|
محاكمة القاتلة الحسناء
|
محاكمة القاتلة الحسناء (القصة الواقعية للمحاكمة التي عرفت "بقضية لقيطة" وجرت برئاسة القاضي والشاعر الطيب محمد سعيد العباسي) بقلم: أسعد الطيب العباسي
عندما أذن الزمان لشهر يونيو ليبدأ دورته في العام 1957م وفي مساء من مساءا ته المثيرة والشمس تلتحم مع غروبها النحاسي الآفل, تسورت نبيلة إبنة العاشرة حائط الملجأ ورمت بنفسها خارجه0 هي لحظةُ كانت تخطط لها منذ أمد بعيد, فلم تكن نبيلة مسرورة بوجودها في هذا الملجأ القذر وكم كرهت تلك الغلظة التي كانت تبدو على وجه تلك المشرفة, ولم تحب حماقات ومشاكسات أولئك الأطفال اللقطاء الذين كان يضمهم الملجأ معها. بدأت نبيلة تركض مبتعدة عن الملجأ الذي بدا لها فى احمرار الأفق كنقطة سوداء تتباعد حتى تلاشت تماماً. أخذت نبيلة تجوب بأقدامها الصغيرة شوارع مدينة حلفا الجديدة دون هدف, فقد كان هدفها الوحيد هو الهروب من جحيم ذلك الملجأ, وعندما أخذ التعب منها كل مأخذ وأطبقت شفاهها الجافة على لهاتها اليابسة بفعل العطش وأحست بالجوع يهجم على معدتها طرقت أول باب صادفته وما أن فتح الباب حتى سقطت نبيلة عل مدخله, وأفاقت من إغماءتها وهي على فرش لم تعهده من قبل كأن حواشيه من المخمل الأرجواني, وبجوارها سيدة تنظر إليها في حنو وتحنان.. من أنت؟, ومن أين جئت يا ابنتي؟, لم تحاول نبيلة الكذب وردت عليها قائلة: هربت مساء أمس من الملجأ ولا أود الرجوع إلى ذلك المكان الذي كرهته. ورغم أن السيدة أدركت أن نبيلة لقيطة غير أنها عادت وسألتها عن عائلتها, فردت عليها نبيلة قائلة: قالت لي المشرفة على الملجأ أن أبي الذي ينتمي إلى قبيلة البصيليين إنفصل عن والدتي التي تنتمي إلى قبيلة البني عامر وهاجر إلى مصر ولم يعد, وأن والدتي توفيت عندما كانت تضعني , وعندما لم يجدوا لي أهلا أتوا بي لأتربى في هذا الملجأ,هكذا رووا لى حكايتى. ثم بكت, فهدأت السيدة من روعها وهي تقول لها حسناَ يا ابنتي إني امرأة وحيدة أعيش بهذا المنزل بعد أن هجرني زوجي ولم أرزق بأبناء وأتكسب بصناعة الخبز من خلال هذا المخبز البلدي الذي شيدته بذلك الركن من المنزل وأريد أن أتخذك إبنة لي لتساعديني في العمل وتعيشي معي .فرقص قلب نبيلة طرباً وبعد أن استعادت طاقتها بقليل من المأكل والمشرب بدأت عملها بمساعدة السيدة سكينة محمد إبراهيم صاحبة المنزل وأبدت جدة ومثابرة واستطاعت أن تكسب ثقة سيدتها وعطفها في وقت وجيز, وتعرفت نبيلة على زبائن سيدتها في الحي وتفتحت عيناها على نوع جديد من الحياة ألفته بسرعة وأحبته بعمق. غير أن ما كان يقلقها ويؤذي مشاعرها أن صبية وصبايا الحي يتفادونها ولا يقبلون اللعب معها أو مسامرتها, فرغم أن نبيلة عرفت بابنة السيدة سكينة إلا أن خبر هروبها من الملجأ وحقيقة أنها ابنة سفاح ذاع في الحي وانتشر. مر عامان ونبيلة تنعم بوجودها مع الحاجة سكينة, غير أن طارئاً قد حدث فقلب حياتها رأسا على عقب, ففي صباح باكر سمعت نبيلة طرقا على الباب أفزعها, ففي مثل هذا الوقت لا يأتي الزبائن, فتوجست خيفة فربما علمت إدارة الملجأ بوجودها هنا وأتوا لانتزاعها فأسرعت ورمت بنفسها بين أحضان سكينة التي أخذت تطمئنها وتعدها بأن لا قوة في الأرض تستطيع أن تنتزعها من هذا المنزل, واتجهت سكينة صوب الباب وفتحته فإذا بها وجها لوجه أمام زوجها الذي هجرها, فقد كانت تحبه حباً عميقا فتحرك كيانها وصار كتلة من مشاعر الصفح والغفران والتقت الأعين على ذلك الود القديم وهو لقاء كان كفيلا بأن يعيد نبيلة إلى الشارع حيث أتت, إذ لم يقبل عثمان وهو يعود إلى زوجته وجود لقيطة في منزله. فبدأت ملامح أخرى أكثر قسوة تتشكل على دروب نبيلة فعملت خادمة بالمنازل وعاملة بمصنع السكر وفي المزارع وبائعة في سوق الخضار, وهكذا سارت بها الحياة وتقاذفتها الطرقات, وعندما كبرت أضحت حسناء المدينة شابة فاتنة دعجاء العينين فارعة القوام ذهبية اللون فاحمه الشعر متكورة الصدر. لم تكن نبيلة منتبهة لهبة الجمال الذي وهبه لها الله إلا عندما أحست أن أعناق الرجال والشباب تشرأب إليها وأعينهم ترنوا لها بنهم شديد, وكانت تعلم جيداً أن جميعهم ذئاب بيد أنها الآن بحاجة إلى رجل يسعدها ويبث جذوة عاطفته ليشعل الضرام في مفاتنها, ويبعدها عن هذا الشقاء إلى شاطئ الأمان, أنها بحاجة إلى رجل تحتمي به ويحوطها بالعناية وعندما اشتدت هذه الرؤى وألحت على خاطرها قفز إلى ذهنها ذلك الشاب الوسيم الوافد إلى حلفا من الشمال ليعمل في محلج القطن, تذكرت نظراته المليئة بالحب وكلماته التي تحمل في جوفها سحرا ومحبة, تذكرت كيف كان يلقي بالكلمات على مسامعها برقة متناهية ولكنها كانت تبتعد عنه فى كل مرة. ولكنها تحس الآن أن حبا بدأ ينمو فى قلبها تجاهه ، فأخذت تحدث نفسها لماذا لا تكون زوجة لهشام, إنه شاب يمتاز بطلعته البهية ويعمل في وظيفة بالمحلج وله منزل متواضع ولكنه جميل بحي المصنع, كل ذلك كفيل بإنـهاء حالة التشرد التي تعاني منـها وبإرواء أنوثتـها المتفجرة. وعند أول لقاء بينهما أخذ هشام يهذي بكلمات حبه. فقالت له نبيلة: أتريد الزواج بي يا هشام أم تريد أن تغويني؟, قال: أتزوجك. قالت: إني بائسة لا أهل لي. قال: أتزوجك. قالت: إني لقيطة وعشت حياة اللقيطات. قال: أتزوجك. فأحست نبيلة بحب عميق والتهبت مشاعرها وشبت الحرائق في قلبها. وعندها أحس هشام أنه يسيطر على الموقف سيطرة كاملة اقترح على نبيلة أن تترك العمل وتأتي لتعيش في منزله ريثما يرتب أمر زواجهما, فبدا لها الاقتراح مريبا فرفضته ولكنه أردف قائلا سيكون الزواج في غضون أسبوع أسافر خلاله للأهل بالشمال لأخطارهم بزواجي ولن أكون معك بالمنزل سأقضي فيه هذه الليلة و سأحزم حقائبي باكراً للسفر, سأكون بغرفتي وستكونين بالغرفة الأخرى الملحقة بالسكن...صدقته...ثم رافقته لمنزله وبدأ الزمان يقرأ صفحة أخرى من كتاب مأساة نبيلة. فلم يكن هشام إلا ذئبا بشريا وكاذبا أشرا واستطاع أن يستميل فتاته في تلك الليلة وتمكن منها و أخذ يعاشرها معاشرة الأزواج, وكادت نبيلة أن تذعن لهذا الأمر الواقع فهي الآن تعيش مع من تحبه وتقضي معه أحلى الأيام والليالي, وقد استقر لها المأوى والمأكل والمشرب غير أنها كانت تنتفض بين الحين والآخر وتذكر هشام بوعوده المتكررة لها بالزواج , وعندما بدأت تلح عليه فى ذلك أسفر لها هشام عن وجهه الحقيقي وتوقف عن وعوده الكاذبة ورد عليها بحسم وعنف أن أهلي لن يقبلوا بأن أتزوج لقيطة ولن أقبل لنفسي بذلك, فإما أن نعيش كما نحن أو نفترق. صمتت نبيلة صمتاً حزيناً وعزمت على أمر وهو ألا تملكه جسدها بعد اليوم أبداً وصبر هشام على هذا الهجر طويلاً آملاً أن ترضخ فتاته بحسن المعاملة وحلو الحديث وأخذ يغرقها بالهدايا ولكن نبيلة ظلت على موقفها. وفي ذات ليلة عاد هشام وقد لعبت الخمر برأسه فرأى نبيلة نائمة فأخذ يوقظها وقد أسفرت عن وجه كالشمس وهو يتمتم بكل كلمات الحب الذى يكنه لها فأزاحته بيدها قائلة: ابتعد. ولكنه كان يحمل في تلك اللحظة أحاسيسا قوية تمنعه من الإبتعاد تماما فهجم عليها بضراوة واغتصبها بعنف ثم إستسلم إلى نوم متوتر واستسلمت هي الى نحيب ودموع. وفي الصباح غادر هشام إلى عمله ومن بعده غادرت نبيلة المنزل وفي نفسها عزم بعدم العودة إليه مرة أخرى, وعندما عاد هشام ووجد المنزل خلوا من نبيلة جن جنونه واجتاحته وحدة موحشة فأخذ يزرع المنزل جيئة وذهابا هكذا إلى أن أتى الليل وفجأة فغر باب المنزل فاه عن القمر, جاءت نبيلة اضطرارا فلم يعد لها في ضفاف المأوى سوى هذا المنزل فأقبل عليها هشام فاتحاً ذراعيه ليحتضنها وتسبقه كلمات الاعتذار وتمتمات الحب ولكنها كانت منهكة فانزوت عنه إلى مقعد تهالكت عليه ولم تحدثه, أغاظه صمتها فقال لها لماذا تصمتين وأين كنت؟, فلم يسمع هشام ردا ولا جوابا, فقال وقد تملكه الإستياء: ردي يا فاجرة, فبصقت على وجهه, فهاج وتحول إلى كيان من الغضب وقال لها: أتبصقين على وجهي أيتها البغي المومس؟, أتبصقين على وجه سيدك أيتها اللقيطة الهاربة المتشردة؟, ورفع كفه وأخذ يضربها على وجهها ضربا مبرحا فهبت واقفة وهي تحاول الهروب من ضربات هشام بأنحاء الغرفة, وعندما رأت في وجهه إصرارا على العنف ورأت خنجره مسجيا على المنضدة التقطته واستلته من غمده بسرعة ووجهته بعنف إلى صدره حتى غاب فيه تماما فخر هشام ساقطا على أرض الغرفة مضرجا بدمائه وسرعان ما أسلم الروح, فجلست نبيلة إلى جوار الجثة وأخذت تجهش ببكاء مر ومن ثم قررت أن تسلم نفسها إلى السلطات وبخطوات واجفة ومرتعشة اتجهت إلى مركز بوليس حلفا الجديدة وأخبرتهم وهي تتهدج بما حدث, على إثر ذلك سارع البوليس إلى مكان الحادث ورفع الجثة وتحقق منها وتم فتح بلاغ جنائي بالرقم 95 لسنة 1968م تحت المادة 251 من قانون العقوبات السوداني القتل العمد ضد نبيلة توفيق صالح وتم إيداعها الحراسة القانونية وتمت مواراة الجثة بعد التشريح وبعد أمر القاضي المختص وكتابة التقرير الطبي بأسباب الوفاة الذي قرر وجود منفذ جرحي بسب آلة حادة بعمق عشر سنتيمترات وعرض ثلاث سنتمترات بالصدر اخترق القلب وسبب نزيفا حادا أدى إلى الوفاة. رفعت البصمات عن الخنجر وتم وضعه كمعروض فى إجراءات البلاغ واكتملت التحريات التي ضمت اعترافا قضائيا من القاتلة وأعد قاضي الإحالة مذكرته بعد أن اكتملت لديه التحقيقات ومن ثم أحال البلاغ إلى المحكمة الكبرى التي ترأسها آنذاك قاضي مدينة حلفا الجديدة المقيم الشاعر الطيب محمد سعيد العباسي وعضوية كل من القاضيين بشرى الأمين مضوي ومحمد صلح النور علي. بدأت إجراءات المحاكمة وسط حضور جماهيري طاغي اكتظت به قاعة المحكمة وكان الحضور يزداد مع كل جلسة جديدة وأخذت المدينة تتحدث جهرا وهمسا بهذه القضية والكل يتكهن ويصدر حكمه, وما أكثر ما كان هناك من تباين بين آراء الناس حول هذه القضية التي تأرجحت مابين التعاطف مع نبيلة والقسوة عليها.. نبيلة كانت تبدو مطرقة وقليلة التوتر وهي داخل قفص الاتهام وبين الحين والآخر كانت تحاول حبس دموعها فتفشل فتنثال على محاجرها...هرع إلى الدفاع عن نبيلة عدد من المحامين على رأسهم محامي بور تسودان الشهير الهادي سليم. مع بداية الجلسة الأولى أمر رئيس المحكمة المتهمة بالوقوف وسألها:- س:- اسمك؟ ج:- نبيلة توفيق صالح. س:- عمرك؟ ج:- 21 عاما. س:- جنسيتك؟ ج:- سودانية. س:- ديانتك؟ ج:- مسلمة. س:- مهنتك؟ ج:- عاملة. س:- مكان سكنك؟ ج:- حي المصنع. س:- أتجيدين القراءة والكتابة؟ ج:- لا. ثم طلب منها رئيس المحكمة الجلوس فجلست وقد إزداد توترها وبلغ قمته عندما بدأ المتحري بسرد وقائع القضية والإجراءات التي قام باتخاذها والبينات التي جمعها حول الاتهام وأهمها إعتراف المتهمة القضائي الذي سرده وأقرت به المتهمة أمام المحكمة واختتم المتحري أقواله بقوله: إنه يقدم المتهمة لمحاكمتها عن جريمة القتل العمد تحت نص المادة 251 من قانون العقوبات. وبعد أن تمت مناقشة المتحري استمعت المحكمة لأقوال الدكتور محمد عبد الحميد موسى وهو الطبيب الذي أعد التقرير الطبي بسبب الوفاة ثم استمعت المحكمة إلى خبير البصمات الذي أكد وجود بصمات المتهمة على الخنجر الذي أستعمل فى القتل, ومن ثم طلب الإتهام قفل قضيته وتم رفع الجلسة لمدة عشر دقائق لإستجواب المتهمة. عادت الحكمة للانعقاد بعد مضي عشرة دقائق من رفعها وفور انعقادها أمر رئيسها المتهمة بالوقوف وطلب منها أن توضح للمحكمة ماتريد أن توضحه حول القضية، فوقفت نبيلة ولم يخف الإنهاك الجسدي والنفسي جمالها الأخاذ وحسنها الطاغي وبدأ الكل يتهيأ لسماع أقوال نبيلة التي بدأت حبيبات العرق تبدو على جبينها وتسيل لتختلط مع دموعها وفجأة وقبل أن تبدأ بالكلام سقطت مغشيا عليها على أرض قفص الاتهام فسارع نحوها الحرس وأمر رئيس المحكمة بنقلها إلى المستشفى وحدد جلسة أخرى لاستجوابها. في جلسة الاستجواب الجديدة التي انعقدت بعد مضي عشرة أيام من سابقتها بدت نبيلة أكثر إشراقاً وأقل توتراً وأطلت على المحكمة بقوامها الفارع وقدها المياس وأخذت توجه حديثها لرئيس المحكمة وهي تسرد قصة حياتها كاملة منذ أن كانت بالملجأ وحتى ارتكابها لجريمة القتل بكل تفاصيلها البشعة وكانت كلماتها البسيطة وعباراتها المؤثرة والصادقة والمعبرة وقصة حياتها المأساوية سببا كافيا جعل أكثر الحاضرين يتعاطفون معها ويعبرون عن هذا التعاطف بإيماءاتهم وآهاتهم تارة وبدموعهم وبكاءهم تارة أخرى, وكانت نبيلة قد سبحت في بحر الكلام واستعادت رباطة جأشها كأنما كانت تقول مرافعة تبكي فيها ماضيها وترثي حاضرها. فيما بعد قام رئيس المحكمة القاضي والشاعر الطيب محمد سعيد العباسي بترجمة ما قالته المتهمة في استجوابها شعرا من خلال قصيدة ذاع صيتها وطارت بأجنحة الشهرة. قال في مقدمتها النثرية:- نشأت بين أترابها لقيطة تتقاذفها الطرقات وعندما كبرت أصبحت حسناء المدينة, بادلها شاب وسيم الغرام وقضت معه أحلى الليالي فرأت فيه شاطئ الأمان ومع مر الأيام بدأ يشك في سلوكها بلا مبرر وأصبح يشتمها ويعيرها بأنها مومس بغي ويضربها فصممت على الانتقام منه ومن المجتمع في شخصه فطعنته في صدره بخنجر فمات... وقد عقدت محكمة كبرى بحلفا الجديدة لمحاكمتها وكنت آنذاك رئيسا للمحكمة وبعد أن استمعنا لأقوال الشهود وقفت تلك الحسناء المتهمة وقالت مرافعتها دفاعاً عن نفسها بلغتها العامية فعربت المرافعة شعرا. قالت موجهة كلامها لرئيس المحكمة:-
مَـوْلَايَ سَامَحْنـِيْ وَلَا تَعْتِــــــبْ إذا مَا خَانَنِيْ التَعبيرُ يَا مولايـا وَاغْفِرْ إِذَا كَدَرْتٌ سَاحَةَ عَدْلِنـَــــا بِمَقَــــالَةٍ مَشْئــومَـــةٍ كَصِبَايـا مَا ضَرَ عَالَمَنَا؟! إِذا لَمْ تَكُنْ فِيـهِ قَـرَابــينٌ وَفِــــــيهِ ضَحَايــــا فَتَحْتُ عَينِي في الحَياةِ وَحيـــــدَةً مَا قَادَني في دَرْبهـا أَبَوايـــــا أنا لَم أَجِد أُمِي تُهَدْهِدُ مَرْقـَـــدِي أو وَالدِي حَمـلَتْ يداهُ هَدَايـــــا أَنَا مَا لَعِبـــْتُ بِحُضْنِ أُمِي مـــَرةً مَا شَـاهَدَتْ عَينَي أَبي عَينَايـــــا عِشْتُ السِنِينَ طَويلــــةً وَعَرِيضَـــةً فِي فَيـْـضِ أَحــــْزَانٍ وَنَبْعِ رَزَايَـا وَشَقِيتُ مِن هِجْـــــرَانِ أَتْرَابــــِي وَمَا أَحْـلَاهُمُو مِـن صِبْيـَةٍ وَصَبَايـا فِي مَلْجَأٍ قَذِرٍ وَأَدْتُ طُفُولَتـِــــــي وَسَكَبْتُ فِي الطُـــرُقاَتِ نًورَ صِـبَايا وَخُطَايَ فِي الأَشـْـوَاكِ مَا عَــــادَتْ عَلَى الدَرْبِ العَسِيرِ كَمَا عَهَدْتُ خُطَايا دُنْيَايَ تُشْقِينِـي وَتُكْثِرُ لَوعَتــــي مـَـاذَا جَنَــيتُ أَنَا عَـلَـى دُنيَايا حتَى التَقَيتُ بِهِ وَسِيمـَاً ساحــِراً فَجَعَلتُهُ دُونَ الذِئابِ حِمـَـــايــا قَدْ كُنتُ أَهـْوَاهُ وَتَهوَى عَيـــــنُهُ عَيني وَتَعْشَـقُ ثَغرُهُ شَفَتَايــــــا هَذَا مُنَى قَلْبـِـــي وَ كُنْتُ غَـرِيرَةً إِنَ الأَمانِي بَعضُهُــن مَنَــــأيــا بَعْـضُ الرِجَالِ وَكَان مِنْهُم سَيِـــدِي تَخِــذَالنِسـَاءَ مَوائِداً وَسَبَأيـــا قَد كان يَأْتِينِي كَوَحْشٍ جَائِــــــعٍ وَيَنالُ مِنِي الشَيءَ دُونَ رِضَأيــــا وَأنا عَلى فَمهِ بَغـيٌ مومِـــــــسٌ وَأنا بِنَاظِـــرِهِ نِتاجُ خَطَايــــا كَلِمَــــاتُه ظَلتْ سَعِيـراً فِي دَمـي نَظَـراته أَضْحَتْ مُدَىً وَشَظايــــــا قَد كَانَ يُسقِيـنِي الهَـــوَانَ وهذه صَفَـعَاتُهُ شَهِـدتْ بِها خَـدَايـــــا حَتى إِذا حَانَ القَضَـــاءُ وَلم يَعُد لِلصَـبرِ يَامـولاي أَيُ بَقأيــــــا أَغْمَدتُ خِنجَرهُ بِصَدْرٍ طَالَمـــــــا سَكرَتْ لَضَـمةِ زَندِه نَهْدَايـــــــا مَـولَايَ سَامِحني وَلَا تَعْتَــــــبْ إذا ما خانَني التَعبيرُ يا مولايا واغفر إذا كَدَرْتُ سَاحة عَدْلِنــــا بِمـقَالةٍ مَشْـــؤُومةٍ كَصـبَايــــا هذِي هِيَ الأَقْدَارُ هَل لِي حِيلَــــةٌ إِن طـاوَعـتْ أَقدَارَهُنَ يَدَايـــــا أَنا لَـسْتُ مُذنِبَةً وَلَستُ بَريئَـــةً فَاحْكُم وَنَفِذْ مَاتـرَى مَولَايـــــا
بعد استجواب المتهمة حررت المحكمة التهمة ووجهتها للمتهمة بالصياغة التالية: (تتهمك هذه المحكمة بأنك وفي تاريخ 14\7\1968م قمت بقتل المجني عليه هشام عبدا الحميد أحمد عمداً عن طريق طعنه بالخنجر المعروض بصدره وبذلك تكوني قد خالفت نص المادة 251 من قانون العقوبات السوداني), ما هو ردك على التهمة؟, مذنبة أم غير مذنبة؟. نهض الأستاذ الهادي سليم المحامي متصدياً للرد على التهمة نيابة عن موكلته قائلاً: ( موكلتي غير مذنبة تحت نص المادة 251 من قانون العقوبات وأن قتلها للمجني عليه كان نتاجاً لمعركة مفاجئة وان إدانتها تبعاً لذلك يجب أن تكون القتل الجنائي وليس القتل العمد, كما تقرر المادة 253 من ذات القانون). ثم طلب المحامي بالسماح له بتقديم شهود الدفاع فجاءت إلى منصة الشهادة السيدة عواطف عباس أحمد التي كانت تشرف على ملجأ الأيتام ومن بعدها السيدة سكينة أحمد إبراهيم و أدليتا بأقوالهما وأبانتا حقيقة ما عانته نبيلة في حياتها وأضاءتا جوانب شخصيتها ومن ثم جاء للشهادة كل من خضر الماحي إسماعيل أحد العمال بمصنع السكر حيث كانت تعمل نبيلة فيه لبعض الوقت, واستمعت المحكمة لشهادة أحمد إسماعيل عبد الكريم الذي زامل المجني عليه بمحلج القطن وأوضح هذا الشاهد ما كان يرويه له المجني عليه وكيف أنه تعذب في حبها وهواها حتى أنه كان يضطر أحياناً إلى اغتصابها. قفلت قضية الدفاع وطلبت المحكمة من هيئتي الاتهام والدفاع بتقديم المرافعات النهائية في الجلسة التالية التي انتهى فيها الاتهام في مرافعته مطالباً بإدانة نبيلة تحت طائلة المادة 251 من قانون العقوبات السوداني وتوقيع أقصى العقوبة عليها وهي الإعدام شنقاً حتى الموت بينما طالب الدفاع في مرافعته بإدانة المتهمة بالقتل الجنائي لا العمد وأخذها لأقصى درجات الرأفة والرحمة. أصبح ملف القضية صالحاً للحكم فيه وحددت الحكمة جلسة 18\9\1968م موعداً للنطق بالحكم وكان هذا اليوم يوماً مشهوداً في تاريخ محاكم مدينة حلفا الجديدة, وأخذ الجمهور يتوافد إلى مباني المحكمة منذ السادسة صباحاً وعندما تم فتح قاعة المحكمة عن التاسعة صباحاً امتلأت عن آخرها في وقت وجيز ولم يجد البعض موقعه إلا تزاحماً على النوافذ فلا مكان لموضع قدم داخل القاعة, في العاشرة تماماً اعتلت هيئة المحكمة الكبرى منصة القاعة ووقف الحاضرون قبل أن يستوي القضاة على مقاعدهم وعندها طلب رئيس المحكمة من الحاضرين أن يتفضلوا بالجلوس وأن يلتزموا الهدوء, فساد القاعة صمت عميق إلا من تهدج الأنفاس وصوت الأوراق التي كان يقلبها رئيس المحكمة وبدأت نبيلة بقفص الاتهام يلفها الترقب والتوتر وبدأ رئيس المحكم في تلاوة حيثيات القرار. بسم الله الرحمن الرحيم محكمة حلفا الجديدة الكبرى حيثيات الحكم في القضية رقم 95 لسنة 1968م محاكمة المتهمة: نبيلة توفيق صالح المادة: 251 عقوبات هذه القضية التي نحن بصدد إصدار حكم فيها اليوم تنبئ عن جريمة قتل غير أن ما صاحبها من تفاصيل سابقة تفصح عن قضايا اجتماعية وأخلاقية خطيرة لا نود أن تسود مجتمعنا الذي يحمل قيما نبيلة وجبل على مكارم الأخلاق فالوقوع في براثن الزنا والرذيلة يجب أن يحارب, ففيهما مكامن كثيرة للخطر وأن دعم المؤسسات التربوية كالملاجئ وغيرها والاهتمام بها هو واجب أخلاقي يجب الأخذ به, وأن رفد قيمة التكافل الاجتماعي باعتباره موروثاً أخلاقيا وإنسانيا يجب الحفاظ عليه , نقول ذلك ونحن نعلم أن هنالك العديد من الجهات الأهلية والرسمية يقع عليها عبء صيانة تقاليد المجتمع وتنقية قيمه, على أننا نشير إلى ذلك باعتبار أن هذه القضية استحوذت اهتمام الرأي العام استحواذاً ملحوظاً ويجب ألا ننكر واجبنا القضائي الذي يهدف ضمن ما يهدف إلى ردع كل من تسول له نفسه مخالفة القانون بالعقوبة التي تعود به فرداً صالحاً للمجتمع و إذا ما وقعنا عقوبة استئصاليه كالإعدام فإن في ذلك عبرة وعظة للآخرين, قال تعالى ( ولكم في القصاص حيوة يا أولي الألباب), وبذلك نسير بطريق النجاح للحد من الجرائم الخطيرة كجرائم القتل . نعود الآن إلى قضيتنا الماثلة وهي كقضية جنائية خلت من التعقيد فوقائعها واضحة ولكن لابد من تحليل هذه الوقائع تحليلا قانونيا سليما لنصل إلى القرار الصائب حولها, فقد انحصرت وقائع هذه القضية بأنه وبتاريخ 14\7\1968م حضرت المتهمة لمركز بوليس حلفا معترفة بارتكابها جريمة قتل في حق المجني عليه هشام عبد الحميد أحمد وبعد الإجراءات اللازمة التي اتخذها البوليس تحت إشراف القاضي المختص رفعت إلينا الأوراق من قاضي الإحالة ومن ثم بدأت إجراءات هذه المحاكمة وبعد الانتهاء من قضيتي الاتهام والدفاع توصلت المحكمة للحقائق التالية: أولاً: إن المتهمة ودون سواها هي التي قامت بقتل المجني عليه وذلك ثابت باعترافها القضائي والذي أقرت به أمام هذه المحكمة مقروءا مع بقية الأدلة التي قدمها الاتهام. ثانياً: المتهمة كانت تعلم أن الموت هو النتيجة الراجحة وليس المحتملة لفعلها إذ إن توجيه ضربة نافذة بآلة حادة إلى القلب كما أبان التقرير الطبي لابد أن تكون قاتلة . ثالثاً: إن واقعة القتل في قضيتنا هذه حدثت في غرفة داخل منزل ليس فيه سوى القاتلة والمقتول, عليه فإن ما حدث يشهد عليه شخص وحيد وهي القاتلة ولم نجد شيئا يعارض روايتها للأحداث عليه سنأخذ بما جاء في أقوالها باعتبارها الشاهدة الوحيدة لما حدث في تلك الغرفة. رابعاً: نقرر وبكل اطمئنان قيام الركن المادي لجريمة القتل العمد. والآن يثور تساؤل آخر هل تستفيد المتهمة من أي من الاستثناءات الواردة بالمادة 249 من قانون العقوبات لتنزل بنوع جريمتها من القتل العمد إلى القتل الجنائي. دفع محامي الدفاع بالمعركة المفاجئة وهي إحدى الاستثناءات الواردة بالمادة المذكورة التي تنزل بدرجة القتل العمد إلى درجة القتل الجنائي, وقد بحثنا هذا الدفع على ضوء وقائع الجريمة فوجدنا أنه لا يمكن للمتهمة أن تستفيد من هذا الدفع ولا يمكن أن ينطبق عليها حسب وقائع الجريمة الثابتة, فهذا الاستثناء الذي ورد بالمادة 249 من قانون العقوبات يشترط لانطباقه عدم استغلال المتهم لظروف المعركة المفاجئة من حيث تناسب الأسلحة والسلوك غير العادي أو القاسي, فالمتهمة استغلت ظرفا غير متاح للمجني عليه الذي كان اعزلاً وان سلوكها كان قاسياً على النحو الذي أفصحت عنه الوقائع وقد رأينا ونحن نستبعد هذا الدفع أن ندرس ما تبقى من الاستثناءات الواردة في المادة المذكورة وقد استبعدنا كافة الاستثناءات الواردة لعدم انطباقها والجدير بالدراسة هما استثناءان مما ورد في المادة 249 وهما تجاوز حدود الدفاع الشرعي والاستفزاز الشديد المفاجئ, وبعد تمحيصنا للوقائع وضح لنا أن المتهمة لم تكن في حالة دفاع شرعي عن النفس وان ما سلكه المجني عليه تجاهها لا يرقى لدرجة التخوف على حياتها منه أو الأذى الجسيم, والآن نناقش استثناء الاستفزاز الشديد المفاجئ والذي يشترط لانطباقه إتحاد عنصري الشدة والمفاجئة وأن العبرة في الإثارة الفجائية ليس بنوع الموقف أو تفاصيله ولكن العبرة بالمشاعر التي يولدها الموقف والمشهد المحيط به في نفس المتهم وبتكاتف الظروف الكافية لجعل الشخص العادي يفقد توازنه وقدرته على ضبط أعصابه كما أن الاستفزازات السابقة تولد ما يسمى بالاستفزازات المتراكمة وهي التي تجعل المتهم في حالة غليان قابل للانفجار لدى أدنى استفزاز يمسه من الشخص الذي تسبب في ذلك التراكم. كما أن ليس على المتهم إثبات دفع الاستفزاز الشديد المفاجئ وراء مرحلة الشك المعقول بل يكفي أن تنشأ الظروف والملابسات والقرائن التي ترجح صحة روايته. وقد ثبت لنا أن المجني عليه في ليلة الحادث وجه إساءات بذيئة إلى المتهمة ألحقها بصفعات على وجهها مما نعده استفزازا شديدا و مفاجئا وفقا للقانون وما جرى عليه القضاء, هذا فضلا عن أن الاستفزاز كان متراكما عليه نقرر استفادة المتهمة من الاستثناء الأول الوارد في المادة 249 من قانون العقوبات وأن القتل قد حدث نتيجة لهذا الاستفزاز. عليه نقرر إدانة المتهمة تحت المادة 253 من قانون العقوبات. طلبت المحكمة من الاتهام والدفاع تقديم ما لديهم من أسباب مخففة للعقوبة, فاكتفى الاتهام بالقول بان المتهمة ارتكبت الجريمة بقسوة وفظاعة لذا تستحق اشد العقوبة المنصوص عليها تحت المادة 253 وهي السجن المؤبد بينما ذكر الدفاع أسبابه المخففة وهي خلو صحيفة المدانة من أي سوابق قضائية وصغر سنها وما واجهته من قسوة الحياة ومرارتها وسلوكها النبيل وهي تسلم نفسها للسلطات بعد الحادث مباشرة. رفعت الجلسة للمداولة حول إصدار العقوبة المناسبة وعادت المحكمة للانعقاد في ذات اليوم وأصدرت حكمها بإجماع آراء أعضائها على المدانة نبيلة توفيق صالح بالسجن لمدة ثلاث سنوات من تاريخ دخولها الحراسة في 14\7\1968م. استقبل أغلب الحاضرين الحكم بالتهليل والتكبير وصرخوا بحياة العدالة بينما خرج البعض غاضبا وغير راض على هذا الحكم واعتبره مخففا. وجدت نبيلة نفسها بين أحضان الحاجة سكينة قبل أن ينتزعها الحرس ويتوجه بها نحو السجن. قضت نبيلة ما تبقى لها من عقوبة السجن بعد أن تم إلغاء ربع العقوبة بواسطة سلطات السجن لحسن سيرها وسلوكها, وعادت وهي تحاول الاندماج في المجتمع وقد صممت أن تعيش عيش الشريفات العفيفات ولكن ذات مساء وجدوا جثتها ملقي بها بجوار المصنع وفي جسدها أكثر من عشرة طعنات عنيفة. إنتهى... أسعد الطيب العباسي
(عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 04-25-2008, 03:21 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
قصيدة قضية لقيطة المرفقة مع بوست محاكمة القاتلة الحسناء تم نشرها لأول مرة فى الصحف فى العام 1969م وطلب شاعرها القاضى الطيب محمد سعيد العباسى من الشعراء القانونيين بالرد عليها شعرا وبالفعل نشرت فى ذلك الزمان عدة قصائد بعضها كان متعاطفا مع القاتلة والبعض كان ضدها ومن أبرز القصائد التى وقف شاعرها مع نبيلة كانت قصيدة الشاعر نور الدائم عبد الوهاب وكان أكثر الشعراء تطرفا وقساوة وتحاملا ضد القاتلة الحسناء هو الشاعر القاضى يس الشيخ إدريس وقد شاءت المقادير أن يقترن القاضى يس الشيخ إدريس بإبنة عمنا الشيخ ضياء الدين محمد سعيد العباسى ولما علم والدنا الطيب محمد سعيد العباسى بأن يس الشيخ إدريس هو نفسه الذى قسى على نبيله شعرا قال له مداعبا لو كنت أعلم بأمرك قبل أن تقترن بإبنة أخى لاعترضت على زواجك...! سأقوم لاحقا بنشر كل القصائد التى قيلت فى قضية لقيطة
وتحياتى لكل أعضاء المنبر والزائرين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
الأخ أسعد العباسى مرحب كتير ياخ
قصة مؤثرة فعلآ .. حيثيات الحكم تنطوى على إقتران القانون بالنضمير الصاحى .. والإنسانية .. الشيئ الذى ضاع منا الآن وأصبح القانون سيفآ مسلطآ وليس إحقاقآ للعدالة .. ولو قاضينا الشاعر الإنسان الطيب العباسى فى عهدنا هذا لأحالوه للصالح العام ..
النهاية محزنة إمتداد الى تخلف البغضاء والنفوس التى خلع من قلبها الرحمة ..
شكرآ السرد الشيق .. ولكنى قرأتها بعد طباعتها.. قليلآ من الخط الـ (Bold) رفقآ بأعيننا
مرحب بيك كتير .. وفى إنتظار القصائد
مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: رأفت ميلاد)
|
Quote: حيثيات الحكم تنطوى على إقتران القانون بالنضمير الصاحى .. والإنسانية .. الشيئ الذى ضاع منا الآن وأصبح القانون سيفآ مسلطآ وليس إحقاقآ للعدالة ..
|
العزيز رأفت ميلاد لقد وضعت بمداخلتك هذه المبضع في مكان الألم, وأعدت إلى أذهاننا المواريث القضائية القديمة التي تبددت على أثر الضربات المتلاحقة الذي ظل الجهاز التنفيذي يسددها إلى جسم القضاء حتى كاد أن يفقد أهم سماته وهو الاستقلال, وقد بدأت هذه الضربات في تاريخ السودان الحديث عندما رفض الجهاز التنفيذي في عهد السيد الصادق المهدي عندما جاء لأول مرة لرئاسة الوزارة تنفيذ قرار المحكمة العليا ببطلان حل الحزب الشيوعي واعتبر أن ذلك حكما تقريريا, كانت هذه الأزمة هي سبب الإستقالة الشهيرة التي تقدم بها رئيس القضاء آنذاك السيد بابكر عوض الله ومن العجيب أن يسجل رئيس القضاء هذا موقفاً يحسب له ويعود ليتآمر على الديموقراطية ويطيح بهامتعاوناً مع النميري وزمرته, ويتسبب في الضربة التالية بما سمي بمذبحة القضاء عندما تم إقصاء أربعة عشر قاضياً بالمحكمة العليا كانوا من خيرة قضاة السودان, وذات المذبحة تكررت بصورة أبشع عندما أحيل عدد كبير من القضاة الى الصالح العام في عهدنا الماثل ففقد صغار القضاة القدوة والخبرة اللازمتين لاداء العمل القضائي هذا غير ماتعرضت له القوانين من تعديلات عشوائية والكثير منها مخالف للدستور ومبادئ العدالة وحقوق الانسان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: محمد مكى محمد)
|
تسجيل حضور و مرحبا بك أخى أسعد لتنشر لنا دررك و درر العم الأستاذ الطيب العباسى من الشعر الذى أمتع به الأجيال .... و شغل الناس به زمنا.... شعرا رصينا فصيحا و عاميا... و قد ورث الشعر كابرا عن كابر قلوبنا حاضرة و أذاننا صاغية فلك و لهم التحية و التجلة... و قد خلعنا نعلينا بباكم....
محمد عبدالرحمن شمس الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Mohamad Shamseldin)
|
Quote: [عندما أذن الزمان لشهر يونيو ليبدأ دورته في العام 1957م وفي مساء من مساءا ته المثيرة والشمس تلتحم مع غروبها النحاسي الآفل |
أظنك تقصد 1967 وليست 1957 لانه حسب اعتقادى ان حلفا الجديده فى هذا التاريخ لم تتكون
قصه اجتماعيه مؤثره حقا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: wadalzain)
|
Quote: أظنك تقصد 1967 وليست 1957 لانه حسب اعتقادى ان حلفا الجديده فى هذا التاريخ لم تتكون
|
الأخ ود الزين, لقد قمت بالفعل بالإشارة الى نتوء في القصة من حيث التواريخ فلجأت للمصدر الاساسي للاستيثاق عن التواريخ الصحيحة فثبت لي ان نبيلة عندما قدمت للمحاكمة كان عمرها 18عاماًوليس 21 عاما كما ورد بالقصة وانها عندما هربت من الملجأ كان عمرها 12 عاما وليس 10 اعوام, وكان تاريخ الهروب في العام 1962م وهذا يتسق مع ملاحظتك فحلفا الجديدة نشأت في العام 1961م. كلي اسف على هذا القصور واشكرك جزيل الشكر على هذا المرور المفيد والرائع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
ملاحظة الأخ ود الزين جعلتني أعدل في الصياغة بما يتسق ومعلومات المصادر وهذا ما ستجدونه عند نشر القصة بصحيفة السوداني وسأقوم لاحقا بالتعديل اللازم هنا شكرا لك مرة أخرى أخي ود الزين0
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Mohamad Shamseldin)
|
Quote: تسجيل حضور و مرحبا بك أخى أسعد لتنشر لنا دررك و درر العم الأستاذ الطيب العباسى من الشعر الذى أمتع به الأجيال .... و شغل الناس به زمنا.... شعرا رصينا فصيحا و عاميا... و قد ورث الشعر كابرا عن كابر قلوبنا حاضرة و أذاننا صاغية فلك و لهم التحية و التجلة... و قد خلعنا نعلينا بباكم.... |
الودود محمد شمس الدين شكراً للمرور واعدك بنشر ماتعلم ومالاتعلم عن الوالد الشاعر الطيب العباسي, على الاقل سيكون ذلك من باب الوفاء لاستاذي الاول الذي علمني فن مغازلة الفصحى وكيف استميلها لأبيتن بين خلاخلها ودمالجها. أما وقد قلت : خلعنا نعلينا بباكم فأنا عندما جئت لباب هذا المنتدى تمثلت بقول الصوفي الذي وقف على باب شيوخه واستمسك به وقال: لن اترك الباب حتى تصلحوا عوجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: محمد مكى محمد)
|
Quote: الف مرحب بيك يا أسعد... كتابه رصينه وقلم بستحوذ الوجدان... فى إنتظار تكمله البوست بالقصائد والمزيد من كتاباتك...
|
أشكرك على الترحيب والثناء أخي محمد مكي, مازال هذا البوست في مرحلة الطفولة يبحث عن ملامح صباه بالآراء والقصائد التي ستراها قريباً, أما الكتابة فاختلطت بدمي وسأظل أنزف لكم باستمرار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
أستاذ أسعد أسعد الله صباحك
أبكيتنا من الصباح كدا ولكنه شعور مقترن بالفرح أيضا بالنسبة لرأفة وعدل القضاء
سرد جميل ووقائع تفطر القلب
وفى انتظار الوعد:
Quote: سأقوم لاحقا بنشر كل القصائد التى قيلت فى قضية لقيطة |
مودتى
سماح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: sama7)
|
Quote: أستاذ أسعد أسعد الله صباحك
أبكيتنا من الصباح كدا ولكنه شعور مقترن بالفرح أيضا بالنسبة لرأفة وعدل القضاء
سرد جميل ووقائع تفطر القلب
وفى انتظار الوعد:
Quote: سأقوم لاحقا بنشر كل القصائد التى قيلت فى قضية لقيطة
|
ليت البكاء يغادر يا سماح وليت الرأفة والعدل يعودان .. وسلم قلبك.. والقصائد في الطريق .. وشكرا على المرور الرائع .. وليتك لا تغيبين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
اسعد العزيز...تحياتى اعلم تماما ومنذ دخولك المنبر انك سوف تعدو ولا تبدا حبوا كما فعل اغلبنا هنا وتجى اول مساهماتك بهذه الكثافه والفخامة.. شهادتى فيك مجروحة حد النزف.. ولكن سعادتى بمشاركتك ايانا هذا المنبر تزيدنى فخرا.. ولا اغالى ان قلت لك اننى ازداد طولا كلما احنيت هامتى لك. وساحكى لابنائى اننى عشت فى زمن اسعد العباسى.. لك التحايا ياوريف فقد روتنى تلك الحكاية اتمنى ان لاتحرمنا من فيض نعماءك ودمتم،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: صديق الموج)
|
Quote: اسعد العزيز...تحياتى اعلم تماما ومنذ دخولك المنبر انك سوف تعدو ولا تبدا حبوا كما فعل اغلبنا هنا وتجى اول مساهماتك بهذه الكثافه والفخامة.. شهادتى فيك مجروحة حد النزف.. ولكن سعادتى بمشاركتك ايانا هذا المنبر تزيدنى فخرا.. ولا اغالى ان قلت لك اننى ازداد طولا كلما احنيت هامتى لك. وساحكى لابنائى اننى عشت فى زمن اسعد العباسى.. لك التحايا ياوريف فقد روتنى تلك الحكاية اتمنى ان لاتحرمنا من فيض نعماءك ودمتم،،،
|
شكرا عزيزي الموج على هذه الكلمات الطيبات ولكنني اخشى ان تكون قد استشحمت ذا ورم..!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
الأخ/ أسعد العباسى .. تحياتى
لدىّ مطلب صغير يتعلق بحجب اسماء الشخوص وتحديداً المتهمة/ القبائل والمدن طالما أن النشر يتم الآن فى هذا الفضاء الأسفيرى ، نعم التفاصيل موجودة فى المجلدات القانونية ولكنها تختص بشريحة القانونيين ، ولا باس من مشاركة الجميع بها مع بعض التعديل ، طالما أن المغزى المطلوب هو إيراد الواقعة كعمل أدبى متميز لا يختلف فى تميزه إثنان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: أبوبكر أبوالقاسم)
|
Quote: لدىّ مطلب صغير يتعلق بحجب اسماء الشخوص وتحديداً المتهمة/ القبائل والمدن طالما أن النشر يتم الآن فى هذا الفضاء الأسفيرى ، نعم التفاصيل موجودة فى المجلدات القانونية ولكنها تختص بشريحة القانونيين ، ولا باس من مشاركة الجميع بها مع بعض التعديل ، طالما أن المغزى المطلوب هو إيراد الواقعة كعمل أدبى متميز لا يختلف فى تميزه إثنان .
|
الأخ أبوبكر أبو القاسم تحياتي وشكري على هذه المداخلة القيمة, فقد خطر بذهني قبل ان ادفع بالنص للنشر من خلال هذا المنتدى ان اوضح ان اسماء القبائل واسماء الاشخاص عدا اسم رئيس المحكمة هي اسماء رمزية غير اني ماوددت ان اربك القارئ والان اقرر ان ما ورد من اسماء قبائل واشخاص عدا ما استثنيناه هي من وحي خيال الكاتب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
استاذ اسعد العباسي
لم اجد نفسي الا ان التهم هذا النص الثري مرارا و تكرارا ... لن اقول لجمال السرد و حقائق الوقائع فقط و لكن لانسانية القضية التي تطرح بقوة العديد من الاسئلة
في انتظار القصائد الاخري .. و شكرا استاذ اسعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Sahar Yousif)
|
بدايه قيمه جدا..
شكرا لك كثيرا.. قصة نبيله قصة آلاف في مجتمعنا..حتي وان اختلفت التفاصيل قليلا.. أكثر ماعجبني بجوار الجوانب الأنسانيه والقانونيه فيها..
الأشعار التي جعلت من قصة نبيله "اسطوره"..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: munswor almophtah)
|
الى جانب روعة السرد والبيان الساحر فقد جعلتنا قصة القاتلة الحسناء نتحسر كثيرا على سودان الستينات بقضائه النزيه وقضاته العلماء. رحم الله ذلك الزمان وجزى عنا علمائنا، امثال مولانا الطيب العباسي ، خيرا على هذا الارث القضائي الثر.
دمت يا اسعد ومرحبا بك مرة اخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)
|
الأخ الأستاذ أحمد يوسف ابو حريرة تحياتي اشكرك على مرورك الدائم والمستمر وقد حزنت لحد الاسف عندما جعلتك تتحسر وتترحم على ذلك الزمان الرائع, فقد رايت في حروفك اشجانا عميقة و احزانا بادية ولكننا ياصديقي لا بد ان نتاسى بذلك الزمان الذي حملت لنا احداثه كل اسباب السعادة ومضى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Muna Khugali)
|
Quote: أكثر ماعجبني بجوار الجوانب الأنسانيه والقانونيه فيها..
الأشعار التي جعلت من قصة نبيله "اسطوره".. |
اخني منى خوجلي شكرا لمداخلتك وارجو ان تكوني متابعة فلبوست محاكمة القاتلة الحسناء اضافة اخرى هي مجموعة من القصائدلعدد من الشعراء منهم من وقف مع نبيلة ومنهم من وقف ضدها وسانشرها قريبا جدا فساهمي بتعليقك حولها.. خاصة وانك اعجبت بالشعر الذي ترافق مع القصة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Sahar Yousif)
|
Quote: لم اجد نفسي الا ان التهم هذا النص الثري مرارا و تكرارا ... لن اقول لجمال السرد و حقائق الوقائع فقط و لكن لانسانية القضية التي تطرح بقوة العديد من الاسئلة
في انتظار القصائد الاخري .. |
الأخت سحر يوسف, لقد سحرتني مداخلتك فشكرا لك.. و من دواعي الانسانية التي ذكرتيها ان نوقظ ذاكرة المجتمع فلا تتعرض اي زهرة يانعة للسحق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
مرحبا بالصديق أسعد الطيب وهذه بداية رائعة مع ثقتى عن علم يقين بان ما سوف يجود به سليل الشيخ احمد الطيب.الشيخ محمد شريف.العلامة محمد سعيد العباسى.مولانا الاستاذ الطيب العباسى ثقتى اذا لم يضن بان كتاباته سوف تكون خير سلوى فى زمان قل فيه الانتاج الادبى وخير تعزية فى زمان نشكو فيه من زحف الجفاف والتصحر الثقافى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Abdalla Alfadlabi)
|
أسعد الطيب لكم احب اباك الشاعر الإنسان وبهذه القصةفجرت في دواخلي هموم وشجون الفن لابد ان يدعم المجتمع والحياة لم اجد في فنوننا الدرامية قصة محكمة وعميقة لقيم متعددة ... السلوك العنيف ضد المرأة الزنا النخوة المجتمع في الستينات والكلام عن المثال اتمنى ان اقدر احقق منها عملا دراميا لك الشكر على هذه الكتابة البسيطة والعميقة شكرا لك ومحبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: محمد سنى دفع الله)
|
الحبيب إبن الحبيب أسعد
سلام على روحك الطيبة
الإستهلالة:
مررت على واحة آل العباسي.. وشممت عبق الأحبة .. وقل لمولانا سامحني مولاي إن قصرت عنك قدماي وقلمي وسررت لإنضمامك للبورد.. برغم حزني لجفائك لي إلا أن قلبي أبداً زاخر بحبكم .. دعني أهمس في أذنك: من يبر والده لا ينس أن يبر أصدقاء والده!!!
المتن:
في غير مكان قرأت هذا المد الجميل الذي يفكك منطقة تقع بين فسحة النور وسدوم الظلمة والوعي أحيانا .. أو تقع بين هلاكين إن جاز التعبير ، النور يبهر الرائي / اللاوعي... والظلام يقهر الرائي / الوعي ... وأظن أن هذه القصيدة بمفرداتها وبحجمها متسعة بوعيها ومفهومها لفعل الشعر ومنطق الشعر ووعي الشعر كأنها فينا ونحن نحسها ولا نراها ونظنها فالمساحة المتسعة لخيط الشعر لا يأتي إلا صادقاً وشفافاً شفافية روح الطيب العباسي القاضي العادل والشاعر الذي لا يجارى ولا يخفى عليك أن هناك من يظن أن الشعر مجرد رص رفوف وإطلاق مقولة يكسبها الشاعر ويحيك على مقاسها كل عباءات نظام الأستذة والتلمذة التي يريدها ويورط بها خلفه الذين( يأنجلونها) فهؤلاء يتعدون على حرمة الشعر المقدسة وفي هكذا حال يركن أمثال الطيب إلى واحته نأئياً بنفسه من عالم الغث الهزيل.الطيب العباسي ورد من ظهر ليث من سلالةهزابرة وجذور عيادرسة( لا لتقعير الصفات ولكن لإظهار مكنونات اللغة)التي ملك الطيب نواصيها.. شكراً أخي وصديقي وأبن صديقي الذي عقني.
ابوبكر يوسف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
Quote: برغم حزني لجفائك لي إلا أن قلبي أبداً زاخر بحبكم .. |
Quote: شكراً أخي وصديقي وأبن صديقي الذي عقني. |
العزيز جداً الدكتور أبو بكر يوسف إبراهيم كل تحية تقصر عن مقامكم. لا أدري كيف اناديك, عمي ام شقيقي الاكبر ولكن عليك ان تعلم أنني لا زلت احتفظ لك بتلك المودة الكبيرة التي سرت في كياني منذ ان رأيت في عيني والدي تلك المحبة العميقة التي يكنها لك وقد ترسخت تلك المودة وتعملقت في قلبي وكياني وانت تشملني بمعاطف غفرانك وصفحك.. واليوم تعاتبني ليبقى الوداد.. وانت تعلم انك احق اصدقاء والدي بالبر وما انت من ُتعًقْ يا أبا بكر ياصديقي يا أُخَيْ.. لا تحزن فالجفاء ماكان بيدي ولم يهمس لي به قلبي المتفجر بمودتكم ولكن كما قال شاعرك المفضل محمد سعيد العباسي:
لا تَلٌمنِي أخي فما الذنب إلا..... لِزَمَانِي وَلُمْ عَوَادِي الزمانِ فهو مني كما عَهِدتُ كِلَانــا..... مُمْعِنٌ فِي تَراشُقٍ وطِعَــــانِِ لي عليه دَينٌ وانت عليـــم..... كَيف قاضيتَه وكيف لَوَانِــي
لقد أشجتني مداخلتك حتى كادت أن تسقط الدمع من عيني ليس لأنها فخيمة في لغتها وأدبها وعلميتها ولكن لأنها وشت لي بأنك لا تزال تحبني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: محمد سنى دفع الله)
|
Quote: اتمنى ان اقدر احقق منها عملا دراميا
|
الأستاذ الكبير والفنان المتفرد محمد سني دفع الله-كنت أظن أنها السني- لك تحياتي ومودتي ما أن قرأت مداخلتك القيمة التي حوت ضمن ما حوت أمنيتك بأن تحقق من قصة محاكمة القاتلة الحسناء عملا دراميا حتى تفجر في داخلي فرح طاغي, وأذكر أن المرحوم الأستاذ الدكتور محمد ممدوح عطية الذي تبوأ وزارة العدل في مصر كان في زيارة على رأس وفد قضائي إلى مدينة الأبيض رافقه فيها رئيس القضاء السوداني الأسبق مولانا خلف الله الرشيد وكان والدي آنذاك رئيسا لمحكمة استئناف غرب السودان وعندما ألقى عليهم والدي قصيدة لقيطة طلب الدكتور محمد ممدوح أن تكتب له هذه القصيدة ليقوم بدوره بعرضها على مخرج الروائع المصري حسن الامام ليصنع منها فيلما سينمائيا, غير أن الأمر لم يتحقق. وانت اليوم تجدد الامال مما يدفع بي الان ان اقول لك انه بموجب هذا الرد فاني متنازل لك عن ملكيتي الفكرية للقصة فافعل بها ماتشاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Abdalla Alfadlabi)
|
Quote: مرحبا بالصديق أسعد الطيب وهذه بداية رائعة مع ثقتى عن علم يقين بان ما سوف يجود به سليل الشيخ احمد الطيب.الشيخ محمد شريف.العلامة محمد سعيد العباسى.مولانا الاستاذ الطيب العباسى ثقتى اذا لم يضن بان كتاباته سوف تكون خير سلوى فى زمان قل فيه الانتاج الادبى وخير تعزية فى زمان نشكو فيه من زحف الجفاف والتصحر الثقافى.
|
لازلت ياصديقي الفاضلابي ترفد صداقتنا التي لا زالت مزدهرة منذ اكثر من 25 عاما, قد سرني جدا مرورك الرائع وقد كان وقع ترحيبك بي في نفسي وقع مختلف وهو كدأبك دائماتخرجه من دواخلك البيضاء النقية ومن وجدانك الصادق ولكن علينا يا صديقي أن لا ننظر الى الجدب والجفاف والتصحر وعلينا ان نرنوا باعيننا الى السماء والى تلك السحب الملاء لنستقبلها كما يستقبلها الاعراب في البادية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
أخي الحبيب أسعد
سلامٌ على روحك الطيبة
من أبكى من؟ !!! ومتى غضبت عنك لأصفح؟
خذ من ترجمان الأشواق لإبن عربي:
سلام على سلمى ومن حل في الحمى.. وحق لمثلي رقة أن يسلما وماذا عليها أن ترد تحيــــــة.. علينا ولكن لا احتكام على الدمى!!
وهاك ما قاله رابعة العدوية:
كأسي وخمري والنديم ثلاثة.. وأنا المشوقة في المحبة رابعة كأس المسرة والنديم يديرها.. ساقي المدام على المدى متتابعة فإذا نظرت فلا أرى إلا له.. وإذا حضرت فلا أرى إلا معـه
وما زال القول لرابعة:
أحبك حبين حب الهوى.. وحبا لأنك أهل لــذاكـا فأما الذي هو حب الهوى.. فشغلي بذكرك عمن سواكا وأما الذي أنت أهل له.. فكشفك للحجب حتى أراكا
التحية لك وعبرك موصولة لمولانا وقل له : ماذا فعلت بك بهجة الروح؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الأخ أسعد: هذا عمل جميل وعليه تشكر وتؤجر. الأجمل رغبة محمد سنى فى عمل دراما من القضية القصة.لاشك أنك تلا حظ اعتماد الكثير من المسلسلات الأمريكية والإنجليزية على مواد المحاكم وبالذات القضايا التى ينظرها المحلفون، وأرجو أن يكون سماحك الكريم للفنان محمد سنى بالعمل على القصة بداية لهذا النوع من الدراما. يا ود العباسى هناك السابقة القضائية بتاعة نجمة برضو حقو تشوف طريقة تنزلها هنا، أظنها والله أعلم فى واحدة من مجلات السبعينات، ممكن تستعين بأخونا الحبيب الطيب اللورى.مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
الأستاذ / أسعد الطيب العباسي كصبح لايفنى بل يتردد بذات الأمل تطل كتاباتك محملة بتفاؤل نرى الودق يخرج من خلاله تسوقه أشواق الماضي ليصب في كبد الحقيقة فيحيي العقول بعد موتها ويجري عيوناً ينهل منها عشاق الحرية المعافاة الذين لاتثنيهم حوادث الدهر عن بلوغ المنى لمسات تثير كوامن طاقة ندّثر بها في صقيع مطلق ليخصب المحل العام بذكريات تدعونا للمضي قدما على الرغم من أن : ( الدهر في صرفه حول وأغيار ) واحديــن كربجوهـن وبـالبطايـن قـفّن واحديـن همهـم ديـل سورجن ديل صَفن واحديـن جالســــو الفوق الدبـاج يتغفن الحي رِزقـو ياكـلـو والبمـوت بتـكفـن تحضرنا قوة شكيمة الخالة / أم سترين بت تميم الدار في مواجهة الحوادث بحكمة وحديث مسجوع : (الما بموت وين بفوت ) و( المو في بالك مابتستربو حالك ) ومنهج الخال الشيخ عبد العزيز في الحياة : هاهي من هـنا برقيتي أوحيها إلى الذي قاطن فِي فـَي أعاليها اللاســلكي هل يحمـل لنا خبـرا ً أو من هنالك أخبـار عزّة يؤتيها أو يدرء الوحي يفهم كيف واجبه وواجب الرّســل حقا ً أن يؤديها ماكان للمرء أن يضمن ســعادته ولا لنفسـه أن يـدرك أمانـيـهـا لله لله نـفـس قـد عـلمـت لهــا حسـن التوكل في مسـراها يوليها العيـن تـعــشــق لحظات يميل لها قـلب الفتـى ويـريــح النفس يلهيها تعلق الظن في الآمال تـرضـى بــه وعن الحـقـيـقة ليـس الظن يغنيها إن الخطـوب إذا زحفت ركائبها جرِّد حسامك واضرب في نواصيها ويـوم بـثـيـنـة لاســيما سـتؤنسني ومن ماء الزجاج تســقيني وأسـقيها سـأشــرب الماء عـبـّا ً حتى أهرقه ومن الخلاصـة خالص نفسي أرويها أشـهى الشــراب إلى نفسي وراحتها فيها إليـه إلى مافي جيبي أفـنـيــها ما أنا تـارك الواجب ســـــــأفعله وما الشــراب يطيش روحي ويغميها إلى أن أسـلمها منـّي لخـالـقـهــا إن شـــــاء يرحمها وإن شاء يشقيها
فيا سليل الأدباء الطيبين شيابك لك الشكر الوفير على هذا العطاء الغزير من شتى ضروب المعرفة من أدب وقانون وإجتماع وعلم نفس ، كنت قد جلست من قبل لعدة محاضرين ومستشارين في ندوات ومحاضرات في ذات السياق تعرضت لهذه القضية وتناولت القصائد ذات الصلة بالموضوع ولكنك أتيت بما لم تستطعه الأوائل وأنا على ذلك من الشاهدين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محاكمة القاتلة الحسناء (Re: سمية الحسن طلحة)
|
Quote: الأستاذ / أسعد الطيب العباسي كصبح لايفنى بل يتردد بذات الأمل تطل كتاباتك محملة بتفاؤل نرى الودق يخرج من خلاله تسوقه أشواق الماضي ليصب في كبد الحقيقة فيحيي العقول بعد موتها ويجري عيوناً ينهل منها عشاق الحرية المعافاة الذين لاتثنيهم حوادث الدهر عن بلوغ المنى لمسات تثير كوامن طاقة ندّثر بها في صقيع مطلق ليخصب المحل العام بذكريات تدعونا للمضي قدما على الرغم من أن : ( الدهر في صرفه حول وأغيار )
|
Quote: فيا سليل الأدباء الطيبين شيابك لك الشكر الوفير على هذا العطاء الغزير من شتى ضروب المعرفة من أدب وقانون وإجتماع وعلم نفس ، كنت قد جلست من قبل لعدة محاضرين ومستشارين في ندوات ومحاضرات في ذات السياق تعرضت لهذه القضية وتناولت القصائد ذات الصلة بالموضوع ولكنك أتيت بما لم تستطعه الأوائل وأنا على ذلك من الشاهدين
|
أختي الاستاذة سمية الحسن طلحة لك أعظم التحايا وأجل السلام يا بت ملوك النيل ولك العتبى حتى ترضي.. فقد تأخر عليك ردي.. ولكن كيف يجارى السحر .. وكيف تعانق الجبال..! فلا تلوميني .. ويامولاتي صفحاً وغفرا فالكريم له صدرٌ إذا ما أتاه لائذٌ رَحُبا. ولك مني الثناء الذي لا ينقطع.
| |
|
|
|
|
|
|
بعض القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة الحسناء (Re: Asaad Alabbasi)
|
سادتي.. تحية وسلاما.. إيفاء بالوعد فإني أورد إليكم اليوم بعض القصائد التي قيلت حول محاكمة القاتلة وهي أربع قصائد لأربعة شعراء فحول اخترتها لأنها تمثل جوانب مختلفة وشاملة لقضية اللقيطة الحسناء التي أوردت قصتها في بوست محاكمة القاتلة الحسناء وترافقت معها قصيدة قضية لقيطة التي كتبها رئيس المحكمة القاضي الطيب محمد سعيد العباسي وقد جاءت هذه القصيدة كتعريب شعري لدفاع المتهمة عن نفسها. أول هذه القصائد جاءت بعنوان (جريحة), كتبها الشاعر الأستاذ نور الدائم الشيخ عبد الوهاب وقد بدت هذه القصيدة الرائعة كلائحة دفاع عن القاتلة الحسناء, وثاني هذه القصائد جاءت بعنوان (حيثيات قضية), كتبها باقتدار الشاعر القاضي محمد ياسين الشيخ إدريس وسيدرك الناظر إليها أنها لائحة اتهامية فقد طالب فيها الشاعر أن يصدر حكم الجلد والإعدام في حق القاتلة, وثالث هذه القصائد جاءت بعنوان (القاضي) وهي قصيدة كتبها الشاعر الصوارمي خالد سعد وصور فيها الشاعر المبدع أحاسيس رئيس المحكمة ومشاعره عندما كان ينظر القضية وحكي الصوارمي هذه المشاعر كأنما عبر عنها رئيس المحكمة بلسانه ولا يخفى مافي القصيدة من تعاطف مع القاتلة , أما القصيدة الرابعة والأخيرة فقد كتبها وكيل النيابة الأستاذ محمد برير محمد توم وجاءت تحت عنوان ( مرافعة الروح) وقد البسها الشاعر الثوب القصصي في سرد بديع ساند به القتيل بيد انه خالف فيها الوقائع الحقيقية إذ بدت القاتلة في القصيدة كزوجة لقتيلها وغير ذلك من ما يمكن أن يستشفه القارئ من القصيدة. والآن اليكم هذه القصائد تباعاً بذات الترتيب الذي ذكرناه..
القصيدة الأولى (جريحة) للشاعر الأستاذ نور الدائم الشيخ عبد الوهاب
ونشأت لا أما تقبل صورتي أو والداً بحنانه يرعاني أو عمة عرفت بحسن خصالها أو خالة تروى يضم حناني أو أخوة شهروا علي بسالة وتدافعوا لحمايتي وكياني أو من قريب جاء يطلب راحتي لأعيش هانئة مدى الأزمان وودت أن احظى بعيش هانئ يادنيتي اشتاق للخلان أهوى الذي يهوى الحياة كريمة يرعى الوداد بعطفه يرعاني وأتى يدللني بكل مودة بسط اليدين الى بالإحسان كيف الخلاص من الهموم وقد بدت يانفسي لا صبر على الهجران أبدى الطرافة والظرافة والمنى كم قال إن البؤس لا يغشاني أعطيته قلبي المقطع حسرة ليلائم الجرح الذي أبكاني ويقاسم العين السهاد مودة من بعد ما ذهب الكرى وجفاني أعطيته عطفا وحبا صادقا ونسيت كل شقاوتي, أحزاني هو من ذئاب لا تراها جهرة أفعاله نبت من الشيطان أنا ما وجدت سوى الأصابع في الدجى ملهوفة للضم بالأحضان فاسود قلبي يا لها من حسرة نزلت علي كموجة الطوفان في حضنه بالدفء اشعر دائما ككبش الفداء بقيت في الميدان وأباح جسدي كي يباع ويشترى أبكي الغداة ولا أرى أخواني وتسابقت تلك الوحوش لتلتقي في المكر والتنكيل والهيجان لتنال مني ما تريد وتشتهي والشر كل الشر في الإنسان في الخنجر المسموم ألقى دنيتي هي متعة الأرواح والأبدان هي طعنة وردية في صدره خذها تذكر نزوة الشيطان خذها بطعم الحب إنك ماكر هي ليلة اللقيا لقاء ثاني فيها صفاء ياحبيبي ضحوه والعدل كل العدل في الميزان هذا انتصار ياحبيبي عاجل عشناه رغم مرارة الحرمان نم هانئا أنا ما جنيت بخاطري تلك الليالي قمة الخذلان مولاي سامحني لتغفر ذلتي غلب الفؤاد تأججت نيراني وشعرت أني في الحياة تعيسة ظلما وأن الشر قد أرداني وتخيرت نفسي الهلاك ولم أكن أهوى الحياة وقد خبرت زماني مولاي فاقض ولا تكن متعجلا لاقيت كل مذلة وهوان
القصيدة الثانية ( حيثيات قضية) للقاضي الشاعر محمد يس الشيخ إدريس
قد صانها في مهدها مولاي من غير والدها ودون هدايا ورعى طفولتها رعاية راحم فاقت أمها بمزايا وتجاوزت عهد الطفولة غضة لم تشك جوعا أو سياط رزايا حتى تبدت للعيون رشيدة بهواك لا تنساق أو بهوايا وبدا الجمال يحف سائر جسمها وغدا لها غزو به وسرايا قادتها للأوحال فكرة ماجن قد زان ظاهرها سراب نوايا واستمرأت عيش الرذيلة مدة وافتر منها ضاحك وثنايا فتذرعت بالعهر دون مخافة لله أو عار يمس صبايا إن كنت لم تؤمن بذلك مثلنا فاصغ لما سمعت به أذناي أنصت لقولتها الصريحة " طالما سكرت لضمة زنده نهدايا" لم يغتصبها كي يقال عفيفة بل كان دافعها الرضى .. مولايا فهي الضحية من خلال حديثها وهي البغي وقد عصت مولايا أمثال هذي لو تنال براءة ضاعت عدالتنا وضاع مناي فجزاؤها للبغي جلدك ظهرها هذا قضاء الله ليس قضايا فأمر بحد الله فيها لا تني او تعدلن بحكم ربك رايا واقتص منها في جريمة قتله واقدم وقيت مصائبا وخطايا ودع العواطف لا تشوب قضاءنا حكم العواطف جائر وبلايا فاصدع بما أمر الإله بفعله لتكون قد أنفذت حكم آيه وأبدت داء العهر من أوطاننا وتحول بين شبابنا و دنايا أرس العدالة في ربوع بلادنا وأرح ضمائرنا فنحن رعايا
القصيدة الثالثة ( القاضي ) للشاعر الأستاذ الصوارمي خالد سعد
قد كنت قبل اليوم أتقن مهنتي إذا ما ارتديت الى القضاء عباءتي حتى ابتليت بمحنة من هولها حسناء تخطو للقضاء بساحتي حسناء جيء بها لأحكم قبضتي في عنقها بالشنق.. شلت قبضتي كم يستبيني الحسن في زهر الربا وأراه روضا في عيون حبيستي واليوم إني شاعر في روضها من ثم قاضي... إن هذي محنتي السحر في ألق اللحاظ يهزني والشعر في نفسي وليد سجيتي زعموا بأن فتاتنا قتلت فتى بالخنجر المسموم دون جريرةِ ما كان يشبها القتال بخنجر فبطرفها تستطيع قتل الأمةِ وأرى القتيل ترف حولي روحه بالعدل والانصاف يرجو نصرتي إني أقاضي اليوم كل مشاعري متألما ارجو الشفاء لمهجتي يا أخت روحي في الجمال و في الهوى للحب جئت أم احتكمت لشرعتي فتشت في عينيك نظرة مجرم لم ألف غير الحسن فوق براءةِ يا أيها المقتول إنك ميت من قبل خنجرها بلحظ المقلةِ يا أيها المقتول إنك قاتل فالذئب لا ترديه سن الظبيةِ لو مات سبع في خباء خريدةِ أيحاط بالاجرام عنق خريدةِ؟ أردت هواك برمية من سهمها فأراك منبهرا تموت بلحظةِ قتلت هواك وإنها لجريمةِ إني سأنصفك الغداة من التي هي من دماك بريئة يا سيدي قتلت غراما ذاك جرم صغيرتي وصفوك بالاحسان في ساحاتها أحسنت ثم كفرتها من عشرةِ إني استخرت الله ثم قضيت في أمر التي جاءت تساق لحكمتي فالقتل عمد والدفوع كثيرةِ والحكم لا يتلى بغير أدلةٍِ فهو استفز شعورها وأهانها وبذاك أسهم في وجود العلِة وتراكم الاسباب خفف إثمها سقط القصاص فيا لها من ذلةِ سأزجها في السجن تمكث ثلاثةِ والشرع عزرها بتلك الثلاثةِ والحق في استئناف حكمي قائم فلرب أمر ما استبان لفطنتي والله يشهد أن ذا عدل لها نصبت ميزاني بكل عدالةِ
القصيدة الرابعة والأخيرة (مرافعة الروح) للشاعر الأستاذ محمد برير محمد توم
مولاي روحي في السماء وزوجتي جاءوك في الأطياف يختصمان يرجون قسطا من عدالة مؤمن نشدوه في صفة من الرحمن مولاي عفوا أن أعود بقصتي بعض السنين لسالف الأزمان إني وجدت مليكتي قد أينعت في غير موضعها من الأطيان تنمو على صخر يؤلم ساقها والريح تلفحها بكل مكان واصفر من وهج الهجير شبابها وازور عنها فائض الغدران فدنوت منها كي أصون حياتها وأخذتها جزلا ببعض بناني وسقيتها ماء الحياة براحتي وغرستها وردا على بستاني فنمت على هذي الديار كريمة وغدت رفيقة مهجتي وأماني هي زوجتي يا سيدي وأنيستي بالسنة السمحاء والقرآن هي كل أسباب الهناء لسالفي قد كنت أغمرها بفيض حناني أعطيتها مما ملكت وصنتها ومنعت عنها ساعدي ولساني خبرتها أني وهبت بما ألي كل السعادة ليس بالامكان فتمردت يوما علي وجاهرت وبدت تحادث بالهوى أقراني ونصحتها ألا تبيع مودتي في سوق نخاس الى الشيطان فسلت عهودا قد رعيت وفائها وبدت تزيد علي في الروغان سافرت يوما باحثا عن رزقها ذقت العناء وبعدها أضناني وإذا أتاني الليل أشكو للدجى وأبث في بعض الفضا أشجاني ورجعت لا ألوي على شيء سوى لقيا الحبيب وفرحة التحنان وقرعت باب البيت حتى ملني وأطل نحوي سائر الجيران وعلمت أن البيت خال ما عدا كلبي الوفي يذود عن جدراني وبحثت عنها في الديار فلم أجد نبأ يثبت منطقي وكياني وبدأت أشعر بالدوار يلفني وجلست متكئا على أحزاني وسألت ربي أن أموت ولا أرى سوءا يؤرق مضجعي وأماني فإذا بها تأتي وينضح مسكها وتميل مثل تمايل الأغصان فأثرت ثائرتي وصحت بوجهها ماذا جلبت علي من خذلان فترددت في ردها وتلعثمت شفتاها ما عادا لينفتحان فلطمتها في خدها مستشفيا وإذا بمديتها تشق جناني فسقطت مسكوب الدماء مضرجا دمعي وبعض دماي يمتزجان ودعت أبواب الحياة بغصة وبها رفعت لحضرة الديان مولاي ان جاءت تكبكب دمعها سلها وسل عن فعلها اخواني سلها وكم أني منعت عواذلا يرمونها بالإثم والبهتان سلها وكيف أذب عنها ألسنا نثرت كنانتها الى العدوان بنت الخطيئة لم تكن كثيابها بيضاء باطنها من الأدران مولاي إن الكيد مشهود لها كادت ليوسف نسوة الشيطان إني أخاف على المروءة مثلها كي لا تضيع مروءة الإنسان مولاي دعها فلتعش لظلامها حسبي الشهادة ريحها أكفاني أنا لا أروم قصاص بنت خطيئة دعها إذا ساقت إليك معاذرا رفقا بها فالفضل في الاحسان إني سكنت الف=قبر ليس بأمرها لكن بأمر مسير الأكوان مولاي عاشت في الطفولة وحشة في الحي لم يعرف لها أبوان مولاي خذها للطبيب لعرضها فجنانها قد بات في نقصان أو أنها مخبولة في فكرها أو أنها ممسوسة من جان مولاي اجعل في قضائك حجة لله أرفع منطقي وبياني وهو الذي لا شك منصف حالتي وهو الكريم العدل في الميزان وهو الذي علم السرائر كلها وهو العليم بما احتوى وجداني
سادتي ها أنتم تطلعون على هذه القصائد فحدثوني بآرائكم حول القضية وحول الحكم الصادر بها وحول تلك تلك القصيدة التي صاغها رئيس المحكمة, وهذا يتطلب منكم اعادة قراءة البوست من بدايته فهل أنتم فاعلون؟.. ودمتم.. أسعد الطيب العباسي
| |
|
|
|
|
|
|
|