عم قاسم.. وإعلام المراسم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 08:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2008, 11:54 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عم قاسم.. وإعلام المراسم

    Quote: عم قاسم.. وإعلام المراسم
    أحمد طه
    تلقيت دعوة من منتدى (أب قبة) وطلبة جامعة كردفان ورموز الثقافة بعروس الرمال لحضور تكريم الهرم الكردفاني الشاعر والفنان الشامل العم قاسم عثمان بريمة.. وكنت مشوقاً لحضور هذا التكريم المستحق من أبناء الأبيض لشاديهم قاسم.
    حي تقي
    المحتفى به ينتمي إلى حي تقى الزاخر الوافر بالرموز وهو سليل آل بريمة الذين ينتمون إلى مؤسس الحي ذي الأصول التركية، عمدة الملبس الشيخ محمد تقي الدين. كان رجلاً صالحاً وعالماً وقد أنشأ أول مسجد بالمدينة بعد المهدية عام 1902. وكان يؤم المصلين فيه الشيخ أحمد كنتيش المدفون بأب صفية.. يضم العديد من الأسر العريقة بالمدينة ومن رموزه بجانب آل بريمة، الشيخ عثمان دفع الله ومجذوب الدفاري ومحمد الحسن قدري رئيس جمعية أصدقاء حقيبة الفن والرئيس الفخري لمعهد كردفان للموسيقى العم ود الزبير، ميرغني أبو شعيرة وكل هؤلاء كانوا يعملون في مهنة القصابة وتجارة المواشي. ويتداخل اسم الحي (تقي) مع حي (بلدو) وهي أسرة عريقة قدمت للسودان الاداري الفذ علي بلدو.. يسكن خلف الجامع من الجهة الغربية الشيخ موسى عبد المجيد الفقيه الورع الذي ارتبط بالمسجد وبقرب مدخله يقع دكان النعيم الذي نذر نفسه للمكان الطاهر حتى رحيله. ضم الحي العديد من الأسر التي صنعت ملامح المدينة منهم آل حسن كارو صاحب الجراج المشهور بالمنطقة الصناعية وآل عز الدين، أحمد الذي برع في مجال صياغة الذهب ومحمود في مجال القضاء الواقف، يجاورهم العم علي ابنعوف صاحب المتجر العامر وآل محمد حمد وآل شاحوطي وآل علوبة وآل البعباش وآل موسى الخير وآل منصور حمد راضي وآل العمدة كبر وآل العميري الذين برز منهم احمد في مجال الكرة وعبد العزيز ذلك الفنان الشامل الذي رحل باكراً.
    الرياضة
    كان نادي تقي مؤسسة رياضية وثقافية واجتماعية في الحي وترعرع فيه المبدعون في مجال الكرة وعندما تراجع في بداية الستينيات رفد الحي، الأندية الرياضية بالمدينة بالعديد من اللاعبين والإداريين، منهم الشيخ الجاك بريمة، وبابكر سنجك (الكوتش) والفريق شرطة محمد أحمد بحر الذي عمل رئيساً لاتحاد الكرة في القضارف ومدني وهو الآن عضو نشط في مجلس إدارة الهلال العاصمي، وأنجب الحي من اللاعبين كرومة ومكرم وأحمد وإسماعيل مجذوب وعمر عطية ومحمد ألمو ودفع الله ود التاية وغيرهم.
    الفنون والإبداع
    ظل تقي حيَّاً معطاءً في مجال الفنون والإبداع وقدم في مجال الغناء بجانب العميري، عباس إبراهيم سرور، وصلاح محمد الحسن، ودفع الله السماني، وناصر قاسم وشقيقته إشراقة، طبجي وعزَّت والنوراني وشقيقه صديق محمد الطيب (تلب).. وكان منزلهم العامر مستقراً للفنان المبدع عبد الفتاح عباس (فتاح) ومزاراً للعصفور الذي استعجل الرحيل علي يعقوب.. من المبدعين أيضاً حسن حسان وشقيقاته صلحة وسيدة اللتان برزتا كمغنيات في العاصمة القومية.. من سكان الحي، كان عمنا عبد الله البر فاكهة المجالس الذي يزداد ألقها بصوته الطروب.. وهناك حسين محمود "ود النجل" ماستر فرقة فنون كردفان.. لا يسعني ذكر الجميع وأنا أكتب من الذاكرة ولهم العتبى لأن محور الحديث هو حبيبنا جميعاً (عم قاسم)..
    حي تقي هو المكان العبقري الذي أحببته وسكن وجداني بعدما صرت من سكانه وصار لي هناك أهل و"أولاد حلة" من أبناء الحي المعطاء.
    كان منزل خالي المرحوم محمد الحسن قدري الذي يجاور جامع تقي دوحة تلتقي فيها الطيور الصداحة، سيد عبد العزيز وحدباي ونفر كريم من المبدعين وضيوفهم مثل عبيد عبد الرحمن وعبد الله الماحي والخليفة يوسف الحسن وغيرهم من المبدعين الذين دأبوا على التواصل مع عروس الرمال ومبدعيها، وكان حي تقي هو الأوفر حظاً بين أحياء المدينة بهذا الألق الإبداعي. وأستحضر في هذا المقام وداع أهل الحي لأحد رموزه "الشيخ عثمان دفع الله" وهو يستعد لمغادرة المدينة للسفر للأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج فأنشد حدباي يودِّعه بقصيدة طويلة أختار منها:
    حي تقي كلو حاضر.. ومن حي بلدو كلوْ
    التقت المحاسن في هامشو وسِجلِّو
    العشاق تباروا ومن فيض حسنو عَلَّو
    والفارع قوامو.. ده السواهو خَلَّو!!
    * * *
    الزهر المنمَّق وبي الغيمات مغطى
    شذى شذاه ضوَّه أرجاء المحطة
    والحي بيه نوَّر.. قمنا تقودنا فرحة
    وتحدو نفوسنا غبطة
    لي عثمان نودِّع.. مافي البينا أبطى
    والقصيدة طويلة.. داعب أحدهم حدباي قائلاً "شنو يا عمنا بدل ما تودِّع الحاج.. بقيت تغازل في بناتنا"، والمعروف أن حدباي مكنى بشاعر الجمال يستوقفه أينما لقيه. أما شاعرنا قاسم بريمة، استعاد طفولته في حي تقي من خلال قصيدة طريفة زاخرة بملاعب الطفولة بالقرب من آبار كرياكو وفولة فلاتة اللذين يجاوران الحي حيث اللهو واللعب البريء ورمي الطيور بالنبال ومداعبة الظرفاء:
    في حي تقي العتيق قضينا أحلى طفولة
    شريك في البيار وطقيع نبل في الفولة
    سبل حياتنا كلَّها موفرة ومكفولة
    وهمنا بس نشاغل بنداس ولد جقلولة
    * * *
    تجي الأيام.. يا أيامنا لفي ودوري
    نجر الليل طويل ونحكك البنوري
    نطير من فرحة لو شفنا حسن الدوري
    نقول حسن أبرص أهو وتدعينا بت القوري
    للأحياء القديمة في المدن العتيقة عبق لا ينمحي من الذاكرة ويبقى في الوجدان صاحياً يستعيد أيام الطفولة.. لا تحجبها سنوات العمر التي تمضي نحو الأفول. جئت حي تقي صبياً في أولى عتبات الشباب ولحقت بما تبقى من "ناسه.. الوناسة".
    فها هو ناصر قاسم عثمان "ابن الوز" يعوم في بحر القوافي سنوات طفولته "كنا فيها رجالاً نتحسس شنباتنا" نقصي الليالي ساهرين نبحث في أمسيات الحي الطروبة عن حفل عرس يرفد دواخلنا بالجمال ويرهف أحاسيسنا تتقافز قلوبنا ونحن نتابع رقصة الحمامة، ما رأيت أبرع من بنات حي تقي إجادة لهذه الرقصة السودانية يحاكون الحمامات وهن يزوفون.. يقدلن في السباتة وتشرئب الصدور نحو السماء وتتدلى الجدائل الموفورة متجاوزة الكفل. ما شهدت مثلهن روعة وهن يرقصن ويتغنين بالحقيبة على أصولها.. وليت الشباب يعود يوماً!!
    يقول ناصر قاسم في إحدى قصائده عن حي تقي:
    كتير بنغالب الدمعات
    لما الذكرى بينا تجيش
    وكت نتذكّر الجامع
    ونيمات جدنا الشاويش
    سمح لماتنا في الحيشان
    وفي خلوة أبوي كنتيش
    وفي النوبة المحاربة النوم
    في بيت ود شبو الدرويش
    ما زالت نيمات الشاويش إبراهيم سرور قائمة في الحي نافستها شجرات ستنا مجذوب هذه المرأة الحديدية.. الاتحادية التي يلجأ إليها الحزب في القواسي وهم يبحثون عن علم يلفون به شهيداً فتناولهم له من طرف الدولاب.
    الهجرة إلى عم قاسم
    جئنا خفافاً ومعي ابن الأبيض الصحافي النابه الطاهر البيان.. غلب اسم مكتبة والده العريقة في وسط سوق الأبيض "مكتبة البيان" على اسمه واسم والده العم محمد علي طاهر. وحزني على ما آلت إليه مكتبة البيان ومنافذ الثقافة والكثير من ملامح السوق القديم.
    كلانا.. حرصنا على حضور تكريم وحرصت على مصاحبة أصغر بناتي "معزة" لتتواصل مع الأهل هناك.. أكن لهذا الشاعر وداً خاصاً فهو بجانب أنه قريبي "في الحسبة خال" إلا أنه أستاذي.. جالسته وأنا طالب أستمع إلى عزفه المجوّد على آلة العود وإلى شعره البديع.. أتأمل أدبه الجم، وقد حباه الله بمحبة الناس له، فقد عهدته هاشا.. باشاً و"ما بيغلط على زول" بالرغم من أن مهنته "القصَّابة" تفوِّر الدم ويجمع العاملين بها بين حدة الطباع وخفة الظل وفي خاطري نماذج عدة منذ أيامنا تلك قبل أربعين عاماً منهم العم مختار إدريس الرجل الكريم خفيف الظل والعم ود الزبير الشاعر الفحل الهجاء الذي كان يهابه محمد علي الأمي، والشيخ عثمان دفع الله رجل كالنسيم وميرغني أبو شعيرة العفيف النظيف.. ومحمد مجذوب الفنجري، وفي الركن الغربي القصي من الزنك تربيزة الشاعر قاسم عثمان بريمة. اعتاد أحد الظرفاء على الحضور إلى قاسم في المنزل لتعلّم آلة العود.. واشترى عوداً جديداً لهذا الغرض وحمله إلى قاسم في الجزارة ليوزنه له.. أي يدوزنه. فأخذ قاسم العود ووضعه في كفة الميزان والتفت إلى صاحبه ضاحكاً.. "اثنين كيلو"، ضحكا وأضحكا من حولهما.. هذا هو قاسم، حاضر البديهة دائماً وهاشاً.. باشاً.
    عندما جئت إلى الأبيض لحضور حفل التكريم، كنت مشوقاً لأشهد علو قيمة الوفاء عند الأوفياء، وكان مستهل الاحتفال "سَيَّرة" من منزل الشاعر إلى فرقة فنون كردفان، شارك فيها أهل الحي والطرق الصوفية، تتقدمها عربة مزيّنة يجلس فيها العريس، وشارك أهل الأحياء الأخرى باستقبال السَيَّرة وهي تتهادى في الشوارع الرئيسية بالزغاريد والتهليل.. كان احتفالاً شعبياً، غابت عنه حكومة الإقليم ولم يشارك فيه أحد رموزها، وغابت أجهزة "إعلام المراسم" وفاتها التوثيق لهذا الحدث الثقافي المهم.. وجاء الاستقبال في فرقة فنون كردفان حاشداً بالفرق الشعبية التي تمثل ثقافات الإقليم، وكان في مقدمتهم ابن الحي أحد الرواد في فرقة فنون كردفان التي حازت على قصب السبق في المسابقات التي نظمتها الدولة أيام حكومة عبود.. وكان حسين "ود النجل" وهو يتجوّل مع المحتفى به بين الفرق الشعبية، مؤسسة ثقافية بحالها.. حميت أصوات الطبول ورزّت الأقدام الأرض في حوار راقص مع الإيقاع، وشقت الزغاريد وصيحات الكمبلا عنان السماء وهي تستقبل عم قاسم وضيوفه بالرقص والغناء والأزياء الملونة واكسسوارات السُكسُك والودع ورقصن بنات البقارة، وهن حاسرات.. تماماً مثلما يرقصن في الفَريق في الليالي القمرية.. لم تحجبهن توجيهات المخرجين الذين اعتادوا على حجب كل شيء.. حتى الفرح.. كان الرقص صادقاً مثل قلوب أهل بادية كردفان.. نادى الآذان من فوق "مياضن" المدينة داعياً لصلاة المغرب وهدأ الضجيج ليفسح للآذان للاقتراب من القلوب وأداء الفريضة.
    قبل أن يؤدي الجمع صلاة المغرب جماعة، وقف عم قاسم قبالة التبلدية العجوز التي ظلت ديكوراً طبيعياً لمسرح فرقة فنون كردفان، لما يقارب نصف القرن. تدحرجت دمعة على خده وهو يقف أمامها حاسر الرأس.. يناجي هذه الشجرة التي ظلت حيَّة في وجدانه طيلة هذه المدة.. كأنها كائن حيّ يشارك في التكريم الذي غاب عنه إعلام المراسم، وضن على ذاكرة المدينة بالتوثيق لهذا الحدث الذي يبرز مدى تميزها بين مدن السودان الأخرى، لأنها الأكثر وفاءً لمبدعيها.
    في الحفل الذي اختار له المنظمون أن يكون بنادي الخريجين تأكيداً لدور النادي العجوز في الحركة الوطنية والثقافية والاجتماعية، بدأت أجهزة إعلام المراسم بالتوافد الخجول لمكان الاحتفال لتوثيق حضور السادة الذين تأخَّر وصولهم إلى ما بعد بداية الاحتفالات، وحضرت وزيرة الثقافة متأخرة أكثر من ساعة.. وعندها نشطت أجهزة إعلام المراسم.. وغادرت في خطى الوزير بعد انتهاء دورها ولملموا عدتهم وغادروا.. وتواصل الحفل بلا توثيق.
    عفواً عم قاسم
    أنت في قلوب أهلك في حي تقي العامر بالمبدعين وفي وجدان هذه المدينة العامرة بالوفاء.. وفي رمال كردفان ووديانها وتبلديها.. ولعن الله السياسة التي تشبَّحت وكادت أن تقضي على ما حباه الله لأهل هذه المدينة من حب للفن والثقافة، وستظل الأبيض التي تعتز بألقابها (أب قبة) و(عروس الرمال).. لأنها (فحل الديوم).. و(زهرة المدائن) التي يسعى صديقي "الحلاّج" مع نفر كريم من أبنائها لتأصيل قيمة الثقافة.. والتنقيب وحفظ كنوز المنطقة وهي مستودع للتراث لا يدرك حقيقته إلا الأصفياء.. الأنقياء الذين يؤمنون بدورهم في الحياة والتزامهم نحو أمتهم وأهلهم.. ليبقوا شموساً ونجوماً ساطعة.. تنير درب العتمة.. وتفج البوابات التي تحمل لافتاتها اسم "الثقافة" هذه الموءودة مع سبق الإصرار بواسطة الذين جعلوا منها وظيفة يتلقون باسمها مرتباتهم آخر كل شهر، ولا يعرفون عنها غير حروفها الهجائية.
    قطعاً، لست منهم يا صديقي مدير الوزارة أخي ودفعتي الأستاذ إبراهيم محجوب.. كنت درة دفعتنا في الفصل المتمرد.. "بشطارتك".. وتهذيبك وتميّزك، ولكن اليد الواحدة لا تأتي بصوت الصفقة الفرحة.
    وستبقى يا صديقي "الحلاج" الأستاذ "معلِّماً" مبدعاً، فالألقاب الرسمية والكراسي الوثيرة مراجيح متأرجحة لا تأمن حبالها.. قد تسقط وترمي باللاعبين إلى مكان فسيح فيه متسع لمن يلفظهم التاريخ.. ويبقى أمثالك وعمي قاسم في ذاكرة المدينة، تحملون لقب "أستاذ" وهو لا يمنح بالوظيفة ولم يعد حكراً على المعلمين وحدهم.. وقد استحقوه بجدارة..
    ولكنه تزيّن بهذا "القصّاب" المبدع الذي زيّن اللقب.


    نشر بالعدد الاسبوعي بصحيفة السوداني الجمعة الحادي عشر من أبريل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de