|
|
 نخــب في حــالة ســفر ... زحل الطيب...اجراس الحرية
|
* عفواً هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً, تعيد المحاولة فإذا الإجابة ذاتها, ثم تكررها بالثالثة الثابتة, فإذا بك تكتشف أن المشترك المقصود (خارج الشبكة) لأنه مسافر إلى خارج البلاد, وبالطبع تتعدد جهات وأغراض الترحال, ولأن النخب هي محط الآمال في قيادة التغيير الايجابي ناحية واقع أفضل وحياة حرة وكريمة, فان الفرضية الأولى للغرض من أسفارهم هي (البحث عن الخير لصالح شعبهم ووطنهم, فوق ما يجنون من فوائد السفر على المستوى الشخصي).. ترى ما هي المصالح العامة التي تحققها أسفارهم, وما هي فرص تنفيذ ما يعودون به من معارف, وخبرات وتوصيات.
د. كامل.. نصير البيئة:
* د. كامل إبراهيم حسن, أستاذ جامعي وناشط مدني وكاتب صحفي متعدد الاهتمامات.. سألناه عن أهم رحلاته خلال العام 2007م وبداية هذا العام, فقال: إنها كانت إلى مدينة بون الألمانية, ضمن أتيام التقييم التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ, وتعتبر طريقة التقييم هذه من ضمن أهم شروط اعتماد المنظمات أو الشركات التي تعمل في مجال التغير المناخي لدى الأمم المتحدة، ووفقاً لطريقة عملها فان الجهة ذات الإسهام في هذا المجال تتقدم بطلبها لمكتب تيم التقييم, وبعد فحصه عن طريق المعايير المعتمدة لدى الأمم المتحدة يتم القيام بزيارة ميدانية Field visit لمعاينة العمل على الطبيعة ثم يتم استخراج شهادة المطابقة بعد ذلك, وهي شهادة معتمدة من الأمم المتحدة, وأضاف د. كامل أن نظام التقييم هذا أخذ يتسع مجال استخدامه خاصة في الجامعات, وضرب مثلاً بالجامعات السعودية التي اعتمدته مؤخراً في المجال الأكاديمي. ومن ضمن اهتمامات د. كامل بقضايا البيئة, يقول انه سافر إلى نيفاشا لحضور ورشة تخص المجلس القومي للبيئة والبرنامج القومي للملائمة مع تغير المناخ حتى يتم تقليل الخسائر الناجمة عن تلوث البيئة وإمكان تقديم المساعدات من جانب الدول الغنية, وقد اخترنا ثلاثة مشاريع هي الماء, الملاريا, والأمن الغذائي, وعن الفوائد من هذه الجولات يقول د. كامل, لقد استفدت كثيراً وتعلمت ألا ترتكب الأخطاء السابقة, وكيف يمكن أن تكون التنمية نظيفة بمراعاة أعلى المعايير المتعلقة بصحة البيئة, ونسهم في التدريب الآن عبر عقد ورش العمل, فنحن في السودان لدينا فرص كثيرة لكننا لا نستفيد منها أو نحسن التعامل معها, فالأولويات لدينا غير مرتبة بشكل جيد, مثلاً برنامج الاعتماد الأكاديمي يجعل الإنسان السوداني مميزاً وبشكل يمكنه من المنافسة في أي مكان في العالم, لكن يبدو أن أولويات الدولة لا تهتم بالتنمية البشرية, إذ نجد بلداً مثل اليابان تنفق حوالي 200 مليون دولار سنوياً لبرامج التنمية البشرية.
المجد لحقوق الإنسان:
* مجدي النعيم, الناشط في حقوق الإنسان ومدير مركز حقوق الإنسان والمناصرة, فقد سافر إلى إثيوبيا, للمشاركة في مؤتمر نظمته منظمة حقوق الأقليات, والى جنيف حول (عدالة دارفور)، وفي إطار حملات المناصرة لضحايا حقوق الإنسان زار فرنسا وانجلترا وشارك في القاهرة في مؤتمر المنظمة العربية لحقوق الإنسان, وعن فوائد رحلاته أجاب بأنها تشمل, المعرفة وتبادل الخبرات وإتاحة فرص التعلم والدروس المستخلصة, أما عن إمكانية تطبيق ما تعلمه, فيقول إن طبيعة العمل التطوعي الذي ينشط فيه ليست فيها إلزام في التنفيذ بقدر ما تتمتع بقوة التزام أخلاقي تجاه القضايا المثارة, فهي قوة معنوية تحرك الإرادة السياسية تجاه اتخاذ الخطوات التنفيذية المطلوبة كما حدث في اتفاقية نيفاشا, وتأثير نشطاء العمل التطوعي على مواقف وقرارات مجلس الأمن فيما يتعلق بدارفور.
حسن مكي: تفريج هم, واكتساب رزق وعلم، وصحبة ماجد:
* د. حسن مكي, كثير الترحال, فمن مصر حيث مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي إلى بيروت لذات الغرض بينما حل بالبوسنة والهرسك ضمن احتفالاتها بمرور 100 عام لدخولها الإسلام, ثم المغرب ومجالس الحسينية التي يحضرها الملك محمد السادس، فليبيا من أجل التواصل الأكاديمي وهو بعد يدير مركز الدراسات الإفريقية السودانية التابع لجامعة أفريقيا العالمية, ومستهدياً بقول الشافعي: (تفريج هم, واكتساب رزق وعلم وآداب وصحبة ماجد)، يرى د. حسن مكي أن من طبيعة حياة العلماء التركيز الذهني مما يقود إلى بعض المخاطر العقلية والنفسية والروحية والفكرية لذا فانه ينظر إلى السفر, ليس باعتباره سياحة أو ترفاً بل.. (بلاً).. لظمأ, واكتساب لمعرفة وخبرة واستكشاف للمسارات الجديدة وعقد المقارنة مع النظائر, فالحضور في الملتقيات من مطلوبات العمل الذهني, وليس بالضرورة النظر فقط إلى تطبيقات توصيات ما شاركوا فيه, إذ من المهم التوصل إلى الأفكار قبل التفكير في التطبيق, وينظر حسن إلى حركة الأنبياء وكبار المتقدمة, إذ تبدو وكأنهم بلا وطن, إذ يعرف الناس سيدنا إبراهيم لكنهم لا يعرفون من أي الأقطار هو, ينظرون إلى الفكرة ويعرفونه بها, وكذا الحال مع سيدنا موسى المتنقل في مصر ونواحي النيل, وسيدنا بلال من الحبشة إلى الحجاز ليضمه القبر في دمشق, وجلال الدين الرومي مولود في أفغانستان لكنه جاب الآفاق ومات في تركيا, وابن عربي من اسبانيا ليموت في دمشق, وهكذا, المتنبئ, وكثير من حملة جائزة نوبل لا يعيشون في أوطانهم الأصلية حيث يصير العالم كله لهم وطن.
محمود صالح بحثٌ دؤوب عن الحق المفقود:
* كثيرة هي محطات ترحال الأستاذ صالح محمود المحامي عضو المجلس الوطني الانتقالي عن كتلة التجمع الوطني الديمقراطي, والحائز على جائزة البرلمان الأوربي للعام 2007م, عن جهوده الدؤوبة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان, فقد حاضر في جامعات أمريكية في الشأن الإنساني, ولبى دعوة منظمة هيومان رايتس ووتش, وحضور التكريم بمناسبة جائزة نقابة المحامين هناك, وفي كندا شارك جامعة مكجيك في ندوتها حول الإبادة الجماعية, ومن ثم عبر الأطلنطي إلى البرتغال لمؤتمر التعاون المشترك بين أوربا وإفريقيا.
أما محطة بروكسل (بلجيكا) فقد كانت بدعوة من مجلة ابروفجن تكريماً له بمناسبة اختياره ضمن أكثر من (05) شخصية فيا لعالم كانوا الأكثر تأثيراً على الرأي العام وعلى أجندة الحكومات. وفي استراسبورج بفرنسا لبى دعوة البرلمان الفرنسي لفعالية تعنى بحرية الفكر. والرحلة عند محمود تعني دعماً معنوياً, واعترافاً بجهود النشطاء في حقل حقوق الإنسان, ولكنه يرى أن أمكانية تنفيذ ما يتم التوصل إليه من توصيات وقرارات ترتبط بالدرجة الأولى بالمناخ السياسي السائد في السودان, لجهة التحول الديمقراطي وإلغاء القوانين المكبلة للحريات وتلك المتعارضة مع الدستور القومي الانتقالي ووثيقة حقوق الإنسان المضمنة فيه, ومرتبط كذلك برفع حالة الطوارئ في دارفور ووقف الحرب والاقتتال هناك.
د. الحاج حمد (نزع السلاح لصالح السلام):
* سافر د. الحاج حمد, مدير المجموعة الاستشارية للتنمية الاجتماعية والبشرية إلى جنيف لمؤتمر حول برنامج نزع الأسلحة الصغيرة, حيث أدارت (جامعة جنيفا) برنامجاً ضخماً استناداً على مسح قام به معهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم حول انتشار الأسلحة الصغيرة بالسودان. وحول فوائد المؤتمر أشار د. حمد إلى تبادل الخبرات العلمية والعملية ونقل التجربة الدولية, منوهاً إلى ضرورة مبادرة الصحافة السودانية لنشر الوعي حول خطورة هذا الموضوع وضرورة الحد من انتشار الأسلحة الصغيرة لضمان حياة آمنة ومستقرة, كذلك يقع العبء على دور الأندية والمؤسسات العلمية لكي يتم تلاقح الخبرات, ويرى أن جميع الأجندة السودانية ستظل معطلة ما لم يتم نشر الأفكار حولها, والاعتراف بوقائعها المزرية حتى يمكن معالجتها.
لمياء الجيلي: الرحلات زاد الصحفي:
• حجم المعرفة والوعي بحقوق الإنسان ضعيف في أوساط السودانيين بشكل عام. وإمكانية تطبيق الخبرات المكتسبة في هذا المجال ترتبط وثيقاً بنوع السلطة المهيمنة, ففي البلدان الديمقراطية تقل نسبة الانتهاكات بينما تنتشر الانتهاكات وتتفاوت درجاتها تحت ظل الأنظمة الديكتاتورية, لمياء الجيلي الصحفية والناشطة ضمن برنامج الإعلام وحرية التعبير بمركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة, شاركت في محافل متعددة تعنى بهموم وظيفتها وطبيعة عملها كصحفية وإعلامية معنية بحرية التعبير, شملت زياراتها كمبالا, وهولندا, ونيروبي، وتصف لمياء عدة فوائد للسفر بالنسبة للإعلامي, حيث يتعرف على الأوضاع والوقائع باعتبار أن قضايا حقوق الإنسان ذات طبيعة عالمية, كذلك يتم عقد المقارنات, والخروج بأفكار مشتركة.
*هموم الإصلاح الديمقراطي.. غاية رحلات د. حيدر إبراهيم:
• لقد ربطتني رحلاتي خلال العام الفائت وهذا العام, أكثر وأكثر بزملاء المهنة من المختصين في علم الاجتماع, وتخرج اجتماعاتنا دوماً برؤى وأفكار, إذا وجدت التطبيق على أرض الواقع فسيكون لها دور أكيد في التغيير ناحية حياة أفضل, خاصة وأن د. حيدر قد سافر إلى ملتقيات ومؤتمرات في بلدان عربية, بدءاً بمصر لمشروع الإصلاح العربي, والأردن لفعالية المعهد الدبلوماسي هناك (من أجل دارفور) وإلى بيروت مرتين, واحدة لحضور اجتماعات الجمعية العربية لعلم الاجتماع وتارة بدعوة من مركز دراسات الوحدة العربية. أما أوربياً فقد حط رحاله بمدريد لتأسيس البيت العربي.. هذه كانت حصيلة رحلات د. حيدر إبراهيم علي مدير مركز الدراسات السودانية والأكاديمي السياسي المعروف.
وبعد, فعند سؤالنا للمسافرين المستطلعين عن مدى تأثير أسفارهم على فعالية أنشطتهم الداخلية تطابقت إجاباتهم تقريباً حول الأثر الإيجابي لهذا السفر على عملهم في الداخل, فالدكتور حسن مكي يقول: ليس هناك تأثيرات سلبية نتيجة سفره بل العكس تكون الآثار ايجابية للنشاط الداخلي؛ لأن الفوائد التي يجنيها المسافر من المعلومات الجديدة والخبرات الحديثة تنعكس على نشاطه الداخلي بمستوى أرفع وأفيد للمنظومة التي ينشط من خلالها.
أما د. كامل فيرى أن التفاعل مع الخبرات والثقافات الخارجية المختلفة يثري خبرات المسافر، فتتسع دائرة معرفته، وبالتالي ينعكس هذا على فعالية نشاطه الداخلي ونقل الخبرات والمعارف في اطار عمله المدني . وكذلك ترى الأستاذة ليمياء الجيلي أن السفر للخارج يتم أساساً لدى معظم الناشطين من أجل انجاز مهام وتكليفات تتعلق بالنشاط الداخلي للشخص المعني فالسفر لخدمة هذه المناشط ومن أجل تطويرها.
وللأستاذ صالح محمود رؤية بضرورة التنسيق بين سفر الناشطين للخارج وارتباطاتهم الداخلية حتي لا يختل ايقاع العمل الذي يؤديه الشخص المعني او يضعف تأثيره علي مجموعة العمل المدني المرتبط بها ويختم أن المسافر يعود في الغالب مزوداً بخبرات وتجارب تسهم في رفد العمل الداخلي.
*هكذا عزيزي القارئ قدمنا بعض إفادات لعدد من الناشطين في حقول العمل المدني في السودان وهي إفادات قد تفيد كثيراً في كشف أوجه هذا النشاط المسافر ومدى تأثيره في تحسين ظروف الحياة في بلادنا بقي أن نقول أن للبقية الكثير مما يمكن إضافته.
زحل الطيب / صحيفة اجراس الحرية
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست