محاكمة القاتلة الحسناء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 06:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-25-2008, 03:18 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاكمة القاتلة الحسناء



    محاكمة القاتلة الحسناء
    (القصة الواقعية للمحاكمة التي عرفت "بقضية لقيطة" وجرت برئاسة القاضي والشاعر الطيب محمد سعيد العباسي)
    بقلم: أسعد الطيب العباسي



    عندما أذن الزمان لشهر يونيو ليبدأ دورته في العام 1957م وفي مساء من مساءا ته المثيرة والشمس تلتحم مع غروبها النحاسي الآفل, تسورت نبيلة إبنة العاشرة حائط الملجأ ورمت بنفسها خارجه0 هي لحظةُ كانت تخطط لها منذ أمد بعيد, فلم تكن نبيلة مسرورة بوجودها في هذا الملجأ القذر وكم كرهت تلك الغلظة التي كانت تبدو على وجه تلك المشرفة, ولم تحب حماقات ومشاكسات أولئك الأطفال اللقطاء الذين كان يضمهم الملجأ معها. بدأت نبيلة تركض مبتعدة عن الملجأ الذي بدا لها فى احمرار الأفق كنقطة سوداء تتباعد حتى تلاشت تماماً.
    أخذت نبيلة تجوب بأقدامها الصغيرة شوارع مدينة حلفا الجديدة دون هدف, فقد كان هدفها الوحيد هو الهروب من جحيم ذلك الملجأ, وعندما أخذ التعب منها كل مأخذ وأطبقت شفاهها الجافة على لهاتها اليابسة بفعل العطش وأحست بالجوع يهجم على معدتها طرقت أول باب صادفته وما أن فتح الباب حتى سقطت نبيلة عل مدخله, وأفاقت من إغماءتها وهي على فرش لم تعهده من قبل كأن حواشيه من المخمل الأرجواني, وبجوارها سيدة تنظر إليها في حنو وتحنان.. من أنت؟, ومن أين جئت يا ابنتي؟, لم تحاول نبيلة الكذب وردت عليها قائلة: هربت مساء أمس من الملجأ ولا أود الرجوع إلى ذلك المكان الذي كرهته. ورغم أن السيدة أدركت أن نبيلة لقيطة غير أنها عادت وسألتها عن عائلتها, فردت عليها نبيلة قائلة: قالت لي المشرفة على الملجأ أن أبي الذي ينتمي إلى قبيلة البصيليين إنفصل عن والدتي التي تنتمي إلى قبيلة البني عامر وهاجر إلى مصر ولم يعد, وأن والدتي توفيت عندما كانت تضعني , وعندما لم يجدوا لي أهلا أتوا بي لأتربى في هذا الملجأ,هكذا رووا لى حكايتى. ثم بكت, فهدأت السيدة من روعها وهي تقول لها حسناَ يا ابنتي إني امرأة وحيدة أعيش بهذا المنزل بعد أن هجرني زوجي ولم أرزق بأبناء وأتكسب بصناعة الخبز من خلال هذا المخبز البلدي الذي شيدته بذلك الركن من المنزل وأريد أن أتخذك إبنة لي لتساعديني في العمل وتعيشي معي .فرقص قلب نبيلة طرباً وبعد أن استعادت طاقتها بقليل من المأكل والمشرب بدأت عملها بمساعدة السيدة سكينة محمد إبراهيم صاحبة المنزل وأبدت جدة ومثابرة واستطاعت أن تكسب ثقة سيدتها وعطفها في وقت وجيز, وتعرفت نبيلة على زبائن سيدتها في الحي وتفتحت عيناها على نوع جديد من الحياة ألفته بسرعة وأحبته بعمق. غير أن ما كان يقلقها ويؤذي مشاعرها أن صبية وصبايا الحي يتفادونها ولا يقبلون اللعب معها أو مسامرتها, فرغم أن نبيلة عرفت بابنة السيدة سكينة إلا أن خبر هروبها من الملجأ وحقيقة أنها ابنة سفاح ذاع في الحي وانتشر.
    مر عامان ونبيلة تنعم بوجودها مع الحاجة سكينة, غير أن طارئاً قد حدث فقلب حياتها رأسا على عقب, ففي صباح باكر سمعت نبيلة طرقا على الباب أفزعها, ففي مثل هذا الوقت لا يأتي الزبائن, فتوجست خيفة فربما علمت إدارة الملجأ بوجودها هنا وأتوا لانتزاعها فأسرعت ورمت بنفسها بين أحضان سكينة التي أخذت تطمئنها وتعدها بأن لا قوة في الأرض تستطيع أن تنتزعها من هذا المنزل, واتجهت سكينة صوب الباب وفتحته فإذا بها وجها لوجه أمام زوجها الذي هجرها, فقد كانت تحبه حباً عميقا فتحرك كيانها وصار كتلة من مشاعر الصفح والغفران والتقت الأعين على ذلك الود القديم وهو لقاء كان كفيلا بأن يعيد نبيلة إلى الشارع حيث أتت, إذ لم يقبل عثمان وهو يعود إلى زوجته وجود لقيطة في منزله. فبدأت ملامح أخرى أكثر قسوة تتشكل على دروب نبيلة فعملت خادمة بالمنازل وعاملة بمصنع السكر وفي المزارع وبائعة في سوق الخضار, وهكذا سارت بها الحياة وتقاذفتها الطرقات, وعندما كبرت أضحت حسناء المدينة شابة فاتنة دعجاء العينين فارعة القوام ذهبية اللون فاحمه الشعر متكورة الصدر. لم تكن نبيلة منتبهة لهبة الجمال الذي وهبه لها الله إلا عندما أحست أن أعناق الرجال والشباب تشرأب إليها وأعينهم ترنوا لها بنهم شديد, وكانت تعلم جيداً أن جميعهم ذئاب بيد أنها الآن بحاجة إلى رجل يسعدها ويبث جذوة عاطفته ليشعل الضرام في مفاتنها, ويبعدها عن هذا الشقاء إلى شاطئ الأمان, أنها بحاجة إلى رجل تحتمي به ويحوطها بالعناية وعندما اشتدت هذه الرؤى وألحت على خاطرها قفز إلى ذهنها ذلك الشاب الوسيم الوافد إلى حلفا من الشمال ليعمل في محلج القطن, تذكرت نظراته المليئة بالحب وكلماته التي تحمل في جوفها سحرا ومحبة, تذكرت كيف كان يلقي بالكلمات على مسامعها برقة متناهية ولكنها كانت تبتعد عنه فى كل مرة. ولكنها تحس الآن أن حبا بدأ ينمو فى قلبها تجاهه ، فأخذت تحدث نفسها لماذا لا تكون زوجة لهشام, إنه شاب يمتاز بطلعته البهية ويعمل في وظيفة بالمحلج وله منزل متواضع ولكنه جميل بحي المصنع, كل ذلك كفيل بإنـهاء حالة التشرد التي تعاني منـها وبإرواء أنوثتـها المتفجرة.
    وعند أول لقاء بينهما أخذ هشام يهذي بكلمات حبه. فقالت له نبيلة: أتريد الزواج بي يا هشام أم تريد أن تغويني؟, قال: أتزوجك. قالت: إني بائسة لا أهل لي. قال: أتزوجك. قالت: إني لقيطة وعشت حياة اللقيطات. قال: أتزوجك. فأحست نبيلة بحب عميق والتهبت مشاعرها وشبت الحرائق في قلبها. وعندها أحس هشام أنه يسيطر على الموقف سيطرة كاملة اقترح على نبيلة أن تترك العمل وتأتي لتعيش في منزله ريثما يرتب أمر زواجهما, فبدا لها الاقتراح مريبا فرفضته ولكنه أردف قائلا سيكون الزواج في غضون أسبوع أسافر خلاله للأهل بالشمال لأخطارهم بزواجي ولن أكون معك بالمنزل سأقضي فيه هذه الليلة و سأحزم حقائبي باكراً للسفر, سأكون بغرفتي وستكونين بالغرفة الأخرى الملحقة بالسكن...صدقته...ثم رافقته لمنزله وبدأ الزمان يقرأ صفحة أخرى من كتاب مأساة نبيلة. فلم يكن هشام إلا ذئبا بشريا وكاذبا أشرا واستطاع أن يستميل فتاته في تلك الليلة وتمكن منها و أخذ يعاشرها معاشرة الأزواج, وكادت نبيلة أن تذعن لهذا الأمر الواقع فهي الآن تعيش مع من تحبه وتقضي معه أحلى الأيام والليالي, وقد استقر لها المأوى والمأكل والمشرب غير أنها كانت تنتفض بين الحين والآخر وتذكر هشام بوعوده المتكررة لها بالزواج , وعندما بدأت تلح عليه فى ذلك أسفر لها هشام عن وجهه الحقيقي وتوقف عن وعوده الكاذبة ورد عليها بحسم وعنف أن أهلي لن يقبلوا بأن أتزوج لقيطة ولن أقبل لنفسي بذلك, فإما أن نعيش كما نحن أو نفترق. صمتت نبيلة صمتاً حزيناً وعزمت على أمر وهو ألا تملكه جسدها بعد اليوم أبداً وصبر هشام على هذا الهجر طويلاً آملاً أن ترضخ فتاته بحسن المعاملة وحلو الحديث وأخذ يغرقها بالهدايا ولكن نبيلة ظلت على موقفها. وفي ذات ليلة عاد هشام وقد لعبت الخمر برأسه فرأى نبيلة نائمة فأخذ يوقظها وقد أسفرت عن وجه كالشمس وهو يتمتم بكل كلمات الحب الذى يكنه لها فأزاحته بيدها قائلة: ابتعد. ولكنه كان يحمل في تلك اللحظة أحاسيسا قوية تمنعه من الإبتعاد تماما فهجم عليها بضراوة واغتصبها بعنف ثم إستسلم إلى نوم متوتر واستسلمت هي الى نحيب ودموع. وفي الصباح غادر هشام إلى عمله ومن بعده غادرت نبيلة المنزل وفي نفسها عزم بعدم العودة إليه مرة أخرى, وعندما عاد هشام ووجد المنزل خلوا من نبيلة جن جنونه واجتاحته وحدة موحشة فأخذ يزرع المنزل جيئة وذهابا هكذا إلى أن أتى الليل وفجأة فغر باب المنزل فاه عن القمر, جاءت نبيلة اضطرارا فلم يعد لها في ضفاف المأوى سوى هذا المنزل فأقبل عليها هشام فاتحاً ذراعيه ليحتضنها وتسبقه كلمات الاعتذار وتمتمات الحب ولكنها كانت منهكة فانزوت عنه إلى مقعد تهالكت عليه ولم تحدثه, أغاظه صمتها فقال لها لماذا تصمتين وأين كنت؟, فلم يسمع هشام ردا ولا جوابا, فقال وقد تملكه الإستياء: ردي يا فاجرة, فبصقت على وجهه, فهاج وتحول إلى كيان من الغضب وقال لها: أتبصقين على وجهي أيتها البغي المومس؟, أتبصقين على وجه سيدك أيتها اللقيطة الهاربة المتشردة؟, ورفع كفه وأخذ يضربها على وجهها ضربا مبرحا فهبت واقفة وهي تحاول الهروب من ضربات هشام بأنحاء الغرفة, وعندما رأت في وجهه إصرارا على العنف ورأت خنجره مسجيا على المنضدة التقطته واستلته من غمده بسرعة ووجهته بعنف إلى صدره حتى غاب فيه تماما فخر هشام ساقطا على أرض الغرفة مضرجا بدمائه وسرعان ما أسلم الروح, فجلست نبيلة إلى جوار الجثة وأخذت تجهش ببكاء مر ومن ثم قررت أن تسلم نفسها إلى السلطات وبخطوات واجفة ومرتعشة اتجهت إلى مركز بوليس حلفا الجديدة وأخبرتهم وهي تتهدج بما حدث, على إثر ذلك سارع البوليس إلى مكان الحادث ورفع الجثة وتحقق منها وتم فتح بلاغ جنائي بالرقم 95 لسنة 1968م تحت المادة 251 من قانون العقوبات السوداني القتل العمد ضد نبيلة توفيق صالح وتم إيداعها الحراسة القانونية وتمت مواراة الجثة بعد التشريح وبعد أمر القاضي المختص وكتابة التقرير الطبي بأسباب الوفاة الذي قرر وجود منفذ جرحي بسب آلة حادة بعمق عشر سنتيمترات وعرض ثلاث سنتمترات بالصدر اخترق القلب وسبب نزيفا حادا أدى إلى الوفاة. رفعت البصمات عن الخنجر وتم وضعه كمعروض فى إجراءات البلاغ واكتملت التحريات التي ضمت اعترافا قضائيا من القاتلة وأعد قاضي الإحالة مذكرته بعد أن اكتملت لديه التحقيقات ومن ثم أحال البلاغ إلى المحكمة الكبرى التي ترأسها آنذاك قاضي مدينة حلفا الجديدة المقيم الشاعر الطيب محمد سعيد العباسي وعضوية كل من القاضيين بشرى الأمين مضوي ومحمد صلح النور علي.
    بدأت إجراءات المحاكمة وسط حضور جماهيري طاغي اكتظت به قاعة المحكمة وكان الحضور يزداد مع كل جلسة جديدة وأخذت المدينة تتحدث جهرا وهمسا بهذه القضية والكل يتكهن ويصدر حكمه, وما أكثر ما كان هناك من تباين بين آراء الناس حول هذه القضية التي تأرجحت مابين التعاطف مع نبيلة والقسوة عليها.. نبيلة كانت تبدو مطرقة وقليلة التوتر وهي داخل قفص الاتهام وبين الحين والآخر كانت تحاول حبس دموعها فتفشل فتنثال على محاجرها...هرع إلى الدفاع عن نبيلة عدد من المحامين على رأسهم محامي بور تسودان الشهير الهادي سليم. مع بداية الجلسة الأولى أمر رئيس المحكمة المتهمة بالوقوف وسألها:-
    س:- اسمك؟
    ج:- نبيلة توفيق صالح.
    س:- عمرك؟
    ج:- 21 عاما.
    س:- جنسيتك؟
    ج:- سودانية.
    س:- ديانتك؟
    ج:- مسلمة.
    س:- مهنتك؟
    ج:- عاملة.
    س:- مكان سكنك؟
    ج:- حي المصنع.
    س:- أتجيدين القراءة والكتابة؟
    ج:- لا.
    ثم طلب منها رئيس المحكمة الجلوس فجلست وقد إزداد توترها وبلغ قمته عندما بدأ المتحري بسرد وقائع القضية والإجراءات التي قام باتخاذها والبينات التي جمعها حول الاتهام وأهمها إعتراف المتهمة القضائي الذي سرده وأقرت به المتهمة أمام المحكمة واختتم المتحري أقواله بقوله: إنه يقدم المتهمة لمحاكمتها عن جريمة القتل العمد تحت نص المادة 251 من قانون العقوبات. وبعد أن تمت مناقشة المتحري استمعت المحكمة لأقوال الدكتور محمد عبد الحميد موسى وهو الطبيب الذي أعد التقرير الطبي بسبب الوفاة ثم استمعت المحكمة إلى خبير البصمات الذي أكد وجود بصمات المتهمة على الخنجر الذي أستعمل فى القتل, ومن ثم طلب الإتهام قفل قضيته وتم رفع الجلسة لمدة عشر دقائق لإستجواب المتهمة.
    عادت الحكمة للانعقاد بعد مضي عشرة دقائق من رفعها وفور انعقادها أمر رئيسها المتهمة بالوقوف وطلب منها أن توضح للمحكمة ماتريد أن توضحه حول القضية، فوقفت نبيلة ولم يخف الإنهاك الجسدي والنفسي جمالها الأخاذ وحسنها الطاغي وبدأ الكل يتهيأ لسماع أقوال نبيلة التي بدأت حبيبات العرق تبدو على جبينها وتسيل لتختلط مع دموعها وفجأة وقبل أن تبدأ بالكلام سقطت مغشيا عليها على أرض قفص الاتهام فسارع نحوها الحرس وأمر رئيس المحكمة بنقلها إلى المستشفى وحدد جلسة أخرى لاستجوابها.
    في جلسة الاستجواب الجديدة التي انعقدت بعد مضي عشرة أيام من سابقتها بدت نبيلة أكثر إشراقاً وأقل توتراً وأطلت على المحكمة بقوامها الفارع وقدها المياس وأخذت توجه حديثها لرئيس المحكمة وهي تسرد قصة حياتها كاملة منذ أن كانت بالملجأ وحتى ارتكابها لجريمة القتل بكل تفاصيلها البشعة وكانت كلماتها البسيطة وعباراتها المؤثرة والصادقة والمعبرة وقصة حياتها المأساوية سببا كافيا جعل أكثر الحاضرين يتعاطفون معها ويعبرون عن هذا التعاطف بإيماءاتهم وآهاتهم تارة وبدموعهم وبكاءهم تارة أخرى, وكانت نبيلة قد سبحت في بحر الكلام واستعادت رباطة جأشها كأنما كانت تقول مرافعة تبكي فيها ماضيها وترثي حاضرها.
    فيما بعد قام رئيس المحكمة القاضي والشاعر الطيب محمد سعيد العباسي بترجمة ما قالته المتهمة في استجوابها شعرا من خلال قصيدة ذاع صيتها وطارت بأجنحة الشهرة. قال في مقدمتها النثرية:-
    نشأت بين أترابها لقيطة تتقاذفها الطرقات وعندما كبرت أصبحت حسناء المدينة, بادلها شاب وسيم الغرام وقضت معه أحلى الليالي فرأت فيه شاطئ الأمان ومع مر الأيام بدأ يشك في سلوكها بلا مبرر وأصبح يشتمها ويعيرها بأنها مومس بغي ويضربها فصممت على الانتقام منه ومن المجتمع في شخصه فطعنته في صدره بخنجر فمات...
    وقد عقدت محكمة كبرى بحلفا الجديدة لمحاكمتها وكنت آنذاك رئيسا للمحكمة وبعد أن استمعنا لأقوال الشهود وقفت تلك الحسناء المتهمة وقالت مرافعتها دفاعاً عن نفسها بلغتها العامية فعربت المرافعة شعرا. قالت موجهة كلامها لرئيس المحكمة:-

    مَـوْلَايَ سَامَحْنـِيْ وَلَا تَعْتِــــــبْ
    إذا مَا خَانَنِيْ التَعبيرُ يَا مولايـا
    وَاغْفِرْ إِذَا كَدَرْتٌ سَاحَةَ عَدْلِنـَــــا
    بِمَقَــــالَةٍ مَشْئــومَـــةٍ كَصِبَايـا
    مَا ضَرَ عَالَمَنَا؟! إِذا لَمْ تَكُنْ فِيـهِ
    قَـرَابــينٌ وَفِــــــيهِ ضَحَايــــا
    فَتَحْتُ عَينِي في الحَياةِ وَحيـــــدَةً
    مَا قَادَني في دَرْبهـا أَبَوايـــــا
    أنا لَم أَجِد أُمِي تُهَدْهِدُ مَرْقـَـــدِي
    أو وَالدِي حَمـلَتْ يداهُ هَدَايـــــا
    أَنَا مَا لَعِبـــْتُ بِحُضْنِ أُمِي مـــَرةً
    مَا شَـاهَدَتْ عَينَي أَبي عَينَايـــــا
    عِشْتُ السِنِينَ طَويلــــةً وَعَرِيضَـــةً
    فِي فَيـْـضِ أَحــــْزَانٍ وَنَبْعِ رَزَايَـا
    وَشَقِيتُ مِن هِجْـــــرَانِ أَتْرَابــــِي
    وَمَا أَحْـلَاهُمُو مِـن صِبْيـَةٍ وَصَبَايـا
    فِي مَلْجَأٍ قَذِرٍ وَأَدْتُ طُفُولَتـِــــــي
    وَسَكَبْتُ فِي الطُـــرُقاَتِ نًورَ صِـبَايا
    وَخُطَايَ فِي الأَشـْـوَاكِ مَا عَــــادَتْ
    عَلَى الدَرْبِ العَسِيرِ كَمَا عَهَدْتُ خُطَايا
    دُنْيَايَ تُشْقِينِـي وَتُكْثِرُ لَوعَتــــي
    مـَـاذَا جَنَــيتُ أَنَا عَـلَـى دُنيَايا
    حتَى التَقَيتُ بِهِ وَسِيمـَاً ساحــِراً
    فَجَعَلتُهُ دُونَ الذِئابِ حِمـَـــايــا
    قَدْ كُنتُ أَهـْوَاهُ وَتَهوَى عَيـــــنُهُ
    عَيني وَتَعْشَـقُ ثَغرُهُ شَفَتَايــــــا
    هَذَا مُنَى قَلْبـِـــي وَ كُنْتُ غَـرِيرَةً
    إِنَ الأَمانِي بَعضُهُــن مَنَــــأيــا
    بَعْـضُ الرِجَالِ وَكَان مِنْهُم سَيِـــدِي
    تَخِــذَالنِسـَاءَ مَوائِداً وَسَبَأيـــا
    قَد كان يَأْتِينِي كَوَحْشٍ جَائِــــــعٍ
    وَيَنالُ مِنِي الشَيءَ دُونَ رِضَأيــــا
    وَأنا عَلى فَمهِ بَغـيٌ مومِـــــــسٌ
    وَأنا بِنَاظِـــرِهِ نِتاجُ خَطَايــــا
    كَلِمَــــاتُه ظَلتْ سَعِيـراً فِي دَمـي
    نَظَـراته أَضْحَتْ مُدَىً وَشَظايــــــا
    قَد كَانَ يُسقِيـنِي الهَـــوَانَ وهذه
    صَفَـعَاتُهُ شَهِـدتْ بِها خَـدَايـــــا
    حَتى إِذا حَانَ القَضَـــاءُ وَلم يَعُد
    لِلصَـبرِ يَامـولاي أَيُ بَقأيــــــا
    أَغْمَدتُ خِنجَرهُ بِصَدْرٍ طَالَمـــــــا
    سَكرَتْ لَضَـمةِ زَندِه نَهْدَايـــــــا
    مَـولَايَ سَامِحني وَلَا تَعْتَــــــبْ
    إذا ما خانَني التَعبيرُ يا مولايا
    واغفر إذا كَدَرْتُ سَاحة عَدْلِنــــا
    بِمـقَالةٍ مَشْـــؤُومةٍ كَصـبَايــــا
    هذِي هِيَ الأَقْدَارُ هَل لِي حِيلَــــةٌ
    إِن طـاوَعـتْ أَقدَارَهُنَ يَدَايـــــا
    أَنا لَـسْتُ مُذنِبَةً وَلَستُ بَريئَـــةً
    فَاحْكُم وَنَفِذْ مَاتـرَى مَولَايـــــا



    بعد استجواب المتهمة حررت المحكمة التهمة ووجهتها للمتهمة بالصياغة التالية: (تتهمك هذه المحكمة بأنك وفي تاريخ 14\7\1968م قمت بقتل المجني عليه هشام عبدا الحميد أحمد عمداً عن طريق طعنه بالخنجر المعروض بصدره وبذلك تكوني قد خالفت نص المادة 251 من قانون العقوبات السوداني), ما هو ردك على التهمة؟, مذنبة أم غير مذنبة؟.
    نهض الأستاذ الهادي سليم المحامي متصدياً للرد على التهمة نيابة عن موكلته قائلاً: ( موكلتي غير مذنبة تحت نص المادة 251 من قانون العقوبات وأن قتلها للمجني عليه كان نتاجاً لمعركة مفاجئة وان إدانتها تبعاً لذلك يجب أن تكون القتل الجنائي وليس القتل العمد, كما تقرر المادة 253 من ذات القانون).
    ثم طلب المحامي بالسماح له بتقديم شهود الدفاع فجاءت إلى منصة الشهادة السيدة عواطف عباس أحمد التي كانت تشرف على ملجأ الأيتام ومن بعدها السيدة سكينة أحمد إبراهيم و أدليتا بأقوالهما وأبانتا حقيقة ما عانته نبيلة في حياتها وأضاءتا جوانب شخصيتها ومن ثم جاء للشهادة كل من خضر الماحي إسماعيل أحد العمال بمصنع السكر حيث كانت تعمل نبيلة فيه لبعض الوقت, واستمعت المحكمة لشهادة أحمد إسماعيل عبد الكريم الذي زامل المجني عليه بمحلج القطن وأوضح هذا الشاهد ما كان يرويه له المجني عليه وكيف أنه تعذب في حبها وهواها حتى أنه كان يضطر أحياناً إلى اغتصابها.
    قفلت قضية الدفاع وطلبت المحكمة من هيئتي الاتهام والدفاع بتقديم المرافعات النهائية في الجلسة التالية التي انتهى فيها الاتهام في مرافعته مطالباً بإدانة نبيلة تحت طائلة المادة 251 من قانون العقوبات السوداني وتوقيع أقصى العقوبة عليها وهي الإعدام شنقاً حتى الموت بينما طالب الدفاع في مرافعته بإدانة المتهمة بالقتل الجنائي لا العمد وأخذها لأقصى درجات الرأفة والرحمة. أصبح ملف القضية صالحاً للحكم فيه وحددت الحكمة جلسة 18\9\1968م موعداً للنطق بالحكم وكان هذا اليوم يوماً مشهوداً في تاريخ محاكم مدينة حلفا الجديدة, وأخذ الجمهور يتوافد إلى مباني المحكمة منذ السادسة صباحاً وعندما تم فتح قاعة المحكمة عن التاسعة صباحاً امتلأت عن آخرها في وقت وجيز ولم يجد البعض موقعه إلا تزاحماً على النوافذ فلا مكان لموضع قدم داخل القاعة, في العاشرة تماماً اعتلت هيئة المحكمة الكبرى منصة القاعة ووقف الحاضرون قبل أن يستوي القضاة على مقاعدهم وعندها طلب رئيس المحكمة من الحاضرين أن يتفضلوا بالجلوس وأن يلتزموا الهدوء, فساد القاعة صمت عميق إلا من تهدج الأنفاس وصوت الأوراق التي كان يقلبها رئيس المحكمة وبدأت نبيلة بقفص الاتهام يلفها الترقب والتوتر وبدأ رئيس المحكم في تلاوة حيثيات القرار.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    محكمة حلفا الجديدة الكبرى
    حيثيات الحكم في القضية رقم 95 لسنة 1968م
    محاكمة المتهمة: نبيلة توفيق صالح
    المادة: 251 عقوبات
    هذه القضية التي نحن بصدد إصدار حكم فيها اليوم تنبئ عن جريمة قتل غير أن ما صاحبها من تفاصيل سابقة تفصح عن قضايا اجتماعية وأخلاقية خطيرة لا نود أن تسود مجتمعنا الذي يحمل قيما نبيلة وجبل على مكارم الأخلاق فالوقوع في براثن الزنا والرذيلة يجب أن يحارب, ففيهما مكامن كثيرة للخطر وأن دعم المؤسسات التربوية كالملاجئ وغيرها والاهتمام بها هو واجب أخلاقي يجب الأخذ به, وأن رفد قيمة التكافل الاجتماعي باعتباره موروثاً أخلاقيا وإنسانيا يجب الحفاظ عليه , نقول ذلك ونحن نعلم أن هنالك العديد من الجهات الأهلية والرسمية يقع عليها عبء صيانة تقاليد المجتمع وتنقية قيمه, على أننا نشير إلى ذلك باعتبار أن هذه القضية استحوذت اهتمام الرأي العام استحواذاً ملحوظاً ويجب ألا ننكر واجبنا القضائي الذي يهدف ضمن ما يهدف إلى ردع كل من تسول له نفسه مخالفة القانون بالعقوبة التي تعود به فرداً صالحاً للمجتمع و إذا ما وقعنا عقوبة استئصاليه كالإعدام فإن في ذلك عبرة وعظة للآخرين, قال تعالى ( ولكم في القصاص حيوة يا أولي الألباب), وبذلك نسير بطريق النجاح للحد من الجرائم الخطيرة كجرائم القتل .
    نعود الآن إلى قضيتنا الماثلة وهي كقضية جنائية خلت من التعقيد فوقائعها واضحة ولكن لابد من تحليل هذه الوقائع تحليلا قانونيا سليما لنصل إلى القرار الصائب حولها, فقد انحصرت وقائع هذه القضية بأنه وبتاريخ 14\7\1968م حضرت المتهمة لمركز بوليس حلفا معترفة بارتكابها جريمة قتل في حق المجني عليه هشام عبد الحميد أحمد وبعد الإجراءات اللازمة التي اتخذها البوليس تحت إشراف القاضي المختص رفعت إلينا الأوراق من قاضي الإحالة ومن ثم بدأت إجراءات هذه المحاكمة وبعد الانتهاء من قضيتي الاتهام والدفاع توصلت المحكمة للحقائق التالية:
    أولاً: إن المتهمة ودون سواها هي التي قامت بقتل المجني عليه وذلك ثابت باعترافها القضائي والذي أقرت به أمام هذه المحكمة مقروءا مع بقية الأدلة التي قدمها الاتهام.
    ثانياً: المتهمة كانت تعلم أن الموت هو النتيجة الراجحة وليس المحتملة لفعلها إذ إن توجيه ضربة نافذة بآلة حادة إلى القلب كما أبان التقرير الطبي لابد أن تكون قاتلة .
    ثالثاً: إن واقعة القتل في قضيتنا هذه حدثت في غرفة داخل منزل ليس فيه سوى القاتلة والمقتول, عليه فإن ما حدث يشهد عليه شخص وحيد وهي القاتلة ولم نجد شيئا يعارض روايتها للأحداث عليه سنأخذ بما جاء في أقوالها باعتبارها الشاهدة الوحيدة لما حدث في تلك الغرفة.
    رابعاً: نقرر وبكل اطمئنان قيام الركن المادي لجريمة القتل العمد.
    والآن يثور تساؤل آخر هل تستفيد المتهمة من أي من الاستثناءات الواردة بالمادة 249 من قانون العقوبات لتنزل بنوع جريمتها من القتل العمد إلى القتل الجنائي. دفع محامي الدفاع بالمعركة المفاجئة وهي إحدى الاستثناءات الواردة بالمادة المذكورة التي تنزل بدرجة القتل العمد إلى درجة القتل الجنائي, وقد بحثنا هذا الدفع على ضوء وقائع الجريمة فوجدنا أنه لا يمكن للمتهمة أن تستفيد من هذا الدفع ولا يمكن أن ينطبق عليها حسب وقائع الجريمة الثابتة, فهذا الاستثناء الذي ورد بالمادة 249 من قانون العقوبات يشترط لانطباقه عدم استغلال المتهم لظروف المعركة المفاجئة من حيث تناسب الأسلحة والسلوك غير العادي أو القاسي, فالمتهمة استغلت ظرفا غير متاح للمجني عليه الذي كان اعزلاً وان سلوكها كان قاسياً على النحو الذي أفصحت عنه الوقائع وقد رأينا ونحن نستبعد هذا الدفع أن ندرس ما تبقى من الاستثناءات الواردة في المادة المذكورة وقد استبعدنا كافة الاستثناءات الواردة لعدم انطباقها والجدير بالدراسة هما استثناءان مما ورد في المادة 249 وهما تجاوز حدود الدفاع الشرعي والاستفزاز الشديد المفاجئ, وبعد تمحيصنا للوقائع وضح لنا أن المتهمة لم تكن في حالة دفاع شرعي عن النفس وان ما سلكه المجني عليه تجاهها لا يرقى لدرجة التخوف على حياتها منه أو الأذى الجسيم, والآن نناقش استثناء الاستفزاز الشديد المفاجئ والذي يشترط لانطباقه إتحاد عنصري الشدة والمفاجئة وأن العبرة في الإثارة الفجائية ليس بنوع الموقف أو تفاصيله ولكن العبرة بالمشاعر التي يولدها الموقف والمشهد المحيط به في نفس المتهم وبتكاتف الظروف الكافية لجعل الشخص العادي يفقد توازنه وقدرته على ضبط أعصابه كما أن الاستفزازات السابقة تولد ما يسمى بالاستفزازات المتراكمة وهي التي تجعل المتهم في حالة غليان قابل للانفجار لدى أدنى استفزاز يمسه من الشخص الذي تسبب في ذلك التراكم. كما أن ليس على المتهم إثبات دفع الاستفزاز الشديد المفاجئ وراء مرحلة الشك المعقول بل يكفي أن تنشأ الظروف والملابسات والقرائن التي ترجح صحة روايته. وقد ثبت لنا أن المجني عليه في ليلة الحادث وجه إساءات بذيئة إلى المتهمة ألحقها بصفعات على وجهها مما نعده استفزازا شديدا و مفاجئا وفقا للقانون وما جرى عليه القضاء, هذا فضلا عن أن الاستفزاز كان متراكما عليه نقرر استفادة المتهمة من الاستثناء الأول الوارد في المادة 249 من قانون العقوبات وأن القتل قد حدث نتيجة لهذا الاستفزاز.
    عليه نقرر إدانة المتهمة تحت المادة 253 من قانون العقوبات.
    طلبت المحكمة من الاتهام والدفاع تقديم ما لديهم من أسباب مخففة للعقوبة, فاكتفى الاتهام بالقول بان المتهمة ارتكبت الجريمة بقسوة وفظاعة لذا تستحق اشد العقوبة المنصوص عليها تحت المادة 253 وهي السجن المؤبد بينما ذكر الدفاع أسبابه المخففة وهي خلو صحيفة المدانة من أي سوابق قضائية وصغر سنها وما واجهته من قسوة الحياة ومرارتها وسلوكها النبيل وهي تسلم نفسها للسلطات بعد الحادث مباشرة.
    رفعت الجلسة للمداولة حول إصدار العقوبة المناسبة وعادت المحكمة للانعقاد في ذات اليوم وأصدرت حكمها بإجماع آراء أعضائها على المدانة نبيلة توفيق صالح بالسجن لمدة ثلاث سنوات من تاريخ دخولها الحراسة في 14\7\1968م.
    استقبل أغلب الحاضرين الحكم بالتهليل والتكبير وصرخوا بحياة العدالة بينما خرج البعض غاضبا وغير راض على هذا الحكم واعتبره مخففا. وجدت نبيلة نفسها بين أحضان الحاجة سكينة قبل أن ينتزعها الحرس ويتوجه بها نحو السجن.
    قضت نبيلة ما تبقى لها من عقوبة السجن بعد أن تم إلغاء ربع العقوبة بواسطة سلطات السجن لحسن سيرها وسلوكها, وعادت وهي تحاول الاندماج في المجتمع وقد صممت أن تعيش عيش الشريفات العفيفات ولكن ذات مساء وجدوا جثتها ملقي بها بجوار المصنع وفي جسدها أكثر من عشرة طعنات عنيفة.
    إنتهى...
    أسعد الطيب العباسي

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 04-25-2008, 03:21 PM)

                  

04-25-2008, 06:43 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    قصيدة قضية لقيطة المرفقة مع بوست محاكمة القاتلة الحسناء تم نشرها لأول مرة فى الصحف فى العام 1969م وطلب شاعرها القاضى الطيب محمد سعيد العباسى من الشعراء القانونيين بالرد عليها شعرا وبالفعل نشرت فى ذلك الزمان عدة قصائد بعضها كان متعاطفا مع القاتلة والبعض كان ضدها ومن أبرز القصائد التى وقف شاعرها مع نبيلة كانت قصيدة الشاعر نور الدائم عبد الوهاب وكان أكثر الشعراء تطرفا وقساوة وتحاملا ضد القاتلة الحسناء هو الشاعر القاضى يس الشيخ إدريس وقد شاءت المقادير أن يقترن القاضى يس الشيخ إدريس بإبنة عمنا الشيخ ضياء الدين محمد سعيد العباسى ولما علم والدنا الطيب محمد سعيد العباسى بأن يس الشيخ إدريس هو نفسه الذى قسى على نبيله شعرا قال له مداعبا لو كنت أعلم بأمرك قبل أن تقترن بإبنة أخى لاعترضت على زواجك...!
    سأقوم لاحقا بنشر كل القصائد التى قيلت فى قضية لقيطة

    وتحياتى لكل أعضاء المنبر والزائرين
                  

04-25-2008, 11:24 PM

رأفت ميلاد
<aرأفت ميلاد
تاريخ التسجيل: 04-03-2006
مجموع المشاركات: 7655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    الأخ أسعد العباسى مرحب كتير ياخ

    قصة مؤثرة فعلآ .. حيثيات الحكم تنطوى على إقتران القانون بالنضمير الصاحى .. والإنسانية .. الشيئ الذى ضاع منا الآن وأصبح القانون سيفآ مسلطآ وليس إحقاقآ للعدالة .. ولو قاضينا الشاعر الإنسان الطيب العباسى فى عهدنا هذا لأحالوه للصالح العام ..

    النهاية محزنة إمتداد الى تخلف البغضاء والنفوس التى خلع من قلبها الرحمة ..

    شكرآ السرد الشيق .. ولكنى قرأتها بعد طباعتها.. قليلآ من الخط الـ (Bold) رفقآ بأعيننا

    مرحب بيك كتير .. وفى إنتظار القصائد


    مودتى
                  

04-26-2008, 08:54 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: رأفت ميلاد)

    Quote: حيثيات الحكم تنطوى على إقتران القانون بالنضمير الصاحى .. والإنسانية .. الشيئ الذى ضاع منا الآن وأصبح القانون سيفآ مسلطآ وليس إحقاقآ للعدالة ..

    العزيز رأفت ميلاد
    لقد وضعت بمداخلتك هذه المبضع في مكان الألم, وأعدت إلى أذهاننا المواريث القضائية القديمة التي تبددت على أثر الضربات المتلاحقة الذي ظل الجهاز التنفيذي يسددها إلى جسم القضاء حتى كاد أن يفقد أهم سماته وهو الاستقلال, وقد بدأت هذه الضربات في تاريخ السودان الحديث عندما رفض الجهاز التنفيذي في عهد السيد الصادق المهدي عندما جاء لأول مرة لرئاسة الوزارة تنفيذ قرار المحكمة العليا ببطلان حل الحزب الشيوعي واعتبر أن ذلك حكما تقريريا, كانت هذه الأزمة هي سبب الإستقالة الشهيرة التي تقدم بها رئيس القضاء آنذاك السيد بابكر عوض الله ومن العجيب أن يسجل رئيس القضاء هذا موقفاً يحسب له ويعود ليتآمر على الديموقراطية ويطيح بهامتعاوناً مع النميري وزمرته, ويتسبب في الضربة التالية بما سمي بمذبحة القضاء عندما تم إقصاء أربعة عشر قاضياً بالمحكمة العليا كانوا من خيرة قضاة السودان, وذات المذبحة تكررت بصورة أبشع عندما أحيل عدد كبير من القضاة الى الصالح العام في عهدنا الماثل ففقد صغار القضاة القدوة والخبرة اللازمتين لاداء العمل القضائي هذا غير ماتعرضت له القوانين من تعديلات عشوائية والكثير منها مخالف للدستور ومبادئ العدالة وحقوق الانسان.

                  

04-26-2008, 00:24 AM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    الف مرحب بيك يا أسعد...
    كتابه رصينه وقلم بستحوذ الوجدان...
    فى إنتظار تكمله البوست بالقصائد والمزيد من كتاباتك...
    مودتى
                  

04-26-2008, 03:45 AM

Mohamad Shamseldin
<aMohamad Shamseldin
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 3074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: محمد مكى محمد)

    تسجيل حضور و مرحبا بك أخى أسعد
    لتنشر لنا دررك و درر العم الأستاذ الطيب العباسى من الشعر الذى أمتع به الأجيال .... و شغل الناس به زمنا.... شعرا رصينا فصيحا و عاميا...
    و قد ورث الشعر كابرا عن كابر
    قلوبنا حاضرة و أذاننا صاغية
    فلك و لهم التحية و التجلة... و قد خلعنا نعلينا بباكم....

    محمد عبدالرحمن شمس الدين
                  

04-26-2008, 07:22 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Mohamad Shamseldin)

    Quote: [عندما أذن الزمان لشهر يونيو ليبدأ دورته في العام 1957م وفي مساء من مساءا ته المثيرة والشمس تلتحم مع غروبها النحاسي الآفل



    أظنك تقصد 1967 وليست 1957 لانه حسب اعتقادى ان حلفا الجديده فى هذا التاريخ لم تتكون



    قصه اجتماعيه مؤثره حقا
                  

04-26-2008, 09:52 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: wadalzain)

    Quote: أظنك تقصد 1967 وليست 1957 لانه حسب اعتقادى ان حلفا الجديده فى هذا التاريخ لم تتكون

    الأخ ود الزين, لقد قمت بالفعل بالإشارة الى نتوء في القصة من حيث التواريخ فلجأت للمصدر الاساسي للاستيثاق عن التواريخ الصحيحة فثبت لي ان نبيلة عندما قدمت للمحاكمة كان عمرها 18عاماًوليس 21 عاما كما ورد بالقصة وانها عندما هربت من الملجأ كان عمرها 12 عاما وليس 10 اعوام, وكان تاريخ الهروب في العام 1962م وهذا يتسق مع ملاحظتك فحلفا الجديدة نشأت في العام 1961م.
    كلي اسف على هذا القصور واشكرك جزيل الشكر على هذا المرور المفيد والرائع.
                  

05-29-2008, 12:33 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    ملاحظة الأخ ود الزين جعلتني أعدل في الصياغة بما يتسق ومعلومات المصادر وهذا ما ستجدونه عند نشر القصة بصحيفة السوداني وسأقوم لاحقا
    بالتعديل اللازم هنا شكرا لك مرة أخرى أخي ود الزين0
                  

04-26-2008, 09:31 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Mohamad Shamseldin)

    Quote: تسجيل حضور و مرحبا بك أخى أسعد
    لتنشر لنا دررك و درر العم الأستاذ الطيب العباسى من الشعر الذى أمتع به الأجيال .... و شغل الناس به زمنا.... شعرا رصينا فصيحا و عاميا...
    و قد ورث الشعر كابرا عن كابر
    قلوبنا حاضرة و أذاننا صاغية
    فلك و لهم التحية و التجلة... و قد خلعنا نعلينا بباكم....

    الودود محمد شمس الدين شكراً للمرور واعدك بنشر ماتعلم ومالاتعلم عن الوالد الشاعر الطيب العباسي, على الاقل سيكون ذلك من باب الوفاء لاستاذي الاول الذي علمني فن مغازلة الفصحى وكيف استميلها لأبيتن بين خلاخلها ودمالجها. أما وقد قلت : خلعنا نعلينا بباكم فأنا عندما جئت لباب هذا المنتدى تمثلت بقول الصوفي الذي وقف على باب شيوخه واستمسك به وقال: لن اترك الباب حتى تصلحوا عوجي.
                  

04-26-2008, 09:19 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: محمد مكى محمد)

    Quote: الف مرحب بيك يا أسعد...
    كتابه رصينه وقلم بستحوذ الوجدان...
    فى إنتظار تكمله البوست بالقصائد والمزيد من كتاباتك...

    أشكرك على الترحيب والثناء أخي محمد مكي, مازال هذا البوست في مرحلة الطفولة يبحث عن ملامح صباه بالآراء والقصائد التي ستراها قريباً, أما الكتابة فاختلطت بدمي وسأظل أنزف لكم باستمرار.
                  

04-26-2008, 07:09 AM

sama7
<asama7
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    أستاذ أسعد
    أسعد الله صباحك

    أبكيتنا من الصباح كدا ولكنه شعور مقترن بالفرح أيضا بالنسبة لرأفة وعدل القضاء

    سرد جميل ووقائع تفطر القلب

    وفى انتظار الوعد:

    Quote: سأقوم لاحقا بنشر كل القصائد التى قيلت فى قضية لقيطة





    مودتى

    سماح
                  

04-27-2008, 08:40 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: sama7)

    Quote: أستاذ أسعد
    أسعد الله صباحك

    أبكيتنا من الصباح كدا ولكنه شعور مقترن بالفرح أيضا بالنسبة لرأفة وعدل القضاء

    سرد جميل ووقائع تفطر القلب

    وفى انتظار الوعد:


    Quote: سأقوم لاحقا بنشر كل القصائد التى قيلت فى قضية لقيطة




    ليت البكاء يغادر يا سماح وليت الرأفة والعدل يعودان .. وسلم قلبك.. والقصائد في الطريق .. وشكرا على المرور الرائع .. وليتك لا تغيبين.
                  

04-26-2008, 09:44 AM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    اسعد العزيز...تحياتى
    اعلم تماما ومنذ دخولك المنبر انك سوف تعدو ولا تبدا حبوا كما فعل اغلبنا هنا
    وتجى اول مساهماتك بهذه الكثافه والفخامة..
    شهادتى فيك مجروحة حد النزف..
    ولكن سعادتى بمشاركتك ايانا هذا المنبر تزيدنى فخرا..
    ولا اغالى ان قلت لك اننى ازداد طولا كلما احنيت هامتى لك.
    وساحكى لابنائى اننى عشت فى زمن اسعد العباسى..
    لك التحايا ياوريف فقد روتنى تلك الحكاية
    اتمنى ان لاتحرمنا من فيض نعماءك ودمتم،،،
                  

04-26-2008, 10:12 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: صديق الموج)

    Quote: اسعد العزيز...تحياتى
    اعلم تماما ومنذ دخولك المنبر انك سوف تعدو ولا تبدا حبوا كما فعل اغلبنا هنا
    وتجى اول مساهماتك بهذه الكثافه والفخامة..
    شهادتى فيك مجروحة حد النزف..
    ولكن سعادتى بمشاركتك ايانا هذا المنبر تزيدنى فخرا..
    ولا اغالى ان قلت لك اننى ازداد طولا كلما احنيت هامتى لك.
    وساحكى لابنائى اننى عشت فى زمن اسعد العباسى..
    لك التحايا ياوريف فقد روتنى تلك الحكاية
    اتمنى ان لاتحرمنا من فيض نعماءك ودمتم،،،

    شكرا عزيزي الموج على هذه الكلمات الطيبات ولكنني اخشى ان تكون قد استشحمت ذا ورم..!
                  

04-26-2008, 09:55 AM

أبوبكر أبوالقاسم
<aأبوبكر أبوالقاسم
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    الأخ/ أسعد العباسى .. تحياتى

    لدىّ مطلب صغير يتعلق بحجب اسماء الشخوص وتحديداً المتهمة/ القبائل والمدن طالما أن النشر يتم الآن فى هذا الفضاء الأسفيرى ، نعم التفاصيل موجودة فى المجلدات القانونية ولكنها تختص بشريحة القانونيين ، ولا باس من مشاركة الجميع بها مع بعض التعديل ، طالما أن المغزى المطلوب هو إيراد الواقعة كعمل أدبى متميز لا يختلف فى تميزه إثنان .
                  

04-26-2008, 10:07 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: أبوبكر أبوالقاسم)

    Quote: لدىّ مطلب صغير يتعلق بحجب اسماء الشخوص وتحديداً المتهمة/ القبائل والمدن طالما أن النشر يتم الآن فى هذا الفضاء الأسفيرى ، نعم التفاصيل موجودة فى المجلدات القانونية ولكنها تختص بشريحة القانونيين ، ولا باس من مشاركة الجميع بها مع بعض التعديل ، طالما أن المغزى المطلوب هو إيراد الواقعة كعمل أدبى متميز لا يختلف فى تميزه إثنان .

    الأخ أبوبكر أبو القاسم تحياتي وشكري على هذه المداخلة القيمة, فقد خطر بذهني قبل ان ادفع بالنص للنشر من خلال هذا المنتدى ان اوضح ان اسماء القبائل واسماء الاشخاص عدا اسم رئيس المحكمة هي اسماء رمزية غير اني ماوددت ان اربك القارئ والان اقرر ان ما ورد من اسماء قبائل واشخاص عدا ما استثنيناه هي من وحي خيال الكاتب.
                  

04-26-2008, 06:33 PM

Sahar Yousif
<aSahar Yousif
تاريخ التسجيل: 12-02-2007
مجموع المشاركات: 318

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    استاذ اسعد العباسي

    لم اجد نفسي الا ان التهم هذا النص الثري مرارا و تكرارا ... لن اقول لجمال السرد و حقائق الوقائع فقط و لكن لانسانية القضية التي تطرح بقوة العديد من الاسئلة

    في انتظار القصائد الاخري .. و شكرا استاذ اسعد
                  

04-26-2008, 09:22 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Sahar Yousif)

    بدايه قيمه جدا..

    شكرا لك كثيرا..
    قصة نبيله قصة آلاف في مجتمعنا..حتي وان اختلفت التفاصيل قليلا..
    أكثر ماعجبني بجوار الجوانب الأنسانيه والقانونيه فيها..

    الأشعار التي جعلت من قصة نبيله "اسطوره"..
                  

04-27-2008, 00:48 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Muna Khugali)

    الأخ آسعد لك وعليك السلام

    فقد أنصف القاضى الذى قلب الدلائل والبينات والدوافع والملابسات
    فأنصف فى أن حكم وحكم بعدل لمن ظلمه المجتمع حين ولد وحين لفظ مرتين
    وحين تمرد على أحد بيئاته بالهروب منها لتستعر نيران الإبتلاءات فى
    أوصاله وفى خلايا تلك الروح التى هى من علم ربى وربك دون أن تبرأ من ما ليس بيدها ولكن بيد الجتمع والذى صوره الرصين الرائع

    نعيب زمانناوالعيب فينا
    ما لزماننا عيب سوانا
    ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
    ولو نطق الزمان لنا هجانا
    فليس الذئب يأكل لحم ذئب
    ويأكل بعضنا بعضا عيانا


    وقد أنصف كذلك الشاعر حين عبر بصدق وكأنه تغمص حقيقة الذات فى تلك
    الكائنه بإرداة ربها إبتلاءا وإمتحانا عسيرا سقط فيه المجتمع سقوطا
    مريعا بأن لم يكن صدرا حانيا لها تلك الزهرة البريه لابل عبس بها...فأنا
    أغبط ذلك الشاعر وأثنى عليه وسوف لا ولن نبخل عليك بأجر المحاولة والمناوله ولكن الشاعر القاضى كان سيدا للمشهد ولك أيضا التقدير
    وله السلام والإحترام.......................



    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 04-27-2008, 07:55 PM)

                  

04-27-2008, 06:39 AM

Ahmed Yousif Abu Harira
<aAhmed Yousif Abu Harira
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 2030

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: munswor almophtah)

    الى جانب روعة السرد والبيان الساحر
    فقد جعلتنا قصة القاتلة الحسناء نتحسر كثيرا على سودان الستينات
    بقضائه النزيه وقضاته العلماء.
    رحم الله ذلك الزمان وجزى عنا علمائنا،
    امثال مولانا الطيب العباسي ، خيرا على هذا الارث القضائي الثر.

    دمت يا اسعد ومرحبا بك مرة اخرى.

                  

04-27-2008, 07:47 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)

    الأخ الأستاذ أحمد يوسف ابو حريرة
    تحياتي
    اشكرك على مرورك الدائم والمستمر وقد حزنت لحد الاسف عندما جعلتك تتحسر وتترحم على ذلك الزمان الرائع, فقد رايت في حروفك اشجانا عميقة و احزانا بادية ولكننا ياصديقي لا بد ان نتاسى بذلك الزمان الذي حملت لنا احداثه كل اسباب السعادة ومضى.
                  

04-27-2008, 08:11 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: munswor almophtah)

    الأخ الأديب الأريب منصور المفتاح, لا أملك إلا أن أقول لك أنني وفي كل مرة عندما اقرأ كلماتك الساحرة احس بانني اتذوق فاكهة استوائية معسولة اللب. شكرا لمرورك الرائع
                  

04-27-2008, 08:31 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Muna Khugali)

    Quote: أكثر ماعجبني بجوار الجوانب الأنسانيه والقانونيه فيها..

    الأشعار التي جعلت من قصة نبيله "اسطوره"..

    اخني منى خوجلي شكرا لمداخلتك وارجو ان تكوني متابعة فلبوست محاكمة القاتلة الحسناء اضافة اخرى هي مجموعة من القصائدلعدد من الشعراء منهم من وقف مع نبيلة ومنهم من وقف ضدها وسانشرها قريبا جدا فساهمي بتعليقك حولها.. خاصة وانك اعجبت بالشعر الذي ترافق مع القصة.
                  

04-27-2008, 08:19 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Sahar Yousif)

    Quote: لم اجد نفسي الا ان التهم هذا النص الثري مرارا و تكرارا ... لن اقول لجمال السرد و حقائق الوقائع فقط و لكن لانسانية القضية التي تطرح بقوة العديد من الاسئلة

    في انتظار القصائد الاخري ..

    الأخت سحر يوسف, لقد سحرتني مداخلتك فشكرا لك.. و من دواعي الانسانية التي ذكرتيها ان نوقظ ذاكرة المجتمع فلا تتعرض اي زهرة يانعة للسحق.
                  

04-27-2008, 06:20 AM

Abdalla Alfadlabi
<aAbdalla Alfadlabi
تاريخ التسجيل: 02-10-2008
مجموع المشاركات: 40

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    مرحبا بالصديق أسعد الطيب وهذه بداية رائعة مع ثقتى عن علم يقين بان ما سوف يجود به سليل الشيخ احمد الطيب.الشيخ محمد شريف.العلامة محمد سعيد العباسى.مولانا الاستاذ الطيب العباسى ثقتى اذا لم يضن بان كتاباته سوف تكون خير سلوى فى زمان قل فيه الانتاج الادبى وخير تعزية فى زمان نشكو فيه من زحف الجفاف والتصحر الثقافى.
                  

04-27-2008, 06:42 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Abdalla Alfadlabi)

    أسعد الطيب
    لكم احب اباك
    الشاعر الإنسان
    وبهذه القصةفجرت في دواخلي
    هموم وشجون
    الفن لابد ان يدعم المجتمع والحياة
    لم اجد في فنوننا الدرامية قصة محكمة وعميقة
    لقيم متعددة ...
    السلوك العنيف ضد المرأة
    الزنا
    النخوة
    المجتمع في الستينات والكلام عن المثال
    اتمنى ان اقدر احقق منها عملا دراميا
    لك الشكر على هذه الكتابة البسيطة
    والعميقة
    شكرا لك ومحبتي
                  

04-27-2008, 11:42 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: محمد سنى دفع الله)

    الحبيب إبن الحبيب أسعد

    سلام على روحك الطيبة

    الإستهلالة:

    مررت على واحة آل العباسي.. وشممت عبق الأحبة .. وقل لمولانا سامحني مولاي إن قصرت عنك قدماي وقلمي
    وسررت لإنضمامك للبورد.. برغم حزني لجفائك لي إلا أن قلبي أبداً زاخر بحبكم .. دعني أهمس في أذنك: من يبر والده لا ينس أن يبر أصدقاء والده!!!

    المتن:

    في غير مكان قرأت هذا المد الجميل الذي يفكك منطقة تقع بين فسحة النور وسدوم الظلمة والوعي أحيانا .. أو تقع بين هلاكين إن جاز التعبير ، النور يبهر الرائي / اللاوعي... والظلام يقهر الرائي / الوعي ... وأظن أن هذه القصيدة بمفرداتها وبحجمها متسعة بوعيها ومفهومها لفعل الشعر ومنطق الشعر ووعي الشعر كأنها فينا ونحن نحسها ولا نراها ونظنها فالمساحة المتسعة لخيط الشعر لا يأتي إلا صادقاً وشفافاً شفافية روح الطيب العباسي القاضي العادل والشاعر الذي لا يجارى ولا يخفى عليك أن هناك من يظن أن الشعر مجرد رص رفوف وإطلاق مقولة يكسبها الشاعر ويحيك على مقاسها كل عباءات نظام الأستذة والتلمذة التي يريدها ويورط بها خلفه الذين( يأنجلونها) فهؤلاء يتعدون على حرمة الشعر المقدسة وفي هكذا حال يركن أمثال الطيب إلى واحته نأئياً بنفسه من عالم الغث الهزيل.الطيب العباسي ورد من ظهر ليث من سلالةهزابرة وجذور عيادرسة( لا لتقعير الصفات ولكن لإظهار مكنونات اللغة)التي ملك الطيب نواصيها.. شكراً أخي وصديقي وأبن صديقي الذي عقني.

    ابوبكر يوسف
                  

04-27-2008, 07:02 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    Quote: برغم حزني لجفائك لي إلا أن قلبي أبداً زاخر بحبكم ..

    Quote: شكراً أخي وصديقي وأبن صديقي الذي عقني.


    العزيز جداً الدكتور أبو بكر يوسف إبراهيم
    كل تحية تقصر عن مقامكم.
    لا أدري كيف اناديك, عمي ام شقيقي الاكبر ولكن عليك ان تعلم أنني لا زلت احتفظ لك بتلك المودة الكبيرة التي سرت في كياني منذ ان رأيت في عيني والدي تلك المحبة العميقة التي يكنها لك وقد ترسخت تلك المودة وتعملقت في قلبي وكياني وانت تشملني بمعاطف غفرانك وصفحك.. واليوم تعاتبني ليبقى الوداد.. وانت تعلم انك احق اصدقاء والدي بالبر وما انت من ُتعًقْ يا أبا بكر ياصديقي يا أُخَيْ.. لا تحزن فالجفاء ماكان بيدي ولم يهمس لي به قلبي المتفجر بمودتكم ولكن كما قال شاعرك المفضل محمد سعيد العباسي:

    لا تَلٌمنِي أخي فما الذنب إلا..... لِزَمَانِي وَلُمْ عَوَادِي الزمانِ
    فهو مني كما عَهِدتُ كِلَانــا..... مُمْعِنٌ فِي تَراشُقٍ وطِعَــــانِِ
    لي عليه دَينٌ وانت عليـــم..... كَيف قاضيتَه وكيف لَوَانِــي

    لقد أشجتني مداخلتك حتى كادت أن تسقط الدمع من عيني ليس لأنها فخيمة في لغتها وأدبها وعلميتها ولكن لأنها وشت لي بأنك لا تزال تحبني.
                  

04-27-2008, 07:19 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: محمد سنى دفع الله)

    Quote: اتمنى ان اقدر احقق منها عملا دراميا


    الأستاذ الكبير والفنان المتفرد
    محمد سني دفع الله-كنت أظن أنها السني-
    لك تحياتي ومودتي
    ما أن قرأت مداخلتك القيمة التي حوت ضمن ما حوت أمنيتك بأن تحقق من قصة محاكمة القاتلة الحسناء عملا دراميا حتى تفجر في داخلي فرح طاغي, وأذكر أن المرحوم الأستاذ الدكتور محمد ممدوح عطية الذي تبوأ وزارة العدل في مصر كان في زيارة على رأس وفد قضائي إلى مدينة الأبيض رافقه فيها رئيس القضاء السوداني الأسبق مولانا خلف الله الرشيد وكان والدي آنذاك رئيسا لمحكمة استئناف غرب السودان وعندما ألقى عليهم والدي قصيدة لقيطة طلب الدكتور محمد ممدوح أن تكتب له هذه القصيدة ليقوم بدوره بعرضها على مخرج الروائع المصري حسن الامام ليصنع منها فيلما سينمائيا, غير أن الأمر لم يتحقق. وانت اليوم تجدد الامال مما يدفع بي الان ان اقول لك انه بموجب هذا الرد فاني متنازل لك عن ملكيتي الفكرية للقصة فافعل بها ماتشاء.
                  

04-27-2008, 07:33 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Abdalla Alfadlabi)

    Quote: مرحبا بالصديق أسعد الطيب وهذه بداية رائعة مع ثقتى عن علم يقين بان ما سوف يجود به سليل الشيخ احمد الطيب.الشيخ محمد شريف.العلامة محمد سعيد العباسى.مولانا الاستاذ الطيب العباسى ثقتى اذا لم يضن بان كتاباته سوف تكون خير سلوى فى زمان قل فيه الانتاج الادبى وخير تعزية فى زمان نشكو فيه من زحف الجفاف والتصحر الثقافى.



    لازلت ياصديقي الفاضلابي ترفد صداقتنا التي لا زالت مزدهرة منذ اكثر من 25 عاما, قد سرني جدا مرورك الرائع وقد كان وقع ترحيبك بي في نفسي وقع مختلف وهو كدأبك دائماتخرجه من دواخلك البيضاء النقية ومن وجدانك الصادق ولكن علينا يا صديقي أن لا ننظر الى الجدب والجفاف والتصحر وعلينا ان نرنوا باعيننا الى السماء والى تلك السحب الملاء لنستقبلها كما يستقبلها الاعراب في البادية.
                  

04-28-2008, 11:09 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    أخي الحبيب أسعد

    سلامٌ على روحك الطيبة

    من أبكى من؟ !!!
    ومتى غضبت عنك لأصفح؟

    خذ من ترجمان الأشواق لإبن عربي:

    سلام على سلمى ومن حل في الحمى..
    وحق لمثلي رقة أن يسلما
    وماذا عليها أن ترد تحيــــــة..
    علينا ولكن لا احتكام على الدمى!!

    وهاك ما قاله رابعة العدوية:

    كأسي وخمري والنديم ثلاثة..
    وأنا المشوقة في المحبة رابعة
    كأس المسرة والنديم يديرها..
    ساقي المدام على المدى متتابعة
    فإذا نظرت فلا أرى إلا له..
    وإذا حضرت فلا أرى إلا معـه

    وما زال القول لرابعة:

    أحبك حبين حب الهوى..
    وحبا لأنك أهل لــذاكـا
    فأما الذي هو حب الهوى..
    فشغلي بذكرك عمن سواكا
    وأما الذي أنت أهل له..
    فكشفك للحجب حتى أراكا

    التحية لك وعبرك موصولة لمولانا وقل له : ماذا فعلت بك بهجة الروح؟!!
                  

04-28-2008, 11:38 AM

عز الدين عثمان

تاريخ التسجيل: 06-23-2005
مجموع المشاركات: 411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    الأخ أسعد: هذا عمل جميل وعليه تشكر وتؤجر. الأجمل رغبة محمد سنى فى عمل دراما من القضية القصة.لاشك أنك تلا حظ اعتماد الكثير من المسلسلات الأمريكية والإنجليزية على مواد المحاكم وبالذات القضايا التى ينظرها المحلفون، وأرجو أن يكون سماحك الكريم للفنان محمد سنى بالعمل على القصة بداية لهذا النوع من الدراما. يا ود العباسى هناك السابقة القضائية بتاعة نجمة برضو حقو تشوف طريقة تنزلها هنا، أظنها والله أعلم فى واحدة من مجلات السبعينات، ممكن تستعين بأخونا الحبيب الطيب اللورى.مودتى
                  

04-28-2008, 01:24 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: عز الدين عثمان)

    Quote: الأخ أسعد: هذا عمل جميل وعليه تشكر وتؤجر. الأجمل رغبة محمد سنى فى عمل دراما من القضية القصة

    الأخ عز الدين عثمان تشكر على المرور والثناء والان استعد فهذا الرد سيكون مطولاً فاولاً أأمل ان تتحقق رغبة الا ستاذ محمد سني وثانياً فان قضية نجمة التي اشرت اليها فهي من السوابق القضائية المشهورة والمعروفة وكانت حينما كان القضاة يعتبرون ان الادب والقانون وجهين لعملة واحدة فاذا ما تسنى لك أخي عزالدين ان تمتاح من المجلات القضائية التي صدرت في الستينيات باللغة الانجليزية او في السبعينيات باللغة العربية فستتمتع من رحيق الادب والقانون اما اليوم فحدث ولاحرج ... ان جرائم القتل واحكام الاعدام بها الكثير من الاثارة وقد كان ردي دائما على من يسألني عن اهتمامي الزائد بالقتل والاعدام والقصص التي اكتبها وتدور حولها كقصة اعدام شاعر وكقصة اعدام شاعر(ود الشلهمة و زاد ما قبل السفر) الهمباتي كباشي (عندما يتدلى حبل المشنقة) وكالقصة الماثلة محاكمة القاتلة الحسناء بأن هذه القصص هي في المقام الاول قصص مشاعر ولتتملى معي أخي عز الدين ماقاله احد الهمباتة وهم يقودونه الى غرفة الاعدام لتنفيذ الحكم الصادر عليه بالاعدام شنقاًحتى الموت وقبل ان يدرك مع جلاديه غرفة الاعدام رأى السماء وقد تزاحمت فوقها سحب ممطرة وارزم رعدهامما اثار في نفسه ذكرى الاحبة في طلولهم وذكرى ايام الهمبتة التي تزدهر في زمن المطر فأخذ يقول:

    وَينْ دَودَيـــتِي وَيـن كَبيَتِي يَا امْ بـَـــرِقْ امْ سَحَاباً شَايَلْ
    شِنْ سَوَيتِـــــــي فِي الكِتْـــرةْ وقِلَيعَــــــاتْ نَايِلْ
    وَاحْـــــــدِين سَـــارُوا وُوَاحْــدِين بِسُوقُوا الشَايِلْ
    مَعَـــــــاكْ سَــــلاَمَة يِالــدُنيَـا امْ نَعِيمـاً زَايِلْ

    ولما كانت القصص التي اكتبهاعن حكايات القتل والاعدام تتمازج مع الحبكات الدرامية التي تتسق والعمل الادبي الا أن دراسة احكام الاعدام كدراسة قانونية تختلف عن الحكاية والقصة وقد امتد نشاطي الكتابي باعتباري قانوني الى الكتابة عن احكام الاعدام كيف تنفذ وماهو موضعها في القوانين السودانية وهو عنوان دراسة نشرتها لي من قبل صحيفة الصحافة السودانية وكانت هذه الدراسة نواةً لكتابي الذي اصدرته فيما بعد بذات العنوان وارجو ان تسمح لي ان اعيد نشر تلك الدراسة من خلال هذا الرد وقد جاءت كما يلي:

    أحكام الاعدام كيف تنفذ وماهو موضعها في القوانين السودانية
    أ . أسعد الطيب العباسي


    يعتبر حكم الإعدام كعقوبة استئصالية تسلب الحياة أقسى واقصى انواع العقوبات التي عرفتها السياسات الجنائية على الاطلاق وينم اصدارها عن جرائم شديدة الخطورة غير ان كثيراً من التشريعات الحديثة تخلت عن النص عليها كعقوبة لاسباب مختلفة تتعلق بمثلها الخاصة وفلسفاتها القانونية في تفريد العقوبة وحدت هذا الركب التشريعات الفرنسية وكثيرمن تشريعات الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاخرى، ولحقت بهم مؤخراً المملكة المتحدة على اننا نجد ان المشرع السوداني قد نص في قوانينه على عقوبة الاعدام اثني عشرة مرة ووفقا لذلك تصدر احكام الاعدام اما حدا كما في جريمتي الحرابة والزنا على وجه الحصر كما تصدر قصاصا في جرائم القتل العمد على وجه التحديد ماعدا ذلك تصدر احكام الاعدام تعزيراً وقد نوهت المادة (27) من القانون الجنائى لسنة 1990م وهو القانون السائد الآن الى ان الاعدام قد يكون حداً او قصاصاً او تعزيزاً وقد يكون معه الصلب الا اننا نشيرُ إلى أن الاعدام مع الصلب لا يجوز الا في الحرابة كما أبانت الفقرة الثالثة من ذات المادة.
    حدد القانون السوداني طريقة تنفيذ حكم الإعدام في الفقرة الاولى من المادة (27) من القانون الجنائى بالشنق أو الرجم او بمثلما قتل به الجاني بيد اننا نجدان احكام الاعدام التي تصدرها المحاكم العسكرية تنفذ وفقا للقانون العسكري رميا بالرصاص كما يجوز تنفيذها شنقا وقد استقرت حديثا طرق تنفيذ احكام الاعدام في القوانين المقارنة على انماط معينة يمكن حصرها في الاعدام عن طريق الكرسي الكهربائى والاعدام عن طريق غرفة الغاز والاعدام عن طريق الضرب بالسيف والاعدام عن طريق الحقن المميت بالاضافة للشنق والرمي بالرصاص والرجم بالحجارة وقد استحدث القانون السوداني كما رأينا الاعدام بنفس الطريقة التي انتهجها الجاني في جريمة القتل العمد.
    لم يغفل القانون السوداني عن وضع ضوابط ومحاذير معينة تحكم أو تصاحب الحكم بالاعدام وتنفيذه فلا يجوز تنفيذ حكم الإعدام فور صدوره ويجوز للمدان أن يقوم باستئناف الحكم الصادر ضده لدى محكمة الاستئناف المختصة ويجب على المحكمة التي اصدرت الحكم أن ترفعه للمحكمة العليا لفحصه بغرض تأييده أن تصدر حوله ما ترى في حدود اختصاصاتها وسلطاتها وفقاً للقانون ويتبين لنا هذا المعنى عندما نقرأ نص المادة 192 من قانون الاجراءات الجنائية لسنة 1991 والتي تقرأ (إذا حكم على شخص بالاعدام او بالقطع فعلى المحكمة أن تصدر امراً بحبسه الى أن يؤيد الحكم من قبل المحكمة العليا فإذا أُيد الحكم او عدل فعلى المحكمة العليا ان تصدر الامر لازم التنفيذ بعد موافقة رأس الدولة ان دعا الحال( ونرى ان هذا النص مع قيام حق المحكوم عليه في الاستئناف قد يثير اشكالا متصورا فقد تقرر محكمة الاستئناف وفقا لرؤيتها القانونية الغاء الحكم وتقرير براءة المستأنف واطلاق سراحه واذا ما تم الطعن في هذا الحكم لدى المحكمة العليا عن طريق النقض فيجوز لها قانونا ان تأمر اذا ما رأت ان حكم محكمة الاستئناف جاء بالمخالفة للقانون بالغائه واستعادة حكم محكمة الموضوع وفي هذه الحالة يكون المحكوم عليه بالاعدام مُطلق السراح وهذه هي الاشكالية التي عنيناها عليه نرى ان تعدل المادة المذكورة لتلافي مثل هذا الوضع المتصور إما برفع الاوراق مباشرة للمحكمة العليا دون جواز استئناف الحكم لدى محكمة الاستئناف او النص على رفع الاوراق من محكمة الاستئناف للمحكمة العليا كيفما كان حكمها.
    من الضوابط التي تصاحب احكام الإعدام ما نصت عليه المادة 191 من قانون الاجراءات المذكور والتي استلزمت موافقة رأس الدولة على حكم الإعدام فيما عدا جرائم الحدود والقصاص وجوزت لرأس الدولة متى رفض الموافقة على حكم الإعدام ان يبدله بأية عقوبة اخرى يجيزها القانون كما لا يجوز حسب متطلبات المادة 193 من ذات القانون تنفيذ عقوبة الاعدام على المسن والحُبلى والمرضع فاذا تبين لمدير السجن ان المحكوم عليه في غير جرائم الحدود والقصاص قد بلغ السبعين من عمره قبل التنفيذ عليه ايقافه وابلاغ ذلك فورا الى رئيس القضاء لعرضه على المحكمة العليا للنظر في تبديل العقوبة واذا تبين له قبل تنفيذ العقوبة ان المحكوم عليها حبلى أو مرضع فعليه ايقاف التنفيذ وابلاغ ذلك الى رئيس القضاء الى ما بعد الولادة او انقضاء عامين على الرضاعة اذا كان الجنين حيا ، وتستوجب المادة 190 من القانون نفسه اعلان اولياء القتيل او المجني عليه بالموعد المحدد لتنفيذ الحكم بالقصاص فاذا طلبوا في وقت قبل اجراء التنفيذ ايقافه فعلى السلطة المختصة وقف تنفيذه ويقدم الطلب بايقاف التنفيذ شفاهة او كتابة الي المحكمة المختصة او ضابط السجن المسئول وفي هذه الحالة على الضابط عرض الطلب على المحكمة المختصة كما نجد ان المادة 27 من القانون الجنائى في فقرتها الثانية تنص على (فيما عدا جرائم الحدود والقصاص لا يجوز الحكم بالاعدام على من لم يبلغ الثامنة عشرةاو تجاوز السبعين من عمره) بيد انه لا يجوز قراءة هذا النص بمعزل عن حدود المسئولية الجنائية وتحديدا فيما اوردته المادة التاسعة من القانون الجنائى والتي نصت على انه لا يُعَدُ مرتكبا جريمة الصغير غير البالغ على انه يجوز تطبيق تدابير الرعاية والاصلاح الواردة في هذا القانون على من بلغ السابعة من عمره حسب ما تراه المحكمة مناسباً.
    على الرغم من ان القانون الجنائى السوداني قد حدد الرجم والقتل بمثل ما قتل به الجاني كطريقتين من طرق تنفيذ احكام الاعدام الا ان هاتين الطريقتين لم تطبقا فعليا منذ صدور القانون المذكور والى الآن وقد طبق الاعدام مع الصلب في حالتين فقط واقتصر تنفيذ الاحكام بالاعدام رميا بالرصاص فقط في بعض ما تصدره المحاكم العسكرية عليه يعتبر الشنق هو الطريق الشائع عند تنفيذ احكام الاعدام ، وما يجدر ذكره هنا ان السلطات كانت تستودر الحبل الذي يستعمل في عملية الشنق من المملكة المتحدة وهو حبل خاص مصنوع من مادة اليايسول الليفية التي تمتاز بالمتانة ولا تتأثر بالحرارة او البرودة وعندما تخلت المملكة المتحدة عن احكام الاعدام امتنعت عن تصدير هذا النوع من الحبال وفي ظل هذا الامتناع وجريان العادة لا يستعمل الحبل نفسه في اكثر من عملية تنفيذ واحدة جرت تجربة بسجن مدني في اطار تجهيز بديل مناسب تم بموجبها اعدام احد المحكومين عليهم بالاعدام عن طريق الكرسي الكهربائى ولم يتم تكرار التجربة لتفحم جثة المحكوم عليه ونجحت السلطات في استيراد الحبل المعني من احدى دول الجوار.
    يعتبر تنفيذ حكم الاعدام عن طريق الشنق من ايسر الطرق واهونها على المحكوم عليه فعملية الشنق تنفصل معها فورا الفقرة العنقية الخامسة وينقطع النخاع الشوكي وتحدث الوفاة وعملية الشنق تتم بناء على حسابات علمية دقيقة اذ يتم التعرف على وزن وطول المحكوم عليه قبيل التنفيذ لتحديد طول السقطة والسقطة هي طول الحبل ما بين المشنقة وعنق المحكوم عليه لتتم بموجبها انفصال الفقرة العنقية وانقطاع النخاع الشوكي واذا لم تتم الوفاة وفقا لهذا التخطيط بسبب عدم انقطاع النخاع الشوكي وهذا امر نادر الحدوث فإن الوفاة تتم بسبب اسفسكنيا الخنق وفي كل الاحوال يتأكد طبيب السجن من تحقق الوفاة في مدة لا تتجاوز العشر دقائق في غالب الاحوال وقد تصاحب عملية الشنق بعض المظاهر كالنزيف الدموي عن طريق الأنف وبروز اللسان والارتعاشات العنيفة و الخفيفة لاوصال الجسد واعضائه وعندما يستقر الحبل ويثبت تماما فهذا مؤشر لحدوث الوفاة والشنق كما هو معلوم هو تعليق الجسد الى اعلى مع فراغ اسفل الجسد يسقط فيه عندما تتم عملية فتح البوابة الحديدية او الخشبية الموجودة اسفل قدمي المحكوم عليه باشارة حاسمة من يد مدير السجن للعسكري تنفغر البوابة السفلى عن الفراغ الذي يسقط فيه الجسد وقد اصطلح على تسمية جاذب المفتاح بالشناق ويسميه المصريون عشماوي والذي قد توكل اليه مهام اخرى كوضع الحبل على رقبة المحكوم عليه وتغطية وجهه بالقناع وقبل ذلك التأكد من صلاحية المشنقة وتجهيز المحكوم عليه باحكام القيود على رجليه ويديه وشد ذراعيه الى الخلف بحبل اوبقطعة جلدية بغرض ان يفقد المقاومة او ان يقوم بشد جسده وتفشل عملية قطع النخاع الشوكي وهي النتيجة المنشودة في عملية الشنق.
    بعد أن يعلن طبيب السجن الوفاة يتم تسليم الجثة لذوي المحكوم عليه ان كانوا حاضرين او تقوم ادارة السجن بالمراسم الخاصة بدفنه وفقا لديانته وتحتفظ بسجل خاص يوضح مكان الدفن وكافة الاجراءات التي تم اتخاذها.
    ذكرنا أن القانون السوداني قد نص على عقوبة الاعدام اثني عشرة مرة وسنتعرض للنصوص الخاصة بالاعدام تعزيراً فقد نصت المادة (50) من القانون الجنائى ان من يرتكب اى فعل بقصد تقويض النظام الدستوري للبلاد او يقصد تعريض استقلالها او وحدتها للخطر يعاقب بالاعدام او السجن المؤبد او السجن لمدة اقل مع جواز مصادرة جميع امواله كما نصت المادة (51) من ذات القانون على أنه يُعد مرتكباً جريمة اثارة الحرب ضد الدولة ويعاقب بالإعدام او السجن المؤبد او السجن لمدة اقل مع جواز مصادرة جميع امواله من يثير الحرب ضد الدولة عسكريا بجمع الافراد اوتدريبهم او جمع السلاح او العتاد او يشرع في ذلك او يؤيد بأى وجه او يعمل بالخدمة العسكرية او المدنية لاي دولة في حالة حرب مع السودان او يباشر معها او مع وكلائها اى اعمال تجارية او معاملات اخرى او يقوم داخل السودان دون اذن من الدولة بجمع الجند وتجهيزهم لغزو دولة اجنبية يكون من شأنه ان يعرض البلاد لخطر الحرب او يخرب اويتلف او يعطل أى اسلحة أو مؤن او مهمات او سفن او طائرات او وسائل نقل او اتصال او مباني عامة او ادوات للمرافق العامة كالكهرباء أو المياه وغيرها بقصد الاضرار بمركز البلاد الحربي وقد نصت المادة (52) من نفس القانون بأنه يعد مرتكبا جريمة التجسس ويعاقب بالاعدام او السجن المؤبد أو السجن مدة اقل مع جواز مصادرة جميع امواله من يتجسس على البلاد بأن يتصل بدولة اجنبية او وكلائها او يتخابر معها او ينقل اليها اسراراً وذلك بقصد معاونتها في عملياتها الحربية ضد البلاد او الاضرار بمركز البلاد الحربي فإن لم يكن التجسس بذلك القصد ولكن يحتمل أن يضر بالبلاد سياسياً او اقتصاديا يعاقب بالسجن مدة لا تتجاوز عشر سنوات او بالغرامة او العقوبتين معاً.
    يتضح من خلال النصوص الفائتة ان القانون يجوِّز الحكم بالإعدام تعزيزاً على الجرائم الموجهة ضد الدولة كتقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة أو التعاون مع دولة معادية وتجري احكام الإعدام في قرن مع ذلك في بعض الجرائم التي تمس العرض والآداب العامة كجريمة اللواط التي نصت عليها المادة (148) من القانون الجنائى بقولها يُعدُ مرتكباً جريمة اللواط كل رجل ادخل حشفته او ما يعادلها في دُبر امرأة او رجل آخر او مكن رجل آخر من ادخال حشفته او ما يعادلها في دبره ومن يرتكب جريمة اللواط يعاقب بالجلد مائة جلدة كما تجوز معاقبته بالسجن مدة لا تتجاوز خمس سنوات واذا ادين الجاني للمرة الثانية يعاقب بالجلد مائة جلدة وبالسجن مدة لا تتجاوز خمس سنوات واذا ادين الجاني للمرة الثالثة يعاقب بالاعدام او السجن المؤبد كما نصت المادة (155) من القانون المذكور على ان من يقوم بادارة محل للدعارة او يؤجر محلاً او يسمح باستخدامه وهو يعلم بأنه يتخذ محلا للدعارة يعاقب بالجلد بما لا يجاوز مائة جلدة وبالسجن مدة لا تتجاوز خمس سنوات كما يجوز الحكم باغلاق المحل او مصادرته واذا تمت ادانة الجاني للمرة الثانية يعاقب بالجلد بما لا يتجاوز مائة جلدة وبالسجن مدة لا تتجاوز عشر سنوات مع مصادرة المحل وفي حالة ادانته للمرة الثالثة يعاقب بالاعدام او السجن المؤبد مع مصادرة المحل كما نصت المادة 149 من ذات القانون على انه يعد مرتكبا جريمة الاغتصاب من يواقع شخصا زنا و لواطا دون رضاه ولا يعتد بالرضا اذا كان الجاني ذا قوامة او سلطة على المجني عليه ومن يرتكب جريمة الاغتصاب يعاقب بالجلد مائة جلدة وبالسجن مدة لا تتجاوز عشر سنوات مالم يشكل الاغتاص جريمة الزنا او اللواط المعاقب عليها بالاعدام.
    ومن الجرائم التي ينص القانون على عقوبتها بالاعدام تعزيرا جريمة الاتجار في المخدرات كما ورد في قانون المخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 1993م كذلك جريمة خيانة الامانة من الموظف العام والتي نصت عليها المادة 177 من القانون الجنائى في فقرتها الثانية وتنص المادة المذكورة في فقرتها الاولى على انه يعد مرتكباً جريمة خيانة الامانة من يكون مؤتمناً على حيازة مال او ادارته ويقوم بسوء قصد بجحد ذلك المال او امتلاكه او تحويله الى منفعته الشخصية او منفعة غيره اوتبديده او التصرف فيه باهمال فاحش يخالف مقتضى الامانة يعاقب بالسجن مدة لاتتجاوز سبع سنوات كما تجوز معاقبته بالغرامة وقد نصت ذات المادة في فقرتها الثانية التي اشرنا اليها بأنه اذا كان الجاني موظفا عاما و مستخدماً لدى اي شخص وأؤتمن على المال بتلك الصفة يعاقب بالسجن مدة لا تتجاوز اربع عشرة سنة مع الغرامة او الاعدام ويجدر بنا ان نستعرض هنا نص المادة 30 من القانون الجنائى والتي عرفت الموظف العام بقولها انه يعني كل شخص تعينه سلطة عامة بالقيام بوظيفة عامة سواء كان التعيين بمقابل او دون مقابل وبصفة مؤقتة او دائمة.
    نرى أن القانون السوداني اسرف في النص على عقوبة الاعدام بما يرقى للمغالاة والتشدد غير المبرر ولا تتسق هذه السياسة الجنائية مع النظريات الحديثة في العلوم الجنائية خاصة فيما يتعلق بتفريد العقوبة فاذا ما نظرنا لعقوبة الاعدام التي وردت في المادة 177 التي تتحدث عن جريمة خيانة الامانة التي يرتكبها الموظف العام لا نجد ما يقابلها في القوانين المقارنة فضلا عن عدم استساغة كل صاحب وجدان سليم لها لولوجها في مدارج عالية من التشدد والقساوة وهذا ماحدا بالقضاء عدم النطق بها في احكامه فظلت هذه العقوبة خاملة منذ النص عليها في هذا القانون والى اليوم ولم تطبق وتنفذ الا في قضية واحدة وفي ظل ظروف استثنائية وهي قضية حكومة السودان ضد عبد الرحيم محمد صالح نجد ان هذا التشدد قد اتصل ايضا ببعض المواد الاخرى كالمادتين 148 و 149 من القانون الجنائى واللتان تنصا على جرائم تمس الآداب العامة ونرى أن صيانة الآداب العامة امر يجب ان يولي كل اهتمام وينبغي معاقبة كل من يتجرأ على إنتهاك هذه الآداب على أن التشدد في العقوبة على النحو الذي رأيناه بدرجة تبلغ سلب الحياة فيه الكثير من الغلو والتشدد ويؤكد علماء الاجتماع ان صيانة المجتمع والحفاظ على قيمه واخلاقه يأتي بالدرجة الأولى عن طريق التربية ونشر الثقافة التي تحث على النهوض بقيم المجتمع وتعاليمه الدينية لا بالتشدد في الاحكام الى الدرجة التي تحدثنا عنها ، غير اننا ندرك ما رمى إليه المشرع عندما اسرف في النص على عقوبة الإعدام فقد شاء ان يجعلها سياجاً لحماية المجتمع ولكنه اعتسف الطريق وخانته الرؤية بيد أن القضاء وبما يملكه من سلطات تقديرية لم يسرف في النطق بأحكام الاعدام ولعل قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والذي ينص بالاعدام او السجن المؤبد في جريمة الإتجار في المخدرات ابلغ دليل على الحكمة التي يتصف بها قضاؤنا فقد مال كثيراً لإصدار عقوبة السجن بدلا من الإعدام بموجب القانون المذكور والذي لم يتم بموجبه تنفيذ حكم الإعدام الا مرة واحدة وذلك في قضية حكومة السودان ضد النيل احمد هارون.
    آخر الجرائم التي لم نستعرضها وتنص عقوبتها على الاعدام تعزيراً هي جريمة الردة المنصوص عليها في المادة 126 من القانون الجنائى واعتبرت في فقرتها الاولى انه يُعد مرتكباً جريمة الردة كل مسلم يروج للخروج من ملة الاسلام او يجاهر بالخروج عنها بقول صريح أو بفعل قاطع الدلالة واضافت المادة المذكورة في فقرتها الثانية بأن من يرتكب جريمة الردة يستتاب ويمهل مدة تقررها المحكمة فإذا أصر على ردته ولم يكن حديث عهد بالإسلام يعاقب بالاعدام غيران ذات المادة قررت في فقرتها الثالثة ان عقوبة الردة تسقط متى عدل المرتد قبل التنفيذ وقد اتضح لنا عن طريق الرصد أنه ومنذ صدور القانون الجنائى لم يتم الحكم بردة احد وبالطبع لم يتم تنفيذ اى حكم بالاعدام بموجب المادة 126 المذكورة لانه لم يصدر اصلا غيراننا سنتعرض بايجاز للحكم الذي صدر بالاعدام ونفذ في قضية حكومة السودان ضد محمود محمد طه فقد صدر هذا الحكم في ظل قانون العقوبات الملغي لسنة 1983 والذي قررت فيه محكمة الطوارئ ردة المحكوم عليه وامرت باعدامه مع الصلب ووافق عليه رئيس الجمهورية وتم تنفيذه على الرغم من ان قانون 83 لم يتضمن الردة كجريمة وحسناً فعلت المحكمة الدستورية لاحقاً وإن كان الحكم قد نفذ بالفعل عندما قررت بطلان تلك المحاكمة وعدم دستوريتها.
    سنتعرض ثانيا لأحكام الاعدام التي تصدر حدا وهي تصدر بالتحديد في جريمتي الزنا والحرابة وقد عرفت المادة 145 من القانون الجنائي مرتكب جريمة الزنا بأنه كل رجل وطء امرأة دون رباط شرعي وكل إمرأة مكنت رجلاً من وطئها دون رباط شرعي وقررت أن الوطء يتم بدخول الحشفة كلها او ما يعادلها في القبل وقررت ذات المادة أن النكاح المجمع على بطلانه لا يعتبر رباطاً شرعياً وقررت المادة 146 من ذات القانون عقوبة الزنا بالرجم إن كان الزاني محصناً وإن لم يكن فعقوبته مائة جلدة غيران من يرتكب جريمة الزنا في الولايات الجنوبية فلا يعاقب بالعقوبة الحدية لأن المادة 146 من المواد المستثناه بموجب احكام المادة 5 فقرة 3 من القانون نفسه إلا إذا قررت السلطة التشريعية خلاف ذلك أو طلب المتهم تطبيقها عليه على أن الشخص الذي يدان في جريمة الزنا في الولايات الجنوبية تجوز معاقبته بالسجن مدة لا تتجاوز سنة او بالغرامة او بالعقوبتين معا ان كان محصناً وعلى أى حال فإن المادة 147 من ذات القانون قررت ان عقوبة الزنا تسقط اذا رجع الجاني عن اقراره قبل تنفيذ العقوبة وكانت الجريمة ثابتة بالاقرار وحده او اذا رجع الشهود قبل تنفيذ العقوبة بما ينقص نصاب الشهادة اما جريمة الحرابة والتي نصت عليها المادة 167 من القانون نفسه عاقبت عليها بموجب المادة 168 من ذات القانون بالإعدام ثم الصلب اذا ترتب على فعل الجاني القتل والاغتصاب أو بقطع اليد اليمنى والرجل اليسري اذا ترتب على فعله الاذي الجسيم اوسلب مال يبلغ نصاب السرقة الحدية او السجن مدة لا تتجاوز سبعة سنوات نفيا ومن يرتكب جريمة الحرابة في الولايات الجنوبية يعاقب بالإعدام اذا ترتب على فعله القتل وبالسجن المؤبد اذا ترتب على فعله جريمة الاغتصاب او بالسجن مدة لا تتجاوز عشر سنوات اذا ترتب على فعله الاذى الجسيم او سلب مال وبالسجن مدة لا تتجاوز سبع سنوات في الحالات الاخرى .
    المعروف ان القانون الجنائى الحالي كسابقه الملغي قانون العقوبات لسنة 1983م قد تبنيا احكام الشريعة الاسلامية واستنبطا منها العقوبات الحدية فقد ورد بسورة النور في الآية رقم (2) «الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين» وقد ورد اصل جريمة الحرابة من القرآن ايضا لقوله سبحانه وتعالى في الآية رقم (33) من سورة المائدة : (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا اويصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض) صدق الله العظيم ، وبناء على ذلك عرف القانون الجنائى جريمة الحرابة بإرهاب العامة او قطع الطريق بقصد ارتكاب جريمة على الجسم او العرض اوالمال شريطة ان يقع الفعل خارج العمران في البر او البحر او الجو او داخل العمران مع تعذر الغوث وباستخدام السلاح او أي أداة صالحة للإيذاء أو التهديد بذلك ، وقد ورد هذا التعريف بصلب المادة 167 وهي تقابل المواد 332 وما بعدها من قانون العقوبات الملغى لسنة 1983م وقد تعرفنا على عقوبة الحرابة كما نصت عليها المادة 168 بيد أنه لم يتم تنفيذ عقوبة الإعدام مع الصلب بموجبها منذ صدور القانون في العام 1990 وإلى الآن على أننا نذكر وفي ظل القانون الملغي 1983م أنه قد تم تنفيذ عقوبة الإعدام مع الصلب في قضية حكومة السودان ضد الواثق صباح الخير.
    نأتي اخيراً لجريمة القتل العمد والتي يصدر فيها وحدها حكم الإعدام قصاصاً وقد نصت عليها المادة 130 من القانون الجنائى تعريفاً وعقوبة فقد نصت المادة المذكورة أن القتل يعد عمداً إذا قصده الجاني او قصد الفعل وكان الموت نتيجة راجحة لفعله كما عرفت المادة 129 من القانون المذكور القتل وبينت انواعه عندما قالت ان القتل هو تسبيب الموت لإنسان حي عن عمد أو شبه عمد او خطأ وقد وردت عقوبة القتل العمد بالفقرة الثانية من المادة 130 وتقرأ بأن كل من يرتكب جريمة القتل العمد يعاقب بالإعدام قصاصاً فإذا سقط القصاص يعاقب بالسجن مدة لا تجاوز عشر سنوات دون مساس بالحق في الدية.
    لا يعتبر فعل الجاني سبباً للموت إذا إنعدمت رابطة السببية بين الفعل وموت المجني عليه وعلى ذلك فإن أركان جريمة القتل العمد تتمثل في أن يكون المجني عليه آدمياً حياً وأن يكون القتل نتيجة لفعل الجاني الذي يقصد احداث الموت ، ولا ندري أي سبب دعا المشرع ليقحم في النص كلمة حياً فقد أتت تزيداً وسذاجة لا معنى لها فتسبب الموت يدل دلالة قاطعة ان الآدمي المجني عليه كان حيا قبل فعل الجاني.
    كما ذكرنا فإن القتل ينقسم إلى انواع ثلاثة اولها القتل العمد والذي تعرضنا لشأنه وهنالك القتل الخطأ وقد عرفته المادة 132 من القانون الجنائى بقولها إنه القتل الذي لا يأتي عمداً أو شبه عمد وتسبب فيه الجاني عن إهمال أو قلة إحتراز أو فعل غير مشروع وحددت المادة المذكورة عقوبة القتل الخطأ بالدية مع جواز معاقبته بالسجن مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات ، وتحدثت المادة 131 عن القتل شبه العمد وعرفته في فقرتها الأولى بقولها يعد القتل شبه عمد إذا تسبب فيه الجاني القتل ولم يكن الموت نتيجة راجحة لفعله ويعد القتل شبه عمد بالرغم من حكم المادة 130 في الحالات التسع التي نصت عليها الفقرة الثانية من المادة 131 وهي :
    1- اذا ارتكب الجاني جريمته متجاوزاً بحسن نيه الحدود المقررة قانوناً لممارسة حق الدفاع الشرعي.
    2- اذا تجاوز الموظف العام او المختص المكلف بخدمة عامة بحسن نية حدود السلطة المخولة له قانونا وهو يعتقد بأن فعله الذي سبب الموت ضروري لتأدية واجبه.
    3- إذا ارتكب الجاني قتلاً وهو تحت تأثير الإكراه بالقتل .
    4- اذا إرتكب الجاني القتل وهو في حالة ضرورة لوقاية نفسه أو غيره من الموت.
    5- إذا إرتكب الجاني القتل بناءً على رضا المجنى عليه.
    6- إذا قتل الجاني في اثناء فقدانه السيطرة على نفسه للإستفزاز الشديد المفاجئ الذي استفزه أو أى شخص آخر خطأ،
    7- إذا أسرف الجاني أو تجاوز القدر المأذون له فيه من الفعل المشروع ووقع الموت نتيجة لذلك.
    8- إذا ارتكب الجاني القتل دون سبق إصرار اثناء عراك مفاجئ من غير أن يستغل الظروف أو يسلك سلوكاً قاسياً أو غير عادي.
    9- إذا إرتكب الجاني القتل تحت تأثير إضطراب عقلي اونفسي أو عصبي بدرجة تؤثر تأثيراً بيناً على قدرته في التحكم في افعاله او السيطرة عليها.
    وقد عاقبت المادة 131 المذكورة في فقرتها الثالثة من يرتكب جريمة القتل شبه العمد بالسجن مدة لا تتجاوز السبع سنوات دون المساس في الحق في الدية.
    رأينا أنه من الضروري قبل أن نختتم هذه الدراسة الموجزة أو هذا المقال عن احكام الإعدام وكيفية تنفيذها وموضعها في القوانين السودانية أن نتعرض لمسقطات القصاص التي وردت ضمن فقرات المادة 31 من القانون الجنائى والتي تنزل بعقوبة الإعدام في جريمة القتل العمد الى عقوبة السجن تعزيراً أو الدية فبموجب المادة المذكورة يسقط القصاص إذا كان المجني عليه أو وليه فرعا للجاني أو إذا طرأ على الجاني جنون بعد الحكم عليه بالقصاص ويُئس من افاقته أو إذا عفا أولياء المجني عليه أو بعضهم الذين لهم الحق في القصاص وهم كما أوضحت المادة 32 من القانون المذكور ورثته قبل وفاته.
    واخيراً نقول بأنه يجب مراعاة الأسس العلمية القانونية وإستصحاب النظريات الحديثة في السياسات الجنائية في تفريد العقوبة فحماية المجتمع لا تستلزم الاسراف في العقوبات الاستئصالية أو غيرها من العقوبات وهذا ما نأمل ان يتحقق في اول مراجعة للقانون الجنائى او غيره من القوانين ذات الطبيعة العقابية وان نتفادى النص على المزيد من عقوبات الاعدام حتى لا تتكرر التجارب المأساوية التي دفع ثمنها أمثال الطيار جرجس ورجل الاعمال مجدي احمد محجوب اللذان تم اعدامهما بموجب قانون موغل في البربرية.

    واخيرا ارجو اخي عزالدين عثمان ومن يمرون ان لا يكون هذا الرد المطول قد بعث الملل في نفوسكم وارجو ان يكون مفيداً كما قصدت فنشر الثقافة القانونية من الواجبات التي يتحكم اداؤها من امثالنا نحن القانونيون. ولك التحية مجدداً أخي عزالدين والسلام.
    أسعد الطيب العباسي
                  

04-29-2008, 02:17 PM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-19-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    الأستاذ / أسعد الطيب العباسي
    كصبح لايفنى
    بل يتردد بذات الأمل
    تطل كتاباتك محملة بتفاؤل
    نرى الودق يخرج من خلاله
    تسوقه أشواق الماضي
    ليصب في كبد الحقيقة
    فيحيي العقول بعد موتها
    ويجري عيوناً ينهل منها عشاق الحرية المعافاة
    الذين لاتثنيهم حوادث الدهر عن بلوغ المنى
    لمسات تثير كوامن طاقة ندّثر بها في صقيع مطلق
    ليخصب المحل العام بذكريات تدعونا للمضي قدما
    على الرغم من أن : ( الدهر في صرفه حول وأغيار )
    واحديــن كربجوهـن وبـالبطايـن قـفّن
    واحديـن همهـم ديـل سورجن ديل صَفن
    واحديـن جالســــو الفوق الدبـاج يتغفن
    الحي رِزقـو ياكـلـو والبمـوت بتـكفـن
    تحضرنا قوة شكيمة الخالة / أم سترين بت تميم الدار
    في مواجهة الحوادث بحكمة وحديث مسجوع :
    (الما بموت وين بفوت )
    و( المو في بالك مابتستربو حالك )
    ومنهج الخال الشيخ عبد العزيز في الحياة :
    هاهي من هـنا برقيتي أوحيها
    إلى الذي قاطن فِي فـَي أعاليها
    اللاســلكي هل يحمـل لنا خبـرا ً
    أو من هنالك أخبـار عزّة يؤتيها
    أو يدرء الوحي يفهم كيف واجبه
    وواجب الرّســل حقا ً أن يؤديها
    ماكان للمرء أن يضمن ســعادته
    ولا لنفسـه أن يـدرك أمانـيـهـا
    لله لله نـفـس قـد عـلمـت لهــا
    حسـن التوكل في مسـراها يوليها
    العيـن تـعــشــق لحظات يميل لها
    قـلب الفتـى ويـريــح النفس يلهيها
    تعلق الظن في الآمال تـرضـى بــه
    وعن الحـقـيـقة ليـس الظن يغنيها
    إن الخطـوب إذا زحفت ركائبها
    جرِّد حسامك واضرب في نواصيها
    ويـوم بـثـيـنـة لاســيما سـتؤنسني
    ومن ماء الزجاج تســقيني وأسـقيها
    سـأشــرب الماء عـبـّا ً حتى أهرقه
    ومن الخلاصـة خالص نفسي أرويها
    أشـهى الشــراب إلى نفسي وراحتها
    فيها إليـه إلى مافي جيبي أفـنـيــها
    ما أنا تـارك الواجب ســـــــأفعله
    وما الشــراب يطيش روحي ويغميها
    إلى أن أسـلمها منـّي لخـالـقـهــا
    إن شـــــاء يرحمها وإن شاء يشقيها

    فيا سليل الأدباء الطيبين شيابك
    لك الشكر الوفير على هذا العطاء الغزير من شتى ضروب المعرفة
    من أدب وقانون وإجتماع وعلم نفس ، كنت قد جلست من قبل لعدة
    محاضرين ومستشارين في ندوات ومحاضرات في ذات السياق
    تعرضت لهذه القضية وتناولت القصائد ذات الصلة بالموضوع
    ولكنك أتيت بما لم تستطعه الأوائل وأنا على ذلك من الشاهدين .
                  

05-08-2008, 10:26 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: سمية الحسن طلحة)

    Quote: الأستاذ / أسعد الطيب العباسي
    كصبح لايفنى
    بل يتردد بذات الأمل
    تطل كتاباتك محملة بتفاؤل
    نرى الودق يخرج من خلاله
    تسوقه أشواق الماضي
    ليصب في كبد الحقيقة
    فيحيي العقول بعد موتها
    ويجري عيوناً ينهل منها عشاق الحرية المعافاة
    الذين لاتثنيهم حوادث الدهر عن بلوغ المنى
    لمسات تثير كوامن طاقة ندّثر بها في صقيع مطلق
    ليخصب المحل العام بذكريات تدعونا للمضي قدما
    على الرغم من أن : ( الدهر في صرفه حول وأغيار )

    Quote: فيا سليل الأدباء الطيبين شيابك
    لك الشكر الوفير على هذا العطاء الغزير من شتى ضروب المعرفة
    من أدب وقانون وإجتماع وعلم نفس ، كنت قد جلست من قبل لعدة
    محاضرين ومستشارين في ندوات ومحاضرات في ذات السياق
    تعرضت لهذه القضية وتناولت القصائد ذات الصلة بالموضوع
    ولكنك أتيت بما لم تستطعه الأوائل وأنا على ذلك من الشاهدين



    أختي الاستاذة سمية الحسن طلحة
    لك أعظم التحايا وأجل السلام يا بت ملوك النيل ولك العتبى حتى ترضي.. فقد تأخر عليك ردي.. ولكن كيف يجارى السحر .. وكيف تعانق الجبال..! فلا تلوميني .. ويامولاتي صفحاً وغفرا فالكريم له صدرٌ إذا ما أتاه لائذٌ رَحُبا. ولك مني الثناء الذي لا ينقطع.
                  

05-09-2008, 01:54 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعض القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    سادتي..
    تحية وسلاما..
    إيفاء بالوعد فإني أورد إليكم اليوم بعض القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة وهي أربع قصائد لأربعة شعراء فحول اخترتها لأنها تمثل جوانب مختلفة وشاملة لقضية اللقيطة الحسناء التي أوردت قصتها في بوست محاكمة القاتلة الحسناء وترافقت معها قصيدة قضية لقيطة التي كتبها رئيس المحكمة القاضي الطيب محمد سعيد العباسي وقد جاءت هذه القصيدة كتعريب شعري لدفاع المتهمة عن نفسها.
    أول هذه القصائد جاءت بعنوان (جريحة), كتبها الشاعر الأستاذ نور الدائم الشيخ عبد الوهاب وقد بدت هذه القصيدة الرائعة كلائحة دفاع عن القاتلة الحسناء, وثاني هذه القصائد جاءت بعنوان (حيثيات قضية), كتبها باقتدار الشاعر القاضي محمد ياسين الشيخ إدريس وسيدرك الناظر إليها أنها لائحة اتهامية فقد طالب فيها الشاعر أن يصدر حكم الجلد والإعدام في حق القاتلة, وثالث هذه القصائد جاءت بعنوان (القاضي) وهي قصيدة كتبها الشاعر الصوارمي خالد سعد وصور فيها الشاعر المبدع أحاسيس رئيس المحكمة ومشاعره عندما كان ينظر القضية وحكي الصوارمي هذه المشاعر كأنما عبر عنها رئيس المحكمة بلسانه ولا يخفى مافي القصيدة من تعاطف مع القاتلة , أما القصيدة الرابعة والأخيرة فقد كتبها وكيل النيابة الأستاذ محمد برير محمد توم وجاءت تحت عنوان ( مرافعة الروح) وقد البسها الشاعر الثوب القصصي في سرد بديع ساند به القتيل بيد انه خالف فيها الوقائع الحقيقية إذ بدت القاتلة في القصيدة كزوجة لقتيلها وغير ذلك من ما يمكن أن يستشفه القارئ من القصيدة. والآن اليكم هذه القصائد تباعاً بذات الترتيب الذي ذكرناه..

    القصيدة الأولى (جريحة) للشاعر الأستاذ نور الدائم الشيخ عبد الوهاب

    ونشأت لا أما تقبل صورتي
    أو والداً بحنانه يرعاني
    أو عمة عرفت بحسن خصالها
    أو خالة تروى يضم حناني
    أو أخوة شهروا علي بسالة
    وتدافعوا لحمايتي وكياني
    أو من قريب جاء يطلب راحتي
    لأعيش هانئة مدى الأزمان
    وودت أن احظى بعيش هانئ
    يادنيتي اشتاق للخلان
    أهوى الذي يهوى الحياة كريمة
    يرعى الوداد بعطفه يرعاني
    وأتى يدللني بكل مودة
    بسط اليدين الى بالإحسان
    كيف الخلاص من الهموم وقد بدت
    يانفسي لا صبر على الهجران
    أبدى الطرافة والظرافة والمنى
    كم قال إن البؤس لا يغشاني
    أعطيته قلبي المقطع حسرة
    ليلائم الجرح الذي أبكاني
    ويقاسم العين السهاد مودة
    من بعد ما ذهب الكرى وجفاني
    أعطيته عطفا وحبا صادقا
    ونسيت كل شقاوتي, أحزاني
    هو من ذئاب لا تراها جهرة
    أفعاله نبت من الشيطان
    أنا ما وجدت سوى الأصابع في الدجى
    ملهوفة للضم بالأحضان
    فاسود قلبي يا لها من حسرة
    نزلت علي كموجة الطوفان
    في حضنه بالدفء اشعر دائما
    ككبش الفداء بقيت في الميدان
    وأباح جسدي كي يباع ويشترى
    أبكي الغداة ولا أرى أخواني
    وتسابقت تلك الوحوش لتلتقي
    في المكر والتنكيل والهيجان
    لتنال مني ما تريد وتشتهي
    والشر كل الشر في الإنسان
    في الخنجر المسموم ألقى دنيتي
    هي متعة الأرواح والأبدان
    هي طعنة وردية في صدره
    خذها تذكر نزوة الشيطان
    خذها بطعم الحب إنك ماكر
    هي ليلة اللقيا لقاء ثاني
    فيها صفاء ياحبيبي ضحوه
    والعدل كل العدل في الميزان
    هذا انتصار ياحبيبي عاجل
    عشناه رغم مرارة الحرمان
    نم هانئا أنا ما جنيت بخاطري
    تلك الليالي قمة الخذلان
    مولاي سامحني لتغفر ذلتي
    غلب الفؤاد تأججت نيراني
    وشعرت أني في الحياة تعيسة
    ظلما وأن الشر قد أرداني
    وتخيرت نفسي الهلاك ولم أكن
    أهوى الحياة وقد خبرت زماني
    مولاي فاقض ولا تكن متعجلا
    لاقيت كل مذلة وهوان


    القصيدة الثانية ( حيثيات قضية) للقاضي الشاعر محمد يس الشيخ إدريس

    قد صانها في مهدها مولاي
    من غير والدها ودون هدايا
    ورعى طفولتها رعاية راحم
    فاقت أمها بمزايا
    وتجاوزت عهد الطفولة غضة
    لم تشك جوعا أو سياط رزايا
    حتى تبدت للعيون رشيدة
    بهواك لا تنساق أو بهوايا
    وبدا الجمال يحف سائر جسمها
    وغدا لها غزو به وسرايا
    قادتها للأوحال فكرة ماجن
    قد زان ظاهرها سراب نوايا
    واستمرأت عيش الرذيلة مدة
    وافتر منها ضاحك وثنايا
    فتذرعت بالعهر دون مخافة
    لله أو عار يمس صبايا
    إن كنت لم تؤمن بذلك مثلنا
    فاصغ لما سمعت به أذناي
    أنصت لقولتها الصريحة " طالما
    سكرت لضمة زنده نهدايا"
    لم يغتصبها كي يقال عفيفة
    بل كان دافعها الرضى .. مولايا
    فهي الضحية من خلال حديثها
    وهي البغي وقد عصت مولايا
    أمثال هذي لو تنال براءة
    ضاعت عدالتنا وضاع مناي
    فجزاؤها للبغي جلدك ظهرها
    هذا قضاء الله ليس قضايا
    فأمر بحد الله فيها لا تني
    او تعدلن بحكم ربك رايا
    واقتص منها في جريمة قتله
    واقدم وقيت مصائبا وخطايا
    ودع العواطف لا تشوب قضاءنا
    حكم العواطف جائر وبلايا
    فاصدع بما أمر الإله بفعله
    لتكون قد أنفذت حكم آيه
    وأبدت داء العهر من أوطاننا
    وتحول بين شبابنا و دنايا
    أرس العدالة في ربوع بلادنا
    وأرح ضمائرنا فنحن رعايا

    القصيدة الثالثة ( القاضي ) للشاعر الأستاذ الصوارمي خالد سعد

    قد كنت قبل اليوم أتقن مهنتي
    إذا ما ارتديت الى القضاء عباءتي
    حتى ابتليت بمحنة من هولها
    حسناء تخطو للقضاء بساحتي
    حسناء جيء بها لأحكم قبضتي
    في عنقها بالشنق.. شلت قبضتي
    كم يستبيني الحسن في زهر الربا
    وأراه روضا في عيون حبيستي
    واليوم إني شاعر في روضها
    من ثم قاضي... إن هذي محنتي
    السحر في ألق اللحاظ يهزني
    والشعر في نفسي وليد سجيتي
    زعموا بأن فتاتنا قتلت فتى
    بالخنجر المسموم دون جريرةِ
    ما كان يشبها القتال بخنجر
    فبطرفها تستطيع قتل الأمةِ
    وأرى القتيل ترف حولي روحه
    بالعدل والانصاف يرجو نصرتي
    إني أقاضي اليوم كل مشاعري
    متألما ارجو الشفاء لمهجتي
    يا أخت روحي في الجمال و في الهوى
    للحب جئت أم احتكمت لشرعتي
    فتشت في عينيك نظرة مجرم
    لم ألف غير الحسن فوق براءةِ
    يا أيها المقتول إنك ميت
    من قبل خنجرها بلحظ المقلةِ
    يا أيها المقتول إنك قاتل
    فالذئب لا ترديه سن الظبيةِ
    لو مات سبع في خباء خريدةِ
    أيحاط بالاجرام عنق خريدةِ؟
    أردت هواك برمية من سهمها
    فأراك منبهرا تموت بلحظةِ
    قتلت هواك وإنها لجريمةِ
    إني سأنصفك الغداة من التي
    هي من دماك بريئة يا سيدي
    قتلت غراما ذاك جرم صغيرتي
    وصفوك بالاحسان في ساحاتها
    أحسنت ثم كفرتها من عشرةِ
    إني استخرت الله ثم قضيت في
    أمر التي جاءت تساق لحكمتي
    فالقتل عمد والدفوع كثيرةِ
    والحكم لا يتلى بغير أدلةٍِ
    فهو استفز شعورها وأهانها
    وبذاك أسهم في وجود العلِة
    وتراكم الاسباب خفف إثمها
    سقط القصاص فيا لها من ذلةِ
    سأزجها في السجن تمكث ثلاثةِ
    والشرع عزرها بتلك الثلاثةِ
    والحق في استئناف حكمي قائم
    فلرب أمر ما استبان لفطنتي
    والله يشهد أن ذا عدل لها
    نصبت ميزاني بكل عدالةِ



    القصيدة الرابعة والأخيرة (مرافعة الروح) للشاعر الأستاذ محمد برير محمد توم

    مولاي روحي في السماء وزوجتي
    جاءوك في الأطياف يختصمان
    يرجون قسطا من عدالة مؤمن
    نشدوه في صفة من الرحمن
    مولاي عفوا أن أعود بقصتي
    بعض السنين لسالف الأزمان
    إني وجدت مليكتي قد أينعت
    في غير موضعها من الأطيان
    تنمو على صخر يؤلم ساقها
    والريح تلفحها بكل مكان
    واصفر من وهج الهجير شبابها
    وازور عنها فائض الغدران
    فدنوت منها كي أصون حياتها
    وأخذتها جزلا ببعض بناني
    وسقيتها ماء الحياة براحتي
    وغرستها وردا على بستاني
    فنمت على هذي الديار كريمة
    وغدت رفيقة مهجتي وأماني
    هي زوجتي يا سيدي وأنيستي
    بالسنة السمحاء والقرآن
    هي كل أسباب الهناء لسالفي
    قد كنت أغمرها بفيض حناني
    أعطيتها مما ملكت وصنتها
    ومنعت عنها ساعدي ولساني
    خبرتها أني وهبت بما ألي
    كل السعادة ليس بالامكان
    فتمردت يوما علي وجاهرت
    وبدت تحادث بالهوى أقراني
    ونصحتها ألا تبيع مودتي
    في سوق نخاس الى الشيطان
    فسلت عهودا قد رعيت وفائها
    وبدت تزيد علي في الروغان
    سافرت يوما باحثا عن رزقها
    ذقت العناء وبعدها أضناني
    وإذا أتاني الليل أشكو للدجى
    وأبث في بعض الفضا أشجاني
    ورجعت لا ألوي على شيء سوى
    لقيا الحبيب وفرحة التحنان
    وقرعت باب البيت حتى ملني
    وأطل نحوي سائر الجيران
    وعلمت أن البيت خال ما عدا
    كلبي الوفي يذود عن جدراني
    وبحثت عنها في الديار فلم أجد
    نبأ يثبت منطقي وكياني
    وبدأت أشعر بالدوار يلفني
    وجلست متكئا على أحزاني
    وسألت ربي أن أموت ولا أرى
    سوءا يؤرق مضجعي وأماني
    فإذا بها تأتي وينضح مسكها
    وتميل مثل تمايل الأغصان
    فأثرت ثائرتي وصحت بوجهها
    ماذا جلبت علي من خذلان
    فترددت في ردها وتلعثمت
    شفتاها ما عادا لينفتحان
    فلطمتها في خدها مستشفيا
    وإذا بمديتها تشق جناني
    فسقطت مسكوب الدماء مضرجا
    دمعي وبعض دماي يمتزجان
    ودعت أبواب الحياة بغصة
    وبها رفعت لحضرة الديان
    مولاي ان جاءت تكبكب دمعها
    سلها وسل عن فعلها اخواني
    سلها وكم أني منعت عواذلا
    يرمونها بالإثم والبهتان
    سلها وكيف أذب عنها ألسنا
    نثرت كنانتها الى العدوان
    بنت الخطيئة لم تكن كثيابها
    بيضاء باطنها من الأدران
    مولاي إن الكيد مشهود لها
    كادت ليوسف نسوة الشيطان
    إني أخاف على المروءة مثلها
    كي لا تضيع مروءة الإنسان
    مولاي دعها فلتعش لظلامها
    حسبي الشهادة ريحها أكفاني
    أنا لا أروم قصاص بنت خطيئة
    دعها إذا ساقت إليك معاذرا
    رفقا بها فالفضل في الاحسان
    إني سكنت الف=قبر ليس بأمرها
    لكن بأمر مسير الأكوان
    مولاي عاشت في الطفولة وحشة
    في الحي لم يعرف لها أبوان
    مولاي خذها للطبيب لعرضها
    فجنانها قد بات في نقصان
    أو أنها مخبولة في فكرها
    أو أنها ممسوسة من جان
    مولاي اجعل في قضائك حجة
    لله أرفع منطقي وبياني
    وهو الذي لا شك منصف حالتي
    وهو الكريم العدل في الميزان
    وهو الذي علم السرائر كلها
    وهو العليم بما احتوى وجداني


    سادتي ها أنتم تطلعون على هذه القصائد فحدثوني بآرائكم حول القضية وحول الحكم الصادر بها وحول تلك تلك القصيدة التي صاغها رئيس المحكمة, وهذا يتطلب منكم اعادة قراءة البوست من بدايته فهل أنتم فاعلون؟..
    ودمتم..
    أسعد الطيب العباسي
                  

05-16-2008, 09:03 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    سادتي لقد أوفيت بالوعد وأورت لكم أهم القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة الحسناء أرجو أن نتعاون سويا

    على تحليلها و تقييمها0
                  

05-19-2008, 08:05 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    ألا تزالون صامتين عن القصائد ويحكم؟ أتوقع أن تنشر صحيفة السوداني قصة محاكمة القاتلة الحسناء

    الجمعة القادمة بإضافة وتعديل صغيرين لم يؤثراعلى القصة ولا على واقعيتها فتابعوها هناك0
                  

05-22-2008, 02:52 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    اليوم أصدرت صحيفة السوداني ترويجها الأسبوعي لعدد الجمعة غدا وأعلنت أنها
    ستنشر غداً قصة محاكمة القاتلة الحسناء من خلال مقالي الراتب بعدد الجمعة0ِ
                  

05-23-2008, 12:28 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    نشرت صحيفة السوداني اليوم الجمعة بصفحة 8 الـجزء الأول
    من قصة محاكمة القاتلة الحسناء وسينشر الجزء الثانــي
    والأخير بعدد الجمعة القادم0وتحياتي للجميع0
    أسعد الطيب العباسي
                  

05-23-2008, 12:28 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)

    نشرت صحيفة السوداني اليوم الجمعة بصفحة 8 الـجزء الأول
    من قصة محاكمة القاتلة الحسناء وسينشر الجزء الثانــي
    والأخير بعدد الجمعة القادم0وتحياتي للجميع0
    أسعد الطيب العباسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de