|
|
 رسالة منظمات المجتمع المدنى الى القمع العربيه بدمشق
|
رسالة منظمات المجتمع المدني
إلى القمة العربية
دمشق -- اذار / مارس 2008
*****
يعرب الموقعون أدناه من منظمات المجتمع المدني في العالم العربي عن قلقهم العميق ومخاوفهم الكبيرة من الاحتقان الأمني والسياسي وكذلك تدهور الأوضاع الإنسانية في عدد من مناطق العالم العربي كنتيجة للنزاعات المسلحة الدائرة في تلك المناطق والتي تنذر بوضع مستقبلي متفجر يطيح بآمال وتطلعات شعوب المنطقة نحو الإصلاح السياسي الشامل والديمقراطية وتداول السلطة وأحترام حقوق الإنسان والحريات.
أن الموقعون أدناه يهولهم ما يحدث من مجازر إنسانية وتجويع وأغتصاب وقتل للمدنيين وحرق للقرى وتزايد أعداد النازحين واللاجئين في كل من دارفور والعراق ولبنان وفلسطين أن جميع هذه الأوضاع تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ويسقط الضحايا بالعشرات والمئات والآلاف في أي من هذه المناطق سالفة الذكر دون أن تغير المساعي الدبلوماسية والتفاوضية من جانبكم في أي من هذه الأوضاع الإنسانية مما يجدد مطالب المؤسسات الموقعة على هذه الرسالة بضرورة التحرك الجماعي من القادة والزعماء والرؤساء والملوك العرب بخطوات حاسمة وجادة وناجعة لوقف نزيف القتل وحمامات الدم في هذه المناطق وذلك تجنباً لتدخل المجتمع الدولي كما حدث في العراق من ناحية، ولعدم التذرع بمبدأ سيادة الدول والتدخل في شئونها الداخلية من ناحية أخرى.
ونحن نري أن الافتقار إلى الخطوات المنسقة والموضوعية من جانبكم ساهم في استمرار المعاناة وإراقة الدماء وعدم التوصل إلي حلول ناجعة لتلك القضايا وبالتالي نحن نتطلع إلى القمة كفرصة هامة نأمل من خلالها التوصل إلي إستجابة حقيقية منكم للعمل علي تخفيف المعاناة في المنطقة العربية والقضاء علي أسباب التوتر وبؤر انتشار الصراعات المسلحة ، بدءا من العمل علي ملفات الإصلاح الديمقراطي الذي بات ملحاً في ظل الظروف الراهنة.
إن العام ٢٠٠٨ كان عاماً مفعماً بالآمال للفلسطينيين مع تجدد محادثات السلام، ومع ذلك لم يتمخض عن محادثات انابوليس في كانون الأول/ديسمبر الماضي سوى نتائج هزيلة،نتجت بشكل جزئي من استبعاد حماس،في ظل ظروف لم تعش غزة يوماً أسوأ منها: كالحصار غير القانوني وغير الأخلاقي من قبل إسرائيل والذي يشكل عقاباً جماعياً لنحو ١.٤ ملايين من البشر الأبرياء ، يعتمد ٨٠% منهم على شكل ما من أشكال الإعانات الغذائية.
أن الموقعون أدناه من منظمات غير حكومية في العالم العربي يحملونكم المسئولية في هذه القمة بضرورة أن تخرج بآليات محددة للغاية من أجل المدنيين والشعوب في كل مكان ويعتبرون في ذات الوقت أن ما يحدث من قتل وحرق وتدمير وسفك لدماء المدنيين هو المعادل الموضوعي لعدم أتخاذ أي خطوات جدية من جانبكم ، وأن جميع الموقعين على هذه الرسالة يتوجهون إلى قمتكم من أجل أزمة دارفور على وجه الخصوص ولا يجدون بداً من تذكيركم ببعض الحقائق الخاصة بإقليم دارفور لعل ذلك يجد لإقليم دارفور سنداً في قمتكم القادمة.
فمنذ أبتداء الأزمة حتى اليوم أحرقت مئات القرى وقتل نحوا من 200000 من الأبرياء وأغتصب مئات النساء ويوجد 1.2 مليون نازح ولاجئ داخل الأقليم يعيشون في مخيمات ونزح ما يقرب من 230 ألف مواطن دارفوري إلى تشاد في ظروف بالغة القسوة، ويوجد ما يقرب من 4,1 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة تحول الحرب الدائرة دون وصولها إليهم مما يجعلها حرب تجويع وأبادة ترفضها وتحظرها كافة المواثيق والأعراف الدولية والدينية بل وصل الأمر إلى مهاجمة عمال ومنظمات الإغاثة التي تعمل في دارفور غير اختطافهم وقتلهم في بعض الأحيان.
أن الموقعون أدناه يحملون الحكومة السودانية كل ما جرى ويجري في دافور سواء عبر هجماتها المباشرة على الإقليم أو دعمها لقبائل الجنجويد التي ارتكبت جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في هذا الإقليم، في مخالفة صريحة لكافة الاتفاقيات والعهود والمواثيق والأديان التي تنص على حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة ومن أبرزها اتفاقية جنيف الرابعة. كما لا يجد الموقعون بداً من إلقاء اللوم والمسئولية على بعض الفصائل المسلحة التي قامت بارتكاب نفس الجرائم في إقليم دارفور.
أن الموقعون أدناه يطالبون المجتمعين في القمة العربية بإيجاد الحلول الناجعة لأزمة دارفور ومناشدتهم التخلي عن دعم ومناصرة ومساندة الحكومة السودانية بمنطق وشعار أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وفي اطار الجهود التي نبذلها كمنظمات غير حكومية، وشركاء حقيقيين في تحمل مسئولية هذه الاوطان فإننا نتقدم بمطالبنا التالية إلي الزعماء والملوك والرؤساء العرب في قمة دمشق:
1/العمل بجدية وحسم للمساعدة على جمع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات وإعطاء أولوية لاتفاق وقف الإعتداءات، كخطوة أولى أساسية من أجل معالجة الأزمة.
2/ الضغط من اجل نزع سلاح جميع المليشيات وتدشين عملية سلام شاملة، تضم جميع أطراف النزاع، وبمشاركة المجتمع المدني في دارفور والدول العربية والأفريقية الأخرى.
3/التأكيد على حماية العاملين فى مجال المساعدات والعمليات الانسانية في دارفور، وفقاً لما تنص عليه إتفاقية جنيف الرابعة. وذلك لتمكين الوكالات من الوصول إلى المحتاجين، ولتوفير المواد الغذائية والمياه والمساعدة الطبية .
4/ الضغط على جميع الفصائل والحكومة السودانية والميليشيات لوقف جميع الهجمات ضد المدنيين ، وعلى ان تلتزم بالتعاون من اجل حماية المدنيين ، وفقاً لما يفرضه عليهم الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
5/ ندعو الى تنفيذ فورى لقرارات المحكمة الجنائية الدولية بشأن دارفور، ونناشد الحكومة السودانية التعاون من أجل إلقاء القبض على مجرمي الحرب الذين قاموا بارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور. وإلى التعاون بشكل كامل مع جميع التحقيقات الجارية.
6/ معالجة ازمة دارفور باعتبارها نزاع إقليمي يؤثر على الدول المجاورة، وليس فقط باعتبارها قضية سودانية. والضغط لتحقيق المصالحة بين السودان وتشاد والتأكيد علي توقف كل منهما عن دعم متمردي الطرف الآخر، حيث أدت هجمات المتمردين مؤخراً إلى مزيد من التهجير والهجمات على الآلاف من المدنيين، والعمل عن كثب مع الاتحاد الأفريقي لضمان عملية الوساطة في تشاد.
7/ الضغط على الحكومة السودانية لتجنب المزيد من عرقلة العمليات المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، والنشر الكامل لقوات الهجين والتي تتكون من قوات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، حتى تقوم بأداء مهمتها بالكامل لحماية المدنيين دون تدخل من الحكومة.
8/تسليم مبلغ الـ 250 مليون دولار الواردة في التعهدات التي قدمت في مؤتمر القمة العربية الاخير في الخرطوم في تشرين الاول / اكتوبر 2007 والتي خصصت لتنمية ومساعدة إقليم دارفور. وتحديد اولويات الاستجابة للاحتياجات الانسانية.
9/ الضغط على حكومة السودان لإزالة العوائق البيروقراطية التي تعترض سير العمليات الانسانية ، من خلال التنفيذ الكامل للهدنة الخاصة بإجراءات تمكين الوصول للعمليات الانسانية ذات الصلة بدارفور والتي تم تمديدها حتى كانون الثاني/يناير ٢٠٠٩، والبيان المشترك الصادر في ٢٨ آذار/مارس 2007 بين حكومة السودان والأمم المتحدة، ولا يزال التأخير غيرالمبرر عقبة في طريق هذه العمليات.
الموقعون :
1. البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان
2. الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية
3. مركز الارض لحقوق الإنسان
4. مؤسسة عالم واحد للتنمية
|
|
 
|
|
|
|
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست