الموت كما رآه الأستاذ محمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 02:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2008, 08:26 AM

Awad Omer
<aAwad Omer
تاريخ التسجيل: 12-26-2005
مجموع المشاركات: 760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموت كما رآه الأستاذ محمود


    لو اكتفى الأستاذ محمود بما قاله قبل اربعين عاما أو يزيد عن الموت لكفاه ما قاله بهذه الروح العبقرية المتأملة الزاهدة .
    عندما كان شيوخ وافندية ومنظري هذا الزمان يركضون حول زواتهم كالرعاع في هذه الفانية لايتركون خلفهم ما ينفع الناس علما او ادبا او فكرا .
    quote:"

    سئل الأستاذ محمود محمد طه كيف يبرر الاسلام الموت فأجاب :"الموت الحسي ليس في حقيقته كما نظنه الآن وأنما هو ميلاد في حيز غير الحيز الذي نألفه نحن، مثله في ذلك مثل ميلاد الطفل في عالمنا هذا فانه قد جاء من حيز عاش فيه مدة وألفه واطمأن إليه ولم يخطر بباله حيز غيره ولو خير لكره الخروج عنه إلى عالمنا هذا كما يكره أحدنا أن يموت الآن ، نحن أيضا عندما نموت سنجد أنفسنا في عالم خير من عالمنا هذا .. الموت بمعني الفناء ليس هناك ..فبالموت يغير الحي قشرته فقط يخرج من صدفته التي ظلت تكنه ردحا من الزمن – وهو يكره مفارقتها لجهله بخير منها – فالإنسان لا يموت وأنما يتخلص من القوقعة كما يتخلص أحدنا من الملابس البالية .. وتبرير الإسلام للموت أنه سير إلى الله – سير من البعد إلى القرب – وهذا لجميع الناس " يا أيها الإنسان انك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه "
    ومن ملاقاة الله الموت لأن به رفع الحجاب " لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ".
                  

04-18-2008, 09:31 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: Awad Omer)

    الأخ عوض عمر،

    تحية طيبة

    ليس هذا فحسب وإنما قد كتب الأستاذ محمود الكثير حول الموت.. سأحاول هنا رصده معك.. ففي كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" جاء:

    Quote: لا إله إلا الله

    ليس هذا أول فصول الكتاب، ولكنه الفصل قبل الأخير، ونحن إنما قدمناه، فجعلناه أول فصول الرد على الدكتور مصطفى، لأنه فصل مخصص للحديث عن الكلمة، (لا إله إلا الله) .. وهذه هي كلمة التقوى، وإنما يجيء إتقانه لباقي الفصول بسبيل من إتقانه لهذا الفصل، وإنما يجيء إتقانه لهذا الفصل بسبيل من إتقانه للتقوى .. والتقوى علم، وعمل بمقتضى العلم .. فهي، في أول الطريق، علم بالشريعة، وعمل في العبادة .. وهي، في وسط الطريق، علم بالحقيقة، وعمل في تصحيح العبودية .. وهي، في أخريات الطريق، فناء عن العلم، وبقاء بالحياة – الحياة الحية، الواسعة، الرغيدة – حياة الله، التي تنزهت عن أن تؤوفها آفة، أو ينقصها منقص ..
    و(لا إله إلا الله) هي هادية التوحيد .. والتوحيد هو العلم اللدني، الذي يؤخذ من الله مكافحة .. فهو لا يعلمنا إياه النبي، إلا في معنى أنه فاتح بابه، وقدوة السلوك إليه .. ولقد قال النبي في ذلك: (إنما أنا قاسم، والله يعطي، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .. ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم، حتى يجيء أمر الله.) أراد بقوله (إنما أنا قاسم) أنه معلم الشريعة، ومعلم الطريقة، وقدوة السلوك .. وأراد بقوله: (والله يعطي) أن الله هو الذي يعلم حقائق الدين، لا أنا .. وهذا هو معنى قوله تعالى: (واتقوا الله، ويعلمكم الله) ..
    والتوحيد علم ذوق، فهو لا يدرك بالقراءة .. ومعنى (علم ذوق) أنه إنما يجيء عن طريق الممارسة، والتجربة في العبادة .. فمن إلتمسه عن غير هذا الطريق سقط على الدعاوى، وتخبط في متاهات الجهل .. ونحن نتهم الدكتور مصطفى محمود بأنه اعتمد على القراءة في تحصيله للتوحيد .. وليس معنى هذا أن الدكتور لا يعبد، ولكن معناه أنه لم يتقن العبادة حتى يدخل بها مداخل العبودية، إذ ليست مرحلة العبادة مرحلة تذوق الحقيقة، وإنما هي مرحلة إعداد لهذا التذوق .. هي مرحلة عقيدة، في حين أن مرحلة تذوق الحقيقة مرحلة علم .. ولا يستقيم الحديث لمتحدث عن أصول الدين قبل إتقانه مرحلة العلم هذه .. ذلك بأن الإسلام يقع على مرحلتين: مرحلة الإيمان، ومرحلة الإيقان ... فأما مرحلة الإيمان فلها ثلاث درجات: الإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان .. وأما مرحلة الإيقان فلها ثلاث درجات، أيضا: علم اليقين، ثم علم عين اليقين، ثم علم حق اليقين، وبعد حق اليقين يجيء الإسلام، الذي هو دين الله، الذي لا يقبل غيره .. قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) .. وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين) ولا يشم أحد شميم معرفة أصول الدين قبل أن ينزل أدنى منازل الإيقان، وهي منزلة علم اليقين ..
    فمرحلة الإيمان مرحلة عقيدة، ومرحلة الإيقان مرحلة علم .. ويتضح من كلام الدكتور مصطفى أنه لم ينزل هذه المنزلة .. وخير ما يكشف لنا ذلك منه حديثه عن هذا الفصل، (لا إله إلا الله) .. ثم حديثه عن الفصل الذي يليه، وعنوانه (مخير أم مسير) .. فلنأخذ في استعراض حديثه عن (لا إله إلا الله) .. وأول الدلائل على أن الدكتور مصطفى لم يرح رائحة اليقين قوله من صفحة 240: (لا إله إلا الله .. إذن لا معبود إلا الله ..
    (ولن يعبد بعضنا بعضا .. ولن يتخذ بعضنا بعضا أربابا ولن نقتتل على شيء وقد أدركنا أنه لا شيء هناك ..
    (ولن يأخذنا الغرور وقد أدركنا أننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء ..
    (ولن نفرح بثراء ولن نحزن لفقر ولن نتردد أمام تضحية ولن نجزع أمام مصيبة فقد أدركنا أن كل هذه حالات عابرة ..
    (وسوف تلهمنا هذه الحقيقة أن نصبر على أشد الآلام .. فهي آلام زائلة شأنها شأن المسرات ..
    (لن نخاف الموت.
    وكيف يخاف ميت من الموت؟؟)
    إنتهى حديث الدكتور مصطفى .. وأنت، حين تقرأه، يخيل إليك أنه يمكنك تحصيل هذا الإدراك في جلسة واحدة، أو في أيام قلائل، بعدها تملك الصبر على (أشد الآلام) ..
    وما هو هذا الإدراك؟؟ هو إدراكنا (أننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء)!! وهل نحن حقا خيالات ظل؟؟ أم هل نحن خلائف الله في الأرض؟؟
    و(لن يخاف ميت من الموت) يقول الدكتور، ثم يردف: (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) فهل رأيت كيف يرى الدكتور انتصارنا على الخوف من الموت؟؟ هو يراه في اليأس من الحياة، وفي اليأس من القدرة على الفرار من الموت .. (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) .. والحق غير ذلك .. فإن انتصارنا على الخوف من الموت إنما يجيء من إطلاعنا على حقيقة الموت، ومن استيقاننا أن الموت، في الحقيقة، إنما هو ميلاد في حيز جديد، تكون فيه حياتنا أكمل، وأتم، وذلك لقربنا من ربنا .. وبالموت تكون فرحتنا، حين نعلم أن به نهاية كربنا، وشرنا، وألمنا .. قال تعالى عنه: (لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد) .. وإنما بالبصر الحديد ترى المشاكل بوضوح، وتواجه بتصميم ..
    وعندما اشتدت بالنبي غصة الإحتضار، وقالت السيدة فاطمة البتول: (وا كرباه لكربك يا أبي !!) أجابها المعصوم: (لا كرب على أبيك بعد اليوم) .. وقد سمى الله، تبارك، وتعالى، الموت (اليقين) فقال: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) و (اليقين)، أيضا، العلم الذي لا يكاد يكون فيه شك، والذي به تتكشف الحقائق المستورة وراء الظواهر .. وإنما سمي الموت اليقين لأن به اليقين، ولأن به يتم اليقين الذي يكون قد بدأ هنا عند العارفين، وإنما يكون بدؤه بالموت المعنوي الذي هو نتيجة العبادة المجودة .. وعن هذا الموت المعنوي قال المعصوم (موتوا قبل أن تموتوا) .. وقال عن أبي بكر الصديق: (من سره أن ينظر إلى ميت يمشي في الناس فلينظر إلى أبي بكر) هذا هو اليقين الذي باطلاعنا عليه، لا نتحرر من خوف الموت فحسب، وإنما به قد يكون الموت أحب غائب إلينا ..
    وما هو الإدراك الذي به توصل الدكتور إلى مثل هذا القول الذي قاله: (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) ؟؟
    إنه من غير شك الإدراك الذي تعطيه العقول لحقيقة الموت – الإدراك الذي يعطيه النظر – وهو إدراك قاصر، ومخيف .. فإن الموت، كما يعطيه النظر العقلي، هو، عند أكثر الناس، نهاية، به تنقطع الحياة، وتسكن الحركة، ويتصلب البدن، ويعود إلى تحلل، ونتن، ويستحيل إلى تراب .. ألم يقل الدكتور نفسه في صفحة 237: (أين كل هذا؟ تحت الردم .. انتهى .. أصبح تربا .. كان حلما في مخيلة الزمان وغدا نصبح، أنا وأنت، تحت الردم ..) إن هذا هو الموت كما يعطيه نظر العقول غير المرتاضة، ولكن الموت، كما تعطيه حقائق القلوب السليمة، والعقول الصافية، فهو شيء يختلف اختلافا كبيرا .. ولا عبرة بالعقول غير المرتاضة بأدب القرآن فإن علمها ليس بعلم، لأنه يقف عند الظاهر، ولا يتعداه إلى بواطن الأمور .. وقد قال تعالى في ذلك: (وعد الله، لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم، عن الآخرة، هم غافلون) فهم لا يعلمون اللباب، وإنما يعلمون القشور، (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) ولا يكون بعلم القشور تحرير من الخوف .. هذا هو مبلغ علم الدكتور، وهو به يظن أنه (لن يخاف الموت ..) ويقول، فيما يشبه البداهة، (وكيف يخاف ميت من الموت؟) ألا ترى أنك قد هونت صعبا، وأرخصت عزيزا؟؟ أني لأرجو أن تحدث مراجعة لأمرك هذا ..
                  

04-18-2008, 05:00 PM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: Yasir Elsharif)

    كلام عظيم ياأخ عمر وهو فعلا تفسير لظاهرة الموت بصورة تحبب في الموت...ولم يكن كلام الأستاذ محمود نظريا ولكنه جسده في وقفته العظيمة....وقد وصى سيدنا ابوبكر سيدنا عمر بعد أن استخلفه قائلا " لا يكونن غائبا أحب اليك من الموت"
    تحياتي يا دكتور ياسر
                  

04-18-2008, 06:41 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: د.أحمد الحسين)

    Quote: . ثم حديثه عن الفصل الذي يليه، وعنوانه (مخير أم مسير) .. فلنأخذ في استعراض حديثه عن (لا إله إلا الله) .. وأول الدلائل على أن الدكتور مصطفى لم يرح رائحة اليقين قوله من صفحة 240: (لا إله إلا الله .. إذن لا معبود إلا الله ..
    (ولن يعبد بعضنا بعضا .. ولن يتخذ بعضنا بعضا أربابا ولن نقتتل على شيء وقد أدركنا أنه لا شيء هناك ..
    (ولن يأخذنا الغرور وقد أدركنا أننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء ..
    (ولن نفرح بثراء ولن نحزن لفقر ولن نتردد أمام تضحية ولن نجزع أمام مصيبة فقد أدركنا أن كل هذه حالات عابرة ..
    (وسوف تلهمنا هذه الحقيقة أن نصبر على أشد الآلام .. فهي آلام زائلة شأنها شأن المسرات ..
    (لن نخاف الموت.
    وكيف يخاف ميت من الموت؟؟)
    إنتهى حديث الدكتور مصطفى .. وأنت، حين تقرأه، يخيل إليك أنه يمكنك تحصيل هذا الإدراك في جلسة واحدة، أو في أيام قلائل، بعدها تملك الصبر على (أشد الآلام) ..
    وما هو هذا الإدراك؟؟ هو إدراكنا (أننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء)!! وهل نحن حقا خيالات ظل؟؟ أم هل نحن خلائف الله في الأرض؟؟
    و(لن يخاف ميت من الموت) يقول الدكتور، ثم يردف: (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) فهل رأيت كيف يرى الدكتور انتصارنا على الخوف من الموت؟؟ هو يراه في اليأس من الحياة، وفي اليأس من القدرة على الفرار من الموت .. (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) .. والحق غير ذلك .. فإن انتصارنا على الخوف من الموت إنما يجيء من إطلاعنا على حقيقة الموت، ومن استيقاننا أن الموت، في الحقيقة، إنما هو ميلاد في حيز جديد، تكون فيه حياتنا أكمل، وأتم، وذلك لقربنا من ربنا .. وبالموت تكون فرحتنا، حين نعلم أن به نهاية كربنا، وشرنا، وألمنا .. قال تعالى عنه: (لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد) .. وإنما بالبصر الحديد ترى المشاكل بوضوح، وتواجه بتصميم ..
    وعندما اشتدت بالنبي غصة الإحتضار، وقالت السيدة فاطمة البتول: (وا كرباه لكربك يا أبي !!) أجابها المعصوم: (لا كرب على أبيك بعد اليوم) .. وقد سمى الله، تبارك، وتعالى، الموت (اليقين) فقال: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) و (اليقين)، أيضا، العلم الذي لا يكاد يكون فيه شك، والذي به تتكشف الحقائق المستورة وراء الظواهر .. وإنما سمي الموت اليقين لأن به اليقين، ولأن به يتم اليقين الذي يكون قد بدأ هنا عند العارفين، وإنما يكون بدؤه بالموت المعنوي الذي هو نتيجة العبادة المجودة .. وعن هذا الموت المعنوي قال المعصوم (موتوا قبل أن تموتوا) .. وقال عن أبي بكر الصديق: (من سره أن ينظر إلى ميت يمشي في الناس فلينظر إلى أبي بكر) هذا هو اليقين الذي باطلاعنا عليه، لا نتحرر من خوف الموت فحسب، وإنما به قد يكون الموت أحب غائب إلينا ..
    وما هو الإدراك الذي به توصل الدكتور إلى مثل هذا القول الذي قاله: (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) ؟؟
    إنه من غير شك الإدراك الذي تعطيه العقول لحقيقة الموت – الإدراك الذي يعطيه النظر – وهو إدراك قاصر، ومخيف .. فإن الموت، كما يعطيه النظر العقلي، هو، عند أكثر الناس، نهاية، به تنقطع الحياة، وتسكن الحركة، ويتصلب البدن، ويعود إلى تحلل، ونتن، ويستحيل إلى تراب .. ألم يقل الدكتور نفسه في صفحة 237: (أين كل هذا؟ تحت الردم .. انتهى .. أصبح تربا .. كان حلما في مخيلة الزمان وغدا نصبح، أنا وأنت، تحت الردم ..) إن هذا هو الموت كما يعطيه نظر العقول غير المرتاضة، ولكن الموت، كما تعطيه حقائق القلوب السليمة، والعقول الصافية، فهو شيء يختلف اختلافا كبيرا .. ولا عبرة بالعقول غير المرتاضة بأدب القرآن فإن علمها ليس بعلم، لأنه يقف عند الظاهر، ولا يتعداه إلى بواطن الأمور .. وقد قال تعالى في ذلك: (وعد الله، لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم، عن الآخرة، هم غافلون) فهم لا يعلمون اللباب، وإنما يعلمون القشور، (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) ولا يكون بعلم القشور تحرير من الخوف .. هذا هو مبلغ علم الدكتور، وهو به يظن أنه (لن يخاف الموت ..) ويقول، فيما يشبه البداهة، (وكيف يخاف ميت من الموت؟) ألا ترى أنك قد هونت صعبا، وأرخصت عزيزا؟؟ أني لأرجو أن تحدث مراجعة لأمرك هذا ..

    لم استغرب ثبات الأستاذ وعدم جزعه من الموت وكيف يجزع من هذه هى رؤيته للموت!
    جنى

    (عدل بواسطة jini on 04-19-2008, 06:54 AM)

                  

04-18-2008, 05:25 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: Awad Omer)


    الأخ الكريم عوض عمر
    عاطر التحايا لك وحار الترحيب بك في سودانيزاونلاين
    أشارك في هذا الخيط الشيق بحديث للأستاذ محمود عن الموت والمسئولية في أحدى جلسات مؤتمر عيد الميلاد (من مؤتمرات الجمهوريين الداخلية) والتي عقدت بمنزل محمد فضل بالموردة في 25 ديسمبر 1971 ..

    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 04-18-2008, 05:25 PM)

                  

04-18-2008, 06:24 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: Awad Omer)

    عمر سلام عليك:
    المدهش في المقطع هو وضوح الصوت و نقائه رغم قِدَم التسجيل ( 37 سنة ) . الشكر لمن انتبهوا لأهمية التوثيق لأحاديث الأستاذ و قاموا به بدرجة عالية من الاتقان المُحِب.
                  

04-19-2008, 05:07 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: Awad Omer)


    وقد كان فوت الموت ســهلا فرده إليه الحفاظ المر والخلق الوعـر
    فأثبت في مستنقع المـوت رجلـه وقال لها من تحت أخمصك الحشر
    غدا غدوة والحمد نسـج ردائــه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجـر
    مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشـتهت أنها قبر

    وما كان لمحمود أن يرد عنه غائلة الموت بالجزع، فما جزع من المصائب إلا من اتهم ربه.. وما كان ليدفع عنه البلوى بالانخزال أمام المهووسين، وبدع الدجاجلة، واضطغان الذين ما استطاعوا عبر ما يقارب نصف قرن من الزمان أن يجابهوا الرأي برأي أوثق.. فإن فعل خان ماضيه، وتنكَّر لتعاليمه، وقد عرف الناس الراحل الكريم، على لينِ عريكتِه، رجلاً أصمعيَّ الفؤاد، صلب القناة.. إن الذي يأبى على نفسه من الدنيا الفضول - ولا يطلع غيره على ما لا يعلمه عنه إلا الله، لا ينكسر أمام الموت كما يفعل "إمام" آخر الزمان الذي أكداه السعي وراء الحياة، فراراً في كل معركة، ولواذاً عند كل لقاء، وتهالكاً أمام كل مجابهة، فأين مروءة محمود من مِرائه، وأين حلم محمود من غلوائه، وأين تواضع محمود من خيلائه، وأين جرأة محمود من انخزاله وانزوائه..

    د. منصور خالد
                  

04-19-2008, 11:57 AM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: عبدالله عثمان)

    *
                  

04-19-2008, 01:04 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: محمد الجزولي)

    عموما التفكير في الموت يثير في الإنسان مشاعر متنوعة
    نحن قليلا ما نفكر فيه
    نعيش وضعا زائفا
    نصادر المساحة المخصصة فيه للموت
    حتى لا يكون له في وعينا حضور
    حتى عندما يطرق الموت أبوابنا
    ويأخذ منا أعزتنا
    نتلمس السلوى ونتعزى بالنسيان
    هو خاطر مطرود على كل حال
    لذا عندما نعيش لحظات من الوعي
    تتخلل حالة الغفلة الدائمة التي نعيشها
    هذه اللحظات الواعية
    تعكر صفونا
    وتورثنا هما وغما
    هذا هو الواقع
    نحن من أجل أحبائنا نتجنب التفكير في الموت
    مع أن الموت هو أهم أحداث المستقبل
    نحن نخطط للأحداث السعيدة وننتظرها
    نخطط لمستقبل أولادنا وتنقلهم بين المراحل الدراسية
    تخرجهم
    نجاحهم
    بل نتطلع إلى زواجهم
    وهم بعد صغار
    هذه ليست سنة الحياة
    هذه سنة الدنيا
    وسنة الدنيا تتناقض مع سنة الحياة
    نحن نفكر في كل شيء بصورة جادة
    وننتظر من الأحداث ما لم يزل بعيدا
    ونرفض أن نفكر في أخطر حدث
    هذا الحدث الذي ربما يكون قد آن أوانه دون أن نشعر
    لذا
    عندما يفرض الموت نفسه على تفكيرنا في بعض الأحيان
    نغتم ونهتم
    ونعمل جاهدين للخروج من تلك الحالة النكدية
    بينما سيرة النبي وأئمتنا الأطهار
    تختلف تماما
    عما نحن عليه
    " والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الرضيع بثدي أمه"
    "متى يخرج أشقاها ويخضب هذه (لحيته) من هذه (رأسه)"
    وهكذا نجدهم دائما يعيشون بذكر الموت في كل لحظة
    جرب افتح كتاب نهج البلاغة بصورة عشوائية
    ستجد أنه لم تخل صفحة من صفحاته من ذكر الموت
    ذكر الموت هو الذي ينظم الحياة ويوجهها باتجاهها السليم
    (أخاف عليكم طول الأمل ونسيان الموت).....
    أما التفكير في الذين قد نتركهم وراءنا إذا ما سبق الموت إلينا
    فهو تفكير في أمر لا نملك منه شيئا
    فكرنا أم لم نفكر ، فالأمر سيان
    بل
    أن التفكير يتعبنا ويثقل علينا
    وقد يكون التفكير في الموت مريحا
    إذا ما ولجنا إليه من زاوية أخرى
    من زاوية أنه بداية لحياة جديدة
    وانتقال إلى عالم أرحب
    والتقاء بأحباء أقرب إلينا من أولادنا ووالدينا

    أليس كذلك؟؟؟





    رحم الله الأستاذ محمود


    =============
                  

04-19-2008, 02:07 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: Awad Omer)

    الشيخ العارف عبد الغني النابلسي له قصيدة عميقة عن خلوة القبر


    خلوة القبر أشرف الخلوات * بلقاء الحبيب في الجلوات
    خلوة القبر للتجرد عما * يشغل الروح عن أتم الصفات
    خلوة القبر لذة ونعيم * لسعيد قد ذاق سر الممات
    خلوة القبر راحة وسرور * ودخول في أشرف الجنات
    حضرة تجمع المتيم فيها * أي جمع في أكمل الحالات
    فهي لولا أتى لنا النهي عنها * بالتمني لها لكات نجاتي
    هي سعد لكل عبد سعيد * يترقى بها عُلا الدرجات
    وهي سجن لكل عبد شقي * يتدلى بها إلى الدركات
    ليس والله من يمت فهو ميت * إنما الموت موت هذي الحياة
    كل من قام في الحياة بنفس * قام بالوهم والأسى والشتات
    والذي قام بالإله فحي * بحياة الإله في الأوقات
    ترك الجسم والكثائف عنه * طاهرا من خبائث الأدوات
    خالعا ما كسته منه طباع * لابسا للملابس الطاهرات



    والشكر للأخ عمر على وضع الشريحة الصوتية والحديث الممتع.. لا يكتمل الحديث عن الموت إلا بالحديث عن الحياة بعد الموت، أو البعث.. وقد اخترت هذه الفقرة من الفصل العاشر من كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري..

    Quote: الفصل العاشر
    البعــث

    هذا فصل عن البعث .. والبعث يعني اليقظة بعد النوم، ويعني الحياة بعد الموت .. وبين النوم والموت اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع .. قال تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها، والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى .. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) .. وعن البعث من النوم قال تعالى، عن أهل الكهف، الذين ضرب عليهم النوم: (ثلاثمائة سنين)، قال عن بعثهم: (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم، قال قائل منهم: كم لبثتم؟؟ قالوا: لبثنا يوما، أو بعض يوم .. قالوا: ربكم أعلم بما لبثتم .. فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة، فلينظر: أيها أزكى طعاما؟؟ فليأتكم برزق منه .. وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا) ..
    وكان بعثهم هذا عن حالة نوم عميق ضربه الله عليهم .. وقال في وصفه: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا * ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين احصى لما لبثوا أمدا) .. وعن حالة رقادهم ذلك قال: (وتحسبهم أيقاظ وهم رقود .. ونقلبهم ذات اليمين، وذات الشمال .. وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد .. لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا، ولملئت منهم رعبا) .. فالبعث، ههنا، هو اليقظة من النوم وعن البعث الذي هو الحياة بعد الموث قال تعالى: (لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ..)، ولقد قال في وصف حالة ما قبل هذا البعث: (ولقد خلقنا الإنسان، ونعلم ما توسوس به نفسه، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان، عن اليمين، وعن الشمال، قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد * وجاءت سكرة الموت بالحق، ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور، ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس، معها سائق، وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد) .. وعن حالة الغفلة التي يكون منها البعث قال المعصوم: (الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا) ..
    فالبعث هو تيقظ الفكر، واستيفاز الشعور، بعد أن يكون النوم، أو الموت، أو الجهل .. قد أرخى عليهما أستار التبلد، والإنحلال .. والفكر هو الإدراك الدقيق، اللطيف، الذي يميز بين الأشياء، وأدناها شيئان: الشيء، وضده .. ولذلك فقد صح أن نقول: إن الفكر هو قوة الإدراك الشفعي .. والفكر وظيفة العقل .. والعقل يعمل في الدماغ .. وأما الشعور فهو الحياة الملتذة بما يلذ، المتأذية مما يؤذي، الفارة مما يؤذي، إلى ما يلذ .. وهي، في فرارها ذلك، تستخدم الفكر، استخدام المخدوم للخادم .. وهي، من ثم، تحاول أن تصير، أو أن تسير، من الشفعية إلى الوترية – من الإدراك الشفعي، إلى الإدراك الوتري .. والشعور وظيفة الفؤاد .. والفؤاد يعمل في القلب، وحصيلة الشعور الحب .. ومع أن الحب ضده البغض، غير أنه ليس للبغض مكان في سويداء القلب، وإنما هو على حواشيه، وسببه الخوف الناتج من نقص العلم .. وحواشي القلب هي قوى الإدراك الشفعي – هي العقل .. فليس في سويداء القلب إلا الحب .. ومن ثم، فإن القلب هو قوة الإدراك الوتري .. وهذه الخاصية هي التي رشحت القلب ليكون بيت الرب .. قال تعالى، في الحديث القدسي: (ما وسعني أرضي، ولا سمائي، وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن ..) .. وحين كان على حواشي القلب العقل، وهو قوة الإدراك الشفعي، فإن على حواشي العقل الجسد .. والجسد هو قوة الإدراك التعددي .. والإدراك التعددي يتمثل في الحس .. وهذا ظاهر، وبخاصة في بداية الحياة، قبل ظهور الحواس .. فقد كان الحي الأول يحس بجسده كله – يحس بكل ذرة من جسده – فلما تقدمت الحياة، وتعقدت، توظفت الوظائف، وانحصر الحس في مواضع بعينها، هي الحواس .. وأصبح على الجلد أن يكون درقة، ودرعا واقيا للحي، يقيه عوادي البيئة، وهكذا ضعف إحساسه .. والحياة الآن في ترقيها، وتطورها، راجعة إلى إشاعة الحس في جميع ذرات الجسد، على نحو ما كان عليه الشأن عند الحي البسيط، البدائي .. فهذه المهمة هي وظيفة العبادة – هي وظيفة التوحيد .. وسبيله إليها محاربة الخوف .. ذلك بأن الخوف العنصري هو الذي حفز الحياة في مراقي التطور، فوظف الوظائف لأعضاء الجسم المختلفة .. ومن هذه الوظائف، كما سلفت الإشارة، ظهور الحواس، وظهور العقل .. ومنها إسناد الوقاية لبقية الجسم – للجلد .. ولقد إقتضى هذا أن يتبلد حسه .. ومن أجل بلوغ الغاية المرجوة، وهي إعادة الحس إلى الجلد، إتجه التوحيد إلى محاربة الخوف العنصري، فابتدأ بتحويله إلى خوف واع، موحد في واحد، فجاء القول: (رأس الحكمة مخافة الله) .. ثم ان السير، في هذا الإتجاه، يفضي بنا إلى المعرفة التي تقرر أن الله لا يخاف، وإنما يحب – يؤنس به، ويطمأن إليه، ويحب ..
    قال تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني، تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم .. ثم تلين جلودهم، وقلوبهم إلى ذكر الله .. ذلك هدى الله، يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد) ..
    قوله: (ثم تلين جلودهم)، إشارة إلى تخلص الجلود من التحجر، وبلادة الحس، ومن القشرة الكثيفة التي فرضتها عليه وظيفة الوقاية .. فإنه، بعد الإطمئنان من الخوف، يلين الجلد، وينعم، ويلطف، ويكون قوي الإحساس، مرهف الشعور ..
    وإنما تكون الطمأنينة من الخوف بفضل العلم بعواقب الأمور .. قال تعالى، في ذلك: (قل لا أملك لنفسي نفعا، ولا ضرا، إلا ما شاء الله .. ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير، وما مسني السوء .. إن أنا إلا نذير، وبشير، لقوم يؤمنون) .. والعلم أوله إيمان باللسان، وعمل بالجوارح .. ثم إيمان بالعقل وطمأنينة بالقلب .. ثم إيقان بالعقل وسلامة بالقلب .. وعند الإيقان، يعني عند حصول علم اليقين للعقل تحصل السلامة للقلب، بالخلاص من الخوف .. وعندها يتسع القلب، ويقوى، وينتظم، ويدفع دم الحياة قويا نقيا في كل ذرات الجسد، وفي كل ذرات الجلد، فتنشط الحياة في مواته بنشاط، وانتظام إفرازات الغدد الصماء، وغيرها من الغدد ذات الوظائف المختلفة، ويقفز الجسد كله إلى الحياة الكاملة، ولا يبقى فيه موضع كثافة، ولا موطن بلادة، ويتحقق موعود الله فيه .. قال تعالى: (يأيها الناس!! إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة، لنبين لكم، ونقر في الأرحام ما نشاء، إلى أجل مسمى، ثم نخرجكم طفلا، ثم لتبلغوا أشدكم، ومنكم من يتوفى، ومنكم من يرد إلى أرذل العمر، لكيلا يعلم من بعد علم شيئا .. وترى الأرض هامدة، فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت، وربت، وأنبتت من كل زوج بهيج) .. هذه الأرض هي أرض الجسد .. والماء هو العلم الذي ينزل من سماء العقول الصافية على هذه الأرض فيجدد شبابها، ويبعث فيها الحياة جديدة، دفاقة، جياشة بالحس المرهف، والعاطفة الصادقة .. وإلى هذا أشار شيخ الطائفة الصوفية، أبو القاسم الجنيد، فقال:

    تطهر بماء الغيب، إن كنت ذا سر * * وإلا تيمم بالصعيـد و بالصخر،
    وقدم إماما كنت أنت إمامه * * وصل صلاة الفجر، في أول العصر،
    فتلك صلاة العارفين بربهم * * فإن كنت منهم فانضح البر بالبحر

    قوله: (ماء الغيب) يعني العلم بالله .. وقوله: (فانضح البر بالبحر) يعني أفض على الجسد من أنوار العلم ما يحيي مواته، كما يحيي الماء موات الأرض الهامدة .. ولقد قلنا أن العلم يحرر صاحبه من الخوف، فيقع الإتزان الذي يدفع الدم القوي حاملا إفرازات الغدد السليمة، فينعش، ويغذي كل خلايا الجسد غذاء صحيا، يبعثها من موتها جديدة، ومتجددة باستمرار ..
    هذا هو البعث الأعظم – بعث موتى القلوب .. وهو الموت الأعظم عند الله .. قال تعالى: (أومن كان ميتا فأحييناه، وجعلنا له نورا يمشي به في الناس، كمن مثله في الظلمات، ليس بخارج منها؟؟ كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون ..) قوله: (أومن كان ميتا) بالجهل بالله .. (فأحييناه) بالعلم بالله .. يعني أومن كان ميت القلب بظلام الكفر، فبعثنا قلبه، وأحييناه بنور الإيمان، كمن هو في ظلمات الجهالات يتخبط فيها على غير هدى؟؟ وإلى غير خروج؟؟ وبعد .. فإني أحب أن يكون البعث هو على هذا النحو .. هو بعث حياة القلوب، لأن به السلوك، وبه السير من البعد عن الله إلى القرب من الله .. وهذا هو الحياة ..
    أما البعث من الموت الحسي فهو حق، وواجب، وما ينبغي أن يأخذ من وقتنا أكثر مما أخذ .. ولولا أن هذا الكتاب قد طال لتحدثت عن بعث موتى القلوب .. ولكنني قد تحدثت عنه، بما يغني عن الإعادة ههنا، وذلك في كتابي (رسالة الصلاة)، في مقدمة الطبعة الرابعة .. فليراجع في موضعه ..
    ثم تحسن مراجعة مقدمة كتاب (أسئلة وأجوبة)، فإنها مقدمة ترسم طريق السير من البعد إلى القرب، والبعد موت، والقرب حياة – بعث من الموت ..
                  

04-19-2008, 02:48 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: Awad Omer)

    ..
                  

04-19-2008, 03:01 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت كما رآه الأستاذ محمود (Re: Awad Omer)

    ذهب شهيد الحرية
    وبقيت افكاره
    اما الذين حاكموه فقد حاكمهم التاريخ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de