتائب التي شاركت في السويس..ولدي صورة مع عبد الناصر بهذه المناسبة.

    * وكيف إلتقيت عبد الناصر..؟

    قيادتنا العسكرية قررت أن ياخذوا من كل وحدة بعض الافراد لإستقبال زائر كبير لم يكشف النقاب عنه وكان وفدنا السوداني بقيادة الشاعر والملحن جعفر فضل المولى..ولحسن الحظ تم اختياري..وذهبنا إلى مكان المناسبة..وفجأة بينما نحن في حالة انتظار للمسؤول الكبير وجدنا أنفسنا أمام القائد جمال عبد الناصر..!! واستقبلناه بالهتاف وكانت» مسألة مدهشة» بالنسبة لنا ونحن في تلك السن..وعندما مر عبد الناصر بجوارنا قال لنا: اهلا الاخوة السودانيين وسلم علينا فردا فردا..وانتابنا شعور كبير بالفرحة لمصافحته. وكان الضباط السودانيون يقولون لعبد الناصر: بالله خلينا نعبر..بالله خليا نعبر القناة..!!

    إذن لا بد أن هناك تاثيرا لشخصية عبد الناصر في تركيبتك الفكرية؟

    كان لعبد الناصر سحر القيادة والتاثير السياسي على كل من عاصروه. لابد أن هالته الثورية تاخذ بالألباب وقتها و كنا نقرأ خطبه بإنتظام..ومن الطرائف ان احد المصريين سألني اثناء فترة العمل العسكري ضد الانقاذ عن هل أن حلايب مصرية أم سودانية..؟ فقلت له: يا حليل ابونا عبد الناصر..!!

    * دعنا نعود للجيش ونسال عن العلاقة الاجتماعية داخل محيط الدفعة والدفعات التي امامكم وخلفكم؟

    الجيش يخلق علاقة رفاق جيدة ونبيلة، وتبدا هذه العلاقات من الكلية في حدود التقدير ومعرفة قدرات بعضنا البعض...الخلاف الاساسي بين العساكر يبدا بمجرد استلام السلطة وبرغم سابق العلاقة الطيبة يبطش الرفاق ببعضهم البعض..ونلمس هذه المسألة في تجربة مايو مع شهداء النضال والانقاذ مع شهداء رمضان وحتى نظام عبود ينطبق عليه الامر.

    * كأنك هنا تتحسر على ما اصابك من العميد ـ آنذاك ـ عمر حسن أحمد البشير وكيف كانت علاقتك معه قبل الانقلاب؟

    الغريب ان الناس دائما يعتقدون أنني والبشير «أولاد دفعة واحدة» وهذا ليس بالصحيح. علاقتي به كانت جيدة مثل علاقتي بالعديد من الضباط.. وحتى الآن لم نلتق منذ قيامه بالانقلاب..واحيانا اراه من بعيد في مناسبة فاتحة او عقد زواج، ولكن لم نلتق وجها لوجه.

    *هناك حديث عن كفاءة العميد عمر حسن احمد البشير، البعض يشكك في قدراته العسكرية والبعض الآخر يتحدث عن بطولات له في «ميوم» وكذا من القصص والروايات الشفاهية..إذا استحلفك أحدهم أن تدع جانبا كل مواقفك السياسية تجاهه وكذلك محاولتك لإسقاط نظامه وأن تقدم رؤية مهنية صرفة عن أدائه العسكري ماذا تقول؟

    سأعدك إنني ساكون صادقا امام الله والتاريخ واقول لك الحقيقة إن جاز لي تقييمه..أولا حين نقيم ضابطا في القوات المسلحة فإننا نعتمد على أربعة معايير للتقييم..»1» هناك الجانب الاكاديمي «2» الجانب القيادي» «3» الجانب الابداعي» «4» وجانب اخلاقيات المهنة..لا يوجد أدنى شك ان العميد عمر حسن احمد البشير كان جيدا في الجانب الاكاديمي وكان طيطلع» الاول والعاشر وهكذا في الدورات العسكرية وخلافها...في الجانب القيادي أعتقد أن لديه مشكلة لأن الضابط المميز تكون حياته العملية قائدا لا مقودا، هذا يتعلق بتجربته في السياسة، وفي الميدان لم يقد عمليات كبيرة تذكر، وحتى حادثة ميوم كانت أمرا عاديا وضخمها الاعلام لضروريات تحسين الكاريزما..وإذا قارنا بينه والنميري نجد هناك فرقا كبيرا بين الأثنين في قدرات القيادة وكاريزما القائد..وربما اعزي ضعف البشير القيادي إلى أنه بعد أن عمل في القيادة الغربية إتجه نحو سلاح المظلات وبقي هناك حتى قيام الانقلاب. في المحور الابداعي أرى أيضا أن لديه «إشكالية»، إذ فشل في تجميع صفوف السودانيين جميعهم في هذا الزرف الحرج. في جانب أخلاقيات المهنة كثيرا ما «يزعل الناس» وبفتكروا أنك ما عندك اخلاق بالمرة حين تفشل في الحفاظ على اخلاقيات المهنة..أنا أرى ان للطب اخلاقيات ..وأنتم في الصحافة لديكم اخلاقيات..ونحن في الجيش لدينا أخلاقيات وهي الحفاظ على الانضباط في الجيش والحفاظ على مكتسبات الشعب..واترك لكم تقييم ضمون ما قلت فيما يتعلق بعلاقة العميد البشير به.

    * أين كنت حين سمعت لاول مرة ببيان الانقلاب وما هو اول احساس إنتابك؟

    كنا أربعة افراد نتجاذب أطراف الحديث في منزلنا ثم حدثنا الجيران بما جري في القيادة العامة ثم استمعنا إلى خبر الانقلاب من الاذاعة..وأول تعبير خرج مني هو «الجبهة الاسلامية مسكت السلطة...»

    * وماذا كان شعورك وأنت في العمل يوم السبت؟

    استدعوني صباح السبت نفسه وتحدث معي الزبير محمد صالح بحضور عثمان احمد الحسن وابراهيم شمس الدين وابراهيم نايل ايدام وسليمان محمد سليمان ومن خارج المجلس محمد عثمان محمد سعيد، وكان واقفا على ما أذكر. وقال لي الزبير: «ناديناك لأنك ضد الثورة..قلت له: «ده انقلاب وأنا ضدو..»، وكان النقاش يتم بوضوح وصراحة. وقلت لهم: «هذا الانقلاب ليس في مصلحة البلد ولا بد ان تدعوا لاجتماع من عميد وما فوق للنقاش وخلاف كده حتدخلوا البلد في ورطة..»..محمد عثمان محمد سعيد إنفعل وقال لي الانقلاب قرارنا..فرديت عليه وقلت له: «دخلك شنو إنتا».. فقال لي : حتعرفني، فقلت له «إنتا ما من دفعتي حتى»..وقال لي: «نحنا عاجبانا روحنا»..وقلت له: «أنا زول من حلفاية الملوك وعاجباني روحي كمان»..وفي اليوم الثاني تمت إحالتي للمعاش..

    * وهل إلتقيت ببعض شهود ذلك الاجتماع بعد عودتك من الخارج؟

    نعم نلتقي مع عثمان أحمد الحسن وابراهيم ايدام من خلال اجتماعات سنوية لابناء الدفعة..وعلاقتي بعثمان طيبة وهو قد ادرك ازمة البلد مبكرا والآن ربما تجده معارضا اكثر مني.

    * وكيف كان شعورك أمام قرار الاحالة للمعاش؟ ذهبت إلى المكتب يوم الاحد 2/7/1989 إلى المكتب وكنت قائد اللواء 62/ الدفاع الجوي/ امدرمان ..وهناك تلقيت اشارة تعلن تقاعدي. ولم استغرب الأمر.

    * هل تعني أنه بعد البيان الاول انتابك شعورا بالإحالة للمعاش؟

    نعم توقعت ذلك كما توقعت أن يتم أعتقالي .ولقد تمت مراقبتي بعد الاحالة للمعاش، وبعد شهر استدعيت بواسطة مدير الاستخبارات محمد مصطفى الدابي وقال لي: «الفريق اسحق عايزك»، وكان رئيس هيئة الاركان . ذهبت إلى الدابي ووجدت انه يحمل ملفا وذهبنا إلى اسحق وقال لي: «إنتا متهم بتقرير من الجماعة بأنك تلتقي بعض الناس وذكر منهم د. عمر عبود ود. تيسير مدثر..وسألني هل عندك نشاط سياسي..؟ فقلت له: «يا سعادتك الناس ديل رفتوني ولست معهم واحسن يخلو الزول يفتش ليهو شغل وكده..والملاحظ أنه كان يتحدث معي ويقول: «الجماعة ديل بقولو كده والجماعة ديل.. والجماعة ديل» وحين اكملت الثلاثة اشهر اعتقلوني يوم 1/10/1989

    * وكيف كان سيناريو الاعتقال؟

    كنت في شقتي في عمارة ابراهيم طلب وسمعت طرقا على الباب ووجدت نفسي أمام احدهم وقال لي: «عايزك الزبير» وكانت معه عربة وكانت العربة مظللة وتحركنا في الجزء الاخير من الليل وعندما وصلنا ادركت انني في بيت الاشباح بالقرب من القيادة العامة بجوار البنك الافريقي.

    * ومن وجدت هناك؟

    وجدت عبد الرحمن سعيد وشابا من المدرعات ، قضينا يوما ثم نقلونا إلى كوبر ولمدة عشرة اشهر لم يسأل عني احد عن أسمي، ثم أطلقوا سراحي ولكنهم أعتقلوني مرة ثانية بعد اسبوعين فقط وفي هذه المرة لم يسألوني عن شئ لمدة ثمانية أشهر .

    * كيف كان شعورك وانت في المعتقل ....؟

    المعتقل غير مجرى حياتي تماما..بل كان جامعة تحصلت فيها على درجات وعي في الماجستير ودكتوراة في احتمال في الصبر. فقد وجدت أناسا اضافوا لي الكثير في قامة الحاج عبد الرحمن نقد الله الذي جاورني..وهذه اول مرة إلتقي فيها بالانصار خصوصا، وانني من منطقة تدين بالولاء للختمية..كانت هناك ندوات.. وحوارات فكرية ..السجن كان نقلة كبيرة في تفكيري... كنا يوميا نقرأ جزء من القرآن الكريم ونستمتع بحلاوة صوت نقد الله.. وبعد الصبح نمارس الرياضة وكانت لياقتنا البدنية عالية ونمينا علاقات اجتماعية ثرة وكنت مع فريق الصادق المهدي لكرة القدم ونلعب مباريتين في الاسبوع.

    ما دام كنت عضوا في المرحلة الثانوية بالجبهة الديمقراطية، فإنك لا بد تقاربت مع الشيوعيين في السجن..؟

    - في السجن عرفت الشيوعيين لأول مرة عن قرب، عرفت عبد القادر الرفاعي ويوسف حسين والتيجاني الطيب، وكنت اتناقش معهم. ولم أقابل «نقد» لأنه كان في الجانب الآخر من السجن. ولكن قابلت محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي.

    كيف كانت معاملة السجن..؟ - كانت ممتازة.. ووقتها لم يكن «أولاد الاسلاميين» قد تمكنوا في السجون. ؟

    هل كانت لديك نية في الخروج من السودان بعد الخروج من المعتقل..؟ - لم تكن لي رغبة في الخروج من السودان إطلاقا.. ووجدتني منذ أن كبر وعيي أحب المكوث في السودان كثيرا.. حتى أنني حين أسافر لدورة عسكرية أتمنى العودة حالا.. والسجن ملكني سلاح الصمود، وكنا نهزم به سجاننا.. وحقيقة عندما اعتقلوني للمرة الاولى وخرجت لم أكن افكر في المعارضة.. وفي المرة الثانية قيَّمت المسألة.. وبعد خروجي اتصل بي بعض المعارضين في القاهرة وقالوا لي: «نحتاجك» وقلت لهم إنني افضل المعارضة من الداخل.. واخيرا رجح قرار السفر عندي.

    وماذا عن تنظيم الضباط الاحرار.. هل سبق لك الانضمام إليه..؟

    - نعم كنت عضوا في هذا التنظيم بعد الانتفاضة.. وحضرت اول اجتماع له في حي العرب، بحضور بعض الضباط منهم حيدر الجعلي والتيجاني المشرف وعصام ميرغني وجاويش.. وكانوا من الضباط المميزين واخلاقيتهم المهنية عالية، ولذلك لم نكن نفكر في الخروج عن الانضباط العسكري لاستلام السلطة، بل كان هدفنا مناقشة قضايا البلد مثلنا مثل القطاعات الاخرى.

    هل فكرتم في الاجتماع بعد مثول الانقاذ..؟ - نعم اجتمعنا وفكرنا في أن نلملم صفوفنا، وكلنا كنا من المحالين للمعاش.. وكان رأيي في أحد الاجتماعات الاعداد لانقلاب سريع قبل تمكين الانقاذ.. وكان من رأيي ضرورة الاستعجال، على أن تنبني الخطة على استلام الأقاليم، وبالتالي هذا يمهد لنا محاصرة الخرطوم.

    ألم يكن تنفيذ هذا التفكير مكلفا من نواحٍ عديدة..؟

    - لا اعتقد ذلك.. لأن الانقلاب الكلاسيكي الذي دائما يتم في الخرطوم اصبح صعبا في ظل المراقبة اللصيقة للضباط آنذاك.. وكان هدفي من الخطة مفاجأة النظام وجعله مكشوفا، واعتقد ان استلام الاقاليم كان سيكون ناجحا، وكان من الممكن أن نحرك العناصر الوطنية لاستلامها، وبعدها ستجد الخرطوم نفسها منفصلة عن الحاميات في الاقاليم. وحتما ستستسلم في آخر الامر. واعتقد ان الاثيوبيين نجحوا في هذه الخطة وحاصروا القيادة العسكرية في اديس ابابا.

    هل كان لديك علم بانقلاب رمضان..؟ - لم يكن لدي علم.. وعرفت بالحادثة وأنا في المعتقل.

    من خلال تحرياتك.. هل لهذا الانقلاب علاقة بالبعثيين؟

    - اعتقد أن تنظيم البعثيين في الجيش كان موجوداً منذ زمن مايو وكان ناشطا، وكان تنظيما دقيقا. ولو استخدموا العنف لنجحوا في انقلابهم، ولكنهم ارادوا استلام السلطة بلا دماء. واعتقد أن القادة عثمان بلول وقاسم الزين واللواء الكدرو من أفضل من أنجبهم الجيش.

    وكيف تلقيت نبا الانقلاب..؟

    - في السجن شعرنا أن الحراس قفلوا الابواب الداخلية.. فعرفت حالا ان هناك شيئا ما مختلفا يجري بالخارج، وسألت بعض الحراس فقالوا لي: «ديل اهلكم بتشاكلوا برا..».

    وما هي معلوماتكم عن أماكن دفن هؤلاء الشهداء..؟

    - اعتقد ان ثقافة دفن القبور ليست من عاداتنا، فثقافتنا تقدر الميت .. ولا ادري كيف يخاف الانسان من اعلان قبر الميت... وكثيرا ما اشارك أسر الشهداء احتفالاتهم السنوية.

    نأتي إلى أمر خروجك من السودان.. كيف دبرت الهروب..؟

    - أعددنا خطة محكمة السرية.. وانبنت الخطة على محورين.. الاول جعل الاسرة تغادر السودان للقاهرة على ان ألحق بهم. وبعد مغادرتهم اختفيت لمدة أربعة ايام في مدينة بحري ثم الخرطوم، وبعدها تحركنا بعربة لاندكروز إلى ام درمان، ومن ثم أخذنا سبيلنا.. وكان عددنا ثلاثة.. شخصي وعبد العظيم سرور وعبد الرحمن خوجلي.

    وهل تحركتم ليلا؟

    - نعم تحركنا ليلا، ومررنا بالطريق البري إلى مروي، ثم اتجهنا شرقا نحو الحدود مع مصر.

    وهل كنتم مسلحين؟

    - لم نكن مسلحين، وهذا من ضمن شروط الخطة، بحيث حين يتم القبض علينا لا قدر الله، نستطيع أن نقول اننا كنا في زيارة.. وهكذا.

    وهل كنت خائفا من ان يتم القبض عليكم؟ وهل كنت تتوقع ان يعرف جهاز الامن بخروجك ما دام أنك كنت مراقبا؟

    - الغريب انني في ذات يوم الهروب نمت بعد ان كان الجو ساخنا، إلا ان تم إيقاظي وذكروني بتنفيذ الخطة.. ولم اتوقع أن يدرك أحد من السلطة خطة الهروب.. فقد كانت محكمة، وكلف خروجنا من الخرطوم اربعة وعشرين ساعة.. ولكن علمت فيما بعد أنهم غضبوا حينما علموا بخروجي.

    ما هو شعورك وأنت تترك البلاد وراء ظهرك لاول مرة نحو المجهول..؟

    - حقيقة لا استطيع ان أصف لك مشاعري آنذاك، حيث كانت مختلطة.. إذ أنني اهرب من وطني لاول مرة في مسيرة لا ادري سيناريوهاتها.. ولكن ما اود قوله إنه بمجرد وصولنا إلى الحدود المصرية شعرت بالراحة، واحسست بأنني ولدت من جديد حرا.. ثم قضينا ليلتين بأسوان ومنها إلى القاهرة.

    ومن أول من التقيت به في مصر؟

    - التقيت بالسر العطا وعبد الرحمن سعيد اللذين رتبا استقبال زوجتي بالقاهرة.

    بعد وصولك لمصر انضممت للقيادة الشرعية.. ولكن سرعان ما خرجت بفكرة العمل المسلح..؟

    - نعم.. ولكننا خرجنا دون ضوضاء. وعلى فكرة كانت القيادة الشرعية تعتقد أن خروجنا عنها غير مفيد.. وكانوا يعتقدون أن استمراريتنا معهم تفيد تفعيل التنظيم. والواقع إنهم قرروا فصلي دون اخطاري.. وكان الهدف قفل الباب أمام عضويتنا في التجمع. وكنا نقدر الراحل الفريق فتحي أحمد علي، ولكننا رأينا أن المرحلة تحتاج إلى «بندقية»، وكنا نعتقد أن ذلك سيقوي موقف قيادة الجيش الشرعية في التجمع.

    ومن هم أول الذين اسسوا تنظيم التحالف..؟

    - كنت انا وعصام ميرغني وكمال اسماعيل وعبد الرحمن عبد المطلب وراشد بابكر وابو بكر كمير.. وكنا عسكريين ومدنيين.. واعلنا أننا مقاتلون من اجل الحرية، وانضم إلينا من الداخل الشهيدان سليمان ميلاد وعبد العزيز النور، وبعض خريجي الجامعات وكثير من المواطنين.

    كيف سار التكوين الاولي وماذا عن تمويله..؟

    - في المرحلة الاولى عقدنا اجتماعات سرية بين عامي 1993 و1994م، وشرعنا في وضع البرنامج الأساسي والناحية المالية. واعتمدنا على مبدأ اشتراكات الاعضاء ولم يدعمنا التجمع.

    ألم يكن هناك أي دعم خارجي...؟

    - كل الدعم الخارجي الذي تحصلنا عليه هو قطعة أرض من اريتريا، وهي على مقربة من الحدود حيث وفرت لنا احتياجات التدريب.

    ألم يمنحوكم مالا..؟

    - لا.. لم يعطونا مليماً.. وكان دعمهم في شكل «تعيينات».. حيث كانوا يوفرون لنا كل مستلزمات الحياة في تلك المنطقة.

    وهل كان بينكم والحركة الشعبية بعض التنسيق في العمل العسكري في بداية التأسيس..؟

    - الحركة الشعبية أيضا لم تقدم لنا دعما. والحقيقة أن بداية عملنا العسكري كان في الجنوب.. وارسلنا اول قوة مقاتلة للتمركز بين كردفان والجنوب.. ومررنا المقاتلين عن طريق نيروبي وبدأنا تدريبهم هناك. وكانت تلك بادرة لفتح علاقة مميزة مع قوى السودان الجديد.. وفي تلك المنطقة التقيت بجون قرنق لأول مرة، ولكن بسبب الانقسام الذي حدث في الحركة الشعبية وما ادى إليه من مضاعفات، رأينا إرجاع المجموعة المقاتلة إلى القاهرة، ومنها تم تسريبهم عن طريق السعودية إلى اريتريا.

    وهل التقيت بالرئيس الاريتري أسياس أفورقي أثناء التفكير في العمل المسلح....؟

    - كنت أكتب له خطابات عن طريق أحد المسؤولين في السفارة الاريترية بالقاهرة، ولم أكن اتلقى ردا مكتوبا، وإنما كانوا يحدثوني عن ردوده.. وفي مرة تلقيت خطابا لزيارة اريتريا في بدايات عام 1994م وقد كان.. وقضيت هناك ثلاثة اسابيع.. ثم التقيت بأسياس اربع مرات.. ولم تكن هذه الزيارات معلنة.. وفي المرة الأخيرة جلسنا فترة طويلة.. وطرحت عليه رؤيتي.. ومنها بدأنا التجهيز وتنفيذ خطة العمل العسكري.

    وماذا عن الاتصالات بأميركا؟

    - لم يكن لنا أي اتصال بها في بدء العمل العسكري، لكن تمت دعوتي إلى واشنطون ضمن وفد التجمع والحركة الشعبية، لحضور اجتماعات بخصوص تقرير المصير.

    معنى هذا أنكم لم تتلقوا دعما اجنبيا على الاطلاق..؟

    - كل ما وجدناه من دعم كان من اشتراكات عضويتنا في الخليج والرأسمالية الوطنية التي كانت تتبرع لنا.. وهذا هو سر نجاحات مولودنا الجديد. وكان كل المعارضين في الخارج يعتمدون على احزابهم ما عدا نحن.

    إذن ما هو اول عمل عسكري قمتم بتنفيذه؟

    - أولا: نحن أعلنا قيام التنظيم رسميا في الاول من ديسمبر 1994م، واول عمل تم تنفيذه يوم 20 أبريل 1996م، وهاجمنا قوة حدودية، ولم تكن هناك خسائر من طرفنا، وكان التوقيت لتنفيذ العملية مفاجئا.

    وماذا عن خسائر الطرف الآخر...؟

    - كان من ضمن توجيهاتنا ألا نطلق النار في حال هروب من نواجههم، ولذلك كانت لديهم خسائر بسيطة، وهربوا إلى كسلا، وكانت مجموعتنا المنفذة لا تتجاوز الـ «15» فردا.. وكان المكسب هو الحصول على ذخائر وامدادات اخرى. ونجاح هذه العملية مهد المجال للتنظيمات الاخرى في التجمع لفتح معسكرات لمقاومة النظام.

    هل كان لكم وجود في أثيوبيا..؟

    - نعم فتحنا معسكرات في المنطقة المتاخمة من المتمة حتى حديقة الدندر.. واصبحت لدينا جبهتان.. واقمنا علاقات اقليمية.. ولم تواكب التنظيمات الاخرى حركتنا.. ووصل عددنا إلى ثلاثة آلاف مقاتل.. ولولا قيام الحرب الاثيوبية ـ الاريترية لكان الموقف مختلفا، فقد اثرت هذه الحرب علينا كثيرا.

    هل كانت لديكم محاولات لاحتلال مدينة كسلا مثلا بوصفها موقعا استراتيجيا في الشرق..؟

    - في حرب العصابات يصعب احتلال المدن الكبيرة وادارتها، خصوصا أننا كنا في بداية تجنيد وتحشيد القوى اللازمة.. صحيح أن التاريخ علمنا أن كاسترو استطاع الوصول إلى هافانا بحرب العصابات.. ولكن كاسترو كان يعتمد على خلايا الحزب الشيوعي في كوبا الذين مهدوا له الانتصار... ونحن كنا في المراحل الأولية لتفعيل «البروبقندا» السياسية وتدعيم الجانب العسكري، ولذلك عانينا في الجاهزية السياسية والعسكرية.

    كيف كانت مشاركة المرأة في العمل العسكري..؟

    - كان لدينا حضور كبير من النساء وإن لم يشتركن في اعمال عسكرية.. وكانت المرأة تسهم في تعليم من قمنا بتحريرهم.. وانشأنا رياض أطفال في المناطق المحررة، وكان يشرف على هذا العمل الشهيد سليمان ميلاد.. وكانت لدينا كتيبة الزهراء في منطقة النيل الازرق.. وكان للمرأة دور في منطقة قرورة.. وقدمنا الشهيدة زهراء التي توفيت في المعسكر.

    كم عدد الذين استشهدوا في مقاومة النظام؟ وهل لديكم سجل بذلك؟

    - نحن قدمنا 400 شهيد في معركتنا لانجاز السودان الجديد.. والزائر لدارنا سيجد أننا قمنا بحصر اسمائهم وزينا بها دارنا.

    وماذا تقول عن الاتهامات التي لاحقتكم عن انتهاكات حقوق الإنسان في المعسكرات ومن بينها التعذيب..؟

    - كانت لدينا علاقات طيبة مع منظمات حقوق الانسان.. وكانوا يزورونا بانتظام.. ويكتبون تقاريرهم عنا بناءً على هذه الزيارات.. وأشادت بنا هذه المنظمات أكثر من مرة، كما كانت لدينا وحدة معنية بحقوق الانسان، وكنا نقوم بتوعية المقاتلين بهذه الحقوق، وكانت هذه التوعية جزءاً من التعبئة السياسية التي نقوم بتكثيفها نحو المقاتلين.

    ولكن بعض رفاقكم أعلنوا عن بعض حالات تعذيب..؟

    - لم تظهر هذه الاتهامات إلا بعد الانقسام الذي اصاب التنظيم.. وللأسف فإن الذين قالوا بهذه الاتهامات كانوا معنا طوال مرحلة النضال.. وكانوا حضورا في كل مراحل النضال.. وأجزم أنه لو كان هناك تنظيم معارض حافظ على حقوق الانسان.. فهو تنظيمنا.

                  

05-03-2008, 10:26 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث) (Re: مريم عزالدين صديق)

    الى الذين يتساءلون ؟؟؟

    اليكم الاتى

    Quote: وماذا تقول عن الاتهامات التي لاحقتكم عن انتهاكات حقوق الإنسان في المعسكرات ومن بينها التعذيب..؟

    - كانت لدينا علاقات طيبة مع منظمات حقوق الانسان.. وكانوا يزورونا بانتظام.. ويكتبون تقاريرهم عنا بناءً على هذه الزيارات.. وأشادت بنا هذه المنظمات أكثر من مرة، كما كانت لدينا وحدة معنية بحقوق الانسان، وكنا نقوم بتوعية المقاتلين بهذه الحقوق، وكانت هذه التوعية جزءاً من التعبئة السياسية التي نقوم بتكثيفها نحو المقاتلين.

    ولكن بعض رفاقكم أعلنوا عن بعض حالات تعذيب..؟

    - لم تظهر هذه الاتهامات إلا بعد الانقسام الذي اصاب التنظيم.. وللأسف فإن الذين قالوا بهذه الاتهامات كانوا معنا طوال مرحلة النضال.. وكانوا حضورا في كل مراحل النضال.. وأجزم أنه لو كان هناك تنظيم معارض حافظ على حقوق الانسان.. فهو تنظيمنا.
                  

05-03-2008, 10:32 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث) (Re: مريم عزالدين صديق)

    أما فيما يخص المراة التحالف الوطنى الديمقراطى من اوائل التنظيمات التى خصصت نسبة تمثيل النساء 30% فى كل مؤسسات التحالف منذ العام 2001 م
                  

05-05-2008, 09:32 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث) (Re: مريم عزالدين صديق)

    Quote: الحديث مع العميد عبد العزيز خالد شيق وممتع. كان الانطباع الذي كنت أحمله عنه أنه من العسكريين الصارمين، خصوصا ان تاريخه القريب وضعه على رأس جماعة سياسية عسكرية نشدت تغييرا للوضع السوداني بالسلاح.


    وقبل اللقاء به تخيلته بتلك الصرامة التي قابل بها التحدي الذي وضعه قائدا عسكريا معارضا، ولكن اكتشفت أن الرجل يمتاز بهدوء متميز، وإناة في التعبير والرد على محدثه، وروح مرحة يزيدها تواضعا جما، ولا يخلو الأنس معه على بعض قدرة على نسج المواقف الطريفة التي يستعين بها في تعضيد حجته أو كسر حدة التعقيد للمناقش حوله.

    وعلى المستوى العام ظل تاريخ العميد «م» عبد العزيز خالد مجالا للسجال حول مواقفه أثناء قيادته للعمل المسلح ضد الانقاذ إبان فترة التسعينيات، سواء من خصومه أو من شاركوه فترات النضال، وبعد الانشقاق المؤسف الذي لازم تنظيم التحالف الوطني، ما أدى إلى خفوت تأثير التنظيم وهو الذي كان يملك قوة بائنة، تعرض إلى الاعتقال بالكيفية التي خبرناها، وكاد ذلك الاعتقال يودي به إلى السجن أو خلافه.

    ولكن، على أية حال، مهد له العودة إلى السودان للبدء في الممارسة السلمية لما انتهى إليه من عمل عسكري، وجمع مؤيديه وكون تنظيم التحالف الوطني الديمقراطي.

    وفي زيارته الاخيرة للولايات المتحدة التقى العميد بعدد من المهتمين بالعمل السياسي بواشنطن، وأقام ندوة سياسية عامرة بالحضور، ولكن يبدو أن تلك الندوة مهدت للجدل حوله وحول ما قال من جديد، ولا يزال هذا الجدل متواصلا إلى يومنا هذا عبر نقاشات المهتمين بالكتابة في الانترنت.

    «الصحافة» أجرت هذا الحوار ونأمل من خلاله أن يضئ بعض الجوانب حول شخصية العميد «م» عبد العزيز خالد، وكذلك نأمل أن يلقي الضوء على بعض الرؤى التي يحملها حول القضايا التي تتعلق بالمشهد السياسي السوداني.. فإلى نص الحوار.

    ـ وهل ترون وجوب وجود لجنة قومية لتنفيذ هذه التصورات؟
    * نعم.. لا بد من تشكيل هيئة قومية مستقلة محايدة، يتم التوافق عليها من الجميع، تقوم بالدعوة وترتيب انعقاد «المؤتمر الشامل لسلام دارفور»، الذي يجب أن يتم بمشاركة كل القوى السياسية الدارفورية والقبائل، والقوى السياسية السودانية على نطاق السودان.

    ويجب انعقاد هذا المؤتمر تحت الإشراف الكامل للاتحاد الإفريقي، وبدعم إيجابي من الأمم المتحدة والدول المهتمة بقضية تحقيق السلام في دارفور والمنطقة الإقليمية المجاورة، ووضع خطط تحت إشراف اليونميد وبمساعدة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، تهدف لتحقيق العودة الطوعية الآمنة والواعدة لتجمعات اللاجئين والنازحين من دارفور، من كل المعسكرات والمناطق الاستيطانية المؤقتة داخل السودان وفي دول الجوار.

    كذلك نرى تبني حكومة السودان وقوات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة «يوناميد»، والدول المهتمة بالسلام والاستقرار، الدعوة لمؤتمر دولي موسع يهدف لتمويل وتنفيذ خطة تنموية شاملة لإقليم دارفور، تهدف إلى إزالة آثار الحرب وتأهيل البنى الأساسية، وتحقيق طفرة تنموية في الخدمات المجتمعية واقتصاديات الإقليم.

    ـ كيف تثمنون إتفاق الشرق الذي وقع عليه بين الفصائل العسكرية والحكومة؟ هل استطاع أن يقدم حلاً لمشاكل الشرق ومعالجة قضايا المواطنين هناك؟
    * قضايا السودان ومشاكله متداخلة ومترابطة ومتشابهة وتصعب تجزئتها، كما تحاول أن تفعل العقلية الإنقاذية ونشاهد على مسرح الإتفاقات: إتفاقية الخرطوم للسلام، فشودة، مشاكوس، نيفاشا، جيبوتي، جدة، القاهرة، أبوجا، أسمرا .. الخ.

    وإتفاق سلام الشرق الموقع في 14 أكتوبر 2006م هو من جانب محاولة لإيجاد حل بين السودان واريتريا حتى يتفرغ السودان داخلياً إلى مسألة دارفور غرباً، ووقف الاستنزاف شرقاً، والصومال وتشاد إقليمياً. كذا الحال بالنسبة لإريتريا حتى تتفرغ لمسألة أثيوبيا والصومال إقليمياً، ورفع الضغط الاقتصادي داخلياً.

    ومن جانب آخر هو مدخل لتحقيق السلام في السودان، وجوهر مشكل شرق السودان هو التهميش السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ويمكن القول إن شرق السودان هو أكثر أجزاء السودان تخلفاً وإهمالاً واستهتاراً بالإنسان.

    ونثمن الدعوة التي تضمنها الإتفاق لعقد مؤتمر قومي على مستوى الوطن لمراجعة الهيكل الإداري الحالي للدولة السودانية بما يضمن تحقيق النظام الفدرالي وطموحات الأقاليم. والمهم العمل على أن يؤدي الإتفاق إلى الاستقرار والتنمية والتوازن الاجتماعي.

    وهنا نشير إلى جزئية مهمة تضمنها الإتفاق وهي صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق، والمطلوب تفعيلها لمكافحة الفقر والتخلف، وتوفير الحقوق الأساسية من صحة وتعليم وسكن وحياة كريمة، ومعركة التنمية أكبر وأصعب من معركة التحرير، وتحتاج إلى إتفاق الحد الأدنى بين مكونات جبهة الشرق، ومكونات مؤتمر البجة، ودون هذه الوحدة وتنفيذ الإتفاق وتطويره يمكن أن تحدث الكارثة.

    ـ حزب المؤتمر الشعبي.. هل الانقسام مسرحية؟ وهل يمكن التنسيق السياسي معه؟
    * الانقسام الذي ضرب المؤتمر الوطني ليصبح مؤتمرين هما «الوطني» و«الشعبي» هو في حقيقته انقسام داخل الجبهة الإسلامية القومية التي نفذت إنقلاب 30 يونيو 1989م. ويعتبر مؤشرا لفشل مشروعها الحضاري.

    ومن زاوية أخرى فشل مشروع الدولة الدينية بالرؤية السياسية للجبهة القومية الإسلامية سابقاً المؤتمر الوطني والشعبي حالياً، وإصطدامها بالتربة الصخرية السودانية الرافضة للدولة المتناقضة مع حقيقة التنوع، وعمق الإسلام الصوفي الشعبي في الوجدان السوداني.

    ومن رؤية المقاومة الشعبية، مسلحة كانت أو مدنية، نرى بوضوح الانتصار الذي حققه شعب السودان في شق الجبهة الإسلامية إلى نصفين والمؤتمر الوطني في طريقه إلى شق آخر. ودفع المتطرفين الإسلاميين الأجانب إلى خارج السودان، وهزيمة المشروع الحضاري الذي انتهى إلى نظام شمولي قابض، ورأسمالي زائف، وظالم وقاتل وفاسد ومفسد. ونضيف بدأت ملامح السودان الجديد في الظهور.

    ـ وما هي حيثياتك لتأكيد حقيقة الانقسام؟
    * الرأي عندي أن الانقسام حقيقي وليس مسرحية، ولكنه أيضاً ليس فكرياً، والغريب أن الذي كان يقول به الشيخ حسن الترابي في ما يختص بالانفتاح السياسي نحو حزبي الأمة والاتحادي، لجأ إليه المؤتمر الوطني أخيراً كمخرج ومخفف من استمرار الضغوط، إضافة للاستعداد الانتخابي.

    وأهم ما يقول به المؤتمر الشعبي الآن هو الحريات، والانتخابات كوسيلة، والرفض للشمولية. وهذا تحول نحتاج إلى أن نحاورهم وننسق معهم فيه. وهذا لا يعفي الجميع من المحاسبة العادلة فهي قادمة. والحياة تتغير وكذا الإنسان. وحكومات الدول تخطئ وكذلك التنظيمات والأحزاب والأفراد. ولكن المهم الاستفادة من هذه الدروس، والاعتراف بالأخطاء، والنقد الذاتي والبناء، إلا إذا كانت مغروسة في العقل فهذه مستحيلة.

    وفي السودان تعلمنا التجربة أن النار تحرق الأيادي التي تتدخل في القوات المسلحة لإحداث الانقلاب، أو المخادعة باستخدام وإستغلال الدين في السياسة.

    ـ ماذا عن واقع القوات المسلحة الآن، هل تم تقويضها لصالح الايديولوجيا؟ وهل مازالت قومية في تكوينها القيادي؟ وهل انتهى عهد الانقلابات العسكرية؟
    * القوات المسلحة السودانية عند تتبع مساهماتها المهنية كانت إيجابية، ومساهماتها الانقلابية كانت سلبية. وأكثر المتضررين من الانقلابات العسكرية هي القوات المسلحة نفسها، ولكنها أكثر المستفيدين من الأنظمة الديمقراطية.

    وهي الجهة التي تحسم الانقلاب لصالح الانقلابيين ضد الأنظمة الديمقراطية، وتسقط محاولات الانقلابات المضادة ضد الأنظمة الشمولية.. وتجعل الانتفاضات والثورات الشعبية ممكنة عند انحيازها.

    ـ ولكن ما تأثير الانقلاب الأخير عليها؟
    * الانقلاب الإنقاذي حاول تقويضها لصالح أيديولوجيته، لكن واجهته صعوبات كثيرة وصعبة الاجتياز كالتكوين القومي خاصة قاعدياً، والتمثيل النوعي الإثني القبلي والجهوي.

    واستخدمت الإنقاذ أسلحة الفصل الجماعي، والتجنيد الانتقائي، ومحاولة تغيير مناهج التعليم والتدريب، والقوانين واللوائح من مهنية إلى جهادية، وتكوين قوات الدفاع الشعبي توازياً مع القوات المسلحة.

    والتأثير على المستوى القيادي يكون عادةً أسرع وأسهل من التأثير القاعدي، وذلك بسبب الحجم العددي.

    ولكن تبقى في النهاية حقيقة المؤثرات الأساسية، فالعسكريون هم أساساً أبناء الفقراء والضعفاء والمساكين والمظلومين، ويسكنون بين أهليهم ويعيشون معاناتهم، إضافةً إلى أن المشروع الأحادي والايديولوجي معادٍ بطبيعته للاحتراف المهني.

    وتجربة المشروع الإنقاذي الحضاري في استغلال الجيش بواسطة حزب الجبهة الإسلامية للوصول للسلطة ثم إبعاده عنها عبر إضعافه بالموت فصلاً أو جهاداً، كانت تجربة فاشلة أضرت بالجيش وبالسودان وهددت وحدته.

    ويبقى القول إن عهد الانقلابات العسكرية في السودان على وشك الزوال، ويصعب تصور انقلاب جديد إلا إذا كان أبيض تخطط له سلسلة المؤتمر الوطني الفقرية الجبهة الإسلامية القومية.. والصعوبات كثيرة، منها عوامل الداخل والعوامل الإقليمية والدولية.

    ـ بماذا تردون بشأن الاتهامات التي أثارها الأستاذ مصطفى البطل حول الاتهامات المالية التي نشرت مؤخراً، وتصريحاتكم التي قيل إنها مسيئة للرفاق؟
    * قرأت ما كتب من رأي في صحيفة «الأحداث»، وقد تدارسه الإخوة في دائرة الإعلام والمستشار القانوني للمكتب التنفيذي للتحالف الوطني السوداني، ووضعوا عدة خيارات: الأول: تقديم شكوى ضد الكاتب، ولكن هذا بالضرورة يؤدي إلى الشكوى ضد صحيفة «الأحداث» التي لا نرغب في الوقوف ضدها أمام القضاء لأسباب تتعلق باحترامنا لها ولمحرريها ولوقوفها مع تيارات التحول الديمقراطي، ووجودها المستمر في المحاكم بسبب القضايا التي ترفعها الأجهزة الرسمية، وأخيراً صداقتنا مع الأستاذ عادل الباز.

    أما الخيار الثاني: أن ترد دائرة الإعلام على الكاتب، ولم يتم ذلك بسبب أن الخط العام للتحالف هو عدم الدخول في المهاترات والمساجلات غير الموضوعية. وأن التحالف قد تعدى مرحلة إنقسامه وقد تعافى.

    ولكن بعيداً عن شخصنة الموضوع نقول إن التحالف التنظيم الوحيد الذي لم تتهمه منظمات حقوق الإنسان بما فيها «هيومان رايتس وتش»، بل أن عددا كبيرا من منظمات حقوق الإنسان كانت موجودة في الميدان، وأيضاً بعض السودانيين من الناشطين في هذا المجال، ويمكن الرجوع إلى سجلات هذه المنظمات والسودانيين مثل يوهانس أكول.

    ونفي هذه الاتهامات بسيط، فهو إما أن يطلب من الكاتب الإثبات أو يمكن الرجوع إلى صحيفة «الشرق الأوسط» للتأكد من التصريح المشار إليه. ومحاولة إدخال أسماء دول والحديث عنها في الصحف دون حيثيات ليس بالأمر الهين. فالكاتب قد زج باسم دول مصر واريتريا والأمارات المتحدة. ونحن نحيي شعوب ورؤساء هذه الدول ونحترمهم ونعتز بعلاقاتنا معهم ونسعى لتطويرها. والاتهامات المالية لم ترد في المقال بعدد الصحيفة المشار إليه، وإنما وردت في الصفحة الإلكترونية لصحيفة «الأحداث».

    ويبدو أن الصحيفة حذفته من المقال الصحفي حرصاً منها وتجنباً للمسؤولية، ولكنها لم تحذفه من صفحتها الالكترونية. وقد طلبت منهم ذلك، وآمل أن يفعلوا، وعلى الأقل أن يعتذروا إلكترونياً. وعفة اليد واللسان ليست مكتسبة فقط، بل أنها وراثية أيضاً.

    ـ ماذا عن حجم ثقلكم الانتخابي، وحجم العضوية؟ وهل تكسبون مؤيدين جددا؟
    * كان من المفترض ألا يكون التحالف موجوداً بسبب الهجمات التي تعرض لها، ولكن قوته تكمن في مشروعه الذي يقدمه، وهو امتداد طبيعي لصراع ثقافي، اجتماعي، اقتصادي، وسياسي عميق الجذور ومستمر.

    مرجعيته التاريخية والفكرية هي ثورة 1924م. ويتبنى السودانية كهوية، وتجنب العقائد الايديولوجية. وطرح الأهداف الاستراتيجية ووسائل لتحقيقها. وبالرغم من حجمه الصغير عضوياً، إلا أنه نجح في أن يجعل مشروعه كبيراً، ويملكه للقوى الصامتة والشبابية، والنقابية، وجماهير الأرياف التي عمل فيها، والمدن التي نشط بها.

    وساهم بحجم ضخم في عمليات المقاومة لاستنزاف نظام الإنقاذ، وخلق بؤرة للثورة شرقاً وغرباً وشمالاً. وقدم أكثر من أربعمائة شهيد فداءً للحرية والسودان الجديد.

    وتميز التحالف بقدرته على الابتكار، وطرح الأفكار، ووضوح الرؤية، وثباتها وفكره الوحدوي. ويمكن تتبع الماركات المسجلة من شعاراته: الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة، الانتفاضة الشعبية المسلحة، ثورة الحرية والتجديد، ثورة الريف للمدينة، نحو بناء الحزب الجماهيري، وحدة قوى السودان الجديد... الخ. وشعارنا الحالي: الأمل والتغيير. وهذه إحدى خصائصه، أن ينبري عند اليأس ليطرح الأمل كما حدث في منتصف عام 1995م، وكما يحدث الآن في عام 2008م. والتحالف أول تنظيم يخصص نسبة للمرأة بلغت الـ 30% في مؤتمره التمهيدي الثاني في عام 2001م.

    يبقى القول إن الثقل الانتخابي الذي نأمل: مفتاحه الرصيد النضالي الضخم ومشروع جديد لمستقبل جديد. والتحالف قد أكمل إعادة تنظيم نفسه، وهيكلته، وطرح برنامجه، ويحضر لعقد مؤتمره التأسيسي خلال هذا العام 2008م. وفي ذلك يكتسب عضوية جديدة يوماً إثر يوم.

    ـ ما تأثير الجوار الجيوبولتيكي على السودان والعكس؟
    * التأثير الجغرافي والسياسي الإقليمي على السودان، وتأثير السودان على دول الجوار، تتحكم فيه عوامل كثيرة، منها البشر قبائل وسكاناً، وامتداد القبائل بين الدول المتجاورة باعتباره رابطا قويا وليس مجرد جوار، وإنما أيضاً وحدة الدم والعرق والثقافة. إضافة إلى عوامل المصالح المشتركة رعياً وتجارة وزراعة ومياها، أي مصالح حياة أو موت.

    ويمكن القول إن الدول تعرف الحدود وترسمها على الخرائط، ولكن التداخل البشري والمصالح لا تعرف الحدود. بل أن مثل هذا النوع من الارتباط، خاصة في السودان، يكون أكبر من الارتباط بالدولة المركزية، مما يؤكد هشاشة الدولة تجاه أطرافها. ولذلك إذا لم تستجب الدولة لهذا الواقع. واقع التأثير الجيوبولتيكي المتبادل، فإن الواقع سيتجاوزها لبناء علاقته بعيداً عن الدولة ودبلوماسيتها. بمعنى أن دكتاتورية الجغرافيا والتأريخ أقوى من دكتاتورية الدولة ودبلوماسيتها.

    وواقع السودان حجماً وتعدداً ودولاً مجاورة يفرض النظر إلى العلاقات الإقليمية ولاستراتيجية المنطقة برؤية أعمق وأشمل. فالاستقرار السياسي والسلام يعم، ولا يقف عند حدود دولة بعينها.

    والواقع أمامنا ماثل في القرن الأفريقي، أثيوبيا، الصومال، وغرباً في تشاد، وجنوباً في يوغندا، حتى أن الانتخابات الكينية أثرت على جنوب السودان.

    والتحالف الوطني السوداني قدم رؤية استراتيجية مترابطة تمثلت في الدعوة إلى السودان الجديد، القرن الأفريقي الجديد، وأفريقيا الجديدة. وإلى البدء في الخطوات الأولى المتمثلة في إدارة الولايات الحدودية بانفتاح توأمي. وكونفدرالية القرن الأفريقي تبدأ بتحقيق السلام والاستقرار أولاً، وليس بعقلية الدولة الإسلامية الإقليمية الكبرى التي حاولتها الإنقاذ في فتراتها الأولى.

    تابع الحلقات السابقة في قسم الاعلام، فرع تصريحات





    Author: صلاح شعيب
    Source: الصحافة
    Article at source: http://www.alsahafa.sd/News_view.aspx?id=47802
                  

05-06-2008, 07:08 AM

مريم عزالدين صديق
<aمريم عزالدين صديق
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوفاق الوطنى ضد المؤتمر الوطنى ( المقاتل عبدالعزيز خالد فى حوار مع جريدة الاحداث) (Re: مريم عزالدين صديق)

    قال العميد م. عبد العزيز خالد إن "الانقلاب الإنقاذي حاول تقويض السودان لصالح أيديولوجيته، لكن واجهته صعوبات كثيرة وصعبة الاجتياز كالتكوين القومي خاصة قاعدياً، والتمثيل النوعي الإثني القبلي والجهوي.." وقال عبد العزيز إن تجربة الانقلاب الاسلاموي التي قادها حسن الترابي "كانت فاشلة وأضرت بالجيش وبالسودان."


    وقال خالد والذي قاد المعارضة العسكرية ضد حكومة الإنقاذ السودانية في التسعينات في حوار لجريدة "الصحافة السودانية" يوم 3مايو 2008 إن الانقاذ "استخدمت أسلحة الفصل الجماعي، والتجنيد الانتقائي، ومحاولة تغيير مناهج التعليم والتدريب، والقوانين واللوائح من مهنية إلى جهادية، وتكوين قوات الدفاع الشعبي توازياً مع القوات المسلحة. والتأثير على المستوى القيادي يكون عادةً أسرع وأسهل من التأثير القاعدي، وذلك بسبب الحجم العددي. ولكن تبقى في النهاية حقيقة المؤثرات الأساسية، فالعسكريون هم أساساً أبناء الفقراء والضعفاء والمساكين والمظلومين، ويسكنون بين أهليهم ويعيشون معاناتهم، إضافةً إلى أن المشروع الأحادي والايديولوجي معادٍ بطبيعته للاحتراف المهني.."

    وأضاف "تجربة المشروع الإنقاذي الحضاري في استغلال الجيش بواسطة حزب الجبهة الإسلامية للوصول للسلطة ثم إبعاده عنها عبر إضعافه بالموت فصلاً أو جهاداً، كانت تجربة فاشلة أضرت بالجيش وبالسودان وهددت وحدته..."

    وقال "إن عهد الانقلابات العسكرية في السودان على وشك الزوال، ويصعب تصور انقلاب جديد إلا إذا كان أبيض تخطط له سلسلة المؤتمر الوطني الفقرية الجبهة الإسلامية القومية.. والصعوبات كثيرة، منها عوامل الداخل والعوامل الإقليمية والدولية."

    وكان العميد "م" عبد العزيز خالد قد اعتقل بدولة الامارات وسلم للحكومة السودانية بيد أنه لم يتعرض للمحاكمة وبعد اتفاقية نيفاشا للسلام كون حزب التحالف الديمقراطي بالخرطوم والذي قال عنه "كان من المفترض ألا يكون التحالف موجوداً بسبب الهجمات التي تعرض لها، ولكن قوته تكمن في مشروعه الذي يقدمه، وهو امتداد طبيعي لصراع ثقافي، اجتماعي، اقتصادي، وسياسي عميق الجذور ومستمر مرجعيته التاريخية والفكرية هي ثورة 1924م. ويتبنى السودانية كهوية، وتجنب العقائد الايديولوجية، وطرح الأهداف الاستراتيجية ووسائل لتحقيقها. وبالرغم من حجمه الصغير عضوياً"

    واشار "إن التحالف نجح في أن يجعل مشروعه كبيراً ويملكه للقوى الصامتة والشبابية والنقابية وجماهير الأرياف التي عمل فيها، والمدن التي نشط بها.. وساهم بحجم ضخم في عمليات المقاومة لاستنزاف نظام الإنقاذ، وخلق بؤرة للثورة شرقاً وغرباً وشمالاً.. وقدم أكثر من أربعمائة شهيد فداءً للحرية والسودان الجديد. وتميز التحالف بقدرته على الابتكار وطرح الأفكار ووضوح الرؤية وثباتها وفكره الوحدوي .."

    واستطرد "ويمكن تتبع الماركات المسجلة من شعاراته: الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة - الانتفاضة الشعبية المسلحة - ثورة الحرية والتجديد - ثورة الريف للمدينة - نحو بناء الحزب الجماهيري - وحدة قوى السودان الجديد ... الخ. وشعارنا الحالي: «الأمل والتغيير».. وهذه إحدى خصائصه، أن ينبري عند اليأس ليطرح الأمل كما حدث في منتصف عام 1995م، وكما يحدث الآن في عام 2008م. والتحالف أول تنظيم يخصص نسبة للمرأة بلغت الـ 30% في مؤتمره التمهيدي الثاني في عام 2001م.."





    Author: آفاق
    Source: موقع أفاق
    Article at source: http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=5288
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de