|
|
 حان الوقت للغرب ان يطبق مواعظه ... بقلم الرئيس واد
|
نقلا عن جريدة الصحافة
حان الوقتُ للغرب أن يطبق مواعظه
بقلم: الرئيس السنغالى عبد الله واد
ترجمة سيف الدين
الفاينانشيال تايمز الإتحاد الأوربى والولايات المتحدة يريدان أن يأخذا كيكتهما ويلتهمانها عندما يدور الحديث عن الصين وإفريقيا، فالقادة الأوربيون والمنظمات المانحة عبّروا ــ فى رجع صدى تنافساتهم الاستعمارية السابقة ــ عن قلقهم من أن الدول الإفريقية تفتح أبوابها مشرعة للمستثمرين الصينيين وللاستغلال التجارى من جانب شركائهم الآسيويين. ولكن إذا كان افتتاح زيادة أسواق حرة هدفاً يقدره الغرب حق قدره ويمجده باعتباره طريقاً للتقدم إذن لماذا تقلق أوربا إزاء الدور الاقتصادى المتنامى للصين فى إفريقيا؟ فانتشار الأسواق الحرة كان نعمة لإفريقيا فى الحقيقة. ولكن كما قلت لأصدقائى فى الغرب إن الصين تؤدى مهمة أفضل بكثير مما يفعله الرأسماليون الغربيون وذلك باستجابتها لمطالب السوق فى إفريقيا. إن المعركة التى تدور بين الغرب والصين من أجل النفوذ فى العالم هى ليست مشكلة إفريقيا، فقارتنا فى عجلة من أمرها لكى تنشىء البنى التحتية وتضمن الطاقة الرخيصة وتعلم شعبنا. ففى كثير من الدول الإفريقية يكافح القادة الأفارقة من أجل تعزيز النمو الاقتصادى القوى بشكل مستدام وللتقليل من مسببات " هجرة العقول" التى قادت إلى النزوح الجماعى الذى طال خيرة الأفارقة المتعلمين ممن نزحوا إلى أوربا. وأرى أن مدخل الصين لاحتياجاتنا مدخلٌ ملائم بصورة أفضل من المدخل البطىء ذى الطابع الرعايوى الذى يتبناه المستثمرون الأوربيون والمنظمات الأوربية المانحة والمنظمات الأوربية غير الحكومية لما بعد الحقبة الاستعمارية. وفى الواقع أن الأنموذج الصينى لإنعاش التنمية الاقتصادية السريعة يحمل الكثير مما يمكن أن تتعلم منه إفريقيا، فالصين ساعدت الدول الإفريقية عبر العون المباشر والقروض الميسرة والعقود المعقولة على إنشاء مشاريع البنى التحتية فى زمن قياسى: الجسور، الطرق، المدارس، المستشفيات، الخزانات، مبانى البرلمانات، دور الرياضة والمطارات. وفى كثير من الدول الإفريقية بما فيها السنغال لعبت التحسينات التى أدخلت على البنى التحتية أدواراً هامة فى إنعاش النمو الاقتصادى، وهذه هى التحسينات التى توجد فى إفريقيا وترفع من مستويات المعيشة بالنسبة لملايين الأفارقة لا لأقلية نخبوية فحسب. ففى السنغال لا يمكن أن تمنح شركة صينية عقد ذو صلة بالبنى التحتية ما لم تشاركها شركة سنغالية، والشركات الصينية من ناحية عملية لا تستثمر فى السنغال فحسب بل تعمل فى ذات الوقت على تحويل التكنولوجيا والتدريب والخبرة للبلاد. والدليل الصادق على عقلية ما بعد الحقبة الاستعمارية هو أن بعض المنظمات المانحة فى الغرب ترفض الاتفاقيات التجارية بين الدول الإفريقية و البنوك الصينية التى تخلق هذه التحسينات الحيوية وكأنّ إفريقيا قارة غرة بحيث تتخلص من مواردها الطبيعية الثمينة فى صفقات للحصول على تعهد بإنشاء دار رياضة أو مبنى برلمان. كان استعراض القوة السياسية بين الصين وتايوان فى الماضى كثيراً ما يوجه الاستثمار الآسيوى على القارة الإفريقية ولكن اليوم تعتمد العلاقات الاقتصادية أكثر على الحاجة المشتركة وعلى الواقع الاقتصادى الذى يقول إن الإتحاد الأوربى والولايات المتحدة لا يمكن لهما أن يتنافسا مع الصين. إن عدداً من المشاريع الكبيرة فى السنغال موّلها مبدئياً التايوانيون ولكن فى عام 2005 نبذت السنغال تسييس التنمية وفضلت القرارات المبنية على السوق الحر. لقد اكتشفتُ أن العقد الذى يستنفد خمس سنوات لمناقشته ومفاوضته والتوقيع عليه مع البنك الدولى يأخذ ثلاثة أشهر فقط عندما نتعامل مع السلطات الصينية. وأنا قوى الإيمان بالحكم الرشيد وحكم القانون ولكن عندما تعوق البيروقراطية والإجراءات التى تتطلب المصادقة الديوانية قدرتنا على الفعل وعندما يظل الفقر ثابتاً والموظفون الدوليون يؤجلون واجبهم فإن القادة الأفارقة لديهم التزام باختيار حلول أسرع. والدليل على ذلك أننى أنجزتُ فى اجتماعى الذى استغرق ساعة واحدة مع الرئيس الصينى هو جنتاو داخل الجناح التنفيذى فى فندقى ببرلين أثناء اجتماع الثمانى الكبار الأخيرة فى هيليجندام أكثر مما أنجزتُ خلال الاجتماع المنظم لقادة العالم لدى هذه القمة التى لم يقولوا فيها للزعماء الأفارقة أكثر من أن مجموعة الدول الثمانى الكبار تحترم الالتزامات الموجودة. إن أسعار وجودة السلع القادمة من آسيا لم تعط الحكومات الإفريقية اختياراً سوى أن تشترى هذه السلع الصينية والهندية والماليزية فى ذات الوقت الذى ظلت فيه الصين حصيفة حصافة بائنة إذ يمكن للمواطن السنغالى أن يشترى سيارتين صينيتين مقابل سعر سيارة أوربية واحدة، والدليل على ذلك نشاهده فى موقف السيارات لدى القصر الرئاسى فى داكار. فطراز سيارات " شيرى" و" قريت وول" الصينية يتيح للطبقات المتوسطة والعاملة فى السنغال إمكان الحصول على سيارة جديدة وهذا مؤشر على بروز طبقتنا المستهلكة. ونحن نستخدم هذه السيارات الصينية الرخيصة فى مشروع تجريبى لنعيد إدخال النساء العاطلات فى القوة العاملة بخلق أسطول من سيارات تاكسى الأجرة يسمى " تاكسى الأخت" Sister Taxi، فعندما تكون المنتجات رخيصة تصبح البرامج واقعية. إن الصين التى تخوض معاركها الخاصة من أجل التحديث لديها إحساس بالحاجة الشخصية للتنمية فى إفريقيا أقوى كثيراً من إحساس الدول الغربية، ففى العام الماضى تعهد مصرف إكسيم بانك بمبلغ 20 بليون دولار فى شكل أموال تنمية من أجل البنى التحتية الإفريقية والتمويل التجارى للثلاث سنوات القادمة وهو مبلغ فاق كل تعهدات المانحين الغربيين مجتمعة. وقد أحدثت أخبار تعهد إكسيم بانك ضجة فى بعض الدوائر الأوربية، بيد أن الشكاوى الغربية حيال خطوة الصين البطيئة فى تبنى الإصلاح الديمقراطى لا يمكن أن تخفى حقيقة أن الصينيين هم أكثر منافسة وأقل بيروقراطية وأكثر خبرة فى النشاط الاستثمارى فى إفريقيا من منتقديهم. واجد نفسى اليوم فى لب صراع اقتصادى مع الإتحاد الأوربى، فإذا كانت أوربا لا تريد تقديم التمويل للبنى التحتية الإفريقية ــ سبق أن تعهدت ب15 بليون دولار بموجب اتفاقي كوتونو قبل ثمانى سنوات ــ فالصينيون على استعداد لتحمل المهمة بصورة أسرع وتكلفة أقل. وليس إفريقيا وحدها التى لديها الكثير مما تنتظر أن تتعلمه من الصين بل الغرب نفسه فى انتظار أن يتعلم الكثير من الصين، فقد حان الوقت للغرب أن يطبق مواعظه عملياً حول قيمة حوافز السوق.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حان الوقت للغرب ان يطبق مواعظه ... بقلم الرئيس واد (Re: احمد حامد صالح)
|
| Quote: ولكن فى عام 2005 نبذت السنغال تسييس التنمية وفضلت القرارات المبنية على السوق الحر. لقد اكتشفتُ أن العقد الذى يستنفد خمس سنوات لمناقشته ومفاوضته والتوقيع عليه مع البنك الدولى يأخذ ثلاثة أشهر فقط عندما نتعامل مع السلطات الصينية. وأنا قوى الإيمان بالحكم الرشيد وحكم القانون ولكن عندما تعوق البيروقراطية والإجراءات التى تتطلب المصادقة الديوانية قدرتنا على الفعل وعندما يظل الفقر ثابتاً والموظفون الدوليون يؤجلون واجبهم فإن القادة الأفارقة لديهم التزام باختيار حلول أسرع. والدليل على ذلك أننى أنجزتُ فى اجتماعى الذى |
اخى العزيز الرئيس واد رجل دولة بكل ما تحمل الكلمة من معنى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حان الوقت للغرب ان يطبق مواعظه ... بقلم الرئيس واد (Re: Adam Omer)
|
| Quote: مصرف إكسيم بانك بمبلغ 20 بليون دولار فى شكل أموال تنمية من أجل البنى التحتية الإفريقية والتمويل التجارى للثلاث سنوات القادمة وهو مبلغ فاق كل تعهدات المانحين الغربيين مجتمعة. وقد أحدثت أخبار تعهد إكسيم بانك ضجة فى بعض الدوائر الأوربية، بيد أن الشكاوى الغربية حيال خطوة الصين البطيئة فى تبنى الإصلاح الديمقراطى لا يمكن أن تخفى حقيقة أن الصينيين هم أكثر منافسة وأقل بيروقراطية وأكثر خبرة فى النشاط الاستثمارى فى إفريقيا من منتقديهم. واجد نفسى اليوم فى لب صراع اقتصادى مع الإتحاد الأوربى، فإذا كانت أوربا لا تريد تقديم التمويل للبنى التحتية الإفريقية ــ سبق أن تعهدت ب15 بليون دولار بموجب اتفاقي كوتونو قبل ثمانى سنوات ــ فالصينيون على استعداد لتحمل المهمة بصورة أسرع وتكلفة أقل. وليس إفريقيا وحدها التى لديها الكثير مما تنتظر أن تتعلمه من الصين بل الغرب نفسه فى انتظار أن يتعلم الكثير من الصين، فقد حان الوقت للغرب أن يطبق مواعظه عملياً حول قيمة حوافز السوق. |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حان الوقت للغرب ان يطبق مواعظه ... بقلم الرئيس واد (Re: Adam Omer)
|
| Quote: والموظفون الدوليون يؤجلون واجبهم فإن القادة الأفارقة لديهم التزام باختيار حلول أسرع. والدليل على ذلك أننى أنجزتُ فى اجتماعى الذى استغرق ساعة واحدة مع الرئيس الصينى هو جنتاو داخل الجناح التنفيذى فى فندقى ببرلين أثناء اجتماع الثمانى الكبار الأخيرة فى هيليجندام أكثر مما أنجزتُ خلال الاجتماع المنظم لقادة العالم لدى هذه القمة التى لم يقولوا فيها للزعماء الأفارقة أكثر من أن مجموعة الدول الثمانى الكبار تحترم الالتزامات الموجودة. إن أسعار وجودة السلع القادمة من آسيا لم تعط الحكومات الإفريقية اختياراً سوى أن تشترى هذه السلع الصينية والهندية والماليزية فى ذات الوقت الذى ظلت فيه الصين حصيفة حصافة بائنة إذ يمكن للمواطن السنغالى أن يشترى سيارتين صينيتين مقابل سعر سيارة أوربية واحدة، والدليل على ذلك نشاهده فى موقف السيارات لدى القصر الرئاسى فى داكار. فطراز سيارات " شيرى" و" قريت وول" الصينية يتيح للطبقات المتوسطة والعاملة فى السنغال إمكان الحصول على سيارة جديدة وهذا مؤشر على بروز طبقتنا المستهلكة. ونحن نستخدم هذه السيارات الصينية الرخيصة فى مشروع تجريبى لنعيد إدخال النساء العاطلات فى القوة العاملة بخلق أسطول من سيارات تاكسى الأجرة يسمى " تاكسى الأخت" Sister Taxi، فعندما تكون المنتجات رخيصة تصبح البرامج واقعية. إن الصين التى تخوض معاركها الخاصة من أجل التحديث لديها إحساس بالحاجة الشخصية للتنمية فى إفريقيا أقوى كثيراً من إحساس الدول الغربية، ففى العام الماضى تعهد مصرف |
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Adam Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست