أميمة الخليل ...

Quote: حتي وان كانت اطلالاتها الفنية محدودة سواء عبر جديد غنائي او عبر حفلات كبيرة يبقي المستمع المتذوق للفن الغنائي الجميل بانتظار جديدها. اميمة الخليل تمكنت من ايجاد مساحة خاصة بها في قلوب الناس يصعب علي الاخرين اختراقها رغم الشهرة التي وصلوا اليها. جديدها هو سي دي يا اميمة الغني والمنوع والذي دخلت معه الي مطارح لم نألفها من قبل. خمس اغنيات لحن اربعاً منها هاني سبليني، وواحدة لعبود السعدي، مع استعادة لـ دارت القهوة و احبك أكثر من الحان مارسيل خليفة. مع اميمة الخليل كان هذا الحوار: تنويعات غنائية متعددة طبعت عملك الغنائي الثالث يا أميمة فهل كان ذلك ثمرة دراسة متأنية؟ لاشك بأن التنويع هو الهاجس الذي يتملكني مع الاعداد لأي عمل غنائي جديد. في هذا العمل ثمة تجدد في الافكار الموسيقية اوحت بها النصوص الشعرية المختارة لكل من الملحن هاني سبليني والمحلن عبود السعدي. ولن اتكلم عن الفنان مارسيل خليفة لأن ما تضمنه السي دي من الحانه دارت القهوة وأحبك أكثر هما اغنيتان معروفتان جدا من قبل الجمهور. اعود هنا الي اهمية النص وما يمكن ان يوحيه للملحن حيث سبق واخترت نصوصا ارغب جدا بغنائها لكن هاني سبليني لم يتأثر بها ولم يباشر بالعمل عليها. وهنا اجد نفسي مضطرة للتعاون مع ملحن آخر خاصة واني احببت تلك النصوص بقوة. متي تتدخلين في الصياغة الموسيقية؟ لدي انتهاء اللحن وسماعه كاملا يمكنني الموافقة او طلب التعديل بحيث يأتي اللحن مناسبا لصوتي. لكني مطلقا لا الازم الملحن وهو يقوم بعمله. مثلا اغنية يا سيدي المصرية كتبها نزار الهندي وتم تلحينها لتكون مفاجأة لي لدي عودتي من سفر طويل برفقة الفنان مارسيل خليفة. هذه الاغنية لم تكن كلماتها من اختياري ولم أكن موجودة علي ولادة نغماتها انما يمكنني القول ان الثنائي الهندي ـ سبليني استجابا في اختيارهما لكل رغباتي الفنية خاصة وان اللحن يميل الي الطرب الخفيف، كما انه لحن يذكرني بسيد درويش. للمرة الاولي تغنين اللون المصري فماذا قال لك ذلك؟ لست من هواة تفصيل الكلام عن الالحان المصرية او الخليجية. انها الحان بنغمات شرقية وهذا يكفي. من المؤكد أني لست علي دراية بالغناء الخليجي، انما اللون المصري هو من صلب غنائنا اليومي ومن صلب ذاكرتنا اينما كنا في الوطن العربي. كما سبق واعدت غناء الكثير من التراث الغنائي المصري مثل الحلوة دي، يا حبيبي تعالي وغيرها. انما صحيح اني اقدم اغنية جديدة مصرية لأول مرة بصوتي. لقد اعجبت جدا بهذا اللحن الطربي بامتياز. كذلك نلمس تجددا كليا في اللغة النثرية في اغنية ليه . فماذا عنه؟ اعتدت منذ بداياتي مع الفنان مارسيل خليفة علي ايلاء النص الشعري الاهمية القصوي في الاغنية. انه نص غريب في صياغته وافكاره من كتابة الصديق المصري يسري الفخراني. اعرفه صحفيا لكني تفاجأت بأنه يملك كتابا يتراوح بين الخواطر والشعر وقد اخترت منه هذه المقطوعة الجميلة جدا. ويبدو ان اختياري اعجب هاني سبليني فكان هذا اللحن. جديدك في هذا السي دي اننا نلمس فرحا طاغيا علي روحه العامة؟ بعيدا عن الكثير من الفلسفة حول الموضوع اختصر لأقول انها الروح اللحنية لهاني سبليني. في الألحان التي تم التعاون بها في هذا السي دي ظهرت ديناميكية هاني سبليني الانسانية. انه يكتب الموسيقي بحيث تعبر عنه، انما لا يمكننا الغاء الشجن من شخصيته لكنه هذه المرة لم يعكسه في الحانه. هو في الغالب يكتب الموسيقي بنوع من الفرح. المس في ايقاعه نوعا من الوثبات. حتي عندما ينجز مقطوعة موسيقية تبقي روح الايقاع مسيطرة علي عمله. هل يختلف التعاون مع هاني سبليني عن التعاون مع مارسيل خليفة؟ مارسيل خليفة يطلب مني الراحة مع اللحن ويحملني مسؤولية اخراجه النهائي. في حين ان هاني سبليني يركز علي الايقاع ويلزم المغني بكل تفاصيل اللحن الذي ينجزه. هل بدأت التواؤم مع لحن هاني تماما كما تواءمت مع الحان مارسيل خليفة؟ المسافة بيننا لا تزال كبيرة. اعتبر اني مع هاني سبليني في مرحلة التجريب. وهذا لا يعني اني لست علي قناعة بالعمل انما العكس هو الصحيح. ولا شك بأن التجربة هذه المرة كانت أكثر راحة مما سبقها. بصراحة لست علي المسافة نفسها ما بين الحان مارسيل والحان هاني، اني لا زلت اقرب الي الاول. وفي السي دي ايضا لحن الي آخره لعبود السعدي، فكيف كان التعاون معه؟ اعتبره من اصعب الحان السي دي. عبود السعدي من الذين يصوغون الموسيقي ويلحظون وجود مسافات صوتية بين نغمة ونغمة. لدي السعدي نقلات موسيقية تشكل خليطا من الجاز والبوب والشرقي والبلوز. غناء هذا اللحن كان صعبا بالنسبة لي لأني اقارب هذا النوع من الالحان للمرة الاولي. اللافت خلو السي دي من لحن جديد لمارسيل خليفة؟ مارسيل يصارحني القول علي الدوام وهو يفضل بأن يكون تعاوننا ثنائيا ويحمل اسمينا فقط بحيث يكون هو المسؤول عنه من الألف الي الياء. وهذا لا يعني انه يقلل من اهمية غيره في الألحان بل العكس هو الصحيح. هل كان راضيا علي اعادة توزيع دارت القهوة ؟ سمعها وأبدي اعجابه لأن هاني سبليني لم يتلاعب بروح المقطوعة الموسيقية. مارسيل رغب بأن يتم الاحتفاظ بالسولو الطويل في نهاية الاغنية. الي آخره يمكن تصنيفه بالنص الشبابي. هل قاربت اميمة هذا النوع من الكلام بسهولة؟ انه شعر محمد العبدالله الذي سبق وغنيت له الكثير من النصوص. طلبت منه ان يعبر عن الانسان الثرثار الذي يجهل كيف يصمت، وكان هذا النص. ولست ادري لماذا رغبت بأن يصوغ لحنه عبود السعدي. ربما اخترته لأني اؤمن جدا بتجربته العميقة وبخلفيته الموسيقية المشبعة جدا. الي متي سوف تحافظ اميمة علي قالبها الفني الخاص بعيدا عن اية مقاربة لمتطلبات المرحلة علي الصعيد التجاري؟ اعتقد ان هذا الاختيار سوف يلازمني علي مدي الحياة. لو راودني التغير لكان ذلك حصل منذ زمن بعيد. لقد فات وقت التغيير برأيي. بصراحة كلمة السوق الفني ومتطلباته ليست موجودة في قاموسي. لا يعني لي الكثير ان يتعرف الناس في مكان عام الي مطربة صاعدة ومشهورة ويتجاهلني. لا ابحث عن تواجد مماثل في ساحة الغناء. لست في وارد المساومة علي قناعاتي بهدف ان يفسح لي ما يسمي بالسوق مساحة بين المتواجدين في ساحته. رغم معاكسة الظروف اؤمن جدا أني بالشكل الذي انا عليه وبالمضمون الذي يكون شخصيتي الفنية وبتاريخي احتفظ بمكانة خاصة جدا لا يمكن لأحد اقتحامها او منافستي عليها. فني ليس بعيدا عن الناس انه من صلبهم، انما المشكلة التي اواجهها هي في كيفية ايصال هذا الفن الي هؤلاء الناس. ما هي الظروف المعاكسة التي تقصدينها؟ في كل سي دي اواجه بظروف خارجة عن ارادتي. السي دي الاول ترافق مع ظروف شخصية منعتني من الاهتمام به. والسي دي الثاني نزل الي السوق وفي اليوم الثاني تحرر الجنوب اللبناني من الاحتلال، فلم يكن مناسبا ان اطل علي الاعلام لغناء يا حبيبي تعالي والجنوب ولبنان بأكمله يعيش فرحة التحرير. اما السي دي الحالي فقد طال به الزمن لأن شركة سوني اقفلت فرعها في لبنان. وكان القرار الاخير بأن انتجه علي حسابي علي ان تتولي توزيعه شركة إي ام أي حيث نزل ونحن في الظروف اللبنانية المعروفة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكني في مختلف الاحوال مرتاحة بما أقوم به حتي وان سبقني الجميع الي الظهور اليومي علي شاشة التلفزيون. اين انت من الفيديو كليب؟ صورت اغنية دارت القهوة من انتاجي لأني كنت مصرة علي تصوير لحن لمارسيل خليفة. احببت ان يكون هذا الشريط المصور نوعا من الاشباع الذاتي. كما صورت شركة التوزيع اغنية يا سيدي . لكني حتي هذه اللحظة ورغم عدد الاغنيات التي صورتها لم اشعر بأني امام افكار فنية فظيعة . لا شك بأن الصورة تشغل المشاهد عن الاساس وهو اللحن والصوت. __________________

Quote: أميمة الخليل ... والخروج من دائرة مارسيل خليفة - 19/02/2006 عرفت أميمة الخليل بالتزامها، شاركت مارسيل خليفة أحلى أيام النضال على مسارح عربية وعالمية، كتبت معه بالصوت من الذاكرة ما لا ينسى... طريق سارته على مهل، غنت فيه «يا بوليس الإشارة» و»عصفور طل من الشباك» و «شوارع بيروت» و «أحمد العربي»، وصولاً إلى «قلت بكتبلك» و «الكمنجات». في هذا المشوار، لم تخرج من دائرة مارسيل خليفة، فغرفت من وهجه وتميزه وارتبط اسمها بطيفه الغامر. منذ 6 سنوات، ارتدت الخليل ثوباً جديداً، فظهرت في «يا حبيبي تعالى الحقني» لأسمهان في إعادة توزيع وأداء بدا غريباً على من عشقوا صوتها الطفولي. محت أميمة بشعرها الأحمر صورة البراءة «التي أراد الناس أن أكونها»، إطلالة لا بد من وإنها شكلت مفصلاً بارزاً في حياتها الفنية. في شكلها الجديد لا تبحث أميمة عن هوية، هي المندفعة إلى التجريب من دون البحث عما يلائم الجمهور ويناسبه، وإنما بالارتكاز على مخزون فني هائل مما تركه واضعو الخطوط العريضة في الموسيقى العربية أمثال الرحابنة وسيد درويش وعبدالوهاب وسواهم. وانطلاقاً من خبرة طويلة في الغناء وتلاوينه ومقاماته، لا تكمل خط مارسيل خليفة، إنما تغوص في مشاعر وهموم حياتية بسيطة بعيدة من المثالية، تشبه أميمة نفسها بما لديها من عفوية وبساطة. وتقول: «أريد قول كلمات أخرى والتعبير عن قضايا وأحاسيس جديدة وإنما بأسلوب مختلف»، أوّد صنع تجربة خاصة، والاحتكاك المباشر بجمهور طالما كان حاضراً بقوة في حفلات خليفة، ولا يعرف ما إذا كان سيظل وفياً لأميمة كما اعتادته دائماً. على المسرح في عملها مع هاني سبليني، زوجها وموزع أغانيها موسيقياً تنتقل أميمة إلى طرح مختلف. على المسرح اليوم كل شيء اختلف، وكأن روح سبليني المشبعة بالتصوير طغت نوعاً ما على الشكل العام لأميمة والفرقة. باتت هي أكثر حركة، لمّاعة، ومتأنقة بأزياء شرقية وألوان وحلي، وبدت الفرقة من خلفها أكثر مرحاً وانفلاتاً من جدية خليفة. تدخل أميمة عالم هاني سبليني الذي ارتكز فيه على موسيقى إلكترونية «لا تتوجه إلى هواة الرقص»، على عكس السائد، إنما تعالج نصوصاً جادة في شكل لم يتطرق إليه سوى قلّة معدودة من موسيقيي اليوم، بما يستخدمه من مؤثرات صوتية وطريقة توزيع وآلات. ويصبح صوتها، بمرونته وأنوثته، آلة تنضم إلى مثيلاتها ضمن فرقة محدودة العدد نسبياً، لكنها تؤدي بحنكة من دون خلل أو نقص، كأن تُعزف أغنية «الكمنجات» على المسرح من دون كمنجات. وهي، وإن لم يُراع في كتابتها أصلاً هذا الأمر، إلا أن مارسيل خليفة وزعها في شكل اعتمد إلى حد بعيد على حضور آلة الكمنجة بأحجامها المختلفة، الأمر الذي استعاض عنه سبليني - لأسباب إنتاجية - بآلات النفخ والوتريات والبيانو. مقارنة واستقلالية لم تكن لهاني سبليني تجارب بارزة كثيرة سابقة، إذ اكتفى حتى تعامله مع أميمة بالموسيقى التصويرية لأفلام وبرامج وإعلانات متنوعة. وجاءت المحاولة الجدية الأولى للتلحين مع أغنية «مرات مدري كيف» كلمات محمد العبدلله، كتبها بإيحاء من أميمة نفسها «على اعتبار أنها تحكي قصتنا هاني وأنا». واستتبعت بأغان عدة مثل «ليه» باللهجة المصرية، و «أيام»، و «شب وصبية»... سبليني طرح نفسه في هذه الأغاني كحالة جديدة، لكنه ما لبث أن أطل على سيد درويش في أغنية «يا سيدي» التي حاول فيها إعادة الذاكرة إلى «زوروني» و «الحلوة دي» اللتين غنتهما الخليل في معظم حفلاتها القديمة والحالية. لا يمكن المقارنة بين ما أدته أميمة من أعمال لمارسيل خليفة وما تؤديه اليوم. فعدا عن اختلاف الخط الذي يعمل في إطاره كل من الملحنين، فإن هاني سبليني المحترف في صناعة الموسيقى التصويرية دخل عالم التلحين الغنائي من أصعب أبوابه. وفي حين تشعر أميمة قرب مارسيل بأمان الناجح سلفاً، والواصل حكماً إلى قلوب الملايين من عشاق مدرسة خليفة في الغناء، مرتكزة على مكانة خليفة في وجدان وذاكرة الشعب العربي، وقاعدة جماهيرية جاهزة سلفاً لحضور حفلاته أينما وجدت وبغض النظر عما قدم فيها. لذا، عليها الآن أن تعيد، وهاني سبليني، طرح نفسيها، كحالة لها شيء من الاستقلالية والخصوصية، خصوصاً أنها تدخل مجالاً من التجريب لا تعرف وجهته المحددة بعد. قدمت أميمة الخليل أخيراً مجموعة من الحفلات في بيروت، تاق فيها الحضور الكثيف إلى صوت أميمة محاولاً رصد أبعاده الجديدة، وتمايل شوقاً وطرباً على نغمات يعرفها. وغنت مساء أمس في قاعة حسام الدين الحريري في صيدا.

Quote: لا ابحث عن تواجد مماثل في ساحة الغناء. لست في وارد المساومة علي قناعاتي بهدف ان يفسح لي ما يسمي بالسوق مساحة بين المتواجدين في ساحته. رغم معاكسة الظروف اؤمن جدا أني بالشكل الذي انا عليه وبالمضمون الذي يكون شخصيتي الفنية وبتاريخي احتفظ بمكانة خاصة جدا لا يمكن لأحد اقتحامها او منافستي عليها. فني ليس بعيدا عن الناس انه من صلبهم، انما المشكلة التي اواجهها هي في كيفية ايصال هذا الفن الي هؤلاء الناس.

Quote: يا سلام على القناعة المُتفرِّدة شُكراً يا عادِل .. وشُكراً يا أميمة الخليل