|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: المهم، لك كل الشكر على التوضيح، لكني حتى الأن لم أفهم مقصود الأستاذ محمود من أنه لا يوجد اختلاف نوع، وأن الاختلاف بين المرأة والرجل اختلاف مقدار، وكل الثقافات والأعراف تقول أن الاختلاف هو اختلاف نوع. الذي أعرفه أن اختلاف المقدار هو اختلاف كم، واختلاف النوع هو اختلاف كيف، وفي الجنة الكيف مختلف، وإن تشابهت الاسماء،لانه فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر بقلب بشر |
عزيزي الدكتور نزار، تحية طيبة اختلاف الكيف ليس اختلاف النوع الذي يقصده الأستاذ محمود.. وطبعا الرجل يختلف عن المرأة.. والقلب يختلف عن الكبد.. إن ما يقصده الأستاذ أنه لدى التحليل الأخير يمكن إرجاع كل الكون المادي إلى أصل واحد يتكون من إلكترونات وبروتونات ونيوترونات.. وحتى هذه الثلاث هي شئ واحد هو الطاقة ويمكن أن تسميها "الروح" ويمكن أن تسميها "الله" ولذلك يمكننا أن نقول أن "الوجود هو مظهر الله" أو نقول "ما في الكون إلا الله".. هذا ما يقصده الأستاذ.. وهو لا يرى فرقا بين المادة والروح إلا في درجة التذبذب ويقول عن المادة أنها روح في حالة من الاهتزاز تتأثر بها حواسنا، ويقول عن الروح أنها مادة في حالة من الاهتزاز لا تتأثر بها حواسنا.. وفي الجنة ترتفع درجة الإحساس المعبر عنها بما قلته "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".. هناك كتابة للدكتور أحمد زكي أوردها الأستاذ محمود في كتابه "الإسلام" الذي صدر عام 1960، لا بأس من إيرادها هنا لأنها توضح الأمر بصورة جيدة.. والكتاب كاملا موجود على هذا الرابط: http://www.alfikra.org/books/bk007.htm ....؛؛؛؛؛||||\\\\====
Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا))
صدق الله العظيم
مقدمة
تعالوا إلى كلمة سواء
إن الاضطراب الذي نشاهده في عالم اليوم يرجع إلى أسباب كثيرة ، ترجع جميعها إلى سبب أساسي واحد، هو مدى التخلف بين تقدم العلم التجريبي ، وتخلف الأخلاق البشرية.
إن العلم التجريبي الحديث قد رد مظاهر المادة المختلفة ، التي تزخر بها العوالم جميعها ، إلى أصل واحد، فإذا لم ترتفع قواعد الأخلاق البشرية إلى هذا المستوى فترد جميعها إلى أصل واحد ، فإن التواؤم بين البيئة الطبيعية ، وبين الحياة البشرية ، سيظل ناقصا ، وسيبقى الاضطراب الحاضر مهددا الحياة الإنسانية على هذا الكوكب بالعجز ، والقصور ، في أول الأمر ، ثم بالفناء والدثور ، في آخر الأمر..
العلم المادي التجريبي
أما عن العلم التجريبي فاستمع إلى العالم العربي الكبير الدكتور أحمد زكي يحدثك في كتابه : مع الله في السماء تحت عنوان ((لو انفرط هذا الكون)) فيقول:-
(ثم نعود إلى الكون ، إن هذه عناصر الأرض ، وهذه مركباتها ، وهى كل شئ فيها ، وقد بناها بانيها من لبنات ثلاث: إلكترونات فبروتونات فنيترونات.
وتحدثنا عن الكواكب السيارة ، فقلنا أن عناصرها من عناصر الأرض..
وتحدثنا عن النجوم ، فقلنا أن عناصرها من عناصر الأرض ، تستوي في ذلك نجوم في مجرتنا هذه ، دنيانا ، سكة التبانة ، ونجوم في مجرات نركب إليها الضوء فلا نبلغها إلا بعد مئات الملايين من السنين..
الكون أجمع إذن يتألف من عناصر هي بعض هذه التسعين.
الكون أجمع إذن يتألف من تلك اللبنات الثلاث..
فلو أننا أمرنا الأرض أن ينفرط عقدها : أمرنا أجسام الإنسان أن تنفرط ، وأجسام الحيوان ، وأجسام النبات ، وأجسام الصخر بهذه الأرض ، والصخور بهذه الكواكب ، وأمرنا كل غاز الشمس أن ينفرط ، وأن تنفرط غازات النجوم جميعها ، ما قرب منها وما بعد ، واختصارا أن ينفرط كل شئ في الوجود ، لنتج عن انفراطه كومات هائلة ثلاث من : إلكترونات- وبروتونات- ونيوترونات ، فهل في معاني الوحدة أبلغ من هذا المعنى؟ ونقول ثلاث لبنات ، وهل هي حقا ثلاث ؟ وفي الوقت الذي ترد فيه المادة إلى ثلاث لبنات ، يرد العلماء ((القوى)) إلى أصل واحد: الضوء ، الحرارة ، الأشعة السينية ، الأشعة اللاسلكية ، الأشعة الجيمية ، وكل إشعاع في الدنيا ، كلها صور متعددة لقوة واحدة ، تلك القوة المغناطيسية الكهربائية، إنها جميعا تسير بسرعة واحدة ، وما اختلافها إلا اختلاف موجة.
المادة ثلاث لبنات ، والقوى موجات متآصلات ..
ويأتي أينشتين ، وفي نظريته النسبية الخاصة ، يكافئ بين المادة والقوى..
ويقول: أن المادة ، والقوى ، شئ سواء ، وتخرج التجارب تصدق دعواه ، وخرجت تجربة أخيرة صدقت دعواه بأعلى صوت سمعته الدنيا: ذلك انفلاق الذرة في القنبلة اليورنيومية..
المادة والقوى ، إذن ، شئ سواء.
فماذا بقي من أشياء هذا الكون ؟
بقيت الجاذبية ، ذلك الرباط الذي يربط الكون أجمع ، وبقي المكان SPACE ، وبقي الزمان ، ويحاول أينشتين أن يوحد بينها ، أن يربط بينها ، وهو في نظريته ، نظرية النسبية العامة ، يربط بين الزمان والمكان ، فيجعل منهما شيئاً متواصلاً ، غير متفاصل وفي نظريته الجديدة ، نظرية الحقل الواحد UNITED FIELD THEORY يهدف أينشتين إلى أن يثبت أن القوى المغناطيسية الكهربائية ، تلك التي تتمثل في الضوء والحرارة وصور الإشعاع عامة ، هي وقوى الجاذبية شئ سواء.
وأقول السواء وما أعني به السوية. ولكني أعني أنهما في الأصول في أعماق الحقيقة الطبيعية ، متواصلان ، قال أينشتين: ((إن روح العالم النظري لا تحتمل أن يكون في الوجود الواحد شكلان للقوى لا يلتقيان ، شكل للجاذبية القياسية ، وشكل للمغناطيسية الكهربائية)).
وهكذا يتحلل المركب ، ويتبسط المعقد ، وتتشاكل الحقائق التي تتستر وراء الظواهر المختلفة ، وتتشابه ، وتجتمع كلها لتصب في مجرى واحد ، تلك الوحدة العظمى التي تجري في الكون أجمع ، ولكن ، هل قضى الإنسان من ذلك وطرا ؟
إن الإنسان ما زال يتساءل : وما وراء كل هذا ؟
إن الإنسان إن كان وجد جوابا لبعض ((كيف)) تساءل عنه ، فهو ما زال يتساءل ((لماذا)) وهو يسأل في شئ من الهلع الفكري ، والتقديس الديني ، قال أينشتين: ((إن أعظم جائشة من جائشات النفس وأجملها تلك التي تستشعرها النفس عند الوقوف في روعة أمام هذا الخفاء الكوني ، والإظلام ، إن الذي لا تجيش نفسه لهذا ولا تتحرك عاطفته ، حي كميت ، إنه خفاء لا نستطيع أن نشق حجبه ، وإظلام لا نستطيع أن نطلع فجره ، ومع هذا نحن ندرك أن وراءه شيئا هو الحكمة ، أحكم ما تكون ، ونحس أن وراءه شيئا هو الجمال ، أجمل ما يكون ، وهي حكمة ، وهو جمال ، لا تستطيع أن تدركهما عقولنا القاصرة ، إلا في صور لهما بدائية أولية ، وهذا الإدراك للحكمة ، وهذا الإحساس بالجمال ، في روعة ، هو جوهر التعبد عند الخلائق)). ويقول أينشتين ، وهو أعلم علماء الأرض في الكون وظواهره ، وأحقهم بالكفر ، إن كان علم يدعو إلى كفر ، وأولاهم باتباع ما اعتاد بعض علماء الغرب ومقلدوهم من أهل الشرق ، من إغفالهم ذكر الله ، يقول أينشتين: ((إن الشعور الديني الذي يستشعره الباحث في الكون ، هو أقوى حافز على البحث العلمي ، وأنبل حافز)) وهو يقول: ((إن ديني هو إعجابي ، في تواضع ، بتلك الروح السامية التي لا حد لها ، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة القليلة التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة العاجزة ، وهو إيماني العاطفي العميق بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا في هذا الكون المعجز للأفهام ، إن هذا الإيمان يؤلف عندي معنى الله)) !!) انتهى حديث الدكتور العالم أحمد زكي.
الفيزيقيا وسيلة إلى الميتافيزيقيا
فأنتم ترون ، من هذا الحديث ، كيف رد العلم التجريبي الظواهر المختلفة إلى أصل واحد ، وكيف حمل هذا العلم أكبر علمائنا المعاصرين - أينشتين - ليقول هذه الكلمة الخالدة ، التي أوردناها في آخر ما اقتبسناه من كتاب الدكتور أحمد زكي ، فكأن العلم التجريبي لا يريد أن يكتفي بأن يظهر لنا وحدة العالم المحسوس ، وإنما يذهب إلى أبعد من ذلك ، فيرينا كيف أن العالم المحسوس ، إذا أحسن استقصاؤه ، يسوقنا إلى عتبة عالم وراءه ، غير محسوس ، ويتركنا هناك وقوفا ، في خشوع ، وإجلال ، نلتمس وسائل ، غير وسائل العلم التجريبي المادي ، بها نهتدي في مجاهيل الوادي المقدس ، الذي يقع وراء عالم المادة. أقرأوا ، مرة ثانية ، الكلمة الخالدة التي حمل العلم التجريبي المادي الحديث أكبر علمائنا المعاصرين على قولها!! وأقرأوا ، بشكل خاص ، قوله فيها ((وهو إيماني العاطفي ، العميق ، بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا ، في هذا الكون المعجز للأفهام))!!
إن العالم المادي إنما هو بمثابة الظلال للعالم الروحي ، أو قل بتعبير أدق ، أن المادة روح ، في حالة من الاهتزاز تتأثر بها حواسنا ، وأن الروح مادة ، في حالة من الاهتزاز لا تتأثر بها حواسنا ، فالاختلاف ، على ذلك ، بين عالم المادة ، وعالم الروح هو اختلاف مقدار وليس اختلاف نوع ، وهذا يفتح الباب على الوحدة.. وحدة جميع العوالم.
وحين ينتهي بنا العلم التجريبي المادي إلى رد جميع ظواهر الكون المادي إلى وحدة هي ((الطاقة)) ، يبرز لنا من جديد ، وبصورة خلابة ، العلم التجريبي الروحي ، ليتولى قيادنا في شعاب الوادي المقدس ، الذي يقع وراء المادة ، ونستطيع ، بمواصلة البحث والاستقصاء ، في العلم التجريبي الروحي ، أن نرى هل يمكن أن ترد ظواهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد ، كما ردت ظواهر الكون المادي إلى أصل واحد ، ويتم بذلك الاتساق ، والتلاؤم ، بين سلوك البشر ، وبين البيئة المادية التي يعيشون فيها ، فينتهي بذلك القلق الحاضر ، ويعم الأرض السلام؟؟ |
رحم الله حبوبتك وحبوبتنا العزيزة يا عزيزي نزار، فروحها قد ظهرت مع آينشتاين والدكتور أحمد زكي والأستاذ محمود في هذا البوست، تماما كما ظهرت لك من خلال الرجل الذي كان يبكي ويلوم أقرباء الفقيدة أنهم لم يخطروه بوفاتها إلا الساعة العاشرة !! لقد تأثرت بقصتك هذه جدا وأثارت في كوامن المحنة.. دعني أحكي لك وللقراء قصة جدة أمي "أم كلثوم" بنت "الإمام المهدي" وهي بنت الجدة "يمة فاطنة بت حاج" التي قلت لك عنها سابقا أنها تقول "تودي" وتمدح بالرطانة.. لقد شاهدت السيدة "أم كلثوم" وأنا طفل، ولا زلت أذكرها وأذكر محنتها وطريقة جلوسها بعد الصلاة. حكت لي أمي أن السيدة "أم كلثوم" كانت لها إبنة وحيدة إسمها الطاهرة شقيقة والد أمي "أم الخير" واسمه أيضا "الطاهر" وأبوهما هو "الخليفة عبد الله".. لقد توفيت الطاهرة عند ولادة ابنها الثاني واسمه صديق موسى الحلو.. وتركت الرضيع وراءها ومضت إلى ربها.. واحتار الناس في طريقة إرضاع الطفل لأنه رفض الرضاعة من السيدات الوالدات حديثا في ذلك الوقت، ومن بينهن حبوبتي "آمنة" التي كانت ترضع أمي "عليهم جميعا الرحمة".. وأخيرا قالت السيدة "أم كلثوم" جيبوه لي إمكن يرضع مني.. مع العلم بأن آخر من رضع من ثديها كانت هي "الطاهرة" التي توفيت قبل أيام، ومن المؤكد أنها أصبحت في سن ما بعد الخصوبة والرضاعة بحسب العلم المادي!!! وبالفعل رضع الطفل "صديق" من حبوبته لأمه لأكثر من سنتين، ولم تفطمه إلا بعد أن أقلع هو بنفسه عن الرضاعة.. وهكذا فقد صار أخا لأمه من الرضاعة وأخا لأخواله من الرضاعة.. وقد كان هذا سببا في عدم جواز زواجه بأبناء أخواله ومنهن أمي!! تمت هذه الحادثة حوالي عام 1920 تقريبا وكان عمر السيدة أم كلثوم يقرب من الخمسين على أقل تقدير.. رحم الله أمواتنا جميعا، وجعل محنتهم فينا بركة وخيرا.. ولك مني السلام.. ياسر الشريف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
دياسر تحية طيبة وعذرا ان اتيتك مرة اخري باستفسارات تبدو ببحر علمك العريض ساذجة ولكني اود التوضيح فيما يختص ب: ((وهو يرى أن الوجود لم تكن له بداية، بمعنى أن بدايته في الذات الإلهية، ولن تكون له نهاية لأن نهايته أيضا في الذات الإلهية وهذه مطلقة))
بمعني ان الحياة ليست لها نهاية ماذا عن يوم الساعة ؟؟؟؟؟؟
((ليس في الوجود إلا الله .. و المخلوقات هي مظاهر قدرته ـ هي قدرته مجسدة ـ وقدرته ليست غيره ، و إنما هي ، عند التناهي ، ذاته .. فالمخلوقات هي الله .. والإنسان طليعتها في ذلك، في إعتبار العروج إلى الله من درجات البعد ، بين القدرة ، و الإرادة ، و العلم، و الذات .. فالمخلوقات هي الله ، و لكن الله ليس المخلوقات.))
استصعب علي فهم كيف يمكن ان تكون المخلوقات هي الله (فيما ذكر انها من مظاهر قدرته) وان الله ليس هو المخلوقات !! فمثلا 1=2-1 اذن 2-1=1 ..هل هنالك خطأ في المعادلة ؟؟؟؟
((وثانيهما أن القرآن فيه المُحكم الذي قامت عليه الشريعة الإسلامية منذ عهد دولة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، وفيه المنسوخ الذي لم تقم عليه الشريعة))
ماذا نقصد بكلمة منسوخ تحديدا؟؟ هل بمنعي شئ يمكن تطوويعة بحيث يناسب كل زمان ومكان ام ماذا؟؟
((وإنما الرشد أن نجعل ما ترى الأبصار مجازا إلى ما ترى العقول، وما ترى العقول مجازا إلى ما ترى القلوب، وهو الحق، ثم هو الحقيقة، في الفينة بعد الفينة.))
كيف يمكننا التدرج علي هذا النحو حواس ثم عقول واخيرا قلوب ؟هل من معين للتدرج بهذا النظام ؟؟
((والمثل الذي يجاري وهم العقل تعطيه هاتان الآيتان، (لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) ))
لا يوجد في هذة الاية معنيان ظاهر وباطن انما يوج ضدان مشيئة الانسان ومشيئة الرب وهذا امر واضح كيف فسر هنا هذان الضدان علي انهما ظاهران وباطنان ؟؟؟؟
((فالقرآن ساق معانيه مثاني.. معنى قريبا في مستوى الظاهر، ومعنى بعيدا في دقائق الباطن، ولكن أصحاب الرأي لم يفطنوا إلى ذلك، فجعلوا الآيات التي تجاري أوهام الحواس، والتي تجاري أوهام العقول، سندهم، وبنوا عليها علمهم، ))
ما هي الايات التي يمكن ان يبني عليها العلم وتكون السند غير تلك المبينة علي الحواس او العقول كما درج اهل الرأي ؟؟هل هنالك ايات مبينة للقلوب والتي هي عين الحقيقة ؟؟؟؟؟
خالص الشكر غادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote:
الأخ د. ياسر أولاً دعني أشيد بروج الإلفة والمودة التي تشع ـ دائماً ـ من كلماتك، وليس هذا قولي وحدي بل رأي عديدين في هذا المنبر. ثانياً: رحم الله جدتكم وجدتنا (أم كلثوم)، ووالدتكم ووالدتنا(أم الخير) وأسبغ علي الجميع نعم عفوه وغفرانه...آمين. ثالثاً: ملخص كلامك ـ حسب ما فهمت ـ عن المادة والروح والطاقة، هو القول بوحدة الوجود، كل شيء هو طاقة والله هو طاقة، إذاً فكل شيء هو الله في نهايته، وهذه عقيدة باطلة ومنطق معوج، أولاً من قال إن الله هو الطاقة؟ ومصدر المعرفة عن الله لدينا معروف: كتاب الله وصحيح السنة وليس فيهما ذلك. ثانياً:ليس صحيحاً دائماًأن نقول: إذا كان (أ) = (ب) و (ج) = (ب) فليس من المنطق في شيء أن نقول أن (أ) = (ج) وللتوضيح أكثر إذا قلنا إن القرد= من ذوات الثدي والخروف= من ذوات الثدي فليس من المنطق نقول إن القرد هو الخروف. أعلم أن الموضوع أكثر تعقيداً، والنقاش فيه يطول.. لكن الآن حسبي هذا، وأرجو أن أكون قد فهمت كلامك بصورة صحيحة، وإلا فلك العتبى.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote:
الأخ العزيز نزار، تحية طيبة وشكرا على كلماتك الدافئة، وهذا من فضلك.. مسألة وحدة الوجود هي أصل التوحيد كما يراه الأستاذ محمود.. ولكنه لم يقل أن الله هو الطاقة، أو أن الله هو الوجود، وإنما قال أن الوجود هو مظهر الله، وهناك فرق كبير بين القولين.. وهو يرى أن الوجود لم تكن له بداية، بمعنى أن بدايته في الذات الإلهية، ولن تكون له نهاية لأن نهايته أيضا في الذات الإلهية وهذه مطلقة.. ربما يكون من العدل والأمانة العلمية أن أنقل لك طرفا من كتابات الأستاذ محمود في هذا الأمر.. في كتاب اسمه أسئلة وأجوبة يرد على السائل الذي سأله عن علاقة الله بمخلوقاته هكذا:
Quote: ¯ ما علاقة الخالق بمخلوقاته في الإسلام ، و بالذات ، علاقته بالإنسان ؟
ليس في الوجود إلا الله .. و المخلوقات هي مظاهر قدرته ـ هي قدرته مجسدة ـ وقدرته ليست غيره ، و إنما هي ، عند التناهي ، ذاته .. فالمخلوقات هي الله .. والإنسان طليعتها في ذلك، في إعتبار العروج إلى الله من درجات البعد ، بين القدرة ، و الإرادة ، و العلم، و الذات .. فالمخلوقات هي الله ، و لكن الله ليس المخلوقات. |
ولك شكري والسلام ياسر الشريف
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
عزيزي وأخي ووالدي دكتور ياسر الشريف تحية طيبة لك ولإلهام والأبناء لم أستطع متابعة هذا البوست بصورة كاملة ولكني تناولت مرورا مقتطفات منه.. أعجبني جدا أسلوب الدكتور نزار.. وأعجبتني اسئلته الذكية .. سوى هذا لا اجد شيئا يستحق أن أضيفه فلقد أوضحت معنى وحدة الوجود بطريقة سهلة ... كوا أن نقلك لجزئية الكتور أحمد ذكي التي نقلها الأستاذ في كتابه الإسلام كانت لفتة جميلة ورائعة.. أتمنى أن يفيد هذا البوست المهتمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: قصي مجدي سليم)
|
الأخ د. ياسر أولا شكر الله لك حرصك على محاورتي، وحقاً كنت أتثاقل عن مناقشة أمثال هذه القضايأ لعلمي أنها تمس قضاياعلى درجة عالية من الأهمية ، وتحتاج إلى تفريغ الأوقات، وكثيراً ما أميل إلى أن أختار متى أناقش، ومن أناقش، ولا شك أنك ممن يستطيب الانسان نقاشهم، وأتمنى من كل من يشارك في النقاش أن يكون في هدوئك وموضوعيتك، أما الذين قلت فيهم مرة حوالينا ولا علينا،فأسأل الله أن يبقوا كذلك. ما كنت لاختار هذا التوقيت لنقاشك، لجملة قضايا تشغلني الآن، لكن فلنبدأ على بركة الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
الأكرم د. نزار، تحية طيبة، وبعد
Quote: وأرى أن معرفتنا عن الله لا سبيل لها إلا كتاب الله وصحيح السنة،وفق مقتضى اللغة العربية وفهم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته لها.
|
l
أنا لي تعريف مختلف عن السادة السلفيين لمسألة السنة ولكن لمصلحة النقاش سأوافقك على فهمك لما قلت عنه بصحيح السنة، وأنا أعرف أنك تقصد بها الحديث النبوي الشريف، ومن ناحيتي لن أستدل إلا بما تعتبره أنت حديثا صحيحا.. وسأستدل، وأقبل الاستدلال، بالقرآن الكريم على أن نفهم أمرين اثنين، أولهما : أن كلام الله " مثان" أي له معنى بعيد عند الرب وله معنى قريب لزوم تفهيم العباد والناس.. وثانيهما أن القرآن فيه المُحكم الذي قامت عليه الشريعة الإسلامية منذ عهد دولة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، وفيه المنسوخ الذي لم تقم عليه الشريعة، والذي أعتبره حاجة الناس في وقتنا هذا الحاضر والمستقبل.. أما مقتضى اللغة العربية، فاسمح لي أن أقول لك بأنني أعتبرها صالحة إلى حد كبير، ولكنها في أمور العرفان الديني تأخذ مدلولاتها من التوحيد.. فمثلا في اللغة العربية عندما تقول، جاء زيد، فإن هذا يفيد بأن زيدا كان غائبا وجاء.. ولكن عندما يقول القرآن "وجاء ربك والملك صفا صفا" فإن ذلك لا يعني أن الله كان غائبا .. هذا فضلا عن أنك لن تستطيع أن تأتي لي بمعنى لكلمة "الله" من اللغة العربية... هناك معان بالطبع لـ "الكريم" "العظيم" البر" "التواب" إلخ من اللغة العربية أما كلمة "الله" نفسها فليس لها معنى في اللغة العربية..
اختلافي هذا لا أظنه يؤثر على الحوار، فأنت يمكنك أن تقول ما عندك، وأنا سوف أقول ما عندي.. فهيا نبدأ ونسمع منك كيف أن عبارتي "الوجود هو مظهر الله" هي عبارة كفرية كما تقول أنت؟؟!! ولك مني وافر التقدير والمودة
ياسر الشريف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
عزيزي الدكتور نزار، تحية وأشكرك على الاستجابة السريعة. قولك:
Quote: ولم يسبق لي أن قلت إن عبارة الوجود هو مظهر الله عبارة كفرية، ولا أظنك تعجب إن قلت لك: أنا أيضاً أقول إن الوجود مظهر الله بمعني مظهر وجود الله. كلماتي مثبتة أعلاه وليس من الصعب مراجعتها وهي تقول إن وحدة الوجود ليست هي أصل التوحيد بل عين الكفر.
|
ربما يكون هناك معنى لعبارة "وحدة الوجود" في فهمك يا عزيزي نزار ولذلك قلت قولك السابق الذي أعدته هنا.. ولكني قلت لك أن عبارة "وحدة الوجود" عندي تعني ما نقلته لك من إجابة الأستاذ محمود المختصرة على سؤال السائل.. ولهذا جعلت عنوان هذا البوست هكذا "الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا".. فلو كان لديك نقض لما قال به في إجابته فأرجو أن تدلي به.. وأعيد عليك وعلى القراء الإجابة مرة اخرى:
Quote: ليس في الوجود إلا الله .. والمخلوقات هي مظاهر قدرته ـ هي قدرته مجسدة ـ وقدرته ليست غيره، و إنما هي، عند التناهي، ذاته .. فالمخلوقات هي الله .. والإنسان طليعتها في ذلك، في إعتبار العروج إلى الله من درجات البعد ، بين القدرة ، و الإرادة ، و العلم، و الذات .. فالمخلوقات هي الله ، و لكن الله ليس المخلوقات.
|
وأرجوك اعتبار كامل الإجابة فلا تقتبس منها جزءا وتترك الآخر.. وأهم عبارة هي العبارة الأخيرة وتعني أن المخلوقات هي مظهر قدرة الله، ولكن الله جل وعلا عنها، فهو في صرافة ذاته أجل وأعلى من ذلك "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار".. أما قولك:
Quote: ثانياً: لا اتفق معك في أن مثان تعني أن للقرآن معنى بعيد عند الرب ومعنى قريب عند الناس، لأن هذه الكلام يفتح أبواباً عراضاً في القول على الله بغير علم، بحجة أن هذا مراد الله وأنى لإحدٍ أن يزعم ذلك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
|
هذا القول الذي تقوله ليس دقيقا.. وسأشرح لك وللقراء لماذا هو غير دقيق.. أي كلام يُلقى من طرف إلى طرف آخر له معنيان، معنى عند القائل ومعنى عند المُتلقي.. هذا من بدائه الأشياء.. وعليه فمن البديهي أن يكون لكلام الله سبحانه وتعالى معنى عنده ومعنى عند المتلقين من قراء اللغة العربية.. يقول تعالى: "حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" فلو قرأت بدقة ستجد أن هناك معنى تعطيه اللغة العربية التي صُبّ فيها القرآن، هذا هو المعنى القريب، وهناك معنى بعيد عبّر عنه ربنا سبحانه وتعالى بقوله: "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكم" هذا هو المعنى البعيد.. ولا عبرة بالجزء الأخير من عبارتك التي تقول فيها بأن الحديث عن المعنى البعيد والمعنى القريب يفتح أبوابا في القول على الله بغير علم.. وأحب هنا أن أنبهك إلى أن مهمة النبي عليه الصلاة والسلام ليس أن يبين كل معاني القرآن للناس، وإنما مهمته أن يبلغ القرآن ويبين لهم ما يستطيعونه، وقد فعل، وأن يبين التشريع وقد فعل، وأما بيان معاني القرآن فهو على الله يعلمه من يشاء من عباده، وهذا لا يحتاج مني لكثير حجج فالنصوص فيه واضحة، فقد جاء في الحديث الشريف قول النبي عليه السلام: "نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم"، وهناك فرق كبير بين عقول الناس ومعارفهم يومئذ وبين عقولهم ومعارفهم اليوم.. ولعلك تتفق معي أن الله هو المعلم، قال تعالى: "الرحمن * علّم القرآن * خلق الإنسان * علّمه البيان" وحديث النبي عليه السلام يقول "إنما أنا قاسم والله يعطي، ومن يرد به الله خيرا يفقهه في الدين".. والله تعالى يقول: "إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه".. فما يكون بيانه على الله لا يقتصر على ما قاله النبي عليه السلام وحفظه عنه الصحابة.. لقد وضع النبي عليه الصلاة والسلام سبيل التعلّم، وذلك هو التقوى، قال تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله، والله بكل شئ عليم".. هذا الباب يفتح الكلام عن العلم.. أيضا ليست هناك عبرة بما قلته بـ "القول على الله بغير علم، بحجة أن هذا مراد الله وأنى لأحد أن يزعم ذلك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم".. إذ لم يقل الأستاذ محمود عن علمه أنه "مراد الله".. وإنما قال في خاتمة كتابه "الإسلام" ما يلي: أما بعد ، فقد يرى أناس أن هذا الحديث غريب. فلا يعجلوا أنفسهم ، ولا يصدروا الأحكام ، و ، قبل أن يتهموا أنفسهم ، يبادروا باتهام الآخرين. فإن هذا الحديث حق ، عندي ، وصدق ، وإني لأرجو الله له ، أن يكون حقا ، عنده ، وصدقا.. وما ذلك على الله بعزيز. ومن هنا أيضا لا أجد وجها لإيرادك لما قاله الشيخ ابن تيمية، رحمه الله وغفر له، بغض النظر عما جاء فيه، فهو ليس موضوعنا الآن..
قولك:
Quote: أما ما قلته عن اللغة العربية فأيضاً لا أوافقك عليه، لأن اللغة العربية ليست ذلك القالب الجامد الذي تكلم به إسماعيل عليه السلام لا نزيد عليه ولا ننقص، لا.. ليس الأمر هكذا ، فاللغات جميعاً تتسع وتولد كلمات جديدة، فالله كلمة عربية وإن كانت أصولها غير ذلك، والله يقول إن القرآن نزل بلسان عربي مبين، ولا تكاد تخلو صفحة منه من تكرار اسم الجلالة مرات فيها، فهل بعد هذا نقول إنها ليست عربية!!!
|
أنا لم أقل أن كلمة الجلالة "الله" غير عربية، فكل لفظ في القرآن قد جُعل عربيا بنص الآية الكريمة الذي ذكرتها لك، واسم "عبد الله" كان موجودا قبل نزول القرآن كما تعلم، ولكني عنيت أن اللفظة ليس لها معنى محدد في اللغة العربية مثل معاني أسماء الله الحسنى الأخرى.. وإلا فهل لك أن تخبرني معنى الكلمة "الله"؟؟
مرة أخرى أحاول أن أشرح لك وللقراء الكرام لماذا المثاني في معاني القرآن، ولكن بطريقة أخرى.. القرآن ظاهر وباطن.. الظاهر هو المعنى القريب والباطن هو المعنى البعيد.. معاني القرآن تؤخذ من التوحيد وليس من ظاهر اللغة العربية وحدها، وضع تحت وحدها خطين، لأني لا أناقض بديهة صغيرة، هي أن طرفا من معاني القرآن تعطيه اللغة.. فظاهر القرآن نفهم منه أن الإنسان مخير، أما باطن القرآن فنفهم منه وحدة الإرادة للمريد الواحد وهذا يعني أن الإنسان مسير.. وهذا أيضا بسبيل من موضوعنا هنا، ودعني أنقل لك وللقراء الكرام ما كتبه الأستاذ محمود في كتابه "الرسالة الثانية من الإسلام" تحت باب "القرآن والجبر والاختيار" وتقبل شكري ووافر تقديري.
ياسر الشريف : [font color=blue] القران والجبر والاختيار ولقد بنى أصحاب الرأي رأيهم على القرآن، وساقوا منه آيات بينات للتدليل على صدقهم، ولقد بنى الصوفية، وهم يقفون من أصحاب الرأي موقف النقيض من النقيض، مذهبهم على القرآن أيضا، وساقوا منه آيات بينات للتدليل على صدقهم. ولقد ورطت هذه الظاهرة الغريبة كثيرا من المستشرقين، ممن عنوا بدراسة القرآن، في خطأ جسيم، فظنوا أن بعض القرآن يناقض بعضا، وأسرفوا في ذلك على أنفسهم، وعلى مواطنيهم، والحق، في هذا الأمر، أن للقرآن ظاهرا وباطنا، فظاهره عني بظواهر الأشياء، وباطنه قام على الحقائق المركوزة وراء الظواهر، ثم اتخذ، في نهجه التعليمي، الظواهر مجازا يعبر منها العارف إلى البواطن، وهو في ذلك يقول (سنريهم آياتنا، في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟) والظواهر هنا آيات الآفاق، والبواطن آيات النفوس. وأبواب العقل على آيات الآفاق هي الحواس، والحواس قد جاءت كلها مثاني، من يمين وشمال، على تفاوت في القوة بينهما، فينتج عن هذا أن ما تؤديه العين اليمنى، إلى العقل، من الشئ المرئي، يختلف عما تؤديه العين اليسرى منه إليه. وليست صحة الأمر بينهما. وهذا يعني أن تجري غربلة في العقل، بها يتخلص مما يسمى خداع الحواس، ويخلص إلى الأمر على ما هو عليه في الحق. وكثير من العقول الساذجة لا تملك القدرة على الإنعتاق من أسر الحواس، والعقول، على إطلاقها، شديدة الاعتماد على معطيات الحواس، ولما كان القرآن كتاب عقيدة، وشريعة، وحقيقة، ولما لم تكن إلى حقيقته من سبيل إلا عن طريق عقيدته، فشريعته، ولما لم يكن من مصلحة العقيدة أن تصادم دعوتها ما تعطيه البداهة المشاهدة بالعين، فإنه جاءنا بظاهر يجاري الوهم الذي أعطتنا إياه الحواس عن عالم الظاهر، وبباطن يرتكز على الحق الصراح. وهو، بمجاراتنا في وهمنا، إنما أراد أن يدفع عنا المشقة، حيث لم يكن موجب للمشقة،ريثما ينقلنا، على مكث، إلى الحق. ولنسق على ذلك مثلين: مثلا في مستوى مجاراة وهم الحواس، وهو وهم غليظ، ومثلا في مجاراة وهم العقل، وهو وهم دقيق: فأما المثل الأول، فإن القرآن عندما جاء يدعو إلى العقيدة قوما يرون بأعينهم أن الأرض مسطحة، لم يشأ أن يجمع عليهم، إلى مشقة الدعوة إلى عقيدة في الإله جديدة، مشقة الدعوة إلى فكرة جديدة، عن الأرض، تناقض البديهة المرئية بالعين، فجاء في سياقه بآيات عن الأرض لم تزعج المدعوين عما ألفوا من أمرها، فقال (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون * والأرض فرشناها فنعم الماهدون) وقال (ألم نجعل الأرض مهادا * والجبال أوتادا؟) وقال (والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها) وقال (والأرض مددناها، وألقينا فيها رواسي، وأنبتنا فيها من كل شئ موزون)، فإذا دخلوا في العقيدة، وعملوا بالشريعة، تبين لهم أن الأرض ليست مسطحة إلا فيما ترى العين، وليس إلى الحقيقة من سبيل إذا أسقطنا ما ترى العين، كل الإسقاط، من حسابنا، كما أنه ليس إلى الحقيقة وصول إذا ظللنا أسرى أوهام الحواس، وإنما الرشد أن نجعل ما ترى الأبصار مجازا إلى ما ترى العقول، وما ترى العقول مجازا إلى ما ترى القلوب، وهو الحق، ثم هو الحقيقة، في الفينة بعد الفينة.
والمثل الذي يجاري وهم العقل تعطيه هاتان الآيتان، (لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) فإن السالك المجود، وهو في أول الطريق، إذا قرأهما فهم من أولاهما أن له مشيئة مستقلة تملك أن تستقيم، كما تملك أن تلتوي، ولم يفهم من ثانيتهما إلا ما تعطيه اللغة، فيجتهد في سبيل الاستقامة في تشمير وجد. حتى إذا نضجت تجربته بالمجاهدة، ومصابرة النفس، علم يقينا أنه لا يملك مع الله مشيئة، وأصبح الخطاب في حقه، ساعتئذ، قوله تعالى (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) ويعرف أن قوله تعالى (لمن شاء منكم أن يستقيم) قد أصبح في حقه منسوخا، بعد أن تخلص من وهم عقله. هذا مع الفهم الأكيد للحكمة التي من أجلها جاءت هذه الآية الكريمة. فالقرآن ساق معانيه مثاني.. معنى قريبا في مستوى الظاهر، ومعنى بعيدا في دقائق الباطن، ولكن أصحاب الرأي لم يفطنوا إلى ذلك، فجعلوا الآيات التي تجاري أوهام الحواس، والتي تجاري أوهام العقول، سندهم، وبنوا عليها علمهم، فضلوا كثيرا وأضلوا. وأما الصوفية فقد تفطنوا إلى ذلك، وعلموا أن أوهام الحواس، وأوهام العقول، يجب التخلص منها بأساليب العبادة المجودة، التي تبلغ بهم منازل اليقين المحجبة بحجب الظلمات، وحجب الأنوار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ د. ياسر لدي وقفات مع تعليقك ملخصها: أولاً: أما قولك: Quote: أي كلام يُلقى من طرف إلى طرف آخر له معنيان، معنى عند القائل ومعنى عند المُتلقي..
|
فهو من المغالطات المنطقية البينة، وعجيب حقاً جعلك لهذا الكلام من البدهيات، ولعلي لا أبالغ إن قلت أن البدهي هو نقيض ما قررته،هل كل كلام له معنيان معنى عند القائل ومعنى عند المتلقي، إذا كيف يتم التحاور بين الناس، كيف نتحاور أنا وأنت إذا كان الأمر كذلك، وإلا لكان كلامنا كما تقول الطرفه، حوار "طرشان": ـ هل أنت ذاهب للسوق؟ ـ لا، أنا ذاهب للسوق. ـ معذرة ظننتك ذاهباً للسوق. بالطبع يمكن أن يحدث سوء فهم لكن ذلك لا يجعل أن الأصل هو أن لكل كلام معنيين معنى عند القائل ومعنى عند المتلقي. والحق أن الله أنزل قرأناً عربياً لقوم يعقلون، قرأناً مبيناً لأن الله هو الحق المبين، القادر على أن يفهم خلقه ما يريده منهم، واسمح لي أن أقتبس كلاماً أراه مهماً للشيخ محمد حسين فضل الله ـوهو من أعلام الشيعة الذين يروجون لأفكار ظاهر القرآن وباطنه ـ يقول: " إن فكرة عدم استيعاب اللفظ لمراد الله، غير مقبولة؛ لأن الله يقول: {إنا أنزلناه قرآناً عربياً} {بلسان عربي مبين}؛ أي أن الله أراد أن يبين لنا ما يريده من خلال اللغة، بما تتحمله اللغة، وأما المعاني التي لا تتحملها اللغة، فلا مجال للتعبير عنها بها، وكون الله يريد تلك المعاني، فهذا أمر لا تبرير له. صحيح أن علم الله لا يتناهى، ولكن الله لم يكشف لنا كل هذا العلم في القرآن. ولذلك أنا أرى أنه لا معنى للتفسير الباطني، لأنه من قبيل استعمال اللفظ في أكثر من معنى" وأراك تحاشيت أن تذكر أي معنى للآية التي سقتها للاستدلال: لا معنى قريب ولا بعيد!!! واكتفيت بعموميات لا تقدم معنىً. إن خطورة هذا الكلام تكمن في أنه يفتح باباً للقول على الله بلا علم ـ وهذا ما عددته أنت من نافلة القول التي لا يتطلبها نقاشنا ـ ولعلي أمثل لهذا الأمر حتى أبين صلته بما نقول: من المصائب التي جرها القول بأن للقرآن ظاهر وباطن ورود تحريفات للقرآن باسم التفسير الباطني أو الإشاري، انظر إلى قولهم: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها. الورقة يراد بها السقط من أولاد بني آدم ، والحبة يراد بها الذين ليس بسقط ، والرطب يراد به الميت (ومن دخله كان آمناً) أي من هواجس نفسه ومن وساوس الشيطان، (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) قال أبو تراب: هي الدعاوي الفاسدة. (والجار ذي القربى) قال سهل: هو القلب، (والجار الجنب) النفس، (وابن السبيل) الجوارح. هذا العبث موجود أيضاً عند الشيعة الذين قال بعضهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، قالوا البقرة: عائشة، مرج البحرين يلتقيان: علي وفاطمة، يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان: الحسن والحسين. ولا يخفى أن القرآن لا تنقضي عجائبه، ويأخذ منه كل جيل بحسب معارفه، لكن كل ذلك في إطار التوسع في المعنى العام الذي تقره اللغة، ولا يناقض أصول فهم السف الذين شهدوا نزول القرآن، وللاحتراز من مثل هذا الفهوم أوردت كلام ابن تيمية الذي أيضاً لم تره متصلا ًبحوارنا. ثانياً تنبيهك لي فيما يخص مهمة النبي لا اختلف معك فيه، لكني أخالفك في قولك :
Quote: لقد وضع النبي عليه الصلاة والسلام سبيل التعلّم، وذلك هو التقوى |
نعم لقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم سبيل التعلم، وهو طلب العلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم، وقال العلم بالتعلم، العلم يوصل للتقوى،والتقوى تعين على العلم، لكن الذي لا يطلب العلم، ولا يمارس التعلم، ويدعي أنه عالم علمه لدني فهو مدع، والكشف والإلهام ليسا من مصادر التلقي خاصة إذا خالفا نصاً. وحقيقة أعجب من قولك أن Quote: الله ليس لها معنى محدد في اللغة العربية، |
من قال هذا؟ الله كلمة لها معنى، ولا يوجد تفسير واحد فيما أعلم قال إنها كلمة ليس لها معنى محدد، ولولا خشية المبالغة لقلت إنه لا يوجد مؤمن ولا كفر،عربي أو أعجمي لا يعرف معنى كلمة الله، ومعناها هو: الله علم على الذات الإلهية، لا يسمى به غيرها، ومعناها المألوه، أي المعبود محبة وتعظيما، وقد رجح بعض المفسرين أنه لفظ مشتق لقوله تعالى: وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم) لأن في اللغة العربية لا بد للجار والمجرور من متعلق وهما هنا متعلقان بلفظ الجلالة بمعنى المألوه في السماوات وفي الأرض. ولا زالت لدي تعليقات لكني لا أريد الإطالة، كما أودأن لا تستبطئ ردي علي ردك المنتظر نسبة لبعدي المتوقع عن الشبكة يومي الخميس والجمعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
الاخوان الفاضلان د.ياسر و د.نزار والقراء الافاضل
السلام عليكم اولا: استميح القراء عذرا ان اتداخل فى هذا البوست رغم تحديد الطرف الآخر فى النقاش فى عنوان البوست ولكنى فهمت دعوة الدكتور ياسر- للمهتمين بمراجعة البوست - بالمشاركة ثانيا: اقدم تعازى القلبية للدكتور نزار فى وفاة جدته تغمدها الله بواسع رحمته واسكنها فسيح جناته والهم آلها الصبر الجميل.
1- يعزو الاستاذ الاضطراب الحاصل فى العالم الى تخلف الاخلاق البشرية عن تقدم العلم التجريبى ولذلك هو يريد ان يطور الاخلاق البشرية لتواكب تطور العلم التجريبى، وذلك بردها الى اصل واحد تماما كما رد العلم التجريبى المادة الى اصل واحد. ولكن: ماهى علاقة الاخلاق البشرية بالعلم التجريبى؟ وهل تخضع الاخلاق البشرية لتجارب مطابقة او شبيهة بتجارب العلم المادى؟ اعتقد ان الاستاذ خلط-خطأ او تمويها- هنا ما بين مصطلحين مختلفين تماما وهما الاخلاق البشرية والمعتقدات البشرية،ليصل الى النظرية التى يريد اثباتها وهى: وحدة المخلوقات وخالقها او فكرة وحدة الوجود( ليتم التواؤم بين البيئة الطبيعية والحياة البشرية، فيزول الاضطراب من العالم). الاستاذ يريد ان ينقل نتائج العلم المادى التجريبى لتكون اثباتا لنظرياته فى ما اسماه العلم التجريبى الروحى ولكن : هل حقيقة يوجد علم يسمى العلم التجريبى الروحى؟ ام هو محض افتراض لاثبات نظريات او اجتهادات عقائدية جديدة لم ترد فى مصادر العقيدة الاسلامية الموثوقة وهى القرآن الكريم وصحيح السنة . اعرف ان هنالك مايسمى ب(تحضير الارواح) وقد يكون نوع من العلم التجريبى الروحى-لا ادرى- ولكن هل استخدمت مثل هذه التجارب فى اثبات نظريات عقائدية جديدة او اتخذت مصدرا من مصادر تقويم الاخلاق البشرية؟ وهل اعتمدها العلماء الثقاة مصدرا من مصادر علم التوحيد؟ المنهج القرآنى للوصول للحقيقة الازلية، وهى وحدانية الله عز وجل وانه سبحانه وتعالى هو الخالق المدبر لهذا الكون ،هى بالتفكر فى مخلوقاته وآياته الكونية ودراستها لمن يستطيع ذلك من العلماء كما فعل اينشتاين الذى قال: Quote: ( ان دينى هو اعجابى، فى تواضع، بتلك الروح السامية التى لا حد لها، تلك التى تتراءى فى التفاصيل الصغيرة القليلة التى تستطيع ادراكها عقولنا الضعيفة العاجزة، وهو ايمانى العاطفى العميق بوجود قدرة عاقلة،مهيمنة، تتراءى حيث ما نظرنا فى هذا الكون المعجز للأفهام، ان هذا الايمان يؤلف عندى معنى الله.) |
والذى أكد قصور العقل البشرى عن ادراك ما هية القوة المدبرة لهذا الكون المذهل واكد ان حدود هذا العقل البشرى- ولو كان بعبقرية عقل اينشتاين- لا تدرك اكثر من بعض التفاصيل الصغيرة فى هذا الكون والتى اوصلته الى (الايمان العاطفى) بوجود هذه القوة وبقدرتها وتفردها. وهنا يكون اينشتاين اقرب الى الايمان بالتوحيد واكثر تواضعا من بعض المفكرين والفلاسفة الذين جعلوا المخلوقات بعضا من الخالق تنزه سبحانه وتعالى عما يقولون . اما العلم التجريبى الروحى،او بالاحرى التفكير الخيالى المعتمد على فلسفة الكلام وتأويل القرآن الى معانى باطنة لاثبات عقيدة جديدة-وحدة الوجود- فقد اوصل الاستاذ وغيره الى الخلط بين الخالق سبحانه وتعالى ومخلوقاته. فسبحانه وتعالى يقول فى محكم تنزيله ليس كمثله شىء وهو السميع البصير) انظر اخى ياسر الى وضوح هذا المعنى ودقته و قارنه بهذا الخلط وهذا الكلام المبهم الذى يدل على اضطراب الفكر وهذيان العبارة وضياع الحقيقة!
Quote: (ليس فى الوجود الا الله....والمخلوقات هى مظاهر قدرته – هى قدرته مجسدة- وقدرته ليست غيره، وانما هى ، عند التناهى ذاته...فالمخلوقات هى الله....والانسان طليعتها فى ذلك، فى اعتبار العروج الى الله من درجات البعد، بين القدرة، والارادة، والعلم ،والذات...فالمخلوقات هى الله ، ولكن الله ليس المخلوقات.) |
2- المسألة الثانية التى اود التعليق عيها هى:ما يخص قول الاستاذ ان ظاهر القرآن (يجارى الوهم الذىاعطتنا اياه الحواس عن عالم الظاهر)حتى لا تتعارض العقيدة مع ما تنقله الحواس الى العقل البشرى.فجاء بمثال كروية الارض وذكر الآيات التى لا تصرح بذلك وقال ان ظاهرها يجارى ما تراه حواس البشر التى ترى الارض مسطحة حيث لم يثبت العلم المادى فى ذلك الوقت ان الارض كروية. وهذا الكلام باطل-بل فيه تطاول على الذات العلية بالانتقاص من القرآن الكريم والتصريح بأنه انما يجارى الوهم- بأى صورة من الصور- للاسباب الآتية:
ان اعجاز القرآن فى قوله بانبساط الارض والتى يراها الشخص الواقف عليها منبسطة ومسطحة رغم ان العلم الحديث اثبت انها كروية،فأنت لن تراها كروية بعينيك الا اذا خرجت الى الفضاء .فالقرآن الكريم لم يكن –يجارى وهم العقول فى القرن السابع ولا وهم الحواس فى القرون الحالية،ولكنها هى الحقيقة العلمية انك وانت على الارض ترى الارض منبسطة ومسطحة.فكلام الله تعالى لا يتغير بتغير الازمان وتطور العلم ولكن نفس الكلمة( سطحت) فهمها اهل قريش بما يدل عليه معناها اللغوى،ونفهمها نحن بما يدل عليه معناها اللغوى رغم اننا عرفنا معلومة جديدة لم يعرفها القدامى ةهى كروية الارض،لأن المعنى اللغوى ما زال حقيقة قائمة بالنسبة لمن يعيش على سطح الارض. اما من يخرج الى الفضاء فسيرى حقيقة اخرى وهى كروية الارض. وخلاصة الموضوع ان: 1- الحقائق العلمية الحديثة تقر بهذا الاعجاز وتدل الانسان على قدرة الله عز وجل ليزداد ايمانا به. 2- القرآن الكريم لا يتغير معناه بظهور معلومات لم تكن معروفة حين نزوله ولكنه يستوعب الحقائق العلمية المثبتة حديثا فمعلومات البشر هى التى تتجدد و تتغير وليس القرآن ولذا قال عنه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إن هذا القرآن فيه نبأ ما قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبر ما بعدكم ، لا يخلق على كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء .. إلى آخر الحديث).لأنه كلام الله الذى عنده علم ما لا يعلم البشر،وما يكتشفه العلماء ما هو الا قطرة فى بحر من علم علام الغيوب عز وجل. 3- اى معلومة بشرية تخالف ما جاء به القرآن هى معلومة باطلة وخاطئة واثبت العلم الحديث خطأها كما حدث لنظرية دارون.
4-القرآن الكريم ليس كتابا للعلوم الطبيعية ليعدد الحقائق العلمية ويسميها-يسمى الارض بأنها كروية مثلا، ولكن هذه الحقيقة يمكن ان تستنبط من آيات اخرى مثلا الآيات التى تتحدث عن تعاقب الليل والنهار فهذا التعاقب وتكوير الليل على النهار والنهار على الليل يدل على ان الارض متحركة وكروية (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل)الزمر5، والا لما تعاقب الليل والنهار،والله تعالى امر الانسان بالعلم والتفكر فى الكون، ليكتشف بنفسه الحقائق الكونية ولذلك لم يسردها سردا فى القرآن الكريم. وحينما يكتشف الانسان هذه الحقائق يجد انها لا تتعارض مع القرآن الكريم 5-معنى كلمة (دحاها) فى الآية(والارض بعد ذلك دحاها):تعنى البسط مع الاتساع وايضا تعنى التكوير فى التكوين.كما ان الكلمات(الفرش والمهد والمد) لا تختص بشكل معين كالمربع او االمثلث مثلا ويمكن ان تستعمل ايضا للشكل الكروى او البيضاوى كشكل الارض .
اما الآيتان:-
( وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب العالمين لمن شاء منكم أن يستقيم التان استدل بهما الاستاذ على(مجاراة القرآن لوهم العقل) فهما واضحتان لمن يفهم ان استقامة البشر هى باختيارهم (فى كل درجات تجربتهم الايمانية مجودة او مبتدأة) ووفق مشيئة الله التى جعلت الانسان مختارا ولم تجعله مقهورا على الطاعة،فالكافر يستطيع ان يتمرد على الطاعة بما اعطاه الله من حق الاختيار،ولكن هذا التمرد ليس خروجا على امر الله ولكنه تم بمشيئة الله سبحانه وتعالى التى شاءت ان يخلقه مختارا قادرا على الطاعة وقادرا على المعصية وكما ذكرت سابقا فان القول بأن القرآن يجارى وهم الحواس مرة ووهم العقول مرة اخرى فيه تطاول على الذات الالهية-قصدا او خطأ-وذلك بالانتقاص من قدسية القرآن ووصفه بمجاراة الاوهام. والحقيقة ان وصف اى كتاب بشرى بمجاراة الاوهام ولو على سبيل التكتيك المرحلى يسىء الى الكتاب وكاتبه فكيف بكتاب الله عز وجل تنزه وتعالى عما يصفون. تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
فاصل لرفع البوست عبارة عن وصلة لقصيدة صبا نجد للشيخ العارف بالله عبد الغني النابلسي أهديها لكل الأحباب وأخص الموصلي ومحاسن وجميع من شارك في إخراج هذا العمل وأدائه .. الله يفتح عليكم دنيا وأخرى ويجعل فيكم بركة ما تنتهي.. فقد أحييتمونا أحياكم الله وحياكم بالسلام والسعادة.. كما أهديها للأخ أسامة الخواض، الذي جاء في خاطري وتذكرته بمناسبة حديثه في أحد البوستات عن الموسيقى ودورها النفسي في العلاج .. كما أهديها للأخت رودا التي تذكرتها عندما أوردت في أحد البوستات حديثا عرفانيا رفيعا علقت عليه الأخت تماضر تعليقا طريفا.. القصيدة مهداة أيضا إلى تماضر التي أرجو أن تكون متابعة لبوستنا هذا.. هذه القصيدة لها علاقة بموضوعنا هنا عن أن الوجود مظهر الله، وهي تمثل المعنى البعيد الذي قد يبدو للبعض ويغيب عن الآخرين..
بالضغط هنا تسمعون وتقرأون القصيدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخت العزيزة مهيرة تحية وود واحترام لدي مداخلات هنا فيما كتبت (حتى يأتيك الاستاذ ياسر برده مباشرة) قلت:
Quote: - يعزو الاستاذ الاضطراب الحاصل فى العالم الى تخلف الاخلاق البشرية عن تقدم العلم التجريبى ولذلك هو يريد ان يطور الاخلاق البشرية لتواكب تطور العلم التجريبى، وذلك بردها الى اصل واحد تماما كما رد العلم التجريبى المادة الى اصل واحد. ولكن: ماهى علاقة الاخلاق البشرية بالعلم التجريبى؟ وهل تخضع الاخلاق البشرية لتجارب مطابقة او شبيهة بتجارب العلم المادى؟ اعتقد ان الاستاذ خلط-خطأ او تمويها- هنا ما بين مصطلحين مختلفين تماما وهما الاخلاق البشرية والمعتقدات البشرية،ليصل الى النظرية التى يريد اثباتها وهى: وحدة المخلوقات وخالقها او فكرة وحدة الوجود( ليتم التواؤم بين البيئة الطبيعية والحياة البشرية، فيزول الاضطراب من العالم). الاستاذ يريد ان ينقل نتائج العلم المادى التجريبى لتكون اثباتا لنظرياته فى ما اسماه العلم التجريبى الروحى ولكن : هل حقيقة يوجد علم يسمى العلم التجريبى الروحى؟ ام هو محض افتراض لاثبات نظريات او اجتهادات عقائدية جديدة لم ترد فى مصادر العقيدة الاسلامية الموثوقة وهى القرآن الكريم وصحيح السنة . اعرف ان هنالك مايسمى ب(تحضير الارواح) وقد يكون نوع من العلم التجريبى الروحى-لا ادرى- ولكن هل استخدمت مثل هذه التجارب فى اثبات نظريات عقائدية جديدة او اتخذت مصدرا من مصادر تقويم الاخلاق البشرية؟ وهل اعتمدها العلماء الثقاة مصدرا من مصادر علم التوحيد؟ |
والجواب على سؤالك حول خضوع الاخلاق لتجارب شبيهة بالعلم المادي .. هو نعم. يمكن للأخلاق ان تخضع الى تجارب منهذا النوع .. بل هي تخضع بالفعل الى تجارب من هذا النوع في كل يوم وفي كل حين ... وبغض النظر عن تلميحك بقولك :
Quote: اعتقد ان الاستاذ خلط-خطأ او تمويها- هنا ما بين مصطلحين مختلفين تماما وهما الاخلاق البشرية والمعتقدات البشرية،ليصل الى النظرية التى يريد اثباتها |
أحب ان اشير لك الى أن المعتقدات البشرية هي التي تتحكم في اخلاقنا (بالضرورة) . والاخلاق البشرية هي التي تتحكم في الافعال بالضرورة.فنحن ننطلق في افاعالنا من أخلاقنا واخلاقنا تتكون من تجاربنا ومعتقداتنا .. اذن فالخلط الذي قلت بانه قد حدث(خطأ، او تمويها) لم يحدث لا الى هذا ولا لهذا بل حدث عن قصد وبعلم .. وليس هناك عيب في ذلك. اما سؤالك عن حقيقة وجود علم يسمى بالعلم الروحي التجريبي .. فهو علم موجود .. ولكنه كما ذكر وذكرت انت (تجريبي) ويجب تجربته لمعرفته. فالعقل العلمي لا ينكر ما لا يعرف بل يجب عليه أن يصبر على ما يجهل ريثما يتقوى بالمعرفة . ولكن انكار ما نجهل ليس بعلم بل هو جهل . لهذا قال قدامى المتصوفة (أسلك .. تعلم) . والقاعدة للعلم في الدين نأخذها كمسلمين من قوله تعالى في سورة البقرة من اية المداينة(واتقوا الله ويعلمكم الله) ومن قول نبينا صلى الله عليه وسلم(من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم) اذن فالامور في الدين تقم على العمل والعمل هو التجربة المقصودة ومن خلال هذه التجربة يتم بفضل الله وبفضلها وصول السالك الى (علم اليقين ، وعلم عين اليقين ، وعلم حق اليقين) وهي علوم واردة عندك في القرآن الكريم.
Quote: اعرف ان هنالك مايسمى ب(تحضير الارواح) وقد يكون نوع من العلم التجريبى الروحى-لا ادرى- ولكن هل استخدمت مثل هذه التجارب فى اثبات نظريات عقائدية جديدة او اتخذت مصدرا من مصادر تقويم الاخلاق البشرية؟ |
ان تحضير الارواح علم روحي تجريبي ولكنه يعد متخلفا قياسا بالعلوم الاخرى ، فالنبوة مثلا علم روحي والولاية كذلك علم روحي وثمارهم أعلى بكثير من تحضير الارواح. واما ما استخدم من علم روحي نتيجة ولاية او نبوة في اثبات نظريات عقائدية جديدة ، فهب تكثر بحيث لا مجال لحصرها (فكل النبوات والرسالات تعتبر نظريات عقائدية) تتجدد بتجدد الانبياء وتتطور بتطور الزمان والمخاطب وإن اتفقت في الأصل والمعين الواحد. وتعتبر كذلك الطرق الصوفية تجارب روحية لافراد انتجت تعاليما وقيما تتلمذ عليها كثير من الصالحين الذين كانت لتجاربهم ايما أثر وفائدة.
Quote: وهل اعتمدها العلماء الثقاة مصدرا من مصادر علم التوحيد؟ |
لا ادري من تعنين بالثقة وبالعلماء .. ولا اعرف ما هو معيار العالم الثقة عندك.. ولست أدري جوابا الان لسؤالك هذا (فالله اعلم)... أكتفي بهذا القدر من مقالك على أمل الرد على البقية في فرصة أخرى... فلك معزتي واحترامي .. وودي ,, وسلامي اخوك قصي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
الاخ الكريم قصي مرحباً بك في الحوار أولاً: لا أظن أن أحداً يستطيع أن يصوب عبارة: Quote: أي كلام يُلقى من طرف إلى طرف آخر له معنيان، معنى عند القائل ومعنى عند المُتلقي |
.. إلا بتحويرها وتغير مدلولها، فالعبارة مطلقة لأي كلام، وهذا أول الخطأ فيها إذ أنني لو أثبت أن قولي لابني: أعطني ماء، قد قوبل بنفس ما أردته وهو إحضار الماء إلي، وتطابق ما أردته مع ما فهمه، هذا المثال البسيط يكفي ليبين خطأ تلك العبارة. ثانياً: أراك خالفت العبارة وزعمت أن لكل كلام عدة معاني، ثم وافقته في أنها تتنزل في الطرف النهائي إلى معنيين اثنين كما قال د. ياسر، لماذا لم تواصل تنزيل المعاني أكثر، ماذا إذا طابق فهم السامع مراد القائل؟ كما في المثال البسيط الذي سقته آنفاً، ألا يحدث ذلك كثيراً؟ ألا تكون العبارة عندها خاطئة؟ ثالثاً: قولك Quote: لأن اللغة في الاساس تأخذ مدلولها من الممارسة .. ولأن لكل منا ممارسته التي تختلف عن الآخر، |
هل يعني هذا أن لكل شخص لغته الخاصة؟ ظني أن هذه العبارة ليست أقل خطأ من سابقتها، لأن اللغة في الأساس قامت على التوافق على دلالة اللفظ على المعنى المحدد، وهذا هو ما قصه علينا القرآن: و"علم الآدم الأسماء كلها" فالله جل وعلا بين لآدم أسماء الموجودات حسية ومعنوية، وعلم آدم أبناءه، وعندما أصبح هناك لسان مشترك، أمكن أن تتعدد اللغات وتواضع الناس على ألفاظ أخرى لذات المعاني أو للمعاني الجديدة التي أنتجها تطور الحياة، ولكن الأساس الذي بنيت عليه هو المدلول المشترك للألفاظ وليس المعنى المختلف لكل شخص حسب ممارسته. رابعاً: لم أفهم علاقة مصطلحات الحديث بالممارسات الاجتماعية الشائعة، وبالمناسبة الحديث المشهور والمتواتر من أقسام الحديث الصحيح، لأن الأحاديث تنقسم إلى قسمين: صحيح وضعيف، وفي كل تفريعات عديدة، وليس هذا موضوعنا. خامساً: أرى الأوفق أن تقول ليس هناك معنى للمفردات بدون تعلم، بدلاً من ممارسة، وهذا بلا ريب حق، لكنه دليل عليك لا لك، لأن التعلم أو الممارسة هي معرفة مدلول اللفظ على المعنى المعين، وهو بالتالي ليس معناً جديداً فريداً لكل شخص، والأمثلة التي ذكرتها صالحة للدلالة على هذا. سادساً: قولك .. Quote: اما إذا كانت كلمة (جمل) تحمل اليك مدلولا غير المعنى الذي يريده القائل فعندها سيصير (حوار الطرشان) |
.. هذا قول حق،وقد أقررت أنت فيه أن الكلام إذا كان له معنى عند القائل وآخر عند السامع أصبح حورا طرشان، وهو حقيقة ما أعنيه من اعتراضي على عبارة: أي كلام يُلقى من طرف إلى طرف آخر له معنيان، معنى عند القائل ومعنى عند المُتلقي.. فكيف يتسق بعد هذا دفاعك عنها. سابعاً: لا أحد ينكر أن الكلام المراد أيصاله قد يختلف بين المخَاطَب والمخاطِب لقصور في أحدهما، فقد يكون المخاطِب غير مبين، أو المخاطَب محدود الفهم، لكن هذا لا يجعل القاعدة أن أي كلام له معنيان معنى عند المخاطِب وأخر عند المخاطب، كما أن الأدلة التي استشهدت بها لا تفيد وجه الدلالة الذي أردته، فقول الرسول نحن معاشرالأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم، يفيد أن الأنبياء مأمورون بأن يتخيروا العبارات السهلة التي تجعل البسطاء يفهمون المدلولات التي يريدونها، وهذا من بلاغتهم وإبانتهم لأن مطابقة الكلام لمقتضى الحال هو البلاغة.كذلك الحديث الذي فيه أن الرسول كتم علماً لانه لا يطيقه غيره، أرجو أن تبين لي مصدرك فيه، وعلى كلٍّ فهو ليس بحجة لك لان فيه تصريح أن الذي أُمِر الرسول بتبليغه قد بلغه،وقد أمر أن يراعي المخاطبين في تبليغه، ـ وما لم يؤمر بتليغه فلا نحتاجه، والإيحاء بأن الرسول لم يبلغ شيء من العلم لأنه لا يستطيع أن يوصل المراد إلى الصحابة فيه اتهام للرسول بعدم الإبانة، أما قول أبي هريرة فلا أظن أن أباهريرة يتحدث عن البلعوم أو المرئ فهذه مصطلحات محدثة، والصحيح لقطعتم مني هذا الحلقوم، وهو كذلك ليس دليلاً لأنه ليس فيه أن السبب المانع هو عدم فهمهم لمراده، بل السبب هو الخوف من تكذيبهم له لغرابة الكلام الذي يعلمه عن واقعهم ، وقد قال عدد من العلماء إن هذا العلم هو أخبار الفتن التي وقعت بين المسلمين، قال ابن تيمية: " حديث أبي هريرة: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين: أما أحدهما فبثثته فيكم، وأما الآخر فلو بثثته لقطعتم هذا الحلقوم. وهذا الحديث صحيح، لكن الجراب الآخر لم يكن فيه شيء من علم الدين، ومعرفة الله وتوحيده، الذي يختص به أولياءه. ولم يكن أبو هريرة من أكابر الصحابة، الذين يخصون بمثل ذلك ـ لو كان هذا مما يخص به ـ بل كان في ذلك الجراب أحاديث الفتن، التي تكون بين المسلمين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بما سيكون من الفتن التي تكون بين المسلمين، ومن الملاحم التي تكون بينهم وبين الكفار. ولهذا لما كان مقتل عثمان وفتنة ابن الزبير ونحو ذلك، قال ابن عمر: لو أخبركم أبو هريرة أنكم تقتلون خليفتكم، وتهدمون البيت وغير ذلك، لقلتم: كذب أبو هريرة، فكان أبو هريرة يمتنع من التحديث بأحاديث الفتن قبل وقوعها؛ لأن ذلك مما لا يحتمله رؤوس الناس وعوامهم" أما إرجاع الخلاف بين المدارس الفلسفية إلى إشكال في اللغة والخطاب، فهذا لعمري مالم يقل به أحد فيما أعلم، لأنه يمكن لغير المدقق ببساطة شديدة أن يدرك أن الخلاف بين المدارس الفلسفية ليس خلافاً لفظياً لغوياً ـ إذاً لهان الأمر ـ بل هو خلاف في المعاني والمدلولات، كذلك لم اسمع أن الشافعي كفر من أخذ بالاستحسان، والمشهور أنه قال إن من استحسن فقد شرّع، أرجو أن تبين لي مصدرك في هذا النقل. ولك شكري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ د. ياسر أولاً: لماذا تتحاشى أن تقول أن كلام المتلقي يتطابق مع مراد القائل؟ هل ترى كما يرى الأخ قصي أننا يجب أن نعرف الحالة النفسية للقائل وشدة احتياجه للماء، ثم نقارن بينها وبين ما وصل للمتلقي من حالة القائل النفسية وشدة احتياجه للماء حتى نقول إنها تطابقت في المعنى؟ أهذا هو المنطق والمعقولية؟ ثانياً: لا أظن أن عاقلاً يقول إن كل كلام يقال لا يمكن فهمه إلى بطريقة واحدة، لا شك أن تعدد الأفهام شيء وارد معروف، سيما وأن مدارك الناس متباينة، وقدراتهم مختلفة، لكن أن نزعم بذلك أن للقرآن معان باطنه لا تحتملها اللغة ولا فهم السلف، فذلك هو المحذور ثالثاً: لا أريد أن أخوض في جدل لفظي حول التفسير الباطن ,وأقول لك أن تفسير القرآن بالمعاني البعيدة التي تدل عليها قرينة أمر جائز، وإن شذ البعض وسماه تفسيراً باطنيا، فالخلاق خلاف لفظي، ليس في جوهر الموضوع، لكن أن يأتي أحد ويزعم أنه يفسر القرآن بغير ما تقتضيه اللغة، ولا تدل عليه قرينة ويخالف ما فهمه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، ويحتج على ذلك بالرؤى والكشف والإلهام أو بالعلم اللدني فهذا هو المحذور وهذا الذي قصده الشيخ حسين فضل الله ، ولا ينكر هو ولا ابن تيمية ولا غيرهم ممن هاجم التفسير الباطني ما أردت أن تروج به للتفسير الباطني، وعليه فلا حاجة للاستدلالات التي سقتها لأنها معلومة سلفاً ويمكن أن نذكر أضعافها مما ورد في تفاسير السلف الذين ينكرون التفسير الباطني بمعناه الذي ذكرته لك هنا وفي كلامي السابق
أما الكشف والإلهام فليسا من مصادر التلقي خاصة إن خالفا نصا، وأعني أنهما ليسا من مصادر تلقي التشريع، فلا يصح أن يقول شخص أنه رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه أعطاه صلاة الفاتح وقال له أنها خير من ألف صلاة مكتوبة، ونحو ذلك، كما لا يصح أن يقول شخص أخبرني قلبي عن ربي كذا وكذا فالله قد أكمل الدين وما لم يكن عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ديناً فلن يكون اليوم دينا، وهذا واضح، وقد يؤنس بالكشف والإلهام في مالا يعارض نصاً، وقد يعمل بهما المرء في خاصة نفسه. وحتما هما ليس من مصادر التلقي خاصة إذا خالفا نصا! أما ما نقلته عن الإمام الغزالي، ومعروف الكرخي، والجيند والسري السقطي فما دخله بالتفسير بالباطن، ولا أدري لماذا هذا الخلط أهو عدم وضوح للأمر لك؟ أم دس للسم في الدسم؟ أم هناك تفسير آخر، والواضح أن علماء الباطن المقصودين هم علماء القلوب، وقد كان علم الاهتمام بالقلب وأمراضه يعرف بعلم الباطن كما ذكر الشيخ الندوي في كتابه: ربانية لا رهبانية. وها أنت تذكر الشافعي وابن حنبل يزكونهم، بل اشتهر عن الجنيد أنه قال ما معناه: أنه لا يقبل الخاطرة من خواطر ا لقوم إلا بشاهدي عدل:كتاب الله وسنة رسوله، وشهد لهم ابن تيمية وغيره بالاستقامة على منهج أهل السنة، ولا داعي للإطالة في هذا المجال لوضوحه. أما النقول التي نقلتها لك فهي أمثلة للتفسير الباطني المرفوض، والذي يمثل هدماً لحجية القرآن إذ يمكن لكل صاحب فكرة منحرفة أن يستدل لها بالقرآن لأنه لا ضابط يضبطه، ويكفي أن يزعم أنه خطر بقلبه عن ربه، أو أنه رآه في منام.
أما النقل الطويل عن كلام الغزالي فهو يحاجج في فهم القرآن وتفسيره بالرأي من غير نقل، يعني التفسير بغير المأثور، ولا يعني من قريب ولا بعيد الخروج عن منهج فهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا أحد يقول إن القرأن وقف تفسيره عن عهد الصحابة، أولا يجوز استنباط معانٍ جديدة، بل أهل السنة والجماعة على أن القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، وكم ترك الأول للآخر، ولكن كل ذلك وفق المنهج الذي فسر به الرسول القرآن وتبعه الصحابة في ذلك، والأمر واضح لا يحتاج إلى كثير كلام. وأكرر ما قلته سابقاً إن الرسول صلى الله عليه وسلم فهم القرآن وفهّمه للصحابة رضون الله عليهم، وعليه لا يصح أن نقول إن ما فهمه الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة ليس هو الفهم البعيد لمراد الله بل هو معنى قريب لزوم تفهيم العباد، وفق عبارتك التي تقول: أن كلام الله " مثان" أي له معنى بعيد عند الرب وله معنى قريب لزوم تفهيم العباد والناس ولك شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: أبو ساندرا)
|
العزيز أبو ساندرا، تحية المودة والتقدير لك الشكر يا أستاذي الفاضل.. تصدق وتآمن بالله؟؟ لقد كنت اليوم في خاطري وذلك أثناء قراءتي لبوست "حمدلة السلامة" لأختنا الحبيبة الدكتورة بيان "نجاة" فقد قرأت كلماتك الدافئة الحنينة.. فتذكرتك وتذكرت رشيدة وبناتكم، ساندرا وأخواتها "على وزن إن وأخواتها" التي كانت تجنني في حصص القواعد.. ونحن أيضا نجلس يا سيدي في حضرتكم ونتعلم منكم ومن الكثيرين في هذا البورد، أمثال الأستاذة تماضر وعشة بت فاطنة.. ما أعجبني في بوست الأخ الحبيب نزار هو ذكره لأسماء النساء الشوامخ من أهله، وقد كان ذلك الانجذاب مني لبوسته الأول "الرحم التي قطعناها"
تسلم يا سيدي وتسلم رشيدة وساندرا وأخواتها..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
الأخ قصي معذرة على التأخير، ولعل طول مداخلتك كان أحد الأسباب في ذلك، وأسمح لي أن أعلق بالتالي: أولاً: لا أريد أن يكون نقاشنا فلسفياً سفسطائياً ، بمعنى: لا أريد له أن يكون من الجدال المذموم، ولهذا أحياناً كثيرة أغفل التعليق على بعض النقاط التي لا أقرها لا لشيء إلا لأنها ليست من صميم حديثنا، وردي عليها سفتح أبواباً جانبية لصرف الحديث عن وجهه الذي أريده له. ثانياً: كون العبارة موضوع الحديث هي رأي الأستاذ محمود محمد طه و الجمهوريين و مدارس فلسفية وفكرية ليس حجة تفيد صوابها. ثالثاً: الكلام عن "موت الكاتب" في نظري إقحام، يفتح باباً ـ لن أدخله ـ لتوسيع النقاش. رابعاً: قولك: Quote: لهذا فانت لا تستطيع أن تجزم بأن ابنك قد ترجم مقولتك في ذهنه كما توصلت انت اليها .. فهو قد وعى مجمل الأمر ولكنه لم يلم بتفاصيله الدقيقة ، ورغبتك الشديدة في الماء، والآثار النفسية التي جعلتك تصرح بتلك الرغبة الخ الخ فكل هذا ممتنع عنه لسبب بسيط :لانه يدور في خلدك انت لا في خلد سواك .. هذا ما عنيناه بأن أي خطاب يحتمل معنيين اثنين |
فهذا عين الحيدة عن الموضوع، وعين لي أعناق الكلام لإثبات أمر في نفسك، وهل أنا نفسي ملم بالتفاصيل الدقيقة لما جعلني شديد الحاجة للماء: فسيولوجياً، ونفسياً، وما شئت من تفاصيل، هذا توسيع لا يحتمله نقاشنا، وأراه عدول عن الإقرار بتطابق فهم السامع لمراد القائل، عندما أطلب من ابني أن يحضر لي ماء، لا يحتاج إلى معرفة حقيقة وضعي النفسي والفسيولوجي ودرجة احتياجي للماء؟ لا أظن أن عاقلاً يقول إن فهم قولي: أعطني ماء يعني أن تفهم التفاصيل الدقيقة، ورغبتي الشديدة في الماء،والآثار النفسية التي جعلتني أصرح بتلك الرغبة الخ الخ كما كتبت، وهذا من الوضوح بمكان، أرجو أن لا تخلط الأوراق. ثم ملاحظة جانبية: من أدراك أن لي رغبة شديدة في الماء؟!! هل أستنتج أن "التوسيع" طبيعة فيك، إذا لا يحوي طلبي أدنى قرينة تفيد ذلك. خامساً: لم ترد على التساؤل: لماذا لم تواصل تنزيل المعاني أكثر بل قفزت من الكلام عن د. ياسر ومثالنا المبسط إلى الكلام عن "كلام الله"، أما قولك: Quote: والمنطقة الثانية التي تلي الله هي منطقتنا نحن (منطقة الأفهام البشرية) وهي منطقة ثنائية لا تعدد .. والثنائية هي أقدامنا التي نمشي بها نحو الفرد نحو الله . ونحن مطالبون بأن نتخلق بأخلاق الله ونتصف بصفاته حتى يتسنى لنا ترك مرحلة التعدد والسير الى الوحدانية، فكما هو معلوم أن الاسلام دين التوحيد، ولكن ما هو غير معلوم أن التوحيد صفة الموحد بكسر الحاء لا الموحد بفتحها إذ ان الله غني عن توحيد أحد إذ وحد ذاته بذاته في قوله جل من قائل (شهد الله أنه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم...الأية) صدق الله العظيم . لهذا فإن المعاني تتنزل من لدنه الى منطقة التعدد حتى نفهم ونتقوى بالفهم ونسير اليه.
|
فهذه دعاية للفكرة الجمهورية، عندي عليها كلام كثير أرى أنه ليس وقته الآن، فقط أحب أن أنبه إلى أنه لا يجوز أن نقول أخلاق الله، لأن الله لم يصف نفسه بأن له أخلاقاً، ولم يرد في سنة صحيحة وصفه بذلك، وهذان هما مصدر معرفتنا عن الله، كما قلت لا أريد أن أقفز لأناقش هذه الأشياء على التفصيل، حتى لا نفتح "ويندوز" كثيرة للحوار، نجد بعدها رسالة "لا توجد ذاكرة كافية". سادساً: قولك: Quote: لأن هذه الممارسة صارت شائعة (كما أشرت اليكم من قبل) ولأنها صارت من باب المتفق عليه فصارت نظرية (تعدد المعاني) لا تظهر فيها بشكل واضح كما في غيرها من فلسفات ومعاني وافكار ونصوص أدبية وفنية وآخيرا كما في النص القرأني. |
هل نظرية تعدد المعاني لا تظهر بشكل واضح، أم تنعدم؟ قطعاً لا تستطيع أن تقول تنعدم لأنها ستبطل عبارة د. ياسر التي تدافع عنها، ومن ثم تشكك في كلام الأستاذ محمود. سابعاً: في قضية الممارسة، لا أحب أن أثير قضية في غير معترك، فاللغات لا بد فيها من التعلم أو الممارسة كما تريد أن تصفها وليس ذلك خلافاً بيننا، المهم هو "اللغة في الأساس قامت على التوافق على دلالة اللفظ على المعنى المحدد". أما قولك: Quote: فأنت تفترض أن تعليم الله لآدم قد تم بين لحظة وأختها (بحسابنا نحن) |
، فاسمح لي أن أقول لك أن هذا الزعم من عندك أنت لا من عندي، وإن كنت لا توافق على هذا فهات كلماتي التي قلت فيها هذا. هل نستطيع أن نستنتج مرة ثانية أنك مغرم بـ "التوسيع" لإثبات نطرياتك؟ أما تحريفك للإسجاد بالتسخير فليس موضع نقاشه الآن. ثامناً: قولك:.. Quote: فالحديث الصحيح(لغة) ليس هو المعني عند قولنا : (هذا الحديث صحيح) "إصطلاحا" فالصحيح ينقسم بتعدد المذاهب والفرق فهناك من يرى الصحيح ماجاء على شرط البخاري ومسلم .. وهناك من يرى عكس ذلك وهذا ما عنيته أنا (اي الصحيح إصطلاحا) وهو خلاف المشهور والمتواتر .. لأن الصحيح إصطلاحا (وبشرط مسلم والبخاري) قد يكون مرفوضا من (الشيعي) مثلا ولكنه لا يرفض المشهور او المتواتر .. وهذه قضية فقهية مشهورة لا تخفى عليكم أيضا.. |
هذا قول ينم عن عدم معرفة بعلم الحديث، ومن البدهي أنني لا أقصد المعنى اللغوي للحديث الصحيح، والقرائن كثيرة. واسمح لي أن أفصل قولي السابق أكثر، الحديث عموماً ينقسم إلى فسمين: صحيح وضعيف، وهناك من يضيف قسماً ثالثاً هو الحسن، ولكن الحسن ـ في النهاية ـ إما صحيح أو ضعيف (حسب نوعه حسن لذاته، أو حسن لغيره،...)، وعلى هذا فالحديث المتواتر من أقسام الصحيح، وليس قسماً مستقلاً موازياً للصحيح والضعيف، أما المشهور، فهو إما من أقسام الصحيح، أو الضعيف، أو الحسن (عند من يراه فسماً ثالثاً). أما شرط البخاري ومسلم فلا تعلق لها بأقسام الحديث، لأن الأحاديث التي وافقت شرط البخاري، ولم يوردها البخاري، يقال عنه صحيح على شرط البخاري، أو صحيح على شرط مسلم، وهي تتعلق بمسائل: اتصال السند، و لقاء الراوي للمحدث، هل عاصره واحتمع به، أم سمع منه، ونحو ذلك، وقد يكون الحديث الصحيح على شرط البخاري متواتراً أو مشهوراً أو غيره، وإدخال الخلاف بين طوائف المسلمين هو إقحام من قبيل التوسبع والتمييع الذي ذكرته آنفاً، وهذه ليست قضية فقهية كما كتبت، إلا إن كنت تقصد فقه الحديث، وكلامك بيين أنها ـ بحق ـ خافية عليك. تاسعاً: قولك: Quote: فأي متفقين في العالم وان بدى للكل انهما متماهين تماما فهما في خلاف
|
لا أدري لماذا تحاول أن تحيد بالموضوع إلى مناطق لا نحتاجها، إذا حددت وجه الاتفاق بين المتفقين فيحق لي أن أقول أنهما متفقان في كذا أو كذا، إلا إدا كنت تريد أن تدخل الحالة النفسية، وإحداثيات وقوفهما على الأرض، من البدهي أن التطابق الذي تريد أن تجرنا إليه لا يوجد، وكل من درس: أرقام الكم الناتجة من معادلة " شرودينقر" في الكيمياء أو الفيزياء يعرف أنه لا يوجد إلكترونان متطابقان في كل شيء في هذا الوجود. لكن لا يجوز لك أن تتخذ هذا التعميم لأن تقول إن فهمنا لكلام بسيط محدد لا يمكن أن يتطابق. عاشراً: قولك: Quote: قال جل من قائل (ولمثل هذا خلقناهم..الآية) .
|
هذه ليست بآية ولم ترد في كتاب الله، أرجو أن تحدد لي رقم السورة والآية، ظني أنك تقصد: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم. والبون شاسع بين الاثنين لأن القرآن لا يقال بالمعنى عندنا نحن الذين نقول أن القرآن له معنى فهمه الرسول وفهمه الصحابة، فكيف بك أنت الذي ترى أن الله اختص نفسه بالمعنى البعيد وجعل للناس معنى قريب ليس هو مراد الله لكن لزوم التفهيم فقط، ولعلك خالفت أصل ما تدعو له ونسبت المعنى الذي وصلك لله، وجعلته آية. فكيف تحكمون!! أحد عشر: أما قولكم:
Quote: وأحب في البدء أن أصحح مقولة الامام الشافعي فقد قال رضوان الله عليه: ( من إستحسن فقد شرع ، ومن شرع فقد كفر ) واني لمتيقن أنك لو رجعت الى المصدر الذي اخذت منه نفسك مقولة الامام الشافعي ستجدها هكذا كما كتبتها لكم . |
فأرجو أن تذكر لي المصدر كما طلبت منك، لأني لو وجدته لما سألت عنه، كذلك دعك مما يعجبني مما لا يعجبني لأن ذلك ليس منهجاً علمياً صحيحاً، ماهي مصادرك، وما مدى صحتها؟ ارجو أن تذكرها، ثم الغزالي رحمه الله يور الضعيف والموضوع، وكذلك بن عربي
ثاني عشر: كلامك صحيح في لفظ البلعوم، أصبت، وأخطأت أنا رابع عشر: الأحاديث لا تفيد حجتك، والتبسيط ليس بإعطاء معنى جديد غير المعنى الحقيقي، بل هو أسلوب لنقل ذات المعنى، فالمعنى واحد في الحالين، ولكن طريقة العرض مختلفة باختلاف المتلقي خامس عشر: أما قولكم
Quote: يفيد أن الأنبياء مأمورون بأن يتخيروا العبارات السهلة التي تجعل البسطاء يفهمون المدلولات التي يريدونها ان هذا القول لا يتم الا بتغيير المعاني . لان للغة العربية خاصية عجيبة وهي ان لا كلمة عربية بإمكانها أن تنوب عن كلمة أخرى. |
هذا القول ينقص من قدر الأنبياء لا لشيء إلا لتثبت فكرتك، هل يغير ألأنبياء المعاني ليفهوا البسطاء، كلا بل هم يغيرون الأسلوب، وربما يعرضون جزءا من الفكرة وليس تفصيلاتها، لكنهم قطعاً لا يعطون كل فرد معنى حسب مستواه الفكري. لي ملاحظات على النقاط الباقية، ولكني أكتفي بهذا القدر ولعلي أواصل إذا وجدت لذلك وقتا،ولك شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخوة المتداخلين تحياتي الحارة لكم جميعا أينما كنتم وكيفما كنتم وأسأله سبحانه أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل وبعد ........... وجودي بينكم مجرد متطفل على هذه المائدة ولكن “ عشمي " في كرم أصحابها جعلني أمد يدي دون استئذان فليسمح لي الأخوة المتحاورين بذلك... فالحوار الهادئ هو الذي يثمر وليس بالضرورة أن أكون حاملا للحقيقة بين جنباتي ولكن من الضروري أن أكون لاهثا وراءها إلى آخر لحظة يرمق لي فيها رمق. ولكم مقدما مني العتبى إن أخطأت في حق أي متحاور أو متداخل في هذه الواحة الجميلة والدوحة الظليلة وأتمنى من الله أن أكون عند حسن ظنكم جميعا ، والله من وراء القصد . وبعد كتب الأخ ياسر :
Quote: ن ما يقصده الأستاذ أنه لدى التحليل الأخير يمكن إرجاع كل الكون المادي إلى أصل واحد يتكون من إلكترونات وبروتونات ونيوترونات.. وحتى هذه الثلاث هي شئ واحد هو الطاقة ويمكن أن تسميها "الروح" ويمكن أن تسميها "الله" ولذلك يمكننا أن نقول أن "الوجود هو مظهر الله" أو نقول "ما في الكون إلا الله".. |
هذا القول فيه كثير من التبسيط لقضية جدلية شغلت عقول كثير من العلماء والفلاسفة ، وهذه من الاشكاليات التي واجهت سابقا علماء ومنظروا الفيزياء الكلاسيكية فكانت نظرتهم للطاقة مخالفة بحيث أنهم لم يربطوها بالمادة أو لم يعرفوا تحديدا ماهيتها . الا أن أتى منظروا الفيزياء الكمية “ quantum physics” أمثال بلانك وماكسويل وشرودنغر و صاحب الهدف الذهبي العالم الكبير اينشتين ، فبدأت الصورة واضحة لهؤلاء العلماء وخصوصا اينشتاين الذي أضاف لمن سبقوه فتوصل لصياغة المعادلة المشهورة : فإذا قلت في تعبير رياضي أن س = 2ص فهذا لا يعني أبدا أن س هي ص ولذلك يأتي تعبير الأخ ياسر ينافي الحقائق الرياضية والعلمية. فالمتغير س له علاقة تربطه بالمتغير ص لكن س لا تساوي ص بأي حال وان كانت كذلك لكان التعبير الرياضي مباشر وهو أن س= ص. بمعنى آخر أن الطاقة ليست هي الكتلة ولكن يمكن للكتلة أن تتحول إلى طاقة بل المقدار الضئيل من الكتلة يمكن أن يتحول إلى طاقة هائلة جدا ، وهذا الأمر الذي مكن العالم من إنشاء المفاعلات النووية بجميع أغراضها السلمية والحربية. لكن هذا لا ينفي أن ثمة علاقة بينهما وأنه يمكن للكتلة أن تتحول إلى طاقة. كما أن العالم دو برولي قام بانشاء علاقة تربط بين الجسيمات والموجات خلاصتها أن كل جسم صغر أو كبر له صفة موجية لكن تزداد الصفة الموجية كلما صغر الجسم والعكس صحيح. فنجد للأرض صفة موجية وللالكترون أو البوزترون صفة موجية أيضا ولكن هذه الصفة تظهر في البوزيترون أكثر من ظهورها في الأرض لأن الصفة الموجية تتناسب تناسبا عكسيا مع الكتلة الجسيمية. ويمكن اثبات ذلك الأمر رياضيا وذلك بربط معادلة اينشتاين E= mc^2 (1) مع معادلة بلانك (2) )E= hc/lampda; ( lampda =wave length فنجد أن ثمة رابط بين الكتلة " المادة" والطاقة وكذلك ثمة رابط بين طول الموجة والكتلة" المادة" وبالرجوع للمعادلة ( 1) و ( 2) نجد أنه يمكن أن تنشأ العلاقة التالية mc /h = 1 / lampda; (3) فيبدو جليا من المعادلات السابقة أن الكتلة تتناسب تناسبا عكسيا مع الطول الموجي كما أن الطاقة تتناسب تناسبا طرديا مع الكتلة . وبمعنى مبسط بعيدا عن المعادلات الرياضية المادة هي كل ما له كتلة ويشغل حيزا من الفراغ بينما الطاقة هي المقدرة على بذل شغل. فلا الطاقة هي المادة ولا المادة هي الطاقة لكن هنالك علاقة رياضية تربط بينهما.
فما علاقة هذا الأمر بالروح، وكيف لنا بكل بساطة نقول أن الطاقة هي الروح بل يشطح بنا الخيال لنقول أن الطاقة هي الله ! هذا القول يفتقر إلى العلمية ، كما أن ليس له دليل يؤيده سوى كلام قائله ، بل هو مجرد قول ملقى على عواهنه. وللحديث بقية .......... ولكم مني أحر التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: انور الطيب)
|
الأخ أنور الطيب، تحية طيبة وشكرا على هذه المداخلة القيمة.. أرجو أن لا تحكم على كل مداخلتي بهذه العبارة التي أوردتها في معرض الحديث عن أنه ليس هناك في الوجود اختلاف نوع، وإنما هي الوحدة .. ولكنك لو بحثت في بقية المداخلات فستجد ما يفيد بأن الله في ذاته المطلقة فوق الوجود المادي ولا يوصف بالوجود ولا بالعدم، وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك.. ولكن الله تنزل من مستوى الإطلاق إلى مستوى القيد، فكان الذات الحادثة، وبواسطتها تم خلق الوجود كله، بمادته وبطاقته.. وهذه هي الذات الحادثة ويسميها المتصوفة الحقيقة المحمدية نسبة لحديث النبي عليه السلام : "كنت نبيا وآدم بين الماء والطين" وقول الله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء" الآية، وردت.. ومن هذا المعنى قال أحد كبار العارفين المتصوفة وهو الشيخ عبد الغني النابلسي: لذاتي بذاتي لا لكم أنا ظاهر * وما هذه الأكوان إلا مظاهر ومرتبة التقييد أظهرت رحمة * ومرتبة الإطلاق إني ساتر جسوم وأعراض تلوح وتختفي * وما هي للمحبوب إلا ستائر وخلف حجاب الكون ما أنت طالب * ومن لفظة المقهور يلزم قاهر
مرة أخرى أشكرك على المداخلة القيمة،.. ما أقصد أن أقوله هو أن الوجود مظهر الله، وكنه كل شئ هو الله.. وهذا الكنه هو الذي عبر عنه آينشتاين بقولته التي أوردها الدكتور احمد زكي واقتبسها الأستاذ: "(إن ديني هو إعجابي ، في تواضع ، بتلك الروح السامية التي لا حد لها ، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة القليلة التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة العاجزة ، وهو إيماني العاطفي العميق بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا في هذا الكون المعجز للأفهام ، إن هذا الإيمان يؤلف عندي معنى الله)) !!)
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الأربعاء 15 ديسمبر 2004 عزيزي الأخ نزار،
تحية طيبة عودة أخرى إلى مسألة العلم والعلوم.. لقد توقفت عند هذه الفقرة منك في الرد على قصي سليم.. وأريد أن أعلق عليها:
كذلك الحديث الذي فيه أن الرسول كتم علماً لانه لا يطيقه غيره، أرجو أن تبين لي مصدرك فيه، وعلى كلٍّ فهو ليس بحجة لك لان فيه تصريح أن الذي أُمِر الرسول بتبليغه قد بلغه،وقد أمر أن يراعي المخاطبين في تبليغه، ـ وما لم يؤمر بتليغه فلا نحتاجه، والإيحاء بأن الرسول لم يبلغ شيء من العلم لأنه لا يستطيع أن يوصل المراد إلى الصحابة فيه اتهام للرسول بعدم الإبانة، أما قول أبي هريرة فلا أظن أن أباهريرة يتحدث عن البلعوم أو المرئ فهذه مصطلحات محدثة، والصحيح لقطعتم مني هذا الحلقوم، وهو كذلك ليس دليلاً لأنه ليس فيه أن السبب المانع هو عدم فهمهم لمراده، بل السبب هو الخوف من تكذيبهم له لغرابة الكلام الذي يعلمه عن واقعهم ، وقد قال عدد من العلماء إن هذا العلم هو أخبار الفتن التي وقعت بين المسلمين، قال ابن تيمية: " حديث أبي هريرة: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين: أما أحدهما فبثثته فيكم، وأما الآخر فلو بثثته لقطعتم هذا الحلقوم. وهذا الحديث صحيح، لكن الجراب الآخر لم يكن فيه شيء من علم الدين، ومعرفة الله وتوحيده، الذي يختص به أولياءه. ولم يكن أبو هريرة من أكابر الصحابة، الذين يخصون بمثل ذلك ـ لو كان هذا مما يخص به ـ بل كان في ذلك الجراب أحاديث الفتن، التي تكون بين المسلمين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بما سيكون من الفتن التي تكون بين المسلمين، ومن الملاحم التي تكون بينهم وبين الكفار. ولهذا لما كان مقتل عثمان وفتنة ابن الزبير ونحو ذلك، قال ابن عمر: لو أخبركم أبو هريرة أنكم تقتلون خليفتكم، وتهدمون البيت وغير ذلك، لقلتم: كذب أبو هريرة، فكان أبو هريرة يمتنع من التحديث بأحاديث الفتن قبل وقوعها؛ لأن ذلك مما لا يحتمله رؤوس الناس وعوامهم"
أحب لك وللقراء أن تعلم أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو نبي ورسول وولي، وكما أن نبوته أزلية "كنت نبياً وآدم بين الماء والطين" فكذلك هي سرمدية ولا غرابة فإن المسلمين يسلمون عليه في كل صلاة "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله تعالى وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" وهو حاضر الآن .. وهو بالنبوة يتلقى من جبريل، وبصفته رسول يبلغ ما أمر بتبليغه.. أما بصفته ولي فهو يتلقى من الله وله حديث يقول فيه: "لي ساعة مع الله لا يسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل" والمعنى أن علمه في تلك الساعة أكبر من علم الأنبياء المرسلين والملائكة المقربين وهذه هي درجة الولاية.. والأصل النبوة، ثم انبثقت عنها الرسالة من أدنى وأثمرت ولاية من أعلى.. فعلم الولاية نُهي عن تبليغه، وعلم النبوة خُيّر في تبليغه، وعلم الرسالة أُمر بتبليغه إلى العام والخاص من أمته.. والعلماء ورثة الأنبياء في أمة نبينا عليه الصلاة والسلام بمعنى أنهم يتحققون بعلوم الأنبياء من غير أن يكونوا أنبياء، وقد ورد في الحديث أن من أمته عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء ويغبطهم الأنبياء والشهداء "الحديث" .. ولا يجوز أن نقول بأن كتمان علم الولاية، أو أي شئ من علم النبوة، هو انتقاص لرسالة الرسول عليه السلام، لأن علم الولاية يعلّمه الله بنفسه، وهذا هو معنى "أورثه الله علم ما لم يعلم" في الحديث "من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم".. وهذا يأخذني إلى نقطة هامة، وهي أن الله يكلمنا في القرآن، وإذا حضرنا معه نعقل عنه: "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون".. والعالمون هم الحاضرون مع الله؛ ألم يقل نبينا عليه الصلاة والسلام عن الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".. وأنت تقول بأن النبي عليه السلام أخبر سيدنا أبو هريرة ببعض الأحاديث التي لم يخبر بها الآخرين، وهو مخيّر في ذلك.. فمن علم النبوة أنه مثلا أخبر سيدنا حذيفة بن اليمان بصفات يعرف بها المنافقين، وهذا لا يعني أن حذيفة أكبر مقاما من كبار صحابة النبي.. حتى أنه قد ورد في الأثر أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل حذيفة إن كان قد علم من النبي أن به "أي بعمر" خصلة من النفاق، فقال له حذيفة قولة شهيرة: لو كانت بك يا أمير المؤمنين ما نجونا.. وأنت تقول أننا لا نحتاج للعلوم التي لم يبينها لنا النبي في أقواله.. وأنا أقول أنه باستطاعتنا أن نعلم هذه العلوم إذا اتبعنا النبي في طريقه الذي اختطه لنا: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم"، وبحب الله لنا يأتينا العلم .. والحديث القدسي يبشر المسلمين بأكثر من هذا "ما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به" إلى آخر الحديث.. فتأمل هذا الحديث ولك أن تتصور مدى علم العالم الذي يبصر بالله ويسمع بالله فهو يقدر بالله أيضا، ولنا في قصة الذي عنده علم من الكتاب آية: "قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" في مجلس سيدنا سليمان عليه السلام.. والقرآن لا يحوجنا إلى كثير بحث في معرفة آيات الله في الآفاق وفي أنفسنا: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟".. وعلى هذا فإن كل واحد من أمة النبي عليه السلام لديه الفرصة أن يعلم عن الله، بل تكون له ولايته، وطريقها العلم بالتقوى والعمل الصالح "واتقوا الله ويعلمكم الله".. وهذا العلم ليس بالضرورة من العلم المنقول، فهناك علم الصدور وهناك علم السطور "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم".. وهناك حديث قرأته في كتاب الإمام الغزالي عن النبي عليه السلام، كما قرأته في كتب الأستاذ محمود وسمعته في محاضراته يقول: "إن من العلم كهيئة المكنون.. لا يعلمه إلا أهل العلم بالله وإذا تحدثوا به لا ينكره إلا أهل الغرة بالله" وسأنقل للقراء بعد قليل بعض المقتطفات التي توضح مسألة العلم.. ولكن قبل أن أبارح أحب أن أعلق على أمر جاء في مداخلتك الأخيرة التي قرأتها اليوم.. فأنت تقول:
أما الكشف والإلهام فليسا من مصادر التلقي خاصة إن خالفا نصا، وأعني أنهما ليسا من مصادر تلقي التشريع، فلا يصح أن يقول شخص أنه رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه أعطاه صلاة الفاتح وقال له أنها خير من ألف صلاة مكتوبة،
أحب لك أن تعرف أن الأستاذ محمود يدعو إلى طريق النبي محمد عليه الصلاة والسلام بغير زيادة ولا نقصان، ولم يعرف عنه أنه دعا إلى منهاج غير ذلك، لا بأوراد ولا صيغ للصلاة على النبي ولا غيرها، ودونك كتابه العمدة "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد"، الذي يبدو لي أنك تحتاج أن تقرأه، وهو موجود في الشبكة: http://alfikra.org/books/bk009.htm أما فكرته الأساسية فقد قامت على دعوة المسلمين إلى النظر في الشريعة السلفية الموروثة وتطويرها بالانتقال مما أسماه بفروع القرآن إلى أصوله. الانتقال من الناسخ الذي قامت عليه الشريعة السلفية المعروفة، إلى الذي كان منسوخا ولم يطبقه سوى النبي عليه السلام، وهو السنة الحقيقية في نظر الأستاذ محمود.. وعليه فإن اجتهاد الأستاذ محمود قد يتعارض مع بعض النصوص الفرعية في القرآن، من أجل إحكام ما هو أحسن منها في القرآن نفسه.. وأنا أفهم أن هذا القول لم يقل به أحد من الأمة من لدن بعث النبي عليه السلام، ولكني أراه حقا ومقنعا بل بديهيا.. كيف بالله تعتبر أن آية مثل التي تسمح بملك اليمين أن تكون آية محكمة اليوم؟؟ إن مثل هذه الآيات قد تجاوزها تطور البشر الطبيعي، وقد توصل الناس إلى إلغاء الرق.. إذا كان الناس قد ارتفعوا فلماذا يريد دعاة الإسلام أن يهبطوا بهم إلى مستوى مرحلي تم تجاوزه.. والقرآن نفسه يطالب المسلمين بالتطوير عندما يقول: "واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون".. الفقهاء يقولون أنه لا اجتهاد فيما فيه نص، من قرآن أو حديث.. ولكنهم عمليا لا يستطيعون تطبيق هذه النصوص المحكمة.. وقد اضطر فقهاء المسلمين وعلماؤهم وحكامهم وأمراؤهم أن يتخلوا عن مسألة مثل "ملك اليمين" مسموح بها بنص القرآن الكريم كما في قوله تعالى: "إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين".. ولن يجرؤ أحد أن يحتج بهذه الآية ويملك جارية ويعاشرها معاشرة الرجل للمرأة..
وأنت تسألني لماذا لم أقل بتطابق المعنى لدى القائل ولدى المتلقي.. فقلت في واحدة من مداخلاتك: لماذا لم تواصل تنزيل المعاني أكثر، ماذا إذا طابق فهم السامع مراد القائل؟ كما في المثال البسيط الذي سقته آنفاً، ألا يحدث ذلك كثيراً؟ ألا تكون العبارة عندها خاطئة؟
وفي مداخلة أخرى قلت: لماذا تتحاشى أن تقول أن كلام المتلقي يتطابق مع مراد القائل؟ هل ترى كما يرى الأخ قصي أننا يجب أن نعرف الحالة النفسية للقائل وشدة احتياجه للماء، ثم نقارن بينها وبين ما وصل للمتلقي من حالة القائل النفسية وشدة احتياجه للماء حتى نقول إنها تطابقت في المعنى؟ أهذا هو المنطق والمعقولية؟ أنا لا أرى أن العبارة خاطئة، لأن المسائل دائما نسبية في الوجود، العلم نسبي، وفهم اللغة نسبي، واللغة نفسها لا تحمل كل المعاني، ولذلك قلت أن فهم المتلقي يكاد يتطابق مع قصد المتكلم في بعض الحالات، أما التطابق المطلق فإنه يمتنع امتناع التنافر المطلق أو عدم الفهم المطلق.. ونحن نعقل عن الله لأن فينا روحه، أي أننا نسبيين بالنسبة لإطلاقه هو، ولولا ذلك لما عقلنا عنه شيئاً، وهذا هو جوهر ما يُعرف بوحدة الوجود، فالمتكلم واحد في هذا الوجود، وهو الله.. وكما أن اللغة الواحدة هي وسيط التفاهم بين أصحاب تلك اللغة وهم يتفاوتون في فهمها، فإن الوجود جميعه وسيط للتواصل بين الله وبين الخلق، وهذا التواصل صار لفظيا في القرآن.. ولكن هذا الكلام اللفظي ليس هو كل كلام الله، والقرآن لا يحوجنا إلى كثير بحث "قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا "؛ وواضح هنا أن الكلمات التي لا يستطيع مداد بحجم البحر أن يكتبها ليست هي كلمات المصحف الشريف المعروفة في اللغة العربية.. فكلام الله ليس هو القرآن فحسب، وإنما الوجود كله كلماته، والوجود كله يسبح بحمد ربه.. "وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم".. وأنت تقول
لا أظن أن عاقلاً يقول إن كل كلام يقال لا يمكن فهمه إلى بطريقة واحدة، لا شك أن تعدد الأفهام شيء وارد معروف، سيما وأن مدارك الناس متباينة، وقدراتهم مختلفة، لكن أن نزعم بذلك أن للقرآن معان باطنه لا تحتملها اللغة ولا فهم السلف، فذلك هو المحذور يا عزيزي، فهم السلف ليس هو الكلمة الأخيرة.. واقرأ كتب التفسير لترى مدى فهمهم لآيات مثل "بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما" وتجد مثالا لهذا التفسير هنا في هذه الوصلة: http://quran.muslim-web.com/tafseer/KATHEER/004158.html إنها تروي رواية بسيطة عن كيفية رفع الله لسيدنا عيسى، والصحيح أن سيدنا عيسى قتل، ولو كان أحد أولى بالرفع حيا لكان النبي عليه السلام.. وقد قال تعالى في حقه "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين".. وقال تعالى مخاطبا بني إسرائيل: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ".. وهذه إشارة واضحة لسيدنا عيسى، وفي آية أخرى يقول تعالى: " إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ".. وأنا لم أقل بأن للقرآن معان باطنة لا تحتملها اللغة.. بل أقول أن ألفاظ القرآن لا تعطي كل معانيه.. وهذا بديهي.. فألفاظ اللغة العربية نفسها لا تعطي معنى واحدا.. وسأعطيك مثلا لذلك.. قال تعالى: "من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا".. فهل كلمة أعمى هنا تدل على العمى الحسي؟؟ وهل الأعمى حسياً سيظل أيضا على عماه الحسي في الآخرة؟؟ وخذ مثلا آخر في قوله تعالى: "يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم".. أو قوله تعالى: "خالدين فيها أبدا" أو قوله تعالى: "خالدين فيها ما دامت السموات والأرض".. المفسرون يقولون ببقاء الكافرين في النار إلى ما لا نهاية، ولكن الأستاذ محمود يقول بأن الأبد زمن له نهاية، وليس هناك مطلق إلا ذات الله تعالى.. ومع أن هذا ليس موضوعنا ولكني أوردته لشرح مبدأ مهم هو أن ألفاظ القرآن العربية لا تعطي كل معانيه..
والآن أعود إلى ما كتبه الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" عن الكشف وقد أسماه علم الباطن.. جاء في صفحة 31 من الجزء الأول لأن فيه رد على قولك التالي:
أما ما نقلته عن الإمام الغزالي، ومعروف الكرخي، والجيند والسري السقطي فما دخله بالتفسير بالباطن، ولا أدري لماذا هذا الخلط أهو عدم وضوح للأمر لك؟ أم دس للسم في الدسم؟ أم هناك تفسير آخر، والواضح أن علماء الباطن المقصودين هم علماء القلوب، وقد كان علم الاهتمام بالقلب وأمراضه يعرف بعلم الباطن كما ذكر الشيخ الندوي في كتابه: ربانية لا رهبانية. فإن قلت فصل لي علم طريق الآخرة تفصيلا يشير إلى تراجمه وإن لم يمكن استقصاء تفاصيله: فاعلم أنه قسمان: علم مكاشفة وعلم معاملة: فالقسم الأول: علم المكاشفة وهو علم الباطن وذلك غاية العلوم، فقد قال بعض العارفين من لم يكن له نصيب من هذا العلم أخاف عليه سوء الخاتمة، وأدنى نصيب منه التصديق به وتسليمه لأهله. وقال آخر: من كان فيه خصلتان لم يفتح له بشيء من هذا العلم: بدعة، أو كبر وقيل: من كان محبا للدنيا أو مصرا على هوى لم يتحقق به [يعني بعلم الكشف] وقد يتحقق بسائر العلوم، وأقل عقوبة من ينكره أنه لا يذوق منه شيئا وينشد على قوله: وأرض لمن غاب عنك غيبته *** فذاك ذنبٌ عقابه فيه وهو علم الصدّيقين، والمقربين، أعني علم المكاشفة فهو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة. وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من قبل أسماءها فيتوهم لها معاني مجملة غير متضحة، فتتضح إذ ذاك حتى تحصل المعرفة الحقيقية بذات الله سبحانه، وبصفاته الباقيات التامات، وبأفعاله، وبحكمه في خلق الدنيا والآخرة، ووجه ترتيبه للآخرة على الدنيا. والمعرفة بمعنى النبوة والنبي، ومعنى الوحي، ومعنى الشيطان، ومعنى لفظ الملائكة والشياطين، وكيفية معاداة الشياطين للإنسان، وكيفية ظهور الملك للأنبياء، وكيفية وصول الوحي إليهم، والمعرفة بملكوت السموات والأرض، ومعرفة القلب وكيفية تصادم جنود الملائكة والشياطين فيه، ومعرفة الفرق بين لمة الملك ولمة الشيطان، ومعرفة الآخرة والجنة والنار وعذاب القبر والصراط والميزان والحساب. ومعنى قوله تعالى: ]اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا[ (الاسراء: 14) ومعنى قوله تعالى: ]وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون[ (العنكبوت: 64) ومعنى لقاء الله عز وجل والنظر إلى وجهه الكريم، ومعنى القرب منه والنزول في جواره، ومعنى حصول السعادة بمرافقة الملأ الأعلى ومقارنة الملائكة والنبيين، ومعنى تفاوت درجات أهل الجنان حتى يرى بعضهم البعض كما يرى الكوكب الدري في جوف السماء إلى غير ذلك مما يطول تفصيله. إذ للناس في معاني هذه الأمور بعد التصديق بأصولها مقامات شتى فبعضهم يرى أن جميع ذلك أمثلة وأن الذي أعده الله لعباده الصالحين (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) وأنه ليس مع الخلق من الجنة إلا الصفات والأسماء. وبعضهم يرى أن بعضها أمثلة وبعضها يوافق حقائقها المفهومة من ألفاظها. وكذا يرى بعضهم أن منتهى معرفة الله عز وجل الاعتراف بالعجز عن معرفته. وبعضهم يدعي أمورا عظيمة في المعرفة بالله عز وجل. وبعضهم يقول حد معرفة الله عز وجل ما انتهى إليه اعتقاد جميع العوام. وهو أنه موجود عالم قادر سميع بصير متكلم. فنعني بعلم المكاشفة أن يرتفع الغطاء حتى تتضح له جلية الحق في هذه الأمور اتضاحا يجري مجرى العيان الذي لا يشك فيه. وهذا ممكن في جوهر الإنسان لولا أن مرآة القلب قد تراكم صدؤها وخبثها بقاذورات الدنيا. وإنما نعني بعلم طريق الآخرة العلم بكيفية تصقيل هذه المرآة عن هذه الخبائث التي هي الحجاب عن الله سبحانه وتعالى، وعن معرفة صفاته وأفعاله. وإنما تصفيتها وتطهيرها بالكف عن الشهوات والاقتداء بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في جميع أحوالهم فبقدر ما ينجلي من القلب ويحاذي به شطر الحق يتلألأ فيه حقائقه. ولا سبيل إليه إلا بالرياضة التي يأتي تفصيلها في موضعها وبالعلم والتعليم. وهذه هي العلوم التي لا تسطر في الكتب ولا يتحدث بها من أنعم الله عليه بشيء منها، إلا مع أهله وهو المشارك فيه، على سبيل المذاكرة وبطريق الأسرار. وهذا هو العلم الخفي الذي أراده صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا أهل المعرفة بالله تعالى فإذا نطقوا به لم يجهله إلا أهل الاغترار بالله تعالى فلا تحقروا عالما آتاه الله تعالى علما منه فإن الله عز وجل لم يحقره إذ آتاه إياه). انتهى..
ولك شكري وسأواصل، يا عزيزي نزار، وأؤكد لك أنه ليس لي سم أدسه في الدسم، فإن الذي بيننا هو الرأي والرأي الآخر وإنما هو الحوار، وأنا صادق فيما أقول، وأرى أنه الحق، فلو شئت أخذت قولي ولو شئت تركته، وإن أردت أن تفنده فالباب مفتوح، بدون الحاجة إلى مثل هذه العبارات.. هناك بعض الناس الذين لا أحفل بمحاورتهم في هذا المنبر أو حتى بقراءة مداخلاتهم، وأنت لست منهم، لأنك محل احترامي وتقديري، فأرجو أن تظل كذلك.. وفي الختام لك وللقراء تحياتي وأطيب الأمنيات.. ياسر انتهى الجمعة 17 ديسمبر 2004
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
الأخ د. ياسر من المحاذير التي كنت ـ ولازلت ـ أخشاها من مثل هذا الحوار أن يتوسع شيئاً فشيئاً ويخرج تدريجياً من دائرة المهم العاجل إلى المهم إلى العاجل، ولست من انصار صرف الوقت في العاجل على حساب المهم. معذرة لهذه المقدمة التي ربما لا ترى لها سبباًوجيها، غير أني أحسبها مهمة، وعليه ارجو أن لا ننتقل إلى نقطة حتى ننهي سابقتها، كما ارجو أن نحصر الحوار هنا في هذه الصفحة، ولا ننتقل به إلى صفحات أخرى أو مواقع أخرى.. ولك شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
الأخ د. ياسر اسمح لي أن أستطرد في نقطة ليست من صميم حوارنا لكني أراها مهمة، وهي قولك: Quote: فلو شئت أخذت قولي ولو شئت تركته، وإن أردت أن تفنده فالباب مفتوح، بدون الحاجة إلى مثل هذه العبارات.. هناك بعض الناس الذين لا أحفل بمحاورتهم في هذا المنبر أو حتى بقراءة مداخلاتهم، وأنت لست منهم، لأنك محل احترامي وتقديري، فأرجو أن تظل كذلك..
|
الذي علقت به على تساؤلي:
Quote: ولا أدري لماذا هذا الخلط أهو عدم وضوح للأمر لك؟ أم دس للسم في الدسم؟ أم هناك تفسير آخر |
ويبدو أن السؤال لمس عندك وتراً حساساً، لذلك جاءت إجابتك على غير المعتاد تحمل تهديداً بضمي إلى قائمة المحظورين الذين لا تتابع ما يكتبون ولا ترد عليهم. أولاً: السؤال أعلاه مشروع، وليس فيه تطاول، بل فيه فتح لخيارات لانهاية لها لتفسير الخلط الذي رأيته، وكان يكفي أن تشير إلى أنك لا تدس السم في الدسم. ثانياً: تعجبني عبارة ابن تيمية: Quote: إنّ العدل واجب لكل أحد وعلى كل أحد،في كل حال،والظلم مُحرَّم مطلقا لا يباح قط بحال
|
ولا أرى أن خالفت مقتضى العدل عندما مدحت سعة صدرك، ولا عندما توجهت بأسئلتي أعلاه. ثالثاً: احترامك يسعدني، واحترام الجميع بلا شك كذلك، لكني أحاول أن أيضاً أن أجعل جنتي وبستاني في صدري كما قال ابن تيمية، وذلك بأن يكون احترامي لنفسي هو المحور الذي يشغل اهتمامي،وأن يكون ذلك نابعاً من مدى التزامي بالمبادئ التي أؤمن بها، ولا تضرني عندها المرآة الاجتماعية، ولا من مدحني أو ذمني ولك شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
عزيزي الدكتور نزار، تحية طيبة سؤال بسيط .. هل ترضى مني إذا سألت نفس السؤال وقلت لك :هل تريد أن تدس السم في الدسم؟؟ عموما، لقد استمتعت كثيرا بما نقلته عن الإمام ابن تيمية رحمه الله، وأنا أتفق مع قوله هذا.. أرجو أن تعاملني كما أعاملك.. أنا لا أرى أنك تدس السم في الدسم، بل أظن أنك صادق فيما تقول وتعتقد، وأظن أنك تحترمني .. ولذلك أحاورك .. هذا كل ما في الأمر.. وليس فيه تهديد أو شئ من هذا القبيل.. ولا وتر حساس ولا غير ذلك، فأنا معتاد على الأذى من البعض، ولكني أربأ بشخص مثلك أن يؤذي محاوره بمثل تلك الإشارات والتساؤلات.. ولك خالص مودتي، ليس لأنك مدحتني، ولكن لأنك تحترم خصومك الفكريين، أمثالي.. هذا مصدر احترامي لك.. ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
الأخ د. نزار،
Quote: من المحاذير التي كنت ـ ولازلت ـ أخشاها من مثل هذا الحوار أن يتوسع شيئاً فشيئاً ويخرج تدريجياً من دائرة المهم العاجل إلى المهم إلى العاجل، ولست من انصار صرف الوقت في العاجل على حساب المهم.
|
لم أفهم ما تقصده يا عزيزي نزار.. فهلا أبنت؟
Quote: وعليه ارجو أن لا ننتقل إلى نقطة حتى ننهي سابقتها، كما ارجو أن نحصر الحوار هنا في هذه الصفحة، ولا ننتقل به إلى صفحات أخرى أو مواقع أخرى..
|
النقاط كثيرة والموضوع متداخل.. أرجو المزيد من الإيضاح، لو تكرمت.. هذا ما لزمني توضيحه مع فائق الشكر والتقدير ولكني أحب أن أوضح الآتي وهو أن في منبر الفكرة الحر أناس لا يستطيعون أن يكتبوا في منبر سوانيز أونلاين مع أنهم يستطيعون القراءة فيه طبعا، ولذا نقلت لهم الوصلة ومداخلاتي إلى هناك حتى يتمكنوا من كتابة مشاركاتهم التي أستفيد منها أنا والقراء.. ولكني معك هنا وأكتب كل مداخلاتي معك هنا.. وقد وضعت الوصلة الآن لتتمكن أنت وغيرك من قراءة مداخلاتهم هناك إن أردت، ولكنك غير ملزم بأن تكتب هناك طبعا.. والمسألة لا تحتاج "تاكسي رايح وتاكسي جاي" وإنما هي سفر بالماوس، يعني أقرب من سفر اليد نفسها وأهلنا يقولون "سفرا بالإيد ما بعيد" ويقصدون الأكل في المائدة.. والحمد لله أن سخّر لنا هذه الشبكة فصارت مائدة تسع الجميع.. نقطة أخيرة وهي أنني لا أرى أن الحوار بيننا يجب أن ينتهي بالضرورة بأن يقنع واحدنا الآخر بما يرى، وإنما هي فرصة لكل واحد منا أن يقول ما عنده ويحاول أن يوضحه، وليس الغرض هو الجدال أو الانتصار فيه.. القراء هم الذين يحكمون والمادة مسجلة للتاريخ كذلك.. هذا ما لزمني توضيحه مع فائق الشكر والتقدير ولك مني خالص المودة
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: مأمون التلب)
|
المشاركون والقراء الافاضل يقول الاخ الفاضل د.ياسر: (الفقهاء يقولون أنه لا اجتهاد فيما فيه نص، من قرآن أو حديث.. ولكنهم عمليا لا يستطيعون تطبيق هذه النصوص المحكمة.. وقد اضطر فقهاء المسلمين وعلماؤهم وحكامهم وأمراؤهم أن يتخلوا عن مسألة مثل "ملك اليمين" مسموح بها بنص القرآن الكريم كما في قوله تعالى: "إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين".. ولن يجرؤ أحد أن يحتج بهذه الآية ويملك جارية ويعاشرها معاشرة الرجل للمرأة..) من المؤكد انه لن يجرؤ احد- الآن –ان يملك جارية ويعاشرها كزوجة، محتجا بالآية الكريمة (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) والعلة ليست فى احكام آية يطالبنا الاستاذ محمود ومن اتبعه بنسخها وترك العمل بها ، ولكن العلة ان الشروط الواجب توفرها لتطبيق حكم ملك اليمين غير متوفرة فى الوقت الحالى،قال المرحوم الشيخ الشعراوى :-(
Quote: ، ما ملكت ايمانكم تعنى اسيرات الحرب،شرط ان تكون الحرب حربا شرعية، وليس حروبا طائفية او اهلية( كما يحدث فى السودان حاليا) ولنا ان نتصور ما يحدث لامرأة سقطت اسيرة بين ايدى الجنود،وما يحدث للنساء الاسيرات اثناء الحروب من اغتصاب ووحشية، اراد الله سبحانه وتعالى ان يقى المرأة من هذا كله، وهو وقع وما زال يقع،وسيظل يقع فى الحروب القادمة. اراد الله برحمته ان يقى المرأة شر هذه الوحشية الرهيبة، فأباح لاى رجل ان يتزوجها، دون التقيد بشىء فى العدد او غير ذلك، ومتى تزوجها اصبحت لها حرمة، واصبح لها من يحميها ويدافع عنها، واحترم الجميع هذا الزواج...فهل فى هذا اهانة للمرأة؟ ام تكريم لها؟ وهل اذا وقعت اسيرة بين ايدى الجنود وخيرت بين ان يفتكوا بها او تتزوج احدهم؟ فأى العرضين تختار؟...بلا تردد ستختار العرض الثانى،اى ان تكون زوجة ولها كيان.... وليست فريسة يفتك بها ثم ترمى فى الطريق.)- لتتلقفها ايدى مافيا تجارة الرقيق الابيض والتى تزدهر بعد الحروب، كما حدث بعد حروب كوسوفو والبوسنة الاخيرة واجبرت الاسيرات على البغاء -بعد ان اغتصبهن الجنود- ثم باعوهن لتجار الرقيق الابيض لتشغيلهن فى الدعارة المنظمة فى دول اوربا الغربية.- اذا كانت لا توجد الآن من ينطبق عليها معنى الآية الكريمة( وما ملكت ايمانكم)...فليس معنى هذا اضعاف للنص..فالنص الشرعى موجود ... وان وجدت حالة شرعية طبق عليها...وان لم توجد فهو موجود للتطبيق متى وجدت الحالة الشرعية.) |
يقول د.ياسر:-( أما فكرته الأساسية فقد قامت على دعوة المسلمين إلى النظر في الشريعة السلفية الموروثة وتطويرها بالانتقال مما أسماه بفروع القرآن إلى أصوله. الانتقال من الناسخ الذي قامت عليه الشريعة السلفية المعروفة، إلى الذي كان منسوخا ولم يطبقه سوى النبي عليه السلام، وهو السنة الحقيقية في نظر الأستاذ محمود.. وعليه فإن اجتهاد الأستاذ محمود قد يتعارض مع بعض النصوص الفرعية في القرآن، من أجل إحكام ما هو أحسن منها في القرآن نفسه.. وأنا أفهم أن هذا القول لم يقل به أحد من الأمة من لدن بعث النبي عليه السلام، ولكني أراه حقا ومقنعا بل بديهيا) اذا كانت المشكلة هى نسخ محكم والعودة الى احكام منسوخ-كما يفترض الاستاذ- لكان الاولى ان يفعل ذلك عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه بنسخ حكم حد السرقة، لما تميز به عهده من الرخاء حتى انهم لم يجدوا مساكينا يستحقون الزكاة مما ادى الى انعدام السرقة.المصيبة اليوم، فى الدعوة الى تعديل احكام الله سبحانه وتعالى- لماذا؟؟ لتواكب احكام البشر وكأن الله عز وجل لم يكن يعلم بأن البشرية ستتطور وتصل القرن العشرين وما بعده من قرون،تنزه سبحانه عما يصفون.او كأن الرسول الامين عليه افضل الصلاة والتسليم- قد أخفى هذا العلم فى حياته حتى يأتى استاذ من البشر يدل الناس عليه ويبينه لهم!؟ الرسول صلى الله عليه وسلم- الذى اخبر بما سيكون فى آخر الزمان؟ وأخبر بعلامات الساعة الصغرى كلها فى احاديثه الشريفة،يكتم عن المسلمين خبر تطور البشرية فى القرن العشرين وحوجتهم الى العودة الى القرآن المكى ونسخ الآيات المدنية التى تتعارض مع تطور البشرية!؟؟ اللهم ارنا الحق حقا والزمنا اتباعه وارنا الباطل باطلا والزمنا اجتنابه. ان المسلمين اليوم فى اضعف حالاتهم ولن يتجرأوا على القيام بحرب ولو اعتدى عليهم،ولن يتجرأوا على نقض اى بند من بنود القانون العالمى لحقوق الانسان.ولكن هذا لا يعنى ان هذا الضعف سيستمر الى ما لا نهاية،لأن الله وعد بنصر المؤمنين ووعد الله حق،ولكن حتى يغير المسلمون ما بأنفسهم فيغير الله ضعفهم قوة وهزائمهم نصرا بأذن الله الواحد الاحد
أخى ياسر:- رسالة الاسلام رسالةشاملة كاملة عالمية صالحة لكل زمان ومكان الى قيام الساعة،واى تبريرات للانتقاص منها وتجزأتها الى ما يصلح للقرن السابع والذى يجب ان يلغى او ينسخ وما يصلح للقرن العشرين هو ليس الا اراجيف يبتدعها من يريد ان يغير ويبدل دين الله القويم ويختار منه على هواه ويلغى على هواه بحجة واهية وباطلة ومردودة،وهى ان المسلمين يجب ان يعدلوا دينهم ليتوافق مع قوانين العصر التى صاغها بشر مثلهم او سيضيع دينهم،ولكن الحقيقة الواضحة لكل ذى بصيرة ان انسياق المسلمين وراء هذه الدعاوى والاباطيل هو الذى سيميع الدين الحق. * وهل البشر فى هذا القرن- الواحد والعشرين- يحترمون مواثيق قوانينهم البشرية؟؟؟؟ *اين احترام دولة اسرائيل لحقوق الانسان ؟ وهى تقتل وتشرد المدنيين فى فلسطين؟ بل اين كان ضمير البشرية حين اغتصب اليهود الارض من اصحابها وارغموهم على الهجرة خوفا من المذابح ،وكل ذلك بمباركة الدول الكبرى –راعية حقوق الانسان والموقعة على المواثيق الدولية؟؟؟ *اين احترام الجيش الامريكى لحقوق الانسان بل لقوانين الحرب وقوانين معاملة الاسرى فى العراق؟ *اين الالتزام بحقوق المرأة-الانسان- وهى تباع وتشترى فى اسواق الرقيق الابيض واجبارها على ممارسة الدعارة فى المانيا وامريكا واليابان وغيرها من الدول ، والا يكون مصيرها الجوع والتعذيب بأيدى رجال مافيا الدعارة العالمية والتى فشلت الامم المتحدة ومواثيق حقوق الانسان فى حماية المرأة بل حتى الاطفال من أذيتهم؟ *اين كان الضمير الانسانى العالمى حينما اغمضت هيئة الامم المتحدة عينها عن رؤية مجازر رواندا وظلم الانسان لأخيه الانسان- الهوتو والتوتسى- بشهادة كوفى عنان الذى اقر بعلم المنظمة العالمية بما يحدث من مجازر وبتقاعسها عن اداء دورها آنذاك ؟؟ فهل يجب على المسلمين فى هذا العصر تطوير دينهم وتعديل شريعة الله سبحانه وتعالى باحلال شرائع البشر مكانها؟؟ شرائع البشر التى تستهين بها الدول متى ما تعارضت مع مصالحها ويستهين بها الافراد متى ما عارضت اهواءهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
Quote: يقول سبحانه وتعالىيا ايها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين) يقول المرحوم الشيخ الشعراوى:-(والحق حين يطالب المؤمنين ان يدخلوا فى السلم كافة، فمعنى ذلك :ان الحق يأمر المسلمين ان يلتزموا بكل الاسلام،لا ان يأخذوا بعضا من الدين ويتركوا بعضا.ان الاسلام كل لا يتجزأ، فلا تحاول ان تأخذ اشياء منه وتترك اشياء،والا كنا كمثل بنى اسرائيل الذين قال الله تعالى فيهم:-( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) .اذن... لما كان القرآن هو الكتاب الخاتم،والاسلام هو الدين الخاتم، جعل الله تعالى القرآن دستورا للاسلام حتى يعرف الناس ان الله سبحانه وحده هو الذى يحكم،ولا معقب لحكمه،وهو سبحانه الذى سخر الكون وما فيه لخدمة الانسان، ذلك الانسان الذى استخلفه الله فى الارض ليعمرها،ويقيم فيها العدل وفق رسالات الله المنزلة على رسله صلوات الله وسلامه عليهم. والله تعالى حين يشرع لخلقه، فلا مصلحة له فيما شرع،انما المصلحة فى تشريع الله تعود على المؤمنين انفسهم،فى الدنيا والآخرة.) |
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: مهيرة)
|
الأخت العزيزة دـ مهيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك والأسرة الكريمة أتابع منذ فترة هذا الحوار الممتع السلس بينك وبين الأخ الدكتور ياسر وحقيقةالأمر أن الأدلة والبراهين التي تسوقينها في دعم وتعضيد حججك لهي براهين قوية ومتينة وراسخةلأنها مدعومة بنصوص الكتاب والسنةوفي بعض الأحيان حتي بالفطرة المجردة السوية للإنسان ـ أنا لا أريد الدخول في تفاصيل النقاش فهو نقاش طويل وممتد وشيق ولقد إستمتعت به كثيرآ ـ ما أردت توضيحه في هذه العجالة هو أنه ليس بالضرورة أن تكون في جانب الحق حتي يقتنع بوجهة نظرك الطرف الآخرأو حتي تقنع الطرف الآخر ـ فاقتناع الإنسان بوجهة نظر معينة هو نتاج عوامل كثيرة منها علي سبيل المثال إعتقاد الأنسان وثقافته وبئته ـ لقد حدث بيني وبين بعض أساتذتي في الجامعة هنا في أمريكا نقاشات طويلة ومستفيضة حاولت خلالها جاهدآ أن آثبت وجهة نظر الإسلام من أشياء ومواضيع معينه مثل نظرية الوجود أو التطور ـ وبالرغم من أني كنت قويآ في مرافعتي ودامغآ في حججي إلا أنني لم أستطع أن أزحزحهم من إعتقاداتهم شبرآأو حتي آقنعهم بوجهة نظري كفكرة ـ ماتكشف لدي بعد ذلك أن هناك عوامل أخري تلعب دورآ مؤثرآ في إقناع الإنسان بوجهة نظر معينة ـ هذا قد وقد لا ينطبق علي موقف الأخ دكتور ياسر من هذا الحوار ولكني فقط أردت أن أعبر عن وجهة نظري من هذا الحوار الشيق والراقي لكما مني كل الود والحب وآترككم في حفظ الله ورعايته تخريمة ـ تقبلي تحيات الأخت نجوي إبراهيم أحمد الحاج راشد الحاج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Rashid Elhag)
|
الأخ د. ياسر أرى أن نوافذ عديدة للحوار بيننا قد فتحت ولم تغلق، منها ما هو في صميم الحوار ومنها ما هو جانبي، وهذا في نظري لا يخدم النقاش، وأحب أن نعمل معاً على إغلاق هذه النوافذ بالاتفاق على شيء أو مواصلة النقاش فيها دون فتح نوافذ إضافية، أعلم أن هذا صعب وقد لا يكون بيدنا لكن لابد من السعي له، وإلا سنصل إلى مرحلة تصعب معها متابعة القراء للنقاش،واسمح لي أن أذكر النقاط التالية: أولاً: أحب أن أتجاوز الأمور الشخصية، وأغلق نافذتها، وأكرر أنني ما قصدت تجريحك، ورداً على سؤالك هل أرضى أن يقال لي هذا الكلام؟، أقول ربما أغضب لو قلتَ لي ما قلتُه لك، لكني قطعاً لن أرد بمثل ما رددت به، ودونك ردودي على من أخطأ في حقي في هذا البورد.
ثانياً: محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل وسيد البشر لا شك في ذلك، لكن دليلك على أزلية نبوته، وسرمديتها ليس صحيحاً، وقد قال الإمام ابن تيمية: "أما مايروية هؤلاء الجهال كابن عربي في الفصوص، وغيره من جهلة العامة (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين) فهذا لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل العلم الصادقين، ولا هو في شيء من كتب العلم المعتمدة بهذا اللفظ، بل هو باطل فإن آدم لم يكن بين الماء والطين قط، فإن الله خلقه من تراب وخلط التراب بالماء حتى صار طيناً، وأيبس الطين حتى صار صلصالاً كالفخار، فلم يكن له حال بين الماء والطين: مركب من الماء والطين ، ولو قيل بين الماء والتراب لكان أبعد عن المحال مع أن هذه الحال لا اختصاص لها"، وعلى هذا فرسول الله نبي في علم الله، لكنه ولد ومات صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: إنك ميت وإنهم ميتون، وله حياة برزخية وردت في أحاديث صحيحة أنه يرد سلام من يسلم عليه، لكنها ليست كحياة الأحياء. ثالثاً: حديث: "لي ساعة مع الله لا يسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل" ليس بصحيح، وأرجو أن تبين لي سنده، ومشكلة الأحاديث الموضوعة والتي لا أصل لها مشكلة كنت أتوقعها، وكنت حريصا على أن نصل فيها لشيء وقد وافقت على عدم الاستدلال بغير الصحيح، ولكن سرعان ما خالفت. رابعاً: أراك جعلت الولي فوق النبي، وهذا هو قول ابن عربي: مقام النبوة في برزخٍ***فويق الرسول ودون النبي. وهذا يعني أن أولياء الله أفضل من الأنبياء، وهذا باطل معلوم البطلان فخير الناس الأنبياء، وخير الأنبياء محمد، وخير الناس بعد الأنبياء أبوبكر وعمر، والأية: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) دليل على أن مراتب العباد أربعة هم النبيون، الصديقون، والشهداء والصالحون. وخير هذه الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هما أبوبكر ثم عمر كما في صحيح البخاري عن علي بن أبي طالب. ثم إن الولي لا يأخذ من الله إلا عن طريق النبي، وإن خطر بقلبه شيء فلا يجوز له أن ينفذه حتى يرى هل هو موافق لما جاء به النبي من الكتاب والسنة أم لا؟ وكل من يزعم أنه أخذ عن الله خلاف ما جاء به النبي فهو كاذب. وسؤال له صلة بحديثنا: هل تقول بفكرة خاتم الأولياء ـ التي قال بها ابن عربي ـالذي يظهر في آخر الزمان، والذي هو أفضل من خاتم الأنبياء؟ يقول ابن تيمية: وكذلك قد يحتجون بحدث حذيفة بن اليمان وأنه صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، وحدث حذيفة معروف لكن السر الذي لا يعلمه غيره هو معرفته بأعيان المنافقين، ويقول كذلك: وقد ثبت عن حذيفة أنه لما ذكر الفتن،وأنه أعلم الناس بها بين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخصه بحديثها ولكن حدث الناس كلهم، قال: "وكان أعلمنا أحفظنا"، ثم ذكر قصة أهدار الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي السرح، وأنه جاء للرسول عام الفتح ليبايعه، فتوقف النبي ساعة ثم بايعه، وقال أما كان فيكم رجل رشيد ينظر إلى وقد أمسكت عن هذا فيضرب عنقه؟ فقال رجل من الأنصار هلا أومأت إلي؟ فقال: ماينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين" ثم استخلص: وهذا ونحوه مما يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم يستوي ظاهره وباطنه، لا يظهر للناس خلاف ما يبطنه كما تدعيه الزنادقة مت المتفلسفة والقرامطة وضلال المتنسكة، ونحوهم . أم استشهادك بأننا يمكن أن نعلم ما لم يبلغه الرسول إذا تابعنا الرسول في سنته التي بينها فكأنك تقول إن العمل بالظاهر يقود إلى علم الباطن وهذا لا يقره قطاع كبير من أهل الباطن (طبعاً أقول الظاهر والباطن حسب فهمك أنت) ثم هو ليس حجة منطقية، لان الآية تقول فاتبعوني يحببكم الله، وليس يعلمكم ما كتمه الرسول. خامساً: أما حديث كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، فالمعنى انه لا يسمع إلا حقاً، ولا يسمع إلا حقا، وهكذا، وليس المقصود أنه سمع الله يحل فيه، وبصر الله يحل فيه، وإلا لكانت هذه دعوة للحلول والاتحاد وأن الله يحل في العبد، ويمكن في هذا التوهم من نص الحديث نفسه لأنه يقول ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فهناك محب ومحبوب، ومتقرب ومتقرب إليه، وهذا يتناقض مع القول بأن في الوجود عين واحدة. وقد أفاض شيخ الإسلام في بيان نفي الحلول والاتحاد من كلمات الحديث نفسها. سادساً: أهل العلم بالله هو أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً، والباطنية الذين يخالفون هدي الرسول هم أهل الغرة، والحديث كذلك يحتاج إلى تحقيق سنده ومعرفة درجة صحته فهلا أبنت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Rashid Elhag)
|
الاخ العزيز د. راشد
اولا مرحب بيك وسعيدة بوجودك معانا فى حوش بكرى ابوبكر- المنبر الحر-واتمنى ان يطيب
ليك المقام وأكيد حنستمتع بمساهماتك فى المنبر الحر.
اشكرك على كلماتك الطيبة تجاهى وتجاه النقاش الدائر،وكما ذكرت انت ليس الهدف من
النقاش -دائما-اقناع الطرف الآخر ولكن الهدف هو اثراء الحوار لفائدة المتحاورين
والقراء معا،ومن الله التوفيق
تحياتى للعزيزة نجوى ولكل الاهل بالخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: مهيرة)
|
المشاركون والقراء الكرام تحية الدكتورة الفاضلة مهيرة تقول أن الشيخ الشعراوي قال:
Quote: ما ملكت ايمانكم تعنى اسيرات الحرب،شرط ان تكون الحرب حربا شرعية، وليس حروبا طائفية او اهلية |
ما قاله الشيخ الشعراوي، رحمه الله وغفر له، غير صحيح.. هناك طريق لملك اليمين بغير الأسر في الحرب، وذلك هو البيع والشراء، وتجدين الدليل على ذلك في كتاب صحيح البخاري.. بل يمكن للمسلم أن يشتري عبدا من كافر أو مشرك ولا يلزمه الإسلام بعتقه، ونحن نعرف أن سيدنا أبو بكر اشترى سيدنا بلال من مالكه المشرك ثم أعتقه لوجه الله تعالى.. وسأورد لك وللقراء الكرام بعض الأحاديث التي تفيد بأنه يجوز للمسلم أن يبيع عبده أو جاريته، إذا لم يرد أن يعتق، تماما كما يمكنه أن يشتري العبد وأن يشتري الجارية.. وهناك اتفاقية البقط الشهيرة، فقد اشترط فيها المسلمون بقيادة عبد الله بن أبي السرح على عظيم النوبة أن يرسل إلى مصر كل عام 360 رأسا من الرقيق، والرقيق الذي يحضره عظيم النوبة المسيحي لم يأت عن طريق جهاد، بطبيعة الحال، وإنما عن طريق الخطف أو الشراء أو إرغام الضعفاء.. فإذا صح أمر البيع في الماضي لحكم ذلك الوقت، فهل يصح اليوم؟ وإذا كنت ترين أنه يصح ما دام قد صح في الماضي، فما هو الأحسن في نظرك، ميثاق حقوق الإنسان الذي يحرم الرق، ويحرم بيع الإنسان لأخيه الإنسان، أم الالتزام الحرفي بشريعة الإسلام السلفية؟؟ هذا هو السؤال.. http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=9&ID...et=0&SearchLevel=QBE
Quote: حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن قال إذا زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفير قال ابن شهاب لا أدري بعد الثالثة أو الرابعة |
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=4002
Quote: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت اشتريت بريرة فاشترط أهلها ولاءها فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أعتقيها فإن الولاء لمن أعطى الورق فأعتقتها فدعاها النبي صلى الله عليه وسلم فخيرها من زوجها فقالت لو أعطاني كذا وكذا ما ثبت عنده فاختارت نفسها |
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=3977
Quote: حدثنا عبيد الله بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح عن أبي ذر رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت فأي الرقاب أفضل قال أعلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قلت فإن لم أفعل قال تعين ضايعا أو تصنع لأخرق قال فإن لم أفعل قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك |
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=3975
Quote: حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عاصم بن محمد قال حدثني واقد بن محمد قال حدثني سعيد بن مرجانة صاحب علي بن حسين قال قال لي أبو هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار قال سعيد بن مرجانة فانطلقت به إلى علي بن حسين فعمد علي بن حسين رضي الله عنهما إلى عبد له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار فأعتقه |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ الفاضل د.ياسر لقد كان قول الشيخ المرحوم متولى الشعراوى:-
Quote: (نقول ان هذه الآية تنطبق الآن على اسيرات الحر ب من النساء...لكن هذه الحرب لا بد ان تكون حربا شرعية...) |
ردا على سؤال:-(ما معنى وما ملكت ايمانكم) الآن..وهل يوجد من تنطبق عليها هذه الآية؟) وأعتذر عن عدم دقتى فى اقتباس كلام العلامة الشيخ الشعراوى- نفعنا الله بعلمه- مما جعلك تقول بعدم صحة قوله. اما فيما يتعلق بسؤالك :-(فاذا صح أمر البيع فى الماضى لحكم ذلك الوقت،فهل يصح اليوم؟واذا كنت ترين أنه يصح ما دام قد صح فى الماضى،فما هو الأحسن فى نظرك،ميثاق حقوق الانسان الذى يحرم الرق،ويحرم بيع الانسان لأخيه الانسان،أم الالتزام الحرفى بشريعة الاسلام السلفية؟؟هذا هو السؤال...) الاسلام لم يشرع الرق وانما شرع العتق من اجل القضاء على الرق-منذ القرن السابع- الذى كان مشروعا وممارسا فى كل العالم آنذاك.يقول جل من قائل:-(ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)الاسراء 70 قال جل شأنه:-(ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير)الحجرات 13،وروى عن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام :-(لا فضل لعربى على عجمى الا بالتقوى)او كما قال عليه الصلاة والسلام ،فهل يعقل ان يشرع الله سبحانه وتعالى أو رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، للبشر بيع او استعباد بعضهم بعضا بعد ان كرمهم جميعا؟حتى اعتقد بصحة بيع الانسان لأخيه الانسان او لا؟؟ كان سيدنا ابوبكر وغيره من المسلمين يشترون العبيد من كفار مكة لعتقهم لوجه الله، او لتخليصهم من ظلم اسيادهم الكفار،فيحسنون معاملتهم اذا احتفظوا بهم ولم يعتقوهم،فهل وجد من الصحابة او التابعين او تابعيهم او من المسلمين العارفين لدينهم، من اتخذ شراء وبيع الرقيق تجارة؟؟؟ موضوع الرق وعلاقة الاسلام به-وهو ليس موضوع هذا البوست-قد نوقش كثيرا فى هذا البورد،وهو من الموضوعات التى يتخذها اعداء الاسلام او من يجهلون حقائق الاسلام ذريعة للطعن فى الاسلام واثارة الشبهات حوله.أما ميثاق حقوق الانسان والذى صيغ فى منتصف القرن العشرين ، والذى اعاد للانسان كرامته التى منحه اياها خالقه جل وعلا، فقد لجأت اليه البشرية بعد ان استشرى ظلم الانسان لأخيه الانسان.وقد كان الظالم دائما هو الانسان الابيض القوى-من اوربا وامريكا- والمظلوم دائما ملونا اسود او اسمر او اصفر،من سكان افريقيا وآسيا الضعفاء.والجدير بالذكر ان العالم الاسلامى-معظمه ان لم يكن كله-كان مستعمرا فى ذلك الوقت،فلا لوم على الشريعة الاسلامية التى لم تكن مطبقة اصلا، وان مارس بعض جهلة المسلمين الرق آنذاك. الالتزام الحرفى بشرائع الاسلام التى فى وردت فى القرآن الكريم وفصلتها السنة النبوية المطهرة، بالتأكيد احسن من ميثاق حقوق الانسان،لسبب بسيط،وهو ان خالق البشر-سبحانه وتعالى- هو الذى شرعها كمنهج ودليل للمسلم من أجل مصلحته فى الدنيا والآخرة.ان الصانع من البشر هو الأدرى بمصلحة منتوجه ولذلك يبيع مع كل قطعة كتالوج يوضح كيف تستعمل وكيف تستصلح اذا عطبت.اذا كان المسلمون فى أضعف حالاتهم ولا يستطيعون تطبيق الشريعة كلها، فلا يكلف الله نفسا الا وسعها،ولكن ذلك لا يبرر الدعوة لالغاء الشريعة الاسلامية او المطالبة بنسخ ما احكم من الآيات القرآنية،فذلك عصيان لأمر الخالق سبحانه وتعالى و تعدى سافر على كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه المطهرة. قال صلى الله عليه وسلم:-(ما تركت شيئا مما أمركم به الله الا وأمرتكم به، ولا شيئا مما نهاكم عنه الا وقد نهيتكم عنه) وشهد له الصحابة-رضى الله عنهم- بأنه قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة وذلك فى خطبته يوم النحر بمنى،عندما قال لهمالا هل بلغت؟) قالوا: نعم. وقال عز وجل-(اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينأ). السؤال هو : هل نصدق خالقنا سبحانه وتعالى ورسوله الأمين عليه افضل الصلاة والسلام؟؟أم نصدق كلام مفكر او فيلسوف او ولى يعتقد ان الله خصه بتبليغ ما أخفاه خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام،لأن عقول الناس فى القرن السابع لم تكن تستوعب ذلك،وكأن الله سبحانه وتعالى-لم يكن يعلم ما سيحدث من تطور فى القرن العشرين وما بعده؟؟؟ تنزه سبحانه عما يصفون. أما بخصوص اتفاقية البقط،فأورد ما قاله عنها المؤرخ السودانى محمد سعيد القدال:- (وعقد العرب مع النوبة عهد (البقط) عام 651م.وهو عبارة عن هدنة أمان او معاهدة عدم اعتداء و(البقط) معاهدة فريدة فى نوعها فى التاريخ الاسلامى.تنص المعاهدة على أن يدفع النوبة للمسلمين كل عام اربعمائة من اواسط رقيقهم،ويتسلموا مقابل ذلك مواد غذائية وملابس وخمرا.)ويصفها القدال بأنها ( معاهدة سياسية قبل بموجبها المسلمون ان يعيشوا على هامش مجتمع مسيحى،اما مسافرين أو متاجرين)الاسلام والسياسة فى السودان ص14-15. لاحظ جملة-من اواسط رقيقهم-يعنى الرقيق كان مملوكا للنوبة وهم من يبيعونه للغزاة الغرباء مقابل بضائع أخرى. فهى اذن اتفاقية سياسية وليست اسلامية،وقد احتوت على مخالفات شرعية واضحة،ولذلك فهى ليست حجة على اباحة الاسلام للرق ولو عن طريق الخطف أو ارغام الضعفاء،والا لكانت حجة ايضا على اباحة الاسلام للمتاجرة بالخمور. تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ د. ياسر أولاً: أشكرك على إيراد كلامك في شكل نقاط الأمر الذي يساعد على متابعته. ثانياً: لم تلتزم بحصر الموضوع كما وعدت، وأراك نقلت نقولاً عديدة فتحت نوافذ جديدة، وفي رأيي هذا لا يخدم حوارنا كثيراً، ويمكنني أن أفعل الشيء نفسه، وأنقل وألصق، وتخيل كيف يكون حورانا بعدها. ثالثاً: قولك:
Quote: وأنا أعرف أن الكثير من السلفيين ينكرون مثل هذه الأحاديث، ولا أستغرب ذلك.. ولو جئنا إلى الحق فإن كل الأحاديث منقولة وقد تم تدوينها بعد عقود طويلة من حياة النبي عليه السلام، وما يعتبره البعض سندا صحيحا لا يعترف به البعض الآخر وهكذا.. وهي ليست بقوة القرآن طبعا |
ما معنى هذا هل هو تشكيك في منهجية علم الحديث كله، لنعتمد فقط على القرآن؟ أم فتح للباب ليقول من شاء ما شاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما تبسيطك لمسألة مايعتبره البعض سنداً صحيحاً ينكره البعض، فهو من قبيل تقعيد الشاذ: أي جعل الشاذ قاعدة، وإلا فالجمهور على أن البخاري ومسلم صحيحان، والجمهور على أن مدار قبول الراوي هو العدالة والصدق حتى وإن كان من أهل البدع الكبيرة، لا أريد ان أطيل هنا ولكن الحديث علم وله قواعده، ولا يصح تهوين أمره بهذه الطريقة. رابعاً: حديث "وإن آدم لمجندل في طينته صحيح، ولكنه ليس دليل على أزلية وسرمدية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأمور، منها:
1- أن الحديث يفيد أن محمداً صلى الله عليه وسلم مكتوب في أم الكتاب خاتم النبيين، وآدم مجندل في طينته، وهذا حق، مثلما أنه مكتوب في أم الكتاب سائر أقدار الخلق، للحديث الصحيح: أول ما خلق الله القلم فقال : اكتب قال : رب وما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة } والحديث في سنن أبي داوود. ومكتوب إرسال الرسل، وتكذيب أقوامهم لهم، ومكتوب فرعون وكفره، وغير ذلك. 2-كون الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وآدم مجندل في طينته، هو كون تقدير وليس كون -عيني: بمعنى ان الرسالة لم تصبح عيناً إلا عندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم سن الأربعين ما هو معروف، أما قبل ذلك فلم يكن لها وجود عيني. ولا شك أن علم الله لا يعزب عنه شيء، لكن هذا هو القدر وليس الوجود العيني، والأمر في ظني واضح.
3- الأزلي والسرمدي هو الذي لا بداية له ولا نهاية، فهل نقول هذا عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ذلك فنثبت لها وجودا كوجود الله. ما الدليل على أنها أزلية، والأزل يشمل ماقبل خلق آدم، وقبل خلق السموات، وقبل خلق القلم. أما الأيات والاحاديث التي سقتها لتعضيد استدلالك فلا تفيد أن رسالته صلى الله عليه وسلم أزلية، ولا حاجة بي لاستقصائها لظني أن الأمر واضح. خامساً: القول الذي نسبته للعارفين Quote: " والعارفون يقولون بأن الإنسان لا يتعلم علما جديدا عليه بالمرة، وإنما يتذكر علما كان قد علمه وشهادة كان قد شهدها في عالم "الذر" ولكنه نسيها، والقرينة في قوله تعالى: "ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر؟"..، |
هل يعني هذا أن حياتنا هذه قد سبق أن عشناها من قبل وكل علم قد تعلمناه إنما هو تذكر لعلم مضى، أرجو الإجابة بشكل قاطع لاني أحتاج تأكيدها قبل أن أرد عليها. كذلك قول العارفين: Quote: " ما من شئ كان أو يكون إلا وهو كائن اليوم" |
أرجو أن تفصل فيها حتى أفهم مرادك..
قولك Quote: وأنا أتفق معك في قولك عن النبي عليه السلام بأن " له حياة برزخية
|
يناقض ما فهمته من كلامي بقولك Quote: وأما قولك في الآية "إنك ميت وإنهم ميتون" فلا تعني ما ذهبت إليه من أن النبي غير حي الآن، |
ألم تنقل أني قلت إنه حي ولكن ليس كحياتنا، ووافقتني على ذلك؟ فكيف تزعم أن قلت إنه غير حي أما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات،واستوفى رزقه وأجله في هذه الدنيا، فهي ثابتة بالآيات والأحاديث، لكن له حياة برزخية وهذا ما قلته سابقاً، لم أفهم وجه اعتراضك حقاً، فنحن نتفق أنه حي حياة غير حياتنا ، لكن هل تقول إنه لم يمت وأن الأية ليست صحيحة؟ أم ماذا؟ سادساً: أنت قلت أن الساعة التي لا يسع الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ملك مقرب أو نبي مرسل هي التي تتكرر في كل يوم في جوف الليل الأوسط، وهي ساعة المقام المحمود الذي كان في المعراج، هل تعني أن الرسول يكون في كل يوم كما كان في المعراج يصعد للسماء روحاً وجسداً ليصل سدرة المنتهى ويتلقى علم الولاية الذي أمر بعدم تبليغه؟ راجع كلماتك... ساعة جوف الليل ساعة متكررة، والمعراج الذي بالروح والجسد كان مرة أو مرتين (في بعض الأقوال المرجوحة) وكذلك الساعة التي عنيتها في الآية: " وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا. هذا خلط غريب ولي للنصوص للوصول إلى ما تريد.
سابعاً: ألم تقل: Quote: والأصل النبوة، ثم انبثقت عنها الرسالة من أدنى وأثمرت ولاية من أعلى |
.. الا يفيد هذا القول أنك ترى أن الولاية أعلى من النبوة والرسالة، ودعني أسألك سؤالاً أرجو أن يجيبني عليه جواباً مباشراً، هل ترى بإمكانية أن يكون هناك ولي أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ثامناً: هناك تخبط عجيب في قولك:
Quote: ولكن نحن نتبع النبي محمد لنصل إلى الله وليس أن يبقى هو حجابا بيننا وبين الله.. وهذا يُلتمس في قول الحق عز وجل: "ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون".. |
1- اتباع النبي لا يمكن أن يكون حجاباً بيننا وبين الله. 2- الآية لا تفيد المعنى الذي قصدته مادخل الآية، هل نتخذ الرسول رباً عندما نتبعه، هذا خلط آخر أما قولك:
Quote: ولذا فإنه بعد مرحلة "الإسلام" الذي هو فوق "الإيمان" و"الإحسان"، ويجيء بعد علوم اليقين الثلاثة، فإن "المسلم" يأخذ من الله بغير واسطة النبي محمد صلى الله عليه وسلم |
فهذا هو عين الابتداع أين الاتباع الذي تزعمونه لأنفسكم، وأنتم تخالفون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو عليه رد، ثم ما هو معيار الوصول لمرحلة الأخذ من الله بلا واسطة. يذكرني هذا قول العارف الذي قيل له إن هؤلاء القوم يزعمون أنهم وصلوا ، قال: نعم وصلوا ولكن إلى سقر ثم هل ترى أن محمود وصل إلى درجة التلقي من الله بدون واسطة النبي؟ أما سؤالي السابق: هل تقول بفكرة خاتم الأولياء ـ التي قال بها ابن عربي ـالذي يظهر في آخر الزمان، والذي هو أفضل من خاتم الأنبياء؟ فلم تجب عليه، وأتوقع إجابة صريحة لا حيدة فيها، ثم لماذا اختصرت الجواب في إرجاع الأمر إلى محمود، دون حتى إدراج وصلة أو نقل، كأنك تريد أن تتجاوز هذه النقطة، أبن أفصح؟ تاسعاً: أراك أيضا تختصر النقاش في حلول صفات الله في الولي، وترجعنا إلى تجربتك الشخصية في الفهم والتي لم تتكرم علينابتوضيحها؟ ولا تريده أن يكون موضوع جدال بيننا.أما ما زعمت أنه يقابل الحديث من القرآن فليس كذلك، لا مقابلة بين الحديث والآيات التي ذكرتها هل تزعم أن البصر الحديد هو إبصار الله ـ تعالى الله ـ وإلا فكيف المقابلة؟ أما "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"..فاليقين هو الموت كما في التفاسير المعتمدة، وليس هو المرحلة التي تتوقف فيها العبادة وتبدأ فيها الأصالة كما هو مشهور عن محمود. ولا أظن أن نقاشنا كان في حاجة للنقل الطويل الذي أوردته عن الإمام الغزالي. عاشراً: " قولك: Quote: في رأيي أن الحديث صحيح وقد نقلته من كتاب "إحياء علوم الدين" لحجة الإسلام الإمام الغزالي.. وقد وجدت أن الشيخ ناصر الدين الألباني قد صنف الحديث من الأحاديث الضعيفة هنا: http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=1171 وأنا طبعا أنظر في ما يكتبه هؤلاء السلف، رحمهم الله، ولكن لدي عقلي وتفكيري ونظري للأمور.. إن دليلي على صحة هذا الحديث بالإضافة لأنوار القرآن التي فيه ومقابله من القرآن هو أنه قد ذكره أيضا الأستاذ محمود محمد طه الذي لا أزعم أني أعرفه حق معرفته ولكني أثق به، فأنا قد رأيته واقتنعت به وبعلمه وأدبه وتواضعه وزهده وأخلاقه الرفيعة، وهذا يكفيني..
|
أولاً: كلامك بعيد جداً عن العلمية، والمنهجية، بل هو خطاب عاطفي بحت، هل تصحح الأحاديث وتضعفها بنظرك الشخصي، ماذا بقي من الدين إذاً، أهذا هو الاتباع الذي تزعمه لنفسك؟ ضعف ما شئت، وصحح ما شئت، لا عبرة لنا بما تقول، فالعلم يؤخذ من مظانه. ثانياً:هل كان محمود عالم حديث، وهب أنه كان أكثر الناس تواضعاً وزهداً وأحسنهم أخلاقاً، هل من المنهجية أن تقبل حديثه لهذه الصفات؟ كان أهل الحديث يقولون إن من أشياخنا من نستسقي به الغمام، ولا نقبل حديثه، وليس ذلك لاتهامه في دينه، بل لمسائل تتعلق بالضبط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
القراء الاعزاء والمشاركون الافاضل بسم الله وبه نستعين بعد قراءة رد الاستاذ محمود على سؤال موسى ابو زيد،والذى اورده لنا الأخ د.ياسر مشكورا، وواضح ان السؤال كان عن (الروح)،تأكد لى بما لا يدع مجالا للشك ما وقع فيه الاستاذ من خلط وتضارب فى المعلومات،ومن اعتقادات باطلة تخالف ما جاء فى الكتاب والسنة وتؤدى الى الشرك والعياذ بالله. وسألخص بعض هذه الاعتقادات الباطلة الواردة فى الرسالة اعلاه:- 1-الوجود :يشمل الخالق والمخلوقات،وهو كله مصنوع من مادة واحدة،والاختلاف فقط فى مقدار الذبذبات الصادرة عن الصور المختلفة للنوع الواحد او الشكل النهائى للمادة ،وهو ما عبر عنه الاستاذ- بوحدة الوجود (وحدة الوجود ويهمني من هذه الأطوار السبع التي أبرزتها لك في حديثي هذا ، والتي تظهر في شكل هرمي ، له قاعدة غليظة وقمة رفيعة ، أن أقرر أن الوجود مكون من مادة واحدة ، وأن الإختلاف في أطوارها إختلاف مقدار ، لا إختلاف نوع..) (وقلنا أيضاً أن المخلوقات ـ عظيمها وحقيرها ، علويها وسفليها ـ إن هي إلا صور لتجليات الله في الوجود .. وبين المخلوقات تفاوت عظيم في العلم والقدرة ، ولكنه تفاوت مقدار فقط) 2-لا فرق بين المادة والروح الا فى مقدار الذبذبات الصادرة عنهما 3-الروح هى الامر، وهى الطرف الرفيع الشفاف من النفس-المادة-والنفس تتطور حتى تصل الى الطور السابع (النفس الكاملة) وهو طور الألوهية او طور (الاستواء على العرش) وطور (ثم انشأناه خلقا آخر) (عبر عن الأطوار الستة بهذا التطور ، والتدرج .. وعن الطور السابع بقوله: "ثم أنشأناه خلقاً آخر" ، وهو هو نفس معناه في قوله: "ثم استوى على العرش" ..) 4-الروح هى الوجه،وهى تسير فى الترقى حتى تصل الى الوجه البعيد وهو الذات: (وللوجه هنا معنيان: الوجه البعيد هو الذات ، والوجه القريب هو الوجه الذي يلي الذات من المخلوقات ـ أي هو أرفعها جميعاً ، وهو الذي على قمة الشكل الهرمي ، وهو هو الذي نطلق عليه (الحق) حين نطلق على الله (الحقيقة) .. أو قل هو خلاصة المخلوقات التي هي ، كما سبق وقررنا ، مظهر تجليات الله في الوجود .. ) 5-المادة مظهر للارادة،والارادة هى الله. 6-العلم هو الحياة وهو الله 7-مشاركة الخلق فى جميع صفات الخالق 8-تقارب صفات المخلوق من صفات الخالق 9-الخروج من نقص صفات المخلوق والدخول الى كمال صفات الخالق يكون بالعبادة والاستقامة والعلم 10-لا تتم معرفة الله على مستوى الحقيقة الا بالوصول الى النفس الكاملة وهى التى وضحها الاستاذ بقوله: (وكلما ترقت النفس في المعارج التي سلف ذكرها من أمارة ، إلى لوامة ، إلى ملهمة ، إلى مطمئنة ، إلى راضية ، إلى مرضية ، إلى كاملة ، كلما زادت رفعة ، وخفة ، وشفافية .. وكلما زاد طرفها الرفيع ـ "الروح" ـ رفاعة ، وشفافية ، ونفاذاً إلى دقائق التمييز ..) لقد قمت بهذا التلخيص لرسالة الاستاذ حتى يسهل فهمها على ومناقشة ما ورد فيها.وعلى القراء الرجوع الى الرسالة اعلاه اذا اختلف فهمهم لها عن فهمى،وارجو الا يكون هنالك معنى آخر عند الأستاذ او عند د.ياسر يختلف عن فهم المتلقين -وانا واحدة منهم-لأنه فى هذه الحالة سيكون بيننا (حوار طرشان) أو(حراثة فى البحر)،ومن الأفضل فى هذه الحالة عدم نشر مثل هذا الكلام الذى لا يفهمه الا قائله ومن افضى اليهم بأسراره من المريدين والحواريين. المناقشة: سأختصر حديثى-ان شاء الله- فى 4 محاور:- أ-الروح-ب-معرفة الله سبحانه وتعالى-ج-العلم-د-القدر. أ-الروح:- قال تعالى:-(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وماأوتيتم من العلم الا قليلا) الاسراء 85 وفى سبب نزول الآية أخرج البخارى عن ابن مسعود قال:كنت أمشى مع النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو متوكىء،على عسيب ،فمر بنفر من يهود ،فقال بعضهم:لو سألتموه،فقالوا:حدثنا عن الروح،فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى اليه حتى صعد الوحى ثم قالالروح من أمر ربى وماأوتيتم من العلم الا قليلا).والغرض من سؤال اليهود كان التعنت والتعجيز،ولكن أجابة الرسول صلى الله عليه وسلم التى أوحاها له الله عز وجل ،كانت واضحة وكافية، ومعناها أن الروح من جملة مخلوقات ربى،التى أمرها أن تكون فكانت، مع التذكير بأن علم الانسان مهما بلغ فهو لا يساوى قطرة من علم الله عز وجل. وأظن أن محاولات الأستاذ لفك أسرار الروح كانت فاشلة،والدليل أنه تخبط فالروح عنده مرة هى النفس عندما ترق ،ومرة هى الأمر ومرة هى الوجه،فلم يأتى بأى معلومة مفيدة،وانما هو كلام باطل لمخالفته لنصوص قرآنية واضحة(الروح من أمر ربى)ولكن الأستاذ يظن ان الروح الأنسانية تترقى وترق حتى تصل الى مرتبة الالوهية؟؟؟ تنزه الله وتعالى عا يصفون.كما أنه جعل المادة والروح أصلا واحدأ وهذا خطأ. يجيب العلامة الشيخ الشعراوى على سؤال: ماهى النفس؟ هل هى الروح أم هما مختلفتان؟ (ان معرفتنا بالروح تدخل بنا فى نطاق ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه حيث يقولويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى) يعنى من المتعلقات الخصوصية لله ،وما هو من أمره سبحانه وتعالىأنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).وبذلك فان ارادة الخالق بأن تكون بنا حياة،فكانت الروح لتلتحم بالبدن،فتكون الحياة،فلا تحيا المادة بلا روح،ولا تظهر الروح الا فى المادة، وحين تلتقى الروح بالمادة توجد (النفس).والنفس هى مدار التكليف من الخالق،يجمع كل ذلك قوله تعالىونفس وما سواها*فألهمها فجورها وتقواها*قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها)7-10الشمس.فكيف تكون التزكية؟وكيف يكون الدس؟ان الله عز وجل لم يكلف البدن ولم يكلف الروح،وانما كلف النفس التى تنشأ من اتصال البدن والروح.فالنفس التى تتبع منهج الله تدخل فى منطقةقد افلح من زكاها)،ومن تتمرد على منهج الله تدخل فى منطقةوقد خاب من دساها).وفى كلام القرآن عن النفس ذكر منها:النفس اللوامة،والامارة بالسوء،والمطمئنة ،والراضية،والمرضية.فان خضعت النفس لمنهج الحق:اصبحت مطمئنة،واذا تمردت على هذا المنهج:أصبحت:أمارة بالسؤ،واذا عصت مرة واطاعت مرة:كانت:لوامة..) ب-معرفة الله سبحانه وتعالىمعرفة الذات ومعرفة الاسماء والصفات) هنالك مصدران لهذه المعرفة:- 1- العقل:-ووظيفته التفكر فى آيات الله المشاهدة فى الكون وفى النفس البشرية، للوصول للايمان بوجود الله وأنه هو وحده الخالق المدبر لهذا الكون.وهنا مجال واسع لابداع العقل البشرى فى مجال العلم المادى، لكشف بعض مجاهيل الكون والمخلوقات،وهذا بدوره يؤدى الى الايمان بوجود الله،كما توصل الى ذلك العالم اينشتاين فقال:-( ان دينى هو اعجابى، فى تواضع، بتلك الروح السامية التى لا حد لها، تلك التى تتراءى فى التفاصيل الصغيرة القليلة التى تستطيع ادراكها عقولنا الضعيفة العاجزة، وهو ايمانى العاطفى العميق بوجود قدرة عاقلة،مهيمنة، تتراءى حيث ما نظرنا فى هذا الكون المعجز للأفهام، ان هذا الايمان يؤلف عندى معنى الله.).كما أن فهم النصوص الدالة على وجوده-سبحانه وتعالى-واسمائه وصفاته، ايضا من وظائف العقل وفى حدود امكاناته.واستعمال العقل هنا فقط فى استحضار عظمة الله المتصف بهذه الصفات،والتجاوز هو محاولة معرفة كيفية هذه الصفة مما قد ينتج عنه تشبيه لله بخلقه. 2-القرآن والحديث الشريف:-وفيهما النصوص التى تذكر وتثبت اسماء الله جل وعلا، وصفاته،والتى على المسلم أن يؤمن بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل،كما على المسلم نفى ما نفاه عز وجل-عن نفسه ،ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى ليس كمثله شىء وهو السميع البصير). ايضا على المسلم قطع الطمع عن ادراك كيفية اسماء الله وصفاته ولا يحيطون به علما)طه 110.قال ابن عباس:هل تعلم له شبيها؟. والقول فى الصفات فرع عن القول فى الذات،لأنهما من باب واحد، فهما من الغيب الذى لا نستطيع ادراكه،او الوقوف على حقيقته أو كنهه. *والخطأ الذى وقع فيه الاستاذ،أنه ظن أن الانسان يمكنه الوصول الى معرفة الذات-التى يسميها الحقيقة-بتجويد العبادة وتقليد الرسول صلى الله عليه وسلم،حتى ترق النفس او الروح وتصل الى النفس الكاملة التى هى فى مرتبة الله وعند ذلك يتسنى لها معرفته فيقول لا يعرف الله الا الله) وهو كذلك ينفى معرفة العقل لله بزعم ان العقل ثنائى والله واحد،وبذلك يتعارض كلام الاستاذ مع الآية القرآنيةان فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الالباب)آل عمران 90 .فالله سبحانه وتعالى مد العقل البشرى بامكانية ادراك وجود الله وادراك وحدانيته وقدرته،ولذلك خلق الله العقل للانسان،والا لما خلق الله الانسان مخيرا فى ان يؤمن او أن يكفر لو لم يجهزه بامكانية الاختيار.قد يرد أحد الجمهوريين:بأن الاستاذ يقصد معرفة ذات الله وليس وجود الله،ولكن هذه المعرفة غير ممكنة للعقل البشرى( ولا يحيطون به علما) ومنهى عنها ،فلماذا يكلف الاستاذ نفسه بالمستحيل؟؟مما يؤدى به الى تخيل ان الانسان سيصل مرتبة الالوهية ليدرك حقيقة الله، أهو الجهل بالدين؟؟أم الاصرار على الكفر ؟؟والعياذ بالله.(اهدنا الصراط المستقيم*صراط الذين انعمت عليهم*غير المغضوب عليهم ولا الضالين). *والتجاوز للمنهى عنه أوقع الاستاذ فى تشبيه صفات المخلوقات بصفات الله ،بل ذهب ابعد من ذلك واعتقد أن صفات المخلوقات يمكن ان تصل الى كمال صفات الخالق -بالعبادة والاستقامة والعلم-فأشرك مع الله الها آخر او آلهة أخرى، لا فرق فالشرك واقع.قال تعالىان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ّلك لمن يشاء)النساء48. ج- العلم: وهناك نوعان من العلم:1-العلم البشرى التطبيقى بفرعيه المادى والانسانى: وتدخل فيه كل انواع العلوم المادية المعروفة من طب وفيزياء وهندسة...الخ،و المجال فيها مفتوح للعقل البشرى للبحث والاستكشاف والاختراع،ورغم ما حدث فى هذا العلم من تطور أدى الى تطور البشرية،فالتطور فى هذا المجال لن ينتهى الا بانتهاء البشرية.كذلك تدخل فيه العلوم الانسانية الأخرى من تاريخ وآداب وفنون وعلم الاجناس ومقارنة الأديان وغيرها. 2-العلم الغيبى:- وهو ما يختص بادراك الغيبيات، يقول المرحوم الشيخ متولى الشعراوى:-(والغيب هو الشىء الذى ليس له مقدمات ولا يمكن أن يصل اليه علم خلق من خلق الله،حتى الملائكة. حينما علم الله آدم الاسماء كلها،وطلب من الملائكة أن يخبروا بها فعجزوا واعتذروا،لأن الله لم يعرفها لهمقالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم)البقرة32 .والجن ايضا لا يعلمون الغيب،فعندما مات سليمان عليه السلام لم تعلم الجن بموته وهى المسخرة لخدمته بأمر الله. اذن فالغيب هو ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى:-(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا*الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا)26-27 الجن.وهكذا فان الرسل لا يعلمون الغيب.. ولكن الله سبحانه وتعالى يعلمهم بما يشاء من الغيب،ويكون هذا معجزة لهم من الله تعالى ، ولخدمة دعوتهم وقضيتهم الايمانية.ولا بد أن نعرف ان وجود الشىء مختلف تماما عن ادراك هذا الشىء ،فأنت لك روح فى جسدك تهبك الحياة،أرأيتها؟أسمعتها؟أذقتها أشممتها؟ألمستها؟ الجواب بالطبع لا..فبأى وسيلة من وسائل الادراك تدرك أن لك روحا فى جسدك؟ بالطبع بأثرها فى احياء الجسد.) لذلك فمصادرنا فى علم الغيبيات هى : القرآن الكريم ،وما أخبرنا به الرسول عليه الصلاة والسلام من أخبار الغيب.ولا مجال هنا للنظرية والتجربة(كما فى العلم المادى التجريبى)،لأن المشاهدة التى يتم بها اثبات او نفى النظرية،مستحيلة على التكوين الانسانى ،ولكن العقل الانسانى يمكنه ادراك هذه المعرفة والايمان بهذا العلم بعد رؤية آثاره المعقولة،مثل آيات الله فى الكون وأثر الروح فى الجسد.يقول أحد من حاولوا الخوض فى علم الغيبيات عن طريق العقل والكلام بدون هدى من القرآن والسنة، فخر الدين الرازىلقد تأملت الطرق الكلامية،والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفى عليلا ولا تروى غليلا ،ورأيت اقرب الطرق طريقة القرآن ويقول: نهاية اقدام العقول عقال وأكثر سعى العالمين ضلال وأرواحنا فى وحشة من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا ولذلك:من يقول بأنه يمكن رؤية الله حقيقة أو معرفة كنه الروح، فهو كاذب وضال . *واخطأ الاستاذ حينما خلط بين العلم الغيبى والعلم التطبيقى المادى،بل حاول استعارة نتائج العلم المادى(علاقة المادة بالطاقة) لاثبات نظريته فى وحدة الوجود. *وأخطأ غيره من المريدين الذين يقدسون كلام الاستاذ ،فلا يراجعون ما فيه من اخطاء علمية قد تكون اثبتت بعد وفاته.فالعلم اثبت أن المادة لا تساوى الطاقة تماما.(راجع ردود الأخ انور الطيب) د- القدر:- القدر لغة: هو القضاء والحكم وشرعا: هو أن الله تعالى علم وكتب مقادير الاشياء،وأزمانها قبل ايجادها،ثم اوجد ما سبق فى علمه أن يوجد،فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وارادته. والقدر سر الله تعالى اختص العليم القدير به،وضرب دون معرفته الاستار،وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم،مما علمه من الحكمة، فلم يعلمه احدا من خلقه، لا ملك مقرب،ولا نبى مرسل،فلا يجوز الخوض والبحث فيه عن طريق العقل. وهو ركن من أركان الايمان لا يصح ايمان عبد حتى يؤمن بالقدر ،خيره وشره، حلوه ومره، وأن كل ذلك من الله، فانه سبحانه خلق الخلق وعلم ما يعملون وما هم اليه صائرون،قال تعالى:-(انا كل شىء خلقناه بقدر) القمر49 (الا له الخلق والأمر) الاعراف 54 . وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل شىء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز) رواه مالك فى الموطأ والله سبحانه وتعالى قد علم من العصاة المعصية وخلقهم لها،وعلم من أهل الطاعة وخلقهم لها،وكل يعمل لما خلق له. قسم العلماء القدر الى اربعة مراتب: # 1- العلم،أى :علم الله سبحانه بالأشياء قبل كونها.قال تعالى:-(ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافى الارحام)لقمان34 . عن عمران بن حصين قال: قيل:يارسول الله،اعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: فقالنعم) ، قال: قيل: ففيم يعمل العاملون؟ قال كل ميسر لما خلق له) رواه مسلم #2-الكتابة: أى كتابة الله للاشياء قبل كونها ووجودها.قال تعالى:-( ما فرطنا فى الكتاب من شىء)الانعام 38 وقال تعالىما اصاب من مصيبة فى الارض ولا فى أنفسكم الا فى كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير)الحديد 22. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة، قال: وعرشه على الماء.) رواه مسلم #3-المشيئة:- أى ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. قال تعالى ولو شاء ربك لآمن من فى الارض كلهم جميعا)يونس99 . عن حذيفة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان،و لكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان) رواه احمد فى المسند #4- الخلق:- أى خلق الله تعالى- للاعمال وايجاده لها. قال تعالى الله خلقكم وما تعملون) الصافات96 عن حذيفة رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم ان الله يصنع كل صانع وصنعته) رواه البخارى ومذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين والائمة المتبوعين: الايمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم،الذى هو موصوف به فى الازل، وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصى،والارزاق والآجال، ثم كتب ذلك فى اللوح المحفوظ. والايمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه خالق كل شىء،والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم، وللعباد قدرة على أعمالهم،ولهم ارادة، والله خالقهم ، وخالق قدرتهم وارادتهم. فليس لأحد مشيئة تنفذ، الا ان تنفذ منها مشيئة الله تعالى، وانما يجرى الخلق فيما سبق من علم الله، والقدر سر الله، لا يدرك بجدال،ولا يشفى منه مقال، والحجاج فيه مرتجة، وقد تظاهرت الآثار ،وتواترت الأخبار فيه عن السلف الأخيار،بالاستسلام والانقياد والاقرار بأن علم الله سابق،ولا يكون فى ملكه الا ما يريدوما ربك بظلام للعبيد). .(منهج الامام مالك فى اثبات العقيدة-355 –369 . *أخيرا أود ان اسأل د.ياسر هل سيظل -الانسان-الغير مسلم والذى لايعمل بمقتضيات الحلال والحرام أى لم تصيبه (جرثومة النفس اللوامة) بعد ،كل عمره فى ادنى مراحل الانسانية الأقرب الى الحيوانية؟؟ حيث يقول الاستاذ:-( فالطور الاول من اطوار النفس هو طور النفس الامارة،وهو طور مشترك بين الانسان والحيوان) تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: مهيرة)
|
الأخت الدكتورة مهيرة، لقد لاحظت في تلخيصك في النقطة الثالثة أنك أضفت من عندك ما لم يرد في النص الأصلي، فارجو التنبه إلى ذلك، إذ لم يرد بالنص أن الطور السابع هو طور الألوهية..
Quote: 3-الروح هى الامر، وهى الطرف الرفيع الشفاف من النفس-المادة-والنفس تتطور حتى تصل الى الطور السابع (النفس الكاملة) وهو طور الألوهية او طور (الاستواء على العرش) وطور (ثم انشأناه خلقا آخر) (عبر عن الأطوار الستة بهذا التطور ، والتدرج .. وعن الطور السابع بقوله: "ثم أنشأناه خلقاً آخر" ، وهو هو نفس معناه في قوله: "ثم استوى على العرش" ..)
|
ما عدا ذلك فسأقوم بالتعليق جملة واحدة في المداخلات القادمة التي أرجو أن أجد لها الوقت.. وشكرا ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ د.ياسر المقطع الاول من اقتباسك اعلاه، هو تلخيصى أنا لمعانى ومرامى قول الاستاذ،
الروح هى الامر، وهى الطرف الرفيع الشفاف من النفس-المادة-والنفس تتطور حتى تصل الى الطور السابع (النفس الكاملة) وهو طور الألوهية او طور (الاستواء على العرش) وطور (ثم انشأناه خلقا آخر) ورغم ان جملة(الطور السابع هو طور الألوهية)لم ترد نصا فى خطاب الاستاذ، ولكن معنى الخطاب يشير الى ّذلك بوضوح، والدليل المقطع الأخير من اقتباسك أعلاه وهو كلام الاستاذ حرفيا:-
(عبر عن الأطوار الستة بهذا التطور ، والتدرج .. وعن الطور السابع بقوله: "ثم أنشأناه خلقاً آخر" ، وهو هو نفس معناه في قوله: "ثم استوى على العرش" ..) أسألك يادكتور ياسر من هو الذى (استوى على العرش)؟؟ فى الطور السابع الذى ذكره الاستاذ ؟؟؟وهو الطور الذى سيصل اليه -الانسان - بعد ان يترقى وترق نفسه فى سلم المعارج حتى يصير( خلقا آخر)؟؟؟ كماقال الاستاذ عن الطور السابع فى الترقى بأنه هو الخلق الآخر؟؟ المقصود واضح يادكتور ياسر ولا يحتاج الى كثير ذكاء.سأكتب لك الآية كاملة وهى:-((ان ربكم الله الذى خلق السموات والارض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر مامن شفيع الا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون)يونس-3 أما الذى انشىء خلقا آخر :فهو الانسان- الذى يعتقد الاستاذ بأنه سيصل الطور السابع وهو مرتبة الالوهية-اى (مرتبة الذى استوى على العرش) تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
ووصل آخيرا السيد هاشم نوريت..السلام عليك ورحمة الله وبركاته اولا أحب أن اقول لك أن ما بلغته من سوء أدب في الحوار ليبعد عن كل ديانة ، سماوية وارضية، ويذهب في الأوصاب أبعد من حدود الحيوانية ناهيك عن الإنسانية .. ولقد تابعت كتاباتك كلها في جميع البوستات التي فتحت منك أو كنت مشاركا فيها .. ووجدت فيها تكبرا من نفسا ملأها المرض(فزادهم الله مرضا)، ووجدت غرورا صدق في وصفه خير البشر سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال(ميمان لا يتعلمان مستحي ومتكبر)، ووجدت علوا لا يصاحب العلماء فغرتك نفسك وظننت أنك منتصر، ولكنك حق عليك قول الخليل بن أحمد الفراهيدي إذ قال فيك ورجل لا يعلم .. ولا يعلم أنه لا يعلم.. وهذا أحمق فاجتنبوه).. ولكن لا يسعنا أن نعمل بوصية الخليل هذه كثيرا .. وهي مقولة مطابقة لما جاء في القرآن عن الذينإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).. لأننا مضطرون للحوار معك .. رغم سوء أدبك .. وبعدك عن أدب الدين ،وروح الدين. فقولك للفاضلين: للدكتور نزار والدكتورة مهيرة .. أسواء شئ قولكما أخي. هذه المقولة تستبطن فيها بأننا غير مسلمين .. الا فعلم أن من كفر مسلما فقد كفر.. ولا أظنك تعلم!! الا فعلم (الا اله الا الله ، وان محمدا رسول الله).. فبأي قولة بعدها تكفرنا .. (واين أنت من لا اله الا الله يوم القيامة.. قال اسامة : ولكنه قالها خوفا يارسول الله، قال صلى الله عليه وسلم : واين انت من لا اله الا الله يوم القيامة. قال اسامة لكنه قالها خوفا يا رسول الله . قال صلى الله عليه وسلم : وهل شققت قلبه يا أسامة.. اللهم إني ابرأ اليك مما فعل أسامة). او كما قال عن خالد بن الوليد (وهو الصحابي )(اللهم إني أبرأ اليك من خالد بن الوليد) الا فعلم بأنك أهون عند الله من أسامة الحب بن الحب ومن خالد سيف الله المسلول .. الا فعلم أن الله ورسوله والاسلام بريئون منك (قياسا) على ما قد سبق.. هذا مايخص أمر الدين الذي يجمعنا.. اما ما يخص الدين الذي لا يجمعنا والذي تكرهه فاعلم أنني بفضل الفكرة الجمهورية بعد الله عز وجل لا أكن لك سوى الحب. ولا أكره فيك سوى فعلك هداك الله وهدانا ملحوظة: الفتنة نائمة.. لعن الله من أيقظها.. رجاء إبتعد عن تأليب الآخرين.. لانه ،ولا أظنك تعلم:الفتنة أشد من القتل.. هذا إن كنت قارئا للقرآن من قبل ولك سلامي وتحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Elmosley)
|
الأخوة المتداخلون تحياتي الحارة لكم جميعا وأخص بالذكر المتحاورين الرئيسيين د. ياسر و د. نزار، متمنيا من الله أن ينحصر النقاش في نقاط بعينها حتى تعم الفائدة لأن متابعة الحوار تصعب كلما تشعبت المواضيع. كما أنتهز هذه الفرصة لمواساة الأخ / قصي في مرض والدته وأسأل الله لها عاجل الشفاء ، وأن يرزقه برها ، أمين. وبعد .......... ما أردت إيصاله من خلال المداخلة السابقة التي حاولت أن أختزلها إلى أقصى ما يمكن بسبب الحوار الدائر بين الدكتور نزار والدكتور ياسر ، لعلمي بان التدخل يفسد ثنائية الحوار. وكما يقال : لا بد مما ليس منه بد "ولذلك أنا هنا" ، فعذرا إن طاشت سهامنا هنا وهناك لكن كما يقال لسنا نحن هنا في مقام توجيه طعنات أو ضربات ولكن القصد الحوار الجاد المثمر الذي هو المقصد من دخولنا لهذا الركن الفسيح ، كما أن كل خطأ في كلامي مردود عليّ . وليعذرنا من لم نستطع قراءة مداخلته كاملة لأن الوقت في الحقيقة لا يكفي وهذه المداخلات بحاجة إلى شهور ودهور لدراستها ....... ولكن إن علقت على كلمة فتعليقي على ما ظننت أنه جملة مفيدة.
أعود فأقول: إن ما أردت إيصاله هو أن العلوم التجريبية بكل فروعها تلعب دورا مهما في تأسيس فكرة عما يدور حولنا من أفلاك ، أجرام ، جسيمات وغيرها من المواد صغرت أو كبرت وآثار هذه المواد. ولكن هنالك مشاكل عديدة تواجه العلوم التجريبية يمكن إيجازها في مشكلتين أساسيتين:
1- مشكلة المشاهدة (the observation )
فالمشاهدة أو الملاحظة " و أقصد بصورة أعم عمل الحواس" تلعب بطريق مباشر أو غير مباشر دورا مهما في تكوين مفاهيم أساسية عما يدور حولنا ، وهذه المشكلة هي التي قادت العالم شرود نغر من خلال تجربته المشهورة القطة والصندوق في تأسيس علم ميكانيكا الكم quantum mechanics ، وتتلخص هذه الفكرة في حبس قطة داخل صندوق مع مواد مشعة " يورانيوم" موصول بعدّاد ومطرقة وغاز سام ، فلا يمكن التنبؤ بمعرفة ما يحدث للقطة دون مشاهدة ما يحدث . طبعا دون ميكانيكا الكم الإجابة سهلة وبسيطة ، إما أن تموت القطة أو لا تموت ولكن حسب نظرية ميكانيكا الكم فالإجابة لن تكون واقعا متحققا دون فتح الصندوق والنظر لما بداخله ، فقد تنبعث مواد مشعة وقد لا تنبعث ، فإذا انبعثت سوف يعمل العداد ليقيس الإشعاع ومن ثم تطرق المطرقة على الغاز لينطلق الغاز الذي يؤدي إلى موت القطة وتعفنها. بمعنى آخر كل من القطة والغاز والمواد المشعة والمطرقة تعتبر كما واحدا. كما أن المشاهدة وحدها لا تكفي، فلابد من المراقب الواعي، الذي يستطيع أن يستنتج، يستدل، يغير في ظروف التجربة، الخ......... وليس موضوعنا قصة هذه القطة المسكينة ولكن من لب موضوعنا أن المشاهدة تلعب دورا مهما في تكوين مفاهيم أساسية عن عالم الشهادة. وأي علم مبني على غير المشاهدة المباشرة أو غير المباشرة يخرج من إطار العلوم التجريبية. ويصبح الطريق الموصل إليه غير طريق العلوم التجريبية ، لأن أدوات العلوم التجريبية مرتبطة بالمشاهدة وبعمل الحواس الخمس. وأتمنى أن لا يفهم من كلامي هذا أن كل ما لا نستطيع مشاهدته غير موجود ، بل هذا الأمر يعتمد على ما نملك من أدوات. فكلما امتلكنا أدوات أفضل كلما تمكنا من مشاهدة واقع لم نكن نعرفه من قبل. وربما هنالك كثير من الأشياء المادية التي لم نستطع مشاهدتها وذلك لأننا لا نملك الأدوات المناسبة لرؤيتها. ناهيك عن غيرها من عالم الروح ، فهذه لا يوجد طريق أمامنا لمشاهدتها. ببساطة شديدة لأننا لا نملك الآن الأدوات اللازمة للمشاهدة.
2- المشكلة الثانية : هي مشكلة الكلال العقلي :
هذه المشكلة يمكن تلخيصها في أن العقل يصعب عليه الإحاطة ببعض الأمور رغم أنها تقع من ضمن اختصاصاته ، فمثلا في عمليات العد 0 ، 1 ، 2 ، 3 ، ........... ، ن فأقصى عدد يصل إليه ن هو ما لا نهاية ، وما لا نهاية هذه هي أكبر دليل على الكلال العقلي بمعنى أننا لا نستطيع أن نصل إلى آخر عدد ولذلك عبرنا عنه بما لا نهاية ، رغم أن العد من العمليات التي خبرها العقل.وهي إضافة الرقم 1 في كل مرة مثلا. كذلك إن سمعت بهذه الحقيقة أن الكون يتكون من 10^99 مجرة ( ضع 98 صفر يمين الرقم 10 ) وكل مجرة تحتوي على 100 10^ نجم ( ضع 99 صفر يمين الرقم (10، هذا على حسب افتراضات أهل الفلك ، بل استشكل الأمر على علماء الفيزياء والفلك أمثال جون ويلر زميل اينشتاين ونيلز بور وبعضهم أفترض وجود خداع بصري ليستوعب فكرة أن هذا الكون متسع ، فكلما تطورت أدوات العلماء كلما بانت لهم حقائق لم تكن معلومة من قبل. بل نتيجة للتمدد المستمر لهذا الكون يتلاشى مفهوم المسافة الذي خبره العقل في قياس الأبعاد وبدلا منه ننتقل إلى السنة الضوئية لتغطية جهلنا بما يدور حولنا ، أو على الأقل لتقريب الصورة لأذهاننا. بل في الحقيقة نحن نسافر إلى الماضي عند دراستنا للمجرات والنجوم البعيدة. وهذه المفاهيم يصعب فهمها حتى لأهل الفيزياء والفلك ناهيك عن المتلقي العادي ، ربما يبدو هذا ضربا من ضروب الخيال. ملخص هذه الفكرة أن العقل يظل مقيدا بعمل الحواس ، رغم ذلك تظل هنالك بعض الأمور المادية التي يعجز العقل عن إدراكها، رغم أنها من اختصاصاته ، لكنها تظل خارج حدوده ، وهذه ليست دعوة لتعطيل العقول أو تحجيمها لكنها في المقابل دعوة لمعرفة حدودها التي تتحرك فيها. ويمكن إيراد أمثلة كثيرة لذلك ولكن ما أردت أن أصل إليه إذا كان إدراكنا بعالم المادة مازال قاصرا بل يواجه كثيرا من العقبات حتى في ما خبرناه من علوم كالفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وغيرها فما بالنا بعالم الروح ، بالطبع الأمر أكبر مما نتصور وأصعب من أن نتخيل بل هو خارج حدود فكرنا وعقلنا لأن العقل يجول فيما يخبره بواسطة أدوات معروفة ............ فالعقل قد يخبرنا عن وجود خالق خلق هذا الكون ، لأنه علم تماما أن لكل تصميم مصمم أو كما قال أحدهم كل تصميم بحاجة إلى مصمم (Every design requires a designer) ، ولا أظن أنّ هذه نقطة اختلاف بين عاقلين . لكن أجد من الصعب وجود طريق يؤدي إلى معرفة الله ( معرفة تفصيلية) غير طريق النقل الصحيح عن الله، وأعني بالمعرفة هنا المعرفة المطمئن إليها ولا يأتيها الباطل من بين يديها ، وإلا فالكل يدعي المعرفة ، وكما قال الشاعر :
الكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
وللحديث بقية ، ولكن حتى لا أطيل عليكم أترككم في رعاية الله وحفظه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الأكرم الأخ كمال عباس، تحية وسلاما سؤالك :
Quote: هل الله جل وعلي مطلق في وجوده بحيث لايحد ذلك زمان ولامكان?
|
نعم، الله في ذاته العلية مطلق ولا يحويه الزمان ولا المكان.. ولكن الذات الإلهية تنزلت بمحض الفضل إلى مرتبة الإسم والصفة والفعل، ولولا ذلك لما عرفت.. ونحن نعرف الله بالنبي محمد عليه السلام، وهذا هو السر في القرن بين اسمه واسم الله في شهادة التوحيد عندنا نحن المسلمون "لا إله إلا الله محمد رسول الله".. واسمح لي أن أهديك هذه الفقرة بعنوان "الذات المحمدية" في كتاب "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد":
الذات المحمدية الذات المحمدية أول قابل لتجليات الذات الإلهية.. وهي المشار إليها في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، قال قلت: ((يا رسول الله بأبي أنت، وأمي، أخبرني عن أول شئ خلقه الله.. قال: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر.)) والذات المحمدية حقيقة أحمدية، قمتها ولاية، وقاعدتها نبوة.. ومقامها المقام المحمود الذي قامه النبي ليلة عرج به بعد أن جاوز سدرة المنتهى، وفيه صح له الاتصاف بقوله تعالى: ((ما زاغ البصر وما طغى)). وذلك في جمعية بلغت فيها وحدة الذات البشرية قمة طوعت لها شهود الذات الإلهية.. ثم أن النبي لم يلبث أن عاد، بعد تلك الإلمامة النورانية، إلى حياته العادية في مكة وكان الله قد آتاه معراجا يوميا، وأمره بالمداومة عليه، ومناه أن يبلغه به، على مكث، المقام الذي قامه بين يديه ليلة المعراج.. فقال تعالى: ((ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)).. ذلك المعراج هو الصلاة.. فقد كان محمد بمنهاج الصلاة، في المكتوبة، والنافلة - ليلا ونهارا - يقترب، كل لحظة، ويعرج، كل حين، ويحقق، في الدم واللحم، المقام الذي أطلعه الله عليه ليلة المعراج.. وهذا ما من أجله قال: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)) وقرة العين تعني طمأنينة القلب، ولا تكون طمأنينة القلب إلا بجمعية النفس بعد التوزع.. ولقد حقق محمد هذه الجمعية بفضل اطلاعه على وحدة الذات الإلهية. فاطمأنت نفسه، واحلولت شمائله، واكتملت حريته.. وأكبر دليل عندي على كمال حريته الداخلية عزوفه عن السيطرة على الآخرين.. فالمعروف عنه أنه كان يكره أن يتميز على أصحابه. وكان يحب أن يكون كأحدهم. وكان ينهاهم أن يعظموه، ويقول لهم: لا تعظموني كما تعظم الأعاجم ملوكها.. وكان يقول: من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار.. ووفد عليه، ذات مرة، رجل فأخذته هيبته، فلجلج، ولم يستطع أن يبين عن حاجته، فقال له: هون عليك!! فإني لست ملكا، وإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد.. فسري عن الرجل، واستعاد رباطة جأشه، وكرامة إنسانيته.. ولقد خير: أيكون نبيا ملكا ؟ أم يكون نبيا عبدا ؟ فاختار أن يكون نبيا عبدا.. والعبودية لله هي غاية الحرية، وكلما زاد العبد في التخضع لله، كلما زادت حريته.. والعكس صحيح.. فالملك تسلط على الآخرين، وبه تنقص عبودية العبد، وتنقص، تبعا لذلك، حريته، ولذلك فقد آثر الحرية، في معنى ما آثر العبودية لله.. هذه نفس اكتملت لها عناصر الصحة الداخلية، واتسقت قواها الباطنية، وتحررت من الأوهام، والأباطيل، وسلمت من القلق، والخوف العنصري، البدائي، الساذج.. ما أحوج بشرية اليوم، كلها، إلى تقليد هذه النفس التي اكتملت لها أسباب الصحة الداخلية، تقليدا متقناً يفضي بكل رجل، وكل امرأة، إلى إحراز وحدة ذاته، ونضج فرديته، وتحرير شخصيته، من الاضطراب، والقلق الذي استشرى في عصرنا الحاضر بصورة كان من نتائجها فساد حياة الرجال والنساء والشبان.. في جميع أنحاء العالم..
انتهى الاقتباس من كتاب "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد"..
ولك شكري، وفي مداخلة أخرى سأنقل لك من كتاب الجمهوريين الذي أثار كثيرا من اللغط "أدب السالك في طريق محمد" ما يوضح الأمر بتوسع أكثر.. ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: kamalabas)
|
الأخ كمال سؤالك عن:- هل الله جل وعلي مطلق في وجوده بحيث لايحد ذلك زمان ولامكان?
اجابته بسيطة وموجودة فى سورة الشورى آية11 :- قال تعالىولا يحيطون به علما) سؤالى لك: هل احطت انت او غيرك علما بالله عز وجل،حتى تقرروا لناحدود الزمان والمكان التى تحد وجود الله؟؟؟أفيدونا قال تعالىومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله)
وقال صلى الله عليه وسلم(يكون أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه،فلا يبقى منه مفصل الا دخله)رواه احمد وابو داؤد وابن ابى عاصم وصححه الالبانى
الكلب(بفتح الكاف واللام):هو داء الكلب هدانا الله واياكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ د. نزار تحية وسلاما دعني أبدأ من النقطة الأخيرة في مداخلتك.. قولك:
أولاً: كلامك بعيد جداً عن العلمية، والمنهجية، بل هو خطاب عاطفي بحت، هل تصحح الأحاديث وتضعفها بنظرك الشخصي، ماذا بقي من الدين إذاً، أهذا هو الاتباع الذي تزعمه لنفسك؟ ضعف ما شئت، وصحح ما شئت، لا عبرة لنا بما تقول، فالعلم يؤخذ من مظانه. ثانياً:هل كان محمود عالم حديث، وهب أنه كان أكثر الناس تواضعاً وزهداً وأحسنهم أخلاقاً، هل من المنهجية أن تقبل حديثه لهذه الصفات؟ كان أهل الحديث يقولون إن من أشياخنا من نستسقي به الغمام، ولا نقبل حديثه، وليس ذلك لاتهامه في دينه، بل لمسائل تتعلق بالضبط
== كنت قد قلت لك في المداخلات الأولى لشروط الحوار:
أنا لي تعريف مختلف عن السادة السلفيين لمسألة السنة ولكن لمصلحة النقاش سأوافقك على فهمك لما قلت عنه بصحيح السنة، وأنا أعرف أنك تقصد بها الحديث النبوي الشريف، ومن ناحيتي لن أستدل إلا بما تعتبره أنت حديثا صحيحا..
وقد قرأت هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعته من الأستاذ محمود: "دينك!! دينك!! يا ابن عمر!! ولا يغرنك ما كان مني لأبويك!! خذ ممن استقاموا، ولا تأخذ ممن قالوا".. وقد وجدت في تصنيف الشيخ الألباني هذا الحديث بصيغة أخرى، وقد قال عنه أنه ضعيف، ولكنه لم يقل بأنه موضوع، هنا: http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=6575 مرة أخرى أقول أن نور الحديث ظاهر، وهناك ما يقابله من القرآن.. والعبرة ليست بنقل الأحاديث فحسب، وإنما بالاستقامة لقول الله عز وجل "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون".. فأنا آخذ ديني ممن استقاموا.. والأستاذ محمود كان عالما بالحديث، وعلى استقامة وزهد وتواضع، شهد به حتى الذين يحسبون أنفسهم من أعدائه، وقد هزمهم في منابر الحوار، ثم استطاع أن يقول "لا" لتزييف الشريعة على يد النميري وأعوانه.. وهذا وحده دليل على علمه واستقامته وقد رأينا من يصفهم الناس بالعلماء، يبايعون النميري، بل يصفونه بأنه مجدد القرن، ثم بعد أشهر قليلة تنكروا لتلك البيعة عندما سقط نظامه.. ثم أرجو أن أؤكد لك أنني أصدق كل ما وصل عن السلف من حديث النبي عليه السلام، ولا أجد داعيا لتضعيف الأحاديث، وقد وجدت أن الذين يضعّفون الأحاديث ، في الأمثلة التي راجعتها، يتحدثون بالرأي وليس الجزم أن الحديث ضعيف، ولا يستطيعون الجزم.. وأعرف أن أغلبية الأحاديث المنقولة إنما هي "أحاديث شريعة" ولا تتعلق بالطريق والمنهاج ولا بالحقيقة.. فأحاديث الحقيقة والطريقة قليلة بالنسبة إلى أحاديث الشريعة.. والناس الآن لا يحتاجون إلى مثل هذه الأحاديث.. هناك تعريف للسنة بأنها عمل النبي عليه السلام في خاصة نفسه، وقوله الذي ينم عن حاله.. أما باقي أقواله وكل إقراره فهي ليست سنة وإنما شريعة قصد بها إلى تعليم الناس حسب حكم الوقت.. والشريعة دون السنة.. والدين يعود ببعث السنة وليس ببعث الشريعة السلفية لقوله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ.. فطوبى للغرباء.. قيل ومن الغرباء يا رسول الله، قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها" وقد وجدت للحديث صيغا كثيرة وفي هذه الصفحة أقرب الصيغ لما قرأته في كتب الأستاذ محمود وسمعته منه.. بالضغط هنا
وهذا يأخذني للتعليق على نقطتك الأولى.. فأنا قد تحدثت عن أن الأحاديث منقولة وليست بقوة القرآن على أي حال.. فجئت أنت لتقول:
ما معنى هذا هل هو تشكيك في منهجية علم الحديث كله، لنعتمد فقط على القرآن؟ أم فتح للباب ليقول من شاء ما شاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما تبسيطك لمسألة مايعتبره البعض سنداً صحيحاً ينكره البعض، فهو من قبيل تقعيد الشاذ: أي جعل الشاذ قاعدة، وإلا فالجمهور على أن البخاري ومسلم صحيحان، والجمهور على أن مدار قبول الراوي هو العدالة والصدق حتى وإن كان من أهل البدع الكبيرة، لا أريد ان أطيل هنا ولكن الحديث علم وله قواعده، ولا يصح تهوين أمره بهذه الطريقة.
قول النبي عليه السلام " حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي قال وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد قال وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه قال وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم
وهناك هذا الحديث الصحيح بحسب تصنيف الشيخ الألباني هنا: http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=9456 أبشروا ابشروا ؛ أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ قالوا : نعم . قال : فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به ؛ فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا ===== وأيضا هناك هذا الحديث أنقله كما هو من الصفحة في الشبكة كما اعتدت أن أفعل: حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يونس يحدث عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة قال هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله قال فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف وغم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا عني فكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم === يتضح من كل ذلك أن مسألة القرآن أعلى من أي حديث مروي عن النبي عليه السلام، ومن هنا قلت أن قوة الحديث بعرضه على القرآن، ولم أقل أن يقول من شاء ما شاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فالحديث الذي يقول بالحبل طرفه عند الله وطرفه عند الناس نجد الآيات التي أوردها الأستاذ محمود في مقدمة كتابه "الرسالة الثانية من الإسلام": (لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي.. فمن يكفر بالطاغوت، ويؤمن بالله، فقد استمسك بالعروة الوثقى، لا انفصام لها.. والله سميع عليم..)
(ومن يسلم وجهه إلى الله، وهو محسن، فقد استمسك بالعروة الوثقى.. وإلى الله عاقبة الأمور..) ثم شرح ذلك بقوله: العروة هي المقبض.. أو هي اليد التي يحمل بها الإناء.. أو هي العقدة في طرف الحبل التي يستوثق بها القابض على الحبل من قبضة الحبل.. فالعروة الوثقى هي مقبض الحبل الوثيق.. والحبل هو الدين.. قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم، إذ كنتم أعداء، فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخواناً.. وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها.. كذلك يبين الله لكم آياته، لعلكم تهتدون).. فالحبل هنا هو الإسلام، وهو القرآن، وذلك معنى واحد انتهى.. وأرجو أن تعذرني وأن يعذرني القراء الكرام في الاكتفاء بهذا الجزء حتى أعود في وقت أوسع لمواصلة التعليق على باقي النقاط والإجابة على الأسئلة.. ولكم مني جميعا الشكر والتقدير.. ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: Yasir Elsharif)
|
أخي كمال عباس مرحباً بك الله جل وعلا هو خالق الزمان والمكان، ولذلك لا يحتويه مكان، ولا يحده زمان،ولا يشغله شأن عن شأن، فهو كما أخبر عن نفسه ـ جل وعلا ـ مستو على عرشه، بائن عن خلقه، وفي الحديث:كان الله ولم يكن شيء. والعمدة في صفات الله أن نصفه بما وصف به نفسه، وبما صح من وصف نبيه له، من غير تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف. وذلك لأن عقولنا قاصرة عن إدراك كنهه، ويمكنها أن تتفكر في مخلوقاته لتستدل على ما أخبر من صفاته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
Quote: عيد مبارك .. دوما يحضرني د.مصطفي محمود ايام شكه بوجود الله يصف حاله "العقل المعتد المتمرد الذي يجاوب علي كل شئ .. تناول ذلك العقل "الله" من خلال الاتي ..
اذا كان الكون موجود فلابد من خالق اوجده "فمن خلق الخالق ؟" .. انظر ايما اعتداد وتعدي يعتري ذاك العقل المجنون .. ذاك العقل يقر بان الكون مخلوق "انظر الي الاقرار " ولكنه في نفس الوقت " يقول ويساءل من خلق الخالق .. اتساءل من خلق من يخلق .. هل تري عن اي اعتداد ارمي اليه .. يقر ذاك العقل بان هنالك خالق فكيف يجعل منه "مخلوق" بالسؤال عن "خالقه" .. هكذا ببساطه من دون الاشاره الي دين سماوي او خلاف ندرك "بان هنالك خالق بمحض ذاك التلاعب في الالفاظ" ...
.. بعد اثبات "وجود الله " فمن هو "عز وجل وتعالي عن كل وصف "
يتواصل التمرد و "عباده العقل" لنفسه" ويخرج لنا من بقول بان الله انه الكون بتصريفاته وقوانينه العجيبه . انه الوجود "اشاره الي نظريه الوجود الهنديه . تعالي الله عن هذا .. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان (Re: نزار محمد عثمان)
|
الأخ د. نزار، تحية وسلاما لك وللقراء والمشاركين الكرام.. قبل أن أعود لأواصل نقاطك في مداخلتك قبل الأخيرة لي رغبة في توضيح مسألة هامة.. إن قولي بتصديق كل ما وصل عن السلف من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما أقصد بهم السلف الصالح الذين أثق بعلمهم، والذين أعرف أن الأستاذ محمود يأنس إلى ما جاء في كتبهم مثل الإمام الغزالي.. ولكني قلت قبل ذلك بعرض الحديث على القرآن .. وفوق ذلك، أنا استفت قلبي كما جاء في حديث بهذا النص والمعنى في كتاب "إحياء علوم الدين. فالتصديق لا يضرني بشئ ، وأكثر الأحاديث إنما هي أحاديث شريعة كما قلت لك.. وأنت تسألني هل أصدق أيضا أن هناك كذابين يكذبون على رسول الله، وأجيب بأنني أيضا أصدق هذا؛ أما العلماء الذين أثق بهم وبعلمهم فقد وجدت البرهان على صدقهم، وعندما ذكرت لك أحد البراهين إذا بك تصرفه على أن هذا من أمور السياسة!! أوما سمعت حديث النبي عليه السلام: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله"؟؟ ذاك الرجل عندي هو الأستاذ محمود، ولا أطالبك بالإيمان بما وجدته أنا يقينا، وتصفه أنت بالعاطفية وعدم المنهجية؛ وأنا أعذرك في ذلك، لأنك لا تؤمن بما أؤمن أنا به.. فأنا أصدق كل ما جاء به الأستاذ محمود وما ذكره من أحاديث، حتى لو قال كل علماء الدنيا السلفيين أن الأحاديث التي أوردها موضوعة أو ضعيفة، ولا شأن لي بما يقولون.. ثم إني لم أقف على مجرد الإيمان بالأستاذ محمود، الذي دلني على طريق النبي عليه السلام، وإنما وجدت بركة الطريق معرفة ويقينا بالله.. وقد قرأت لك في مداخلة سابقة قولك بأن معنى اليقين هو الموت، وهذا حق، ولكن اليقين، قبل أن يكون هو الموت، هو الشئ الذي لا يكاد يكون فيه شك، ويوصف به الخبر والنبأ والعلم.. نقول "أعلم علم اليقين" إذا كان العلم لا شك فيه.. هذا من بداهة اللغة العربية.. وهناك آيات قرآنية توضح المعنى الذي قلته لك، كما في قول الله سبحانه وتعالى: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) النمل أو قوله تعالى من نفس السورة: فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)
والآن آتي إلى حديث "فخذ ممن استقاموا ولا تأخذ ممن قالوا"؛ فقد أخبرتك أنني وجدت الحديث بصيغة أخرى لا أعتقد أنها تختلف كثيرا في المعنى بكلمة "مالوا".. فإن ما قلته أنت عن هذا المعنى صحيح.. أما شرحي لصيغة الحديث بكلمة "قالوا" فهو كالآتي: لا عبرة بالقول ما لم يتبعه عمل وفعل.. فكأن المقصود بالحديث أن لا يأخذ ممن قالوا ولم يتبعوا قولهم بالعمل، وإنما يأخذ ممن أتبعوا قولهم بالعمل وبهذا يكون السير في طريق الاستقامة.. وقد أوردت لك الآية "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا"، وإليك آية أخرى في ضرورة ربط القول بالعمل؛ يقول تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".. وفي هذا الباب يقول الأستاذ محمود "إن شر الدعاة الوعّاظ الذين يقولون ما لا يفعلون" وقد جاء عنهم بأنهم علماء السوء أو علماء السلاطين، وما أكثرهم على أيامنا.. وقد سمعت حديثا قدسيا يقوله الأستاذ محمود كثيرا هو قول الله لسيدنا عيسى عليه السلام: "يا عيسى عظ نفسك، فإن اتعظت فعظ الناس، وإلا فاستحي مني".. وقبل أن أنصرف أحب أن أعلق على نقطتك الخامسة والأخيرة في قولك: خامساً: الحديث الصحيح وحي، لقوله تعالى: وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، فأمر النبي منه الفرض كتفاصيل الصلاة، والواجب، والمندوب،والمباح، لأنه أمر الله، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن نأخذ السنة مأخذ الهزل، ونستهين بأمره، وصح قوله: يوشك رجل شبعان على أريكته يحدث بالأمر من أمري مما أمرت به ونهيت عنه يقول بيننا وبينهم كتاب الله ما وجدنا فيه اتبعناه ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله، مسند الإمام أحمد ، والأحاديث في هذا الباب كثيرة لا حاجة للاستطراد فيها. ليست هناك استهانة بالحديث، بل العكس هو الصحيح، ولكني أضع الحديث في مكانه، وأعرف الأحاديث التي تأمر وتلك التي تنهى.. فمثلا قد تقول لي بأن هناك حديثا نهى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حف الحواجب عند النساء، ولعن النامصة وما إلى ذلك من هذا الأمر.. أو الحديث الذي أقر فيه أم عطية على أن تخفض بنات الأنصار بقوله: "اخفضي ولا تنهكي" أو الحديث الذي يقول "حفوا الشوارب وأعفوا اللحى".. أنا لا أعتقد أن مثل هذه الأحاديث تعني الكثير للمرأة أو الرجل في وقتنا هذا.. وفي المقابل قد أخبرك بحديث قرأته في كتب الأستاذ محمود مثل كتابه "لا إله إلا الله" حيث جاء قوله: لذلك جاء الحديث .. قال: ((لا تزال لا اله إلا الله تدفع عن العباد سخط الله ، ما لم يبالوا ما نقص من دنياهم .. فإذا فعلوا ، ثم قالوها ، قال الله: كذبتم لستم بها صادقين ..)) ، ووجدت الإمام الغزالي قد ذكره في "إحياء علوم الدين" بقوله: "جاء في الأثر".. وإليك النص كما جاء في ذلك الكتاب: فإن الأنبياء ما بعثوا إلا لصرف الناس عن الدنيا إلى الآخرة وإليه يرجع أكثر كلامهم مع الخلق وفيما أوردناه كفاية والله المستعان وأما الآثار فقد جاء في الأثر لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن العباد سخط الله عز وجل ما لم يسألوا ما نقص من دنياهم وفي لفظ آخر ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك وقالوا لا إله إلا الله قال الله تعالى كذبتم لستم بها صادقين ولكني لم أجد لهذا الحديث أثرا في كتب الحديث الموجودة في الشبكة عندما بحثت باستعمال آلات البحث التي أعرفها.. فأنا هنا أصدق الإمام الغزالي والأستاذ محمود، ولا أرى في ذلك من بأس، وأعرف أن نور الحديث ظاهر لوجود ما يقابله في القرآن، وهو الآية التي ذكرتها لك بعاليه: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"، فإن قول "لا إله إلا الله" يحتاج أن يُعاش وليس فقط أن يُقال باللسان.. ولك شكري، حتى أعود لمواصلة نقاطك السابقة.. ياسر
| |
|
|
|
|
|
| |