|
احتفائية القارئ
|
"إنني اعتبر نفسي قارئاً بالأساسِ. وقد تجرأت على الكتابة، ولكنني أظن أن ما قرأته أهم بكثير مما كتبته. فالمرء يقرأ ما يرغب فيه، لكنه لا يكتب ما يرغب فيه، وإنما ما يستطيعه"
"ثمة أبياتٌ نسيانها أصعب من تذكرها"
خورخي لويس بورخيس-جريدة الحياة-مقتطف من كتابه (صفة الشعر).
الكثير من الاشتغالات البهيجة التي لامست الروح ودقت أوتاد سطوتها بالذاكرة أجلبها إلى هذا المكان وحبذا لو مدتنا أرواحكم بما تحتفون لنتشارك مدام الحروف بخبز أيامنا العجاف...
تراتيلُ المحبة أتلوها على أنفاسكم...
|
|
|
|
|
|
|
|
قصة من أم درمان-صلاح أحمد إبراهيم (Re: بله محمد الفاضل)
|
قصة من أم درمان-صلاح أحمد اٍبراهيم
و رميت رأسي في يدي ما تنفع الشكوى، وشعرك جف بالشعر الخيال و كأن راسي في يدي روحي مشقشقة بها عطش شديد للجمال وعلى الشفاه الملح واللعنات و الألم المحنط بالهزال وكان رأسي في يدي ساقاي ترتجفان من جوع ومن عطش ومن فرط الكلال وأنا أفتش عن ينابيع الجمال وحدي بصحراء المحال بسراب صحراء المحال بسموم صحراء المحال أنا والتعاسة والملال وكان رأسي في يدي والمركبات تهزني ذات اليمين أو الشمال والمركبات تغص بالنسوان واللغط الشديد وبالرجال وكان رأسي في يدي مازال يقذفني اللعين كأنه الغربال من أقصى اليمين إلى الشمال وبقلبي الأمل المهشم والحنين إلى الجمال والوحشة الغرَّاء والنور المكفن بالطلال وخلو أيامي ورأسي في يدي ورفعت رأسي من جحور كآبتي وأدرت عيني في المكان وكنت أنت قبالتي عيناك نحوي تنظران عيناك ... وأخضر المكان وتسمرت عيناي في عينيك ماعاد المكان أو الزمان !! عيناك بسْ ومسكت قوس كمانتي عيناك إذ تتألقان عيناك من عسل المفاتن جرتان عيناك من سور المحاسن آيتان عيناك مثل صبيتين عيناك أروع ماستين ( هذا قليل ) عيناك أصدق كلمتين عيناك أسعد لحظتين ( هذا أقل ) عيناك أنضر روضتين عيناك أجمل واحتين ( ما قلت شئ ) عيناك أطهر بركتين من ، البراءه نزل الضياء ليستحم بها فألقى عند ضفتها رداءه الفتنة العسلية السمراء والعسل المصفى والهناء وهناك أغرق نفسه ( عجز الخيال ) عيناك فوق تخيلي فوق إنطلاق يراعتي فوق إنفعال براعتي عيناك فوق تأملي ومضيت مأخوذاً وكنت قد اختفيت من أنت ؟ ما اسمك يا جميل ؟ وكنت من أي الكواكب قد أتيت وقد اختفيت مازلت تملأ خاطري مثل الأريج كصدى أهازيج الرعاة تلمه خضر المروج كبقية الحلم الذي ينداح عن صبح بهيج ومضيت مأخوذاً وكنت قد اختفيت ومضت ليال كالشهور فما ظهرت ولا أتيت وأنا أسائل عنك في الليل القمر وأنا أفتش في ابتسامات الرضا ... لك عن أثر في كل ركن سعادة لك عن أثر في كل نجم خافق في كل عطر عابق في كل نور دافق لك عن أثر حتى لقيتك أنت تذكر في ضحى من غير ميعاد وغير تعمد ولمحت وجهك فجأة وظللت مشدوهاً بهول المشهد وتزلزلت روحي ونطَّ القلب يهتف صائحاً هو نفسه ... هو نفسه وتفتَّح وكأن ليلاً أصبح ووقفت في أدب وفي فرط إحتشام ومددت كفي بالسلام لكن كفك في الطريق ترددت وتعثرت وامتد في عينيك ظل توجس وكأنما كفي حرام وكأنما قتلت حسيناً ، أو رمت بالمنجنيق قداسة البيت الحرام لكنني لم أنبس وخنقت في صدري كلام وحبست في حلقي ملام ومضيت مغتاظاً أضمد مهجتي ألم من فوق التراب كرامتي وأسب يوماً كنت تجلس أنت فيه قبالتي ولكم دعوتك .. كم دعوتك بيد أنك لم تلبي مازلت تخشى أن ترى نوري وتغرق نورك الوضاح في أرجاء قلبي وتخاف لمس أناملي وتخاف قلبك أن يجيب ، تخاف من خطوات حبي لك ماتشاء !! .. فلسوف أغلق جنتي ولسوف أطفئ نورك الخابي وأوقد شمعتي ولسوف أطرد طيفك المغرور أنفيه لأقصى بقعة ولسوف أتركه لتنهشه مخالب غضبتي والمُّ من فوق التراب كرامتي وأسب يوماً كنت تجلس أنت فيه قبالتي حتى لقيتك أنت تذكر من جديد في ذلك الركن القصي بذلك البلد البعيد إذ جئت تخطر نحونا وكان وجهك يوماً عيد ماذا يريد ؟ وهفا الفؤاد ... هفا ؟ فقمت نهرته وهتفت ماشأني به وزجرته وذكرت أنك طالما عذبته وأهنته ولويت رأسك يا عنيد وأتيت مبتسماً وفي عينيك ألوان الحنان مذا هناك ؟ ومددت كفك بالسلام لا لم تعد تلقي يداه الإتهام وتقول كفاه بأن يدي حرام لا لم يعد ودفنت في أرجاء كفك راحتي وضممتها ... وضممتها ورميت قلبي في ذراعي بهجة وحمدتُ يوماً كنت تجلس أنت فيه قبالتي
| |
|
|
|
|
|
|
منزل مزدحم بالغائبين-تمام التلاوي (Re: بله محمد الفاضل)
|
منزل مزدحم بالغائبين شعر تمام التلاوي
في منزلٍ مِن غرفتينِ ورَدهةٍ ربّيتُ أحلامي لأعوامٍ طِوالٍ ربّما دخلَتْهُ إمرأةٌ لتُنجِبَ فيه حُلْماً عابراً أو تقتلَهْ ولربّما كنّا نعذّبُهُ كثيراً في مسَاءاتِ الوعولِ.. فنكسرُ الأقداحَ فوقَ سكونهِ أوْ نصفعُ الأبوابَ أوْ حتّى نقوِّضُهُ بعصفِ لهاثِنا في الليلِ
لكنّي اعتنيتُ بهِ كأنّهُ والدي, لي فيهِ كرسيٌّ كحِضنِكِ آنَ يُدفِئُ عزلَتي, ونوافذٌ مفتوحةٌ لتأمُّلِ الأيَّامِ وهْيَ تمُرُّ في بالِ الخريفْ
مفتاحُهُ ما زالَ يصدأُ في حقيبتِها, وها إنّي أواصلُ عادتي في الانتظار ومضْغِ ذاكرتي كلوْزٍ, تاركاً خلفي سريراً فارغاً بعدَ التي كانتْ تبعثِرُ عمرَها كرَزاً وسمّاقاً وجمْراً فوقَ شَرشَفِ ذكرياتي
سوفَ أضحكُ حينَ أذكرُ كيفَ كانَ التمْرُ ينضُجُ في عرُوقي كلّما ارتعشَتْ على شَفَةِ القرنفُلِ زَفْرةٌ أوْ كلّما ارتطمَتْ على كَتِفَيْ دمي ساقانِ مِن دفلى سأضحكُ.. كنتُ مأخوذاً بموجي, لا أحطُّ بمرفأٍ إلاّ لأُبحرَ منْ جديدٍ, كانَ لي بحّارَةٌ لا يسأمونَ منَ الأغاني وهْي تخفِقُ في صواري القلبِ
لكنّي سأبكي حينَ يُرجِعُني صريرُ البابِ يا أمّي إلى القلَمِ الذي اقترفَتْ بهِ أنثايَ حزني فجرَ أقفلَتِ المدينةُ خلفَها برِتاجِ أشعاري نهاري
إنّما لي منزلٌ منْ غرفتينِ ورَدهةٍ, ربّيتُ فيهِ صِغَارَ أحلامي لأعوامٍ كمَا ربّيتِنِي, وحرستُ صمتَ جُنَينتي بشُجيرتَي وردٍ وليمونٍ وأيْكةِ آكِدِنْيا, رافعاً قمرِي لجارتِنا التي تصطادُ أعشاشَ العصافيرِ الصغيرةِ كلّما اهتزَّتْ غُصونُ الحبِّ في قلبي..
تركتُكِ.. كنتِ واقِفَةً على عتَباتِ دمعَكِ كالفَنَارِ, وكنتِ عبَّأْتِ الحقيبةَ بالحنينِ وقلتِ: لا تنظرْ إليَّ لأنّني سمراءُ يا ابْني, إنّني السمراءُ, سوسنَةٌ العواصِمِ, لوَّحتْني الشمسُ في زمَنٍ نطَرْتُ بهِ كرومَكَ, لوَّحتْني شمسُ أيّامي, ولمْ أنطُرْ أنا كرْمي..
وقفتِ.. وكانَ صدرُكِ يومَها رَطْباً, وكانتْ ذكرياتُكِ ربّما هيَ ذكرياتي نفسُها. ولأنَّ عاداتي قد اختلفَتْ كثيراً, صارَ يكفي أنْ أرى باباً لأدخلَ في البكاءْ أوْ أنْ أُلامسَ حائطاً حتى يصيرَ أرَقَّ منْ أثوابِ نومِكِ..
منزلي, ربّيْتُ فيهِ صِغارَ أحلامي كمَا ربَّيتِني, ومنعتُها مِنْ أنْ تُغافلَني وتلعبَ مع صغارِ الحيِّ, قلتُ: هناكَ ذئبٌ في المدينةِ, قلتُ: ثمَّةَ ساحراتٌ, قلتُ: قربَ البحرِ كوخُ البحرِ يقْطُنُ فيهِ شيخٌ يأكلُ الأولادَ
لمْ أكذِبْ كثيراً يومَ قلتُ, فحالما اشتدَّتْ بيَ الأحلامُ وانطلقَتْ على صهَواتِ خيلِ الوهمِ مسرِعةً, سهرتُ أمامَ طاولتي لأنتظِرَ البريدَ.... فجاءني فجراً ثلاثُ رسائلٍ لثلاثةٍ: ذئبٌ, وساحرةٌ, وشيخٌ
منزلي هذا, أراهُ الآنَ مزدحماً بكلِّ الغائبين: حبيبتي, أهلي, وأصحابي القدامى.. بينما ما زلتُ منذُ الأمْسِ مُرتمِياً على ورَقي وذاكرتي أعانقهُم وحيداً. تحتَ عَتْمِ الحِبرِ, أنصِتُ لانهماري جيّداً, وأرى ارتعاشَ العُشبِ تحتَ السورِ عبرَ بُخارِ نافذتي, أبلِّلُ باشتياقي معطفَ الكلماتِ وهْيَ تمُرُّ مسرعةً على ورقِ الرّصيفِ الآنَ, نافِثةً دخانَ مَشاهِدي حولي, وعابرةً على الشرفاتِ برقاً تلوَ برقٍ تلوَ برقٍ
قبلَ أنْ أبكي, رأيتُ اللهَ, فانبَجسَتْ حياتي عبرَ شرخٍ في جدارِ قصيدتي, وترقرَقَتْ عينايَ بامرأةٍ وراءَ البابِ. كانَ البابُ مطْلِيّاً ببيتِ العنكبوتِ, وكانَ في أعلاهُ عشُّ حمامةٍ. طارتْ.. فلا دخلَتْ خُطا امرأتي إليَّ, ولا خرجتُ أنا إليها
زنزنَتْكِ وساوسي, وتدفّقَتْ حولي حياتي, ثمَّ جفَّتْ في الحنينِ وفي السنينِ وفي الكتابِ الجامِعيِّ وفي رغيفٍ يابسٍ في مطبخي, وعلى هواتِفِ لَيلِكُمْ وعلى غيابي –أنتِ أقربُ في الغيابِ إليَّ منْ حبْلِ الوريدِ- وفي الرّسائلِ أوْ عليها, في قرنفُلِ صاحِبَاتي أوْ عليهِ, وفي المَمَرِّ تدفَّقَتْ, وعلى رؤوسِ أصابعي جفَّتْ حياتي مثلَ حِبرٍ
هكذا زعمَ الرّواةُ, وهكذا قَصَّ الشتاءُ على المدى أقصوصَتي, حتّى تلبَّدَتِ السماءُ بصوتِ أمّي والصلاةِ..
نعِستُ يا أمّي, فأينَ الآنَ كفُّكِ تنفضُ الحُمَّى قليلاً عنْ سريري, والحبيبةَ عنْ جبيني؟. ربّما ما زلتِ جالسةً على نهرِ المدينةِ تعصرينَ قميصَ صبرِكِ. ربّما جفَّتْ يداكِ وأنتِ ترمينَ السنينَ كما الحصى فوقَ المياهِ. نعَمْ, رأيتُكِ عندما الْتَفَّتْ عليَّ دوائرُ الغرباءِ, ما كنتُ استلَلْتُ القلبَ منْ غِمدِ البراري بعدُ. طولَ الليلِ كنتُ ركضتُ طولَ الليلِ لمْ أسقطْ ولمْ أسقطْ ولمْ أسقطْ إلى أنْ غاصَ نابُ الّليثِ في فخذِ الغزالْ
حسَنٌ إذنْ.. سأقولُ هذا منزلي, وأعيدُ ترتيبَ الأواني فوقَ رَفِّ الأُمنياتِ. وسوفَ أكنسُ عن بلاطِ الروحِ ما قدْ خلَّفَتْهُ عليهِ أحذيةُ النَّدامى, ثُمّ أحلُمُ منْ جديدٍ, ناسياً مائي القديمَ يجِفُّ فوقَ النارِ في إبريقِ وقتي, سانِداً رأسي على كَتِفِ الأريكةِ, عابثاً في فَرْوِ قِطّتِيَ الكسولةِ
إنّ هذا منزلي, ولطالما جدرانُهُ كانتْ لصوتي دفتراً في الليلِ, أمّا في الصباحِ فمِعطفاً سترَتْ بِهِ امرأتي خطيئَتَها القويَّةَ عندما زارَتْ حيَاتي..
إنَّ هذا منزلي, ولطالما ناقشتُ فيهِ الأنبياءَ بمَا أضفْتُ على رسائِلِهِمْ, وأقنعتُ الشياطينَ الكبارَ هنا بلا جدوى وساوسِهِمْ. وكانَ الأنبياءُ على يميني يجلِسونْ أمّا الشياطينُ الكبارُ على الشِّمالِ فواقفونَ. وكنتُ أشعِلُ بالجِدالِ سجَائِري, حتّى تنَحْنَحَتِ الحقيقةُ ذاتَ قِسطاسٍ بجلسَتِها لتحكُمَ.. أطفَأَتْ أعقابَ قولي في فنَاجينِ السؤالِ, وأردفَتْ: أينَ الحقيقةُ؟. قلتُ: فيكِ.. فأطرَقَتْ حُزناً, وأغْضَتْ عنْ جوابي النارَ, ثُمَّ اغرَوْرقَتْ بالمُستحيلْ..
ولأنَّ هذا منزلي, فلقدْ مدَدتُ بشُرفتي –مُذْ جِئتُ- حبلاً معدنيّاً, ثُمَّ علَّقْتُ المدينةَ مثلما علقْتُ قمصاني وأزواجَ انكساراتي وحَمَّالاتِ أوجاعِ الحبيبةِ. وانتقيْتُ لكيْ أُطِلَّ عليكِ نافذةً وكرسيّاً وعصفوراً, فشارَفَتِ البلادُ على المطرْ ورأيتُ ظُفراً يخْمشُ امرأتي, فأجهشَتِ الشوارِعُ بالشتاءْ, ورأيتُ سيَّافاً على بابِ الخليفةِ يُشهِرُ الموتى عليَّ, فحشرجَتْ بالرّعدِ حنجرتي وأحرقَتِ البواشِقَ والشجرْ...
الآنَ يا أمّي, وما بينَ المدينةِ والمدينةِ, ينصِبُ الغرباءُ جسرَ الريحِ كيما يرجعونْ وأنا أعاونُهُم, أُفكِّكُ منزلي هذا, لنرفعَ مِنْ حجارَتِهِ لأجلِ الجِسرِ أعمدَةً, ونجعلَ منْ عوَارضِهِ أفَارِيزاً, ونصنعَ منْ حديدِ مقابضِ الأبوابِ حدْوَاتٍ لأجلِ الخيلِ.. لمْ نكبَرْ كثيراً, بعدَ زوبعتَيْنِ سوفَ تُقِلُّنَا العرباتُ نحوَ الأمّهاتِ, وسوفَ نرجِعُ كلُّنَا, غرباءَ مُبْتَلِّينَ بالمنفى.. وقدْ خشُنتْ جلودُهمُ قليلاً ربّما, أوْ ربّما اتَّسعَتْ منَاكبُهُمْ قليلاً, ربّما عَرِيَتْ رؤوسُهُمُ قليلاً.. إنّما ازدادَتْ قساوَتُهُمْ كثيراً بعدَما جفَّتْ على طرقَاتِهِمْ آبارُ أعينِهِمْ, وجَفُّوا بعدما امتصَّتْ لحومَ صدورِهِمْ أُمُّ الذِّئابْ
الآنَ يا أمّي أفكِّكُ منزلي حجَراً حجَرْ حجَراً حجَرْ..
للأرضِ عادتُها, ولي في الأرضِ عاداتُ الغجَرْ سترَيْنَنِي يوماً أمامَ البابِ مُنتصِباً كنَايٍ, فاعرفيني إنْ لمَحْتِ أصابعي وتَراً وتَرْ تهتَزُّ في قيثارةٍ صدئَتْ, وفُضِّي عن وعولي شبْكةَ الصيّادِ, وانتَزِعي الطحالبَ عنْ ضفافِ العُمرِ, هُزّيني كجذعِ النخْلِ تسَّاقَطْ على قدمَيكِ أغنيتي وأنطقُ مرّةً أخرى بمهْدِ الحُلمِ, ربّينِي كمَا ربّيْتُ أحلامي, ولا تضَعي الوِشاحَ, ولا تطوفي بي بأسواقِ المدينةِ منْ جديدٍ, بلْ ضعيني وردةً بإناءِ صدرِكِ, والْمسِيني دائماً بيدَينِ سمْراوَينِ, يا سمراءُ, يا مَنْ طالَما غرَّتْكِ غيْرَةُ والدي, وخناجِرُ المَلِكاتِ وهيَ تُضيئُ في غُرفِ المُلوكْ
هوَ منزلٌ منْ غُرفتَينِ ورَدهةٍ بابٍ, وخمسِ نوافذٍ وجُنَينَةٍ فكَّكْتُهُ, وجلستُ مُستنِداً لزنْكِ خزانتي, أصغي إلى مطرٍ قديمٍ ليْتَ هذا منزلي إذْ ليْسَ هذا منزلي فكَّكْتُهُ.. فكَّكْتُهُ.. وجلسْتُ في المطرِ القديمِ أُضيئُ أوراقي ببَرْقِ مدائحي.. سمراءُ يا أمَّ المنازلِ كلِّها كمْ منزلٍ في الأرضِ قدْ عَقَّ الفتى ومديحُهُ أبداً /أبداً/ لأوَّلِ منزِلِ
مرة ثانية يا بكري .. عسى أن تتلطف وتساعد في فكّ أسْر البورد شكراً لك أيها السمندل الجميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: بله محمد الفاضل)
|
Quote: الكثير من الاشتغالات البهيجة التي لامست الروح ودقت أوتاد سطوتها بالذاكرة أجلبها إلى هذا المكان وحبذا لو مدتنا أرواحكم بما تحتفون لنتشارك مدام الحروف بخبز أيامنا العجاف...
تراتيلُ المحبة أتلوها على أنفاسكم... |
سلام كبير ، يا بلة
بك ، وبمثل هذه الكتابة التي اهديتنا ، ينفك أسرالبورد وينصلح حاله
بالطبع سأعود لأرافقك في هذه المماشي
دُم بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: السمندل)
|
لا يستوي أن يقابل من هو مثلك سوى بتحايا ماطرة جئت أولاً ببعض ما يليق بمقدمك إلى هذه الاحتفائية من شعر ومن ثم فإن القول قولي يتقطع في حلق المداد وتتشاكل حروفه فلا يستبين
سوى أني أكثر غبطة بحضورك ووعد هطولك ولا أدري ما أقول
لك المحبات وبانتظارك
| |
|
|
|
|
|
|
الصوت صوتك حين دق - عزت الطيري (Re: بله محمد الفاضل)
|
الصوت صوتك حين دق - عزت الطيري
الصوت تجسيدُ الكلام تجسيم أحرفه الهز يلة فى المدى وضخا مة الهمس الندى توصيل ُ ماعجزت ْعيونُ الصبِّ عن توصيلهِ أو نقل ما كَتَمَتْهُ بنتٌ للذى قد لايرى فى وجهها غير الشفاهِ الجَمْرِ حين يهمُّ ترجعه ُيداها أو تُرجَّعه ُالبراهين التى, والصوتُ لولا الصوت ماكان الغناء السحرُ ماكان الحنينُ يرنُّ من أوتار عودٍ أوْ كمنجاتٍ تئنُّ, فتزدهى الملكاتُ فى أحراشها والقبُّراتُ الخضرُ فى أعشاشها والبنتُ فوق فراشهاالموبوءِ بالعطر المضمّخِ بالأنوثةِ والهجيرِ الصهدِ والأحلامِ فى وكَناتها........., والصوتُ هندسة الحديثِ نزيرُ بد ء الريح إن عاثت دماراً أو غباراً فى شجيرات الهدوءِ, الصوتُ ترتيل الشفاهِ لشوقها ولتوقها..., وهديل أغصا ن البنفسجِ حين مالت ْ مرتينِ على رُباأعطافِ سيدةٍ خجولٍ تكتوى بعذابها وضبابها وحنينِ قمصانِ الحريرِ على هدير هضابها وشبابِها., والصوتُ طقطقةُ الغصونِ الغضةِ البنيانِ, حين يرجُّها البرقُ الخفيفُ, الصوت نهنهةُ البكاءِ وترجماتُ حناجر ٍ لحديثِ كفٍّ فى أصابعها تقول له المزيدُ لمن يريدُ, صبابةً وهو الوحيد الفردُ والجمعُ العديدُ, الصوتُ عزف ربابةٍ لربيعها المأمولِ حين يغيبُ أو يأتى المشيبُ ولا يعودُ, الصوت أُرجححةُ الذىمسَّتْهُ ناراً فانبرى بعذابهِ وعتابهِ وكتابه الموصولِ يعنى مايقولُ ولا يقولُ................., الصوتُ ضد الصمت ضد سكوتنا عمَّا يحاكُ لروحنا أو مايدبِّرُهُ العتاةً لقتلِ حلم ِربيعنا أو بيعنا فى كل أسواقِ النخاسةِ عُنْوةً الصوت رفضٌ للرضا ورضاك بالرفضِ المدوِّىِ فى الفراغات المليئةِ بالفراغ........., الصوتُ صوتُكِ حين رقَّ ودقَّ كالعصفورِ فوق نوفذِ القلبِ البرىءِ الصوت ُإحياءُ الحياةِ إذا استكانتْ للسكونْ الصوتُ سرُّ بقائنا والصمت
آيته الجنون
| |
|
|
|
|
|
|
مقدمة الشعر - بيلي كولينز (Re: بله محمد الفاضل)
|
مقدمة الشعر - بيلي كولينز / ترجمة: أحمد الشافعي
أرجوهم أن يأخذوا القصيدة ويعرِِِِِّضوها للنور ، كأنها شريحة مصورة أو يضعوا آذانهم على طنينها .
أقول لهم : أسقطوا في قصيدة من القصائد فأراً وانظروا كيف يتحرى لنفسه مخرجاً أو امشوا في غرفة القصيدة وتحسسوا الحيطان بحثاً عن مفتاح النور
أريدهم أن يتزلجوا على صفحة نهر القصيدة ملوحين لإسم كاتبها البعيد على الشط لكن كل ما يريدونه هو أن يقيدوها في مقعد ويعذبوها إلى أن يحصلوا منها على اعتراف يبدأون ضربها بالخراطيم ليكتشفوا ما الذي تعنيه في الحقيقة ؟
| |
|
|
|
|
|
|
العابرون بالاحتفائية (Re: salma subhi)
|
فُتح هذا الباب على مصراعيه وما يعقبه من دهاليز هي حق مباح للجميع، أتمنى أن لا تبقوا ضيوفاً في داركم، فأمطرونا بما أحببتم يكن لكم منا الامتنان على حضوركم أولاً وعطاءكم ثانياً، وقد أثلجتم صدورنا بالأولى ونتحرى منكم الثانية..
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: بله محمد الفاضل)
|
اخي بله لك التحايا زاكيات كحروفك
فكرة البوست لامست عصب الحس جواي
استوقفني كثيراً انتقائية الحروف والنصوص عندك
اسمح لي ان اكون من المتواجدين هنا
فللرحيق اسر اختياري الروح
سلمت يداك ومدادك
| |
|
|
|
|
|
|
الشاهق من بذرة (Re: بله محمد الفاضل)
|
الشاهق من بذرة نصار الصادق الحاج
1 حينما تنام في الليل اشباح العزلة يكسر الفانوس سروال الضوء و يمشي بهدوء العاصفة يقضم الفاكهة بالطاعة نفسها لأسرار النجاة.
2 رائحة الليل تغادر العتمة بثوب عابر شرفة النار في الماعون المؤجل تحت الاناشيد لم يعد من مهمةٍ لهذا المكوث الطويل موتى في الطريق ينهضون من حيلة النعش لتعبر الاشواق من هنا صوت اعشاب تحبل باوراق الشجر و الطمي الماهجر من بحيرة في قمة الاماتونج نهر يشرق مثل حالة الطمث و شهيق الغرباء في محطة قطار
3 الشاهق من بذرة تحت ركام العزلة ينجو من سقف العناية بصوت القابع هناك في رحم الآلهة يهندم الارواح بشوق رصين للطاعة كلما أيقن العابرون ان التربة انجبت ما لديها من يرقات العشب و سكان الآخرة
4 مقبرة في الداخل ترعى سماد الكائنات و القرابين التي علّقها رعاة المحبة للشاهق من موعظة غائبة في بوابة الضريح يعبر الى نفق ساهر في البحر يطبخ مزامير الدخان تحت علبة الموت و اشواق الهاربين من عقاب محتمل
5
الشريك في الرغبة ينظف تاذاكرة من مواقد الرضا يراقب المصابيح ترش النهار على تعب العزلة يمنح الخصوبة لامرأة تكنس الدم للمرة الاولى من تخوم نجمتها
6
الواقف على شرفة الليل يحرس باب الآلهة سرّب الاقوال للكاهن في صومعة الريح و صبيان الخروج الماهرين تحت سترته يكتبون الاحاديث و سرقة الطمأنينة من قلوب العراة هي النجاة من شبق السطو على خزائن العذراء في عزلتها و غربلة الصباح من مخالب النذور الخابة
نزفمبر 2003
| |
|
|
|
|
|
|
آخر الحربِ منتصفُ الحب. (Re: بله محمد الفاضل)
|
آخر الحربِ منتصفُ الحب.
نص : مروان الغفوري
سأملأ هذا البياض على راحتي. لي ،لبلادي، الحبيبِ، لأمّي ، وللحربِ .. للخائفين وللنائمين بوسِط كمائنهم. لفتاةٍ تجيءُ من الشمسِ ، موتٍ ينام على الدربِ ، كلبٍ يبولُ على خردةٍ ملّتِ الحربَ ( أو ملّها الحربُ ). أكتبُ للزاحفين وراء الجبالِ ، وللنملِ يهلكُ حظّ القوافلِ، للميتين إذا استيقظوا تحت ضغط السعالِ.
سأكتبُ للموتِ :
يا موتنا لا تبدّلْ ثيابَك ، والبس يمينَك ، ضعْ طرفاً اصطناعية في يديكَ، وقل ما تشاءُ عن الحبِ. يا موتنا لا تمُت مثلنا في البيوتِ ، المشافي، وفي الطرقات .. ابتسِم مثلما الشهداء . ومت مثل أشواقنا.. في السماءِ. سأكتبُ لي : أغرقتني الفصولُ.
وأكتبُ للهاربين من الحربِ :
كل الضحايا على ما يُرام، وكل الأناشيد فوق الشفاهِ ( تنامُ وتصحو ويبلعها الميّتون).
سأكتبُ للأمهاتِ :
غداً سوف تبتدئ الأرض دورتَها من جديد. سيدور الشمالُ على الغربِ ، تعشو البحارُ على الشمسِ ، تمشي المقابرُ للسوقِ ، يغرقُ في دمِهِ الموتُ، يحترقُ الماءُ ، تطفو على الأرضِ روح الدخَان.
سأكتبُ عن قريتي ، لا عن الحرب عن صفتي ، لا عن الموت عن زوجتي ، وعن الموت ، والحرب عن سحبٍ للمنايا وعن سككٍ لعبور العبيد.
عني إلى زوجتي :
إذا دخل الموتُ هذي البلادَ ، وفرّت مساجدُها للجبالِ، إذا قطعوا الماء عن بيتنا بالمناشيرِ، إن عبرتْ خيلُهم صوب مطبخنا وقصائدنا سأعودُ إلى الحربِ وحدي، وأنتِ .. ضعي الشمس والفجر والبدرَ والخبز في صرّتين، وضيعي بصدري إلى أن تميّز هذي البلادُ جثامينها، وتري وطناً باسطاً ظهره وأناشيده في الوصيد.
• الحرب ترقبنا دائماً. تعيشُ بنا، تنتهي عندما تسكن الريحُ، مثل المحبّين. [ للحب في الريحِ طعم الفرار، وجوع الخطايا إلى كل شيء بدائي]
( نقطة )
للحربِ رعشتها في البداية ، مثل النصوص الجديدة، مثل النصوص القديمة، مثل الطعام الرديء.ومثل خصام الحبيبة، مثل انزعاج الخطيبة ، مثل يقين الحبيبة ، مثل انتهاء الخطيبة ، مثل سؤال الحبيبة ، مثل ابتداء الخطيبة، مثل الحبيبة قبل خطوبتها، مثلما يدخل الطفلُ في الليلِ، مثل الحجيجِ ، ومثل ابتسام الغريبِ ، ومثل وقوف المدرّس في الفصل. مثل اتّكاء الفتاة على عرضها، وكما يقتل الجبناءُ ، ومثل قرار الوفاة.
- إذن سوف أكتب عن رعشة الحربِ، عن شرفِ النارِ في الحربِ عن رعشةٍ لا تخصّ المحبّين، لا تنتهي في عيونِ المحاربِ عنّي : أنا الحربُ والخفقان، أنا الشمسُ والذوبانُ، أنا ..
( نقطة )
• هل رأيتَ المنازلَ في الحرب؟ - رأيت الحروبَ تجوسُ خلال المنازلِ ، تغلقها بظهور الجنودِ • هل رأيت الجنودَ يغوصون في الحرب؟ - رأيت الجنودَ وهم يسحبون الحروبَ. رأيت الجراحَ تسمّم أبناءهم، والترابَ يقول لهم
[ نظفوا جبهتي. واكبسوا تحت إبطي مخابئكم]
• هل رأيت المخابئ في الحربِ؟ - رأيت الحروبَ تفرّ من الحربِ، تتركُ أبناءها الفقراءَ سمعتُ المنايا تردد أسرارَهم .. ثم تدفنها في الحدود. رأيت الحدودَ تحاول أن توقف الحربَ ليلاً [ بزيتونةِ ، بالنخيل ، بعشب صنوبرَ] ... وكان القتالُ لكي تسقط الحربُ
خلف الجنود.
( نقطة )
- جئتك من آخر الحربِ؟ • ماذا تركت وراءك؟ - خلفي السماواتُ والأرضُ والعملاءُ .. وأنت؟ • أتيتُ من الحبّ ، منتصفِ الحبّ. - ماذا وراءك؟ • رأيت نساءً يذدنَ المواشي إلى الحربِ ، كي يهرب الشهداء.
• متى يبدأ الحبُّ؟ - عند اكتمال الحداد • ومتى ترحلُ الحربُ؟ - مثل الأساطيرِ ، مثل النعاسِ ، ومثل الحياء • إذن عندما تطفئُ الشمسُ هذي البلاد. - هل رأيت البلاد، وقبّلت بعض نساها؟ • رأيتُ فتاةٍ تخبّئ في أعين الهاربين هوىً ناعماً وتميتُ دماها. - وقبّلتَ فاها؟ • تذوّقت في شفتيها قبور الجياد.
( نقطة )
• من أين تأتي الحروبُ؟ - من الحبّ ، من غنمٍ في الجبالِ ، ومن برَدٍ غارقٍ في دماه. • ومن أين تأتي الدماءُ؟ - من الحربِ ، من بقعةٍ في الفؤادِ ، ومن سفنٍ في أعالي النخيل، ومن مدنٍ في نعال المشاه. • وأين يروح المشاةُ إذا نامتِ الحربُ؟ - يقتسمون المساء ليحرس كل جريحٍ سماه. • مثل المحبّين؟ - مثل الجنازات ، مثل الرعاة • إذن مثلما يفعل العاشقون؟ - عندما يقفون ببوّابة الحرب، ينقسِمون.
للمحاربِ :
شيء من الماء، خصمٌ جديدٌ ، دمٌ يابسٍ في القميصِ، ورقمُ رفيقٍ قديم. وفي البدء / في الحرب يُسمح للخائفين بأن يكتبوا فوق أظهُر من لا يخافون في الحربِ ، من أتقنوا الحرب ، من أكلوا الحرب من كتفيها ، ومن أكل الحربُ من وجنتيه، ومن بلّل الحربَ بالاحتضارِ ، ومن سكنت رئةُ الحربِ في شفتيه ، وشدّ على رئتيه الديار.
[ أن يكتبوا (....)ما يشاؤون]
( ستااااار)
| |
|
|
|
|
|
|
تكوينٌ .. (Re: بله محمد الفاضل)
|
تكوينٌ ..
هانيبال عزوز
في مَدارِ الحِصَارِ،
وَحَيثُ التَّوسُّلُ يَفْرُكُ كَفَّيهِ
مُستَمرِئاً لَفْتَةَ المُوحِلينَ،
يَنِزُّ الهَواءُ صُراخاً دَفيْناً..
فَأَسمَعُ مِنهُ صَدَى الطَّالِعينَ
مِنَ الذَّاكِرَةْ :
يَنبغي أنْ تَقولَ الَّذي قَالَهُ الحُلمُ،
في حَضرَةِ المَوتِ، لِلنّارِ، حِينَ اكتَوَى ..
يَنبغي أنْ تَقومَ كما قُمْتَ،
مِنْ دَهشَةِ النَّهدِ، بالحُبِّ،
أو مِثلَما قُمْتَ
مِنْ لَعنَةِ الحِبرِ، عَارٍ،
كَما وَلَدَتْكَ المَصَائِبُ..
يَخجَلُ مِنكَ الكَلامُ،
إذا مَا استَقَمْتَ..
وَتَأوي إليكَ النِّصالُ،
إذا مَا استَدَرْتَ..
وَيَشْمَتُ مِنْ لَونِكَ العَتْمُ،
إنْ لَطَّخَتْكَ النَّوافِذُ،
أو دَاهَمَتْكَ القَصيدَةُ،
مِنْ كُوَّةٍ فيْ الغيابْ.
لَمْ يَعدْ غَيرُكَ الآنَ
وَسْطَ انفِعالِ الزَّمانِ.
فَلا تَحْرِمِ اللامَ نَشْوَةَ جَبْلِكَ..
لا تُثْكِلِ النَّهْيَ، قَبْلَ اكتِمَالِكَ..
لا تُوصِدِ اللَيْلَ، قَبْلَ انبِلاجِكَ..
هَذا أَوَانُ الهُيامِ الضَّروسِ،
بِعَينِ العِبَارَةِ.
مِنْها سَأجْلُبُ عُشْبَ الخُلودِ،
لِبَعثِ الحَياةِ بِنَسْغِ الحَكايا.
وَفيها سَأَصْرَعُ ثَوْرَ السَّماءِ.
أَجِيءُ عَلى سَاعِدي مُعجَمٌ
مِنْ حِصَارِ الدُّهورِ..
كَأنّيْ أُعيْدُ ارتِجَالَ الفَجيْعَةِ..
لا بَأسَ.. ..
حُزنيْ يُرَدِّدهُ الطِّينُ في كُلِّ عَامٍ.
وَهَذي الخَطيئَةُ:
أَطْهَرُ مِنْ سُحْنَةِ الذُّلِّ،
أَوْفى، وَأَبْقى عَلى العَهْدِ
مِنْ لَغْوِها المُخْمَليِّ.
وَهَذي الفَقاقِيْعُ في رَاحَتَيَّ ابتِدَاءٌ
لِجَدوى اكتِشافِ الحُروفِ،
بأوَّلِ نَارٍ، أُضِيئتْ بِبَهويْ،
لِتَحْرُسَ مَهديَ مِنْ
مُرْضِعاتِ الذِّئابْ.
هَكَذا مِنْ غُبارِ الرُّؤى.
مِنْ زَفيرِ الجُّموحِ..
أتَيْتُ بِنصفيْ،
وَنِصفيْ، هُناكَ،
شَهيقٌ يُحَشْرِجُ
نُطْقَ الخَرابْ.
فَأنا مِثلَما شِئْتُ كُنْتُ.
وَكَانتْ، كَمَا لَمْ أشَأ، بيْ،
نَوايا حِبَالِ الأحبَّةِ،
تُوليْ لِخَيطِ القَصيدَةِ أمْرَ انتِشالي..
وَكَانَ الَّذينَ شَجاهُمْ مَصيري ـ
بِداءِ الجَهالَةِ،
يَسْتَبقونَ البِدايةَ
كيْ يُعلِنوا
نَصَرهُمْ في الخِتَامِ.
فَأضْحَكُ ...
هُمْ يَجهَلونَ بأنّيْ بُعِثْتُ
لأنْحِتَ فيْ كَيدِهِمْ سُورَتيْ.
فَإذا مَا رَجَعْتُ لأُمْلي صَدَاها..
تَرَكْتُ لأَهليْ شَبيهي يَئنُّ،
بَبَلوى شَقايَ الَّذي لا يُرَدُّ،
وَلا يَنتَهيْ. .....
فِكْرَةٌ: أَنْجَبَتْني، وَأَنْجَبْتُها
مِنْ مَدَى رَحْمِها.
قُمْ فَمَا مِنْ سِواها خَبيرٌ بِحَالِكَ.
تَعْرِفُ كَيفَ
تَغِبُّ الرُّؤى مِنْ مَدَاكَ..
وَلا تَرْتَويْ.
قُمْ.. فَمَا مِنْ قَصِيدَةِ حَقٍّ سِواها،
تَرَى نَفْسَها
فيْ ذُرى نَبْضَتَيْكَ..
وَلا تَكْتَفيْ.
(البناء الدمشقية) 2007
| |
|
|
|
|
|
|
أضغاث أحلام (Re: بله محمد الفاضل)
|
أضغاث أحلام- حسن إبراهيم الحسن
حلم 1 ( نصف حلم ) :
...، دَهَمتْ عليَّ الحلمَ حافيةً تسيرُ على مياهِ الروحِِ مثلَ قصيدةٍ ، فشردتُ في الإيقاعِ أتبعها ، على مرأىً من المرآةِ هَمَّت ترفعُ الأنقاضَ عن أزهارها عن ثلجها الناريِّ ، قالت : " هيتَ لكْ "
فهَمَمْتُ ، أذكرُ أنّني ... ... .. ... ... ... ... ... .. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .. ... ... ... ... ... متفاعلن متفاعلن متفاعلكْ !!
و همَمْتُ ، أذكرُ أنها قالت : أنِ اهبطْ ... ، قبلَ نصفِ الحلمِ أيقظني لُهاثٌ من شقوقِ الليلِ ، و المرآةُ واجِفةٌ - كطفلٍ مسَّهُ شبحٌ - تُرَدِّدُ رعشتي : إيِّاكَ أنْ تَقْصُصْ عليهم مقتلكْ
* * * *
حلم 2 ( عجوز ) :
...، و رأيتني أسري على قلقِ الرمالِ كلُّ الذينَ ظَنَنْتُني أغويتهم ملّوا الإقامةَ في رِحالي لا غاوياً في الأرضِ يتبعني هنا من بعدهم إلا ظِلالي
بالكادِ تلمحني الحياةُ على مداها أرتدي صبحَ الطفولةِ ، ثمَّ أخبو فجأةً كالظلِّ أبلغُ ذروتي عندَ الزوالِ بالأمسِ توقظني خُطا الفتياتِ تحتَ نوافِذي والآنَ يوقِظني سُعالي لا بدَّ أن أغفو و أحلمَ مرَّةً أخرى لأدركَ أنَّني بَشَرٌ على قيدِ الزوالِ
* * * *
حلم 3 ( جنازة ) :
...، في الليلِ - فيما لا يراهُ النائمونَ - رأيتُني - وحدي و هذا الليلَ ، ثالثنا العراءُ - أسيرُ خلفَ جنازتي أبكي عَلَيَّ مضرّجاً بطفولتي الأولى على وشكِ اقترافِ قصيدتي تقتادني ريحٌ قريباً من جموحِ الروحِ في سفحٍ يُطِلُّ على هواجسها و أبعدَ عن تكاليفِ المجازِ و عن تَلَعْثُمِ شاعرٍ في وصفِ رائحةِ الترابِ ، يشدني الإيقاعُ أتبعهُ كأني أرتدي غيماً و أعلو عارياً منّي تماماً لم أعدْ أخطو على الظلِّ المتاخمِ قامتي أعلو و أعلو ثمَّ أهوي من على سفحِ الهواجِسِ فجأةً مستسلماً لرطوبة الطينِ الذي سأكونهُ يقتادُني منّي إليْ
وكأنَّني أحدٌ سِوايَ ، أسيرُ خلفَ جنازتي أبكي عَلَيْ
* * * *
حلم 4 : ( وحيد ) ...، و رأيتُني لي إخوةٌ !
ما كنتُ أشبههمْ كثيراً في الحنينِ إلى المنافي ، غيرَ أنّي كنتُ أتبعهم بقلبي ، ... عندَ مفترقِ الهواجِسِ أخبروني أنَّهم كانوا على سفرٍ ، فخضَّبني الأصيلُ في الفجرِ قبلَ رحيلهم . أيقظتُني كي لا أصابَ بقُبلةٍ ، فخّارُ قلبي لم يزلْ غضَّاً و يكسرهُ الرحيلُ مازلتُ أدَّخِرُ ( الطباشيرَ ) القديمةَ ربَّما عادوا غداً كي نملأَ الجدرانَ بالأزهارِ و الأنهارِ ... قد تاهوا هناكَ وها أنا أغفو لأتبعَ ظلَّهم و يسيرُ بي حُلُمي القتيلُ مازلتُ أُبصِرُ خطوهم فوقَ الرمالِ و كلَّما اشتدَّتْ رياحُ الأمنياتِ و شَفَّني حُلمٌ يحاصرني الصهيلُ و كأنهم حولي هنا أعدو وراءَ خيولهم حتّى انطفاءِ الصوتِ في صوتي أنادي : - إخوتي ... يأتونَ من حلمي خِفافاً ، كلَّما عَوَتِ الذئابُ على التخومِ و مسَّني خوفُ الرعاةِ يسوقهم حلمي كأنَّ رياحهم هبَّتْ على الطرقاتِ فاضطربَ النخيلُ في الجانبِ المهجورِ من روحي هناكَ ، فأدخلُ المرآةَ وحدي لم تزلْ آثارُ معركةٍ على طرفِ الجبينِ أسيرُ صوبَ الذكرياتِ
أديرُ معركتي وأحملُ قامتي وحدي جريحاً ، عصبةٌ حولي و وحدي بينهم سفحٌ تروِّضهُ الخيولُ
و رأيتُني لي إخوةٌ ! فعرفتُ أنّي واهمٌ ، و بأنَّهم أضغاثُ أحلامٍ تزولُ
* * * *
| |
|
|
|
|
|
|
نعيٌ مبّكر .. لموتٍ مؤجّلْ (Re: بله محمد الفاضل)
|
نعيٌ مبّكر .. لموتٍ مؤجّلْ الطيب برير يوسف
دعْ عنكَ إشكالَ التّواردِ في الخواطرِ فكرةَ التّسديسِ في جمعِ الحواسْ ما غنَّى طيرٌ للحبيبةِ وقتما صنعوا لها جسداً إلهاً من نُثارِ الشّعرِ قالتْ : لا مساسْ تعبّئنا إذن كبسولةً للوقتِ تُفتحُ حالما نلجُ الصّراطَ مظارفاً من قبضةِ الوعدِ القِصَاصْ تعبّدنا بذكرِ الغيب شعراً ثُمّ قمنا في وثاقِ النّارِ برداً نفتحُ الباب القديمَ ولا مناصْ لا مناص الآن من شعرٍ يبعّدُ أو يُعبّدُ شارعَ الأعصابِ يخرجُ من قميصِ الذّاتِ يدخلُ في عميقِ الإختصاصْ الشّعرُ مسئولٌ إذن عن ورطةِ التّحديقِ في الأشياءِ نسجاً للعمومِ وقدرةَ الإشراقِ في معنى الخواصْ * * * إطرحْ علىّ سؤالكَ المنفوثَ من تبغ الفضولِ تجاوزاً أو هكذا .. لا تسألوني عن هوى الشّعراءِ قد قالوا : (خَلاصْ) لا تسألوا لغةً تُجادلُ حرفَها فيُجيبُها ظنّاً تردّدُ حسبما جاءت بهِ في حزنِ أقلامِ الرّصاصْ أوَ لا مناصْ بالشعرِ قُلْ فالشّعرُ .. هندسةُ الفُجاءةِ من صراعِ الذّاتِ في الفوضي ومغنطةِ الحواسْ بالشّعر..؟ أىْ للشّعرِ أن يغدو مشاعاً مثل ضوءِ الشّمس والخبزِ المساكنِ والقِصاصْ بالشّعرِ..؟ لو لكنّما حرفي ترمّزَ ساعة الإفصاحِ جاءَ كما يُقالُ .. (القولُ خاصْ) للعلمِ .. هذا القولُ .. خاصْ خاصٌ بطعمِ تفرّدِ الوخزاتِ في عصبِ التّنبُّهِ وانفعالات الذّواتْ أهذا على دَرَجِ انسلاخِ الذّاتِ في كينونةِ التأطيرِ إذعاناً؟ و لاتْ * * * قُلتمْ .. و قلْنا ما اكتفينا من مُشاجَنةِ الحروفِ بذاتِ صبِّ الزيتِ في عصبِ الغناءِ فكلّما لمعَ التّفرّدُ راودتني جذبةُ الإشراقِ شوقاً و اقشعرّتْ في دمي كلُّ الكراتْ فإذا أنا.. نفسُ المعادلةِ القديمةِ لانتصابِ الطّين في الجسدِ المياهِ ورغبةُ الإبصارِ في كلّ الجهاتْ زورةُ الأحلامِ صحواً و انطلاقُ مدارجِ الإيقاظِ ضدّاً للتّكلُّسِ و الثّباتْ أحتاطُ للرؤيا بصحوٍ نابهٍ أعني .. أعبّدُ برزخاً بينَ التّشتتِ و ارتباطِ أواصرِ التّعميقِ في شكلِ الصّلاتْ أو مثلما قد كان قبلاً من حكايات التّطلُّعِ و اشتباهِ نواظرِ الإيغالِ في كلّ انفلاتْ قدري تحقّقَ في دمي أزلاً أُطوّعُ إنْ تعصّى أو تأبّى أو دنا للقطفِ عُمُري أعلم الآنَ يقيناً أنّ صدق الوَعدِ في هذي الحياةِ يكونُ في طيِّ المماتْ أجتازُ .. ما وسعتْ خطايَ لربّما تتسرّبِ الأشياءُ من ثقبٍ بقلبي قدْ يضئُ لبرهةٍ أفكلما خفقتْ بقلبيَ نبضةٌ فرحاً يصيحُ الموتُ: هاتْ
| |
|
|
|
|
|
|
وطنٌ يُبَاعُ ويُشْتَرَى وهَلُمَّ جَرَّاً (Re: بله محمد الفاضل)
|
وطنٌ يُبَاعُ ويُشْتَرَى وهَلُمَّ جَرَّاً عالم عباس محمد نور
كانت تنامُ على وسائدِ شَوْكِهَا، والقهْرُ يوخِزُها، فتوقِظُها الهواجسُ، والكوابيسُ التي تطفُو كمثلِ الطفحِ في وجهٍ جميلْ. و مضَتْ تُكَتِّمُ في مَشِيمَةِ حُزْنِها الدَّامِي جنيِنَاً أرّقَتْهُ الفاجعاتُ وأجْهضَتْهُ. وفي تصبُّرِهَا العنيدِ أتَتْ بهِ تَحْمِله، وانتبذَتْ به ركْنَاً قصيّا، مرّةً أخرَى، وثالثةً، وكان الخوفُ أنْ يصلوا ولمّا ينقضي الليلُ الطويلْ. كدأْبِهَا انتظرَتْ فأثمرَتِ الْمَخاوفُ عن رجال (الأمن)، دسّوا في المشيمةِ (ميكرفونا) هامِسَاً، وبَقَوْا هنالك راصدين وحاقدين يسجِّلون حياتَهُ، حركاتِه، سكناتِهِ، والحزنَ والنبضَ الضَّئِيلْ. في حبْله السُرِيِّ أجْهِزةُ التنَصُّتِ كالشرايين التي انتَشَرتْ فَأضْحَتْ كالنَّواشِرِ فوق ظهر المِعْصَمِ المَعْروقِ في الجسد الهزيلْ. حتّى إذا مدَّتْ ذِراعاً أبيضَاً للنيلِ، كان النيلُ في الرمقِ الأخيرِ يُصَارعُ المَجْرَى الذي، قد صار قَبْراً بالذي يجري، وليس الماءُ ما يجرِي، لهذا صار هذا النيلُ قبراً أزْرقاً يتوسَّطُ المجرى فينتحبُ النّخيلْ. وتسلّلوا كالنّمْلِ فوق الرَّمْلِ، صار النيلُ يبصقُ ضفَّتَيْهِ تِقَيُّأً في المقرن المجدور، والخرطومُ ترفلُ في تهتُّكِها الرخيصِ دعارة، وبَدَتْ لها سوْآتُها الكُبْرَى، وليس ثمّةَ مِنْ حياءٍ ما يوارِي سَوْأَةَ الوطنِ القتيلْ. وتجسَّمتْ في الليل أشْبَاحٌ بدتْ فيهم ملامِحُنَا، فهم أشْباهُنَا وحصادُ ما اكتسَبَتْ أيادينا، وهُمْ أوْزارُنا فاحتْ نتانَتُهَا فأغْرَتْ مِن ضواري الليل والآفات، من كل النفايات التي يأتي بها ليلاً غُثَاءُ السَّيْلْ. ألا، مِنْ أيّ أْركانِ الظَّلام أَتَوْا، وكانوا أوّل الفجرِ الّذي لم نَنْسَ مقدِمَهُمْ، بدَوْا مُتَجَمِّلين، على الوجوه براءةٌ ، حتى ظنّنّاهم ملائكةً، وقدّيسين أطْهاراً، وما كَلّوا عن التسْبيحِ والترتيلْ. وأنْشدْنَا جميعاً خلفَهُم قُدّاسَ عيدِ المجدِ والبُشْرى، تُرَى ما بالُنا حَلّتْ عليهم أو علينا لعنةٌ، صاروا وحوشاً واسْتبَاحوا لحْمَها، شربوُا دِماها قَبْلَ قُرْصِ الشمسِ تنْزِعُ للأفولْ! من أين جاءت هذه الديدانُ ناهشةً، لناخرِ عظْمِها أو ما تَبَقّى مِنْه، ما اكْتَنزَتْهُ يوم اليُسر للعُسْر الذي يمتدُّ جيلاً بعد جيلْ. إرْثَاً من الأخلاقِ، والنُّبْلِ المُضَاعَفِ نسْجُهُ، وحلاوةِ الإيثارِ، نَجْدةَِ مُسْتَغيثِ الليل، والمُسْتصْرِخِ الملهوفِ، سِتْرِ نسائنا، وحمايةِ الجار البعيدْ. تبّاً لهُمْ، تبّاً لنا. من أيّ لعناتِ السماءِ وسخْطِها حَلّتْ بنا ؟ صار الفخارَ العارُ، صار العارُ غاراً، ثم أُبْدِلَتِ المَكارِمُ خِّسةً، أضحى التّنافسُ جُرْأةً في هتكِ عِرْضِ الجارِ أقْربُ ما يكونُ، وأكْلُ مالَ السُحْتِ مِن أفواهِ أطفالٍ تَهَاوَوْا في المجاعات التي تمّتْ مُتاجَرَةٌ بها، مُتَسَوِّلٌ يَفْتَنُّ في إبرازِ عاهَتِهِ ليَسْتَجْدِي الفضولْ. أَ ذَا هُوَ الوطَنُ ؟ أم ذا هو الكَفَنُ ؟؟ جعلوك قبراً للنفايات التي يوماً ، ستقْبُرُنا ، وتُهْلِكُ نَسْلَنا وتنالُ مِنَّا.
يا أيُّهَا الوطنُ الذي اغتالوكَ سِرّاً. يا أيها الوطنُ المُبَاعُ المُشْتَرَى وهَلُمَّ جَرَّأً
من أيّ أصقاعِ الجحيم تلوحُ صاعقةُ العذابِ الهُونِ عاصفةً ، حُسُوما ؟ ليس فينا قومُ عادٍ، لا، وما كُنّا ثموداً، نحنُ لم نعْقِر النّاقةَ يا قومُ، ولا الوادي إرَمْ. لكنّما هيهاتَ أنْ يجدِي الندمْ! أ ذا هو الوطنُ الذي في ساعةٍ، ( كرري ) يُقدِّمُ مَهْرَهُ الدّمويّ في رأْدِ الضُّحى عشرةَ آلافٍ من الفرسان، يَنْشَقّون في ساحاتِ عُرْسِ المجد، نِيلاً أحمراً في موْجِه يَتَأَصّلُ الوطن الأصيلْ. أ ذا هو الوطنُ؟ أودتْ بهِ الإِحَنُ! وهُوَ الذي كان ( الخليفةُ ) في المُصَلّى رابِضَا كالّليثِ، مُؤْتَزِراً وِشاحَ الصّبْرِ والإيمانِ يَفْنَى صامِدَاً في الذَّوْدِ عنهُ، يمينُهُ ألقُ الفداءِ، وفي شمائِلِهِ الجَّسارةُ والشهادةْ!
إنْ كان ذا الوطنُ، فما هو الثمنُ ؟ أَ هُوَ الذي ( دينارُ ) وَطّنَ نفْسَهُ في الجانبِ الغربيِّ مِنْهُ، ليستعيدَ بمؤمنينَ تَدَرّعُوا عزْماً وصبراً في البلاءِ، وأقْسَمُوا يردُوا المنونَ حياضَها، أو يدْرِكونَ الثّأْرَ لليومِ الجليلْ. أم ذلك الوطنُ الذي ( عثمانُ ) في شَرْقِيِّهِ أسداً يُزَمْجِرُ فاتِكَاً فيَدُكّ صرحَ البَغْيِ، حِصْناً بعد حصنٍ، خلْفُهُ، " الله أكْبَرُ " صرخةٌ تَعْلُو فيرْتدُّ الصّدَى حِمَمَاً تُدَمّرُ سطوةَ البَاغي الدخيلْ.
كأنْ لمْ يأْتِ للوطنِ المُبَاعِ سبيّةً، زمنٌ مِنَ التاريخِ كانتْ رايةٌ زرقاءُ خافقةً على (سنّار)، خيلُ العِزِّ تركضُ في مرابعها، ومنْ فرسانها (بادي) بكلِّ شموخِهِ و(شلوخِهِ) وجسارةُ (الزاكي) ونصرُ (عمارة الفونجِ) العريقِ، ومَكْرُماتِ الموتِ في شرَفِ القَبيلْ. عجباً، ولكِنْ كيف هانَ وكيف هُنّا! والأمسُ ذاك، فكيف كُنّا؟ أ ذا هو الكفنُ؟ أم ذا هو الوطنُ ؟ في جوفه تتلاقحُ المِحَنُ! وما هو الثمنُ؟
من قبلُ يا وطنَ الشّموخِ المُشْرَئِبِّ سماحةً، تنداحُ من كفّيك معجزةٌ، فتعتشبُ الروابي معجزاتْ. هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها، وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها، حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟ علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ فنّ النّهوضِ من الجراحْ.
تقشّعتْ ظلماتُ هذا اللّيلِ، اخْرِجْ كفَّكَ البيضاءَ يا وطني، وأسْكِرنَا بمعجزةٍ تعيدُ لنا الحياةَ ويستفيقُ الروحُ في الجسد العليلْ.
كانت تئنُ على وسائدِ شوكها والقهرُ يوخزُها، ويُقْعِدُها التوجُّسُ، هلْ ستُوْقِظُها طبولُ العِزّ بعدَ سُبَاتِها زمَناً، وما نامَتْ، وهاهِيَ ذِي تُجَددُ معجزاتٍ طالَمَا عُرِفَتْ بِهَا دوماً لِتَنْهَضَ من جديدْ.
مارس/ابريل 1985
| |
|
|
|
|
|
|
هاجس المشّاء (Re: بله محمد الفاضل)
|
هاجس المشّاء أو شجر الأسلاف يتنزّه في ظهيرة الروح أو في ضرورة الحرب أسامة الخواض
أنا لست رامبو كي أرى عدناً خرابأ"1"
أهاجر مثل أسلافي الى حلمٍ بعيدٍ, أقتفي أنفاسهم, وأحسّ نبضهمو على الصخرِ العنيِد ِ, أحسّ وقع خطاهمو, والسدُّ منهارٌ"2", أرى: قمريةً"3" لألاءةً وسْط المياه ِ,
حضارةً خفضتْ قوائمها, حنيناً تائهًا من ألف عامٍ, شهوةً سقطتْ مصادفةً من امرأةٍ عجولٍ, غصًةً نفضتْ عن الأحلام ِريشَ الارتباكْ
أنا لست رامبو كي أرى عدناً غيابا ولكني أنا المشّاءُ , أمشي من خريف العمرِ نحو ربيع قامتها, أشّد وقائع الأيّام نحو فضاء قيثاري الحزينْ
أنا لست رامبو كي أرى ذهباً على سُررِ الغرابةْ ولكني أنا المشّاءُ ألبس ُجبّة َالزهّادِ أفتش عن يقين ٍضاع في تُرْب البلادِ, وعن بهاءٍ ضاع من أيّام عادِ
أنا لست رامبو كي أرى عدناً هديراً من كابةْ و لكنّ الفتى كجدودهِ, وحنينه أبداً لأول منزل ٍ , أرنو الى الخرطوم عزّ الظهرِ, و التخزين ِ"4", أدنو من تلال الحلم ِ, أدنو من صحابي وبركلتين ِمن الغموض ِ, نفضّ ايماضات دهشتنا, نفكّر ما اشتهينا من مصائرَ, نحتفي بكلام سيدة البطاقات الملونة الجميلةِ: هذه الخرطوم ُما خلقت ْلأفغان العربْ و ما دهنتْ لتجاّر المنابرِ, ما زهت ْبجلافة الريفي, والوعّاظِ, ما سئلت ْ, و ما قتلتْ, وما بسطت ْلتكديس السلاحٍ, وما أُضئت للذقون ِ, وللظنون ِ, و للمتون ِ, وللحواشي ألا ليت اللحى كانت حشيشاً , فترعاها خيول ٌالانكماشِ "5"ِ
أنا لست رامبو كي أرى وطني سرابا ولكني أنا المشّاء أحمل وردتي الخرطوم من منفى ًالى مبغىً, وأصرخ: انها الخرطومُ, تركض في مسامي, وانتصاري, وانكساري
هي للغناءِ ِ ,
وللدعاءِ ِ , وللصلاة ِ , وللنشيد ِ, لضحكةِ الفتياتِ في أفق ِالعناق ِ, لصرخة ِالدرويش ِتصرعه ُفراديس ٌالجمالِ ِ, للذعة ِالعَرَق ِالمعتّق ِفي جرار اِلانعتاقِ ِ, لهاجس ِالانسان ِ , و الشيطان ِ, والرحمن ِ , شيءٌ من عجين الروح يطلع ُ, من سديم الحزن يبزغ ُ , حاملاً صمت َالبراري أنا المشّاء أحمل صُرّةً من حُرْقة ِالخرطومِ ِ, أصرخ هاتكاً صمت َالشوارع ِ ,والأزقةِ: دثريني, قبليني, دثريني, قبليني, دثريني, قبليني, دثريني, قبليني, وانثري , ورد اليقين ِعلى نهاري فكم من فكرة ٍ: خضراء َ, أو حمراء َ, أو رعناء َ, أو قدسية ٍ , عبرتْ سماءكِ , كي تهذِّب شعبنا جاء الفلاسفة ُ,
الأباطرة ُ, الجهابذة ُ, انتضوا أمخاخهم ْ, وأتوا بمحراث ِالتقدّم ِ , والألوهة ِ,
والعجائب ِ , أفرغوا أوهامهم في شارع القصر الحزين ِ, وحنّطوها في أضابير الشعارِ
فباسم الله ِ,والقراّن ِ, يخترعون مملكة ًمن الألفاظ ِ, شعبا ًمن ركام ٍ , باسمه القدّوس ِ , يبتكرون اّلهةً من الكابوس ِ , يغتالون شعبا ًصادحا ً, ومسامحا ً, ومدينة ًخُلقت ْمن الأبنوس ِ , واللاهوت ِ , والناّسوت ِ , باسم اللهِ يعتقلون زهرة حبنا, يرمون نهرا ًمن حنان ٍفي المواعظِ , يشترون اللهَ بالدولارِ , باسم العصرِ ينتهكون حُرْمةَ حُزننا المدنيِّ , باسم ِالربِ يخْتلقون حلماً من بوارِ
أنا المشّاء, نبضُ البغض ِ, نبض ُالقدْ
قدْ يذهب التاريخ نحو الجُبْ فدْ يذهب الأجداد نحو الرَّبْ قدْ يذهب الأحفاد نحو الحُبْ قدْ تذهب الخرطوم نحو اللُبْ قد ْهاجر المشّاء نحو الحرْبْ
أنا المشّاء أنبح في المدائن,والقفارِ لا بدّ من حربٍ لأفهمَ شكل َبؤسي في المسارج,والظلال ِ لا بد ّمن حرب ٍلأدرك َعمقَ روحي, وامتدادي في فضاءات ِالبراعة ِ,والكمال ِ لا بد ّمن حربٍ تعيد صياغة الموتى, وتعريف الحياة لابد ّمن حرب ٍلايقاظ الطغاة ِ لا بدّ من حرب ٍتغير عادة النسيان , والنوم الطويل على سراب الاكتمال ِ
لثقافةِ الحرب انتمينا, واحتمينا بالمحابر ِ, كي نرى حرب الحروب ِ, مطلة ًفوق النصوص ِ , وفوقَ آفاق الخيال ِ
لا بد ّمن حرب ٍستنبتُ من شظاياها, ضفائر من سيقبلن الزواج, بموجة النيل اليتيمة, وانهماراتِ الجلال ِ لا بد ّمن حرب ٍتعلمنا الرحيلَ إلى الحروبِ,
على غواياتِ المحال ِ
لا بدّ من لا بد ّمن حرب ٍ, لنكسرَ حلقة الصمت ِالمخيِّم ِفي خلايانا, ونشهد َمولدَ الرؤيا الجديدة َمن جماجمنا, وجمجمة السؤال ِ
أنا المشاّء ُ, هل سأظل ّأنبح في المدى أٌقعي طويلاً , كي أرى حربا ًتفسِّر لؤم اخوتنا الكبار ِ, وبؤس ََهذا الارتحالِ ِ
هوامش: "1:-الشاعر الفرنسي الشهير أرثور رامبو. "2"-إشارة إلى سد مأرب. "3"-زجاج ملون يعكس الضؤء,ويوضع أعلىالنوافذ في البيوت اليمنية. "4"-مضغ القات. "5"-البيت في الأصل للشاعر اليمني يزيد بن مفرع الحميري,وهو: ألاليت اللحى كانت حشيشا فترعاها خيول المسلمينا.
| |
|
|
|
|
|
|
الوردة الرصاصية (Re: بله محمد الفاضل)
|
الوردة الرصاصية قاسم حداد
1
في البدء كانت جنّة الرؤيا أرى فيما أرى تبكي صنوبرة على صحن المدينة , والخيام تجلل الرؤيا أرى طرقا ستأخذني إلى طرق ستأخذني إلى طرق وبحرا كالمدى فيما أرى كانت ستعشقني العذارى . سوف أصبح نجمة في شرفة . لو نشرة المذياع قالت آخر الأخبار قبل الهجرة الأولى رأيت وما رأيت مدينة تمشي و عذراواتها يفقدن عشاقا و يقتقن القميص ويحترفن الغزل كي يفتقن ثانية رأيت كما رأيت لهن شاهقة الرؤى / لي منتهى شجر سيحنو فوق جنتي المحاصرة المباحة / هل رأت تفاحة الفصحى قلنسوة البلاغة غيمة الشعراء / كانت جنة الرؤيا بدايتي الأخيرة هل رأت فيما رأيت نهاية الهجرات / كل مدينة و جر ومنعطف السلالة جيفة ترث الجزيرة هل أرى وطنا يعيد الشكل , يمزج جنة الرؤيا بفوضاي الجميلة , يخطىء المعنى معي , يهتاج في لهب السبايا قالت الأخبار هجرتي الكسيرة في طريق كلها طرق مطوقة بعذراوات يحرسن المخيم بالدم العاري ويسطعن انتشاء في دم لي أو دم لغموض أخباري لهن خفائف يخفقن فوق مخيم وكنيسة تنأى رأيت صلاتهن جنازة يعشقن فرسانا ويفتقن القميص لكي يطيب الغزل . يفتحن الصدور . لهن جرح وردة في القلب . يفضحن العواصم بالمخيم هل أرى فيما أرى مرآتي انهارت على حجر الطريق ورفقتي ينصبن أشراكا يسمين الحراب حديقة والماء مأوى يبتكرن نهودهن , يضعن في شرفات أحلامي حناجرهن لي عشق مغامرة بلاد هيأت أسرارها لذبيحة الرؤيا أرى فيما أرى مدنا تجرجر عارها ومدينة تستنفر الأسرى ترصع جمرها مختالة وتصيح بي في هودج الهجرات لي ماء يقاومني لكي أنسى لها ماء يسمى ملجأ وخديعة تئد النساء يطأن قلبي كل ما ينسي يسمى جنة الرؤيا لهن تميمة في طينة الجسد الطري / وكلما أنسى أسمي وردة الفوضى عشيقتي الصغيرة . كلما أنسل من ليل المدائن , من سلالة جيفة ترث الجزيرة كلما في جنة الرؤيا أرى مستقبلا وأرى حفيرة
2
أسعفته اللغات ليحتمل الموت كي يشهد الشرق مستسلما للغروب حوله جوقة / ليس للشرق , لم يبق إلا صدى للقيود التي تنحت العظم / إني بريء من الشرق من قلعة من كهوف بريء من الصمت مختبئا في الكلام اللغات التي أسعفتني إلى الموت غادرتها ألجأ الآن للخيمة الحرة المشتهاة ألجأ الآن للتيه للمنتهى / ليس لي للبيوت التي طاردتني لجبانة ضاق بي قبرها للمدى يحضن الطائرات المغيرة ليلا ويغتالني
3
مشى في شهوة الفوضى يواري كل شيء في فضاء الشرق في شكل له لا يقبل الترميم مشى في وحشة التهويم لن يصل الكلام إليه يمضي شاهقا يفضي لجنته التي أشهى يؤالف أم يخالف أم يؤدي طاعة للطقس في ردهات هذا الكهف لا تسأل فقد أضحى بعيدا نحو جنته وحيدا صار في حل من التنظيم لن يصغي لمنعطف اللغات , تراثه تيه ويخرج من جمال رماده شعب الشظايا شهقة القنديل جلجلة الكتابة والصدى وفضيحة التنجيم يمشي خارج التقويم 4
أسعفته / ولكنها حاصرتني رمته على كوكب الليل / هاجرت كي أفضح الليل في الشرق
لكنها في غبار التراتيل كانت له للذي نكهة الخبز في ساعديه الذي يبدأ الشرق من لثغة في يديه الذي أسعفته اللغات وصلت عليه التي أسعفتني شكتني لشرق النهايات / نحنو عليه بشمس رصاصية / ودعته / دعته لكي يقبل القتل , كي يحسن اللغو واللهو كي يستفيق الحطام الإلهي لكنها حاصرتني
5
سألوه واشتبكت جيوش فوق جثته تلائم أو تقاوم طينة الجسد الرمادي احتمت بسلالة الشورى : تقاوم أو تلائم طينة الجسد الطري تحاسرت عبرت بلادا كالشواهد , راودتها شهوة المنفى تلائم عندما سألوه كانت نحلة الرؤيا تغيم بمقلتيه وكان تاريخ يضلله الوضوح سألوه كان موزعا بين السقيفة واحتمالات الخلافة واضطراب النص والفتوى ومختلف الشروح سألوه في شفق الوقيعة والمشانق كلها كانت له : قاومت لكن ما الذي يبقى تقاوم لأجلك الرايات موتك سيد ستكون عبدا عندما لا تنحني في ظل قوس النصر يبقى , ما الذي يبقى تقاوم أو تلائم جنة الرؤيا يداك وكاحلاك على رماد بارد , قاومت أو لاءمت كانوا يسألون الفقه والقانون والمتن الذي كتبوا هوامشه وسدوه بجلدة كاسر وجميع ما يبقى لك الآن الكتابة والغياب هذيت أو كاشفت , إن سألوك قل لهم الجواب هذيت أو حاصرت أسرار الذبيحة سيد في الموت لا دمك الذي يغري بأنخاب دم عبد ولا العربية الفصحى ستبتكر البلاغة عندما ترثيك قاوم و احفظ الطين الطري ولا تلائم كلما سألوك قاوم سوف تهذي سيدا ويموت موتك عندما نصبوا السرادق خارج الأسوار وانتظروا لكي ينهار وقتك أين صوتك دع لهم سعة لكي تصل القوافل مكة بالقدس تمتد القبائل دع لهم , يطأون جثتك الفطيسة كلما واصلت صمتك فاتئد سيكون في الطين الذي ليديك شاهدة لتسمع عندما تهذي: يقاوم أو يلائم عندما تغوي يديك سفينة التيه انفصل دع فسحة كي لا تغادر جنة الرؤيا وقاوم
6
رأيت يدين تشتبكان في جسد رأيتهما ملطختين بالتلوين صلصال وصورة عاشق وتفجع الحبلى/ خفائفها الجميلة سوف تسقط / من لها ويدان تشتبكان في الجسد الطري . وجنة في الطين رأيتهما عشيق شاردة ومخاضها يغري اللغات / خطيئة العربية الفصحى لها ولها خفائفها الجميلة . كدت من خوف عليها من لها مغدورة ويدان تشتبكان في جسد تفصته الحروب . رأيتها ورأيت فيها لحظة التكوين
7
أسرار فاكهة المساء , سريرة المأوى ومحتملان موت للذي ينسى وموت للتذكر سيد في القيد أرخى للمدائن من مدينته سيهذي مثل شعب من له / من لي بهاوية ليهذي جنتي نعش على رئتيه من لي / من له طرق ستأخذني إلى طرق ستأخذني إلي طرق وأحجار الطريق ستلبس اللحم الذي / قدمان عاريتان في برد, وكل الأسلحة تكتظ في أثر طريد ربما هلعا / شريد ربما ولعا لها . قدمان جنات , جحيم , ربما تنسى جميع الأضرحة قدمان هل قدم مقدسة الخطايا والخطى ابتهلت لشيء ليس يسمع ليس يغفر خيمة أم خرقة في شهقة الصوفي أسرار لفاكهة ستنسى عندما تهتاج في شغف وترتطم الحجارة بالمدائن و المدى من للصدى من لي بصارية تسملها المرافىء للمرافىء للمرافىء إنه يهذي يجانس أو يطابق أو يناقض انه يهوي الى لغة الشرائك من له قلب ستكسره المناديل الصديقة أو له شعب ستخلعه الخوازيق الشقيقة جنتي عرش على قدميه محتملان موت للذي ينسى وموت للتذكر سيد في القوس يصغي للقرى ويقايض المدن الحبيسة بالأغاني عندما ضاقت به , اتسعت له و سعت لأكثر من دم يمشي ويهذي لم يكن قلبا له / جرحا وكل رصاصة تأتي بظهر رصاصة والقلب , هذا الجرح لا ينسى ولا يتذكر القتلى لعلي صرخة في أمة ثكلى لعلي أمة ثكلى لها من لي بذاكرة تحاصرني .. ولا تبلى أتوا من فجوة في البحر جاءوا من جنوب الوقت كان الله لا يسهو ولكن الجهات أتت مدججة بما لا يذكر الجندي أو ينسى
8
وردة للبحر أشكال لموت الأرض عرش للذي يغزو قالت واحتمت بالخنجر الدامي لها قتل وللشعراء فاجعة الكلام وللذي يموت قبر لم يعد قبرا هي الأرض التي للموت للبحر المراكب والمدى , وممالك مالت على رئة لشعب شب عن قبض اللغات لها لأطفال, لمغامر ينجو . لهودجها المدائن وهي تكبو غير عابئة . لشعب شط في تيه ويستثني ويغفوا غير عابئة وتكبو من لها . من لي أرى جثثا تسير وتحمل الرايات تهتف في عباءات مغمسة بزيت الله . تهتف . والمساجد لم تزل في سجدة الخوف الكئيبة . لم تزل في وهدة ورأيت نعشا سيدا لغة وبحر والذي يرتد مرصود له قيد وقبر سيدي ملك على بحر وذاكرة ستنسى عرشها , و عريشة أشهى ومختبلون مأخوذون بالبحر المدجج بالمدى العربي مثل القيد , بالقتلى بمحتمل العواصم وهي في كيس الخراج بأمة مصلوبة تهفو لموت سيد ومقاصل أقسى .. وأعلى لم تزل مغدورة تهتاج في قوسين شامخة بوجه الذبح , تصرخ كالذبيحة في المدى العربي .. كلا
قال لي ما أجمل القتلى هناك موزعين على المداخل يحرسون قبورهم وأنا على قيدي هنا هل كنت مختلجا يواري عار ه أم كنت مثل الوقت محتلا من لي بذاكرة تحاصرني .. ولا تبلى
9
هودجها يميل عدّل الفرسان هودجها / يميل مليكة في غربة الشطآن موغلة تعذبها القبائل واحتمال الليل , والسفر الطويل تختال في وجع له في كل أرض خنجر ومآتم منصوبة وفم قتيل مرصودة للهتك , أطفال لها ولها الصحارى والمدى العربي في قيد وهودجها يميل وحشة تبكي على وحش وهودجها مليك الأفق أعراس لها في مأتم القتلى ولن تغفو ولن يهتز بعد الآن هودجها الثقيل
10
رأيت رماده يرد يهزج يستعيد نثاره شجرا وتاريخا ومحتملان دار للذي دمه بروج الوقت دائرة لمن ينسى رأيت رماد إرثا لمعراج الصدى. د رجا لشعب شارد في غربة الأمواج مثل التاج . كان رماده تاجا على شرق النهاية وهي تبدأ . لم يكن ينسى عناصره . حريق غامر وعرائس القتلى وبلدان لها مدن تقاتل أهلها وتحاصر الشهداء , مرتدا من الأنقاض يخرج , لم يكن هذيانه تعبا ولا فوضاه تذكرة الخديعة , كان في و له رمادا سيدا ملك على كلماته. غنى . رأيت كلامه شجرا وتاريخا ومحتملان زوج للصبية حينما يتضاحك النهدان في خجل ويكتظان بالشوق الشهي زجاجة الرؤيا لمن ينسى ويغفر عندما يهذي يصوغ رماده وطنا , وطينته الطرية أول التكوين
11
شكل البرتقال وزينة الفوضى و خندقة القتال وعاشق يحظى بعاشقة وقافلة من الأعداء شامخة كأن نقيضة الاسماء : تذكاراتها لغة وللكلمات في أشكالها جنس الذبيحة وابتهالات الغبار وصورة للماء خلوها دما فينا يداها دورة الأفلاك أبراج لها تاج وهودجها يغطينا دعوها تحضن الجرحى وتنتخب الضحايا تفتدي , وتحاسب الموتى إذا ماتوا دعوها حرة فينا ستعطينا دماثتها لنشعل زيتها فينا يداها برتقالة دارنا وحديقة لتهالك الأسماء كانت عندما كانت هوت في حوضها مدن وأفراس ونجم شاحب وشرارة الأنواء
12
فضحتنا مثلما سكينة تندس هذا حلم وحش ونختال به نسأل من أين إلى أين ولا نسأل عن تاريخها الآتي ولا تهتز في أحجارنا سنبلة للشك لا نشكو من الوحش فجاءت مثلما جنية تهذي لكي تلهو بنا فضحتنا فت ركنا للذي ينثال من أحلامنا حرية الموتى تركنا كوكبا في جسد الشرق لكي يختار من أيامنا وتركنا ماءنا الغالي لكي نشرب من بئر المقابر فضحتنا والذي ينهار لن نرأف به للفضح هذا الجسد الهالك هذا الجدث المالك لم يبق لهذا الشرق من وقت سنبكي عندما يخطئه الهدم افضحينا
13
أحجارها تاج على ذهب المدائن صورة للماء أخبار الحدائق في خبيئتها وليست جنة للنار مدت لليتامى للمصابين ابتلاءا بالردى مدت يدا كانت تحاصر آخر الرايات في شرف القبيلة من رأى مدنا مكدسة رأيت هوادج القتلى على خشب عتيق ربما العرب الذين مدينة صارت وتختصر المدن تمحو وتكتب من رأى امرأة تلملم ظلها لتصد جيشا من رآها - في قميص واحد حلما ووحشا من رأى عربا على عرب سلالات , لغات من رآها أمة منذورة عرشا ونعشا
14
لهن تميمة الذكرى ومدخراتها يمشين مصطبرات ثاكلة وعذراوات في قمصانهن غزالة مذعورة وجسارة الأسرى سينسين الكلام . خيامهن الهتك . من أعطى لفاكهة المساء سفينة مكسورة ومحا الهواء وصاد ر الميناء من أعطى النساء نوافذ الرؤيا وأطفأ نجمة الأفلاك من دمنا على يده ومن يده على دمنا ومن منا سيرسم آخر الأشراك من للنسوة اللاتي بنين النهر والمجرى لهن خديعة الذكرى لهن الفقد والنسيان من لي بعدهن ومن لهن عريشة بعدي وحيدات على خشب المخيم والمدائن تشحذ المنفى ويرجع لي الصدى وحدي لهن القبر لي قيد وللفوات أختام الطرائد للموائد نخبة الأقداح للرسل الكثيرة فجوة في التيه مصطبرات لا يمشين لا يمشي بهن الماء عذراوات من لي / ما الذي أسرى لمنعطف الخريطة مشرقا كحمامة البشرى غريبا غائبا ومضرجا بتمائم الذكرى أحايد بين موتين انتهاء الأرض حتى قهوة المأوى وخاتمة النشيد بكت لي أو بكت في جنة تهوي على القدمين . قالت ربما وتشبثت بتهدج الفرسان من لي بعدكم . خلوا خيولكم تخب وخيموا عندي . دعوها تحرس اللغة الجريحة كي أموت وحيدة في حضن فارسي الوحيد بدأت بخاتمة النشيد بدأت في الذكرى دعوني خائفا لو أنهم تركوا لقلبي حسرة الفقد الذي ينسى نسوني في نساء , خبأوني في سرير الغدر . لو أن السفائن كلها ضاقت لكان القتل أجمل من يد مغلولة في وحشة الصحراء بكت عند الرحيل وكنت في الذكرى
15
بغتة تبرق أسرارنا في دماء الكوامن في آخر الليل من ليلة هيأتها التآويل , من قاتل , من مليك ملاك من هناك حيث أسماؤنا في بلاد وأحبابنا القاتلون احتموا في بلاد ونحن بلا مدخل للسماء سيبقى على الموت أن يفتدينا سيبقى لنا في القبور وأسرارنا فسحة للفضيحة يبقى هلاك لنا هل رأيت الجنائز تخرج محتجة ورأيت الدماء المهانة في موتها ورأيت السماء تضيق بعصفورة الأنبياء سيبقى هلاك لنا بغتة هذه المزدهاة بتاريخها طفلة في السبايا لها في اللغات انتحار وفي الشجر المستهام انكسار الغصون لها في الجنون احتمال البقايا ترى من لها فالسفائن في غربة البحر في جيئة وزعتها القبائل في شهقة حرة .. أن تموت طفلة صدرها في السيوف وأخبارها شغف للحياة وقمصانها مثل شمس تطوف ملطخة مترعة ببقايا الصباح وقهوتها للضيوف الغزاة وميزانها غاية الأشرعة طفلة راهقت والسلاح تميمها ظهرها في المخيم والأمة الراجعة
16
نهض الرماد كأنه ينأى كأن شهيقه في زينة البحر انتهى وقت سيأتي آخر فدخلت في نار العناق سيذهبون الآن من لي من لهذي الخيمة المكسورة الوتدين من يبقى يصد رصاصة الموت الأخير بكيت في التذكار كان البحر وحشيا وكنت ملطخا بالفقد مازال الدم المهدور في كأس الشوارع في رؤى خشب يمنعطف المواكب كانت الرايات تجهش سوف تذهب من سيبقى كنت في شفق من الذكرى كأن السبي فينا مرة أخرى كأن البحر لن يسع المراكب , والنوارس سوف تغرينا بمقتبل الضياع كأنما ينأى ويحتكمون للفوضى لهم أسرارهم ولهم بلاد جنة الجرح التي رسم الملائك حولها سورا سيحتكمون للفوضى بلاد لم تزل وحجارة تمشي وقلب أثقلته كثافة الرؤيا / بكت لي دع جوادك يرتوي من زرقة النهدين دعني ربما بعدي ستحتدم الرماح وبعدك الصحراء قالت كلما تنأى سيحتكمون / تبدأ هذه الفوضى يد في صخرة الوديان , سوسنة تسن براءة الأمواج كنا فتية في وردة الفوضى يعيدون الملامح للذبيحة يستعيدون الطريدة فتية للفقد منتصرون في أشلائهم ويد على جرح يد في جنة ساروا على أسرارهم كان الطريق يعيرهم ليد فترسمهم على حجر الطريق ملك على الفوضى وسيدة بلا عرش و قافلة توزع جمرة الرايات , يخلعها الصدّيق خطيئة الرؤيا ستذهب من لها / من لي ستهرع عادة القتلى إلى حجر / دعوه ذلك الحجر الجميل دعوه يبنون البلاد عليه / فوضاهم وجنتهم لهم أسرار فاكهة ونهر سوف يكسر عادة المجرى ويركض أو يشط وربما ينأى لنافذة تخبىء نجمة لليل هل تسع المراكب كل هذا الموج دعني دع دمي في وردة الفوضى يفيض ويحتمي كطريدة النيران خلف الغابة / البركان يحتكمون قائمة القضاة منصة الحكم المحامون الذبيحة والطريدة شاهد الرؤيا وحراس المدينة لم يزل ينأى تلاحقه المذابح من له / من لي
| |
|
|
|
|
|
|
لا تصالح (Re: بله محمد الفاضل)
|
لا تصالح! أمل دنقل
لا تصالحْ! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب! (2) لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك! (3) لا تصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر.. (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا- بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر، تمسك ساقيَّ عند نزولي.. فأرفعها -وهي ضاحكةٌ- فوق ظهر الجواد ها هي الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ! من أبٍ يتبسَّم في عرسها.. وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها.. وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة.. لا تصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟! (4) لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف واستطبت- الترف (5) لا تصالح ولو قال من مال عند الصدامْ ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.." عندما يملأ الحق قلبك: تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسانُ الخيانة يخرس لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟ كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام؟ كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام -كيف تح𧄄م أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟ لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام وارْوِ قلبك بالدم.. واروِ التراب المقدَّس.. واروِ أسلافَكَ الراقدين.. إلى أن تردَّ عليك العظام! (6) لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن "الجليلة" أن تسوق الدهاءَ وتُبدي -لمن قصدوك- القبول سيقولون: ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ -الآن- ما تستطيع: قليلاً من الحق.. في هذه السنوات القليلة إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع.. إذا ما توالت عليها الفصول.. ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباهِ الذليلة! (7) لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم ورمى لك كهَّانُها بالنبأ.. كنت أغفر لو أنني متُّ.. ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ. لم أكن غازيًا، لم أكن أتسلل قرب مضاربهم أو أحوم وراء التخوم لم أمد يدًا لثمار الكروم أرض بستانِهم لم أطأ لم يصح قاتلي بي: "انتبه"! كان يمشي معي.. ثم صافحني.. ثم سار قليلاً ولكنه في الغصون اختبأ! فجأةً: ثقبتني قشعريرة بين ضعلين.. واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ! وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ فرأيتُ: ابن عمي الزنيم واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم لم يكن في يدي حربةٌ أو سلاح قديم، لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ (8) لا تصالحُ.. إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة: النجوم.. لميقاتها والطيور.. لأصواتها والرمال.. لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة كل شيء تحطم في لحظة عابرة: الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة والذي اغتالني: ليس ربًا.. ليقتلني بمشيئته ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة لا تصالحْ فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ.. (في شرف القلب) لا تُنتقَصْ والذي اغتالني مَحضُ لصْ سرق الأرض من بين عينيَّ والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة! (9) لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذي تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ وسواك.. المسوخْ! (10) لا تصالحْ لا تصالحْ
| |
|
|
|
|
|
|
إن جُثَّتِ الحركات (Re: بله محمد الفاضل)
|
إن جُثَّتِ الحركات شعر : أحمد ضيف الله العواضي
( 1 ) إن جُثَّتِ الحركاتُ لا مُستفعلن يجدي ، و لا بلدٌ يحبّكَ يا فتى . هذا رخامُ الشِّعرِ أوله معلّقةٌ و آخرهُ أقل من الهباء . خسرتَ سيفكَ مرّتين . إلى الأمامِ ترى الفواكه و النساء دُمى من المطّاطِ ، هل تمضي القصيدةُ كلّما اكتملتْ إلى أقصى من امرأةِ الخيال . و هل سنمضي بعد تاريخٍ من الإسراء و المعراجِ و الفتحِ المبين إلى مدى أقصى من الشرطي في أفق القبيلة . جثَّتِ الحركاتُ . لا بلد يحبكَ يا فتى إلا الصحارى القاحلات و مطعم الغرباء . لا بلد يحبك يا فتى إلا رخام الشّعر أوله معلّقةٌ و آخره فضاء . أنتَ حرٌّ خذ من الحزن المفاجئ ريشَ أجنحة الغناء . و طر ، و غنّ أيما جهة ستألفُ وحشة الأسفارِ . لا بلد يحبّك يا فتى إلا المهرّج و النساء ، و آهة المطاط . لا شيءٌ يدل على طريقك غير ظلٍّ للمعلقة العجوز و ما تبقى في المضارب من تجاعيد البكاء . ( 2 ) متفاعلن . متفاعلن . في غيمة الأسفار خمس فوائدٍ . لا حلم إلا ما يخط على زجاج الرُّوحِ منعى للتأمّلِ في مرايا الكائنات . و لا زمان سوى المكان . فكفَّ عن دورانك العبثي كي يترتّب الحلم البطيء موشّحا . لا الروح ملَّ ، و لا الخفي من العوالمِ دلَّ أسفاري على بلدٍ أحب ، يدور في فلك القصيدة خطوتين إلى الأمام . فوائد الأسفار خمسٌ في مرايا الكائنات : دبيبُ نملٍّ فاعلن متفاعلن ، و جناح نحلِّ فاعلن متفاعلن ، و شذىً لأزهار ، و سنبلة تجود ، و غيمة الأحلامِ تهطِلُ كلّما فتَّشتَ عن بلد يحبكَ يا فتى ... متفاعلن متفاعلن ... سترى المدى قفراً و فوضى الوقت أيتها القبائلُ و الدخان . ( 3 ) وقفَ الفتى في أولِ الأسفارِ مندهشاً يتمتمُ : ما أظنُّ أديم هذا الأقُّ إلا من رفات قبائل غابت لكي تتمسرحُ الطرقاتُ ثم تعود . ما جدوى الشجون ، و ما أظنّ أديم هذي الأرضُ إلا من حطامِ قبائلِ النخلِ العجوز . إلى الأمام لنودِّع الفوضى لجيلٍ بعدنا ، و نُقيلُ من أسمائنا الفوضى ، و نبكي كلما طارت إلى ما بعد أسوارِ الطفولةِ كلّ أسرابِ الحمام . ( 4 ) وقفَ الفتى في آخر الأسفارِ مضطرباً ينادي : أيها البلدُ الجميلُ أنا المسافر كلما ( حجَّيتُ ) بالأشواقِ زُلفى .. لا أراكْ ! و أنتَ في روحي شِراعُ الغيبِ . ترتيبُ المشاعرِ لا يهم . أنا أحبُّكَ . كلما هيأتُ أغنيتي تفرُّ إليك . كيف تراكَ في أسفارها و أنا المسافرُ لا أراكْ . و ليس لي إلا سراج الشّعرِ – حين تغيبُ في الظلماتِ – فاتحة التنبؤ . أيها البلدُ المفصَّصُ بالنجومِ و بالشجونِ و آية الرمانِ . مالي لا أراكْ ؟ و كلما حاولتُ فاجأني فضاء الوقتِ . هل سأموتُ كي تحيا فيحييني هواكْ ؟ .. أنا هوىً متجدّدٌ في بعض صوتكِ أو صداكْ . تعبتُ من شجني عليك ، و كلما وجهتُ ذاكرتي إلى جهةٍ تعود .. كأنما الدنيا بلاد الله ليس بها سواكْ . ( 5 ) علّق هواكَ على هواكَ لتشعلَ الذّكرى . و غامر أيما جهة ستألفُ وحشةَ الأسفارِ لا الفوضى تعينُ و لا نظام الرَّي يمنحني الطعام . إلى الأمام .. ترى المهرّجَ كلما اشتدّ الظلامُ يغيب بين مواسم التنجيمِ . هل سنلملم الفوضى إلى الفوضى لجيلٍ بعدنا ؟ ليرى معلقةً من الفوضى على صدر المهرجِ كالوسام . ( 6 ) القلبُ أشعلَ غابة الذّكرى ليعرفَ ما يريد . و ياقة الجندي لا تقوى على حمل النبوءة . لا زمان لكي نقاوم ما استجد . و لا مكان لنزرع الأحلام و القمحَ الفقير إلى القبائل . أيها الوقت العجوز أتى المهرجُ يملأ الدنيا من الفوضى سنابل . لا جديد سوى الكلام يغيبُ في الضحك القتيل . أتى المهرجُ كلّما غنّى تكاثرَ . في مدى الفوضى تكاثرتِ القبائل و الجوارحُ و المهرّجُ . ما استجد يموتُ كي تتكاثر الفوضى و تتّسعُ القبائلُ . لا فتى إلا المهرّج . غاب في الضحك القتيل لكي نمرَّ إلى الأمام . ( 7 ) خرجَ الفتى في آخر الأسفارِ مُتَّشِحِاً خرافته و قال : سيعلمُ الأعرابُ أن القلبَ أصدقُ من جهات الأرضِ . لا جغرافيا الدنيا تعين و لا خطوطُ العرضِ تمنحني التأمّلَ و الأمان . أنا مزاجُ الغيم . ترتيب المواسم لا يهم . سأجمع الفوضى إلى الفوضى و أكتب إن للفوضى ( يدٌ سلَفَتْ و دَيْنٌ لا ينام ) . ( 8 ) إن جُثَّثِ الحركاتُ لا مستفعلن يجدي و لا متفاعلات . حروفُ جرٍّ تربك المعنى و تبدي آهة الشُّعراءِ . تلك سيوفنا صدِئتْ من التجويدِ . لا الإدغامُ أوصلنا إلى برِّ الأمانِ . و لا الوقوفُ مبرَّرٌ إلا لوصل سلالة الأحلامِ بالأوهامِ . و الصحراء حلم واحدٌ متكرِّرُ النظراتِ . لا التكعيب أوصلنا إلى ما بعد خيمتنا . و لا النّثر المشتتُ تحتَ أقدامِ المعلَّقة العجوز يشدّ أزر القادمين . بأي نصرٍ سوف ندخلُ دار عبلة بالجواء . و أي وحي يقنع العبسي عنترة الفتى الفضّي . في آهاتِنا تتقاطعُ الكلماتُ . لكن القصائد أكثرُ الطرقاتِ إيلاماً إلى أطلالنا . فقِفا لنبكي أكبر الأطلالِ في تاريخِ أمَّتنا العدالةَ و النِّظام ! .
| |
|
|
|
|
|
|
زيارة الموتى (Re: بله محمد الفاضل)
|
زيارة الموتى صلاح عبد الصبور
زرنا موتانا في يوم العيد وقرأنا فاتحة القرآن، ولملمنا أهداب الذكرى وبسطناها في حضن المقبرة الريفية وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً وتساقينا دمعاً و أنيناً وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا أن نلقى موتانا في يوم العيد القادم.
يا موتانا كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى و البيت الواطئ في سفح الأجران كانت نسمات الليل تعيركم ريشاً سحرياً موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان حين الأصوات تموت، ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان هل جئتم تأتنسون بنا ؟ هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا؟ هل ندفئكم فينا من برد الليل؟ نتدفأ فيكم من خوف الوحده حتى يدنو ضوء الفجر، و يعلو الديك سقوف البلدة فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان عودوا يا موتانا سندبر في منحنيات الساعات هنيهات نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعاًن أو تروي ظمأ لكن لقم من تذكار، حتى نلقاكم في ليل آت.
مرت أيام يا موتانا ، مرت أعوام يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة يا قاسية القلب النار لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك حتى صرنا أحطاب محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان عفواً يا موتانا أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد لما أدركتم انا صرنا أحطاباً في صخر الشارع ملقاة أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن قد نذكركم مرات عبر العام كما نذاكر حلماً لم يتمهل في العين لكن ضجيج الحاضرة الصخرية لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، و نلم ملامحكم ونخبئها طي الجفن.
يا موتانا ذكراكم قوت اللقب في أيام عزت فيها الأقوات لا تنسونا .. حتى نلقاكم لا تنسونا .. حتى نلقاكم.@
| |
|
|
|
|
|
|
تحبُكَ أو لا تحبُّك ( بين مساءين .. ) (Re: بله محمد الفاضل)
|
تحبُكَ أو لا تحبُّك
( بين مساءين .. )
حامد بن عقيل
أضف لمسائك بعضَ الغناء القتيل ! أضف وطنا و عويل .. ترجَّل عن الماءِ ؛ و اقمع غبارَ المواجدِ أو كن سماءً مكلَّلة بالصهيل . هذا المساءُ و ذاك المساءْ ؛ شبيهان في قلبِ من غادرتك .. و لم تكتملْ بعدُ في ريقها لذعةُ الزنجبيل . ** المساءاتُ يا سيدي سوءةٌ لا يبررُها ألقُ الذاكرة .. حين تكتظُ بالحلمِ أنتَ و بالعنبِ الرازقي و حين تصيرُ مناولةً في يديّْ صاحبٍ لا يحبُّك .. حتى يغيب عن " الفقهِ " في صرحِِ قهوتِكِ العربيةِ / يغريك بالشِعر / يقرأ في غفلةٍ من رقيِّكَ فضلَ رقاك .. ثم في نشرةِ الدَّم يلتمسُ الفقدَ يهديكَ بؤسا / و " قربة " ماءٍ لكي تبدأ المشيَ في مقلتيها .. و إن كان مشيُك ينفيك عنك و يرجوك ألا تطيل التأمّل أكثر مما يجب . أفق إنك الآن بحران من فضةٍ و ظنَّانِ من سلسبيل . ** الممرُّ الطويلُ الطويلْ .. الفضاءاتُ / حِناؤها .. و ما جلدتك به من مواويلَ .. تعشقُ " أنثى " لها وجدها بالبكاء على " قبر " من لا تحبُ .. لها وَجْدها بالغناء على " قبر " من أسكنتْه تفاصيلَ أحلامِها .. و نفته عن " العَالَمِين " ..! ** المعزُّون - في كلِّ إغفاءةٍ - يقرعون طبولَ النجاة من الماءِ / من وطنٍ مغلقٍ لأداء الحياةِ / و من وَجْدِ " سيدةٍ " ريقُها لم يكن ذاتَ تَيْهٍ دليل . ** ذاك المساءُ و هذا المساءْ .. شريكانِ في قتلِ ما كان بينهما من فضاءٍ جميل .
| |
|
|
|
|
|
|
موقف الرمال موقف الجناس.. (Re: بله محمد الفاضل)
|
موقف الرمال موقف الجناس.. محمد الثبيتى
ضمني،
ثم أوقفني في الرمال
ودعاني:
بميم وحاء وميم ودال
واستوى ساطعاً في يقيني
وقال:
أنت والنخلُ فرعانِ
أنت افترعت بنات النوى
ورفعت النواقيس
هن اعترفن بسر النوى
وعرفن النواميس
فاكهة الفقراءِ
وفاكهة الشعراءِ
تساقيتما بالخليطين:
جمراً بريئاً وسحراً حلالُ
أنت والنخل صنوانِ
هذا الذي تدعيه النياشينُ
ذاك الذي تشتهيه البساتينُ
هذا الذي
دَخَلت إلى أفلاكه العذراء
ذاك الذي
خلدت إلى أكفاله العذراء
هذا الذي في الخريف احتمالُ
وذاك الذي في الربيع اكتمال
أنت والنخل طفلان
واحد يتردد بين الفصول
وثان يردد بين الفصول:
أصادق الشوارع
والرمل والمزارع
أصادق النخيل
أصادق المدينة
والبحر والسفينة
والشاطىء الجميل
أصادق البلابل
والمنزل المقابل
والعزف والهديل
أصادق الحجارة
والساحة المنارة
والموسم الطويل
أنت والنخل طفلان
طفل قضى شاهداً في الرجال
وطفل مضى شاهراً للجمال
أنت والنخل سيان
قد صرتَ دَيدَنَهُنَّ
وهن يداك
وصرتَ سماكاً على سمكهن
وهن سمَاك
وهن شهدن أفول الثريَّا
وأنت رأيت بزوغ الهلال
تسري الدماء من العذوق
إلى العروق
وتنتشي لغة البروق:
أي بحر تجيد؟
أي حبر تريد؟
سيدي لم يعد سيدي
ويدي لم تعد بيدي
قال:
أنت بعيد كماء السماء
قلتُ:
إني قريب كقطر الندى
المدى والمدائنُ
قفر وفقرُ
والجنى والجنائنُ
صبر وصبرُ
وعروسُ السفائنِ
ليلٌ وبحرُ
ومدادُ الخزائنِ
شطرٌ وسطرُ
قالَ:
يا أيها النخلُ
يغتابك الشجر الهزيل
ويذمُّك الوتد الذليل
وتظلُّ تسمو في فضاء الله
ذا ثمرٍ خرافي
وذا صبر جميل
قال:
يا أيها النخلُ
هل ترثي زمانك
أم مكانك
أم فؤاداً بعد ماء الرقيتين عصاك
حين استبد بك الهوى
فشققت بين القريتين عصاك
وكتبت نافرة الحروف ببطن مكة
والأهلة حول وجهك مستهلةُ
والقصائد في يديك مصائدُ
والليل بحر للهواجس والنهارُ
قصيدة لا تنتمي إلا لباريها
وباري الناي
يا طاعنا في النأي
اسلم،
إذا عثرت خطاك
واسلم،
إذا عثرت عيون الكاتبين على خطاك
وما خطاك؟!
إني أحدقُ في المدينة كي أراكَ
فلا أراك
إلا شميماً من أراك.
| |
|
|
|
|
|
|
ذاكِــرةٌ مَـلْـغُـومَـةْ .. !! (Re: بله محمد الفاضل)
|
ذاكِــرةٌ مَـلْـغُـومَـةْ .. !! سعد الياسري .. !!
إهداء / إليها ؛ قبلَ أن تفنى الذاكرة ... و أرحلْ !!
" توطِئةْ "
( أنّى أوزع في المدى صلوات شِعري ؟! /\/ وابتهالاتُ القصيدةِ أنبأتني في تراتيل المعابد أنشدتْ : مني أنا صوت انبجاس الماء لو شَحَّ المطرْ /\/ مني أنا كل انثيالات اللذائذ لو تمادتْ رغبتي في خلق ملحمةٍ ينضِّدها العناقْ /\/ و لُزُوجَةُ الفوضى ترافق مِرقمي حتى استبد بحبره شغفٌ تموسقهُ الخطيئةُ والجنونْ /\/ وسِدانةُ الأمواج لي /\/ لي لثغةُ التسبيح عند الآثمينْ /\/ لي وفرةُ التأويل مرتاباً /\/ ولي يومَ التلاقي نشوةُ الأخْدَان إذ أنهالُ مندسَّاً إلى حِضن الحبيبةِ في ترفْ /\/ و خُصاصَةُ الأغصان في كَرْمِ النُبوَّة مغنمي /\/ وجسارة الرائي على الرؤيا /\/ وغِسلِينُ المآثمِ مستبداً بالطهارةِ حصتي /\/ وجزالةُ التعبير لي /\/ لي لغمُ ذاكرتي , ومِقصلةُ اليقينِ , وقِسمةٌ ضِيزَى , و شَكْ !! )
" 1 "
ببراءةٍ ..أو فلنقُل : ببراعةِ العُصفورِ تجفلُ طفلتي ! بفداحةٍ .. كالحزنِ تنخرني .. فأخبو .. ! بجدارةٍ .. كالبحرِ تُغرق لذَّةَ المجداف في صخبِ العُبَابْ! وتلوكُ في نزقٍ أفانين الترجّي .. تركلُ الأحلامَ كي يغفو القلقْ !
" 2 "
قالتْ :
- أكنتمْ .... ؟
ثم عمَّ الصمتُ لمّا أكملتْ بوحاً يؤطرهُ سؤالٌ كم خشيتُ بأن تعاندَهُ الإجابةْ .. !
فانبرى نَهمُ التذكُّرِ مفصحاً :
- كنا إلى جسدِ التمنّي نستريحُ .. ونبعثُ الأحلامَ بالأشعارِ نرقبها لكي تنمو فننمو في مساحتها.. وننسى وصمَ واقعنا الملطخ بالكآبةْ ! كنا نلوّن وجهَ شيخٍ بالطفولةِ كي نغني في المساء بلا أنينْ .. ! كنا نسابقُ لهفةَ الصفصافِ للجرفِ الموشى بالنخيلِ .. وبالعذراى يستبحنَ الماءَ في عَرضِ الفرات لغسل صحنٍ أو ممارسة الطُقُوسْ ! كنا القوافل .. والأدلة والمَتاعْ .. كنا الصحارى ذاتَ تيّهْ ! كنا نبعثرنا إذا مرّتْ علينا الريحُ عاتيةً يؤججها الشَغبْ ! كنا كثيراً ما نمر على الدروبِ بشهوة الآثارِ نتبعُنا .. و كنا ثم كنا .. غير أنّا .. لم نكن إلا بيادق رقعة الشطرنج تنقصنا المَشيئةْ !
" 3 "
ملغومةُ الأرجاء تلكَ الجمجمةْ .. الآنَ أذكرُ جيداً .. في بادِئ التكوين كنتُ !! أرسيتُ للحبِّ الدعائمَ مُسرفاً في نحرِ أمزجةِ الزللْ ! بيدينِ عاريتينِ إلا من غَواية شاعرٍ .. أثَّثتُ رعشةَ نبضها .. ! أنشأتُ خارطة الجسدْ .. أشعلتُ قنديلَ الجنونْ .. ! ومضيتُ أركضُ .. ثم أركضُ .. كانتْ الأحلام أكبر من مدى المعقول و التحقيق دوماً كلما آمنتُ أن يَسِيرها يكفي لأبعثهُ وطنْ .. ! وبقيتُ أجتر الدعاءَ متمتماً.. حتى تخثّرَ صوتُ حنجرتي .. تلاشتْ في أسارير الحبيبة صرختي .. ففقأتُ عيني وارتضى قلبي البصيرة منهجاً كي لا أراني في عَبثْ !
" خَاتِمَةْ "
( نَفِدَ التذكُّرُ - ويْلتي - .. ! لا حلمَ بعد اليومَ فاهنأ لائمي .. لا مُرتَجى .. لا مُتَّكأ !! )
أبريل / 2005
| |
|
|
|
|
|
|
لا تعذليه (Re: بله محمد الفاضل)
|
لا تعذليه
ابن زريق البغدادي
لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه يكفيه من لوعة التـشـتـيت أن لـــه مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه مــا آب مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه رأي إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعـــه إن الزمـــان أراه في الرحيل غنىً ولـــو إلــى السنـد أضحى وهو يزمعه ومـــا مجـــاهـــدة الإنسان توصلـه رزقـــاً ولا دعــة الإنـــســان تـقــطعــه قــد وزع الله بـيــن الخلق رزقهمو لــم يــخلــق اللهُ مــن خلـق ٍ يضيّعــه لكنهم كلِفـوا حرصاً ، فلست ترى مسترزقــاً ، وســوى الـغـايـات تقنعه والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت بـغــي ، ألا إن بغـــي المرء يصرعه والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه إرثـــاً ، ويـمنـعـــه من حيـث يطمعه استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً بالــكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً وأدمــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه لا أكــذب الله ، ثـــوب الصبر منخرقٌ عــنــي بفــرقـتــه ، لـكـن أرقّـعــه إنـي أوســع عــذري فــي جنـايتـه بــالبـيـن عنـه ، وجرمي لا يوسعه رُزقت ملكــاً فلــم أحسن سياسته وكــلُّ مـن لا يسوس المُلك يخلعه ومـــن غــدا لابساً ثوب النعيــم بلا شـكر ٍ عليــه ، فــإن الله يــنــزعــه اعتضتُ من وجه خلي بعد فـرقـتـه كـأســـاً أُجـــرّع مــنــهــا مـا أجرّعه كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له: الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه ألا أقــمــت فــكـان الرشد أجمعـه لــو أنـنـي يــوم بــان الـرشد أتبعـه إنــي لأقطـــع أيــامــي وأنـفـدهـا بــحسـرةٍ مـنـه فـي قلبـي تُقطّعـه بــمــن إذا هـــجــع النوّام بـتُ لـه بـلوعةٍ منـه ليلـي، لست أهـجـعـه لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه بالله يا منزل العيش الذي درست آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه هـــل الــزمــان مُعيــد فيك لذتـنـا أم الليــالــي التـي أمضتــه تُـرجعـه فـــي ذمـــة الله من أصبحت منزله وجـــاد غــيــث علـى مغناك يُمرعه مـــن عنـــده لـــي عهــد لا يضيعه كــمـــا لـــه عهــد صدقٍ لا أضيّـعـه ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــي بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه عـــلــمـــاً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً فأضــيـــق الأمــر إن فكـرت أوسعه عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه
| |
|
|
|
|
|
|
القدم (Re: بله محمد الفاضل)
|
حديث القدم
للحظة شعرٍ أقدّم كل القرابين ؛ قلبي .... ورأسَ القلمْ
وأمشي الهوينا ، وأسقط في خطوة مرتين ِ، أُريك فترضى .... وتحسبني .... فأُبعّدُ وجهي لكي لا ترى بادراً من ندمْ
فكم تحت جلدي تعاركَ من بيت شعرٍ ، وكم تحته قد تساقط من ورقات الحلُمْ
أنا واحدٌ نثر العمر في هدأة للخريف ِ، وفاجأه بالأذى قولُ : لِمْ !
وغلّبه القول في معنى ( كمْ)
وما زال عندي دمٌ تتوضأ فيه البلابلُ حتى تصلي صلاة بدمْ
وتقرأ فيها بقاياي في سورتين تطولان أو تقصران بـ ( ليسَ ) و ( ثَمْ)
وأرقد حتى يجيء صراخ المجازات : قُمْ
فقد بلغ الاحتمال الوقوعَ ، وأُشكُ أن ..... ثم أقفو عليه : تعالَ ... ونمْ
لنا وقفة قد تطول بباب الألمْ
سننتظر الناس حتى يمرّوا ونبني لنا وطناً من غبارٍ ، تهيّجه الفقراءُ ، ونلحظ بعض الأيادي تُمدُّ ... فنسمع أحلى وأوهى نغمْ
(أليسّ المسير حديث القدم )*
بلى ....!! والحفاة لهم ألسنٌ تتهجّى الطريقَ ، وتلعن كلَّ عمٍ وأصمْ
أنا واحد في الحضيرة أعلك ( لا ) وأتفُّ ( نعمْ)
وتصعد فوق يدي نملتان ِ وهولاهما بين ( آيسٍ ..... وأَمْ)
عدوٌ لنفسي .. أضجُّ .... أصرّح بالوقف ؛ هاء لسكتي وهاء تنبه فيَّ الصنمْ
سأرحل يوماً ..... وأترك خلفي توجّعَ خمس أصابعَ فوق الطريق ....وباقة حبٍّ ، فضع فوق إثري – لتأخذ شعراً- يداً .... وقلمْ
وزدني من المطر المعنويِّ ، فقد أستريحُ ، وينمو على قبر تلك الخطى المستفزات فمْ
* من قصيدة للشاعر الليبي عبد الدايم كواص مهداة لي
مفيد عزيز البلداوي 14-10-2001
| |
|
|
|
|
|
|
غناء العزلة ضد العزلة (Re: بله محمد الفاضل)
|
غناء العزلة ضد العزلة
الصادق الرضي
كما يتسرّب الضوء شفيفاً صوب سطح البحر وهو محمّل’’ بروائحِ القمر النبيِّ خلاصة السحر غناء النشوةِ الكبرى. وهفهفة العناصر في تراكيب الضياء تتصاعدُ الأرواحُ في الأمواجِ وهي ترتّلُ الغصِّة شيئاً من خواص الماء خيطاً من دُخان الرغو في همسِ المزاميرِ وَوَشوشة الغناء على شفاه الحورِ إذ يسبحن بين القاع والسطحِ فضاء الرهبة الصدفيةِ، اللالونَ حيث الصمتُ فاتحة الوجودِ الداخليّ لدولةِ البحرِ وقانون المياه خذ من شعاع الشمس نافذةً وحلّق في فضاءات الغيابِ إلى رحيل أبدي لا مكان الآنَ لكْ والله يسكن بالأماكنِ كلّها وجهاً يضوِّء بالأزقّةِ شارعاً يمتدُّ في كسرةِ الخبز - الطعام المستحيل - إالى ثياب الفقراء ! ماذا يلوّحُ بالنوافذ؟ هل ترى منديل عاشقةٍ بلون البحرِ دمع صبابة في نهد عاشقةٍ بطعم النارِ يقطرُ ... والعصافيرُ اكتمال للندى في شرفة الحلمِ تسدُّ الأفقَ تبحثُ عن طفولتها بذاكرةِ الفضاء الرحبِ والفجر المعلّب في رفوف الصمتِ واللغة الخفية للغناء على مسام العشبِ والشجر المخبّأ في تماثيلِ الشجرْ
*****
الحزن لا يتخير الدمع ثيابا كى يسمى بالقواميس بكاء هو شىء يتعرى من فتات الروح يعبر من نوافير الدم الكبرى ويخرج من حدود المادة السوداء شىء’’ ليس يفنى فى محيط اللون أو يبدو هلاماً فى مساحات العدم الحُزن فينا كائن يمشى على ساقين دائرة’’ تطّوف فى فراغ الكون تمحو من شعاع الصمت ذاكرة السكون المطمئنه كيف ترفضُّ الجدائل فضة فى الضوء ترفضُّ الفقاقيع ما بين إمرأة الرزاز إشارة للريح فى المطرالصبى إضاءة فى الماء خيطاً من حبيبات الندى سحراً..صلاةً..هيكلاً..قوسَ قزح ذلك سر الكون أن تبصر فى كل حسن آية لله أنواراً من الملكوت والسحر الإلهى المهيب ذلك سر العدل أن تتفجر الأشياء تُفصحُ عن قداستها ترى فىالشىء ما كان احتمالا ثم تنفتح الكنوز الأرض كانت تدخر القمح لأطفال لها فقراء لا يتوسدون سوى التراب قل للذين يوزعون الظلم باسم الله فى الطرقات الله فى نار الدموع الله فى نار الدموع وفى صفوف الخبز والعربات والأسواق والغرف الدمار البحر يا صوت النساء الأُمهات القحط يا صمت الرجال الأُمهات الله حى’’ لا يموت الله حى’’ لا يموت الله حى’’ لا يموت
*****
كيف استوى ما كان بالأمس هواءاً نتناً ريحاً بغيضاً بما كان هواءاً طيباً ريحاً يؤسس معـطيات الشارع الكبرى عبيراً ضد تلك الرائحة ما أشبه الليلة بالبارحة كل ما كنا نغنيه على شاطىء النيل تغّيب وانطوى فى الموج منسيا حطاما فى المرافىء أو طعاماً للطحالب فى إنزلاق الصوت للقاع وفى صمت المسافات القصية نحن في ساعة الحزن اختر مكانك واحترق حيث انتهيت أنت منسوب الدم الآنَ وأنت الإشتعال - النارُ مجمرة الغضب أنت - إذن - ضياء اللحظة الآتي أنا / أنت : ونحن الناسُ والشارعُ والعواميد التى تمتد بالإسفلتِ صوتي / صوتكَ : المشروخ في صدأ المقاعدِ وانهيار البراكين لم أقل : إن الفضيحة قد ترآءت في تلافيف العمامةِ وامتداد اللحية - الزيفِ لماذا لم تقل ؟ إن العماراتِ استطالت أفرغت أطفالك الجوعى على وسخ الرصيفْ ومقيات الفيجعة ، والفراغ العاطفيِّ الوطنيِّ الآن لن نبكي ولكن مَنْ يساوم بالغدِ الآتي !وماذا سوف نخسرُ؟ نحن بالغربة رتبنا بلاداً لا تشابه غير وجه الذات بالمرآةِ-امرأة’’هى اللغة - الرماد لا تثق بالقلب : إن العشق يؤذي بينما يجدي التحرك في السكون وفي مساحات الأنا وعي التكّون وابتكار الفرد مجموعاً يوازي سلطة الإطلاق ، تحديد المواضعِ بالإشارة نحوها بالاسم تفتيت الهلامِ واختراق السرّ ، فتح نوافذ الأشياء تكريس التفاصيل الدقيقةِ قوةَ تنسف الأحلام والذكرى وأشباه الحبيباتِ – الدمى ، والأصدقاء. لا تثق بالقلب : كي يتصاعد الضوء على كل المساحاتِ وحدّق جيّداً أنت تعرف أنهم يقفون ضدّك .. ضدّنا ..ضدِّي و أعرفُ أنني سأظلّ السلطة - الاوعي نحن الآن في عمق القضيةِ ، مركز النارِ وبالهامش تبقى سلطةُ اللغةِ الخفيفةِ كي تُعلَّقَ في الفراغِ نعم ، سننسى كل ما يأتون من فعلٍ وقولٍ سوف نصلبهم عرايا بالمساميرِ على بوابةِ التاريخ ثمَّ نعِّبىء الأيام في الصمت الخرافيّ الرهيب
*****
لست من نورٍ لِتغفِر أنتَ من طينٍ لتبنى فابنى لي بيتاَ لنا .. لكَ للصغارِ القادمينْ. إن يكُ للعدلِ في الأرضِ وجود’’ فليكن دمنا هو المقياسُ إن تكُ السماء مقابلاً للأرضِ فلتكنِ الدماء مقابلاً للعدلِ قال الله كونوا ، ثم كنَّا هل تحققنا تماماً من وجود الذات في أرواحنا ! ضوء التكون وانطلاق الكائنات؟ نحن نخرج عن غناء العزلة الكبرى لنكتب عن غناء العزلة الكبرى ولكنا نصاب بضربة الحزن أوان خروجنا من داخل الصمتِ وفى جوف السؤال.
أغسطس 1988
| |
|
|
|
|
|
|
أغنية آخر الويل (Re: بله محمد الفاضل)
|
أغنية آخر الويل
عاطف خيري
أجمل الناجين من الذبح صار يعبد خنجرا !! والرجال علي وشك أن يبيعوا شيئا عزيزا فاحترس كل شي يعرق تحت الجناح سيمضي والنباح الذي دلك علي النبع دل الحرس عصافير الذي علمتنا الغناء هوت أفزعتها يد الموت ألجمتها يد الخوف صارت مناقيرها سبحة في أيادي الخرس
ونحن سنبقي هنا وهنا سوف نعلو بالذنوب الخفيفة فوق هذا العبث
هي الأرض سلة المهملات وهم باعوا ... ويبيعون فأدرك سماءك يا خالقي قبل ذاك المزاد بعد هذا الجرس !
الموت ما عاد يفقس خطافه تحت فك المريض صار في ضحكة الأصدقاء في الخطاب الذي لن يصل وتحت صك البريد
قبري لم يعد قبري ومن يبكي علي عليك .. يدري انك حين يفزعنا الحنان ستصعدين ضفيرتك وإنني قرد وحيد
--
آية الهارب في الأرض أقداره : أسوار يجلو علي المرآة وطنا سجنه إذ تتهشم المرآة باب خراب الذي يشتهي افعي تصعد ساق التي تنتهي بلاد كلما ابتسمت حط علي شفتيها الذباب ---
هي من قايضتها جرحا برمح شمسا بقمح تعاتبك علي رغبة في الرحيل بعد حين يتقاذف الدود أخبارنا فانظري إلي أي دود يوقد العتاب ؟؟؟
هل الأرض سلة المهملات ؟؟؟ أم هكذا يبنغي أن يكون الذهاب الذهاب إلي الشراب أجمل من الشراب والصبايا النواقيس في ردهة الذهن يتصفحن بأقدامهن السراب بلاد علمته أن يحن إلي النساء ينحن علي بلاد خبأته في نساء
--
كل هذا الدمع حتى لم يعد بالعين مركب إذن من ؟؟ دس منديله بالقلب سبني كل هذا السباب من نسيت إبرتها في حطامي طرزتني عاريا .. ابكي كلما لبست مياه موجتك الثياب من ؟؟
--
عمر مضي أم سيأتي ؟
نادمتك الحياة فسكرت وقالت كلاما بذيئا وغنيت أنت أنت المجفف روحك بحلق ذاك الغريق تحب البذئ الذي تقول الحياة
شجر مضي أم سيأتي ؟
اينها التي ونستنيها وقلت السماء السماء تقدم أبوك سيغفر كنت تلوكين حرفا غريبا وفاحت نجوم بضوء تخمر قلت : سابكي ففرقعت ثديا وضاقت علي ... عليهم .. عليك الجهات
--
ولد مضي أم سيأتي ؟
ما يهم أين الصبية ؟ تعبئه للعرس أم السجن أم كي يشتم رائحة التاريخ علنا فتمنحه الثبات
--
وطن مضي أم سيأتي ؟
ليس بالنار سوء سوي آهة المحترق سوي ما علمتنيه حينما نفترق نقتسم الشهادة الريق الخوف الأمنيات .
| |
|
|
|
|
|
|
بعض الرحيق انا والبرتقالة أنت (Re: بله محمد الفاضل)
|
بعض الرحيق انا والبرتقالة أنت
محمد المكي إبراهيم
الله يا خلاسية يا حانة مفروشة بالرمل يا مكحولة العينين يا مجدولة من شعر أُغنية يا وردة باللون مسقية بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين يا بعض زنجية وبعض عربية وبعض أقوالى أمام الله *** من اشتراك اشترى فوح القرنفل من أنفاس أمسية أو السواحل من خصر الجزيرة أو خصر الجزيرة من موج المحيط واحضان الصباحية من اشتراك اشترى للجرح غمداً وللاحزان مرثيه من اشتراك اشترى منى ومنك تواريخ البكاء وأجيال العبودية من اشتراك اشترانى يا خلاسية فهل أنا بائع وجهى وأقوالى أمام الله *** فليسألوا عنك أفواف التخيل رأت رملاً كرملك مغسولاً ومسقيّا وليسألوا عنك أحضان الخليج متى ببعض حسنك أغرى الحلم حوريه وليسألوا عنك افواج الغزاة رأت نطحاً كنطحك والأيام مهدية **** ليسألوا فستروى كل قمرية شيئا من الشعر عن نهديك فى الأسحار وليسألوا فيقول السيفُ والأٍسفار ****** يا برتقالة قالوا يشربونك حتى لا يعود بأحشاء الدفاق رحيق ويهتكون الحمى حتى تقوم لأنواع الفواحش سوق والآن راحوا فظلَّ الدنُّ والابريق ظلت دواليك تعطى والكؤوس تدار هزّى اليك بجذع النبع واغتسلى من حزن ماضيك فى الرؤيا وفى الاصرار هزى اليك فابراج القلاع تفيق النحلُ طاف المراعى وأهداك السلام الرحيق الشرق أحمر والنعمى عليك إزار نجرى ويمشون للخلف حتى نكمل المشوار
**** طاف الكرى بعيون العاشيقك فعادوا منك بالأحلام ما للعراجين تطواح وليس لأطيار الخليج بغام النبعُ أغفى وكلُ الكائنات نيام الا أنا والشذى ورماح الحارسيك قيام متى تجاوزتهم وثباً إليك أَجىء وشعري بليلٍ وحُضنى بالورد ملىء فلتتركى الباب مفتوحا وحظى فى الفراش دفىء ولتلبسى لى غلالات الشذى وغناء النبع والاشجار فلى حديثُُ ُ طويل مع نهديك فى الأسحار ***** يا برتقالة ساعات اللقاء قصار تأملينى قليلا فالصباح أَطَلْ البحرُ ساجٍ وتحفافُ النخيل غزل وبركة القصر بالنيلوفر ازدحمت والنحل أشبع كاسات الزهور قُبل واننى الآن أَزهى ما أكون وأَصبى من صباى ومكسياً من النور الجديد إزار تأملينى فإن الجزر أوشك - إنى ذاهب- ومع المدّ الجديد سآتى هل عرفتينى ؟ فى الريح والموج فى النوء القوى وفى موتى وبعثى سآتى فقولى قد عرفتينى وقد نقشت تقاطيعى وتكوينى فى الصخر والرمل ما بين النراجين واننى صرت فى لوح الهوى تذكار والآن لا شابعاً من طيب لحمك أو ريان من سكب نهديك أمضى فأوعدينى أن ستدعونى الى فراشك ليلا آخر وتطيليه علىّ بشعرك فى زندى ولونك فى لونى وتكوينى ***** فنيتُ فيك فضمينى الى قبور الزهور الأستوائيه الى البكاء واجيال العبودية ضُمّى رفاتى ولفِّينى بزندك ما أحلى عبيرك ما أقواك عارية وزنجية وبعض عربية وبعض أقوالى أمام الله
| |
|
|
|
|
|
|
اغنية جمعية الشعراء الموتى (Re: بله محمد الفاضل)
|
اغنية جمعية الشعراء الموتى - عبد العظيم فنجان
" إن ما قدرتش تضحك ما دمّعش ، ولا تبكيش " هستيريا / احمد زكي
إن خطرَ لكَ أن الحبَّ قد خذلكَ كثيرا ، وأنَّ ما كتبته الحبيباتُ ، واحدة تلو الاخرى ، كان مجرد مزحة . إن خطرَ لكَ أن امرأة ما تنتظركَ هناك ، لم تخلق بعد ، فهي متوارية في ما ستكتب من قصائد . إن آمنتَ بأن هناك ما ليس هناك ، وأن الماضي والحاضر والمستقبل قد ركبوا دراجاتهم الهوائية عائدين ، خجلا منكَ ، الى الوراء . إن هزمتَ الموتَ بأن مشيتَ على جمر حباله ، وتحسستَ ألمه ، وهو يتلوى بين عزلتكَ وصرختكَ ، وحيدا .
إن صدّقتَ بأن ما في الكتبِ لايعنيكَ ، كما تعنيكَ شجرة تتسول منكَ ظِلال أمانها .
إن صدّقتَ بذلك .
إن أردتَ أن تتبخر روحكَ ، ثم تتكاثف فتصير فراشة . إن أردتَ أن تلعب دور الفراشة والوردة معا . إن تجاوزكَ خيالك فوجدتَ المسرح جاهزا كي تلعب دور الفراشة والوردة والعاشق في نفس الوقت . إن تماديتَ ، فأردتَ أن تصير الحديقة بأكملها ثم رأيتَ الروحَ أوسع مما كنتَ تظن .
إن خطرَ لكَ ذلك : أن تنتظرَ قلبكَ ، اسفل جبل الحلم ، يأتيكَ متدحرجا على الصخور . أن تتهشم حياتكَ كالزجاج ، أن تجمعها ، جاعلا من العالم غيمة ، حسب الشِعر ، ومن نفسك طقسا حافلا بسماوات لا تحصى .
إن فكـّرتَ بذلك . إن فكّرتَ أن هناك طريق ما لم تسلكها بعد نحو المطلق ، فضع رأسكَ فوق رمحكَ ، وأمضِ مرددا اغنية الشعراء الموتى ، تمثـّلها كي تعبر نحوكَ ، حيث النور ينشر قميصه : إن خطرَ لكَ أن الحبَّ قد خذلكَ كثيرا ، وأنَّ ما كتبته الحبيباتُ ، واحدة تلو الاخرى ، كان مجرد مزحة . إن خطرَ لكَ أن امرأة ما تنتظركَ هناك ، لم تخلق بعد ، فهي متوارية في ما ستكتب من قصائد . إن آمنتَ بأن هناك ما ليس هناك ، وأن الماضي والحاضر والمستقبل قد ركبوا دراجاتهم الهوائية عائدين ، خجلا منكَ ، الى الوراء . إن هزمتَ الموتَ بأن مشيتَ على جمر حباله ، وتحسستَ ألمه ، وهو يتلوى بين عزلتكَ وصرختكَ ، وحيدا . ............... ...............
الى آخره .
الى ابراهيم المصري ، طبعا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: بله محمد الفاضل)
|
مِنْ كِتاباتِ صديقيَ الشَّاعر السُّعوديِّ /
فائزٍ الغامْـديّ .. * * ....
صَوْبَ السّماء
* *
طَوّقَتْكَ خيولُ الشّقاء ،
و تَقَاذَفتْ حِمَمُ الضّغينةِ صوْبَ
حقلِ الياسمين ...
جَوْعى أتوا ،
و سِنانُهمْ تَلْهثُ من فَرْطِ الصّدى ...
تركوا عمامةَ رأسهم مائلةً ،
و هَمّوا بإصلاحِ عمامتكْ !
كسروا هلالَ منارتِكْ !
و تَقَزَّمتْ أشجارُ بستانِ الحقيقةِ ،
بينما شَوكُ الخديعةِ قَرَّ في أذن السماء !
ها قدْ سقطتَ على جبينكَ
ممسكاً خيطاً من الوهمِ البعيد ...
قدْ ساءهم حينَ اصطفيتَ الرّملَ
معنىً للغناءْ
قد ساءهمْ ذاكَ البهاءْ
و طعَنْتَ صَفْوَ حياتهم ،
يومَ استفاقَ المُتعباتُ على صباحكَ ،
وانْتَشَلْتَ ظلامهنّ بشقشقاتِ
قصائدِ العشقِ القديم ...
همْ طَوّقوكَ الآنَ إلاّ ثغرةً صوبَ السماءْ
فانفُذْ إلى حيثُ الْتقاءُ الرّوحِ بالمجروحِ
و اصنعْ من سحابِ الأفْقِ عَرْشاً من قصيدْ ،
لا تلْتفتْ دوماً إلى القاعِ البعيدْ ...
و انْسَ القفارَ الجائعاتِ ،
و بُلَّ رأسَكَ في إناء الشّهدِ حتى تَرْتوي
و انْفُثْ على مستنقعِ الأحقادِ عطرَكَ
علّهُ يقْتاتُ من نَفْثِ الأريجْ !
....
* * * بلَّه يا أيُّها الجميلُ
هذا إهداءٌ أوَّلٌ
وسأنْفُذُ إليكَ تِباعاً ..
جَدَاولُ احترامٍ
وكُثْبَانُ عافية ..
أخوك / محمَّد زين ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: mohmed khalail)
|
ذات الكلام الذي اقترفته أو يقارب قرأته في نص أو مجموعة نصوص للجميل إبراهيم المصري
لا أذكر عنه شيئاً الأن لكنه قد يكون هنا يوماً ما فما أذكره أنه نال مني حينها
سلمت روحك وننتظر منك البذل لا العبور فقط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: بله محمد الفاضل)
|
بله...
هذه لا شك احتفائية دسمة جدا ذائقتك هنا حساسيتك تجاه الكلمة ذات الاحساس ذات الجرس العالي ... والنبض المختطف من صدق الكلمات و ركضها الشفيف قريبا من ارق الروح وتلك الذبذبات شديدة القرب من المنتهى
يا بلة هذا المكان واديا ضاجا بشياطين الشعر والشعراء
كل المتابعة
لو كان بالامكان أن تأتي معي لينا أبو بكر
لو كان بالامكان أن تأتي معي فأنا.... وأنتِ... وحين يمكن... واللذي كناه.... والإرث المحنط : (( هل تعود )) ؟ مسمرُُ.... لما يزل في مسمعي!
لو كان بالامكان أن تأتي معي!
ما ضقتُ شوقا من ندوب البحرِ بل آويتُ ذنبكِ في الحشا ... متأملاً أن تشفعي...
سأزوركُ الأمسَ احتفاءً بالاياب فأرجئي وهن السُراة... على تجاعيد الطريق لأنني غذيتُ شوقي جيدا ورحلتُ عنكِ... لترجعي! لو تعلمين ! أنا غريبُُ مشرقيُ الحاجبين... وقائظُُ مثل الفلاة... أدس شوكي في الجليد فتطلعين كنبتة الصبار .... بين أصابعي! طيفُُ.... يخربشُ قلبه...فوق الحوائط بالحصى ويواعدُ الدفلى.. فلا تأتي!
هل اختلفت مواعيد التذكر هكذا!؟ فإن التقيتك في الحنينِ.... تودعي!؟
لم تسألي عرافة الذكرى... عن المجهول قبل حلوله! فهل اكتفيتِ بما تشعوذُ غربتي!؟ وأنا المضرج بالغياب وكل مافي الأرض من شوق تكدس كاجمار بأضلعي تأتينَ...؟ أم ... أبقى ؟ فقلتِ : نُراهنُ العشقا أدندنُ: يا صديقةُ.... كان موعدنا غداً! وتأخر العمر اللذي ... ما عشتِه أبداً معي...
لو أننا عدنا !
مضى الآتي ولم أعرفكِ حتى أنتِ.....أنكرتِ انكفاءكِ في رتوق مواجعي
فإذا حقدتُ عليك أكثر وامتلأتُ بك.... انتقاما من تفاصيل الطفولةِ والصبا ....لا تجزعي!
من يفصلُ الأمواهَ عن شطآنها ؟ هيَ نفسها! حيث المسافة بينها.... أن لا مسافة غيرها.... لكنها ليست تعي !
وطني محيطُُ مستعار ليس يرسو عنده
وطني هبوب الريح نحو جهاته الأقصى فكيف يعود موجُُ للوراء ..... الضائعِ !؟ وطني قلوعُُ باتجاه واحدٍ كالقوسِ يطلقُ سهمه نحو الفضاء السابعِ
هل كان بالامكان أن تأتي معي !؟ عمَان... قد أجلتُ عمري.... ألف أمسٍٍ للوراء.... عسايَ أشبهني ! بُعيْد تعفر القسمات بالاختام واستئصال وجهي من بريد .... طوابعي ما كان بالامكان أن تأتي معي !
..... ... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: REEL)
|
أشكر لكِ كل هذا اللطف الذي تعاضد وما تنطقين وحين تأتين تحملين هذا القبس (لينا) بنص/وطن
أتمنى منكِ عدم الانقطاع فمثل ما انتهجتِ ما عنيته تحديداً وأتمناه من الجميع
شكراً لكِ مجدداً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: بله محمد الفاضل)
|
بلة الفاضل: بعد عواصف الود.. ونسائم الشوق.. اسمح لي ان اكتب هنا /انك ادهشتنا في رحلتك الجوراسية حتى كادت تتوقف فينا عصائب التفكير.. وتتهتك في ماقينا عروق الاعجاب بعد ان تخضبت (بتشديد الضاد) حناء الوهلة لهذه الاهازيج اللامعقولة/ فقط لا تقل لي اني فتحت كوة المبالغة كي اغرف منها شيئا من حقيقة/ لان الحقيقة جاثية هنا/ عندك/ فقط شخصي الضعيف جاء كي ينهل منكم البركة/ كما ينهل الحوار من خلاوي البركات/ لا اطيل عليكم/ ونحن معك في رحلتك العجائبية في عوالم القوافي ودهاليز الحكمة وينابيع اريج التناص المتراصة على حدائق الجمال كفراش يداعب خد زهرة/ ساكون ممتنا لك ان جعلتنا احد قراءك/ تقبل انتظارنا لك/ وطمعنا وجشعنا في المزيد/ حفتك الملائكة ليل نهار .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: محمود الدقم)
|
شكرا بلة على تعريفنا بشعراء جدد-على الاقل بالنسبة لي مثل تمام التلاوي ، ومروان الغفوري، واشكرك بشكل شخصي على انك احتفيت بنصي هاجس المشاء، وهو كما تعلم بعض من هواجس الكلب العجوز في قامة الوردة الكوكبية. شكرا لك مرة أخرى مع خالص التقدير وارقد عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: osama elkhawad)
|
تسلم يا مشاء وقد اقتبست أن كنت تذكر هذا الخيط منك حين قلت (شاعرك المفضل) ورددتُ عليك حينها بأنه يصعب علينا قول ذلك وقد كان في ذهني أول الأمر الاحتفاء بنصوص لأصدقاء خبرتهم في بعض المنابر ومنهم الشاعر اليمني الدكتور مروان الغفوري وغيره من الأصدقاء الذين أوردت كتابات لهم أعجبتني هنا لكني آثرت أن يكون لكل النصوص وسيكون لها أتعشم أن تمدنا ببعض النصوص التي لاقت أعجابك وشكراً لك على هاجس المشاء وغيره
بله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: محمود الدقم)
|
محمود الجميل ارعبتني عواصفكم صاحبي لكني سرعان ما هدأ جزعي ونسائم الشوق تمسح حبيبات عرقه
ليس لدي معيار محدد في الإعجاب بنص ما أي لا اهتم لوجود قالب صيغ على اساسه أو كان منفلتا بل تكفيني جداً نصوص لا تتعدى السطرين لكنها تحمل أبعاداً وتحديا وروى
يا صديق انتظر تفاعلك المحمود فلا يكفيني البتة العبور والتأييد ولروحك أوسم كمشة من أكمل ود
| |
|
|
|
|
|
|
لها الله من شامةٍ (Re: بله محمد الفاضل)
|
لها الله من شامةٍ]
لها الله من شامةٍ عز الدين عثمان
لها اللهُ من شامةٍ تحت عنقك تصرخ وطء الوشاية ، عبئ البهاء الطليق فى المدى قافية فى الردى غافبة عامرة بالغياب و موفورة العافية قلبُها ، آه يا قلبَها يا حليق للمساء الذهول وللقلب أن يتحدى الذبول كما كفٍّ نجم غريق هل الله ثالثنا، من هى، فى القميص الأليف إلى جانبى، فى خشوع الدماء كما الهمهمة لشتاء يرتّلُ ريقاً فريق
*************************** قليل من السهو يكفى لنرفع هذا النهار على قهوة ، تحت هذا النهار يداك الظلال، جمرةالذكريات،تهبين كيف انسلخناإلى ظلنا عن يدينا، حالة للهبوب الخفيف، حانة للشرود العنيف،و مقبرة الوقت فنجانها حين نقرأ صورتنا فى الرمال،قليل من السهو يكفى نشدُّ على قوس هذا النهار النبال،مثلما يقف النمل خلف البصيرة ، ثاقبةً فى عماها ويمشى، على إبرة الإنتباه صراط الضلال.قليل من السهو نرفع هذا النهار على قهوة ثم نصطاده كالغزال.ونرفعه للكمال على قهوة ، مثلما يصعد البدر معتزلاً سجنه حرفة النور نحو الهلال.أللروح شكل الهلال، حين تخطفنا فرس النار من وقتنا، حين تحرقنا فرس النار قهوتها والرياح تهب بنا لغةً فى شمال الشمال.فيا أولى يا غزال ويا آخرى يا محال،لاانادى أنا إذ أُناديك لكن .....................تعال.
كيس الأمانى على ساعدىَّ ثقيل على ساعدى هل هناك امرأة لاتمل الحبيب ولا الحب توقظ خيل الدماء لتصرخ فى حيرة الدرب: إنى تعبت من اللافتات هل هنالك من بلد لا تخبئ فى الشاى نجما و ناى لراعٍ يجر قطيعا من الذكريات طارحينى المدى وإذا صحت يا وطنى فاوسعينى مُدى ليكون الصدى آخر الواجهات التى بددتنى سدى أو فدُلى الدروب على بلد لاتهب بلادى فى نايها ولأنى أحب الحياة سأمشى إلى بلد لا يذكرنى شايُها أىَّ شيء فكيس الأمانى على ساعدىَّ ثقيل على ساعدى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لها الله من شامةٍ (Re: osama elkhawad)
|
الأستاذ أسامة الخواض:
أعذرنى ابتداء فلم انتبه لدخولك وسؤالك إلا الآن،وقد عثرت عليك وأنا افتش البوست فى السيرش. لاأدرى إن كان عز الدين شاعرا أم لا، ولكننى سودانى وأعرفك من أيام جمعية التحول، وأنا اسكن الإمتداد مربع 13 . يا مشاء لك تحيتى والمحبة
| |
|
|
|
|
|
|
سماوات و النجوم التي في السماء (Re: بله محمد الفاضل)
|
سَماوات
(إلى "إبراهيم وطفي"، أو فإلى "كافكا" ....)
هكذا دائماً، تتزوجُ الحبيباتُ مِن الآخرين .... مُهندسي طُرُق أطباء جيدي السمعة عساكرَ، موظفي بنوك، ربما تقاعدوا بعد عشر سنوات .... أو أقاربَ بعيدين لا لشيءٍ سوى أنَّ ظلالَ هؤلاء أطولَ سُمرة وقلَّما تدورُ للوراء ومزاميرَهم مديدةَ النفَس ومناديلَ شهَواتِهم أكثرَ هفهَفةً (حتّى السِّهامُ الرهيفةُ التي انغرَستْ عند رُكنِها تُشيرُ إلى خارجِ القلب ....) وأعيُنَهم سيدةَ النظرَات تُحدِّقُ فيك حتَى يشردَ البحرُ منك ولا .... لكن تروغُ الحبيباتُ مِنْ الشُّعراء هؤلاء دراويش جداً، فلا يجيدون فتحَ البيوتِ... إلا قليلا والأطفالُ، يأكلونَ القصائد .... لكنَّ الانتظار، من أولِ السحر إلى أنْ يجِفَّ حبرُ القصيدة، طويلٌ... وأعمى النبوةِ مثل دعاءٍ ضلَّ طريقَهُ إلى السماوات
النجومُ التي في السماءِ الأولى
لماذا تنهمرُ الأشعارُ عليَّ هكذا هذه الأيام...؟! مخيفٌ هذا المطر... كلُّ كلمةٍ أفركُ حلمتَها داكنةَ السُمرة تستحيلُ إلى حبرٍ من التنهَّدات هلْ لأني لم أكتب منذُ سنين أم لأني لن أجدَ ما أقوله بعد الآن... هل لأنَّ العالمَ كثيرُ الضوضاء ولا بدَّ له من نهرٍ هائلٍ من الموسيقى تعزِفُها الأشجار والحجارةُ، لا تلك التي ترجمُ الناس، والنجومُ التي في السّماء الأولى (إذ يٌصيبُها دوارُ السّماوات حين تُفكِّرُ ترتقي السّماءَ العاشِرة) والذئابُ مبحوحةُ العواء والفراشات ثم ثُلَّةُ الشُّعراء ............ ............ ............ إنِّها علامةُ موتي كي أحيا قليلاً في القصائد
مارس 2006 م http://www.jehat.com/Jehaat/ar/ArabatAlnaar/esam_essa_rajab.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سماوات و النجوم التي في السماء (Re: آدم صيام)
|
بلــــــــــــــــــــه (أبـوسامر)
لمْ يحْن إحتفائي بعد كقارئ زدنا من الوعاء الكبير غَرفه شعر أو نثر وقصة
واصلــــــــــــ ياجميل وفي معيتنا هولاء المنشدين للشعر الحٌر حرارت واقعية
وجدلية تجٌوب الدواخل وتسكٌنها بظل المقِيل .
،،،،أبوقصى،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
في فضْلِها عمّا سواها-خالد عبد القادر (Re: بله محمد الفاضل)
|
في فضْلِها عمّا سواها
.. خطأٌ بسيطٌ بالقصيدةِ، يُخْرجُ المعنى إلى معناهُ في وضح التجلِّي لحْنُها يهتزُّ في صخب الجماليّاتِ لا .. لم تكتملْ أبداً و تخرجُ نصفَ عاريةٍ، و ترقصُ في مدارِ تمامِها نقصانُها نصفُ الجمالِ، صعودُها لأنوثةِ الكلماتِ يُكْملُ نصفَه الثاني هيَ امْرأتي، أجمِّلها بما أوتيتُ من لغةٍ و من جرحٍ، أكلِّلها بتاجِ الليل، أُضْحِكها أدلِّلها و أحمِلها على كتفيَّ يا امرأتي؛ بكائي عُطْلةٌ للوقتِ كالآحادِ تأتي كلَّما ملَّ الزمانُ رتابةَ الأيامِ و اختار الصعودَ إلى سماءِ البحرِ نوتيٌّ و غنَّى للنوارسِ من هناكَ بكيتُ من فرحي و مِنْ وجعي و مِنْ أمْسي و مِنْ يومي و منْ غيمٍ يسافر للأمامِ، ظننتُهُ يأتي غداً، و غدي يؤخِّر خطوةً حتَّى يجاوزَني و يمضي مُطلقَ اليدِ و اللسانِ بكيتُ مِنْ عجْزي عن المعنى و أنتِ أمامكِ المرآةُ تهتفُ : (( قبِّليني .. قبِّليني ، و اطْمئني خلفكِ الدنيا، و خلفكِ شاعرٌ يرتجُّ في المعنى، و يبلغُ حسُّه وصفي أمامكِ معجزاتُكِ، فانْظري يرِث انعكاسَكِ في المرايا شاعرٌ و يقولُ : أمّي ))
- يا ابْن قلبي نَمْ، فكُحْلي لن يكونَ لغير يُتْمِكَ، نَمْ أتحرسني من الغرباءِ ! أنتَ الآن في صدري، تعضُّ على أصابعك الطريّةِ، ثمَّ تبكي جُعتَ يا طفلي أتكْبرُ قبل أن تقسو الجذوعَ، و يرفعَ النسيانُ هاماتِ النخيل إلى بعيدٍ عن يدي ؟ و أهزّ جذعاً، يضحكُ النسيانُ تبكي، و الدموعُ تبلِّلُ الشفتينِ من عطشٍ، و تقْبَلُ مِلحَها ! سأفتِّشُ الوديانَ عن عينٍ تراكَ و شعرَكَ الذهبيَّ، تذهلُها و تُطرِبُ ماءها دقاتُ قلبِكَ لا تدَعْ قدميكَ فوق الأرضِ، طِرْ لا تألفِ الأرضَ التي امتلأتْ صدًى . لا تسألِ الأرضَ التي لفظتْكَ و ابتعدتْ . و طِرْ لا تركلِ الأحجارَ، فالأحجارُ قومٌ صالحون و رفقةٌ للضائعينِ، أنا و أنتَ حضارةٌ منسيَّةٌ خلف المكانِ أنا و أنتَ البحرُ حاصرنا، و غادرنا الرعاةُ إلى الصعيدِ و أسسوا أسماءَهم . في المغربِ العربيِّ فاتونا بلا أسمائنا أيقونةٌ للنِّيلِ في قدميكَ، و الصحراءُ تقطعُ حبلَكَ السريَّ عنِّي لن أغيبَ، الماء حيٌّ في مكانٍ ما، و لن أنساكَ لن أنساكَ، لن أنسى .. و لكنْ هامشَ النسيانِ أعلى من ظلال النخل، أعلى من غناءِ البدوِ، أعلى من صهيلِ الريحِ، أعلى من سمائك يا صغيري .
- لا أريدُ الماءَ، أذكرهُ و ينساني . أنا ابنُ الماءِ، ينكرني و أبحثُ عنهُ ! لم أخرجْ بمعجزةٍ سوى لُغتي . أنا البريُّ لا أفْضي بأسراري إلى الصيّادِ، أمَّا أنتِ .. أنتِ غزالةٌ ركضتْ و نامتْ في دمي . قالت : سريري وردةٌ، حنّاءُ رأسي من نبيذٍ، و الفَراشُ أصيدهُ برموشِ عيني، الماءُ يجثو كلَّما قاربتُه و دنوتُ منْ نفسي على صفحاتِه، ترنو إليَّ مفاتني، أرنو إلى جسدي، و أبكي أشتهي نفسي سأتْركُ عاشِقِيَّ على مشارفِ غابةٍ أو قرْبَ نبعِ مفاتني و أتيهُ وحدي في جمالي لا أطيرُ و لا أسيرُ و إنّما أنْسابُ في زمني و أمْكنتي كموسيقا و لا أرتاح للإيقاع، يشبهني فأكسِرهُ سأترك عاشِقِيَّ على حواف الصخرِ مجروحينَ بي . أنْسى قصائدهم على تسْريحتي و أعلِّقُ الاسماءَ في قُرطي، و أنساها و أغلقُ هاتفي، أنا لا أريدُ اليومَ ميعاداً، و يكفي شاعرٌ مثل الذي سأزورهُ في ليلِهِ، سمَّى قصائده بِيائي، قال : (( أدعوكِ الحبيبةَ و الغزالةَ و اليمامةَ نرجساً .. أغْرى البياضَ بنفْسهِ قمراً .. و يملكُ وقتَه بيديهِ غامضةً و عابرةً و غائبةً و حاضرةً حريراً ساخناً ناياً تأنّى في المواجعِ خِفّةً .. ترتاحُ للمنفى حنيناً مُطْلقاً وعداً مُشعَّاً في ليالي البحرِ يا امرأتي، لكِ الأسماءُ في لغتي، و لي نسيانُكِ الفرديُّ لي هوسٌ بتقبيلِ الكلامِ على سريرٍ فارغٍ ))
- خُذني على صِفَتي، و دَعْ حريَّةَ الأسماءِ لي يا أنتَ لا تركضْ ورائي حصَّتي في الليل أطولُ من ظنونِكَ، و ابتعدْ يا أنتَ عن جسدي، و لا تحلمْ بأنّي قد أشارِككَ السريرَ، و لا بأنّي قد أقولُ لكَ : (( القميصُ، قميصيَ، المِسكُ الشفيفُ، اقْدُدْهُ من حيث استدارتْ فتْنتي )) يا أنتَ لا تحلمْ، فإنِّي واقِعٌ و هنا أمامكَ، و اقترِبْ كَالصيفِ من جسدي، اقتربْ يا أنتَ إن أغمضتَ عينكَ قد تراني .
.. خطأٌ بسيطٌ في القصيدةِ، لا يُرَى سهْلٌ و مُمْتنِعٌ كَخُبزِ الحبِّ، حسِّيٌّ كَسرِّ جمالِها خطأٌ ضروريٌّ، لتعرفَ أنّها امرأةٌ مسافرةٌ، و تعرفَ فَضْلَها عمَّا سواها .
خالد عبد القادر القاهرة 4/4/2008
http://fdaat.com/vb//showthread.php?t=10805
| |
|
|
|
|
|
|
Re: احتفائية القارئ (Re: Kabar)
|
كبر سلام أمتعني نصك المغلف بشجنٍ عميق ولسعتني مرارة عباراته واليأس الذي يتواثب من بينه نص بسيط ومتماسك أغبطك عليه وأتمنى أن أرى لك (بعثرة) أخرى وأظنك صاحبي تعني (كإيماني "برب" العطايا) أو (كإيماني بالرب "بالعطايا")
ويسعدني أن تجئنا في إطلالتك القادمة ببعض ما قرأت وأعجبك
ولك التحايا والمحبات
| |
|
|
|
|
|
|
لنا في الحياة حياة أخرى - عبد الوهاب الملوح (Re: بله محمد الفاضل)
|
لنا في الحياة حياة أخرى عبد الوهاب الملوح (تونس)
سُعَدَاءُ بأشياء قَلِيلَةٍ نَزْرَعُ فِي الْفِقْدَانِ أَزْهَارًا بَرِّيةً وَمَا تَيَسَّر مِنْ مَطَالِعِ أُغْنِيَةٍ عَتِيقَةٍ سُعَداءُ بِمَا يَلْزَمُنَا مِنْ انْتِظَارَات طَوِيلَةٍ وَخَسَارَاتٍ هَائِلَةٍ وَتَلَوُّعََاتٍ أَشَدُّ مِنَ المَوتِ الْقَاسِي سَنَكُونُ كِبَارًا فِي هَزَائِمِنَا كَأَبْطَالِ رِوَايَاتِ دويستويفسكي كَنَهَارٍ عَاطِلٍ عَن الطَّقْسِ كَما يَرِنُّ هَاتِفٌ طَوِيلاً دُونَ أَنْ يَرُدَّ أَحَدٌ نُؤَجِّلُ فَرَحًا عَظِيمًا لاِنْشِغَالِنَا بِأَحْزَانٍِ طَارِئَةٍ لَنْ نَسْتَرِيحَ مِنْ سَفَرٍ مَُِؤقَّتٍ وَخَمْرٍ مُؤَقَّتٍ وَإِقَامَةِ مُؤَقَتَةٍ وعِشْقٍ مَُِؤقَّتٍ نُقِيمُ بين حَبَّة مَطَرٍ وَ أُخْرَى لا َتجِيءُ لَنَا فِي الحَيَاةِ حَيَاةٌ أُخْرَى نُحِبُّ دُفْعَةً وَاحٍدَةً وَ لاَنَنْسَى دُفْعَةً وَاحِدَةً الْمُهِمُّ بَعْدَ أَنْ نَعْبُرَ شَارِعًا أَوَّلَ النَّهَارِ نَكْرَهُه لازْدِحَامِه نَعُودُ إِلَيه آَخِرَ الليْلِ نُحِبُّه لازْدِحَامِه نَكْسِرُ إِيقَاعَ الزَّمنِ بِتَحْوِيلِ كُلِّ لَحْظَةٍ إِلَى مُصَادَفَةٍ تُدِيم ارْتِعَاشَةَ الْجَسَدِ وَتُطِيلُ إغْمَاءَتهُ مِن خَدَرٍِ مُرْتَجِفٍ سُعَدَاءُ بِأشْيَاء قَلِيلَة بِدَنْدَنَة أُغْنِيَة امْرَأة الجار تَصْعَدُ مَعَ رَائِحَة البنِ بِامرأة نُصَلِي لَها تَسْتَعْصِي عَلى الْحُبِّ وَتُمَارِسُ التَقَشُّفَ العَاطِفِي بِحُرِّيَةٍ نُعَارِكُ فِيهَا المَوت وَلا َتَقولُنَا بالنَّوْمِ فِي كِتَابٍ أَوْ فِي غُرْفَة بِلا شَبَابيك ولاَجُدُرَان ولا باب ٍ بمَا يَمْنَحُنَا الضَّجَرُ اليَومِي مِن تَشَرُّدٍ أَنِيقٍ سُعَدَاء بِكِبْرِيَاء حُزْننا فَلَنَا في الْحَياة حياة أخرى.
http://www.jehat.com/Jehaat/ar/ArabatAlnaar/2-4-2008.htm
| |
|
|
|
|
|
|
الرسائل عادة لا تذكر الموتى - فتحي عبد الله (Re: بله محمد الفاضل)
|
الرسائل عادة لا تذكر الموتى فتحي عبد الله
الرسائل عادة لا تذكر الموتى
الرسائل عادة لا تذكر الموتى لكنهم يظهرون فى أوقات متأخرة من الليل كأن يغلق أبى خزانة الطعام ويطمئن على نوم أمى وأنا ألهث كمن هبط من أعالى الجبال ولا أقبض على قميصه الأزرق. ربما اختفى أو ذهب وحده إلى الرمال فمن يستطيع أن يسمع حفيفه بين الأشجار ؟ أو يراه نائمًا بين أكياس القطن وعندما أسمع نداءه فى نهار الناس تقسم أمى أنه أخذ المجنون إلى المقابر لعله يزور أو يقتل الذين هربوا من القمح دون أن يتركوا له إنذارات واضحة أو اعتذارًا عن طول الرحلة خاصة وأن ملابسه خفيفة ولا يريد أن يقطع ليله فى سماع البكاء
يضحكون من صراخي
أتخبط فى السلالم وهم يضحكون من صراخي الذي يهدأ فى الحجرة الكبيرة لم يسمعوا ما أسمع أبي يفرد كوفيته البيضاء على وجهي ويطرد الذباب - قد يستطيع هذا الضعيف أن يزور صاحب العمامة الخضراء في أعالى الجبال وقد يأخذ من قميصه بعض الروائح وقد يتزوج من ملاك تضع المصل فى كل صلاة للذين قطعوا أناملهم أثناء الزيارة وربما يعود فى قطار لا يركبه أحد وأحيانا أراه وراء قضبان وعندما أصيح كالمجنون من ألم الظهر يترك المقبوض عليهم روحي للكهوف المليئة بالطبول ربما يفصل رقبته أحد اللصوص أو يأخذه الحشاشون إلى منزل الأشباح فلا يرجع إلا جثة ومع الهواء الخفيف أطمئن قليلاً وأسمع غناء أبى على طيوره التى تعود من البحيرة وأخطف من جاري الذي يلهو بالبالونات الحمراء قبعته القديمة وأرقص مع الزائرين الذين يدخلون ويخرجون فى لحظة واحدة ولا يشاهدهم أحد.
http://www.jehat.com/Jehaat/ar/KetabAljeha/books/23-3-2008.htm#5
| |
|
|
|
|
|
|
مداهمة الأغوار (Re: بله محمد الفاضل)
|
مداهمة الأغوار [ضدّ إفساد الشِّعر ] عبد العزيز جاسم (الامارات)
(1) صراع الشِّعر مع الشاعر، والعكس صحيح أيضاً، هو حالة فرادة استثنائية مكتملة ومستمرة. فرادة لا يتحملها سوى شعراء المنقلب الآخر وحدهم، وليس شعراء الابتذال اليومي والطنين الزائف. فرادة هائلة، مريرة، فاتنة، فظيعة، صامتة، وأبدية. إنها فرادة تشبه، مَنْ يعثر على بحر في صندوق قراصنةٍ أجلاف. إنه صراع لا تراق فيه الدماء، بل تولد من رحمه الحقيقة، الحقيقة الشِّعريّة. حقيقة ما لا يُرى، أو يُسمع، أو يكون له وجود ظاهر. حقيقة هذه الأصوات الضائعة، المتوارية، الخفية، بين ركام هذا الوجود. هذه الأصوات، أصوات الأشياء ذاتها، التي هي ليست بالمنفصلة عن صوت حاضنها الكوكبي الأكبر:الكون! فما تعرضه علينا القصيدة، بحسب أوكتافيو باث، لا نراه بأعيننا التي من لحم بل بأعين الروح. لأن الشِّعر يجعلنا نلمس ما لا يُلمس، ونستمع دوار السكون مغطياً مشهداً دمره السهاد.
هكذا مثلاً، استطاع فيلسوف ما قبل الميلاد الإغريقي فيثاغورس، وهو – بالمناسبة – أول من أطلق لفظة "كوسموس" (الكون) على العالم؛ اكتشاف العلاقات العدديّة للنوطات الموسيقية، عندما أكتشف "موسيقا الأفلاك" قبل ذلك. وهذه الموسيقا الفلكيّة، بحسب نظرية فيثاغورس ذاتها، تحدث عندما تتحرك الأجرام السماويّة في مداراتها الفضائية، بحيث تصدر أصواتاً خاصةً بكل كوكب من الكواكب، وتشكل بهذا ائتلافاً صوتياً منتظماً وموحداً ومتعدداً. ولعل هذا الإئتلاف الصوتي لموسيقا الأفلاك، قد اكتشف الهرامِسة القدماء في الإسكندريّة شيئاً مشابهاً له قبل فيثاغورس بكثير، وهو الذي تعلَّم في مراحله الأولى على أيديهم في الأساس، وذلك عندما تحدثوا عن نظرية "الترابط الموسيقي للأشياء" في الكون. إن هاتين النظريتين الصوتيتين: موسيقا الأفلاك الفيثاغوريّة وموسيقا الأشياء الهِرْمِسيّة، وبعيداً عن ترجيعات نظرية الايقاع الكلاسيكيّة، تجعلنا كشعراء وكمهتمين بالفكر الشِّعريّ، اليوم، أن نعمل على توسيع قارات القصيدة وأن نضخ الدّم في أممية الشِّعر، وذلك بالمعنى الفيثاغوري والهرمسي للكلمة. ولعل هذا لن يتم، إلاّ عبر اصغائنا العميق لأصوات الوجود وانفتاحنا الشاسع على "الإيقاعات الكونيّة" الفريدة، واصطياد "الأصوات الشاردة" والضائعة في مسارب العالم. فالإيقاع الشِّعري بمفهومه الشمولي، بقدر ما هو " اتجاه" و"معنى" و "زمن أصلي" و"حضارة"؛ فهو من جهة أخرى ليس حِكْراً على أبناء الأرض وحدهم، ولا على كوكبنا الجميل والصغير وحده. ولعل هذا ما ينبغي علينا الالتفات إليه، من الآن فصاعداً، عندما نتحدث عن مستقبل الشِّعر وفرادته. فنحن وأينما اتجهنا وأدرنا رؤوسنا وارتحلنا بمخيلتنا، سنجد بأن هناك ملايين الإيقاعات الكونيّة التي تصدر عن منظومة الأجرام السماويّة أو من يدور في فلكها، أو تلك التي تسكن في الأشياء والموجودات، أو في تلك الإيقاعات الثاوية في طبقات السديم والمطلق والمجاهيل، أو في تلك المصطخبة في أعماقنا ذاتها. فللقمر مثلاً، إيقاعه التاريخي والأسطوري، والشَّمس أيضاً، وللنباتات والحيوانات، ولكلّ شيء آخر في هذا الوجود. لهذا حذرنا نيتشه، ومنذ أكثر من قرنين تقريباً، من فاجعة نضوب الإيقاعات الشِّعرية في داخلنا، حين قال: من ليس عنده الآن مائة إيقاع أراهن، أراهن أنه سيموت!
(2)
أضف إلى هذا، وإمعاناً في التوكيد؛ بأن الإيقاع مثله مثل الكلام، ليس حِكْراً على البشر وحدهم. لأن العالم، كما يقول مرسيا إلياد، يتكلم مع الإنسان أيضاً. إنه " يتكلم إلى الإنسان، بإيقاعاته وبطريقته الخاصة في الوجود، وبالبنى التي يظهر فيها". كما " يتكلم من تلقاء ذاته، عن أصله، في المقام الأول، وعن الحدّث الأولى الذي أتى بعده، إلى الوجود. لذلك يغدو واقعياً وحاملاً الدلالة والمعنى. إنه يلتقي مع الإنسان في المشاركة بالعالم الواحد"". لهذا ينكشف العالم، في نهاية المطاف، بوصفه " لغة" ثانية يناضل الشِّعر والشاعر على استعادتها وحفظ ماء أصولها الأولى. ولعل القصيدة الوحيدة اليوم، التي تقارب في مسارها التاريخي وتشظِّياتها الإيقاعية الثُرة هذا المفهوم الكوني للإيقاع، هي قصيدة النثر في تجاربها العالية، هنا وهناك وفي العالم كلّه. فهذه القصيدة تنفتح على إيقاعات الكون، من دون أن تستعير نموذجاً إيقاعياً جاهزاً، بل ومن خلال بنائياتها اللّغويّة ورنين دواخل الكلمات والأشياء والأصوات فيما بينها، تتخلق تلك السمفونية الشِّعرية التي بلا مقامات. قصيدة النثر هي، سمفونية حيّة بلا مقامات وبلا طرق معبدة. لهذا فهي ابنة الصمت، وليست ابنة الضجيج.
فهل يجوز لنا إذاً، وبعد كلّ هذا، أن نتكلم عن الأشياء كما لو أنها ولدت خرساء أو بلسانٍ مقطوع؟ أو كما لو أنها بلا أصل ولا جذور، أو كما لو أنها بلا ذاكرة ولا صوت؟ ثمّ كيف نختزل الإيقاعات الكونية للشّعر، في قوالب محددة ومنمطة وجاهزة للاستعمال، ونقول: بأن هذه هي كل إيقاعات الشِّعر منذ فجر التاريخ وحتّى اليوم؟ أليس هذا اجحافاً وتتفيهاً في حقّ الشِّعر، واستبداداً وحجراً على وعي الشعراء في انفتاحهم ورؤيتهم للعالم؟
(3)
صراع الشِّعر مع الشاعر إذاً، يستمد قوته من هذه الأرض، أرض الأصوات والأصول الضائعة للأشياء في الكون. ففي هذه الأرض، وعليها، وعبرها، تولد لغة الشاعر. أي اللّغة الثانية للعالم على لسانه، وليس لغة ما هو عامي ويومي ومبتذل. الشاعر بهذا المعنى إذاً، يعمل ضدَّ نسيان أصول الأشياء وأصواتها الغائبة، حيث يعيد لها الحياة والنضارة ويبعثها من موتها ونسيانها من جديد. لهذا، فهو بالتحامه بالعالم ونبشه في تلك الأصول القزحية، يعيد للحياة لغتها ونورها وبراءتها وتألقها وحبّها وطفولتها المنسية. إنه يصنع ديمومة الحياة والعالم، ويقف من خلال إيمانه بالقوى الروحية للشِّعر ضدّ قوى الفناء والزوال والرعب والآلية والابتذال، و"ضدّ الصدأ الذي يهدد تصورنا للحب والحقد، للتمرد والمصالحة، للإيمان والسلبية". لأن الشاعر، بحسب تعريف غاستون باشلار، هو " دليل طبيعي للميتافيزيائي الذي يرغب في فهم قوى الاتصالات اللّحظية كلّها، وحماسة التضحية، من غير أن يترك لازدواجية الذات والموضوع الفلسفية الفظّة أن تقسمه، ومن غير أن يترك لثنائية الأنانية والواجب أن توقفه". من هنا، وبهذا الصنيع الكبير للشاعر، وبالرغم من "حرفته الاستلهامية" وعفويته واستقلاليته، بوصفه " رجل البساطة والحامل لكلمات بمثل هذه الأهمية وبمثل هذه القيمة" الجوهرية، يظل الشاعر " هو التواضع كله والخشوع كله"، كما يعبر رنيه شار.
ولكن، قبل هذا، يبدأ الصراع من هنا، من نظرة تجرى في الخفاء، بين الشِّعر والشاعر، مثل لسعة الحبِّ تماماً، ثمّ تنقلب هذه النظرة رويداً رويدا، إلى حياة شاسعة وجحيم ملتهب. جحيم ليس مأساوياً بالضرورة، ولكنه يحمل من هذه الصفة الكثير. لأن المأساة في منطق الشَّعر، ليست خياراً، ولا اتجاهاً، ولا تياراً، بل هي من طينة الوجود، الكائن، أساساً. منعجنة به، تسري في عروقه، تنام في أحشائه، تلثم فمه، وتربض على صدره كالحياة أو كالملهاة تماماً.
(4)
بهذا الشكل تتمظهر الكتابة الشِّعرية، على أنها "تهيؤ للسفر" وقدرة على الطيران. فذهاب الشاعر إلى الشِّعر، هو أشبه بالذهاب إلى مرفأ أو مطار أو ميناء. أو هو أشبه باجتياز صحراء أو محيط، أو الهبوط ببرشوت في أرض غريبة. إنه الذهاب إلى منطقة السَفَر والمسافر ذاتها. تلك المنطقة السحرية، المضيئة تحت الأرجُل كالهالات في الحلم، والتي توجد في كلِّ شيء وفي أي مكان. كوب مقلوب على الطاولة مثلاً. سرير فارغ مرمي في الظلام. رأس خنجر ملطخ بالدَّم ومحشور في غمده. منديل حرير ييسقط مع رأس تمثال. بصمة إصبع على جذع شجرة. عين نمْرٍ جاثمٍ فوق ظلِّه. نجمة عمياء في آخر السماء. كوكب عابس، أو كتف مدينة بلا جُلُود. كلّ هذه المواضع والصور والأشياء والكلمات، مضافاً إليها أصوات العالم، هي مواطن السِّحر والإغواء للشعراء. تخومهم العالية. أغوارهم المفتوحة. غاباتهم الجوراسية. أرخبيلاتهم الأزلية. ضفافهم التي لا يسبر غورها. إنهم من تلك البقاع والمواقع السِّرية والخفية في الأشياء وفي الوجود، يحلقون وينفصلون ويُدْهَشُون ويُدْهِشُون. كل موضع، كل مكان، كل شيء، هو بالنسبة للشاعر منصة انطلاق وقفزة في المجهول. عُرْف موجة عالية أو حافة ورقة متدلية، صندوق بويا مشروخ أو كوة فنار في جزيرة مهجورة، لا فرق!. إنها منصات انطلاق شعريّة، لا تعد ولا تحصى ولا تنتهي أبداً. والشاعر بين جميع هذه المنصات، يكون في حالة سفر دائم وحر في مواطِنِ العالم وبواطنه. سفر مجاني للإنصات والمتعة والرؤية والذُهول. ولكن أيضاً سفر من أجل تحرير شيء ما، إخراجه من ظلمته، إعتاقه، ووضعه في ضياء القصيدة وتغيير معناه. هكذا سيظل شاعر المنقلب الأخر، من وجهة نظري، هو أخف كائنٍ بشريٍّ في الوجود.
(5)
إن خفّة الشاعر تكمن في لغته، وبمقدار ما تنفتح حواسه على الاتساع والرؤية والصمت دوماً. لا تستعبد اللغة الشاعر، وإن حدث هذا فإننا لن نسمع سوى لغة خشبية مُسْتَعْبَده. خفة الشاعر إذاً، تحتاج إلى لغة طازجة، تنط كالرغيف من التنور توّاً. وهذا التنور لن يكون سوى لغة الشاعر ذاته، الرابضة في جوانياته وكينونته. أليس الشاعر، "هو كلمته"؟ لهذا فإن الخِفة الشعرية، تتطلب لغة حرّة حارة متخففة من أشيائها وثقلها، متخففة من "عالم الكلام الهلامي" وترجيعات صدى المتاحف البارد. فالشاعر أولاً وثانياً وثالثاً، هو مبتكر لغة. لغة سرانية مدهشة،لا تستجيب إلاّ بمقدار تحقق شعريتها في قصيدة. لأن الشاعر كما يقول أوكتافيو باث، ليس "غنياً بالمفردات الميتة، بل بالأصوات الحية". والشاعر الحقيقي يعلم، بأنه بهذه الفعلة يتلمّس احتمال وجود لغة ما خارج اللغة، حياة ما خارج الحياة، إيقاع ما خارج الإيقاع، خارج الميت والعام معاً. إنها اللغة "المعادة إلى إبقاعها الجوهري"، كما يراها ملارمي. وهذا "الإيقاع الجوهري" للغة، يمر بمرحلة تنقية هائلة يقوم بها الشاعر باستمرار، من أجل الحفاظ على (.........)اجتها والعودة بها إلى مهدها الأول، إلى ما قبل تسمية الأشياء. إلى فطرة تسمية الأشياء من جديد، كما لو أنها لم تُسَمَّ من قبل. إن صائغ الجواهر، ليس إلاّ تحريفاً لمسمّى الشاعر. غير أن قوة الشاعر أيضاً، تكمن في قدرته على التسمِّية، في رغبته المستميتة لنقل صوت المستحيل. والمستحيل هذا ليس كلمة أو وصفة طبية، إنه كما يُوصِّفه باختين: "عالم بطليموسي، واحد وفريد، وخارجه لا يوجد شيء ولا تُسْتَشْعَرُ حاجة".
(6)
إذن إذا كان الشِّعر، بحسب الإسباني رافاييل أرجولول، هو الذي يجبرنا على أن نرمق ما وراء الحدود ونعود متغيرين، وهو الذي يحثنا على سكنى العالم بأسلوب مختلف. فإنه بهذا ينشر نعمته على العالمين، ويعلِّمنا درس الحساسية صعب المنال، في الفكر وفي الروح وفي المشاعر وفي الكتابة وفي الحياة ذاتها. غير أن هذه النِّعمة الشِّعرية التي هي مصدر الديمومة والتي يحتاجها العالم بقوة اليوم، تتعرض لخطر استغلالها وتحجرها على يد أرباب السوق المعولم. فهذا المد العولمي يريد تحويل الشِّعر، إلى " خطاب تكميلي تابع للإعلام والاستهلاك" المبتذل. أي تحويله إلى لعبة تدر الأرباح على أصحابها فقط، من خلال هذا النوع من الدعايات الرخيصة والمكشوفة. وبهذا الشكل يكون الشِّعر، قد فقد استقلاليته وحريته، وسلم رأسه لمن لا يعرف قيمته، وقبر صوته الآخر الذي هو جوهره في الأصل. لهذا نلحظ مثلاً، بأن الشِّعر في المنطقة العربية بالخصوص، قد استشرت فيه حمّى الجوائز والمسابقات وتوزيع الألقاب المضحكة؛ كما تم بسبب هذه الموجة استثارة أوهام وتورمات لا أول لهما ولا آخر. لقد أصبح الشّعر في الخطاب الإعلامي شعر بروزة وبراويز، وليس شعر تجارب صميمية ونصوص كبرى. شعر متاحف وتماثيل شمعيّة، وليس شعر تجريب وتجديد وتوليد حركات شعرية جديدة مثلاً. شعر عداوات غبارية وتكفيريات وعصبيات وآفاق مسدودة في الغالب. شعر يمجد فيه الشاعر على حساب الشِّعر، حتى ولو كان شعره لا يساوي ثمن الورقة التي كتب عليها. شعر نجوم وعكاظيات وصخب وجماهير، يصنعهُ المال وتنفخ فيه البوربغندا من روحها العمياء. شعر ينفي الشِّعر، يخنقه، ويخفي صوته الحقيقي، ويعادي جوهره العميق.
هذه الورقة إذاً، وفي يوم الشِّعر العالمي، تذهب إلى الجانب الأخر المغيب من المعرفة الشِّعريّة، وترفض جميع الأشكال التي تحاول إفساد الشِّعر والشعراء معاً. لأن الشِّعر لا يتبع سوى نفسه، والشاعر الحقيقي يفعل ذلك أيضاً، مهما كانت الموجة صاخبة وكانت المغريات كبيرة.
http://www.jehat.com/NR/exeres/A6F4F2B9-BA0D-4DEF-A747-...=عبد%20العزيز%20جاسم
| |
|
|
|
|
|
|
|