اضاءة عامة للمشروع الغنائي للفنان أبوعركى البخيت - نزار محجوب عتيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 12:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-06-2008, 10:21 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اضاءة عامة للمشروع الغنائي للفنان أبوعركى البخيت - نزار محجوب عتيق

    http://www.sudaneseinoxford.com/topic.asp?TOPIC_ID=198
    اضاءة عامة للمشروع الغنائي للفنان أبوعركى البخيت
    نزار محجوب عتيق
    قال صلاح جاهين فى رباعياته :-
    دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت
    وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
    وحاجات كثير بتموت فى ليل الشتا
    لكن حاجات اكتر بترفض تموت …. عجبى.

    فى شتاء السودان، والذى قارب اكمال عامه العشرين، مات فينا كثيرون، وانغمسوا بوعى أو بدونه فى طريق كئيب شيد لهم بدقة، وطفت على سطح خارطة الغناء بعض ظواهر لا علاقة لها بـ "المغنواتية" العظام، أو حتى بالفن على العموم، وظل آخرون، أبوعركى البخيت أحدهم ومن اكثرهم علو شأن، يرفضون الموت، ويجعلون من غناء كـاغنية " أضحكى " شعارا لمرحلة ما أكثر بؤسها وشقائها .
    بالنظر للمشهد الغنائي في السودان، عركي بمشروعه الغنائي تمكن بالفعل من احتلال موقع مميز له، وقد ظهر تاثيره في ذلك المشهد منذ ظهوره في سبعينيات القرن الماضي.
    ساحاول الاقتراب من هذا المشروع الغنائي، من خلال رؤيتي الشخصية لماهية المشروع الغنائي، بخصائصه الثلاث حسبما أراها وهي: 1/ الأصالة. 2/ الإستمرارية. 3/ الانفتاح والرغبة الجادة/الدائمة في التجديد.

    1/ الأصالة:
    الأصالة التي أقصدها بمعناها التاريخي أي "التمثل النقدي والإستيعاب العقلاني والإضافة الابداعية الى عصرنا وتراثنا"، وجوهر الأصالة هو التفرد الذي يضفي على كل مشروع طابعه المميز/شخصيته، والتي من خلالها يمكن تمييز كل مشروع عن الآخر بمجرد التدقيق السمعي حتى وإن كان بأداء صوتي آخر.
    من الواضح أن عركي لحظة أن بدأ لتأسيس مشروعه الغنائي الخاص، نظر الى واقع الغناء في السودان، والتقط منه محاولات محمد الأمين حينها في التعامل المدروس والواعي مع السلم الموسيقي الكامل والهارموني، فبدأ عركي في التركيز والتكثيف الموسيقي لهذه المبادرات وفي مساحة زمنية أقل في أعماله، وبالتالي فأنا اعتبره مع محمد الأمين من المساهمين الأوائل في "تبريد" الأذن الموسيقية في السودان وتعويدها على نمط غنائي/موسيقي مغاير لما هو سائد و"معتاد عليه"، مما أدى الى تمهيد الطريق للأجيال التالية فنيا (الموصلي نموذجا) وما تلى ذلك (عقد الجلاد مثالا) وبعض مما نشهده الآن في مشهد الغناء في السودان.

    الإستمرارية:
    ولأن إستمرارية المشروع الغنائي ليست مجرد إحتلال حيز زماني لفترة طويلة غض النظر عما يتم تقديمه داخل تلك الفترة، ولكنها -أي الإستمرارية- بالأساس تعني الإضافة المستمرة داخل المشروع الغنائي المحدد بمعيار متطور/متصاعد في كل الأحوال سواء بمقاييسه الخاصة (الذاتية) أو بمقياس موضوعي بناء على مدى فاعليته في مسيرة الغناء في السودان على العموم.
    عركي بالتأكيد فنان ذو فاعلية مستمرة بكل المقاييس، الذاتية والموضوعية، وبالرغم من أن مشروعه الغنائي في تقديري تعرض الى فترة من عدم الإتزان في منتصف الثمانينات وكاد أن يتوه فيها "المغنواتي" الجميل عندما بدأ في تقديم أعمال معظمها بمصاحبة آلة العود، وكانت ذات نصوص تم تطويعها للغناء قسرا، فبدأت مرحلة ألحان لم يألفها الناس لدى عركي وغابت امكانية التطريب لديه وأتى أداؤه متشنجا بعض الشئ، إلا أن عركي تجاوز كل ذلك وعاد الينا/اليه بأعمال مثل: يا قلب و يوم رحيلك، وبتوزيع موسيقي لأعمال مثل: واحشني و انت معاي في جواي وأعاد بذلك الإتزان لمشروعه الغنائي، مستعيدا وضعه في خارطة الغناء الكائن قبل تلك الفترة ودوره المأمول مستقبلا.

    الانفتاح والرغبة الجادة/الدائمة في التجديد:
    لكي يكون المشروع الغنائي فاعلا ويكتسب مشروعيته في مسيرة الغناء عموما، لابد وأن يكون منفتحا على المشاريع/التجارب الأخرى بالضرورة من جانب، وأن يكون هو نفسه مفتوحا لأي إضافة يراها الفنان نفسه أو الآخرين أوتفرضها ظروف التطور (الإجتماعية، التقنية ...ألخ) من جانب آخر، لأن هذا من شأنه أن يؤدي الى رغبة دائمة في التجديد والأضافة.
    مشروع عركي الغنائي بكل تأكيد منفتح نحو مسيرة الغناء في السودان، وقد استوعب بعض الأعمال من تلك المسيرة وأكسبها طابعه الخاص وكنموذج لذلك: عازة في هواك، كان بدري عليك، جدودنا زمان هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أضاف تلوينات من فنانين آخرين داخل مشروعه الخاص وهذا بكل تأكيد ساهم في تفعيله ومثال لذلك: قولها لي (عثمان ألمو)، مرسال الشوق (كابلي)، طريق الماضي (محمد الأمين) وتوزيع جديد لأغنية واحشني (الموصلي).
    وبما ان لكل مشروع غنائي رهانه وآلياته التي يقترب بها من المستمع كوسيلة، فرهان عركي كان ولا يزال موسيقيا/شعريا:
    فموسيقيا اعتمد عركي كثيرا على الهارموني والكاونتربوينت والمصاحبات الموسيقية والتوزيع الآلي ويحسب له كثيرا التعامل المقصود مع آلات النفخ وتحديدا "الكلارنيت" و"الترمبيت".
    شعريا فلقد قدم عركي اعمالا غنائية من خلال صور شعرية راقية متناولا موضوعات جديدة من خلال لغة شعرية جريئة وغير مساومة: انت معاي في جواي، التوب، يوم رحيلك، ياقلب، عن حبيبتي بحكي ليكم، تعالي ارجيني يا ريدتي، واحشني ...الخ.
    مسيرة عركى من خلال الكاسيت حتى الآن ثلاث أشرطة:- " أضحكى " و " واحشنى " وهما من انتاج شركة حصاد للأنتاج الفني عليهما ـ أى الشريطين – بعض التحفظات من الناحية التقنية، رغم انها كانت اللقاء الاول بين موصلى وعركى فى توزيع أغنية " واحشنى "، وشريط "لو كنت ناكر" من انتاج شركة السناري للآنتاج الفني وكنت آمل، حرصا على تاريخ عركي، ألا يصدر بالطريقة التي تمت به من ناحيتي التوزيع والتنفيذ الموسيقي.
    ولتصل تجربة عركى كمالا تستحقه، أناشده بالأتى :-
    أولا : - ( وفى هذا يشترك عركى مع كبار الفنانين من ذوى المشاريع المميزة ) :-
    أ/ التعاون مع ملحنين وموزعين من أجيال مختلفة بامكانهم وضع تلوينات جديدة داخل مذاق عركى الخاص، خاصة وأن سابق تجاربه، كما أشرت أعلاه، يدعم مثل هذا الاتجاه .
    ب/ رعاية ناشئة الفنانين من ذوى المواهب المميزة والرغبة الاكيدة فى مواصلة طريق الفن الجميل، فبالتاكيد لعركى الكثير مما يمكن ان يقدمه لهم .
    ثانيا :- الا يحرمنا من أعمال قدمها سابقا من أمثال: قولها لى، الثوب، تعالى أرجينى يا ريدتى، عن حبيبتى بحكى ليكم، منو القال لي من أول وغيرها، هذا مع شوقنا الدائم ولهفتنا لجديده.

    وبعيدا عن جدل الداخل/الخارج فى معارضة النظام فى السودان، فبقاء عركى على رأس قليلين آخرين، يقاومون ويبدعون رغم الملاحقات ومحاولات الاقصاء، يجعله على رأس قائمة من حاولوا الحفاظ على مسيرة الغناء الجميل فى السودان فى واحدة من أحلك فترات تاريخه .
    http://www.sudaneseinoxford.com/topic.asp?TOPIC_ID=198
                  

04-06-2008, 11:30 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضاءة عامة للمشروع الغنائي للفنان أبوعركى البخيت - نزار محجوب عتيق (Re: Nazar Yousif)

    شكرا يا نزار يوسف
    علي
    مقال نزار محجوب
    ولمن لا يعرفونه نزار رجل ذواق
    وكان مديرا لشركة ابكس التي انتجت شريط عقد الجلاد
    في كل يوم
    وكان مقرها بالقاهرة
    كما انه ساهم وساعد شركة حصاد كثيرا ابان اقامته هناك
    له كامل المودة وهو يقيم مع اسرته باكسفورد
    ببريطانيا
                  

04-07-2008, 06:27 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضاءة عامة للمشروع الغنائي للفنان أبوعركى البخيت - نزار محجوب عتيق (Re: Elmosley)

    الأستاذ الموصلى
    أتمنى أن يفتح الأخ نزار
    سحارته ليفوح عبيرها.
                  

04-07-2008, 06:30 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غناء الشباب في السودان عصام محمد نور نموذجا - نزار محجوب عتيق (Re: Nazar Yousif)

    غناء الشباب في السودان
    عصام محمد نور نموذجا
    نزار محجوب عتيق


    غناء الشباب أو الأغنية الشبابية، مصطلح كثير التداول حاليا، وهو لدى الكثيرين تخريب للأغنية السودانية وطمس لملامحها العظيمة الثابتة التي تشكلت منذ غناء فترة الحقيبة مرورا بالأجيال الذهبية الكثيرة التي تتالت على تلك المسيرة.
    أزمة الهجوم على الأغنية الشبابية أنه لا يوجد إتفاق على تعريف المصطلح نفسه فهي بمثابة لعنة وخروج عن الملة لدى خصومها، وهي بمثابة وسام لدى أنصارها ... فما هو المقصود بالأغنية الشبابية تحديدا؟
    في تقديري أن تكبيل المصطلح وتأطيره داخل "الشباب" كمرحلة عمرية هو الخطأ الأساسي في التعامل مع المغنيين الجدد، فأي مشروع غنائي مستمر ومتجدد هو بالضرورة مشروع غنائي شاب، فالمبدع يبحث دوما نحو التجديد والتجريب غض النظر عن الفئة العمرية التي ينتمي إليها: فـ محمد الأمين، عركي وقليل غيرهم هم مغنيين شباب من خلال فاعلية إستمراريتهم التجديدية في مسيرة الأغنية السودانية طالما أن ذلك الإستمرار والتجديد يتم داخل "مشروع غنائي" حدده ذلك المبدع لنفسه (المشروع الغنائي دوما ما أقصد به الرؤية الذاتية للفنان للواقع الإجتماعي/الفني ثم تحديد ما يمكن أن يضيفه هو لذلك الواقع من أجل تطويره والإرتقاء به من كافة جوانبه، أو بمعنى آخر هو سؤال المبدع لنفسه: لماذا وكيف أغني؟ وللمشروع الغنائي سمات أساسية: 1- الأصالة 2- الإستمرارية 3- الانفتاح والرغبة الجادة/الدائمة في التجديد، وليس هنا مجال للتفصيل).
    ومن جانب آخر ثمة فنانون شباب عمريا، لا تستطيع أن تحدد لهم أى رؤية فنية، بل هم يساهمون بشكل فاعل في إعادة الراهن الغنائي إلى ما قبل مرحلة الكاشف (الأوركسترا "الكورسية" التي تردد فقط ما يقوله المغني، الغياب التام للحوارات الموسيقية مع الفنان، الأداء الصوتي المحافظ والعقيم ناهيك عن غياب الهارموني والكاونتربوينت وغيره ...إلخ) فهؤلاء ليسوا شبابا وحسب بل يجب أن يضاف الى عمرهم الزمني كل تلك السنوات منذ ما قبل الكاشف وحتى الآن والأمثلة على ذلك كثيرة للأسف: جمال فرفور، نادر خضر، ندى القلعة ....إلخ.
    ثمة سؤالين ملحين الآن يجب أن يفكر فيهما الجميع (موسيقيون، متخصصون بالإضافة الى المتابعين من أمثالنا): الأول: ما هي معايير التجديد الذي أشرت إليه سابقا؟ لأن التجديد في تقديري ليس مبررا أو وسيلة يتحايل بها المبدعون للهروب من تحمل مسئولية الفعل الآني المؤثر و"التجديدي" لإثراء وتطوير مشروع عام هو الأغنية السودانية، لذلك فمن الضروري الإتفاق –على مستوى النقد والتحليل- على معايير لذلك التجديد، فمثلا ما إستمعت اليه في شريط عركي الأخير "لو كنت ناكر" لايدخل في نطاق التجديد على الإطلاق إن لم يكن كارثة في تاريخ عركي الجميل.
    أما السؤال الثاني: ما هي ملامح الأغنية في السودان الآن؟ لأن من خلال تحديد تلك الملامح نستطيع أن نحكم على أي إبداع هل هو تجديد، ثبات أم تراجع؟. وقبل ذلك التحديد ثمة عدة عوامل –في تقديري- تحتم على الأغنية الآن أن تبدو مختلفة/مغايرة على مستوى الشكل لما تعودت عليه الأذن السودانية:
    1) زمن الأغنية: الأغنية الآن تميل إلى القصر النسبي وهذا يضيف عبئا على المبدع الحقيقي لحصر كل أخيلته الموسيقية في ذلك الزمن القصير وهي ليست بالمهمة السهلة.
    2) التطور النسبي في أذن المستمع والمتلقي في السودان، فأخيرا أصبحت لهذه الأذن القدرة على تمييزالمصاحبات الموسيقية، الحوار بين الموسيقى والفنان، إستخدامات السلم الموسيقي الكامل، الهارموني، الإنتقالات المقامية وغيره وبالتالي يعد ضربا من التأخر أو لنقل عدم المواكبة إنتاج أعمال غنائية تخلو من بعض أو كل ذلك.
    3) وسائل الانتشار/الاتصال الجماهيري أصبحت متاحة الآن بشكل كبير مثل شرائط الكاسيت، القنوات الفضائية المستقلة ...إلخ بعيدا عن سيطرة القنوات التقليدية الرسمية منها وغيرها مثل الاذاعة والتليفزيون وبعيدا في ذات الوقت عن سيطرة لجان الألحان والنصوص وإجازة الأصوات وما إلى ذلك، وهذا يؤدي الى إمكانية أن يخلق الفنان لنفسه قاعدة جماهيرية له في وقت قصير نسبيا.
    4) الإنفلات من السيطرة الاعلامية لظهور الأصوات/التجارب الجديدة تزامن معه نوع من الإستعداد المجتمعي لتلقي ذلك الجديد بعد سيطرة "صوتية" لتجارب/أصوات محددة سادت على الأقل لمدة ثلاث عقود (غض النظر عن التقييم الفني والأثر الإجتماعي لها طوال تلك الفترة). الأثر السيئ في ما أوردته بالبندين 2 و 3 هو أن هذين العاملين يتم إستثمارهما حاليا بشكل كبير إما من جانب عديمي الموهبة أو من جانب بعض الموهوبين ولكن عديمي التأثير الذين يسيرون في الشكل النمطي للأغنية السودانية دونما محاولة تطوير أو تجديد فيها.
    5) بداية التعامل في السنوات الأخيرة مع أستوديوهات الصوت المتخصصة، مما حتم ضرورة الإهتمام بالتوزيع الآلي والموسيقي، دراسة امكانيات الألآت الموسيقية، التدريب الصوتي للفنانين على الأقل قبل بداية التسجيل، إنضباط أداء الفنانين أنفسهم داخل الأشكال الموسيقية المحددة لأغانيهم ...إلخ وهذا يؤدي – بالضرورة- على إختلاف شكل الأغنية وتقديمها للمتلقي.
    قليلون هم بالتالي من نستطيع أن نصنفهم بأنهم من المغنيين الشباب الذين يمثلون الأغنية الشبابية (بمعناها التجديدي وليس تصنيفها العمري). وهم يتفقون في إطار عام وهو التجديد ويتمايزون بالضرورة عن بعضهم البعض من خلال تجريبهم، ومن متابعتي لبعض هؤلاء أقسمهم الى أربع فئات:
    • الفئة الأولى: وتشمل مجموعة الفنانين الذين استطاعوا أن يحددوا المعالم العامة والأساسية لمشروعهم الغنائي الفاعل في تطوير الأغنية والإضافة لها وعلى قمة هذه الفئة: عصام محمد نور، عادل مسلم.
    • الفئة الثانية: وهم الفنانون الذين يمتلكون الموهبة والقدرة على التجريب والإضافة فقط ينقصهم تحديد رؤى ومعالم مشروعهم الغنائي ومنهم: وليد زاكي الدين (الذي أعيب عليه إهتمامه الزائد بالتكنيك الموسيقي بدلا عن الإهتمام بمحتوى تلك الموسيقى)،معتز الصباحي وأسرار بابكر.
    • الفئة الثالثة: وهي الفئة التي تضم بعض المغنيين الذين لديهم الموهبة والرغبة الجادة في الغناء والمغامرة ولكن تنقصهم الخبرة مما يحتم ضرورة الإهتمام بهم ومساعدتهم فنيا من قبل المهتمين ومثال لذلك: نبوية الملاك.
    • الفئة الرابعة: وهي تضم مجموعة من الفنانين يمتلكون موهبة عظيمة وقدموا تجارب واعدة ومهمة ولكنهم، ولأسباب مختلفة، أصبحوا يدورون حول أنفسهم وتاهت تلك المواهب وافتقدناهم كثيرا ومن الآهم الأمثلة على ذلك: محمود عبدالعزيز (المشروع التائه بسبب إهماله وعدم إكتراثه)، عماد أحمد الطيب واسامة الشيخ.
    عصام محمد نور هو بالفعل أحد أهم المشاريع الغنائية (الشابة) في خارطة الفن الغنائي في السودان، واستطاع في السنوات القليلة الماضية توضيح معالم مشروعه الغنائي بصبر ومثابرة، والتي أوجزها فيما يلي:
    أ‌- عصام ومن خلال أعماله الغنائية، التقط ما وصلت اليه الأغنية الآن وبكل ثقة قدم ألحانا متماسكة وجريئة من خلال توزيع موسيقي متوازن، مستوعبا كل ذلك في مساحته الصوتية ذات الإمكانيات التطريبية العالية. ولقد استوعب عصام واقع القصر الزمني للأغاني الآن فقدم كل ذلك في تلك المساحة الزمنية بزخم موسيقي وغنائي جيد.
    ب‌- رغم تأهيله الأكاديمي كدارس للموسيقى إلا أنه لم يلجأ الى موسيقى ذات "إستعراض عضلات تخصصي" أكثر مما تسعى الى خلق حميمية واجبة مع المتلقي بعكس كثير من أقرانه.
    ج- رهان عصام في مشروعه الغنائي تجديدي في إطاره العام وهو يتخذ من الموسيقى والصوت/الأداء آليات لذلك التجديد وهو يسير في ذلك بخطى ثابتة ومتطورة.
    أصدر عصام حتى الآن ستة "البومات" غنائية (حسب علمي) وهي:
    إعتذار – ليك زمن – يا روعة – ليلة صيف - عتاب – عبقرية الكاشف (لا أعتقد أن هذا هو الترتيب الصحيح الذي تم طرحها به بالأسواق فمعذرة)، وكلها – أي الألبومات – من إنتاج شركة شذروان للإنتاج الفني بالسودان. فيما عدا "إلبوم" عبقرية الكاشف، قدم عصام في الخمسة "إلبومات" المتبقية حوالي 30 أغنية تفاصيلها كما يلي:
    18 عملا غنائيا خاص به ومن ألحانه.
    05 أعمال غنائة خاصة به ومن ألحان آخرين (تحديدا الفاضل السنوسي و يوسف القديل).
    07 أعمال خاصة بالغير (حقيبة وغيرها).
    ونستطيع رصد بعض الملاحظات العامة على هذه الألبومات:
    1- هذه "الألبومات" جاءت موزعة على فترة عشر سنوات وأعتقد أنها فترة معقولة.
    2- في تقديري أن "البومي" ليك زمن و ليلة صيف يعكسان بشكل أساسي الملامح العامة لمشروع عصام الغنائي التي أشرت إليها أعلاه.
    3- "إلبوم" عتاب هو تجربة جريئة جدا له – أي عصام- من ناحية الشكل الموسيقي فلقد تم تنفيذها بآلآت موسيقية محدودة (عود – إيقاعات – كونقا – باص – جيتار – خلفيات للكي بوردز) ومن ناحية أخرى فهو الشريط الوحيد الذي يحتوي في معظمه على أعمال للغير (خمسة أعمال من إجمالي سبعة) وهو يستحق الإستماع وأعتبره بمثابة تلوين مختلف من عصام في تقديم نفسه من خلال مشروعه الغنائي.
    4- إلبوم "عبقرية الكاشف" هو تجربة جميلة بلا شك وأتفق معه في تعامله من ناحية التوزيع الموسيقي لتلك الأعمال وذلك بإبقائه وبشكل واضح على اللحن الأساسي لها وقدم أفكاره الموسيقية الخاصة به في التوزيع دونما طمس له (وعلى المستوى الشخصي ولروعة أدائه فيه أخشى أن يقع عصام في أحابيل تكرار التجربة سواء على مستوى "الإلبومات" أو الحفلات الجماهيرية مما يعيد مشروعه خطوات للوراء)، ولكني أختلف معه في جدوى إصدار "إلبوم" كامل لفنان آخر في هذه المرحلة من مسيرته الفنية؟! أعتقد أنه كان من الممكن تقديم بعض هذه الأعمال متفرقة على مجموعة من الإصدارات اللاحقة.
    وليصل عصام الى تجويد وتطوير يستحقه، أعتقد أنه في المرحلة الحالية يمكنه، بالإضافة الى ما يراه شخصيا، الإهتمام بما يلي:
    أولا: الإنفتاح موسيقيا على الآخرين لإضافة تنويعات يتطلبها مشروعه الغنائي الآن. (لدي اعتقاد خاص جدا غير مسنود بأي أسانيد علمية أو منهجية، أن ألحانا لفنانين من أمثال محمد الأمين، أبوعركي البخيت، عمر الشاعر وحمزة سليمان، بالإضافة الى توزيع لأعماله الموسيقية من فنانين من أمثال الموصلي، عثمان النو و سعدالدين الطيب يمكن أن تضيف الكثير لمشروعه الغنائي).
    ثانيا: أن يحاول إصدار "لإلبوم" غنائي كل عام في هذه المرحلة من مسيرته الفنية، لأن الوتيرة التي يصدر بها أعماله الآن متذبذبة وتخلق بعض الإرباك للمتلقي والمتابع له.
    ثالثا: ثمة بعض العيوب التقنية في إخراج بعض من إصاراته الغنائية أعلاه، آمل أن يهتم بهذا الجانب مستقبلا.
    رابعا: لعل أهم ما يميزه هو تعامله الجاد مع الغناء وإصراره المشروع على خلق وفرض شخصيته الفنية، أتمنى صادقا أن يحافظ على ذلك.
    آمل حقا من المتخصصين في مجال الموسيقى أن يضيئوا لنا معالم هذا المشروع الغنائي المميز.
    http://www.sudaneseinoxford.com/topic.asp?TOPIC_ID=151
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de