عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 10:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-01-2008, 02:58 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد..

    عادل عبد الرحمن

    (الفنان هو الذي لا يتعطل عن صنع الجديد)

    وهكذا فعل بنفسه عادل .

    فهو من رواد القصيدة النثرية في السودان - بل لعله أول من كتبها في السودان .

    ولد بودمدني (195 ، وكان كثير التنقل ، وصديقا لعدد كبير من الشعراء السودانيين والعرب ، محمد مدني، القدال، محمد عبد الخالق ، عادل القصاص، محمد محي الدين، يحيى فضل الله الخ.......،، الشيء الذي ساعده أن يدرس كل المدارس السودانية الحديثة عن قرب، وهو لا يقل عن رصيفه محمد مدني في الثورية بل تعدت عنده حدود قضيته الضيقة فحمل السلاح مع اخوته في إرتريا إيمانا منه بقضيتهم التحريرية، ومع هذا فقد كان لا يتوانى عن خدمة السودان وفق ما يراه ويتفق معه من مبادئ وأفكار:
                  

03-01-2008, 02:59 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    هكذا بدأت القصيدة النثرية عند عادل ، محاولات مستميتة للتمدد في اللغة و إخراج كل ما هو ممكن منها ولكن وفق القاعدة الجمالية التي يضفيها الشعر - بطبعه - على الأشياء . ولعل البعض يعتبره مغاليا أو متطرفا في تشاؤمه تجاه العالم:



    (( هذا العالم كذبة ، وانا أتان مشلوح

    هذا الوطن غربة، وأنا تعب مستريح ))



    أو في قوله :



    (( أخ .... رائحة الكون تزكم أنفي

    أين ما ذهبت تلاحقني أخبار الكواكب

    كلما ما مت تلسعني انشوطة الانتباه ))



    ولكن هؤلاء بنفسهم - وهذا إذا إتفقنا مع زعمهم هذا - لا ينكرون انه شاعر الحب وقاصه . وهو أينما يكون لا يبعد قيد أنملة عن أنين الضعفاء ومحاولاته المستميتة لقتل الحزن والقهر والاستغلال:



    (( هذا العالم ليس كذبة بل فرح

    مٌحتل

    وأنا الآن بي رغبة كي أصير
    ملكاً للقبل ))



    ويتجلى حبه - كأي فنان - حين تصبح أمانيه معتقلة لدى الآخرين:



    (( لو كنت فارساً لعبأت نشابي بالفرح

    وصوبت نحو البشرية جمعاء

    لا أخطئ أحدا ))



    وعادل من الشعراء المفكرين، فهو أين ما يذهب يخلف من وراءه الأسئلة الحائرة الساخرة. ويجعل الجميع في حالة تفكير ، تكتنف ما تبقى من اليوم أو ربما قد تكتنف حياتك كلها:



    ( يا شعوب العالم " ضعوا المعاول والطباشير ، اتركوا مقابض المكاين

    وعد النقود ، عطلوا المجاديف ولحظات العشق ،

    اجلسوا حلقات حلقات ، ضعوا إبهاماتكم على أطراف

    الجباه ، قطبوا قليلاً ، فكروا معي .....................

    في البدء كان الناس أم

    المسخرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ " ))
                  

03-01-2008, 03:03 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    باقي الغنا
    الى : مصطفى سيد أحمد

    ولما تعبتا
    قلتا اغني

    اجمع نوتة
    وأطرح دنيا

    لو يفضل باقي شوية غنية
    تطلع مني

    راجعتا الصورة:
    من دندنة الانسان الأول
    حتى السوناتا.....

    وقفتا اتفرج
    وهبّشتا كمان....

    ولما تعبتا
    قلتا اتمشى

    امكن جرجرة الخطوة
    من غشوة لغشوة

    تمسح حزني

    وتكتب غنية

    تفرح دنيا

    لي مصطفى
                  

03-01-2008, 03:10 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    واظب عادل عبد الرحمن على دأبِ النملة في مراكمة تجربته الشعرية منذ قصائدمثل"مرثية للعشرة أعوام المقبلة"،"حكاية الأمير والإزميل والحجر"، "هذه مائدتي والدعوة غير عامة"،"معلقة الأصدقاء"وحتى " ملك القبل" وغيرها من النصوص والقصائد المكتوبة بين دمشق والخرطوم و مدني. أزعم في مداخلتي هذه أن عادل اختط بل ابتدر طريقة مختلفة وفريدة في الأقل على مستوى السودان وفي حدود اطلاعي ومن تجايلت معهم..لم يكن سراً أن قصيدة عادل المكتوبة بتلك الطريقة أثارت ليس كثيرا من الجدل فقط بل المتناقض من الآراء سواء بين جمهور المتلقين أم الشعراء أو في أوساط النقاد طوال عقد الثمانينيات ولم يكن ذلك بمستغرب أيضاً للسبب المذكور وهو دخوله- خروجه؟- من باب غير مصنف ضمن الأبواب المتعارف عليها أو حتى المختلف حولها عندئذ.
    أعلم أن هذا ليس موضوع البوست ولكني حرصت على مجرد الإشارة إليه لأساعف مداخلتي التي ابتدرها بأنني كنتُ وما أزال أعتبر قصيدة عادل تحدياً عصيأً واستفزازاً سافراً للشعرية كماأرعاها وهو ما أطمح أن أكتب عنه في بوست منفصل حتى لا أتوه عن الأصل هنا. النص مثار النقاش هنا أدهشني لسببين: أولاً لأنه مكتوب بالعامية وهي ما لم أسمع أو أقرأ لعادل أي محاولة كتابية بها من قبل ولو في الرسائل الشخصية، ثانياًأنه لايشابه من قريب ولا من بعيد كتابات عادل الأخرى سواء في علاقة البياض بالسواد"طبوغرافية الصفحة" أم البنية الإيقاعية أو ارتباط الموسيقى بالحكاية في قصيدة عادل ناهيك عن غياب الإشارات المفتاحية التي درج عادل على - توهيطها- في قصيدته لتبيان "الغرض" وليس المعنى وهذه من أهم مكونات قصيدته إذ لم يكن من دعاة العلاقة الجدلية بين المبنى والمعنى بقدر ما كانت قصيدته - ليس تنظيره- تحثُّ على الإمساك بالغرض أكثر من المعنى ..هذا أيضاً اتمنى أن أناقشه في وقت آخر..لو رجعنا لأي من قصائد عادل كمثال سنرى ما أرمي إليه، مثلاً:
    عندما نجوع
    فتمتدُ أنوفُنا نحو المطاعم الراقية
    وأيديُنا
    نحو البراميل
    الموضوعة بعناية
    أمام البيوت الأنيقة
    فعلت ذلك مرةً
    ونظرتُ لنفسي بخجل بالغ
    وددتُ
    لو تمتدُ يدي
    تدخل في أمعاء أقرب بذلة أنيقة
    تخرج منها
    رشوةً
    أو دجاجةً محمَّرة "
    أزعم هنا أن الحكاية بسرديتهاالسلسة تتفتح عن موسيقى لاتخطئها الأذن ولا الذائقة ، إنني وبالتأكيد لاأعمم أن الحكاية -أي حكاية- تنجب بنية موسيقية تشير إلى قصيدة ولكني أحسست بهذا هنا وفي كثير من قصائد عادل. أما مسألة طبوغرافيا الصفحة فانني أزعم أن عادل اهتم بها بشدة وأعتقد أن ذلك له علاقة بالبنية الإيقاعية لقصيدته إذ أنه لم يكن يكتب مفردة في سطر ليقرأها مع ما قبلها أو بعدها بل كان نفسه في القراءة هو نفْس نفَس الكتابة حتى أصبح كل من سمع عادل يقرأ يستطيع أن يكتب القصيدة على الورق كما يكتبها عادل-جغرافياً- لن أطيل الآن ولكني اتمنى أن أقدر على العودة للمواصلة، فقط أردت أن أقول مما سبق أن النص المنشور هنا وموضوع النقاش أولا لايشبه قصائد عادل للأسباب التي أشرتُ إليها وثانياًأتمنى أن لايكون الصديق عادل قد أطلع الصديق أسامة على النص فبادر أسامة بنشره لأنني أعتقد أن الأمر لوكان تجربة أولى للكتابة بالعامية أو ثانية أو خامسة فان نشره يضر بامكانية تطور التجربة نفسها.. مع خوفي على عادل من هذه المغامرة والتي أدعوه أن يسهم معنا في الحديث عنها. فأنا أعتقد أن طريقة التعامل التي تابعتها هنا والتي خلطت عند كثيرين بين مجمل تجربة عادل الشعرية الغنية وأول تجربة للكتابة بالعامية والتي لا أعتقد أن عادل نفسه يستطيع الدفاع عنها -أمام تجربته- أخذت منحىًفي بعض مساراتهايهدم بناءاً متيناً ولا يساعد على وضع أسس راسخة لأبنية تزمع أن تنمو.
    أخيراً أرجو أن أتدخل في مرة قادمة فيما يخص الموسيقى والإيقاع والذائقة
    محمد مدني
                  

03-01-2008, 03:13 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    اعتقد ان عادل كان يكتب شعرا غريبا ومختلفا عنا جميعا

    وربما للتجاهل الذي قوبل به شعره,

    لجا الى العمل المسلح كوسيلة لتغيير العالم

    وساعود للتعليق على اسئلة الصديق يحيي

    ارقدوا عافية

    المشاء
    أسامة الخواض
                  

03-01-2008, 03:24 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    ضلع حواء

    (1)


    ونحن في تاسعة العمر تعانقنا
    سرقنا – من الأهل - اللقاءات
    وتعاهدنا على ألا يضيع أحدنا الاخر

    (2)

    مرة في شوارع دمشق
    تبادلنا الرطانة والمعرفة
    وتحا يننا بلغة المخا صرة البشرية
    كنا فتيين بما يكفي
    أن نصعد ( جبل الشيخ ) قفزا
    جلسنا على قمته
    لا يقطع لها ثنا غير سيل القبل

    (3)

    متعثرا بحظي أجوبك
    لعنة المدن تغشاك يا "هيوستن "
    كل عنت اميركا مندلق عليك
    شوارعك جحيم من .......
    لا أدري كيف انبثق السؤال بجانبي\هكذا :
    - ( انت من وين؟؟؟)
    - - من ضلعك ......
    - وتشابكنا\ نطوف
    - نتملى اجمل مدينة في العا لم

    - هيوستن ذات يوم -2000-

    سحا ب الطفولة

    شئيا , فشئيا
    تعلمنا التمعن في السحا ب,
    وتبارينا على فك الطلاسم والصور:
    قطيع نعاج,
    سفينة,
    فلاح يعزق الأربضب,
    قطارات ما فتئت تطول ,
    فيلة تتبدل شجرا.....
    كنا فرحين \دهشين بالسحاب
    اذ تغدو اشباحه مطرا

    كنت اخا ف –وحيدا- بعض الليالي
    حين أحدق في القمر
    أن يسقط ساحرتيه
    اللتان تتفليان
    تحت شجرة النيم العتيقة العا رية

    - هيوستن – ما رس 2001 –

    عظا م للذكرى

    الى : محمد مدني ....والاخرين

    أهجر العالم متقافزا
    متفاديا مطبا ت
    متحا شيا التعثر بذكرياتي,
    بأ حلام الطفولة,
    بنساء عالجت معهن الحب ذ ات يوم

    ان أقول وداعا
    وأنا أتبع روحي الفا ئتة
    فقط سأ ترك لكم
    - في با طن الأرض –
    عظا مي للذكرى
    .....و أرحل

    - دنفر في 20 يونيو 2001 –

    أَذن العا لم
    الى: عا دل القصا ص
    (أ) مثل مدخر عجوز:
    جلست أعد الأيا م على أصابعي
    أيام جلساتنا التا ريخية
    ذات الحد يث الذي لا ينتهي
    حيث نظل ننصت
    نحن أذن العا لم
    العالم الذي لم يسمع الينا أبد ا

    (ي) الحكماء ذوو البصيرة رحلوا
    والممعنون – الان – في التبصر
    سوف يرحلون فور اكتمال حكمتهم
    قبل أن يخبرونا …
    ونحن الذين نسجنا طرفا من القصة ,
    بسعينا الحثيث نحو اكتمالها ,
    لنرحل , دون التمكن من اخبا ر أحد

    دنفر – 10 أكتوبر 2001 –

    أبوة
    الى : انشراح محمد احمد بمنا سبة رحلتها الكونية المزمعة

    الكون بيتي ,
    أتفقده كل مساء
    أنوم أطفا لي :
    النجوم, والشمس , والقمر

    الكون بيتي ,
    أرتب شئونه كل عصرٍ
    أسوي الظواهر ,
    أطمئن على جنبا ت سديمه ,
    وحين أتعب من كل ذلك,
    أهرع الى حجرتي\ الكرة الأرضية ,
    وأضجع

    الكون بيتي

    - دنفر في 28 أكتوبر 2001 –

    ليت كل نساء العا لم ثغر واحد أقبله وأستريح
    - اعتراف –

    زورتني زهرة أسطورية
    ضمختها بعطر أسطوري
    رشقتها على مسرح الحيا ة
    ورحت أغوي بنا ت حواء

    تكا لبن علي
    حمر, وصفر,
    حبشيات , وأذربيجا نيات ,
    من انس و جن ,
    يتحاشدن

    منذ قرون أجوب الأرض
    أبحث عن ثغر أنثوي
    لا يلهج بلعنة ابن ا د م
    من زور حتى !!!!!

    - دنفر في الرابعة والاربعين من العمر -


    تحرير: أسامة الخواض
                  

03-01-2008, 03:29 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    ليت كل نساء العا لم ثغر واحد أقبله وأستريح
    - اعتراف –

    زورتني زهرة أسطورية
    ضمختها بعطر أسطوري
    رشقتها على مسرح الحيا ة
    ورحت أغوي بنا ت حواء

    تكا لبن علي
    حمر, وصفر,
    حبشيات , وأذربيجا نيات ,
    من انس و جن ,
    يتحاشدن

    منذ قرون أجوب الأرض
    أبحث عن ثغر أنثوي
    لا يلهج بلعنة
    ابن ا د م
    من زور حتى
    هذا
    لاحظ –نساء عالجت معهن الحب ، اي استعلائية هذه التى تختصر المعايشة والممارسة الانسانية ، الى شي يعالج وتحيل المراة الى جسد مفعول به اي سقط متاع وفض لكبت الرجل وافراغ شهوته ، في اللغة عادة يعالج ثقب الباب بالمفتاح وبما ان المفتاح بيد كاتب النص فبوسعه ان يعالج اي ثقب انشا الله بقضيب حديد هذه رمزية واضحة تصب في ثقافة الرجال المثقف منه والعاري من الثقافة ، واحمد للجاهل جهله الذي ورثه الصدق والوضوح اما المثقف يعاني عدم الشجاعة ويخبي تفاصيله في الغرف المظلمة ، وعزائي يا اسامة ان عادل قد اعترف والاعتراف دائما يحمل دلالة الادانه لانه يحس ان المسالة غير عادية وغير انسانية وتسجل ضد نساءعاشرهن من خلال النص ربما ن صديقات ، فهن في الاخر يحملن صفة الحيوانية بتكالبهن عليه حمر وصفر وبكل جنسياتهن تكالبن عليه حبشيات واوربيات وغيرهن حتى جنيات لهن غزاهن وهن في الاخر متكالبات ، وصفة الكلبة في السودان تقال للمراة الشبقة (يقولو ليك فلانه متل الكلبة الموبلة ) يعني كل نساء النص شبقات وهو عندما فتر من هذه المطاردة تمنى ان يختصر هذه المعركة الى ثغر واحد عله يكف عن هذا الغزو ، ولكن ماهي شروط هذا الثغر يا عادل واسامة؟ انه ثغر صامت منذ، قرون أجوب الأرض
    أبحث عن ثغر أنثوي
    لا يلهج بلعنة
    ابن ا د م
    من زور حتى
    هذا
    لا يلعن
    هي رحلة الرجل منذ طوق الحمامة لابن حزم او النفزاوي اوتوفيق الحكيم الذين يختصرون المراة في ، كونها دمية يلهو يها الرجل ويرون في نطقها وحيويةجسدها نقص لجمال هذا الجسد تماما كما فعل توفيق الحكيم ف ي(بجماليون) المراة التمثال التى تمنى لها المثال الحياة فعندما دبت فيها الحياة وصارت تتكلم وتصرخ وامتلكت ناصية الكلام هوى عليها توفيق الحكيم بمكنسته ف ي( شخص النحات طبعا) وكسر راسها والراس غير مرغوب ف ي المراة بالطبع فهو موضع قلق وصداع للرجل ، كذلك اليد التى تعمل وتغير والعين التى ترى ومثال لذلك شعر ابوريشة في وصف عمياء :
    عيونك اجمل ما في الوجود
    لانك لست ترين بها
    وهذا حال عادل عبدالرحمن يبحث عن ثغر مكمم لايلهج من زور حتى ، -كتيرة والله - والتمس العزر ل عالية بس يا علية يفترض انك تغلفي هذه الحدة ، وفي منطق الرجولة التبول من المراة نجاسة اما بول الرجل تتكالب عليه النساء ، حمر وصفر ومن جميع الجنسيات
    وحين سال النفزاوي الحكيمة قائلا : اين تجدن العقل معشر النساء ...؟ فردت ،
    بين الافخاذ
    والحكيمة هنا هي معادل بت مجدوب المراة المسترجلة التى تحافظ على ثقافة الرجال وتشاركهم بالحكي عن عالمهم الملي بالحكاوي العجيبة عن اسرار النساء ، والتى ترى في ان اقوى رجالها هو الذي يمتلك ضخامة العضو ، وعليه حاز اعجابها لانه مقياس لفحولة القبيلة ، ولا ينسى الطيب صالح ان يقطع هذا العضو بيد حسنة بت محمود حتى تنتصر الانوثة وتنتهي ثقافة الفحول التي ترى فعلها كله في الثغور والنحور والشعر الفحل الذي يجسد هذه الهسترية ويرى في المراة اداة شبقية تتكالب على الرجال ، عادل لم ياتي بجديد فقبله احسان عبد القدوس شبع من اثداء النساء وصنع تلالا من حلماتن ، ارجو ان تنحو الثقافة السودانية غير هذا المنحي ، ويا ريت يا اسامة لو تركز على الجوانب المضيئة من الشعراء خاصة انك انسان مثقف وتعرف بانه لايوجد انسان برئ ابيض فعادل في النهاية ياتي من عمق ثقافة مليئة بهذه الغزوات والرموز ، وعلى المراة خاصة ان لا تفوت مثل هذه الاشياء ، وان تقرا ما وراء السطور فلا يوجد ورق ابيض .
    بعد كل هذه الشخبطات هل تطمح المراة او الرجل الانسان لهدم هذه الثقافة اللانسانية واقامة ثقافة جديدة ونصوص جديدة تمد فيها الجسور بين النساء والرجال بلا قمع ولا استعلائية ارجو ان يتحقق ذلك والعفو اسامة وعادل فالهدف اقامة علاقات متكافئة وجميلة وكل عاموانتو الحب حب بشروط انسانية ز



    عشة بنت فاطنة
                  

03-01-2008, 03:33 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    حكاية الإزميل والأمير والحجر

    حجرٌ
    إ زميلٌ
    زمنا ً التقيا

    في اليوم الأول صرخا
    - انتبه الرجال –
    في اليوم الثا ني صارا هرا وة ً
    - النساء انتبهن –
    في اليوم الثالث أ صبحا بندقية ْ
    - لم يفزع الأطفال –
    في اليوم الرابع قالا :
    في الأيام المقبلة ,
    سنصير رجلا وامرأة ْ

    في اليوم الأول بعد الرابع ,
    شوهد الإ زميل يمشي وحيدا ً
    في الشوارع,
    الأ زقة ,
    بين الشجرْ
    بدأ الهمس :
    - يقا ل أنه تفتّق امرأة ً ,
    خطبها الأمير
    - سمعت أنه مجنون ٌ بها ,
    وقد بنى لها .............
    - بالأمس رأيت ُ موكبا ً,
    وعندما سألت ............
    - سمعت ..........
    - يقال ُ...........
    - أنهمْ .........
    - رأيت ُ.......

    وفي يوم ٍ ,
    في ذات يومْ
    تحت الظلال بين الشجر ْ
    شاهد الجميع ُ رجلا يخاصر امرأة ْ

    - ود مدني , يوليو 1985 –
    ______________________________________________________

    ملك القبل

    [ أنا- العالم ُ- أنت ِ/ ماذا سأكتب ْ؟!
    ومن لي بلحظة فوضى
    تبعثر حزني المرتّب ْ
    فبالأمس فرّت منّي قصيدة
    واليوم يلجمني هذا الغضب ْ ]

    هل سأكتفي بأن أ دعوك ِ الى لقاءْ
    أن تتخلل أصابعي شعرك ِ,
    تضمينني قليلا ,
    فأركل بشهقتي قيظ هذا العالم ْ
    هل سأ كتفي بتشمير أكمامي ,
    أطوِّف في أرجاء المعمورة ,
    أجمِّع الملوك َ ورؤساء الد ول ِ,
    الوعّاظ و الكهنة ,
    المتطفلين والطبقات العليا ,
    وأطرحهم أرضا ً

    ] أخاف عليّْ
    إذ فككت ُ عشقي المكتّفْ
    ورفعت عقيرتي بالغناء ْ
    أن يذهب َعنّي صحابي الشعراء ْ
    ويهجرني شعري المكثّفْ [

    غداً ذهبت ُ إلى حبيبتي
    وأقسمت لها بأني تركت ُ الأحلام ْ
    فقبلتني كثيرا ً
    ركضنا في حقول البنفسج ِ,
    ونمنا على سفْح ِ الحقيقة حتى صباح بعد غدٍ

    ] هذا العالم كذبةْ
    وأنا أتان مشلوح ْ
    هذا الوطن غربة ْ
    وأنا تعب ٌ مستريح ْ[

    إسمه ا لسودان :
    في العام 1986 ميلادية :
    كانت مساحته مليون رطل ٍ من الفقر,
    به ثمانية عشر مليون جاهل ْ
    ومليونان من المغتربين والمتعلمين والانتهازيين ,
    أنا :
    أحد من يدّعون حبه ُ,
    من اقسموا على خوض الحرب بشراسة ٍ,
    ضدّ الظلم والقهر ,
    لا أملك سوى سلاح ٍ وحيد ٍ ,
    أن أعالج مثل هذه القصائد التي جلسنا ,
    وسوف نجلس أياما ً عديدة ً,
    نتعارك ُ حول جدواها
    ]
    يا شعراء العالم إئتلقوا
    فهذه الظلمة عابس ْ
    وأنا الآن لا أحتمل ْ
    أنْ أرى شاعرا بائس ْ[

    آخ ْ
    رائحة الكون تزكم أنفي
    أين ما ذهبت تلاحقني أخبار الكواكب ْ
    كلما متُّ تلسعني أنشوطة ُ الإنتباه ْ
    وعندما حاولت ُ رفع قلنسوة الجمهور ,
    حاصرتني أوجاع السلطان ْ
    هه ْ تعالي نتحالف ْ:
    تصلحين لي وضع ياقتي
    أنفض عن كتفك ِ ما يلصق من غبار
    أقرأ لك ِ أ و تقرأين لي
    افلام هذا الأسبوع ْ
    وفي الصباحات ِ النديّة ْ
    نضّجع غير آبهين , ولو فاجأنا طفلنا النائم ْ

    ] هذا العالم ليس كذبة ْ
    بل فرح ٌ محتّل ْ
    وانا الآن بي رغبة ْ
    كي أصير ملكا ً للقبل ْ[

    لو كنت ُ إله ْ
    لخبزت لي كعكا ً يكفيني إلى الأبد ,
    أجلس في البيت لا أبرحه ,
    أبدّد زعل أمي ,
    وأصنع لنفسّي " مُنى " ,
    تحبني ولا تبرحني

    لو كنت فارسا ً ,
    لعبأ ت نشّابي بالفرح ,
    وصوبت على البشرية جمعاء,
    لا أخطئ أحدا ً

    لو كنت ملاك موت ْ
    لصعدت عاليا ً...عاليا ً....
    وهويت على الأرض ِ,
    أدق ّ عنقي

    يا شعوب َ العالم ِ :
    ضعوا المعاول َ , والطباشير َ,
    اتركوا مقابض َ المكاين , وعدّ النقود ,
    عطّلوا المجاديف َ, ولحظات ِ العشق ,
    اجلسوا حلقات ٍ....حلقات ٍ ,
    ضعوا إبهاماتكم على أطراف الجباه ِ ,
    قطِّبوا قليلا ً,
    فكّروا معي :
    في البدء كان الناسُ أم المسخرة ْ؟؟؟؟؟

    - الخرطوم بحري في 20 فبراير 1985-
    _____________________________________________________________
    قصيدة

    كل ّ عاهرات هذا العالم ِ ,
    داعراته ُ ومومساته ُ,
    من خدعنني , ومن سوف َ........ ,
    من يتربصن بي , ومن ْ........ ,
    تلك التي ............... ,
    وتلك التي............... ,
    لن يزعزن َ إيماني ,
    - ولو للحظةٍ وا حدة ٍ–
    بأن ّ المرأة َ:
    ( نوع ٌ بشري ٌ جديد ْ )

    - الخرطوم في يونيو 1985 –
    أسى (1)

    ...... وهل يستطيع الكلام ْ
    أن يجلسَ على مكانك ِ الشاغر بجواري,
    ويستند على كتفي بساعده ِ ,
    كما لا تفعلين الآن ؟!!

    - أواخر 1986 –
    _____________________________________________________________
    ذاكرة

    دائما ً أحسه يقبع لي في الظلام ,
    يلبد لي خلف النواصي ,
    على ذكراه من النوم أصحو ,
    عالقا ً بأطار سيّارة ٍ- نجوت منه ألف مرّة-
    ربما يأتي غفلة ً على هزار صديق ْ
    أو عنوة ً من يد العدو ّ الموالي
    أعرف أنك ستأخذني من تلابيبي ذات يوم ٍ ,
    أيّها الموت ُ المخاتل ُ, والعجيب ْ
    - ود مدني – 1987
    دفء

    الطرقات ثلج ٌ ,
    فسحات البيوت ثلج ٌ,
    الملاءات ثلج ٌ,
    حديد الأسرّة ثلج ٌ,
    والنار لا تدفئ غير الحواف ْ
    آه ِ- لو أنّ امراة ً مثلك – قابلة ٌ للزراعة ْ

    - ود مدني 1987 –
    أسى ( 2 )

    ......... وهل يستطيع ا لشجن ْ
    إذا ما جلست به بين ا لصحاب الرائعين ,
    ان يبرح ركبتي ,
    فلا أشتا ق أصابعك ِ البهيجة ؟؟؟؟

    - أواخر 1986 –
    ___________________________________________________________
    مواجهة
    إلى : عمّار محمود الشيخ


    يوم وداعك َ ,
    أرفع عن وجهي الملامح َ,
    أزيل عنه كل ّ شعرة ٍ ,
    أبصق شفتي َّ,
    كي أبتسم ْ

    - الخرطوم شتاء 1987 –
    _____________________________________________________________

    موعد

    كنت ُ أسير بلا وجهة ٍ ,
    انعطفت على شارع ٍ جانبي ٍ ,
    تجهجهت ُ :
    في أي طريق ٍ تسيرين َ؟
    أأرجع أعقابي
    أ م أ مضي
    أ م ْ
    أ مشي ببطء ْ
    فتعبرين فجأ ة ً,
    يا امرأة ً مزاجي

    - ود مدني أواخر 1987 –
    من مراثي ( منى ) – أيضاً –

    أإصطفاق باب ٍ ؟
    أ م أنكِ التي .................؟

    تجولين- الآن – في منزلك ْ
    - أعرف ذلك –
    ترتبين شيئا ً ,
    تزمِّين أرنبة الفم عن بخار ٍ ,
    تشاغبين طفلك ِ,
    - هل فعلت ِ الولادة ْ ؟ -
    تلوِّحين بالجريدة – إذ قد وجدت ِ القصيدة ولكنك ِ ......-
    كيف وجدت ِ الوقت َ كي توقظيني الآن ؟!!!
    ........ ألملم أطراف الدفء , أجْبد ُ النوم َ :
    لعلّه اصطفاق الباب ْ

    مرّة ً,
    ذُهِلت ُ- فأنت ِ لست على الطريق ْ
    أمام واجهات الدكاكين ما وجدتك ِ,
    وعجبت ُ
    لم نكن نجلس على النجيلة في " الآفرو ايشن ْ "
    في شارع النيل لم نكن ْ
    أين ذهبت ْ تجوالاتنا ؟؟؟
    شد ُُّ أيادينا ؟؟
    فتشت ُ جسدي موضعا ً موضعا ً
    ما وجدت ُ غير هذا الغياب ْ

    مرّة ً,
    فاجأني ( حلم ٌ)- وسط أصدقاء جلس ْ –
    منتشيا ً , كنت ُ أرقبه ُ:
    ضحكة َ اليد / حين تصفّق ُ,
    تحيّرَ العينين عند السؤا ل ِ ,
    توهّج َ الطاولة إذ يشبكها الساق ُ ,
    برهة ً حدّقت ُ فيها .........
    " هل تمارسين معي لعبة الحضور المزوّر ؟؟؟؟؟؟؟ "

    - ود مدني مساءات من 1988 -
                  

03-01-2008, 03:35 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    هذه الكتابة تشبه الوخز اللذيذ ، في جلسة إبرٍ صينية ، مهمتها مداواة شخص ما من حمى النيكوتين . أليس هذا ما يفعله عادل عبد الرحمن ، بهكذا تجريدية لونية لا يقوى عليها رسّام شاهق مثل قاسم عثمان ؟؟
    الحرف " ينهش " في عظم الذاكرة وساوس ( أم أنها ارهاصات؟ ) انثى جميلة هي كل " منى " الشاعر ،الذي إذ تخور قواه من زحزحة " إثم " غيابها ، فإنه يبني تمثالاً من الحلوى في شكل رضابها ليعبده حتى قيام الساعة
    \\إنها لذة النص .. التي حيّرتْ ، ذات يومٍ ، أبو البنيوية رولان بارت فمات في مفترق طريقها ،، تاركاً علامات الاستفهام جالسةً القرفصاء ـ مثلنا تماماً ـ على حجرٍ تفكِّر
    الساعة تقوم .. ولا تقوم الذاكرة بأعباء التحقُّـق .. المليون " رطل " فقر تراكمت .. والحقائب في مغازلة دائمة للمركبات .. الرحيل على أشده .. ورضاب الحبيبة / الـ منى ينتهر المسافة بين ذاكرة الشاعر ورؤاه الحالمة / المحطّمة أنْ : التئمي يا مسافة ولمّي الضفاف المتباعدة قسراً .. هل من إله ليجيب ؟
    الحبيبة ، ورضابها الكاكاوي . منازلَ كمنازل " قلوب " المتنبئ ( لكِ يا منازل في القلوب منازل / أقفرتِ أنتِ وهنَّ منكِ أواهلُ ) .. لكن اصطفاق الباب يزلزل الممكن ، ويشتُّ باللوعة صوب مجاهل تحتضنها المنافي كحسرة لا براء منها .. كم تبدو المنافي شهيةً وحنونةً ،، عندما يجنُ جنونُ الجنون الذي تقابل به محبوبتك جنونك المجنون بجنّها .. عندما تُخْرِجُ المحبوبةُ أصابعها من كفّك ، وتسلّم نفسها للغياب ،، وتسلّمكَ للـ ما لستَ تدري
    تجثو أمام الذكريات ، ولا تتعب من الاحتضار //// منْ يدفن العشّاق إذا ماتوا في الغياب ؟؟؟؟؟





    السمندل
                  

03-01-2008, 03:41 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    مقدمة أسامة الخواض لنصوص عادل عبد الرحمن الشعرية

    عادل عبد الرحمن صديق قديم وشاعر عظيم.هو من القلائل في جيلنا الذي جعل من قصيدة النثر الشكل الرئيس والاساس لكتابته الشعرية.فنحن قد جعلنا من موسيقى التفعيلة الشكل الرئيس لكتابتنا الشعرية,ومن حين لاخرنطل لماما على قصيدة النثر.
    في خطاب عادل الشعري تتبدى واضحة شذرات من رؤيا جيلنا للعالم.وفي ذلك الخطاب, لثيمة الحب و المرأة هيمنة واضحة, وتبدو انها مركز ذلك الخطاب.
    بداياته الشعرية كانت تتميز بنفس خطابي,ولكن بمرور الزمن صقل عادل لغته الشعرية ,وحاول بقدر الامكان ان ينأى بها عن الهتاف والخطابية.
    لزمن طويل اشتغل عادل بالسياسة,فكان ان اخذته السياسة من الشعر,.وصمت مثل رامبو.,وبعد ذلك فاجأه وأربكه المنفى الامريكي,مما زاد من صمته وانزوائه وتوتره.
    بعد سنين طويلة من الغياب, التقينا ذات صيف في عام 2000 في الجنوب الامريكي الذي سبقني اليه.كنا قد هبطنا هيوستن كلاجئين ضمن الكوتة التي قدمتها الحكومة الامريكية لمنظمة الهجرة العالمية التي قامت باعادة توطيننا في هذا الفضاء الامريكي.حين اكتشفت صمته الشعري ,قمت بحثه ليجمع نصوصه الشعرية التي كادت ان تضيع بين المنافي.والتزمت بطباعتها ونشرها في الانترنت.وبعد ملاحقة حثيثة,ارسل لي نصوصه الشعرية ,وأرفق معها الرسالة التالية:
    أخي أسامة,
    هذا كل ما أملك من شعر,ولك مطلق حق التصرف فيه وبما ترتئيه,قانعين,آمين.
    لم أتصرف في اية كلمة كتيها الشاعر,ولكنني تصرفت قليلا في ما يخص التنسيق أي سيميولوجيا الصفحة الشعرية.
    لي عظيم الشرف ان أقوم بهذه المهمة الجليلة, فهذا أبسط ما يمكن ان يقدمه شاعر لشاعر.
    مرثية للعشرة أيام ا لمقبلة
    شعر: عادل عبد الرحمن

    في كل يوم سأفعل هذا
    سأتكئ على الورق
    ممسكا قلمي بقوة حتى الطقطقة
    مدحرجا أمامي الذكريات
    متقافزا أمام ا لآتي .....
    سأفعل ذلك في كل يوم
    وبلا كللِ
    في لحظا ت حزني ولحظات فرحي
    في ضحكي وبكائي
    سأفعله
    حتى أروض كل الكلمات الجامحة
    وأدخلها الى حظيرة ا لفعل

    عندما يتهاوون أمامي
    واحدا,
    واحدا
    يخرجون من قبورهم أ و يدخلونها
    عندما يختلط ا لأسفلت بالدم
    يتطاير في كل جهة و صوب
    يبهت المارة
    يجلسون على ا لهواء
    يعرقلون مسيرته الى خياشيمي
    أمسك القلم بقوة أكبر
    أضغطه بشدة على وسطه
    فينزف
    يخرج رجلا
    وأمرأة
    لا يلتقيان....


    في العشرة أعوام المقبلة
    كنت أ جلس وحيدا
    أمامي بقايا الحرب
    نساء ,شيوخ وأ طفا ل
    يحملون رؤوسهم بأيديهم
    ويركضون نحوي دون أن يروني

    في تلك العشرة أعوام المقبلة
    كنت متكئا على رصيف من العظام
    من الدم والصديد وا لأظافر
    أمامي كومة من العيون
    وعلى امتداد الأفق
    تبدو مشانق علقت عليها الأيام
    مشانق
    تتدلى منها
    كؤوس الخمر
    بقايا السجائر
    الصور الملونة
    يتدلى منها طفل رضيع
    ألى جنب قاتله/ الحرب

    في تلك ا لعشرة أعوام المقبلةْ
    كنت أ قف مكتوف اليدين
    لست بفرح
    لست بغاضب
    متكئا على بقايا الانسان

    عندما كنا نتقا تل بالفؤوس و ا لحجارة,
    عندما كنا جماعات....,
    جماعا ت....,
    نأكل من ورق ا لشجر وظهر الأرض,
    عندما كان الطريق قصيراً
    ]من الارض
    الى الفم[
    لم تكن الأرض قد تعرّت بعدْ
    كانت تخبئ عورتها
    السهول لم تكن تدري بأن الانسان
    سينبت بد ل أشجار ا لتوت وا لصنوبر
    لم تكن تدري بأن الانسان سينساها
    و يحب ثمارها فقط


    من قبل يومين وأنا أجوب المدينة
    أحدق في واجهاتها وعيون الطلبة
    انظرفي المقاهي وأردية ا لشرطة وشفاه ا لنساء
    أعاين الشوارع وماركات ا لسجائر وأ لوان ا لنا س
    فأصرخ بأعلى صوتي :
    ما اسمك يا مدينة!

    من قبل يومين
    وأنا بداخل غرفتي
    أبدو متهيئا للنوم
    لكن أشيائي بدأت تستفزني
    الملابس تخرج من أخبئتها
    تهبط من الحائط
    تنهض من الارض وتصطف طابورا
    الكراسي تخرج,
    تمرغ,
    تدخل,
    وتصفق لي دونما مناسبة
    المرايا تعكس أشياء ليست أمامها
    علب الكبريت,الراديو,ساعة اليد والنعا ل
    ‘ربع دول من اوروبا
    أربع لغات لا أ فهمها.
    كنت متهيئا

    دمشق- يناير 1980



    كيف الحا ل ايها العالم

    بقبضتي أمسكني من قفاي
    أقذفني بعيدا عن الكرة الأرضية
    ولا أهوي

    آمنت بالماء
    بالندى
    بالرطوبة فوق الجداروبالبرك,با لينا بيع ,بالمستنقعات الزنخة,بالسحاب,بالنبات الصحراوي ذي الوريقات الكثيفة,بالأهار ,بالبلل في الجسد المستحم, بالمحيط, بالعرق فوق الجباه النزيهة, بالبحر , بالبئر , باللعاب وبالثلج القطبي
    آمنت بالماء-إذ حككت عطشي.
    رأيت التعب,
    توقف القلب فجأة ,حوادث المرور السريعةوالنصل الخائن, انزلاق الجسد من سلم, رصاص الحاكم المتكبر , العقارب والثعابين, الشيخوخة,صواعق الرعد,الحماقة البشرية,حمم ا لبراكين, الحروب , السقوف المتآكلة, غضبة الأرض إذ تهتز,إنفلات التكنولوجيا من يد الإنسان
    رأيتني مائتا لا محالة- ما دمت حيا.

    من أجل النساء إنشغلت بنفسي قليلا
    من أجلكِ –أيتها المرأة ذات الطعجة فوق الخد-
    هيّأ تُ مساءً لنا/
    بما يشبه العراك-بما يشبه تحدي جسدين- تبعثرت الأشياء نحو الزوايا- إنسحب صوت المذياع- بالطبيعة الفذة تنغرز الأصابع في اللحم بلا وجع ٍ-بالخبرة الآدمية يُهصر الجسد بلا شكيّة- باليد تُرى خبايا ا لبد ن- بنهنهة ٍ يُغطي الصخب الشارعيُّ-
    يميد العالم تحت سرير
    إنما فرحي هو من شُغلكِ/أيتها المرأةُ .

    أكرّس لنفسي غابةً-بساتينَ من كرومٍ- حملانَ وأرانبَ بريةً- طيوراً وكائناتِ بحرٍ-قمحاً وفاصوليا-مقانقَ ولحومَ مقددّةٍ – أطباقاً من موائدِ ملوكٍ وسلاطينَ مولعين بالطعام/
    ولا أشبع.

    أنظر ا لبسيطةَ,
    أسأل ا لجند من ربّكم,
    أقرأ للفقراء تاريخ ا لعزة وا لجاه,
    أهمس للعبيد بما لا يودّ الأسياد,
    أوزّع التجارب على الشعوب ,
    أفتل ساعدي,
    وبحكمةٍ بليغةٍ لا تحد ث ا لثورة.

    كيف الحا ل أ يتها ا لعصور ا لغابرة؟
    كيف الحال يا سمندل؟
    كيف حال حرب النجوم يا أمريكا؟
    شكرا لكِ , مازال من شعب هيروشيما بقيةْ
    كيف حالكنّ أ يتها الأمهات؟
    هايْ- كيف حالك يا صديقي الذي.....؟
    كيف حالكمْ يا جدي الفهد ياعمتي الفراشة, يا أخي أيها ا لسنجا ب؟
    كيف حالكِ أ يتها القمصانُ والشرابا تُ,
    أيتها السفنُ,
    أيتها المراكبٌ؟
    كيف حالكمْ طبقةً-طبقةْ ؟
    وشكرا جزيلا لك أيها ا لعالمْ
    فلقد أ بقيتني حتى سمعت,و رأيت وشممتْ

    بقبضتي أخمش ا لكرة الأرضية
    أقذفها بعيدا في الفضاء,
    فتهو
    و
    و
    وي
    في القلبْ.

    الخرطوم بحري في الرا بع من أغسطس 1986
                  

03-01-2008, 03:46 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    كيف يتسنى لبسمة أن تختزل العالم,
    للمسة يد ٍأ ن تطفئ عذاب جراحاتي ,
    لكلمة ترحاب عادية ,
    أن تدجّجني بالأمل ؟!

    يا فرحا يجلس قبالتي ,
    يضع رجلا على رجل ٍ ,
    يحيط وجهه بكفيه ,
    ويبتسم ْ

    خصرك أم يداي هما السبب؟
    شعرك ِ عادي تماما,
    في مسألة الحرب اختلفنا,
    لا تطيقين بعض حماقاتي,
    لا افهم سر بعض حماقاتك,
    لكنما طول الوقت,
    يهرع كل منا الى الآخرْ

    من غرفة بسيطة ,بملاءاتٍ مهترئةٍ ,
    من همسنا المتواطئ,
    نملأ العالم بالعشق ْ
    _الخرطوم في 11 نوفمبر 1985-
    هذه مائدتي , والدعوة غير عامة

    مثل طفلٍ يلهو
    أركض في أ نحاء الأرضِ,
    أ دخل نصفها المظلم ,
    خارجا من نصفها المضيء,
    أخوض في أرجائها,
    تدغدني الجبال على قدمي الحافيتين ِ ,

    وسترونني ,
    أحمل غابة ً,
    ملتفحاً ببعض الحقولِ,
    رابطا وسطي بنهرٍ,
    ومن وراء ظهري,
    ستخضر الغابا ت ْ

    سترونني في يوم ما,
    صيحة ً تخرج من الصمت,
    كسلا ً ُينبت العمل َ,
    موتا يصنع المعجزات,
    هكذا,ادعوكم الى مائدتي,
    وهي تضج بالذكرى,
    لنتقاسم الشقاء الطازج,
    ونقشّر السنين المهينة,
    ونتكئ بعدها على أكتا ف بعضنا البعض,
    لننظف أسناننا من الجوع ,
    والمرض,
    والحنق ْ
    وعندما يضّجع الأطفا ل في المساء,
    ويكثرون من أسئلة: كيف؟ لماذا ؟
    سنأخذهم من أ يديهم,
    نطوف بهم على متاحف التاريخ,
    فينظرون بدهشة عبر الزجاج إلى :
    قبعاتِ الشرطة,
    قنابل ِ النيترون,
    كروش ِ السادة,
    حذلقات ِ الماضي,
    معاهدات ِ الحدود,
    وأسعار ِ الغذاء ْ

    هكذا سأظل أصرخ فيكم,
    ومن شُباك نافذتي,
    أقذفكم بالقصائد ِ,
    بالحروف ا لنا تئة ,
    والأيام الصعبة,
    أنتم يا من تنامون طائلة النهار,
    هأنذا أ رى عوراتكم ,
    وأسبكم علانية ً,
    وبجيش من ا لفقرا ء والسكارى,
    سبتلع رصاصاتكم كأ قرا ص الزيتون,
    نهدم جدار العزلة,
    ونبني العالم الذي نَحلَم ُ

    هكذا,
    سأخرج يوما,
    يتبعني ا لبحر,
    في كل خطوة أخلِّف موطنا,
    حوالي َّ تتقافز الأيام السعيدة,
    هداياي الأقاصي,
    وعناويني الجهات كلها,
    بيرقي أ مل لا يخيب ,
    إسمي المستقبل,
    إن أردتم رؤيتي – يا فقراء الأرض- ,
    اتبعوا خطوات التعب,
    أنظروا إلى أين يصير,
    وعندها,
    أ ضربوا بشدة,
    وبقوة,
    فسأخرج عليكم من تحت هذه الخرائب,
    وتلك الأنقاضِ ِ

    - ود مدني في 16 نوفمبر 1982 –

    شاكسوا وتحايلوا يا أ طفا ل

    هل جرّبت مرة أ ن كنت طفلا ً, مرةً ؟
    وصرخت , إذ قُطِعَ حبلك ا لسرِّي,
    فاجأتك الدنيا لأ ول مرةٍ ؟
    هو/ الطفل ُ,
    يحبو,
    يتشبّث بالحوا فْ
    تصفعه الأيام ,
    وتحشوه السنون ُ,
    يودْعُ مدرسةً,
    يزور الشوارع ,
    يلطَْخ بالهباب وبالمشاكس/ الهزارْ

    الطفل/ هوَ
    يربك من صنعاهُ,
    يخدش حرمة الرْبِ بالسؤا ل المريبْ
    يغشنا- فنضحكْ
    طفلٌ/هو
    يصرخُ
    ركلها أ م ركلته الطفولةُ؟

    طفلان/ أنثى وذكر
    فعلاها ببراء ة ,
    وبعيدا عن الأعين- بخبثٍ حريفْ

    يا أطفال العالم ,
    أعبثوا,
    شاكسوا,
    وتحايلوا ,
    تمرّغوا في الأرض ,
    اصعدوا الأماكن العالية,
    وتصنعوا السقوط ,
    اشغلوا أهاليكم الكبار,
    ا لهوهم,
    كي لا يفعلوا الحربْ
    ......... ويشتبكا نْ
    أ ربع ا رجلٍ/ أ ربع أيادٍ / غابة أ صا بع ٍ / فمٌ في ا لترقوةِ / لسا ن ٌ على كتفٍ / سماء ٌ عذبة ٌ/ براكين ورد ٍ / ا رتطام أ قواس قزح ٍ / عرْيُ سا ق ٍ / خفيفة ٌ هي الأرض/ ُ عجب ُ ا لد نيا في سُرّة ٍ /عضّة ٌ على أ نف ٍ/ خربشة ٌ على دهشة الروح ِ / همس ٌ رهيف ٌ,
    وتصعد روحان ِ نحو إلفة ٍ ,
    فسكون ْ
    هكذا
    يصرخ الإنسان شهوته الأبد يّة,
    فيأ تي أطفالُ العالم ْ

    يغدو صبياً ,
    فشابا ً,
    من قعر الطفولة رجلا ً ,
    يقف خلف من أحبه أ و أ شترا ه,
    يصعد إلى سُدْة ِ العرش ِ, أ و كرسي المباحث ْ
    أ م ْ تراه يقعي في سجون إحدى الأنظمة ِ ال..............؟

    هل فكّرت أن كنت طفلاً ,
    أ ن ا لنساء َ –هائلا ت الجمال ِ – قبّلنك َ كثيراً في ا لطرقا ت ,
    في الأماكن ا لعامة,
    بلا وجل ْ

    يا التي أحبها,
    هل تعاونيني على صُنعِ طفل ٍ لا أعرف مدى طواعيّته لنا ؟

    - ود مدني في 20 نوفمبر 1986 -
                  

03-01-2008, 04:03 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    شَغبْ جيني

    وضعته الممرضة بين يديْ زوجتي ثم نظرت إلينا واحدا بعد الآخر :‏

    ‏- إنّه طفل جميل ، لا بدّ أن جيناتِكم كانت متناغمة - أخذ من كلّ واحد منكما شيئا ..‏
    ‏- شكرا لك ِ ..‏
    ‏- شكرا جزيلا ، لقد كنت ِ لطيفة معنا ، حقا ، طوال هذا اليوم المُفرح ، والعصيب ..‏

    ولمْ نكد نفرغ من شكرها حتى انكببنا عليه نتنازع تقسيم قسماته فيما بيننا :‏

    ‏- إنّ أنفه مُفلطح ، يشبه منخريْ والدتك ِ ، أمّا هذا الشعر الناعم فهو يشبه شعري ، تماما ، عندما كنت طفلا ..

    ‏- ( هه هه ها ) قال ناعم وقال منخريْ أمّي .. اسمع ، هذه نخرة حبّوبتك إنتَ ، أمّا هذا الشعر الناعم الفاحم فهو ‏شعري أنا ، وللا إنتَ عميان ما بتشوف ؟! ‏

    قالت ذلك وهي تمسك بخصلة من شعرها بطرفيْ سبّابتها وإبهامها محاولة إفرادها الى أقصى مدىً ممكن ، إلا ‏أنّ شعرها القصير والأجعد سرعان ما انفلت وأمسكت أصابعها بالهواء ..‏

    ‏- ( ضحِكتْ ) نسيت إنّي قصّرت شعري ، كانت فكرتك على العموم .. ولكن قل لي ، مِن أين أتى بهذه الحواجب ‏العريضة ؟

    ‏*‏

    في ذلك اليوم جالت بخاطري كلّ حواجب العائلة من عمّات وخالات وأبناء قبيلة ، ووجدت بعضا منهم ومنهنّ ‏ممن تنطبق عليه الأوصاف ، فتبسّمتُ راضيا .. كنّا قد اتفقنا على ترك أمر عيونه ولون بشرته ؛ عيونه حتى ‏يزول عنهم الورم ويقوى على فتحهم ، ولون بشرته حتى يغمره ضوء الدنيا ليبان على حقيقته ، ومن ثمّ لنبتّ ‏في أمرهم ..‏
    وبمرور الأيام تمسّك طفلنا بلون ٍ نحاسيّ أصفر ، وبعيونه التي لا يقوى عل فتحها : كانت وكأنّما ، فتحتا عينيه ‏، عُملتا بمشرط ، وسط جفنيه المنتفخيْن . ‏

    ‏- إنّه في حاجة الى عمليّة تجميل ( قالت لي زوجتي ) .‏
    ‏- ( ضحكت ُ ) انتي مجنونة ؟ الولد عمره عشرة يوم وتقولي ليْ تجميل ؟ .. إنّها مجرد عيون صينيّة ، لا غير !‏

    نظرت إليّ بغير رضا ، إلا أنّني أحسست أنّها تشاركني الرأيَ ، فعيونه صينيّة ، ولا شك .‏

    ‏- العيون الصينيّة ، عموما ، في حاجة الى عمليّة توسيع !‏
    ‏( عادت الى عنادها ) قلت لها :‏
    ‏- أسمعي يا بت العم ، لو كان الأمر كذلك فيا لحظ أطباء التجميل ، فهناك أكثر من مليار عمليّة في انتظارهم ..‏
    ‏- أنا أتحدّث عن ابننا ، ما بهذر معاك !‏
    ‏- طيّب قولي ليْ العيون الصينيّة عيبه شنو ؟ .. هل تذكري "س" الحكيت ليك عنّها – كانت عيونه صينيّة ، ‏وهي من أجمل بنات الدنيا ، و.. ‏

    ‏( زعلتْ ، فصمتّ ُ ) .‏

    أمّا بعد عدّة أشهر لم تعد هناك عين تخطئ في أنّها تنظر الى طفل صيني : بشرة صفراء ، وجه مدوّر ، عينان ‏مثل جُرح ، وشعر فاحم بسبائب ناعمة وصقيلة .. كنت أرى فرحة أمّي الهادرة بقدومه قد شابها بعض الارتباك ‏، وقفشات الأهل والأصدقاء التي كانوا يطلقونها ، في الأسابيع الأولى ، بدون حساب حول ملامحه قد بدأت ‏بالخفوت . وأمّا أنا وزوجتي فصرنا كمن يمشي في حقل ألغام ..‏

    كانت فكرة أنّ زوجتي قد خانتني مع "صيني" ، والتي غمز لي بها أحد أصدقائي السمجين فأسمعته كلاما ‏جعله يشكّ في أصله وأصل أمّه وقبيلته كلّها ، قد بدأت تراودني والقسمات الصينيّة تزداد رسوخا .. صرت أشكّ ‏في أنّ زوجتي قد بدأت تشكّ في لو أنّني بدأت أشكّ فيها . صارت مثل لبوة لبون وجريحة . وكنت موقنا من لو ‏أنّها لمحت مجرّد نأمة منّي بذلك فسوف تفترسني ، ولذا توخيت الحذر ..‏
    وفي الحقيقة ، وكما قلت ، أنّها مجرد فكرة . بمعنى أنّني حاولت مناقشتها مع نفسي بصورة فلسفيّة بحتة ! ‏فالخيانة ليست مجرّد احتمال فقط ، بل أحيانا تكون أمرا محتوما ، في حالة انحسار الحب الناجم عن حسرة . ‏وبما أنّ حبّنا لم يكن قد تعرّض لأيّ ما لحظة ملل ، ففكرة الشك لم تتعدّى حدّها الفلسفيّ لتمسّ زغب روحي . ‏وتذرعت بالشك الديكارتي الذي هو أصله الإيمان . ولتوكيد الأصل الفلسفي لشكي شرعت أشكّ في ديكارت ‏نفسه .. وفي أنّ نقاء شكه لا يرقى الى معدن شكي النفيس !‏
    ولحسم الموضوع بيني وبين نفسي ، تسلّحت بالنظريّة التالية : سأصارح زوجتي دون إبطاء ، وبصورة ‏واضحة وحضاريّة ، في حالة أنّ هذا الشك تعدّى حدوده وأصبح يسبّب لي قدرا ، مهما كان ضئيلا ، من القلق ‏والضيق . ولأنّه في هذه الحالة ، حالة سكوتي عن مصارحتها ، أكون قد خنتها بشكي فيها من وراء ظهرها . ‏
    وعلى هذا الأساس صرت ُ أسرح في بعض الأحيان ..‏

    ‏*‏

    ‏- هذا الأمر أصبح لا يطاق ! ( قالت لي ، يوما ، بلا مقدمات )‏
    ‏- أيّ أمر ؟ ( سألتها وأنا أروم نبرة المحاور المنفتح الذهن )‏
    ‏- أمر سرحانك .. ألمْ تلاحظ أنّك صرت تسرح مع نفسك طوال الوقت بدل أن نتناقش سويّا في هذه المصيبة ‏التي نحن فيها ؟!‏
    ‏( أحسست كما لو أنّها أرادت أن تقول : "أنا" بدل "نحن" . وشككت في أنّي أحسست ببعض الراحة لذلك )‏
    ‏- أيّ مصيبة ؟ ‏
    ‏- بتتغابى - مُش كده ؟ إنو دنقلاوي وشايقيّة أنجبا طفلا صينيّا – أليست هذه معضلة ، أمْ تظن أنّ في الأمر ‏طرفا ثالثا ؟
    كان سؤالها مباغتا وصاعقا ، لا يحتمل التأمّل والتواني في الردّ عليه و إلا انكشف أمر زغب روحي الذي بدأ ‏في التكلّب .. ولكن وقع دويّه عليّ ألهمَني الفكرة :‏
    ‏- ماذا لو كان "منغوليّا" ؟!‏
    لبرهةٍ غامت روحها في كدَر عظيم ، ولكنّها سرعان ما استجمعت أشتات فكرها لمجابهة هذا الاحتمال :‏
    ‏- هل تظنّ أن طفلنا متخلّف عقليّا .. ؟ إنّ مثل هذا الحبور والبهجة والمرح لا تصدر عن روح ٍ كلِيلة ْ . هيّا بنا ‏الى الطبيب ..‏

    نظرتُ إليه - كان يرفس الهواء بمنكبيه وقبضتيه ، مصدرا مناغاة ً ، خِلتها لوهلةٍ ، أعجميّة !‏

    ‏*‏

    خرجنا من المشفى تحاصرنا ثرثرة الممرضة التي استقبلتنا وصحبتنا مودّعة :‏
    ‏( هذا طفلٌ رائع ، موفور الصحة وتبدو عليه علائم النجابة .. هل تبنيْتماه ُ للتو .. ؟ أحسدكما عليه ) !‏
    كان تعليقها قاصما ً / ‏
    كنت أنظر إليهما ، زوجتي والطفل ، خلل المرآة وهما في المقعد الخلفي للسيّارة . كانت ضائعة ً ، تضعه على ‏حجرها شاخصة ببصرها نحوي ولا تراني . تحيطه ، واجفة ، كمَن يمسك بقرنيْ عفريت ٍ صغير . باءت كلّ ‏محاولاتي بالفشل لحملها على الكلام . كنت أقول لها ، على سبيل المثال ، أشياء كنت أظنّها دُعابات ٍ ستبدّد ‏بعضا من حالة الوجوم التي هبطت عليها : ( إنّ لله في خلقه قِدَدْ .. ) ، أو ، ( القرد في عين أُ مّو غزالة .. ) ، ‏إلا أنّها لمْ تفعل شيئا ، مقولاتي ، سوى أن أشعرتني بأنّه يجب عليّ أن أصمت .‏

    حين ولجنا المنزل تركتْ أمّي ما بيدها وهُرعتْ إلينا :‏
    ‏- أها ، الدكتور قال شنو ؟
    انتظرتها أن تجيب هي كيْ تخرج عن صمتها ، إلا أنّها كانت مثل منوّمة ٍ – حاملة ً طفلها صاعدة الدَرَج الى ‏الطابق العلوي وكأنّها لم ترَ أو تسمع . تابعتها أمّي بنظراتها الحيرى ثمّ التفتت نحوي بغتة ورَنت إليّ في جزع ‏، فقلت لها : ‏
    ‏- الوَلد بخير ، وصحته تمام التمام ..‏
    ‏- "البطن بطرانة" يا ولدي .. ( قالت لي في سهوم ) .‏

    ‏*‏

    لأسابيع قادمة كنت مشغولا بزوجتي ، أمّي تعتني بالطفل ، وأنا أسهر حولها . كنت أقرأ لها الأشعار التي تحب ‏، أغنّي الأغاني التي تعشق ، أجلب لها الأشياء الصغيرة التي كنّا نتعارك من أجلها .. أطلبها لكيْ تستحم ، ‏أناديها كيْ تأكل ، أهمس لها أن تأتي لترضع الوليد .. وهي تتبعني مثل غيمة - لمْ تتعلّم الكلامَ بعدْ .‏
    الأمرَ الوحيد الذي عصيتني فيه كان حين دعوتها ، صباح يوم ، أن نذهب الى الطبيب .. فلمْ أعاود الكرّة . أنا ‏نفسي لا أرغب في العودة الى مَشفاه ُ ، ذاك الطبيب ، طبيب العائلة الذي بَدَت عليه أمارات الحَيْرة والارتباك ، ‏فأصابني بالعدوى . كان ، وهو يعاين الوليد ، قد سألنا :‏
    ‏( ولماذا تظنّان أنّه يعاني من أعراض "المنغوليان" ، هل لحظتما شيئا معيّنا ، عدَم استجابة لبعض حواسّه ‏مثلا.. ) ؟
    ‏( لا .. أبدا .. الشكل .. بَسْ .. يعني .. شكله غريب .. ) كنّا نتبادل الردّ عليه بالتلعثم والإجابات المبتورة . وكان ‏هو يجاهد من أجل أن يكون طبيعيّا ، سوى عيناه اللتان كانتا تجوبان ملامحنا ، وشعرنا ، وتغوصان في لون ‏بشرتنا . كان يحمل الطفل ويرفعه عاليا ، يحركه يُمنة ويُسرة في الهواء كي ينظر جنبيه ، يسجيه فوق طاولة ‏الكشف على ظهره .. يقلبه على بطنه ، يجذبه من أطرافه ، يدغدغه - فيرفّ مثل سنجاب ، ويحتج بوضع ‏قبضتيه الصغيرتين حول أنفه ويدعك منخريه .. وأخيرا عطسْ . أمسك به الطبيب واضعا كفّا تحت صلبه مُسندا ‏إيّاه من قفاه بالكف الأخرى ، فظننت أنّه سيلقي به في سلّة المُهملات ، إلا أنّه خيّب ظنّي وزجّ به الى صدر أمّه :‏
    ‏( هذا طفلٌ معافى .. أمّا شكله فأعتقد بأنّه لطيف .. لطيفٌ جدّا ) . حين قال ذلك أيقنتُ ، أقصد أيقنّا ، بأنّ هذا هو ‏كلامه النهائيّ . وأنّي ، أقصد أنّنا ، لن نظفر منه بأيّ توضيحات ٍ إضافيّة !‏

    ‏*‏
    ‏ ‏
    ‏- أصْحا يا زول ، مواعيدك جات .. ( كان قد مضى أسبوعان على سكوتها )‏
    صحوت ُ ، ونظرت إليها غير مصدّق : " أخيرا نطقتْ " - قلت لنفسي . ولكيْ أجعل الأمر طبيعيّا ، قلت لها :‏
    ‏- لمْ أسمع صوت المُنبّه !‏
    فأشارت بإصبعها نحوه ، وهي تحصي الكلام :‏
    ‏- س..ير..نّ ...ال..آ.آ.آ..نْ
    وما إن أكملتْ ، حتى طافَ الرنينُ أرجاءَ روحي ، فجذبتها نحوي وأنا أهمس في أذنها : ( عادت لي طفلتي ‏المجنونة .. المشاغبة المجنونة ) ..‏

    ‏*‏

    عادت هي . ورويدا .. رويدا كنت انسحب أنا نحو حقلي الفلسفيّ أرعى فيه ، مراقبا بذور الشكّ لو تفتّقتْ . كنت ‏ألحظ توترها وهي ترقبني وأنا أقعي جنب الطفل .. جاعلا ، دوما ، مسافة بيني وبينه تمكنني من النظر إليه ‏وهو ملقىً على بطنه ، على فرشة ملقاة هي الأخرى على الأرض ، وأنا منبطح حياله أنظر إليه وهو يجاهد من ‏أجل أن يبقي رأسه مرتفعا .. كان يعافر بساعديه حوله كمن يسبح في بركة هوائيّة ، يرفع رأسه – الذي يسقط ‏دوما نحو صدره – ناظرا إليّ مبرطما بلغة بدائيّة لا يكلّ عن إصدارها ، مواصلا سباحته الهوائيّة التي لم تكن ‏تفلح في تحريكه إلا قيد أنملة :‏

    ‏- ياخي عذّبت الولد ، إنتَ ما عندك رحمة ؟ أرفعه فهو يريدك أن تحمله !‏
    ‏- هُوْ عاجبني كِده .. بهذه الطريقة سوف يمشي في تسعة أشهر ، يتكلم حين يكمل عاما ، ويذهب الى المدرسة ‏في عامين ..‏

    كانت تبرطم هي الأخرى وهي تذهب بعيدا . وكانت أحيانا تأخذه من على الأرض وتذهب به بعيدا . وفي ذات ‏مرّة ضبطتني :‏
    كانت أمّي قد قالت لي ، يوما ، وأنا أتمعّنه وهو نائم : ( إنّ به شبه من جدّك ) . كانت تقصد أباها ، طافت ‏ملامحه النوبيّة بذهني – شعره ، جبهته ، عيونه ، صدغيه ، فكيّه .. فضحكْتْ : ( عليك الله ياتو شبه ) ؟! ‏أجابتني بلهجة ٍ واثقة : ( الدم يا ولدي .. الدم ) ! فكنت أبحث عن شرايينه حين ضبطتني زوجتي ، فانتزعته ‏من بين براثني وهرولتْ به وهي تبين عن برطمتها : ‏
    ‏( والله العظيم تقدُميتكْ وعلمانيتك طلعتْ حُجى .. وثقتك فيني طلعت كلام في كلام ساكتْ ) !‏

    وخَذني الكلام ، بَيْدَ أنّي كنتُ نائيا ً - قلبي مُعلّق في عتمة روحي وذهني بطيخة كثيرة البثور .. استجديْتُ بعضا ‏من شجاعة ، كنت أملكها ذات يوم ، وسألتُني :‏
    ‏( هل كنت أمينا لوعدي الذي قطعته على نفسي بمصارحتها : لو أنّ ذرّة من قلق وضيق .. ) ؟!!‏

    لمْ أقوى على إكمال كلمات قسَمي ، فخرجْتْ .‏

    ‏*‏

    ألفيتني في القطار المتجه صوب مركز المدينة . جلسْتْ . هناك فتاة تقف في ركن العربة مُسندة جذعها الى ‏الجدار الحديدي تقرأ في كتاب . نظرت اليها ، كانت فارعة الطول فارهة الجمال . فطفقت أنظر إليها : برونزيّة ‏، جعداء ، ذات خصر رهيف . طافت أبيات شعر بخاطري : ( خصرها يزدهي ، يحتوي الماء والعشب والزهر ‏والإنب.. ) نظرتْ إليّ برهة ثمّ عادت الى صفحة ورقها المخططة بالكلام .. حاولتُ الرجوع الى أبيات الشعر ‏التي كنت أرددها ، كانت قد طارت . حاولت أن أتذكر لأيّ شاعر كانت ، فطار هو الآخر .. نظرتْ إليّ ثانية ، ‏وضعت سبابتها بين الورق وأغلقت عليها الكتاب ، أرخت ساعدها الى جنبها .. تتبعتها ، استقرّت ملتصقة ‏بصفحة ردفها .. نظرتُ فوق الركبة بقليل ، كان هناك قمرٌ برونزيّ مشوب بحمرة يطلّ من كوّة مشرّشة صُنعت ‏بعناية على صفحة الجينز الأزرق ، رفعت عينيّ الى صفحة وجهها .. أمالت رأسها الى جنب وطفقت تنظر إليّ ‏‏.. صنعتْ مُعجزة ً صغيرة على فمها فازدادت غمّازاتها غورا ، وشفتاها صارتا أكثر رِفعة .. قلتُ لي : ( أنا ‏هالك ٌ لا محالة .. ) ، قرأتْ ما جال بخاطري فأرسلتْ لي من خاطرها ببعض رضا .. أحسستُ بعينين ترقبني من ‏على يساري ، فكّرت في أن ألتفت بيد أنّيَ لمْ أفعل . كنت أنظر الى نصف الحلقة العظميّة التي تربط بين ‏الترقوّتين ، تنام عليها قلادة من تراث شعبيّ .. رفعت عينيّ مستكشفا أبحث في ملامحها عن أثر ، فلمحتُ ‏بعضا من أغاني هنود ٍ حُمْرْ تنام على صفحة خدّها ، عدتُ الى شعرها الأجعد المتحلّق بعضه حول جبين ٍ أصيل ‏‏.. قرأتْ ما يجول بخاطري الينهشُ في أصلها فشابها بعضُ ارتباك . أمالت جذعها نحو جنب ، أثنت ركبتها ، ‏رفعت قدمها وانحنت قليلا ، مدّت ساعدها نحو كاحلها وأصلحت من حال خلخالها "الأبانكيّ" .. قلتُ لي : ‏
    ‏( هذه فتاة من أصل جينات ٍ عديدة أغدقت عليها كلّ منها بأجمل مما تملك ) ، شعرت بأسىً غامق وحزن ٍ مبهم ‏‏.. تلصّص العينين عليّ من على يساري يغيظني . لمْ أقوى على أنْ ألتفت فقامت هي بالمَهمّة نيابة ً عنّي : ‏نظرَتْ الى يساري – الى مَن يحاول أن يشغلني عنها ، ثمّ عادت إليّ وعلى عينيها رسالة غامضة ، فوقعتُ في ‏خطأ إسترتيجيّ ذميم - حين التفتّ ُ :‏
    ‏- هايْ ، آفريكان ..‏
    ‏- أهلا ، يا " قحّة " ..‏
    ‏- كيف حال الولد وأمّه ، كيف عاملين ؟‏
    ‏- بخير ، تمام ..‏
    كانت ، سوزان ، قد بدأت سؤالا آخرا ، فأحسست بأنّها تماطلني ، تبسّمت لها ونظرت نحو النافذة على يميني ‏كمن يستكشف الطريق .. وأنا أعود نحوها لمحت مكان فتاتي الذي بات خاويا ً .. رسمتُ عليه كلمات أغنية ‏‏"أبَانكيّة" سمعتها من عاشق ٍ جوّال :‏

    ‏( أجلس هنا‎
    حيث يمكنني أن أرى‎
    الرجل الذي أحبّه‎
    أهلنا اختاروا القسوة معنا‎
    ولكنني سأبقي‎
    طالما بقي العالم‎
    هنا سأبقي‎
    لأشاهد الفتي الذي أحبّه ) ‏
    ‏ ‏
    سوزان صديقتنا ، أنا وزوجتي .. أمريكيّة بيضاء - قحّة حسب تعبيرها هي . كنت قد سألتها يوما : ( ولكن ، ‏مَن هو الأمريكي القح ) ؟ فقالت لي بصدق ٍ مسرحيّ ودلال هازل : ( أنا ) ! ومن يومها تصادقنا وصرنا نناديها ‏بذلك . سوزان جميلة ، وهي من النساء القلائل اللاتي يثرن حفيظة زوجتي ، وليس غيرتها – كما تحب زوجتي ‏أن تؤكد لي . فهي لا تتوانى عن مغازلتي كلما كنّا في جماعة ، وتزداد غيّاً كلما كبرت جماعتنا أو ازداد أمر ‏الجمع شأنا .. وتفسير زوجتي لذلك بسيط وواضح : ( إنّها تبحث عن عريس .. ولذلك تسعى للفت انتباه ‏الآخرين ، ولو على حسابنا – فلا تغتر ويذهب بالك الى بعيد ) ! ومن جانبي أمّنت على نظريّة زوجتي كي لا ‏أثير "حفيظتها" . ‏

    ضربتني سوزان بقبضة كفها على فخذي :‏
    ‏- لقد رحلتْ ، انتبه معي الآن ! ( قالت لي بلا مواربة )‏
    ‏- نعم .. ؟ ماذا تقصدين ؟! ( قلت يائسا من مغالبة ذكاء حسّها الأنثويّ )‏
    ‏- اسمع ، لا تحاول أن تصنع منّي مغفلة ، و إلا أخبرتُ زوجتك .. كنت أراقبك وأنت تغازل تلك الخلاسيّة ..‏
    ‏- لمْ أغازلها ، كنت أنظر إليها فقط !‏
    ‏- حسنا ، كانت تغازلك هي .. ولكن ، للحقيقة إنّها رائعة الجمال ، كيف فرّطتَ فيها يا مُغفل ؟!!‏
    ‏- أنت ِ قحبة .. أقحب من .. ( ولوَلتْ بضحكاتها الصاخبة فلفتت الأنظار إلينا ، فاضطررت على السكوت ) .‏
    ‏- ماشي وين ؟‏
    ‏- ماشي المكتبة ( كنت قد لمحت ختم المكتبة العامّة على غلاف الكتاب الذي تحمله ) .‏
    ‏- هائل ، لقد حصلنا على رفيق ٍ طيّب ..‏

    شبكت أصابعها بأصابعي ونحن نهبط القطار .‏

    ‏*‏

    ‏- مساء الخير ..‏
    ‏- .. كنت َ وين ؟
    ‏- ما تردّوا السلام أوّل بعدين أسألوا كنّا وين !‏
    ‏- مساء الزفت ْ ! .. كنت وين ؟
    ‏- قبل ما كنت وين .. ! وين "تسي" ؟
    ‏- شنو ؟!!‏
    ‏- "تسي" ، ودّيتيهو وين ؟!‏
    ‏( كنت أكابد كيْ لا أتلعثم ) نظرتْ إليّ بعينين متقدتين :‏
    ‏- أسميْته تسي – ماو .. تسي .. تونغ ، رائع ! ولكن ، قل لي : هل تطلّب الأمر لاختراع هذا الاسم مثل كلّ هذه ‏السَكْرَة ؟؟
    ‏- طبعا لأ .. فكرة السكرة سبقت الفكرة التي أتت عفو الخاطر ولا علاقة لها .. أقصد أنّ الفكَسكرة .. يظهر إنّو ‏أنا سكران .. لنبدأ من جديد .. إنّ الفكر..‏
    ‏( دقيقة .. دقيقة ، قلت نبدأ من جديد ، لنبدأ من جديد ) : ‏
    ‏- كنت وين ؟
    ‏- لأ ، مُش من جديد خالص ( ارتميتُ الى جانبها ، وضعت ساعدي حول عنقها ) أسمعي يا .. انتي إسمك منو ؟ ‏وللا أقول ليك ؟ دعك ِ من الأسامي الأجنبيّة ، دعك من تسي تونغ وشارل ديغول – وخلّينا مع الأسامي ‏الإستراتيجيّة / أسمعي يا حبيبتي : ( الغرام في الدّم سارح والهوى .. )‏
    ‏- أسمع يا زول إنتَ هُوْيْ ( أفلتت عنقها من تطويقة ساعدي ودفعتني برفق من لوحة كتفي ) ريحتك براها تعمل ‏قعدة ، وإنتَ عارفني ما بحب الريحة دي ، أمشي استحمّ وسوّك خشمك وبعدين تعال نكمّل كلامنا ..‏
    ‏- ريحتي ؟! إنت ِ زمان مش كنت ِ بتشربي معايْ ؟
    ‏- عليك الله بطّل اللياقة .. وبعدين يا ريتك ترضى تشرب زيْ شرابي الكنتَ بشربو أنا زمان !‏

    ذهبت ُ الى الحمّام .. أغلقتُ فتحة التصريف ، ملأت الحوض وغطست في الماء الدافئ ، وتمدّدت في الذكريات ‏الدفيئة .. آه يا زمن ! ‏
    ‏( هل أنا كنت طفلا .. أم أنّ الذي كان طفلا سوايْ ) .. ( ركلة ٌ من فرس .. تركت شجّا في جبيني .. وعلّمت ‏القلبَ أن يحترس .. ) .... ( .. وعلّميني الشعرَ .. ) .. حاولتْ أن تفتح الباب ، كان مغلقا من الداخل ، طرقته ، ‏أتاني صوتها : ( ياخ أمّك و"ماو" نايمين ، ممكن توطّي صوتك وتبطّل كواريك ) ! ( سمَعا وطاعة ) أجبتها ، ‏‏.. كانت تقول لي : ( أحبّ أن أسمعها منك – حين تقول لي : نعم ) .. كمْ كنت أحبّها ، كمْ أحبّها الآن ، كمْ كنت ‏أحبّها غدا .. أنا غبي – امرأة مثلها لا يمكن أن تكونَ قد .. وحدهم ، الأباطرة الصينيّون تآمروا عليّ وأرسلوا ‏لي حفيدهم هذا كي يبلبلوني ، كي يضعضعوا كياني .. لا أدري كيف فعلوها ، ولكنّها مجرّد مؤامرة دنيئة ... كنّا ‏في الخرطوم ، نسير وكلّما أمسكتُ بيدها تفلتها من يدي ، سألتها : ( ماذا بك ِ ) ؟ ( إنتَ مجنون ؟ الناس بعاينو ‏لينا ) ! ( عشان مَسْكَتْ يد .. والله أبوسِكْ هسّع ) .. هرولتْ : ( إنت مجنون ) وهرولتْ ، ركضت خلفها : ( إن ‏لم تقفي سأصيح ) ! ( صيح ما بدا لكَ .. ) ، طيّب ، وقفتُ : ( يا ناس ! شايفين البت السمحة الجارية ديك ؟ أنا ‏بحبّها .. البت الجارية ديك .. اللابسة البلوزة الحمرة ، أنا بحبّها .. ) .. وقفت ْ ، ضحك البعض ، وقال أحدهم : ‏‏( يخصي عليك .. ) فزجره آخر .. تلقيْنا من الابتسامات والتعاضد باكثر مما كنّا نحلم .. ( ما كنت عارفة إنّو في ‏ناس مجانين في البلد دي غيركم – إنتَ وصُحبانك القاطعُن من راسك ) ! ( الغيرنا كتار .. والما غيرنا ‏سيذهبون اليوم للنوم ويحلمون بنا .. ) .. آه يا زمن .. كانت تجلس بقربي ، كنّا متشابكيْن بقربنا ، بجسديْنا ، ‏بروحيْنا .. فجأة ً ، أمسَكتْ بيديّ ، بعدت قليلا بجسدها عنّي والتفتت نحوي غارزة عيونها في عينيّ : ( ماذا بكَ ‏، بتعمل كده ليه ) ؟ تلفّتُ حولي : ( ماذا بي ) ؟ ( بتتزاوغ منّي ليه ) ؟! ( تقصدي شنو ) ؟ ( كلما أجي أبوسك ‏تدّيني خدّك .. أجيك بيجايْ ، تجيني بيجايْ ) ! ضحكت ُ ، كانت تعرف السبب - لابدّ أنّها تدبّر لمؤامرة - كنت ‏أتحاشى مضايقتها برائحة "العرقي" التي لا تحبّها .. قالت لي : ( عشان سجم الرماد دا ، خايف عليْ من ‏الريحة .. ) ؟! أمسكتْ بالزجاجة وملأت فمها ، تمضمضت بالعرقي وبصقته : ( يللا بينا ، بعد ده كلّنا في الهوا ‏سوا .. ) قلتُ لها أنّ هذا لا يُبطلُ الحذر ، أمسكت بالزجاجة ثانية ً وقذفتْ جوفها بجرعة .. أحبطتْ كلّ محاولة ٍ ‏للتحاشي ، حضنتني ، شبكت مصيرها بي .. اشرأبينا بروحيْنا ، وقفزنا السياج .‏
    كانت تفلّ عُقدي ، تمسك بها عقدة ً .. عقدة ً وتفلّها . كانت ترى ما كان مخبوئا بداخلي لا أقوى على رؤياه ، ‏كانت ترى ما لا يُرى ، وتسمع دبيب الروح في كريات دمي ..‏
    اجتاحني عارٌ فادح :‏
    ‏( لماذا سوزان ، بالذات ) ! ‏
    مددت يدي واقتلعت سدّادة الماء من مكانها ، كان جسدي الطافي يهبط رويدا .. رويدا .. كنّا نهبط ، أنا والماء ‏رويدا .. رويدا ..‏

    وصلتُ القاعْ ،
    التصق جسدي بالحوض الجاف ، تكوّرت ُ فيه ، وبكيْتْ .‏

    ‏*‏

    خرجت إليها كما ولدتني أمّي ، كانت تجلس القرفصاء في منتصف السرير . تحاشيت النظر إليها .. تحاشيتها ، ‏أشحت بخجلي نحو الحائط :‏

    ‏- أريد أن أقول لك ِ شيئا ً ..‏
    ‏- نعم ، ماذا تريدُ أن تقول ؟‏
    ‏- أن أجيب على سؤالك : أين كُ.. ‏
    ‏( قاطعتني ) :‏
    ‏- بصدقْ ؟‏
    ‏- نعم ، بكلّ الصدق : لقد كن.. ‏
    ‏( قاطعتني ثانية ً ) :‏
    ‏- حسنا ، في هذه الحالة لستَ مطرّا للكلام ، لقد عرفتْ !‏

    ذهلت ُ ونظرت لها ، كانت تحمل رائحة قميصي بين يديها ، ودربين من الدمع يعبران خدودها ..‏

    ‏*‏

    في الصباح كنت أتطلّع الى الكتب التي أحضرتها معي من المكتبة : "علم الوراثة" ، "المورّثات " ، "الجين : ‏حامل شفرة ال.. " ، "كيفيّة تبادل البشر .. " ، .. و "تاريخ الشرق القديم : درب الحرير" !‏

    ‏- هل نمتَ جيّدا ؟‏
    ‏- نعم ، وأنت ِ ؟‏
    ‏- دعكَ عنّي ، هيئ نفسك ، سنذهب الى الطبيب .. مع ماو !‏
    ‏- هل هو مريض ؟‏
    ‏- المريض هو أنت ، ونحن السبب .. أنا وماو ، إذن علينا جميعا أن نذهب – هيّا .. ‏
    ‏- لنفعل ماذا ؟
    ‏- لكي يطمئنّ قلبك ، سنعمل تحاليل الحمض النووي .. ‏
    ‏- هذه إهانة !‏
    ‏- سمّها ما شئت ، أنا فكّرت في الموضوع جيّدا .. هناك احتمال أن تكون قد حَصَلت عمليّة تبديل للطفل في ‏المستشفى ، ورغم أنّي واثقة من أنّه ابني - فقلبي يقول لي ذلك ، إلا أنّ علينا الذهاب ..‏
    ‏- وقلبي أنا واثقٌ أيضا ، فقط كان فكري مشغولا بالكيفيّة التي‏
    ‏( قاطعتني )‏
    ‏- حسنا ً ، ليهدأ بالك إذن .. وليهدأ بالي أنا الذي بلبلته بعمايلك ! ‏

    وهكذا ذهبنا .‏

    ‏*‏

    قال لنا الطبيب :‏
    ‏- بعد إذنكما ، هناك أمرٌ آخر نودّ التأكد منه ، يحتاج الى تحاليل أخرى .. نرجو أن تسمحا لنا بها
    ‏- وما هو ( سألناه )‏
    ‏- إن كان طفلكما يحمل جينات العنصر الصيني أم لا ‏
    ‏- حسنا ، لا بأس .. ( أجبناه )‏
    ‏- شكرا جزيلا لكما ، سيكون خبرا علميّا ً مذهلا‏

    وهكذا كان ،
    ابن الكلب ، ابننا يحمل بعض صفات الجنس الصيني الى جنب صفاتنا النوباويّة / الشايقيّة . نُشر الخبر في ‏كبرى الدوريّات العلميّة ، وعلى أثره تلقينا دعوة من سفارة الصين لزيارة بكين . كنّا قد بدأنا في بحث وتجميع ‏كلّ ما له علاقة بعمل الجينات :‏

    ‏(( سائق شاحنة بريطاني لا اهتمامات له بالأدب بدأ بكتابة الشعر بعد أن أجريت له عمليّة نقل قلب من شاعر ‏شاب توفيَ إثر حادث .. ))‏
    ‏(( امرأة زُرعت لها كلى فصارت تحلم بأفراد أسرة المتبرع المتوفى الذي لا تعرفه الى أن التقت بأحد أفرادها ‏ذات يوم فتعرّفت عليه ومن ثمّ على البقيّة فأحبتهم وأحبوها وأخيرا انتقلت للسكنى معهم .. ))‏
    و
    ‏(( زوجين من منغوليا رُزقا بصبيّة شقراء بعيون زرق وتقاطيع أوروبيّة .. إتضح فيما بعد أن جيناتها تتشابه ‏وجينات جماعة من روسيا البيضاء انقرضت منذ ألفيْ عام .. ))‏

    إذن ، نحن لسنا وحدنا .. وهكذا هبط عليّ الإلهام الآتي :‏
    إنّ مَن يدّعون بأنّهم عاشوا من قبْل ، ويصفون أماكن أخرى بتفاصيلها ، ويحكون عن شخصيّاتهم السابقة ‏وذويهم ومعارفهم السابقين .. ليسوا بكاذبين ، كلّ ما هنالك أنّ جيناً ما ، هاجر إليهم بطريقة ما ، سالكا "درب ‏الحرير" أو غيره ، حاملا معه تلك الذاكرة ليورثهم إيّاها ..‏

    ‏*‏

    في الصين ، في الفندق البكيني الفخم ، في غرفة ذات سرير إمبراطوري ، قلت لزوجتي :‏
    ‏- إنّه مجرد شغب جيني ، ليس إلا ..‏
    ‏- بَسْ إنتَ شكّيت فيني ، وهذا ما لن أنساه لك ما حييْت .. ( ولكنّها سرعان ما أزاحت تقطيبتها ، وعادت الى ‏شغبها غير مضمون العواقب ، وأضافت ) : ‏
    فلا تلمني لو أتيت لك غدا بهنديّ ٍ أحمر - أبانكي ، صغير !‏

    هيوستن -‏
    أوّل فبراير 2008‏‎ ‎‏ ‏
                  

03-01-2008, 04:12 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    أناشد كل من له إهتمام بالأدب أو من لديه شئ من مفقودات الرائع عادل أن يتحفنا بها في هذا البوست.
    مودتي
    سيف اليزل...
                  

03-01-2008, 08:04 AM

عبدالرحمن الخليفة

تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    سيف اليزل

    احييك

    بالنبش المتقن الذى لا يلاقى هوى المعنى بالبوست ( عادل )

    الذى استسلم تماما بموروث النبت الجذورى ( اللة لايجيب يوم شكرك )

    وارى عادل يتحرق انتظارا .


    واحييك مرة اخرى ...

    لان مسار طرحك قول شكسبير (win the time wile you have it )


    وعادل مازال يدلق واكبر شاهد الشغب الاخير ..



    العودة لمسار البوست كانت فى معيتى دراف لقصة قصيرة لاديبنا عادل عبدالرحمن ...... اوعدك بالحاقها بالبوست لمزيد من الاثراء والدهشة .....
                  

03-01-2008, 04:18 PM

Ibrahim Idris
<aIbrahim Idris
تاريخ التسجيل: 08-18-2006
مجموع المشاركات: 270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: عبدالرحمن الخليفة)

    الأسـتاذ سيف اليزل ،
    لك التقدير والشكر لهذا التوثيق والبداية " الرطبة" ؛ بحق أفدتنى وأنا الفقير فى إغتنـاء هذا الكنز الأبداعى. كما أرجوا من العزيز عادل أن يساهم فى ضخ هذا " البوست" أيضاً بما حوته معيته من " الأوراق" لنتحف جمعاً بهذا الفيض ونستزيد بالكلمة الرؤية و المعنى !
    لكم المحبة فى هذا الفضاء ، كم هو جميل وأصيل أن يذكر المبدع من الأخر المحب لإبداعه.
    بحق أنها إضافة جديدة ستساعدنا لفهم الأخر .


    إبراهيم
                  

03-01-2008, 07:09 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Ibrahim Idris)

    الأخ إبراهيم إدريس

    سلامات

    أخونا عادل يجعلنا نفغر فاهنا من الدهشة..

    لي في الولايات المتحدة 16 شهرا لكني قرأت معظم مكتبة سودانيز أونلاين ,فدهشت لوجود كمية من المبدعين المغمورين, منهم عادل الذي تستحق إبداعاته النشر والذيوع, وكنت قد يئست من وجود إبداع جديد يعيد ألينا ما كان أيام زمان..

    لقد أدهشني عادل حقا أخي إبراهيم...

    كم أتمني أن يستمر عادل في هذا التدفق الإبداعي..

    مودتي
    سيف اليزل..
                  

03-01-2008, 07:00 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: عبدالرحمن الخليفة)

    الأخ عبدالرحمن الخليفة

    لك الشكر أجزله..

    الرجاء إتحافنا بالجديد للمبدع عادل..
    I can't wait

    مودتي

    سيف اليزل
                  

03-02-2008, 01:24 AM

Atif Makkawi
<aAtif Makkawi
تاريخ التسجيل: 03-23-2007
مجموع المشاركات: 2132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    شكرا سيف
    فاننا متابعون ومنتظرون.
                  

03-02-2008, 07:00 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Atif Makkawi)

    فوق...
                  

03-03-2008, 01:50 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    صباح ُ "صباحْ"

    الى : طلال عفيفي ( صديقي الذي لم أرَه ْ )


    صحوت من نوم عميق - أحسّ بالدفء والخدر و أنا تحت الغطاء - محاولا تبديد النعاس بحفيف التذكر : حين قدمت مساء البارحة لم يكن رفيقي حاضرا بالبيت ، ترك لي مذكرة يقول فيها بأنه سيقضي ليلته في مكان بعيد ؛ و بأنه سوف لن يأتي قبل عصر اليوم التالي . همهمت ُ لي : ( بطل الندامة و الصهيل ؛ فلا أجد أحدا ) . خلعت ملابسي ، ربطت البشكير حول وسطي ، صببت كأسا ، دلقته في جوفي ، و آخر أخذته معي الى غرفة الحمّام . وقبل البدء في حلق ذقني خرجت الى الصالة ، حملت كأسا آخر ، رشفت منه وأنا أحدّق فيّ في المرآة . . كعادتي حين أشرب وحيدا - وأنا كثيرا ما أفعل ذلك - لا أتمكن من ضبط إيقاعي بين كأس و آخر . . كنت أدخل الغرفة - أحضر كتاباً ، مجلة ، ورقا . . أغيّر محطة الإرسال التلفزيونيّ ، أرخي صوته لأرفع صوت المسجّلة بغناء ( فيروز )
    . . أدور و أدور في الصالة - مركزي الطاولة و قنّينة الويسكي . . كانت حوالي منتصف الليل و نصف الزجاجة حين خرجت الى الشارع الصامت ، أعمدة الإنارة متباعدة وخافتة مما يجعل عتمة منتصف المسافة بين واحد والآخر . سرت متمهلآ محاولا تركيز ذهني على هدف لخروجي الميتافيزيقيّ .. كدت أن أصطدم بالجسد السائر في العتمة - حين رأيت الوجه المضيء وهويحدّق فيّ بدهشة وترقب ..
    طار النعاس / حين اكتشفت عُريي ، فأنا نادرا ما أنام عاريا بلا صحبة . وآخر مرّة كانت منذ شهور لمّا تركتني "..." ذات صباح وانصرفتْ بلا رجعة ..
    تساءلت / هل أنا لست وحدي !
    مددت يدي - و أنا مازلت تحت الغطاء - فاصطدم مرفقي بخاصرة و ساعدي بفخذ عار و حار . توجّست - أخرجت رأسي من تحت الغطاء و بيدي الأخرى رفعته : كان الوجه الذي أضاء العتمة مساء البارحة ! تكأت رأسي على كفي و طفقت أحدّق فيه .. أمالت رأسها نحوي و نظرت اليّ بعينين مغمضتين و ملأت المسافة بين وجهينا بأريج ابتسامة :
    - منذ متى وأنت صاح يا ( ... ) ؟
    نظرت اليها في سهوم وتساءلت ببلاهة :
    - و تعرفين اسمي ؟!
    ( اعتدلت ، أخذت مزيدا من الغطاء باليد المرتكزة - لمّته على صدرها و بالأخرى مسحت على صدري ) :
    - و أعرف اسم أمّك و أبيك ، وصديقين ، و تلك المدينة من ذلك البلد الذي كنت أظنّه (ضحكتْ) و مازلتُ - مجرد وحوش وغابات وسحرة ، لا غير ..


    حين صحوت هذا الصباح و أنا أذكر تفاصيل ذاك الصباح البعيد - منذ خمسة دهور وعام - كنت في حيرة ، بادى الأمر، لأنّ الذكرى قد أتت قويّة ، ناصعة و كاملة . . و ليست بمثل ما سبقها من مرات ؛ فأنا كثيرا ما أستعيد بعضا منها : موقفا ما ، كلمة ما ، فعلا ما . . مثلما فعلت "صباح" في صباحنا الأوّل ذاك أمسكت طرف سبّابتها بالأصبع الكبير طاوية ايّاه نحو راحة كفها - صانعة مايشبه الأنشوطة ، ثمّّ قذفت به بنعومة ضاربة أرنبة أنفي :
    - ناولني التليفون خليني أكذب على أمّي قبل أن تصحو ولا تجدني فتشحذ ذهنها بسوء المظان !
    ( حَدجتْ حاجبيها وراحت تفكّر ) سألتها :
    - و بماذا ؟
    - .. نمت ليلة البارحة و كتاب المذاكرة ما زال بيدي ..
    - و أين ؟!
    - في بيت سميرة صاحبتي ( ثمّ أضافت مستدركة ) أصلي كنت عائدة من عندها لمّا أخذت أنت بيدي دون كلام
    كثير ، وتبعتك أنا - دونما أسئلة .
    - وسميرة ؟
    - دريانة ، خابرتها أمس بعد نومتك الفرعو نيّة !


    هذا الصباح ، حين جلست في "البص" الى جانب النافذة ، بدأت دهشتي بالتبدّد وأنا أنظر الى الخارج - ضربت الزجاج بقبضتي وهتفت بصوت مستكشف : ( انّه الجليد ) ! . الجالس الى جانبي رفع وجهه عن الجريدة ثمّ التفت نحوي متسائلا بعجمة أهل
    البلد :
    - معذرة !
    - الجليد ، إنّني أحبّه ! ( أجبته بلكنة أصيلة ) .
    رأيت لمحة ً من إشفاق على عينيه مشوبة ببعض حيرة مرتبكة وهو ينظر إليّ في ثيابي الصيفيّة الكثيرة الملفقة لمداركة البرد في هذه الولاية الأمريكيّة الجنوبيّة الوسطى الغاطسة في شتاءٍ استثنائيّ .


    كنت قد ناولتها التليفون ، في ذلك الهزيع الأوّل من الربع الأخير من القرن المنصرم ، ونهضت في كامل سمتي الفرعونيّ وذهبت الى الحمّام . كان الضوء الآتي من كوّته ليس كعادته ، به شيء غامض - ما من أشعّة شمس ، لكنّه لامع ومبهر الى حدّ ما . صعدت على حافة البانيو ، مسحت الندى براحة كفي من على سطح الزجاج ونظرت الى الخارج : كان كلّ شيء قد صار أبيضا - أسطح المنازل ، العربات ، الأرض والشجر . صعقت ، حاولت الصراخ مناديا ايّاها باسمها ؛ وفي تلك اللحظة اكتشفت أنني لا أعرفه . هُرعت اليها ، أمسكت بساعدها محاولا إنهاضها - متلعثماً :
    - تعالي شوفي .. تعالي ، تعا ..
    ( وضعت كفها على سمّاعة التليفون مَكمن إرسال الصوت داسّة إيّاها بين فخذيها متسائلة بهمس ٍ صارخ ) :
    - شو بك ، خُبلتْ ؟ وطي صوتك أمّي عا الخط !
    تركتها ، أسرعتُ الى الصالة ، أزحت الستارة من على الشبّاك ، فتحت الضلفة الخشبيّة ورحت أنظر بدهشة عبر الزجاج : كلّ أناس الحيّ كانوا في الشارع - كبارا وصغارا من كلّ الأعمار - يلهون بكرات الثلج ، يلتقطونها من الأرض ويجلبونها من الهواء كما الحواة . . أحسست بها مندسّة خلف ظهري ، ضغطت بكفيّها على كتفيّ واشرأبّت واضعة أسفل حنكها مكان منبت رقبتي ، قائلة : ( وسّع خلينا نشوف شو بجنّن ) .. ؟! فجأة نطتْ ، أزاحتني جانبا ووقفت مكاني - غير آبهة - بنصف عريها هاتفة : ( انّه الجليد ) .. التفتت بكامل بهائها نحوي ، أحاطت وجهي بكفيّها وهمست لي بحنو : ( صباحك أبيض عليّ ) . وبعد برهة أضافت : ( تعرف ! مدينتنا لم تر الثلج منذ مدّة طويلة . خاصمنا منذ زمان - امكن عشرة سنين أو أكتر . . آخر مرّة كنت في المدرسة الإبتدائية ) .
    سألتها - وأنا أنظر الى الوجه الذي عاد طفلا :
    - والآن ؟
    - أنا في سنتي الثانية الجامعيّة ؛ بدرس "إناسة" ، ( وبتهكم أضافت ) لأنو محيّرني نوعك !


    غادرت "البص" قبل محطتين من مكان العمل . أعرف هذه المنطقة جيّدا - لا يوجد "بار" في الجوار القريب . ذهبت الى الدكان الكائن خلف المحطة . و قبل أن أدخله هاتفت رئيسي في العمل ، من التليفون العمومي ، وأخبرته بأنّني مريض جدّا ولن أستطع الحضور . سألني ان كنت سأتمكن من ذلك غدا ، فأجبته بنعم - مضيفا : بكلّ تأكيد . ضحك ، وترجّاني بأن لا أمرض صبيحة اليوم التالي !
    أرجعت زجاجة عصير البرتقال الى مكانها في ثلاجة الدكان وأخذت بدلا عنها تلك العبوّة الكبيرة من البيرة ومن ذلك الصنف المكتوب عليه : "عالي الكحول" . بمعنى أنّها ربما تكون ستة بالمئة ؛ ضحكت : بمعنى أنّها تنقص عن المعدّل المطلوب أربعة وثلاثين درجة ! خرجت بها ووقفت الى جانب التليفون مردّدا لنفسي : خير بألف مرّة من عصير البرتقال لمجابهة انتظار البص القادم من الاتجاه الآخر لأعود الى جوف المدينة . استخدمت كلّ دهائي ومكري لاخفاء أيّ صلة ظاهرة ما بيني وبين الزجاجة : كنت أضعها على الأرض ، بعد أن أرشف منها خلسة ، خلف العمود الحامل لصندوق التليفون وأنا أحمل مفكرتي الصغيرة بادية للعيان ، أضع السماعة على أذني ؛ وحين التأكد من انقطاع المارّة أسندها بخدّي على كتفي وأحني ركبتيّ ، أمدّ يدي لألتقاط الزجاجة دافعا ايّاها بسرعة الى فمي لأعبّ منها - دفعة واحدة - أكبر كميّة ممكنة ومن ثمّ اعادتها بالسرعة المطلوبة قبل اطلالة أحد . كنت قد ردّيت مرحبة صباحيّة مصحوبة بابتسامة ساحرة لسيّدة ولجت مدخل الدكان ؛ تأكدّت من خلوّ الساحة وكرّيت جولة أخرى ، اطمأنيت على وضع الزجاجة في مكمنها ، مسحت فمي بظاهر كفي ، وفي طريق العودة من الانحناء الى الوقفة رأيته قادما نحوي : منحني قليلا ، بأظافر طويلة وقذرة ، رثّ الثياب . كان ينظر في عينيّ مباشرة وعلى فمه ابتسامة لا ريب فيها . أدخلت يدي في جيبي وقبضت على عدّة قطع نقديّة لحسم الموقف بسرعة وبأقلّ كلمات ممكنة . مرحبني - متمنيّا لي صباحا
    طيّبا ، وقف على بعد خطوتين منّي محدّقا فيّ قائلا :
    ( Can you give me one Dollar please - I`m alcoholic , too )
    ذهلت من بساطته في تدمير استحكاماتي الخارجيّة والباطنيّة ، رأيتني عارياً ؛ وأحسست بما يشبه الخذي . أخرجت محفظتي ورشوته بعدّة أوراق ماليّة من فئة الدولار كي لا يتمادى في فضحي وابتزازي باسم الأخوّة الكحوليّة .. وأنا أعبر الشارع رأيته بعيون ظهري ينحني لالتقاط البيرة المعينة متبسّما لهذا الصباح السهل .


    كانت قد ارتدت ملابسها على عجل ، جلست على حافة السرير ، كتبت رقما تليفونيّا ب " أصبع أحمر الشفاه " على الوسادة البيضاء :
    - خابرني بعد ساعة ، حأصبّح على أمّي وناس البيت . وأنزل آخدك من يدّك لنصعد الجبل .

    - ولم الجبل ؟ ( سألتها )
    - لأنو في هكذا يوم ، الأوّل لهبوط الثلوج ، ما حدا بروح عا الشغل ؛ المدينة كلها بتكون هناك . تعرف ؟ طيلة السنين السابقة كنّا حين نكلّ من الانتظار نذهب في سلسلة الجبال مسيرة ساعتين بالسيّارة للوصول الى أعلى القمم حيث الثلوج .. أمّا اليوم ، سنمشي على الأقدام . والثلج يبدأ من هنا - من عتبة الباب !

    ( وهي تنسلّ خارجة التفتت نحوي وصاحت ) :
    - صباح ..
    ( تشككت في معنى ما سمعت ، فتفوّهت حائرا ) :
    - نعم ؟!
    - اسمي "صباح" .. نسيان ، مو هيك ؟ إذا ردّ حد غيري على التليفون ، عشان تعرف تسأل عنّي - بسيطة !



    - هاي "سوزان" . .
    - هاي "آفركن" . .
    جلست على المقعد الطويل مسندا ساعديّ على "الكاونتر" . نظرتْْ اليّ النادلة بعيون متسائلة - فأنا عادة أحضر لحانتها عصرا ، أو ، ليلا خلال أيام العمل الأسبوعي . سألتني ، بأدب جمْ ، إن كنت في إجازة .. كان صباح جمعة ، قلت لها : ( في بلدي ، كما تعلمين ، نرتاح يوم الجمعة ؛ اشتقت لذلك - لذا قررت اليوم ان آخذ " الويكند اند " على الطريقة السودانيّة ) . فتبسّمت وهي تصبّ لي كأسا . .


    كانت "صباح" هي من ردّ عليّ حين تلفنّت ُ . حدّثتني على عجل ، سألتني عن اسم رفيقي في السكن وجنسيّته ، فلمّا أجبتها قالت لي : ( أسمع ، سأفوت عليك - بس خليك واقف أمام بيتكم وحين تراني قادمة اذهب أنت أمامي عا الطريق ، سألحق بك وأحكي ليك ) !
    سرت قلقا مسافة طويلة ، حسب تقديري ، التفتّ خلالها عدّة مرات لأتاكد من أنّها ما زالت تتبعني . . ناوشتني الوساوس : ( هل هي على علاقة بالأرتريّ ) ؟! .. طردت ذلك الخاطر بسرعة - فصديقي غارق في هوىً أفريقيّ خرافي . . كنت قد نسيت المهرجان الشعبيّ وتراكض الناس حولي وزعيقهم . . أعادني الصوت : ( مرحبا سوداني ) ! نظرت أمامي وتوقفت : كانت عجوزا في السبعين من عمرها أو يزيد ، تقف على بعد عدّة خطوات منّي صانعة ابتسامة ربّانيّة على تجاعيدها ويداها خلف ظهرها . قلت لنفسي : (مسندة جذعها القوسيّ من السقوط ) ! فجأة - نطت : طارت يدها في الهواء وقذفتني بالكرة / انفجر الثلج الناعم على وجهي - فأطلقتْ ضحكة من ذكريات الصبى ، خطت نحوي وحضنتني من وسطي . بستها على رأسها ضاحكا - فهتفت بي : ( أيوة أضحك وأشرح صدرك ، لا تتجهّم في هذا اليوم الأبيض ) ، من ضجّة الناس حولي بالضحك وصياحهم - ميّزت ضحكة "صباح" آتية من خلف بعيد .
    بعد دهور من عذاب المظنّات نادتني ؛ تمهلت .. فلحقت بي ، سارت الى جانبي متبسّمة ، نظرت اليها مستغربا وسألت :
    - عايزة تجنّنيني - قبل سويعات كنت مثل بدويّة حرّة ، ما الذي أعادك حرمة?
    - أيوة ، كنت . ( وبعد برهة صمت ) أنا أخت "جمال" !
    - جمال عبد الناصر ؟ ( سألتها مازحا )
    ( لم تضحك )
    التفتّ ونظرتُ إليها ، فنظرتْ إليّ .. حدّقت في عيونها .. صرختُ : ( يا اله السماوات ) ! نفس العيون - عيون "جمال" . . وكما كنا نقول عنه : (يضحك بعيونه) ، كانت هي تضحك بعيونها أوّلا ، ثمّ غمازتيها ، فشفتيها ، فوجهها ومن ثمّة بالدنيا كلها من حولها . . قلت لها :

    - من أوّل كنت أحسّ بإلفة ْ عيونك ، لكنّي عزيت ذلك الى جمالهما وشغفي الفطريّ بالجمال !
    - وأنا بعد أن خرجت من عندك كان عندي إحساس أنّي بعرفك ، أعني معرفة حقيقيّة ، لكنّي كنت بضحك على نفسي وأقول : " أعراض الحب ألأولى " . لكن ذلك الإحساس لازمني وألحّ عليّ بشكل غريب ، الى أن تأكد لي - من حديث أمّي و"جمال" أنّي بعرفك .. وان كنت لم أرك من قبل . .

    وجدنا أنفسنا نسير في اتجاه مغاير لطريق الجبل ، لم نهتمّ لذلك ، واصلنا سعينا ودخلنا "السوق القديم" ؛ تجوّلنا فيه بلا هديّ ثمّ خرجنا من طرفه الآخر ، دخلنا "حي اليهود" من بوّابته الشهيرة ، جسنا في أزقته وطرقاته العصيّة الملتوية ، ولجنا "الأوتوستراد" الحديث على أرجلنا غير عابئين بزعيق السيّارات ومروغها المباغت . ذهبنا الى "الجامع الخليفي" ، مثل سائحين ، جلسنا على صحنه . .

    - هل تحدّثوا عنّا ؟ ( سألتها )
    - تقصد أمّي و"جمال" ؟ يعني ! أمّي تعدّ لحفل صغير بالمنزل ، فسمعتها تقول ل"جمال" : ( لا تنسى تعزم "التحالف السوداني الأرتري" ) ، فسألها : ( تقصدي فلان وعلان ) لذا سألتك من اسم صاحبك الغائب وجنسيّته . .
    - طبعا ، نحنا جينا بيتكم أكثر من مرّة في غيابك . ( قلت مقاطعا )
    - بعرف ، زيارات "تحالفكم" من ورائي ! وحديث "جمال" الدائب عنكم ، وأنكم تقطنون بالقرب منّا - بس مسألة الأسماء والجنسيّات دي أنا ما كنت منتبهة ليها .
    - وهسّع كيف ؟
    - لا كيف ولا حاجة ! يوم الخميس القادم حنتعرّف على بعض في الحفل لأول مرّة ، وبعد داك عادي - بسيطة ، مو هيك ؟


    صديقي الذي أتى وجلس الى جانبي - بعد قليل اشتبك مع "سوزان" في نقاش ضار عن المرأة ، والدين ، والسياسة . و "سوزان" تذهب ، تجوس بين الطاولات تخدم هذا وذاك ، ومن ثمّ تعود لجذب الحديث العالق .. كنت - حقيقة - مهتمّا بمتابعة ما يقولان ، الا أنّ ذهني لم يكن يصله سوى بعض كلمات متفرقات . . ذهبت "سوزان" في احدى طلعاتها فالتفتّ الى صديقي .. سألته :
    - إنت َ الليلة مزوّغ ولّلا شنو ؟
    ( نظر اليّ بدهشة ، ثمّ ضحك )
    - إنت َ قايلة الساعة كم ؟!
    ( وتلفّتَ يبحث عن "سوزان" ليسألها عن متى أتيت ) !

    في طريق عودتنا كنّا نسير متمهلين . . تمسك "صباح" ، أحيانا ، بأصبع يدي الصغير وتطوّح بساعدي أماما وخلفا ، مرسية بذلك قواعد عادة صارت تلجأ اليها في كلّ مشاويرنا وتجوالاتنا - خاصّة كلما سرنا صامتين . سحبت ُ أصبعي فجأة وبسرعة من بين أناملها ، ضربت جبهتي بباطن كفي وصرخت جزعا : "رقم التليفون " ! .. نظرت اليّ في عجب وتساءلت :
    ( خُبلنا تاني ؟ شو بيها أرقام التليفونات ) ! قلت موضّحا :
    - أعني رقم تليفونكم على الوسادة !
    ( قلت موضّحا )
    - ومالو ؟ سيبو مرتاح . . ( تمعّنتني ) ولّلا بتقصد إمكن صاحبك يزعل - وسّخنا الوسادة ؟
    - ملعون أبو الوسائد .. أنا بقصد "جمال" . ( تكلّمت ُ بنزق )
    - عبد الناصر ؟ (سألت ْ مازحة )
    ( لم أضحك )
    - "جمال" أخوك عندو مفتاح لشقتنا ، و ..
    - وليه ؟ ( قاطعتني )
    - عشان اذا أجا ومعاه صديقتو ونحنا مافيشين ، مايردّو خايبين !
    نظرت اليّ بعيون وسيعة مترقبة ؛ وبصمتها المتواصل حثتني على الحديث : قلت لها أنّ "جمال" وصديقته لهم حقّ أن يدخلا بيتنا في غيابنا وفي أيّ وقت يشاءا . وأنه أحيانا يأتي ويمكث وحده في انتظار مقدمها أو مقدمنا . وأنّني اليوم ( كان ذاك الاحساس الممضّ والذي لا يخيب - يعتصرني ) موقن بأنّه الآن هناك يقرأ - متمعنّا ومستفهما - في أرقام التليفون .. نظرت اليّ بعيونها الوسيعة المسيّجة بما يشبه الأسى ، ثمّ حدّثتني :

    كنت قد استطعت تركيز انتباهي لفترة وجيزة على "سوزان" وهي تتحدّث . فلمّا رأت جدّية على محيّاي ، سألتني بما معناه :
    ( أليس كذلك ) ؟ ولمّا أجبتها ب : ( نعم ) - مؤكّداً - توجّهت نحوي بكليّتها . .

    أنا لا أخشى - قالت "صباح" - اطلاع "جمال" أو أهلي بعلاقتنا ان تواصلت و تطوّرت . فأنا - قالت "صباح" - انما ربّيت على الوضوح والصراحة ، وأنّ العلاقة أمرا وقرارا فرديّا مكفول حقه لكلّ أفراد الأسرة من بنين وبنات ؛ كلما خشيته صباح هذا اليوم عندما طلبت منك أن نلتقي بتلك الطريقة أن يرانا "جمال" ، أو غيره من أفراد الأسرة ، فيظن - يظنوا أننا على علاقة قديمة نقيمها بعيدا عن العلن ؛ لذا كنت - قالت "صباح" - أحاول أن أتفادى - نتفادى مثل هكذا إرتباكات ..
    كنّا قد وصلنا الى الى شارع قبل الذي أقطنه بشارعين ، فأشارت إليه وقالت : (هنا تسكن "سميرة" ) . وكانت هي ، أعني "صباح" ، على بعد أربعة شوارع عنّا في الاتجاه الآخر . واصلنا مسيرتنا ووقفنا على ناصية غير بعيدة عن مسكني .. توجّهت نحوها بالسؤال :
    - تتوقعي شنو ردّة فعل ل"جمال" اذا وجدته هناك مطلعا على سرّ الوساد؟
    ( رفعت كتفيها الى تحت أذنيها ، زمّت شفتيها وأفردت ساعديها الى ألأمام ثمّ أرجحت نصفها الأعلى يمنة ويسرة ، قائلة ) :
    - هيك .. وهيك ما بعرف ! ( ثمّ أضافت بصوت مسرحيّ ساخر ) بالنسبة لي : معاتبة وتوبيخ ، لا أكثر ، على عدم ممارسة الحريّة بحريّة ! وعلى عدم الاستفادة من الجو العائلي الديمقراطي والتقدّمي بطريقة بناءة . أمّا بالنسبة لك : ما بعرف ، المهم خليك متحسّب ومتفهّم لكلّ الأوضاع - فالرِجّال في النهاية شرقي .. وما بتعرف مزاجو !
    ( لعنت فألها في السرّ والعلن )

    لكزني صديقي قائلا : ( لا تنم ) . فأجبته : ( لست بنائم ) . ألحّ عليّ : ( يجب أن نقوم الآن لنذهب - فآخر "بص" سيتحرّك بعد بعد ربع ساعة ) . قلت له : ( لست بقائم ) . ألجّ في إلحاحه : ( طيّب حنمشي كيف ونحنا ما سايقين ) ؟! ردّدْتُ عليه : ( على الأقدام ؛ والثلج يبدأ من هنا - من عتبة الباب ) . أشرت الى "سميرة" / أقصد / " سوزان" ، فأشاح صديقي بوجهه عني وتوجّه نحوها : ( لا تعطيه مزيدا ، أرجوك ) . نظرت اليها مستكشفا : ( رأسي ؟ أم رأسه ؟! ) . ضحكت "سميرة" ثمّ صبّت لي كأسا . .
    عندما ولجتُ صالة بيتنا كان أوّل ما لمحت حقيبتها الزرقاء . ف"فاطمة" - صديقة "جمال" - تحبّ حمل تلك الحقيبة المصنوعة من قماش الجنز السميك ، نهاراً وليلا ، حاشية إيّاها بالكتب والمجلات والمنشورات الممنوعة ، أشرطة كاسيت بأصوات شعراء مشهورين ومغمورين ، أدوات زينة ، أطعمة .. وأشياء أخرى . كنت ، دائما ، أخالها تئنّ تحت وطأة حملها وهي تسير . وكنت ، دوما ، أسائلها كلما وضعت أثقالها جانبا : ( ليه معزّبة حالك - "فاطمة السّمحة" ) ؟ وكانت في كلّ مرّة تردّ بشيء . مرّة قالت لي : ( لأنو فيّ أطعمكم خييّ - يا جوعى الروح والبدن ) !
    لم يكن في الصالة غير الحقيبة ؛ أدخلت يدي فيها وأخرجت كتابا ، استلقيت على الكنبة وطفقت لا أقرأ فيه ... أخرجني صوت "جمال" من براثن صبر مضن وملول : ( كيفك - فين رحتم بكير ، حنا هنا من الصبح ولا حدا ) ؟ تحاشيت النظر في عينيه مباشرة ، درت نصف دورة في الصالة وتشاغلت بلا شيء . . أخبرته بأنّني قضّيت الليلة وحدي ، حيث فاجأني الجليد لأوّل مرّة في حياتي - صباح هذا اليوم - وحدي ، فخرجت أطوف الشوارع وحدي ، وأكذبته بأنّني ذهبت الى السينما وشاهدت ( ذلك الفلم الذي لم نره ) وحدي ...
    أتت "فاطمة" ، مَرْحبتني وودّعتني في آن . أخرجتني من منلوجي / ورطتي - حين أمسكت بيد "جمال" وجرجرته نحو الباب قائلة : ( خلينا نروح أنا تأخرت ، وصلني وإذا بدّك أرجع لصاحبك وكمّلو حكي ) ..
    أطلّ "جمال" برأسه - قبل أن يغلق الباب خلفه - قائلا لي : ( كنت راح أنسى - أمّي عازماكم على حفلة صغيرة بالبيت مساء الخميس ، خبّر خيّك - لا تنسى ، خلينا نشوفكم ) . . . جريتُ الى الغرفة ونظرت الى الوسادة حيث كان رقم التليفون يعلوها ، فوجدتها مقلوبة رأسا على عقب ، خابرت "صباح" التي كانت في انتظار مهاتفتي ، قلت لها باقتضاب : ( كانوا هنا ) . فردّت عليّ : ( أنت بتعرف الشارع تبع "سميرة" ، رقم المنزل |كذا| تعا هناك عند السابعة مساء ، بنحكي ونتصرّف ) ..
    هذه المرّة كانت "سوزان" هي من نصحني : ( هذا يكفي .. أعتقد أنّ "الويك اند" السوداني قد انتهى ، غدا سوف يبدأ "الأميركي" - فتعال أنا عازماك ) . في "حفل الخميس" وبعد أن باستني "أمّ جمال" على خديّ ، بطريقة أهل البلد في الترحاب ، قدّمتني الى بنتها : ( هذه "صباح" ، الغائبة طيلة زياراتك السابقة لنا ، شرّفتنا اليوم بكّير ) ! أخذتني "صباح" من يدي وطافت بي على المدعوّين من الأهل والأصدقاء والجيران ، وراحت تعرّفني بمن أعرف ولا أعرف . أكملنا دورتنا وعدنا الى حيث بدأنا الجولة ، فقدّمتني : ( وهذه هي أمّي العزيزة / الغالية ) ! فسألتها الأم بمسرحيّة ٍ وبصوت عريض : ( ومَن الفارس ) ؟ ولأوّل مرّة رأيت حمرة خجل على الوجه / الصباح .. أطلّ "جمال" حينها - الذي كان غائبا مع "رفيقي" "لتدبير بعض الأمور" - وتقدّم نحونا قائلا : ( أراكما قد أنجزتما المهمّة - وبطريقة رسميّة أمام "الحكومة" - وكفيتماني عناء تعريفكما ببعضكما بعضا ) ! .. كان صديقي مصرّا على أن ينهض بي وكنت غير قادر على مُباصرته .. سألتني "سميرة" - عند زيارتي لمنزلهم في "سابعة" ذلك اليوم : ( شاي ، قهوة ، عصير برتقال - أم كأس عرق من قبو أمّي ) ؟ .. رفضت سوزان إعطائي " وَنْ فور ذا روود" .. همس لي صديقي : ( انتهى الحفل - يجب أن نذهب ) . كان الصوت الناعم يأتيني : ( أمرت لكم بتاكسي ، سيكون هنا بعد دقائق ) .. ( لا تقلق ، الأيام القادمة ستكون لنا ) .. ( ..هيّا.. ) .. رفعت رأسي ونظرت الى وجه رفيقي / صديقي : كان غائما ً وبعيدا واليد الصغيرة البيضاء تعتصر كتفي : ( سأراك غدا ) أمسكت بيد صديقي ونهضت مثل هبوب خرجت الى الشارع . الفتاة التي كانت تسير على مقربة من الباب جفلت - عدّلت خطّ مسارها ، قفزت الى الطرف الآخر للرصيف - نظرت إلينا بإسترابة ؛ واتقتنا بابتسامة ..


    ( كلورادو - يناير 2005 )

    نشرت هذه القصة من قبل في بوست تماضر شيخ الدين من موقع سودان فورأوول








































                  

03-03-2008, 02:09 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    من مراثـــي منى

    عادل عبد الرحمن



    أإصطفاقُ بابٍ؟

    أمْ أنّكِ التي ............. ؟



    تجولين الآن في منزلكْ

    ـ أعرف ذلك ـ

    ترتّبين شيئاً،

    تزمّين أرنبة الأنف عن بخارٍ،

    تشاغبين طفلك

    ـ هل فعلتِ الولادةْ؟ ـ

    تلوّحين بالجريدة إذ وجدتِ القصيدةَ

    ولكنّكِ كيف وجدتِ الوقت كي توقظيني الآنْ ؟!!

    ...... ألملم أطراف الدفء، أجبدُ النومَ:

    لعلّه اصطفاق البابْ



    مرّةً،

    ذهلتُ – فأنتِ لستِ على الطريقْ

    أمام واجهات الدكاكين ما وجدتكِ،

    وعجبتُ

    لم نكن نجلس على النجيلة في "الآفرو ايشن"

    في شارع النيل لم نكنْ

    أين ذهبتْ تجوالاتنا ؟؟؟

    شدتُ أياديُنا؟؟

    فتّشتُ جسدي موضعاً موضعا

    ما وجدتُ غير هذا الغيابْ



    مرّةً،

    فاجأني (حلمٌ) ـ وسط أصدقاءٍ جلسْ ـ

    منتشياً، كنتُ أرقبهُ:

    ضحكةَ اليد / حين تصفّقُ،

    تحيّر العينين عند السؤالِ،

    توهّج الطاولة حين يشبكها الساقُ،

    برهةً حدّقتُ فيها .............. ـ

    "هل تمارسين معي لُعبة الحضور المزوّر ؟؟؟؟؟"





    ود مدني

    مساءات من 1988

                  

03-03-2008, 02:13 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    بيـــــــــان الأمل

    مهداة إلى عبد اللطيف اللّعبي

    عادل عبد الرحمن





    كيف يتسنّى لبسمةٍ أن تختزل العالم،

    للمسة يدٍ أن تطفىء عذاب جراحاتي،

    لكلمة ترحابٍ عاديّة -

    أن تدجّجني بالأملْ ؟!



    يا فرحا يجلس قبالتي،

    يضع رجلا على رجل،

    يحيط وجهه بكفيّه -

    ويبتسمْ



    خصرك أمْ يداي هما السبب ؟

    شَعركِ عاديّ تماما،

    في مسألة الحرب إختلفنا،

    لا تطيقين بعض حما قاتي،

    لا أفهم سرّ بعض حما قاتك،

    لكنّما طول الوقت -

    يُهرَعُ كلّ منّا الى الآخرْ



    من غرفة بسيطة بملاءاتٍ مهترئة،

    من همسنا المتواطىء -

    نملأ العالم بالعشقْ .



    الخرطوم، 11 نوفمبر 1985
                  

03-03-2008, 04:20 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-04-2008, 04:34 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-04-2008, 11:01 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-05-2008, 06:26 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-05-2008, 11:36 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-06-2008, 05:53 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-07-2008, 04:56 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    up
                  

03-07-2008, 06:26 PM

عبدالله شمس الدين مصطفى
<aعبدالله شمس الدين مصطفى
تاريخ التسجيل: 09-14-2006
مجموع المشاركات: 3253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    عالياً عالياً يا سيف.

    شكراً لك، فعادل(حالة) شعرية
    لايمكن للمرء إلآ أن يتكئ على
    (لغتها) قليلاً، ويجرّب تكسير
    شئ مامن جدران الكتابة المآئلة،
    أو فليحاول الحفر تحت الأنساق القديمة،
    علّ ماء الكتابة ينزاح كاشفاً عن أرضٍ
    لا ميوعة بها، ولا هشاشة .

    شكراً
                  

03-07-2008, 06:23 PM

عزيز عيسى
<aعزيز عيسى
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 1459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    الأخ سيف اليزل برعي،

    شكرا على هذا الإلق الرائع على إظهار الأدب الجم والمواهب والإمكانيات الأدبية
    التي يتمتع بها الأخ عادل عبدالرحمن وإطلاعنا على إبداعاته في كتابة القصائد
    النثرية.

    الأخ عادل عبدالرحمن وشخصي من مدني وكان خالنا جار لأسرتهم وقد شاءت الصدف
    أن نجتمع معا في مدينة واحدة هنا في هيوستن.. وحقيقة هنا يخفى على الكثير
    هذا الرونق والكم الهائل من المشاعر والأحاسيس التي يعبر عنها في هذا الأدب
    الغزير وما يتمتع به من خيال واسع في كتابة الشعر.

    وكما عبر الأخ عبدالرحمن العجيل لعدم درايته طوال هذه المدة بإمكانيات
    الأخ عادل الأدبية قائلا في تعجب - يا ما تحت السواهي دواهي -..
                  

03-07-2008, 09:54 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: عزيز عيسى)

    شكرا عبد الله وشكرا عزيز..

    شكرا لكما,

    حقيقة الأخ عادل عقلية مبدعة تحتاج منا التشجيع..

    و أيضا البحث عن كنوزه الضائعة..

    أتمني أن يعطينا عادل المزيد..

    مودتي
    سيف
                  

03-08-2008, 06:15 AM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: Seif Elyazal Burae)

    عادل عبدالحمن!!!! واحد منا كان بيغزل الشعر بالياقوت{فيا حليلو!!} وكذا الحال منعم رحمة الله والقدال وآمال حسين ثـم السر السيد وعلي نديم ومحمد محي الدين وهو يصدح بأن(جماع قد مات... وسوف تقام الـمباراة في الساعة الثـامنة مساء!!!!)
                  

03-08-2008, 08:48 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبد الرحمن...الذي لا يتعطل عن إعطاء الجديد.. (Re: abdalla elshaikh)

    معا يا عبد الله لكي ننفض الغبار عن هذا المبدع..

    سيف..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de