|
في زمن عزّ فيه الوفاء..! محمد هاشم عوض يعاني من التشريد والمرض.. فهلا أنقذناه..!
|
هـــــــــــــل نحن في آخر الزمان؟؟!! وهل حقاً أطبقت علينا المحن والإحن فنعتنا المروءة.. حينما بحثنا عنها: مررتُ على المروءة وهي تبكي فقلت علاما تنتحب الفتاة قالت كيف لا أبكي وأهلي جميعاً دون خلق الله، ماتوا...
أيُّها السادة... أيتُّها السيدات.. الأساتذة.. والأستاذات.. شعبنا الوفي.. وأُمتنا العظيمة أنعي إليكم ببالغ الحُزن والأسى.. جامعة الخرطوم..! نعم.. أنعيها.. لأنه جاء يوم نعيها.. شيء لا يصدقه عقل.. ولا تتوقعه نفس.. ولا تسنده روح قانون.. ولا يحميه منطق.. *** عشنا وشُفنا.. في منظر تراجيدي، غاية في الحُزن والأسى أنَّ القطة تأكل بنيها.. والابن يحجر على أبيه.. *** ألم أقل إنه آخر الزمان.. وعلامات الساعة.. ومقدمات الموقف العظيم.. *** ليتها تقوم.. وسنرى أمام إله العدل، عجباً: الرحمة والإنصاف والحساب.. *** كم هالني.. وأفزعني.. وكم صُدم شعبنا.. وخريجو جامعة الخرطوم، في نصف قرن من الزمن.. أنْ يروا، إدارة الجامعة تضرب أسوأ الأمثال، وعدم الوفاء.. حيث «طردت» البروفيسور الهامة القامة، الرقم «العالمي».. الرجل المتقشف الزاهد.. صاحب المكتب، بلا سكرتيرة.. كلّ همه، في الدنيا.. الزائفة، أن يركب..المواصلات.. وينزل في شارع الجامعة.. بلبسه المتواضع البسيط.. ماشياً على قدميه، دونما ضجيج أو ضوضاء.. حتى يصل إلى مكتبه.. ومكتبه.. وما أدراك ما مكتبه: طربيزة قديمة جداً.. ومراجع، كثيرة جداً.. تحمل «غبار السنين».. *** تجده في مكتبه.. يحيطه الطُلاب.. يستقبلهم، بدون بروتوكولات... فالباب فاتح على مصراعيه.. ما كان يوماً مغلقاً.. إلا أثناء محاضراته في قاعة الدرس..!. *** خمسون عاماً.. ظل يعطي.. وما زال دونما إنقطاع.. خرج الآلاف.. وأشرف على الماجستير والدكتوراة للآلاف.. وحينما كنت أسأله: يا بروف أنت درست لعشر سنوات، بإنجلترا ودفعتك الآن، مليونيرات عملوا العمارات.. ولهم أرصدة ضخمة في جنيف.. *** كان.. وما زال يقول لي: «الشعب السوداني، علمنا.. ووفر لنا الداخليات.. فأكلنا الرز واللبن.. وكُنا نوفر حبة قروش.. للفسحة والترفيه.. وبعثنا إلى إنجلترا.. والآن نحن نرد ولو قدراً قليلاً من الدين الذي علينا».. قالها لي.. وعيونه «رقرقت» وقد سالت دموع حبيسة.. تذكرت حينها قول الشاعر: للوطن في دم كلّ حُر يد سلفت ودين مستحق *** هل تصدقون، يا ناس: إنَّ إدارة الجامعة، جددت مطالبتها «الجائرة» المُحيرة.. بأنَّ فترة الإنذار وهي شهران.. بإخلاء المنزل.. قد انتهيت... وأنَّ على «محمد هاشم عوض» وأُسرته.. أنْ يغادروا..!. إلى أين...؟؟!. غير مهم.. المهم أنْ يغادروا..!. *** ومحمد هاشم عوض.. أقول اسمه هكذا.. فالناس كلهم.. داخل السودان.. وخارجه.. يعرفونه جيداً.. فهو في السودان، وللسودان.. مثل المهدي.. وعلي عبد اللطيف وألماظ والمك نمر..!. *** كانت جامعة الخرطوم تعطي.. واليوم غزتها «الخصخصة».. فهل عجز مدير الجامعة، البروفيسور محمد أحمد الشيخ.. أن يقتطع تكاليف دراسة «7» طلاب من كلية الطب: 7 * 000،6 = 42 ألف دولار.. 2000 جنيه * 000،42 دولار = 000،84000 جنيه سوداني.. *** 4 8 مليوناً، من الممكن أنْ تشتري بيتاً، تكريماً ووفاءً وعرفاناً.. وجزءاً من الدين الكبير.. لمصلحة البروفيسور محمد هاشم عوض..!. *** الفزع.. الفزع.. يا أهل السودان.. ويا طلاب، البروفيسور محمد هاشم عوض..!. ويا كل المحبين للعلم والعلماء..!. *** وأصلاً، فإنَّ محمد هاشم عوض.. ما كان يوماً نهماً للمال..!.. ولا باحثاً عن السلطة..!.. ولا ميالاً للجاه..!. *** محمد هاشم، هو «ضيف هجعة»، على الدنيا كلها.. والدنيا «ضُل ضحى».. يا سيادة المدير..!. *** ولكن إدارة الجامعة، تصرّ على أنْ تطرد «محمد هاشم»، مع زوجته «منى»، وصغارهما: محمد أحمد وأميرة والشيخ أبو عاقلة وأحمد وجيليان.. أكبرهم محمد أحمد، وعُمره نحو 15 عاماً.. وأصغرهم جيليان، وعمرها حوالى سنتين..!. *** وتباً لك.. ثم تباً .. ثم تباً.. أيُّها الزمن الملعون.. فما الفرق بين «جرافات الإسرائيليين».. وبين هدم الصروح والقامات.. وتشريد العُلماء والهامات.. في بلد المليون ميل مربع؟؟!. *** هل ضاقت أرض السودان بما رحبت؟!. وهل عجزت «إدارة الخرطوم».. بل هل عجزت الدولة.. وهي تستثمر في الأراضي.. على أنْ توفر للبروف محمد هاشم عوض.. مسكناً.. يقضي فيه ما تبقى من عُمر..؟؟!. *** وليتكم شاهدتهم «الخرابة».. التي يسكن فيها العلامة محمد هاشم عوض: منزل في غاية الضيق.. قديم جداً.. فقد بناه الإنجليز.. لم يُصن، لما يقارب العقد من الزمان..!. *** وقبل نحو سنوات، زاره «المدير»، وأبدى دهشته بأنْ يكون بيت «البروف» بهذا الشكل.. ووجه بصيانة البيت.. وبلغوهم بأن هناك 8 ملايين قد صُدق بها للصيانة... ولأن «حلم الجعان عيش»، فقد فرح البروف وأُسرته، لم يفرحوا بالإحتفال بالمليار الثالث.. أو بإكتمال القصر الشاهق في الأحياء الراقية.. أو بالعمل ـ بالدولارات ـ في المنظمات، أو الجامعات العريقة.. لقد فرحوا بـ«قرار» صيانة البيت..!. *** ولكن، القرارات في بلادي دائماً.. ما تتكسر.. فبعد «خراج الروح» حضروا وصانوا.. على طريقتهم.. وكانت تكاليف الصيانة، لم تتجاوز الـ2 مليون..!. أين الـ«6» ملايين الأُخرى.. الله أعلم..؟؟!. *** هل تصدقون أنَّ قانون العمل، وقانون جامعة الخرطوم يعطي البروف وأُسرته «تذاكر سنوية»؟!. ويستقطعون شيئاً من مرتبه، كي يردوها له، إنْ أراد العلاج، ولكن الرجل الزاهد.. لا يلتفت إلى كل ذلك.. ولا يسأل عنه.. ولو جلس وحاسب.. فإنه يستحق الملايين والملايين..!. *** ثم تأتي محنة المحن.. فالبروفيسور محمد هاشم عوض.. هو الآن مريض، وكلّ يوم يمر، محسوب على حياته.. وقد طلب منه الطبيب في لندن، أنْ يحضر في 15/1 من هذا العام.. فتفاعلت الدولة، حيث وجه الأُستاذ علي عثمان محمد طه، بأنْ يعالج البروف، وحينما ذهبت الأُسرة لوزارة المالية.. لم تفهم حاجة.. وطرطشوا لها الموضوع.. وخرجت من هناك بـ«خفي حنين»..!. *** ثم أما بعد.. فهذا نداء لشعب السودان.. ولطلاب وطالبات محمد هاشم عوض، ولكل الخيرين، أنْ نتكاتف جميعاً حتى نوفر للبروف المأوى والعلاج.. ضُل يا ناس.. وحبة أسبرين.. *** محمد هاشم عوض.. ياما أدانا.. مالو لو يوم نديهو..؟؟!.
عادل سيدأحمد:صحيفة الوطن
|
|
|
|
|
|