فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2005, 01:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه...الهمز واللمز بين الاخوان

    نكبة البرامكة وازمة راسبوتين
    التاريخ:
    الموضوع: أقلام وآراء


    بقلم الاستاذ/ محمد احمد عثمان

    هلك الطاغية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بعد أقل من عامين من مأساة كربلاء التي سقط فيها سبط الرسول(ص) الحسين بن علي الشهيد المظلوم مضرجاً بدمائه موشحاً بأشلائه . وعجز ولي العهد معاوية الثاني بن يزيد الملقب (بأبي ليلي) بسبب المرض العضال الذي مات فيه من تولي الخلافة لأكثر من أربعين يوماً ورفض تسمية ولي العهد الجديد ولأنه لم يذق حلاوتها لا يريد أن يحمل وزرها ولأنه لم ينتفع بها حياً لا يريد أن يقلدها ميتاً.



    وعندما بلغ مروان بن الحكم نبأ موته وحالة الفراغ الدستوري الناتجة من عدم تسمية ولي العهد قال قولته المشهورة والتي أصبحت مثلاً (والحكم بعد أبي ليلي لمن غلبا). وتغَّلب بالفعل مروان بن الحكم ومن بعده إبنه عبد الملك بن مروان أبي الخلفاء. وتحول الملك العضوض من آل سفيان الي آل مروان حتي سقوط آخر خلفائها مروان بن محمد بن عبد الملك بن مروان الملقب (بمروان الحمار) في معركة نهر الزاب وبالفعل تمكن المروانيون وبفعل مروان بن الحكم من إرساء قواعد وبنود قانون ( التغلب) والسيطرة. وأستمرأت الإنقاذ (2) منذ أحداث الرابع من رمضان وصفر إستراتيجية الحكم المتغلب.
    وبعد وقف إطلاق النار بجنوب البلاد وإجازة مشروع السلام بنيفاشا وإقرار دستور المرحلة الإنتقالية بدأت إشكالية تطبيق بنود الإتفاقية. ورغم أن الاتفاقية إقراراً بنصوص بنود الدستور in letter & spirit تمنح الأقلية الأوليغاركيه غير المُمَثِلة للشمال لنظام الإنقاذ المتغلب 52% من كعكة السلطة وتمنح الحركة الشعبية 28% لم يتبقي للقوي الشمالية والجنوبية الأخري سوي (20%) أي 14% و 6% علي التوالي. وحاول التجمع الوطني الديمقراطي المعارض بعد إنسلاخ الحركة الشعبية وكشريك للإنقاذ وعن طريق المفاوضات الكثيفة بين القاهرة والخرطوم الوصول الي إتفاق للمشاركة فيما أطلق عليه مجازاً بحكومة الوحدة الوطنية .وكانت نسبة الـ 14% بمثابة الفخ المتفجر booby trap الذي نصبه النظام لإصطياد القوي السياسية الشمالية المعارضة والمتوالية علي حدٍ سواء. ولم يقرأ التجمع الوطني الديمقراطي عند إصطحابه للأحداث كتاب (البخلاء) للجاحظ ولم يطلع علي دلالات دراما (تاجر البندقية) لوليام شكسبير ولم يكلف نفسه مشقة الدراسة النقدية التحليلية لكوميديا (إمبراطورية النفط) القابضة لعوض الجاز. وظل التجمع الوطني الديمقراطي في طراده مع نظام الإنقاذ مثل (توم) و (جيري) حول غنيمة الـ14% التي لا تسمن ولا تغني من جوع في اقتصاديات سوق أقزام أحزاب المجهر المتهافتة والمتوالية والعاطلة وذات اللافتات والرايات التائهة عندما يزيد العرض علي الطلب في ظل نظام الاحتكار والإقتصاد المركزي. وعندما فتح نظام الإنقاذ خزانته وأخرج وزيرين مركزيين للتجمع ظن ابو هاشم بأن أول الغيث مطر وأن وراء الأكمة ما وراءها وأن رأس قمة جبل الجليد وبمزيد من السخاء سوف يكشف فيض ما تحته. فسال اللعاب وانفتحت الشهية وهل من مزيد ؟! ولكن عَدَّاد طلمبة الانقاذ وقف مؤشرها عند وزارتي التقانة والتربية والتعليم وذلك حتي (يُتْقِن) التجمع الوطني لغة الفلسفة الشمولية للإنقاذ وحتي (يتربي ويتعلم) في كنف وحسب النظام. وبعد خروج الوزارتين من مطبخ الإنقاذ (كصحني فتة) بدأ الهرج والمرج في أروقة الحزب الإتحادي الديمقراطي. فمطبخ النظام لا تزال تفوح منه روائح الطهي والمرقة وربما يخرج (صُفَراً) وصِحافاً أخري. وفي خطوة غريزية إرتجاعية متعجلة وبفعل أروما الطعام وحتي لا يضطرا إلى أكل القديد هرول الحاج مضوي ومحمد الأزهري نحو الشريف الهندي. وشرع الميرغني في وضع معالم استراتيجية الخروج علي التجمع لوضع البيضتين وما سوف يأتي من بيض من دجاجة الإنقاذ في سلة (الإتحادي الديمقراطي). فالتحالف مع التجمع يعد تحالفاً غير مقدس وربما تموت السياسة وبالضرورة علي أعتاب القداسة. وأرغي (علي محمود حسنين) وأزبد بينما إلتزم سيد أحمد الحسين الصمت المطبق لفترة طويلة ثم عاد الي الصياح من جديد. وتمكن النظام من خلال مادة الـ14% من تسميم الساحة السياسية وبلبلة التجمع وتأصيل التشرزم في أوساط الحزب الإتحادي الديمقراطي. ونجح النظام الحاكم في توظيف الـ14% كسلاح ذي حدين يملك عوامل الطرد والجاذبية. فأحزاب التوالي المجهرية المجذوبة نحو السلطة ووجبات الميري الدسمة وللخروج من غائلة العطالة والعزلة الشعبية يمكن أن تأكل( لا فرق) حتي من الفتات الساقط من مائدة النظام. ويريد التجمع ان يأكل من مأدبة وحولية النظام. ويريد أن يشرب من نخب الإنقاذ وبقاعة الـ VIP ومقعد ضيف الشرف Chief guest . وعندما شعر المؤتمر الوطني بجشع التجمع والميرغني وتمادى وأستفحال الطمع من مطالب (عنزة) صغيرة الي تطلعات (فيل) ضخم قام بنثر (الشطة) الحارقة علي حافة حقول السلطة والثروة. ففي النيجر وغينيا بيساو وعندما تعرضت أفيال الادغال الي الإنقراض قامت السلطات باقامة المحميات لحمايتها من الصيادين poachers ولتمكينها من التكاثر. وعندما إزدادت أعدادها وتضاعفت أصبحت تهدد حقول المزارعين. وعندما أكتشف المزارعون بأن الشطة الحارة hot pepper تطرد الأفيال تماماً من المزارع قاموا بزراعتها علي اطراف الحقول. وظن الميرغني المتمترس خلف قلعة التجمع الوطني الديمقراطي وبإسناد الضغوط المصرية علي الإنقاذ وتبعات المعارضة الداخلية المتنامية ضد النظام والتي رسمت في مخيلته ظلالاً كثيفة لضعف النظام أوحت له بأحلام اليقظة بأنه سوف يجني من أشواك النظام عنب الإنقاذ. وظن أن نظام قوارين الإنقاذ سوف يفتح له خزائنه وأنه سوف يسرف في شراب النفط حتى الثمالة وانه سوف يتنعم بديباج النظام ويتحلي بالمعادن الثمينة من مناجم إرياب. وأدمن الميرغني قراءة كتاب (منطقة مروي المظهر والجوهر) لفاطمة أحمد علي والصادر عن دار عزة للنشر عام 2004م. فقد فتح هذا الكتاب شهيته نحو السلطة والمجد وأضحى بالنسبة له مثل حصان طروادة. ولم تراعي مؤلفة الكتاب في سردها للأحداث روابط اللغة واعتمدت أسلوب التكرار المعيب. والعبارة عند أرسطو كما يقول الجرجاني في كتابه (دلائل الإعجاز) تعني الإسناد. والسؤال لمن يسند هذا الكتاب ؟؟!. وربما يسند الحدث إلى صاحبه وربما إلى غيره عن طريق التورية والمجاز. وفرَّق سيبويه بين الكلام المستقيم الحسن والمستقيم القبيح. ولم تنجز مؤلفة الكتاب بأسلوبها الركيك سوي عبارات النشر المعوج القبيح فـ (النشرُ مسكٌ والوجوه دنانيرٌ / وأطراف الأكف عنم). وشكَّلت معطيات هذا الكتاب المشبوه للميرغني حافزاً للتقارب والتحالف الإستراتيجي مع الأفوكاتو (راسبوتين النظام) تحت مسمي منطقة مروي ومعاني خارطة جغرافيا المظهر واقتصاديات الجوهر. وشاهد الميرغني بحاسته السادسة عبر مسار معارضته للنظام منذ قيام الإنقاذ عندما كان ينادي بالعصيان المدني والانتفاضة ونظرية (سَّلِم تسلم) وعندما رأي مصير التجمع وتآكله عقب خروج حزب الأمة القومي والحركة الشعبية بعد أن أستقر بها النوى وألقت عن كاهلها السلاح. وكان الحزب الوطني الاتحادي والحزب الاتحادي الديمقراطي فيما بعد يعرف فى أزمنة سابقة بحزب الطبقة الوسطي ويعتمد علي سوق العرض والطلب وأسواق الندرة السوداء وحركة التجارة والسماسرة ورجال الأعمال. والآن وفي عهد الإنقاذ تلاشت الطبقة الوسطي واتسعت دائرة الفقر والمعدمين والمهمشين وبلغت 95% في التقرير السنوي الأخير لصندوق النقد الدولي. وظهرت مصطلحات جديدة للخصخصة في قاموس الإنقاذ الإقتصادي. وأصبحت الحكومة في عهد الإنقاذ هي المحتكر monopolist فالشركات المسيطرة علي السوق تتبع للجيش والشرطة وجهاز الأمن وتسيطر على أسواق الصادر والوارد والخدمات والمنشآت والنفط. وتم تعديل قانون الاستثمار لتحفيزها وتمكينها وإعفاءها من رسوم الجمارك والضرائب والإنتاج والمبيعات. وإتجهت العطاءات عند الإرساء نحو قوارين وسماسرة النظام. وتم إخضاع سوق العمل وقصره علي المنتمين للمؤتمر الوطني ونظام الإنقاذ وعناصر قبيلة الأفوكاتو راسبوتين النظام. وهكذا وبالنسبة للميرغني تبدلت الأرض غير الأرض والسماوات وأختلت الموازين والمصطلحات. حتى حي بن يقظان ربيب الظبية المتوحد في شكله القديم وروبنسن كروزو في تشكَّله الحالي تحول إلى الافكاتو (راسبوتين النظام) القبلي العظيم. وتحولت حديقة الحيوان إلى برج الفاتح العظيم. وكان راسبوتين كما يقول (إيليدور) في كتابه ( الشيطان المقدس) قد ( غلبت سطوته التزارينا( عقيلة القيصر) والقيصر الضعيف). وكما صنع صدام حسين مجده من جهوية آل تكريت عمد راسبوتين الإنقاذ على إحياء تراث مفردات مهيرة بت عبود. ويشكل مداد ثقافة كتاب (منطقة مروي المظهر والجوهر) لفاطمة أحمد على نعرات التدافع والتزاوج بين السلطة الزمنية والحقوق الإلهية لأبي هاشم وجاهلية راسبوتين . ولأن على الغلام أن يغسل يديه ويسمي الله ويأكل مما يليه فعلى سيد الطائفة الوقور ألا يدخل يده في صحن (الفتة) الحارقة والملتهبة قبل أن (تبرد) وتخمد وتستكين. ولهذا رأي أبو هاشم في دخوله حكومة ما يسمى بالوحدة الوطنية بمعناها القريب مظهراً مقابل جوهر التحالف البعيد مع شريك المنطقة الجهوي راسبوتين. ولإضفاء وتحقيق التقارب بين السلطة الزمنية لراسبوتين والسلطة الدينية لأبي هاشم عمدت مؤلفة كتاب( منطقة مروي المظهر والجوهر) نحو إسقاط الدلالات لبلوغ هدف التحالف الإستراتيجي المشبوه.
    ولتأكيد الزعامة والسلطة الزمنية تقول الكاتبة ( الشايقية بطبعهم عندهم آمال عريضة وطموحات لا حدود لها في القيادة والريادة والتعمير لذلك نجدهم من أكثر القبائل هجرةً داخلياً وخارجياً وأين ما حلوا قادوا وعمَّروا ) (ص90). ( وكان الشايقية يعتزون بنسبهم جداً ويعتبرون أنفسهم سادة ذلك الزمان وقد كانت حياتهم تتجه نحو الحروب والغارات والحكم والسيطرة) (ص 27). وتمضي الكاتبة في ذات الاتجاه نحو التعظيم والتضخيم لتقول ( إنسان مروي أينما حلَّ كانت له القيادة والريادة في كل مكان حلَّ به ومعظم الإدارات الأهلية في أقاليم السودان نجدهم تبوؤا مناصبها ولم يكن تبوءهم سطوة أو سيطرة إنما كانوا أهلاً لها بخبرتهم وجدارتهم وحنكتهم ) (ص 769). ولتحقيق الرباط بين زعامة راسبوتين المدنية والالتحام والتحالف مع الصيغة الصوفية الطائفية الميرغنية للالتفاف حول منطقة المظهر والجوهر تقول مؤلفة الكتاب ( إلتف الشايقية حول الطريقة الختمية التي سبقتها إلى السودان. وذلك لأن الطريقة الختمية أكثر مرونة وديمقراطية والشايقي لا يحب ولا يقبل القيود والقهر لأن الحرية والديمقراطية جزء من تركيبته النفسية والعقلية). ولأن ( راسبوتين) يمارس بلا قيود أخلاقية سياسات القهر والقمع والشمولية المطلقة يفترض وبالمقابل إفتراءاً بأن باقي قبائل أهل السودان الهمجية من عبيد العصا لا يقبلون سوى القيود والقهر وليست لهم ثقافة سوى النخاسة والعبودية.
    ولإثبات نظرية نقاء الجنس وأستعلائه وتميز النسب والأصالة والعرق رغم كثافة الهجرات العربية لغرب السودان وشماله وشرقه والبصمات التي تركت آثارها على البشرة واللسان في كافة أصقاع البلاد أفادت المؤلفة تمييزاً بأن ( الشايقية احتفظوا بلغتهم العربية الفصيحة لأنهم لم يتزاوجوا من النوبة كما فعل جد المحس والدناقلة إنما أتوا بزوجاتهم العربيات بنات عمومتهم . لذلك نشأ أولادهم في بيوت عربية اللغة).(ص90) . ولتدارك الإمالة التي صبغت اللهجة الشايقية تقول ( أما الإمالة فهي أصل اللغة العربية حتى في القرآن رواية الدوري).(ص90). ولا تنتج عملية التقوقع والإنزواء ضد التزاوج العضوي والاختلاط والإندماج والتلاقح الثقافي سوى نشاز غريب الوجه واليد واللسان. ( ولأن العرب كما يقول أبو هلال في كتابه الصناعتين ( يقدمون الذي بيانه أهم) تداركت الكاتبة ( الإمالة) في رواية الدوري وتجاهلت (الإستمالة) في رواية ( راسبوتين). وفي عبارة من التناقض الظاهري Paradox أفادت الكاتبة المرموقة بأنه ( يكفي إنسان مروي فخراً أنه سلالة ثلاث حضارات من أكبر حضارات العالم( الحضارة النوبية والحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية) . (ص769). وخلطت الكاتبة في تخبطها بين مدينة مروي كموقع وموقف جهوي والحضارة المروية. ونسيت الكاتبة في خطل قولها بأن السلالات المتقوقعة حول الذات وتلك المنعزلة في الكميونات و(الجت) مثل قبائل الجيرمان واليهود بأوربا القرون الوسطى والتي لم تتزاوج ولم تختلط وأحتفظت باللغة والإمالة ونشأة الأجيال المنزوية لا يمكن أن تكون جزءاً فاعلاً في الحضارة. ولا تتشكل الحضارة أية حضارة إلا بعوامل الإنسان المتفاعل بمحيطه الجغرافي والأرض المعمورة والزمن المستغَّل عندما تمتزج قيمة الزمن بطين الأرض وغريزة البقاء.
    وفي فصل حروب الشايقية وبطولاتهم ضد الدناقلة والمحس (ص116) استخدمت الكاتبة عبارات تَشَّفِي وكأن الحرب تدور بين السودانيين والأنجليز وليست بين أبناء الوطن الواحد وفي ذلك تقول ( في الغابة والخندق وأرقو دارت معركة بين الشايقية والزبير ملك أرقو الذي عصى أمر الشايقية وأمتنع عن دفع الخراج والجزية . وهُزِم الزبير شرَّ هزيمة وأُرغم على دفع الجزية وعادت أرقو إلى سيطرة الشايقية مرةً أخرى ). وحول حرب الشايقية مع الجعليين(ص117) تقول الكاتبة ودخل الشايقية ( في حرب مع الجعليين ودارت معركة حامية في بلدة البركل وهزم فيها الجعليون وقتل قائدهما نافع ونفيع ودفنا في البركل . وتم الإستيلاء على الخراج الذي كان يدفع لمملكة الفونج وفرضوا على كل ساقية أربع مواري من الذرة وإثنين أو ثلاث شياه وثوب من الكتان وفي حالة عدم وجود الثوب يدفع ريالين مجيدي ( العملة السائدة آنذاك) وكذلك إستولوا على خيول المنطقة مما ساعدهم في حروبهم وغاراتهم علىالقبائل الأخرى). وهكذا أصبح الدناقلة والجعليون في دفاتر يوميات عملاء راسبوتين يدفعون الجزية لعيال شايق عن يدٍ وهم صاغرون. وكما سقط نافع ونفيع قادة الجعليين بجبل البركل في المعركة ضد سناجكة الإنجليز فقد سقط زعماء الشايقية طه أب سدر العدلنابي وطه ود مساوي الحنكابي في قتالهما ضد الإمام المهدي عيه السلام كمرتدين في معركة الشرف بقدير وفي ذلك تقول مؤلفة الكتاب( وقد شارك الشايقية في معركة قدير ضد الإمام المهدي بجيش كبير يقوده طه أب سدر العدلنابي وطه ود مساوي الحنكابي حيث هزما وقتلا في هذه المعركة ). (ص120). وما لم تقله الكاتبة وحفظته ذاكرة التاريخ أن طه أب سدر كان دليلاً للإنجليز لمعركة الجزيرة أبا في المهدية مثل أبي رغال للمغول وحامد كرزاي واياد علاوي للأمريكان عندما دخلوا كابل وبغداد.
    ولعله ومن هذا السياق الملئ بالمرارة وفلسفة الإستعلاء العرقي لقبيلة دون أخرى تريد الكاتبة ومحرضيها العنصريين الذين قاموا بتزوير التاريخ وتمويل الطباعة من أموال دافع الضرائب السوداني، أن تفرض على الآخر الدونية والهزيمة والتبعية بنظرية ( لا تشتري العبد إلا والعصا معه) لأبي الطيب المتنبي وبجاهلية ( إذا بلغ الرضيع لنا فطاماً / تخر له الجبابرة ساجدينا) لعمرو بن كلثوم. وكما يتغنى مطربي ومغنواتية الشايقية بطنابيرهم وطبولهم لأمهاتهم (العربيات) على لسان التلاميذ الذين يخوضون الإمتحانات ( يايمة كل ما أفتح كتاب ألقاكي في أول سطر) عليهم فتح كتاب تاريخ السودان ليجدوا في أول سطوره أسطورة المهدي عليه السلام الذي يشكل تاريخ الدناقلة والمحس وكل السودان. ولوجدوا التاريخ العظيم للمك نمر زعيم الجعليين ولوجدوا إن جاز التعبير خلاسية ( وحريق المك في قلب الدخيل) لمحمد المكي إبراهيم. ولو توغلوا قليلاً في صفحات الكتاب لوجدوا سوموري توري وتاريخ الفونج والعبدلاب عمارة دنقس وعبد الله جماع. ولتقابلوا وجهاً لوجه مع الزبير باشا وعلى دينار. وحتى لا(يَتَشِّيقَنْ) راسبوتين عليه أن يتذكر النوبة وبعانخي وتهراقا والبجراوية في عصور ما قبل الميلاد.
    وتعكس الإشارات الدالة والعبارات المنتقاه والمتمثلة في تعظيم وتضخيم ( القبيلة) للكاتبة وتحجيم وتقزيم القبائل الأخرى التي لعبت دورها التاريخي بالمنطقة بالإضافة إلى عملية إضفاء الزخم الصوفي على الطائفة الختمية والطريقة الميرغنية الهاشمية وتزيينها بالمرونة والديمقراطية دون غيرها من طرق وطوائف دينية نشرت بالمنطقة الخلوة والمدائح النبوية وتُقَّابة القرآن . وتعكس النظرة الخلاسية للمؤلفة ( حورية راسبوتين) ميكافيليا التقارب والشبه في الزمان والمكان Propinguity بين مرونه وديمقراطية طائفة الحسيب النسيب العائلية وجماعة راسبوتين القبلية العنصرية المتحيزة حول جغرافية المظهر والجوهر والمكان. فمن إستراتيجية نطاق الحركة الإسلامية المتسع والشامل لكل مكونات المجتمع السوداني بكل أنحاء البلاد اتجه راسبوتين نحو السياج الضيق لقبيلة بني بكر المحكومة بابعاد منطقة المظهر والجوهر . ومن رحابة الفكر الإسلامي بأبعاده الإيدلوجية والحركية وثقافة الإنفتاح نحو المجتمعات والأقاليم والكون توجه راسبوتين نحو ثقافة القبيلة المحدودة والمحصورة في نطاق حيز جاهلي تتحكم فيه مفاهيم نظرية ( وما أنا إلا من غَزِيَّة إن غوت غويتُ/ وإن ترشد غَزِيِّة أرشَدُ). وبدلاً من التحالف مع القوى والحركات والجماعات الإسلامية الحديثة والمتجددة والليبرالية غير التقليدية إتجه راسبوتين النظام ببطاقته الجهوية ونزعته القبلية الموبوءة صوب الطريقة الميرغنية بهدف إعمال نظرية القيصر الروسي إيفان الرهيب لتقسيم روسيا إلى قسمين تتوزع بينه وبين النبلاء كما يقول كولن ويلسن في كتابه ( راسبوتين وسقوط القياصرة). قسم يخضع لملكيته الشخصية أسماه أوبرسبينا أي ( إرث الأرملة) وقسم يخضع للنبلاء أطلق عليه اسم (زيمشينا). وبين أوبرسبينا وزيمشينا يقوم ( مظهر وجوهر) التحالف الإستراتيجي بين راسبوتين بأبعاده الزمنية وأبي هاشم بمصطلحات الحقوق الإلهية والسلطة الدينية .
    ولردم الهوة وتعبيد الطريق وإعمال نظرية جعفر محمد على بخيت المايوية ( للقفز بالعمود) نحو السلطان والقيصرية بدلاً عن الصعود التدريجي المتأني من سفح الجبل نحو السطح عمد راسبوتين إلى بناء جسر إستراتيجي لدمج النزعة القبلية المتلهفة والمسكونة ( بمديدة) مغريات السلطة مع ( مدد) النفحة الصوفية الهاشمية المتجذرة في نخيل وطين وبساتين وكُرفة منطقة المظهر والجوهر . ولإشكالية تجاوز المراحل عن طريق القفز بالزانة إلى القمة وعدم تكبد مشاق الصعود والهبوط من سطح الجبل إلى أسفله عن طريق حفر نفق tunnel بين سفحي الجبل يقول ( جورج كليمنصو) رئيس وزراء فرنسا الأسبق عن الأمة الأميركية عام 1917م بأنها (الأمة الوحيدة التي إجتازت مرحلة البربرية إلى مرحلة الإنحطاط دون المرور بمرحلة التحضر). ولعله وبثقافة الإنحطاط القبلي وفقه البربرية الطائفية يلتقي التحالف المشبوه والمسكون بشهوة السلطة الباشوية الخديوية . ولتعميم أدب الإعتذار للنابغة الذبياني للفرعون النعمان بن المنذر باسلوب ( اتاني أبيت اللعن إنك لمتني). تولى النسيب الحسيب المهاجر والمقيم بقاهرة المعز الفاطمي مهمة السعي الدؤوب لتحسين صورة راسبوتين أمام رمسيس( الرئيس) لمحو آثار مأساة أباسينيا Abassinia ( وأديس). وعمل الأفوكاتو راسبوتين النظام من خلف الكواليس لإقصاء ( الشيخ) في مؤامرة رمضان وصفر بسيكلوجيا ( خلا لك الجو فبيضي وأصفرَّي) وبفلسفة العملة الأميركية (دعه يعمل دعه يمر). ورغم أنه لم يبصم على مذكرة العشرة ظلت شخوصه ماثلة في محتويات ومضامين المذكرة . وأخرج في بهجة عرسه وأحتفائه بإقصاء الشيخ المصطلح الهندوسي ( البقرة المقدسة ). وأنتج راسبوتين في مرحلة لاحقة نصوص ( القبيلة المقدسة). وقام بتطويق بنود مذكرة العشرة كباطل أُريد به باطل لتحوير حيثيات التهم إلى خطة عمل ولتفريخ استراتيجية الإقصاء والنفي والتكويش ولتكريس نزوة الإحتواء والتهميش. وقام بتحويل النظام إلى بقرة مقدسة حلوب وقام بوضع البقرة الفاقعة المصادرة كملكية خاصة في حظيرته ليقول لكل أفراد الحركة الإسلامية المفتونة والغافلة والتائهة على لسان مظفَّر النَّواب ( فحظيرة خنزيرٍ أشرف من أشرفكم). وفي فترة غياب ( الشيخ ) لأربع سنوات عجاف بسجون باستيل النظام عمد الأفوكاتو راسبوتين إلى نفي الحركة الإسلامية بشقيها ومحاصرتها وأقصاءها خارج التاريخ .ونسج الأفوكاتو راسبوتين حوله هالة أسطورية تمددت في كل منافذ الدولة ومؤسساتها ووزاراتها وشركاتها وخدمتها المدنية وبيوت مالها. وأستحكمت سيطرته على الدولة عن طريق وزراء الدولة العنصريين القبليين والعديد من الإمعات والعاطلين و(الطراطير) وأستحوذت سلالة منطقة مروي جوهراً لا مظهراً على النسبة المطلقة من قيادة المؤسسات والخدمة المدنية و وزارة الطاقة حتى الخرطوم عاصمة الثقافة العربية. لتعيد من جديد قراءة تفاصيل (الكتاب الأسود) والقسمة الضيزى والهيمنة العنصرية والقبلية. ورغم أن بسمارك المستشار الألماني الأسبق كان يعمل عبر سياسة الإحتواء والمراوغة والإلتفاف إلا أنه كان يعمل من أجل ألمانيا ورغم أن راسبوتين الروسي الحقيقي قام بتطبيق سياسة إحتواء القيصر إلا أنه كان يسعى إلى العمل من أجل بلاده ولكن راسبوتين نظام الإنقاذ وعبر سياسة المصادرة والاستقطاب والحبس والترهيب والقمع وتهميش القيصر والسعي الدؤوب لتفكيك محيطه وبطانته كان يعمل من أجل الإيقو Ego والنزوة النرجسية والهيمنة لتحقيق المجد الشخصي ( حتى تُرى له الهبوات السودُ والعسكرُ المجرُ ) وحتى يترك دوياً يعم الآفاق من فوق أعلى بناية في (برج الفاتح من سبتمبر) دون أن يكلف نفسه مشقة النظر إلى أسفل المبنى.
    وأتخذت نظرية المؤامرة منذ نتائج أحداث رمضان وصفر سياسة الإقصاء والنفي لفتح الطريق أمام الإحتواء والإستقطاب والعزل . إحتواء عقول أعضاء الحركة الإسلامية المنضوية تحت لواء المؤتمر الوطني (وتمثل هذا الوضع وتجسد في رفض مذكرة ال250) ونفي أعضاء الحركة الإسلامية المشكِّلة للمؤتمر الشعبي عن طريق الإرهاب والقمع والحبس والقتل ( حالة على أحمد البشير وشمس الدين الأمين ومهيب عبد الرحمن وغيرهم) وأستقطاب المحبطين والتائهين الذين إعتزلوا الحركة واضحوا غنماً قاصية. وفي سكة الطريق نحو المجد الذاتي والطموح الشخصي عمل راسبوتين في إتجاه السيطرة والهيمنة والأسطورة. وتحولت بنود إفك مذكرة العشرة حول سالب الإزدواجية والتفرد بالسلطة القابضة وموجب مبادئ العمل الجماعي إلى أجندة وخطة عمل ناتئة لراسبوتين تجسد فيها العمل الفردي والشمولية بأبشع صورها وأصبح هو (الصوت) وأضحى آخر الحركة الإسلامية بعناصرها وقياداتها وطاقاتها هي (الصدى) . وأصبح راسبوتين الإنقاذ مثل راسبوتين آل رومانوف يهيمن على القصر والمؤتمر الوطني والكيان الخاص. ولتوطيد دعائم السلطة والسطوة والجبروت عمد راسبوتين دون غيره من خلق الله بالحركة الإسلامية نحو تحريك كوامن النزعة القبلية والتي سردت فصولها ورسمت أبعادها مفردات قاموس القبلية لفاطمة أحمد علي ( منطقة مروي المظهر والجوهر). وبدلاً من السعي الدؤوب والقاصد نحو لملمة أطراف الحركةالإسلامية وحشدها بموجب السياق القرآني ( وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) إتجه راسبوتين نحو التحالف المستقبلي الإستراتيجي مع الطائفة الميرغنية التي ضربت أطنابها بديار الشايقية كغرباء في التاريخ جمعتهم الصدفة. لتعيد لعبة التوازنات ( القبلية) بأبعادها وتقاسيمها الزمنية والدينية في خاتمة المطاف التاريخ إلى نقطة الإرتكاز الخديوية لأستنساخ ما أشارت إليه مؤلفة الكتاب ( وقام الشايقية بإرسال مجموعة من الفرسان ومعهم الملك طمبل إلى مصر يطلبوا معونة وسلاح من محمد على باشا لمحاربة المماليك الغزاه). (ص11 وكان المماليك البحرية قد تعرضوا لمجزرة محمد على باشا بالقلعة في صراعات الباشا حول السلطة. وبدلاً من إستجارة المماليك الهاربين من وجه السلطان الغاشم والباطش في رحلة البحث عن الأمان في مناطق أخرى كما تشير تعاليم الدين الحنيف ( وإن أحداً من المشركين استجارك فأجره) أرادت القبيلة المغامرة وبدلاً عن ذلك حربهم نيابة عن الباشا رغم تاريخ الممالك الحاشد في التصدي بالحروب الصليبية . ومن أمثلة الصراع على السلطة في التاريخ الإسلامي ما جرى بين الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور وقائد الدرك ووالي خُراسان أبي مسلم الخرساني . وأراد الخراساني إقامة سُلطة داخل سُلطة . وأراد جرَّاء ما قدم من خدمات للدولة العباسية في مرحلة حروبها مع بني أمية وفي مرحلة نشوئها وإرتقائها وتمكينها مزاحمة الخليفة أبي جعفر المنصور، والعمل على إحداث أجواء زعزعة السلطة على حساب هيبتها. وتسلط يحى بن خالد البرمكي وآل برمك على الخليفة العباسي هارون الرشيد وألغوا شخوصه في كل مواقع الخلافة وسيطروا على الثروة وحركة رؤوس الأموال. وأصبحوا بدلاً عن الخليفة المستضعف قبلة الناس، يقضون حوائجهم من خزائنهم بدلاً عن بيت المال ويحجبون عن الخليفة أحوال العباد والأمصار. وحالوا عن طريق العزل بين الخليفة والرعية . وفعل الشاعر عمر بن أبي ربيعة ولكن باسلوب مختلف ما فعله الشاعر أبي دهبل الجمحي بدولة بني أمية (تبيت النشاوى من أمية نُوَّما/ وبالطَّفِ قتلى ما ينام حميمها) إلى أن يقول ( وما ضيَّع الإسلامَ إلا عصابةٌ / تأمَّر نوكاها ودام نعيمها) ليُحرِّض إبن أبي ربيعة الخليفة هارون الرشيد ضد البرامكة الذين استضعفوه وهيمنوا على أموال الدولة فصار شعره حديث بغداد تتغنى به الفتيات في الخدور والأندية والمنتديات ( ليت هنداً أنجزتنا ما تعد/ وشفت أنفسنا مما نجد ) ( وأستبدت مرةً واحدةً / إنما العاجز من لا يستبد). وبالفعل إستبد الرشيد عندما بلغ السيل الزبى وتجاوز حزام البرامكة الطبيين فكانت( نكبة البرامكة). وفي العصر الحديث وكما يقول المستشرق جون إسبيزيتو في كتابه (التهديد الإسلامي) تمكن صدام حسين عبر قبيلة آل تكريت من السيطرة على الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والخدمة المدنية ومن ثم الإنقلاب على القيادات التاريخية لحزب البعث العربي مثل أحمد حسن البكر وإقصاءها من السلطة بمساعدة المخابرات المركزية الأميركية.
    وعمد ( راسبوين ) بنزعة التمييز العنصري والعروبة القُحَّة للقبلية بمفاهيم عرب الجاهلية ( لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا) كما يقول إبن عبد ربه في العقد الفريد. وتشدد بمفرده بنفي ( الشيخ) وحبسه بسجون النظام لأربعة أعوام ظُلماً وبلا تهمة كما فعل إبن الزبير ( العائذ بالكعبة) من قبل بمحمد بن الحنفية الذي إلقي به في سجن عارم بمكة المكرمة ليقول الشاعر كثير عزة ( تُخَّبِرُ من لاقيت أنك عائذٌ / بل العائذُ المظلومُ في سجن عارم) ( ومن يَرَ هذا الشيخَ بالخيفِ من منىً / من الناس يعلم أنه غير ظالمِ). ووقف ضد لجنة عبد الرحيم علي لرأب الصدع بين ضحايا الحركة الإسلامية كما وقف من قبل الأشعث بن قيس الكندي زعيم الخوارج ضد ترشيح الأمام علي كرم الله وجهه لعبد الله بن عباس في التحكيم بدومة الجندل بنبرة عنصرية قاسية تقول( لا يُحكَّم فينا مُضريان حتى تقوم الساعة). وعمل نحو تعظيم الذات وتضخيم الأسطورة وفي ذلك تقول مؤلفة كتاب ( منطقة مروي المظهر والجوهر) ( ص811-812 ) (( كان أجداده حكام منطقة الأراك وما جاورها. ويرمز إسم قريته (إذا ضُم حرفها الأول) إلى مكان الحكم. إذن فقد خرج ( الأُسطورة ) من بيت إدارة وقيادة ودين حيث أسس جده الخلاوي. وكان أقوى شخصية في عهد الإنتفاضة . وينطبق عليه قول إبن عمه الشاعر محمد بادي العكودابي ( كلامهُ دُقاق نَهِرته يمين تسوي الفاق) ( ومُرَّاً أصلو لا ضاقوه لا بنضاق). وهذا هو راسبوتين )). وبعد إقصاء ( الشيخ ) وقطع جسد الحركة الإسلامية إلى نصفين وبعد سجن وحبس ونفي ( نصف ) الحركة وتكميم أفواه وتهميش وإقصاء ( النصف ) الآخر إتجه راسبوتين بكلياته نحو مستقبله السياسي الخاص والقابض عن طريق القبلية والتحالف الإستراتيجي مع الميرغنية والخديوية كعلاقات عامة للتعريف بقوى التحكم والإستشعار الدولية. وكشاهد ملك وبأجندة خفية تظل قائمة ( الواحد وخمسين) سلاحاً لتفكيك رموز الإنقاذ في أتون المحرقة بدارفور الكبرى بمعاول مصطلحات لاهاي ومحكمة الجزاءات الدولية وأحاديث الإفك الأميركية والصهيونية . وبالقياس الزمني في ميزان الحروب الأهلية لم تفرز المعارك الضارية لنصف قرن أو يزيد بين الشمال والجنوب بسبب الإزدواجية المعيارية والإنتقائية قوائم لمجرمي الحرب رغم الإنتهاكات الوحشية والمجازر الدموية. ويلاحظ في الآونة الآخيرة وبعد تشكيل الحكومة الإنتقالية تصعيداً غير مسبوق حول قائمة الـ(51) المزعومة بأهداف مزدوجة وضغوط سياسية . ولا معنى لهذه الضغوط سوى دعم ( حامد كرزاي) السودان العميل المزدوج ( والمشروع الأميركي) للإستعداد لإعتلاء السلطة على ظهر دبابة أميركية. وجنح راسبوتين في الهرولة المحمومة نحو السلطة لتطبيق نظرية الرئيس الذي ما فوقه رئيس بطريقة إبل الشاعر توبة بن الحمير والتي من فرط سرعتها في الجرى تحولت الحجارة تحت أخفافها إلى جمرات ملتهبة ( فما زلتُ أُزْجِي العيس حتى كأنما/ تُرى بالحصى أخفافها الجمرَ حَامِيا).
    وفي الختام وحتى لا تضحى أجيال الحركة الإسلامية حزمة خطايا وهلاماً رمادياً كما يقول الفيتوري ( جيلٌ رمادي الخطايا يتهاوى / كفراش الضوء في مرآه جيل ) وحتى لا يتفسخ شموخ بلادنا ويتحور إلى ( كبرياء أمةٍ فكَّت عقود شعرها في مشهدٍ ذليل ) لابد للإسلاميين رغم أنف الشامتين والمتآمرين من اللقاء خلف الجسر في المكان الذي يُجَسِّد فيه النيلين الأزرق والأبيض معاني صهيل النهر ( نهر النيل العظيم ).








    أتى هذا المقال من صحيفة راى الشعب
    http://www.rayalshaab.info

    عنوان الرابط لهذا المقال هو:
    http://www.rayalshaab.info/modules.php?name=News&file=article&sid=403
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de