من قتل حسن البنا ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2008, 09:25 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من قتل حسن البنا ؟

    صحيفة صوت الأمة


    ضد الأغلال

    من قتل حسن البنا ؟

    خالد عويس

    [email protected]



    - بعد خمسة عقود على مقتله، عاد ملف مؤسس جماعة (الإخوان المسلمين) إلى واجهة الأحداث مرة أخرى !

    - فالقيادي في الجماعة، محمد نجيب، وهو للمناسبة، ولمن لا يعرفونه، الوحيد الباقي من الرعيل الأول في الجماعة، فجر مفاجأة كبيرة، و(متأخرة جدا) عندما أكد أن (الملك فاروق) و(حكومته) بريئون من دم البنا !!

    - كلام محمد نجيب مخالف لكلّ ما ظل يطرحه الإخوان المسلمون منذ نهاية الأربعينات وإلى اليوم !

    - وهو يفتح الباب واسعا أمام أسئلة كالسيل عن حقيقة الاتهامات التي ظلت تكال إلى الملك فاروق وأركان حكومته !

    - كما يفتح الباب أمام أسئلة تحاصر محمد نجيب نفسه، لماذا صمت طيلة هذه الفترة ؟

    - ولماذا تحدث الآن ؟

    - نجيب ألقى بحجر تصريحاته الخطيرة هذه، في بركة السكون، من خلال تصريحات خصّ بها موقع قناة (العربية) على الانترنت !

    - ويبقى مطلوبا أن تسعى الجماعة في مصر لكشف الملابسات كاملة حول هذا الأمر.لأن اغتيال البنا أثّر إلى درجة كبيرة في تاريخ المنطقة.

    - نجيب كشف في تصريحاته أن البنا كان يرتبط بعلاقة وصفها أنها (جيدة جدا) بالملك فاروق، (لدرجة أنه يوم زواجه سنة 1937 قامت الجوالة الاخوانية، بأوامر من البنا، وهتفت للملك وبعدها توطدت العلاقات بينهما) !!

    - نجيب أضاف: (الإخوان كانوا أيضا على علاقة جيدة برئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكى على ماهر وحدثت بينهم بالفعل عدة لقاءات ومقابلات ولكنها غير مشهورة، ولم تشر اليها الكتابات الخاصة بالإخوان أو غيرهم) !!

    - نجيب زاد أن الملك فاروق كان (متعاطفا)..نعم (م..ت..ع..ا..ط..ف..ا) مع الإخوان !

    - مراسلة (العربية نت) النابهة، أميرة فودة، سألت محمد نجيب، عن تناقض كلامه هذا مع كتابات الإخوان حول علاقتهم بالملك فاروق، واعتبارهم إياه المتهم الرئيس فى عملية الاغتيال، فماذا كانت إجابته ؟

    - قال محمد نجيب: (هذا رأيي فى الملك فاروق ولدي ما يدعمه، واعتذر لقيادات الاخوان لأننى أعرف جيدا انهم لا يتفقون معي فيه، بل وربما يثير هذا الرأي مشاكل داخل الجماعة) !!

    - أمام جماعة الإخوان المسلمين التي طالما أشارت إلى أن زعيمها قتل بواسطة زبانية الملك فاروق، أمامها خيارات محدودة، إما اتهام محمد نجيب بأنه (كاذب) أو (مخرف)، أو الاعتراف بأنها أخطأت بحق الملك فاروق ونسبت إليه جريمة لم يقترفها، أو الاعتراف بأن معلوماتها حول الجريمة كانت ناقصة، أو الاعتراف بأنها (ضللت) الرأي العام لنصف قرن !!

    - دعونا نتابع أقوال محمد نجيب: (الحقيقة لابد وان تظهر مهما مرت السنوات، فالملك فاروق كان له دور كبير جدا مع الإخوان، ولكن للأسف الشديد لم يتكلم أحد عن حقيقة هذا الدور لأسباب مجهولة فى نظري) !!

    - ويواصل : (الاخوان اتهموا فاروق بأنه وراء قتل البنا، فكيف يتكلمون عنه فى كتاباتهم بعد ذلك. الحقيقة المؤكدة أن الملك فاروق بريء من هذا الاتهام، وبريء من دم البنا، ولم يشارك أو يسعى فى قتله، وهذا لا يعرفه الا عدد قليل جدا من قيادات الإخوان مات معظمهم ولم يتبق منهم الا القليلون).

    - وختم نجيب بـ(هؤلاء لا اعتقد انهم يريدون ان يتكلموا فى الأمر، أو يفتحوا لغز مقتل البنا من جديد) !!

    - ونحن من جانبا نسأل، لماذا؟ لماذا لا يريدون أن يكشفوا للرأي العام عن هذا اللغز الكبير ؟
                  

02-27-2008, 09:41 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا قتلوا حسن البنا ؟! (Re: خالد عويس)

    الاخ خالد عويس
    شكرا للاهتمام بالكتابة عن الامام الشهيد الذى مازال يلهم الاجيال
    http://www.hassanalbanna.com/#top



    في مغرب يوم حزين من شهر فبراير .. أمسك التاريخ قلمه ليسطر بدماء الشهيد ملحمة الخلود والفخار ، ويلحق بالقتلة اللعنة والعار، لأنهم أسكتوا قلبا طاهرا في دنيا البشر ، لينبض في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
    وكان الشهيد هو” حسن البنا” ولنا أن نسأل :
    لماذا قتلوا حسن البنا ؟!

    ألأنه هو البطل الشجاع الذي دق صدره وقال” ها أنذا”.. وأمسك المصحف وهتف بأعلي صوته”الطريق من هنا” وأعلن لكل الناس” أن الاسلام معني شامل ينتظم شئون الحياة جميعا ويفتي في كل شأن منها ويضع له نظاما محكما دقيقا ولا يقف مكتوفا أمام المشكلات الحيوية والنظم التي لا بد منها لإصلاح الناس”. ؟
    ألأنه المؤمن بالله الواثق من نصره وتأييده فهتف” ادع الينا فقد أبرمنا أمرا ، واجمع علينا الناس فسنتلو عليهم ذكرا ، سنطبب المريض بدوائنا ، وسننفخ في الجبان من روحنا ، صمت أذن الدنيا إن لم تسمع لنا ، الله غايتنا ، الرسول زعيمنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا” .
    ألأنه كان صادقا مع الله ووفي بعهده معه حين سجل في موضوع تعبيره الشهير أن آماله” أن أكون مرشدا معلما إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار ومعظم العام ، قضيت ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم ومنابع سعادتهم ومسرات حياتهم تارة بالخطابة والمحاورة وأخري بالتأليف والكتابة وثالثة بالتجول والسياحة” .
    وعد من وسائله كذلك ” نفسا بعتها لله صفقة رابحة وتجارة بمشيئته منجية، راجيا قبولها، سائلا إتمامها " ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " ؟ .
    ألأنه كان مثقف الفكر واسع الاطلاع ، وقد أحصي أحد الباحثين مكتبته فوجدها شملت خمسة وعشرين مجالا من مجالات العلم وتحصيل المعرفة ، وكان يتابع أربعة عشرة دورية تبدأ بالعروة الوثقي للأفغاني ومحمد عبده وتنتهي بمجلة المختار” ريدرز دايجست”، وحينما سأل الباحث ابنه، أخبره أن هذه هي نصف مكتبة الإمام الشهيد فقط !!.
    ألأنه أسس ألفي شعبة في القطر المصري كله كانت كل ، واحدة بمثابة مدارس للوطنية والجهاد والكفاح ، وكانت إحياء للرجولة والفتوة وتنوبرا للأذهان بحقيقة مايدور في الموقف السياسي ، فربت جيلا جديدا يلتهب وطنية وحماسا وعلي أتم استعداد لبذل روحه وماله وكل ما يملك في سبيل الدفاع عن وطنه وكرامته.
    ألأنه أعلن أن غاية فكرته” تنحصر في تكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الاسلام الصحيح يعمل علي صبغ الامة بالصبغة الإسلامية الكاملة في كل مظاهر حياتها " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة “ ... فأخرج المارد الاسلامي من القمقم وأنطقه علي لسانه وبث روحه في تلاميذه موضحا لهم أنهم” روح يسري في قلب هذه الامة فيحييه بالقرآن ، ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله عز وجل ، وصوت داو يعلو مرددا دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم”.؟
    ألأنه عاش آلام قومه ومأساة امته وعرف” أنهم ضحايا الفقر المنهك والمرض المهلك ، وأنهم ضحايا لظروف أكبر منهم وأكبر من طاقتهم ، ولقد امتصت طاقتهم قوي كثيرة تسلطت عليهم فقهرتهم وسلبت أموالهم وأرزاقهم وامتصت دماءهم وأذلتهم وخوفتهم وحرمتهم من الحد الأدني من الحياة الإنسانية”؟
    فرأي فيه الشعب” مخلصا “ يقودهم الي أعتاب الحرية ، فصار ملء السمع والبصر كما وصفه إحسان عبد القدوس سنة 1945 :” رجل يتبعه نصف مليون” .. فقال:” اركب سيارة أجرة وقل للسائق” الاخوان المسلمون يا أسطي” ولا تزد ، لن يلتفت اليك السائق ليسألك ماذا تقصد” بالإخوان المسلمين” ، ولا أين تقع هذه الدار التي يطلق عليها هذا الاسم ، بل سيقودك إلى هناك دون سؤال بعد أن يرحب بك بإبتسامه لم تتعود أن تراها علي وجوه سائقي السيارات الأجرة ، وقد يرفض ان يتناول أجرا ، ولا شك أنه سيحملك بسلامه إلى فضيلة المرشد العام الاستاذ حسن البنا”.
    ألأنه كان اماما عجيبا “ يحسب عمره بالدقائق لا بالساعات، وفوق تراب مصر وحدها شق طريقه الي عشرات المدن وآلاف القري، فتحدث إلى الناس في ثلاثة آلاف قرية علي الأقل وهو يزرع الحب بالابتسامة الرقيقة ، ويصنع اليقين بالإقناع الهادئ ، ويتجاوز الخلافات برفض الجدل وتعليق الناس بالجوهر لا بالمظهر وتقديم الأهم علي المهم .. وقبل ذلك وبعده تقوي الله عز وجل والإعداد للقائه وردد دائما " أن إفناء في الحق هو عين البقاء ".. ؟
    ألأنه إنضم تحت لوائه خمسة وسبعون ألف جوال نظفت الشوارع ، وأعدت فوانيس الإضاءة وعملت مجالس مصالحات للمتخاصمين وشجعت الشباب علي خدمة وطنهم ، وقوت أواصر الترابط بين أبناء القري والمدن بعد أن عمت الخنوثة والميوعة .. وعندما اشتد وباء الملاريا في الصعيد كانت” جوالة الاخوان” في المقدمة مع المسئولين .. وعندما إشتد وباء الكوليرا “ 1947 “ في الوجه البحري وكان كثير من المسئولين يفرون من خطر الموت وضعت جوالة الإخوان سبعين ألفا تحت إمرة المسئولين وقد كان لدقة إتصالاتهم وسرعتهم في تبليغ الحالات وتلقي التعليمات والتوجيهات أثرا كبيرا في نجاح المقاومة ووقف تيار الوباء ، وهذا ما أعلنه وزير الصحة آنذاك” نجيب اسكندر”.
    ألأنه دعا إلي” تنمية الثروة القومية وحمايتها وتحريرها ” وأعلن أن من واجبات الأخ العامل” أن يخدم الثروة الإسلامية فيشجع الصناعات والمنشآت الاقتصادية الاسلامية” .. وقال” أنه حرام علي أمة تقرأ في كتابها من الثناء علي داود عليه السلام " وألنا له الحديد ، أن اعمل سابغات وقدر في السرد " .. ونقرأ " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم "، ثم لا يكون فيها مصنعا للسلاح ومسابك وشركات” .
    ولم يكن كلاما يقال وكفي، بل أنشأ” شركة المعاملات الإسلامية، والشركة العربية للمناجم والمحاجر، وشركة الإخوان للطباعة والصحافة، وشركة الإخوان للغزل والنسيج، وشركة التجارة والاشغال الهندسية، وشركة الإعلانات العربية، وشركة التوكيلات التجارية...” وكلها شركات مساهمة ورأس مالها قارب النصف مليون جنيه، فأصلح البلاد وأسعد العباد وأحس الناس بحلاوة الاسلام وأنه حقا نظام شامل للحياة .
    ألأنه لم يركع لهم ويشاركهم خبزهم المخلوط بدماء أمته ووجدوا فيه رجلا فذا كـ” حمزة” و” جعفر” ، فحين نقلوه من الاسماعيلية إلى قنا لم يحتج ولم يتعطف، وشد الرحال وكأنه علي موعد، وشمر عن ساعده ونشر فكرته في المنطقة حتي بلغ عدد” الشعب” خمسين شعبة ... وحين عرضوا عليه المال الوفير نظير حديث في إذاعة، رفض في إباء ، وحين عرضوا عليه وزارات قرر” نحن طلاب حقيقة ، نحن جند الحق وحراس كتاب... أقيموها إسلامية بكتاب الله وسنة رسوله وعندها نقف علي أبوابكم حراسا لكم" ؟! ..
    ألأنه كان طرازا فريدا في الوطنية وحب الوطن، لم يألفه من أبرموا مواثيق الذل وصكوك العبودية ؟!


    ففي إبان محنة الاضطهادات والاعتقالات بعد حل” الجماعة” حدث الإخوان بقصة الطفل الذي اختصمت فيه امرأتان الي سليمان الحكيم وادعت كل منهما بنوته ، فحكم بشطره نصفين بينهما ، فوافقت المرأة التي لم تلده علي قسمته بينما لم توافق الأم الحقيقية وتنازلت عن نصيبها في إبنها نظير أن يظل متمتعا بحياته ، وكان يعقب بقوله” إننا نمثل نفس الدور مع هؤلاء الحكام ، ونحن أحرص منهم علي مستقبل هذا الوطن وحريته ، فتحملوا المحنة ومصائبها، وسلموا أكتافكم” للسعديين” ليقتلوا ويشردوا كيف شاءوا ، حرصا علي مستقبل وطنكم وإبقاء علي وحدته واستقلاله”.

    ألأنه كان الملهم الموهوب ، وكأنه يري بعين المستقبل ، فقد سأله أحد الصحفيين : لماذا حلت جماعة الاخوان ؟

    أجاب :” رغبة الحكومات العربية في إنهاء قضية فلسطين ولو علي غير ما تريد الشعوب”

    الأنه كان:

    البحر من أي النواحى آتيته

    فلجته المعروف والجود ساحله ؟

    فكان عفيف اللسان ، قال الإمام الهضيبي :

    “ اقسم أني التقيت به وعاشرته ، فما سمعت منه كلمة فيها مغمز في عرض أحد أو دين أحد ، حتي من أولئك الدين تناولوه بالايذاء والتجريح في ذمته ودينه”

    وكان رجل الحب ، فكان يردد” سنقاتل الناس بالحب” ، بل كانت البيعة التي صاغها علي” الاستقامة والمحبة والثبات علي الدعوة”وجعل لقاء الإخوان لقاء” قلوب” التقت علي الطاعة وتوحدت علي الدعوة وتعاهدت علي نصرة الشريعة.

    وكان الرجل الذي لا يخذل أخاه ، فعندما تقدم للترشيح لمجلس النواب المرة الاولي استدعاه النحاس وقال له” الإنجليز يرفضون دخولك مجلس النواب ، حتي لو استدعي الامر عندهم إلى إلغاء المجلس كله ، فلا تحرجني مع الانجليز”.

    فاستجاب” البنا” في هدوء.

    وكان الرجل الذي لا يظلم، ويمد يده بالحسني والبر والتقوي للأقباط حتي أن لويس فانوس من زعماء الاقباط كان من المداومين علي حضور درس الثلاثاء ، وهو كذلك الذي أفسح صحيفة الاخوان " للقمص سرجيوس " ، وحتي عندما أغتيل ومنعت الحكومة أن يشيع في جنازة لم يمش وراءه إلا رجلان هما والده " ومكرم عبيد " الزعيم القبطي..

    ألأنه كنز فريد .. والشرق علي عادته لا يجيد الاحتفاظ بكنوزه؟ .

    هذا هو " حسن البنا " الذي قتلوه

    لقد قتلوا أخطر داعية ، والآن فان الغرس الذي غرسه قد نما وترعرع ، وصارت دعوته إلى كتاب الله مستقرة في القلوب، وصار تلاميذه يعلمون الناس ماعلم ، ويلهمونهم ما ألهم، وزاد عددهم علي البأساء والضراء ، حتي أصبحوا أقوي جلدا مما كانوا عليه، وأعرف بشئون الحياة وأصبر علي المظالم وأعلم، أعداء دعوتهم أكثر من أنصارهم فأعدوا أنفسهم لكفاح طويل في سبيلها .

    ولقد صار إسم " الاخوان المسلمين " إسما لا يعبر عن منظمة في مصر ، وإنما عنوانا لنهضة الاسلام وبعثه وحيويته في جميع البلاد الإسلامية من المحيط الي المحيط.

    والله غالب علي امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..


                  

02-27-2008, 09:50 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    رحم الله الإمام البنا و أجزل له العطاء. يوم قام يدعو الناس إلى الإسلام بشموله و وسطيته كان عمره اثنين و عشرين عاما و لم يهدأ له بال بعدها حتى لقي ربه شهيدا بإذن الله و لما يبلغ الخمسين.
                  

02-27-2008, 09:56 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: Elawad)

    الاخ العوض

    الامام البنا علم من اعلام الاسلام لم يؤلف كتبا بل الف رجال
    رائد تيار الوسطية و ملهم الاجيال
    ارأيت الرجل حين يكون امة لوحده ذاك البنا (لا نزكيه على الله)
                  

03-01-2008, 08:47 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: Elawad)

    .....
                  

03-01-2008, 09:01 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: kamalabas)

    ما يكون قتلو خالد عويس عشان كدة زاغ من البوست بتاعو
                  

02-27-2008, 09:59 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    عذرا أخي خالد عويس سوف أعود للمتن ولكني أستميحك عذرا في أن أنزل هذه
    المادة ردا علي ما نقله الاخ وائل السيد من مقال أنشائ رومانسي
    عن حسن وهو ما قد يجير ويخفي الوجه الحقيقي للجماعة التي عبر عن سيد قطب
    التكفير .....
    ........سيد قطب تكفيري ..وهاك الدليل....... من كتاب معالم في الطريق.
    .........( ولكن ما هو " المجتمع الجاهلي " ؟ وما هو منهج الإسلام في مواجهته ؟
    إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا : إنه هو كل مجتمـع لا يخلص عبوديته لله وحده .. متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي ، وفي الشعائر التعبدية ، وفي الشرائع القانونية ..
    وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار " المجتمع الجاهلي " جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً !!
    تدخل فيه المجتمعات الشيوعية .. أولاً : بإلحادها في الله - سبحانه - وبإنكار وجـوده أصلاً ، ورجع الفاعلية في هذا الوجود إلى " المادة " أو " الطبيعة " ، ورجع الفاعلية في حياة الإنسان وتاريخه إلى " الاقتصاد " أو " أدوات الإنتاج " ، ثانياً " : بإقامة نظام العبودية فيه للحزب - على فرض أن القيادة الجماعية في هذا النظام حقيقة واقعة ! - لا لله سبحانه ! ثم ما يترتب على ذلك التصور وهذا النظام من إهدار لخصائص " الإنسان " وذلك باعتبار أن " المطالب الأساسية " له هي فقط مطالب الحيوان ، وهي : الطعام والشراب والملبس والمسكن والجنس ! وحرمانه من حاجات روحه " الإنساني " المتميز عن الحيوان ، وفي أولها : العقيدة في الله ، وحرية اختيارها ، وحرية التعبير عنها ، وكذلك حرية التعبير عن " فرديته " وهي من أخص خصائص " إنسانيته " . هذه الفردية التي تتجلى في الملكية الفردية ، وفي اختيار نوع العمل والتخصص ، وفي التعبير الفني عن " الذات " إلى آخر ما يميز " الإنسان " عن " الحيوان " أو عن " الآلة " إذ أن التصور الشيوعي والنظام الشيوعي سواء ، كثيراً ما يهبط بالإنسان عن مرتبة الحيوان إلى مرتبة الآلة !
    وتدخل فيه المجتمعات الوثنية - وهي ما تزال قائمة في الهند واليابان والفلبين وأفريقية - تدخل فيه - أولاً : بتصورها الاعتقادي القائم على تأليه غير الله - معه أو من دونه - وتدخل فيه ثانياً : بتقديم الشعائر التعبدية لشتى الآلهة والمعبودات التي تعتقد بألوهيتها .. كذلك تدخل فيه بإقامة أنظمة وشرائع ، المرجع فيها لغير الله وشريعته . سواء استمدت هذه الأنظمة والشرائع من المعابد والكهنة والسدنة والسحرة والشيوخ ، أو استمدتها من هيئات مدنية " علمانية " تملك سلطة التشريع دون الرجوع إلى شريعة الله .. أي أن لها الحاكمية العليا باسم ( الشعب ) أو باسم ( الحزب ) أو باسم كائن من كان .. ذلك أن الحاكمية العليا لا تكون إلا لله سبحانه ، ولا تزاول إلا بالطريقة التي بَلَّغها عنه رسله .
    وتدخل فيه المجتمعات اليهودية والنصرانية في أرجاء الأرض جميعاً .. تدخل فيه هذه المجتمعات أولاً : بتصورها الاعتقادي المحرَّف ، الذي لا يفرد الله - سبحانه - بالألوهية بل يجعل له شركاء في صورة من صور الشرك ، سواء بالبنوة أو بالتثليث ، أو بتصور الله سبحانه على غير حقيقته ، وتصور علاقة خلقه به على غير حقيقتها :
    { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } .. [ التوبة : 30 ]
    { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ... [ المائدة : 63 ]
    { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } ... [ المائدة : 64 ]
    { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ } ... [ المائدة : 18 ]
    وتدخل فيه كذلك بشعائرها التعبدية ومراسمها وطقوسها المنبثقة من التصورات الاعتقادية المنحرفة الضالة .. ثم تدخل فيه بأنظمتها وشرائعها ، وهي كلها لا تقوم على العبودية لله وحده ، بالإقرار له وحده بحق الحاكمية ، واستمداد السلطان من شرعه ، بل تقيم هيئات من البشر ، لها حق الحاكمية العليا التي لا تكون إلا لله سبحانه .. وقديماً وصمهم الله بالشرك لأنهم جعلوا هذا الحق للأحبار والرهبان ، يشرعون لهم من عند أنفسهم فيقبلون منهم ما يشرعونه :
    { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } .. [ التوبة : 31 ]
    وهم لم يكونوا يعتقدون في ألوهية الأحبار والرهبان . ولم يكونوا يتقدمون لهم بالشعائر التعبدية ، إنما كانوا فقط يعترفون لهم بحق الحاكمية ، فيقبلون منهم ما يشرعونه لهم ، بما لم يأذن به الله ، فأولى أن يوصموا اليوم بالشرك والكفر ، وقد جعلوا ذلك لناس منهم ليسوا أحباراً ولا رهباناً .. وكلهم سواء ..
    وأخيـراً يدخل فـي إطار المجتمـع الجاهلـي تلك المجتمعات التـي تزعم لنفسهـا أنها " مسلمة " ! .
    وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .
    والله سبحانه يقول عن الحاكمين :
    { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } .. [ المائدة : 44 ]
    ويقول عن المحكومين :
    { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... } إلى أن يقول { ... فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .. [ النساء : 60 - 65 ]
    كما إنه - سبحانه - قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده ، واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه ، لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم " مسلمون " لناس منهم ! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء . فهذه كتلك خروج من العبودية لله وحده ، فهي خروج من دين الله ، ومن شهادة أن لا إله إلا الله .
    ! .
    وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .
    والله سبحانه يقول عن الحاكمين :
    { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } .. [ المائدة : 44 ]
    ويقول عن المحكومين :
    { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... } إلى أن يقول { ... فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .. [ النساء : 60 - 65 ]
    كما إنه - سبحانه - قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده ، واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه ، لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم " مسلمون " لناس منهم ! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء . فهذه كتلك خروج من العبودية لله وحده ، فهي خروج من دين الله ، ومن شهادة أن لا إله إلا الله . ............
    وأخيـراً يدخل فـي إطار المجتمـع الجاهلـي تلك المجتمعات التـي تزعم لنفسهـا أنها " مسلمة " ! .
    وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .
    والله سبحانه يقول عن الحاكمين :
    { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } .. [ المائدة : 44 ]
    ويقول عن المحكومين :
    { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... } إلى أن يقول { ... فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُ..وكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .. [ النساء : 60 - 65 ] .....كما إنه - سبحانه - قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده ، واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه ، لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم " مسلمون " لناس منهم ! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء . فهذه كتلك خروج من العبودية لله وحده ، فهي خروج من دين الله ، ومن شهادة أن لا إله إلا الله

    وهذه المجتمعات بعضها يعلن صراحة " علمانيته " وعدم علاقته بالدين أصلاً ، وبعضها يعلن أنه " يحترم الدين " ولكنه يخرج الدين من نظامه الاجتماعي أصلاً ، ويقول : إنه ينكر " الغيبية " ويقيم نظامه على " العلمية " باعتبار أن العلمية تناقض الغيبية ! وهو زعم جاهل لا يقول به إلا الجهال ( ) وبعضها يجعل الحاكمية الفعلية لغير الله ويشرع ما يشاء ثم يقول عما يشرعه من عند نفسه : هذه شريعة الله ! .. وكلها سواء في أنها لا تقوم على العبودية لله وحده ..
    وإذا تعين هذا ، فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة :
    إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في اعتباره .
    إن الإسلام لا ينظـر إلى العنوانات واللافتات والشارات التي تحملها هذه المجتمعات على اختلافهـا .. إنها كلها تلتقي في حقيقة واحدة .. وهي أن الحياة فيها لا تقـوم على العبودية الكاملة لله وحده . وهي مـن ثم تلتقي - مع سائر المجتمعات الأخرى - فـي صفة واحدة .. صفة " الجاهلية
                  

02-27-2008, 10:01 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    سيد قطب هو رائد
    مدرسة التكفير وقد أحرج حتي من يشاطره ذات الفكر:
    شهادات على سيد قطب وأتباعه بتكفير المسلمين

    شهادات على سيد قطب وأتباعه بتكفير المسلمين:

    1 – شهادة القرضاوي على سيد قطب وكتبه بالتكفير:

    قال القرضاوي في كتابه "أولويات الحركة الإسلامية"([1]):

    "في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب، التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع، وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره، وإحياء الاجتهاد، وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع، وقطع العلاقة مع الآخرين، وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة، والإزراء بدعاة التسامح والمرونة، ورميهم بالسذاجة والهزيمة النفسية أمام الحضارة الغربية، ويتجلى ذلك أوضح ما يكون في تفسير "في ظلال القرآن" في طبعته الثانية، وفي "معالم في الطريق"، ومعظمه مقتبس من الضلال، وفي "الإسلام ومشكلات الحضارة"، وغيرها، وهذه الكتب كان لها فضلها وتأثيرها الإيجابي الكبير؛ كما كان لها تأثيرها السلبي"([2]).

    وقد قاوم هذا الفكر الأستاذ الهضيبي وآخرون في أبحاث أشرف عليها الهضيبي في كتاب "دعاة لا قضاة".

    وقاومه الأستاذ أبوالحسن الندوي في كتابه "التفسير السياسي".

    وقاومه العلامة المحدث ناصر الدين الألباني، وكثير من علماء المسلمين.

    نسأل الله أن يبصر الأمة وشبابها بالحق في كل ميادين الإسلام، وأن يجنبهم الغلو والباطل في كل مجال.

    2 – شهادة فريد عبد الخالق (أحد كبار الإخوان المسلمين) على سيد قطب وأتباعه بأنهم يكفرون المسلمين:

    قال في كتابه "الإخوان المسلمون في ميزان الحق"([3]): "ألمعنا فيما سبق إلى أن نشأة فكر التكفير بدأت بين شباب بعض الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، وأنهم تأثروا بكفر الشهيد سيد قطب وكتاباته، وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية، وأنه قد كفر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله، ومحكوميه إذا رضوا بذلك"([4]) اهـ.

    ويقول فريد عبد الخالق:

    "إن أصحاب هذا الفكر وإن تعددت جماعاتهم، يعتقدون بكفر المجتمعات الإسلامية القائمة، وجاهليتها جاهلية الكفار، قبل أن يدخلوا في الإسلام في عهد الرسول e، ورتبوا الأحكام الشرعية بالنسبة لهم على هذا الأساس، وحددوا علاقاتهم مع أفراد هذه المجتمعات طبقاً لذلك، وقد حكموا بكفر المجتمع لأنه لا يطبق شرع الله، ولا يلتزم بأوامره ونواهيه، ومنهم من قال بعدم كفر مخالفيهم ظاهرياً، وقالوا بنظرية (المفاصلة الشعورية)، فأجاز هذا الفريق الصلاة خلف الإمام الذي يؤم المصلين المسلمين في سجونهم ومتابعته في الحركات دون النية، وقالوا بعدم تكفير زوجاتهم، وأجلوا كفرهم([5]) على أساس نظرية (مرحلية الأحكام)، وأنهم في عصر الاستضعاف – أي: العهد المكي – بأحكامه التي نزلت إبانه، فلا تحرم المشركات ولا الذبائح ولا تجب صلاة الجمعة ولا العيدين ولا يجوز الجهاد، ويكفرون من لم يؤمن بفكرهم، وأخذوا ببعض أساليب الباطنية في (التقية)، ألا يذكروا أسرار معتقداتهم لغيرهم، ويظهرونها لخواصهم وأتباع فكرهم، وذلك عندهم ضرورة حركية.

    وطائفة تمسكت بالمفاصلة الصريحة، وكفرت مخالفيهم ومن كان معهم، ومنهم جماعة الإخوان المسلمين، ومرشدهم، وآباؤهم، وأمهاتهم، وزوجاتهم، وهم جماعة (التكفير والهجرة)، الذين يسمون أنفسهم (جماعة المؤمنين)"([6]).

    3 – شهادة علي جريشة (وهو من كبار الإخوان المسلمين):

    قال بعد أن تحدث عن غلو الخوارج وتكفيرهم لعلي وأصحابه:

    "وفي الحديث انشقت مجموعة على جماعة إسلامية كبيرة إبان وجودهم في السجون... ومع ذلك لجأت تلك المجموعة إلى تكفير الجماعة الكبيرة؛ لأنها لا تزال على رأيها في تكفير الحاكم وأعوان الحاكم ثم المجتمع كله، ثم انشقت المجموعة المذكورة إلى مجموعات كثيرة، كل منها يكفر الآخر"([7]).

    كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية في سياق حديثه عن الحكم بغير ما أنزل الله:

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

    "وقال: ]وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ[([8])، ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر، فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير اتباع لما أنزل الله؛ فهو كافر؛ فإنه ما من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل، وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم، بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله، كسوالف البادية، وكأوامر المطاعين فيهم، ويرون أن هذا هو الذي بنبغي الحكم به دون الكتاب والسنة، وهذا هو الكفر؛ فإن كثيراً من الناس أسلموا، ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم، التي يأمر بها المطاعون؛ فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم إلا بما أنزل الله، فلم يلتزموا ذلك، بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله؛ فهم كفار، وإلا كانوا جهالاً كمن تقدم أمره، وقد أمر الله المسلمين كلهم إذا تنازعوا في شيء أن يردوه إلى الله والرسول، فقال تعالى: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا[([9])، وقال تعالى: ]فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([10]).

    فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم؛ فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسوله باطناً وظاهراً، لكن عصى واتبع هواه؛ فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة، وهذه الآية مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله، ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله، وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هاهنا، وما ذكرته يدل عليه سياق الآية، والمقصود أن الحكم بالعدل واجب مطلقاً في كل زمان ومكان على كل أحد، ولكل أحد، والحكم بما أنزل الله على محمد e هو عدل خاص، وهو أكمل أنواع العدل وأحسنها، والحكم به واجب على النبي e وكل من اتبعه، ومن لم يلتزم حكم الله ورسوله؛ فهو كافر، وهذا واجب على الأمة، في كل ما تنازعت فيه من الأمور الاعتقادية والعملية"([11]).

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معنى قوله تعالى: ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ[([12]).

    "وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً، حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله، يكونون على وجهين:

    أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله، فيتبعونهم على التبديل، فيعتقدون تحليل ما حرم الله، أو تحريم ما أحل الله؛ اتباعاً لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل؛ فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركاً، وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم، فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف للدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركاً مثل هؤلاء.

    الثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال ثابتاً، لكنهم أطاعوهم في معصية الله، كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاص، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب، كما ثبت عن النبي e أنه قال: "إنما الطاعة في المعروف".

    ثم ذلك المحرِّم للحلال والمحلل للحرام إن كان مجتهداً قصده اتباع الرسل، لكن خفي عليه الحق في نفس الأمر، وقد اتقى الله ما استطاع؛ فهذا لا يؤاخذه الله بخطئه، بل يثيبه على اجتهاده الذي أطاع به ربه، ولكن من علم أن هذا أخطأ فيما جاء به الرسول e، ثم اتبعه على خطئه، وعدل عن قول الرسول e؛ فهذا له نصيب من هذا الشرك الذي ذمه الله، لا سيما إن اتبع ذلك هواه ونصره باليد واللسان، مع علمه أنه مخالف للرسول e؛ فهذا شرك يستحق صاحبه العقوبة عليه، ولهذا اتفق العلماء على أنه إذا عرف الحق لا يجوز له تقليد أحد في خلافه"([13]).
    راجع http://www.rabee.net/show_book.aspx?id=8&pid=1&bid=1
                  

02-27-2008, 10:07 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)


    من قتل أغتال رئيس الوزراء أحمد ماهر والقاضي الخازندار فى مارس 1948 واغتيال النقراشي باشا أمام وزارة الداخلية ديسمبر 1948 ?
                  

02-27-2008, 10:17 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: kamalabas)

    الاخ كمال
    Quote:
    من قتل أغتال رئيس الوزراء أحمد ماهر

    لم يتهم الاخوان المسلمين بأغتيال احمد ماهر

    اما بخصوص الخازندار والنقراشى فيكفيك ما قاله الامام بنفسه و تبرؤه من القتلة
    (ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين )

    http://syrino.blogspot.com/2007/08/blog-post_1893.html

    Quote:
    Monday, 20 August 2007
    ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين .. أشهر جمله في تاريخ الإخوان المسلمين.. لأن من قالها هو مرشدهم ومؤسس جماعتهم الشيخ حسن البنا رحمه الله ..
    شاعر وكاتب عربي مقيم بالصين
    ماهر ذكي 20/03/2006 م، 23:41 (السعودية)، 20:41 (جرينيتش)
    ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين .. أشهر جمله في تاريخ الإخوان المسلمين.. لأن من قالها هو مرشدهم ومؤسس جماعتهم الشيخ حسن البنا رحمه الله .. وقد قالها فيهم هم أنفسهم .. لكن متى قالها .. وكيف .. ولماذا ؟ هذا ما سأعرض له في هذا المقال ان شاء الله .. ومن خلال العرض لمرحله لهي أهم المراحل في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ألا وهي مرحلة التأسيس والخروج من القمقم . - ان التعرض لتاريخ الإخوان المسلمين لأمر بالغ الصعوبه .. وذلك لشدة حساسية موقع الإخوان المسلمين في الشارع العربي من أقصاه إلى أدناه ومن مشرقه إلى مغربه .. وأنا سأكتفي بنقل صفحة من التاريخ كما رواها أصحابها .. ويعلم الله اني قد تحريت الدقه في مصادر معلوماتي وقد اكون اقتصرتها تقريبا على كتب وأدبيات أعضاء الإخوان المسلمين أنفسهم إلا القليل منها .. ولكن ما يهمني في الأمر هو مابين السطور فإن التاريخ قد مضى وانتهى والحديث عنه لن يجدي في شئ غير اللهم الحكمه والموعظه والتعلم من الماضي للعون على حسن التدبير للمستقبل . - بنظرة مبدأية لثقافة وفكر حسن البنا .. نجده قد تأثر كثيرا بفكر السيد جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده .. لكنه كان يميل بشكل أكبر لإتجاه مدرسة المجددين المحافظين المتمثله في فكر السيد رشيد رضا . - في مدينة الإسماعيليه و في الثالث والعشرين من مارس/أذار عام 1928 أجتمع ستة أشخاص من العاملين في معسكرات الإنجليز بالأستاذ حسن البنا – الذي كام يعمل مدرس لللغة العربية في المدرسة الإبتدائية الأميرية بالإسماعيليه – وأعلن السبعة أشخاص أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين بقيادة الأستاذ حسن البنا الذي لقب نفسه بالمرشد وكان عمره اثنين وعشرين عاما فقط . - وضع المرشد اسس تكوين الجماعه وتمثلت في ثلاثة أجيال على النحو التالي : - جيل التكوين .. وهذا الجيل عليه ان يستمع .. والطاعة ليست فرض عليه . - الجيل المحارب أو جيل الجهاد .. وهذا الجيل هو جيل التنفيذ .. والطاعة التامه فرض عليه . - جيل الإنتصار .. وهذا الجيل هو الذي سيتولى أمر المسلمين وحكمهم بالشريعة الإسلاميه في دولة الخلافة .. وهو المطلوب تحقيقه . - انطلق حسن البنا ورفاقه في نشاط وجهد ودأب .. ولأنه يتحدث بإسم الدين فكان إنتشاره هو وجماعته كإنتشارالنار في الهشيم .. ففي خلال عامين فقط انتشرت الجماعه وخرجت من حدود مدينة الإسماعيليه إلى المدن المجاوره بل وتخطت المدن المجاورة .. وخلال أربعة أعوام كانت الجماعه قد بلغت عشر شعب وانتقلت بمركزها للقاهره وأصدرت مجلة اسبوعيه بإسم جماعة الإخوان المسلمين وصار لها فروع خارج مصر في سوريا ولبنان والسودان وفلسطين .. وكانت كل يوم في إزدياد في أعداد المنضمين اليها من المنادين بإعادة دولة الخلافه على يد الإخوان المسلمين . - عشرة سنوات هي عمر الجيل الأول من الجماعه .. ثم بدأ حسن البنا في العام 1938 ينتقل بجماعته للجيل الثاني وهو الجيل المحارب او جيل الجهاد .. وبالفعل بدأ في تحويل جزء من الجماعه من العمل المدني الدعوي للعمل العسكري .. فأنشأ فرق للرحلات تطورت لجواله بلباس عسكري تطورت إلى كتائب تطورت إلى أسر تطورت بطبيعة الحال لتنظيم مسلح .. عرف هذا التنظيم بإسم الجهاز الخاص أو التنظيم السري ... شروط الإنضمام إليه بالغة الصعوبه لأن عناصره يتم اختيارهم بدقة بالغه .. شعارهم الموت في سبيل الله والتضحيه بكل ماهو غالي ونفيس ... قانون هذا التنظيم يعرف بقانون التكوين .. أي أنه يتم تكوين التنظيم من مجموعات وكل مجموعه ينبثق عنها مجموعات أخرى ينبثق عن كل منها مجموعات أخرى بحيث لا يكون هناك رابط بين المجموعات وبعضها لتأمين أنفسهم . - اختارالمرشد حسن البنا عبد الرحمن السندي مسؤولاً أول للتنظيم السري يعاونه أحمد زكي و محمود الصباغ و أحمد حسن و مصطفى مشهور . هذه المجموعه تتلقى أوامرها من المرشد حسن البنا شخصيا ً- كما ذكر محمود الصباغ – ثم بدأ هذا التنظيم العمل الفعلي بإلقاء القنابل في أماكن تجمع جنود الإحتلال الإنجليزي وفي الحانات كما قاموا بتفجير قطار مخصص لنقل الجنود الإنجليز . - في العام 1945 قام محمود العيسوي أحد المنتمين للحزب الوطني بإغتيال أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر .. و قد ذكر الشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ سيد سابق المنتميان لجماعة الإخوان المسلمين ذكرا في مذكراتهما بأن محمود العيسوي هذا كان من صميم الإخوان المسلمين . - في نفس العام 1945 أجرت مجلة المصور إستفتاء على إختيار رجل العام ففاز حسن البنا باللقب . - في العام 1946 اندلعت في مصر مظاهرات عديده رافضة لإتفاقية صدقي – بيفين .. كان للإخوان فيها حظاً كبيرا ..وقد قامت الشرطه بقمع المظاهرات .. ورداً على قمع الشرطة لهذه المظاهرات قام التنظيم السري للجماعة بتفجير عدد من أقسام الشرطة .. فزاد ذلك من شغف العامه وإعجابهم بشجاعة جماعة الإخوان المسلمين فبدأت تتدفق عليهم الأعداد من كل حدب وجدب أخذين في الإنضمام للجماعة .. حتى ان في العام 1946 نفسه كان من السهل على محمود لبيب تجنيد خالد محي الدين وجمال عبد الناصر وكمال حسين للعمل مع النظام الخاص وقد أقسم ثلاثتهم بالإضافه لجمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا أقسموا جميعا في يوم واحد على المصحف والمسدس بالولاء للجماعه والتنظيم السري والتضحيه بالنفس .. وكان ذلك أمام عبد الرحمن السندي مسؤول التنظيم ... ولو أن جمال عبد الناصر تضايق بعدها من الطريقه التي ذهبوا بها اليهم وإلقاء القسم – حسب ما أورد خالد محي الدين – ولكن الحماس للجماعه كان هو الغالب . - في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1947 أصدرت الأمم المتحده قرار بتقسيم فلسطين .. فبدأت جريدة الإخوان المسلمين بدعوة الجيوش العربية للدخول في الحرب ضد اليهود وشارك حسن البنا في تكوين لجنة وادي النيل لجمع الأموال والسلاح للجهاد في فلسطين . علا نجم حسن البنا وتألقت الجماعه في الشارع العربي . - مع بداية عام 1948 وهو عام الكوارث على الإخوان المسلمين .. وبالتحديد في السابع والعشرين من فبراير / شباط وقع إنقلاب على نظام الحكم في اليمن أغتيل فيه الإمام يحيى حميد الدين حاكم اليمن على يد المعارضه بزعامة عبد الله الوزيري .. وكان لحسن البنا وللجماعه الدور الأكبر في هذا الإنقلاب بالتعاون مع البدر حفيد الإمام يحيى لإعداد اليمن لتكون أولى دول الخلافه .. ولكن الإنقلاب لم يدم لأكثر من ستة وعشرون يوماً فقط ... فكان ذلك بداية التوتر بين ملك مصر وحكومتها من جانب وجماعة الإخوان المسلمين ورجلها الأول حسن البنا من جانب أخر . - في الثاني والعشرين من مارس /أذار من نفس العام 1948.. قام التنظيم السري بإغتيال قاضي مدني وهو القاضي أحمد بك الخازندار وهو يعبر الطريق على يد عضوي الجماعة حسين عبد الحافظ ومحمود زينهم اللذان عوقبا بالأشغال الشاقه المؤبده لكلاهما .. وقد تم إغتيال القاضي بعدما حكم في قضية كان احد أطرافها عضوا في جماعة الإخوان المسلمين . - عقدت الجماعه جلسة محاكمه لعبد الرحمن السندي المسؤول الأول عن التنظيم السري - الذي يتلقى أوامره من المرشد العام حسن البنا مباشرة – برئاسة الدكتور عبد العزيز كامل .. وحينما سألوا السندي هل تلقيت أمرا بقتل القاضي أحمد الخازندار .. !!!!!!!؟؟ فقال انا سمعت فضيلة المرشد يقول ( لو كان ربنا يريحنا منه .. وأهو ربنا ريحنا منه عن طريق الجهاز ) أنا ظننت ان فعل كهذا سيسعد فضيلته !!!! فإتجهوا لفضيلة المرشد فأجهش فضيلة المرشد حسن البنا بالبكاء لأن الرجل كان قد فهمه خطأ !!! وذكر محمد فريد عبد الخالق الذراع الأيمن لحسن البنا أنه لم يرى المرشد مهموماً طيلة حياته مثل هذه اللحظات !!!! فقالوا لعبد الرحمن السندي لا تنفذ أي عمليات في المستقبل إلا بأمر من المرشد العام شخصياً أو أمر بموافقة الخمسة الأعضاء ... وحكمت الجماعه بدفع الديه لأسرة المقتول وأقروا في نفس الجلسه ان الحكومه عليها دفع هذه الديه لأنها من أموال الشعب وأغلق الموضوع .. وخرج حسن البنا مرشد عام الإخوان المسلمين والمرشح الأول لمنصب خليفة المسلمين في حال قيام دولة الخلافه في لقاء الثلاثاء وهو لقائه بالجماعه من كل اسبوع ليخطب فيهم خطبه تقوي ايمانهم ..... وأنكر قيام الجماعه بإغتيال القاضي أحمد الخازندار إلى ان أثبتت التهمه وتم الحكم على الفاعلين بعد خمسة أشهر . في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام 1948 أمسكت الشرطة سيارة جيب بها مستندات تخص جماعة الإخوان المسلمين .. عباره عن مخططات تفجير سفارتي أمريكا وبريطانيا وأماكن أخرى .. ومستندات كل عمليات التفجير التي تمت في الأونه الأخيره فضلا عن بعض القنابل والمتفجرات .. والأهم من ذلك القبض على ثلاثه من رجال الإخوان كان أهمهم مصطفى مشهور أحد الخمسه المؤسسين والمسؤولين عن التنظيم السري بالإضافه لأحمد عادل كمال وأخر . - في الرابع من ديسمبر / كانون الأول من نفس العام 1948 جرت مظاهرة بكلية الطب بجامعة فؤاد ( القاهره ) فقاد اللواء سليم زكي - حكيمدار شرطة القاهره - قوات الأمن لفض المظاهره .. وإذا بطالب ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين يلقى عليه بقنبلة من الطابق الرابع فسقطت أمامه فمات على الفور .. وكما يقول محمود الصباغ في تبريره لتلك الواقعه ( كان إلقاء القنابل في المظاهرات من جانب المتظاهرين في هذه الأيام امراً عادياً ) .. إشتعل الموقف بعد هذا الحادث بين الحكومة السعديه والإخوان مما دعى حسن البنا ان يطلب من رئيس مجلس النواب حامد جوده في نفس اليوم التوسط لدى محمود النقراشي رئيس الوزراء لبدء صفحة جديده بين الجماعه والوزراة .. لكن جوده رفض مطلبه . .. حاول البنا الإتصال بالملك فاروق أو برئيس الديوان الملكي إبراهيم عبد الهادي في محاولة لإحتواء الأزمه .. ولكن دون فائده . في السادس من ديسمبر / كانون الأول أي بعد يومين صدر الأمر بإغلاق صحيفة الإخوان ... في نفس اليوم خرجت جريدة الأساس جريدة الحزب الحاكم بعنوان .. أخبار ساره ستذاع قريباً .. فساد التوتر تصرفات الجماعه وحاول حسن البنا فعل اي شئ لإنقاذ الموقف بعدما شعر بخطورته .. ولكن دون فائده . في الثامن من ديسمبر / كانون الأول من نفس العام 1948 أي بعد يومين أخرين وبالتحديد في الساعة العاشرة مساءً إتصل عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخليه بالمرشد حسن البنا ليبشره بأن أخبار ساره ستذاع في الراديو بعد قليل من شأنها إنقاذ الموقف .. فشكره حسن البنا . تجمع قادة الجماعه ومعظم المنتمين لها بالمقر العام بالدرب الأحمر -بقلب القاهره – وإلتفوا جميعاً حول الراديو ... في إنتظار الأخبار التي سيذيعها الراديو . - في الساعه الحادية عشر من مساء يوم الثامن من ديسمبر / كانون الأول عام 1948 أذاع راديو القاهره أمر الحاكم العسكرى العام رقم 63 لسنة 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها . بعد أقل من عشر دقائق خرج الإخوان من المقر العام فوجدوا ان المكان قد تم حصاره من جميع الجهات وانهم وقعوا في الفخ وتم القبض عليهم جميعاً .... ما عدا حسن البنا .. المرشد العام ومؤسس الجماعه . شعر حسن البنا بأن مؤامرة أخرى تحاك ضده ويحتاجونه وحيداً ولذلك لم يقبضوا عليه .. فحاول التشبث بسيارة الشرطه وتوسل إليهم ليقبضوا عليه مع باقي أفراد الجماعه ... لكنهم أبعدوه . وكما يقول محمد فريد عبد الخالق .. أن حسن البنا طلب من الحكومه طلباً رسمياً بأن يعتقلوه بصفته رئيس الجماعه وهو المسؤول الأول عن الجماعه بعدما شعر بالخطر .. ولكن طلبه قوبل بالرفض . قرر الإخوان المسلمين الإنتقام من النقراشي باشا رئيس الوزراء ردا على قرار حل الجماعه والذي رأوا فيه إعتداء على الدين وإعتداء على شرع الله - حسبما ذكر ممثل الإدعاء عبد الله رشوان .. كما انهم رأوا ان قرار حل الإخوان لا يصدر عن مؤمن كما - ذكر محمود الصباغ احد قادة التنظيم السري .. وأنهم رأوا أن شخص كمثل النقراشي باشا بكل هذا الطيش والعناد وعدم ملاحظة الإعتبارات لابد ان يزاح عن الطريق بأي ثمن .. كما قال جمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا . كان محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الحزب السعدي ورئيس الوزراء والحاكم العسكري العام فضلاً عن كونه وزير الداخليه ووزير الماليه في وزارته .. قد شعر بالخطر فبدأ يشدد الحراسات حوله تحسباً لفعل إخواني كردة فعل على قرار حل الجماعه . ولم يشأ العام أن ينتهي بكل هذه الكوارث فقط .. ففي العاشرة من صباح يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من ديسمبر / كانون الأول عام 1948 وفي بهو وزارة الداخليه تنكر شاب من شباب الإخوان المسلمين في زي ضابط وقام بإطلاق الرصاص على النقراشي باشا بين أفراد حراسته فارداه قتيلا ً . زاد الإحتقان بين الجماعه وكل الناس تقريباً .. فالجميع يلزم الصمت في ترقب و إنتظار لحادث إرهابي جديد من الإخوان .. تم حصار المرشد العام حسن البنا في بيته .. تم القبض على عبد الرحمن السندي مسؤول النظام الخاص ..و تولى سيد فايز مسؤولية النظام الخاص . بدأ العام الجديد .. في صباح يوم الثالث عشر من يناير / كانون الثاني عام 1949 قام شفيق أنس أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بحمل حقيبه وذهب بها إلى محكمة الإستئناف بباب الخلق بوسط القاهره .. وإدعى بأنه مندوب من إحدي مناطق الأرياف جاء بقضايا للعرض على النائب العام .. وترك الحقيبه في المكتب بداخل المحكمه وذهب بحجة تناول الإفطار .. وبعدما غادر المكتب بدأت شكوك الموظفين بالمكتب حول الحقيبه .. فتم إستدعاء الأمن .. أخذت الحقيبه خارج المحكمه وانفجرت بالشارع العام .. وبعد القبض على شفيق أنس أعترف بأن الغرض من التفجير كان نسف المحكمه وذلك للتخلص من أوراق ومستندات قضية السيارة الجيب . قام عبد العزيز باشا على ومصطفى بك مرعي بزيارة المرشد العام حسن البنا في بيته – حسبما أورد رفعت السعيد - ولا يعلم ما دار بينهم إلا الله .. فخرج حسن البنا في اليو التالي ببيان تم توزيعه في الصحف يقول فيه حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ... ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين ... واصفاً رجال التنظيم السري أو الجهاز الخاص الذي أنشأه البنا بنفسه قبل اكثر من عشر سنوات هي عمر أعمال الإرهاب والعنف بمصر على يد هذا التنظيم . وكان من الطبيعي ان تفكر كل الأطراف في التخلص من حسن البنا .. وقد كان . فقد تم إعداد فخ أخر لحسن البنا في يوم الثاني عشر من فبراير/شباط عام 1949 بإستدراجه خارج بيته وتم تصفيته من خلال خطه محكمه أعدها العقيد محمود عبد المجيد حكيمدار شرطة جرجا بصعيد مصر والذي تم استدعاؤه للقاهره خصيصا لهذه المهمه .. وقد قام بها ...وتم إغتيال حسن البنا بالفعل . - السؤال هنا .. ماهو هدف جماعة الإخوان المسلمين الذي قامت من أجله .. ؟الإصلاح أم إرهاب الأخر وفرض الرأي عليه بالقوه ؟ حوار العقل ام حوار المدافع ؟ ثقافة الدين ام ثقافة البارود ؟ ان كان الغرض هو الإصلاح .. فلماذا تم إنشاء التنظيم السري أصلاً .. لماذا تم انشاء وحده عسكريه داخل تنظيم ديني دعوي إصلاحي ؟ النظام الخاص لم يكن يستطيع تنفيذ أي عمليه بدون علم وأمر من المرشد العام .. فقد اورد خالد محي الدين بأن عبد الرحمن السندي المسؤول الأول عن التنظيم السري قال له ( انت تتلقى الأوامر مني وأنا أخذها من المرشد رأساً ) وكان ذلك في جلسة حلف اليمين التي رافقه فيها جمال عبد الناصر . - إذاً المرشد يعلم بكل شئ بل هو صاحب الأوامر .. إن كانوا دعاة للخير فلماذا يقتلون كل من إختلف معهم أو حاول حتى ان يختلف معهم .. ان كان المرشد هو من يعطى الأوامر بالقتل في سبيل الوصول للسلطه .. فلماذا قال عن رجاله الأشداء .. ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين .. ؟؟؟!!!! المصادر : محمود الصباغ- احمد عادل كمال- أحمد رائف – خالد محي الدين – رفعت السعيد – الجزيره نت –طارق البشري- فؤاد علام- عبد الله رشوان (ممثل الإدعاء في قضية إغتيال النقراشي باشا )

    Posted by SYRIAN at 06:19
                  

02-28-2008, 10:48 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: kamalabas)

    .........
                  

02-27-2008, 10:09 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    منقول
    من أبرز الاغتيالات التي نفذها عناصر الإخوان ؛ اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا (1888 - 1948) ، رئيس وزراء مصري سابق، ترأس الوزارة مرتين، أُغتيل عام 1948م..

    و لنترك الفرصة لأحد كبار منظري و مفكري فرقة الإخوان الإخوان المسلمين ، يروي لنا قصة الإغتيال ...

    قال يوسف القرضاوي في مذكراته المنشورة في موقعه على الشبكة العنكبوتية ، تحت العنوان الآتي :


    قتل النقراشي وحادثة محكمة الاستئناف.. "ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين"

    [[ وفي اليوم الثامن والعشرين من شهر ديسمبر -أي بعد حل الإخوان بعشرين يوما- وقع ما حذر منه الإمام البنا، فقد أُذيع نبأ اغتيال رئيس الوزراء ووزير الداخلية والحاكم العسكري العام "محمود فهمي باشا النقراشي"، في قلب عرينه في وزارة الداخلية، أُطلقت عليه رصاصات أودت بحياته.
    وكان الذي قام بهذا العمل طالبا بكلية الطب البيطري بجامعة "فؤاد الأول" بالقاهرة، اسمه "عبد المجيد حسن" أحد طلاب الإخوان، ومن أعضاء النظام الخاص، الذي قُبض عليه في الحال، وأودع السجن، وقد ارتكب فعلته، وهو يرتدي زي ضابط شرطة، لهذا لم يُشَك فيه حين دخل وزارة الداخلية، وانتظر رئيس الحكومة، حتى أطلق عليه رصاص مسدسه.
    وعُين "إبراهيم باشا عبد الهادي" نائب النقراشي خلفا له في رئاسة الوزارة، الذي صمم على أن يضرب بيد من حديد، وأن ينتقم لسلفه النقراشي.
    وقابل بعض شباب الإخوان اغتيال النقراشي بفرحة مشوبة بالحذر؛ لوفاة الرجل الذي ظلمهم وحل جماعتهم، ولكن هل كان في الاغتيال حل للمشكلة؟ لقد أثبت التاريخ أن الاغتيال السياسي لا يحل مشكلة، وأنه كما قال أحد الساسة للشيخ البنا: "إن ذهب عير فعير في الرباط"، والملاحظ أنه كثيرا ما يكون الخلف أنكى وأقسى من سلفه، وفي هذه القضية كان رد الفعل هو اغتيال حسن البنا؛ ثأرا للنقراشي؛ فأي خسارة أكبر من فقد حسن البنا، وإن ذهب شهيدا عند ربه؟![ التعليق (همام) : أين الإدانة لمنهج الإخوان الذي أخرج و لا يزال الثوار ]
    ولم يكن للأستاذ البنا صلة بهذا الحادث، ولا علم له به، ولما سُئل عنه: قال: "إن جماعة الإخوان لا تتحمل وزر هذا الحادث؛ لأنها غير موجودة بحكم القانون[ تعليق : هذا من التفلت السياسي ] ؛ فكيف تتحمل تبعة عمل فرد ليس لها قدرة على أن تحاسبه، بل ولا مشروعية أن تسأله؟! وهو الذي حذرت منه أن ينطلق الأفراد بدوافعهم الذاتية [ تعليق : هذا من التهرب من تحمل المسؤولية] يفعلون ما يشاؤون".
    وقد اعتقلت الحكومة بعض الأفراد مع عبد المجيد، منهم: عبد العزيز البقلي الترزي الذي خاط له حلة الضابط، والشيخ سيد سابق[ تعليق : إخواني النشأة ثم أسس تنظيما خاصا به بعد ذلك ] ، الذي قيل: إنه أفتاه بذلك، والذي أطلقت عليه الصحف اسم "مفتي الدماء"، واتخذ من ذلك مصورو الكاريكاتير مادة للسخرية والتشهير، ومما يُذكر من نكات الشيخ سيد سابق -وهو رجل خفيف الروح- أنه عندما قُبض عليه سألته المباحث عن "مالك"، فقال: "رضي الله عنه، كان إماما من أئمة المسلمين". قالوا: إنما نسألك عن "محمد مالك" الإرهابي الخطير الهارب! [ تعليق : تأملوا عقلية الإخوان السياسية ] قال: هذا لم ندرسه في الأزهر، إنما درسنا "مالك بن أنس"! وقد برأت المحكمة ساحة الشيخ سيد، وكان معنا في معتقل الطور، وسألناه بصراحة عن فتواه لعبد المجيد حسن، فأقسم لنا أنه لم تصدر منه فتوى له.
    وكثير من القضايا التي كان الإعلام يضخمها، ويجعل من الحبة منها "قُبة"، كانت تتمخض في النهاية عند القضاء عن الحكم بالبراءة، ولكن بعد أن يكون الإعلام قد عمل عمله في عقول الناس لعدة أشهر، ثم يصدر حكم البراءة في عدة أسطر، وهو ما لا يزال إلى اليوم!!.
    وأشهد أنني عرفت الأخ "محمد مالك" وصحبته، وصحبني عدة أيام بعد أن أفرجت عنه ثورة يوليو بعد قيامها، فرأيته شابا في غاية الصلاح والدماثة واللطف،[ التعليق : ارجع إلى الأوصاف التي وصف بها النبي صلى الله عليه و سلم الخوارج ] على حين أوحت الصحف بأنه غول أو سبُع قاتل.
    وكنا -نحن طلاب الإخوان- في حالة ترقب، ننتظر أن يصدر الأمر باعتقالنا في أي وقت، ولا سيما الطلاب الذين لهم زعامة وتأثير في محيطهم، ويخشى أن يؤثروا في معاهدهم ومدارسهم.
    وعلى أية حال فعبد الهادي الذي جاء بعد النقراشي المقتول، استمر أشد من سابقه وأقسى وأفظع، ولم يُخِفْه ما حدث لسلفه، بل بالغ في القسوة والتنكيل والتشديد. وهذا ما جربه كثيرون في مثل هذه الأحوال: أن يُغتال رئيس أو حاكم، فيخلفه من هو شر منه وأسوأ بمراحل ومراحل، حتى ينشد الناس:
    رُبَّ يوم بكيت منه، فلما <> صرت في غيره بكيت عليه!
    ومن هنا كانت فلسفة (الاغتيال) فلسفة عقيمة، لا تحل عقدة، ولا تعالج مشكلة، بل كثيرا ما تزيد الطين بلة، والداء علة!!. والأنظمة عادة لا تقوم على فرد واحد، بحيث إذا زال انهار النظام وهوى بنيانه، بل الغالب أنها تقوم على مؤسسات يقوم بها مجموعة من الناس، كلما سقط فرد قام بعده من يسد مسده. [ تعليق: أهكذا تُوصف أفعال الخوارج بهذه البرودة ، و النظرة السياسية المصلحية ؟! ]
    في هذه الآونة وقعت حادثة كان لها صدى ودوي، وهي حادثة محاولة نسف محكمة الاستئناف بالقاهرة، التي اتُّهم فيها الأخ "شفيق أنس"، وقُبض عليه فيها، وكان ذلك بحجة أن فيها أوراقًا تخص بعض قضايا الإخوان، وقد أغضبت هذه الواقعة الأستاذ البنا -رحمه الله-، وساءته، وثار على من فعلها ثورة شديدة؛ وهو ما دفعه إلى أن يصدر بيانا نشرته الصحف في حينها، يبرأ فيه ممن اقترف هذه الفعلة، ويقول في نهاية بيانه عمن فعل ذلك أو شارك فيه: "هؤلاء ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين" بهذا الحسم البين.[ التعليق: منهج الإخوان لا يثمر إلا هذه الأعمال ، فهل تبرأ من منهج فرقته ؟ ]
    وقد زعم بعض الأخوان أن الأستاذ البنا ضُغط عليه حتى أصدر هذا البيان، والواقع أن أحدا لم يضغط على الأستاذ، أو يطلب إليه مجرد طلب أن يصدر هذا البيان، ولكن الرجل من واقع شعوره بالمسؤولية أمام الله وأمام التاريخ أصدر هذا البيان. [ التعليق : كل هذا من المناورة السياسية ، لا تفيد شيئا، تأملوا تاريخ الإخوان بعد حسن البنا، و أمامكم اغتيال أنور السادات، و احكموا على هذا الكلام السياسي ] ..]]]انتهى النقل ، مع أن أباطيل كلام القرضاوي تحتاج إلى ردِ مستقل !.


    و لكشف زيف هذه المواقف السياسية، وفضح هذه الفرقة التي أحيت منهج الخوارج ، يكفي أن نبيِّن موقفا لعالم سلفي عايشَ تلك الأحداث ، و أدانها ، و حذَّر من أصحابها ، و بيَّن حقيقة منهجهم
    ...
    http://www.salafyoun.com/archive/index.php?t-41.html

    (عدل بواسطة kamalabas on 02-28-2008, 00:08 AM)

                  

02-27-2008, 10:17 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    الأخ خالد
    فاتني أن أحييك في مداخلتي السابقة. لك التحية و الشكر.
    الأخ وائل
    جزاك الله خيرا فالإمام البنا هو ما قلت و أكثر.
    الأخ كمال
    لو وجدت غير هذا الرابط لتنقل عنه!!! ألم تجد غير هؤلاء الذين يبترون و يلوون أعناق الكلام؟ و بعدين الكلام دا بيركب كيف:
    Quote: ويخفي الوجه الحقيقي للجماعة التي عبر عن سيد قطب التكفير .....

    Quote: وقد قاوم هذا الفكر الأستاذ الهضيبي وآخرون في أبحاث أشرف عليها الهضيبي في كتاب "دعاة لا قضاة".

    Quote: شهادة فريد عبد الخالق (أحد كبار الإخوان المسلمين) على سيد قطب وأتباعه بأنهم يكفرون المسلمين

    Quote: شهادة علي جريشة (وهو من كبار الإخوان المسلمين)

    يعني إذا سلمنا جدلا (و ما نحن بفاعلين) أن الشهيد شيد قطب تكفيري و قادة الإخوان هم من ردوا عليه، فكيف يستقيم أن فكرهم تكفيري؟
                  

02-27-2008, 10:30 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: Elawad)

    الاخ العوض

    هناك بعض الجماعات التى انشقت من الاخوان المسلمين فى محنة السجن الناصرى
    هى جماعات تكفيرية استندت على ما فهمته هى من افكار الشهيد سيد قطب .
    بالامكان قرأت اخر ما خطته يدا الشهيد و هى اقواله فى التحقيق التى نشرتها
    جريدة الشلاق الاوسط على ما اذكر فى الثمانيات.

    Quote:
    لماذا أعدموني ؟





    سيد قطب







    مقدمة الناشر
    نرجو أن لا يتبادر إلى الذهن أن هذه الوثيقة التي كتبها شهيد الإسلام ( سيد قطب ) كاملة غير منقوصة .
    هذه الوثيقة التي أخذنا لها عنوانا هو ( لماذا أعدموني ؟ ) قد مرت على أيد كثيرة ابتداءا من المحققين وغير المحققين من الذين عذبوا الشهيد ورفاقه، وانتهاء بكبار المسؤولين في الدولة وأذنابهم.
    هذه الوثيقة هي ولا شك بخط الشهيد سيد قطب، ولكننا يجب أن نقول بشأن هذه الوثيقة أنها كتبت بطلب من المحققين الذين كانوا يستجوبون الشهيد ورفاقه، ولهذا جاءت وكأنها إجابات لأسئلة محددة أو سؤال واحد عام .
    عندما نشرت " المسلمون " هذه الوثيقة على حلقات ابتداءا من عددها الثاني، تباينت ردود فعل المهتمين بالشهيد سيد قطب، فمنهم من قال أنها مزورة، وأكثرهم جزم بصحتها .
    من ناحيتنا نحن فإننا نؤكد أن هذه الوثيقة أو الشهادة وهي الإجابة الكاملة على سؤال المحققين قد وصلتنا بخط يد الشهيد، ونؤكد في نفس الوقت أنها ناقصة غير كاملة، فقد حرص أذناب نظام الطاغية على الاحتفاظ في مكان غير معروف وعند شخص معروف بالجزء الخاص بالتعذيب الذي تعرض له الشهيد سيد قطب ورفاقه، ظنا منهم أن خلوّ الوثيقة أو الشهادة من تلك الصفحات السوداء سيبّض وجوه الطغاة وأذنابهم، الذين لم يتركوا وسيلة عرفوها لتعذيب الشهيد سيد قطب إلا واستعملوها.
    ولكن هل نجحوا في التأثير على روح الشهيد وضميره ؟
    أبدا ! إنهم تمكنوا من جسده الفاني، أما روحه فلم يقدروا أبدا عليها، ولذلك أعدموه .
    نعم .. لذلك أعدموه، بالرغم من النداءات التي وجهت في ذلك الوقت من قادة المسلمين وعلمائهم بعدم اعدامه .
    كيف لا يعدموه ؟
    أيتركوا جسده شاهدا على وحشيتهم ؟
    يقول رفاق الشهيد سيد قطب في السجن قبل إعدامه أنهم عذبوه عذابا شديدا، وشوهوا جسده ووجهه يريدون بذلك الوصول إلى روحه ليتمكنوا منها .
    ولكن الله سبحانه وتعالى لم يمكنهم من روحه، وأبلغ دليل على ذلك هو إعدامهم لصاحب ( في ظلال القرآن ) .
    رحم الله الشهيد سيد قطب وأجزل له الثواب على كل ما قدمه للإسلام والمسلمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
    هشام ومحمد علي حافظ


    تقريــر وبيــان
    مقدمة مختصرة
    لقد كتبت بياناً مجملاً قبل هذا تنقصه تفصيلات كثيرة، كما تنقصه وقائع وبيانات كثيرة. ولقد أسىء فهم موقفي وتقدير دوافعي في كتابه ذلك البيان على ذلك النحو. وأرجو أن يكون في هذا التقرير الجديد المفصل ما يفي بالمطلوب وما يجعل موقفي مفهوماً على حقيقته.
    والله يعلم أنني لم أكن حريصاً على نفسي ولا قصدت تخليص شخصي بذلك الإجمال. ولكنني – ويجب أن أعترف بذلك – كنت أحاول أولاً وقبل كل شيء حماية مجموعة من الشباب الذي عمل معي في هذه الحركة بقدر ما أملك لاعتقادي أن هذا الشباب من خيرة من تحمل الأرض في هذا الجيل كله، وأنه ذخيرة للإسلام وللإنسانية حرام أن تبدد وتهدر. وإنني مطالب أمام الله أن أبذل ما أملك لنجاتهم، وإن ذلك البيان المجمل الذي لا يحتوي كل التفاصيل الدقيقة هو كل ما أملكه في الظرف الحاضر للتخفيف عنهم، وقد يشملني هذا التخفيف ضمناً، ولكن الله يعلم أن شخصي لم يكن في حسابي، وقد احتملت المسؤولية كاملة منذ أول كلمة وقلت:
    إنه آن أن يقدم إنسان مسلم رأسه ثمناً لإعلان وجود حركة إسلامية وتنظيم غير مصرح به قام أصلاً على أساس أنه قاعدة لإقامة النظام الإسلامي، أياً كانت الوسائل التي سيستخدمها لذلك. وهذا في عرف القوانين الأرضية جريمة تستحق الإعدام!.
    ويجب أن أبين في هذه المقدمة القصيرة أن تقديمي ذلك البيان الأول المجمل بهذا القصد هو واجبي كمسلم. فالأسير المسلم لا ينبغي له أن يدل على ما وراءه من جند الإسلام ولا يكشف مقاتل المسلمين وعوراتهم ما أمكنه.
    وقد كنت أؤدي واجبي بمفهومي الإسلامي متعاملاً فيه مع الله بغض النظر عن نظرة القوانين والهيئات البشرية.
    ولكني الآن وقد بينت أن هذا الشباب قد قرر كل تفاصيل أدواره الخاصة والعامة، وإنني أنا لا أدل عليهم بشيء، فقد ارتفع الحرج عن صدري في ذكر كل التفاصيل، مع محاولة ترتيبها ترتيباً زمنياً بقدر الإمكان. فإذا غاب بعضها عن ذاكرتي فيمكن السؤال عنها وتذكيري بها عن طريق أفوال مجموعة الشباب الخمسة أو غيرهم ممن ورد في أقوالهم شيء عنها. والترتيب الزمني التاريخي هو خير وسيلة تساعدني على التذكر.
    ولابد أن أقول للسادة المشرفين على القضية إنني لا أستطيع أن أكتب إلا بطريقتي الخاصة .. طريقة الكاتب الذي زاول الكتابة أربعين سنة بأسلوب معين وطريقة معينة .. فبعض الوقائع لابد من التعليق عليها عند ذكرها وبيان أسبابها ودوافعها والظروف المحيطة بها، وبعضها يمكن ذكره مجرداً بلا تعليق ولا تعقيب. وهذا قد يضايقهم أحياناً لأنهم يريدون فقط سلسلة الحوادث والوقائع والأشخاص.
    ولن أذكر على كل حال من التعليقات إلا ما أرى ضرورته وأهميته.

    سرد تاريخي لنشاطي في حركة الإخوان المسلمين وبيان للحوادث

    سأختصر في بياني هذا النشاط من وقت التحاقي بالجماعة سنة 1953 إلى سنة 1962 لأتوسع فيما بعد ذلك. إذ أن هذه الفترة الأولى ليس فيها – بالنسبة لي شيء ذو أهمية، أكثر من أنه تمهيد للفترة التالية. ثم إن أحداثها قد انتهى أمرها فيما عدا حادثاً واحداً شديد الأهمية، ولو ثبت فقد يغير وجه تاريخ العلاقات بين الدولة والإخوان المسلمين، ويغير وضع قضية 1954 وسأذكره في مناسبة في سياق التقرير.
    لم أكن أعرف إلا القليل عن الإخوان المسلمين إلى أن سافرت إلى أمريكا في ربيع 1948 في بعثة لوزارة المعارف (كما كان اسمها في ذلك الحين) وقد قتل الشهيد حسن البنا وأنا هناك في عام 1949، ولقد لفت نظري بشدة ما أبدته الصحف الأمريكية. وكذلك الإنجليزية التي كانت تصل إلى أمريكا من اهتمام بالغ بالإخوان ومن شماتة وراحة واضحة في حل جماعتهم وضربها وفي قتل مرشدها، ومن حديث عن خطر هذه الجماعة على مصالح الغرب في المنطقة وعلى ثقافة الغرب وحضارته فيما، وصدرت كتب بهذا المعنى سنة 1950 أذكر منها كتاباً لجيمس هيوارث دن بعنوان: التيارات السياسية والدينية في مصر الحديثة.. كل هذا لفت نظري إلى أهمية هذه الجماعة عند الصهيونية والاستعمار الغربي .. فيا لوقت ذاته صدر لي كتاب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) سنة 1949 مصدراً بإهداء هذه الجملة: (إلى الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديداً كما بدأ، يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم .. الخ) ففهم الإخوان في مصر أنني أعنيهم بهذا الإهداء، ولم يكن الأمر كذلك، ولكنهم من جانبهم تبنوا الكتاب، واعتبروا صاحبه صديقاً، وبدأوا يهتمون بأمره، فلما عدت في نهاية عام 1950 بدأ بعض شبابهم يزورني ويتحدث معي عن الكتاب ولكن لم تكن لهم دار لأن الجماعة كانت لا تزال مصادرة. واستغرقت أنا عام 1951 في صراع شديد بالقلم والخطابة والاجتماعات ضد الأوضاع الملكية القائمة والإقطاع والرأسمالية وأصدرت كتابين في الموضوع غير مئات المقالات في صحف الحزب الوطني الجديد والحزب الاشتراكي ومجلة الدعوة التي أصدرها الأستاذ صالح عشماوي ومجلة الرسالة وكل جريدة أو مجلة قبلت أن تنشر لي، بلا انضمام لحزب أو جماعة معينة وظل الحال كذلك إلى أن قامت ثورة 23 يوليو سنة 1952.
    ومرة أخرى استغرقت كذلك في العمل مع رجال ثورة 23 يوليو حتى فبراير سنة 1953 عندما بدأ تفكيري وتفكيرهم يفترق حول هيئة التحرير ومنهج تكوينها وحول مسائل أخرى جارية في ذلك الحين لا داعي لتفصيلها.. وفي الوقت نفسه كانت علاقاتي بجماعة الإخوان تتوثق باعتبارها في نظري حقلاً صالحاً للعمل للإسلام على نطاق واسع في المنطقة كلها بحركة إحياء وبعث شاملة، وهي الحركة التي ليس لها في نظري بديل يكافئها للوقوف في وجه المخططات الصهيونية والصليبية الاستعمارية التي كنت قد عرفت عنها الكثير وبخاصة في فترة وجودي في أمريكا.
    وكانت نتيجة هذه الظروف مجتمعة انضمامي بالفعل سنة 1953 إلى جماعة الإخوان المسلمين.
    ومع ترحيبهم – على وجه الإجمال- بانضمامي إلى جماعتهم إلا أن مجال العمل بالنسبة لي في نظرهم كان في الأمور الثقافية لقسم نشر الدعوة ودرس الثلاثاء والجريدة التي عملت رئيساً لتحريرها وكتابة بعض الرسائل الشهرية للثقافة الإسلامية .. أما الأعمال الحركية كلها فقد ظلت بعيداً عنها.
    ثم كانت حوادث 1954 فاعتقلت مع من اعتقلوا في يناير وأفرج عنهم في مارس! ثم اعتقلت بعد حادث المنشية في 26 أكتوبر كذلك، واتهمت بأني في الجهاز السري ورئيس لقسم المنشورات به، ولم يكن شيء من هذا كله صحيحاً!.
    وأرجو أن يلاحظ أنني لا أقصد تبرئة نفس من عمل سجنت من أجله عشر سنوات وانتهى أمره ولا قيمة لتبرئة نفسي منه الآن. وإنما هذا جانب منا لصورة التي لها دخل قوي في الوقائع الجديدة وهذه كل أهميتها .. وهنا يجئ ذكر الحادث الوحيد ذي الأهمية بالبالغة في حوادث 1954 الذي أشرت إليه وهو حادث المنشية وما يحيط به. وأرجو أن يفسح السادة المشرفون على قضية اليوم صدورهم لسماع كل التفصيلات والمقدمات التي أحاطت به وسبقته وعندي عنها علم أو استنتاج، وألا يعتبروها متعلقة بقضية تاريخية انتهى أمرها ولا داعي لضياع الوقت في الحديث عنها، فإن لها علاقة قوية جداً بالقضية الجديدة وبكل وقائعها وحوادثها ودوافعها.
    في عام 1951 سافر الدكتور أحمد حسين وزير الشؤون الاجتماعية في وزارة الوفد إلى أمريكا، وعاد منها مستقيلاً من الوزارة، ورغم كل الترضيات التي قدمها له النحاس باشا فقد أصر على الاستقالة ثم أخذ بعدها في تكوين (جمعية الفلاح) وفي مقدمة أهدافها تحقيق العدالة الاجتماعية للفلاحين والعمال وبرنامج ضخم حول هذه الأهداف.. وهللت الصحافة الأمريكية للجمعية بصورة كشفت عن طبيعة العلاقة بين الجمعية والسياسة الأمريكية في المنطقة.. ووضعت الهالات الكبيرة حول الشاب الدكتور أحمد حسين وحرمه المتخرجة على ما أذكر من الجامعة الأمريكية – وانضم إلى هذه الجمعية رجال كثيرون برياسة الشاب الدكتور أحمد حسين مع أنهم أكبر منه شأنا ومقاماً في ذلك الحين، منهم الدكتور محمد صلاح الدين وزير خارجية وزارة الوفد والدكتور عبد الرزاق السنهوري وزير المعارف في وزارة السعديين ورئيس مجلس الدولة من قبل وأمثالهم.. وهي ظاهرة تلفت النظر. وكان الشيخ الباقوري ممن انضم إليها، المهم فيما يتعلق بالخلاف بين رجال الثورة والإخوان المسلمين. وكنت في ذلك الوقت ألاحظ نموه عن قرب، لأنني أعمل أكثر من اثنتي عشرة ساعة يومياً قريباً من رجال الثورة ومعهم ومع من يحيط بهم.. أقول المهم أن الأستاذ فؤاد جلال (توفي وكان وزيراً في أول وزارة برياسة الرئيس السابق محمد نجيب) كان من بين أعضاء جمعية الفلاح وكان وكيلاً للجمعية. وكنت ألاحظ في مناسبات كثيرة أنه يغذي الخلاف بين رجال الثورة والإخوان المسلمين، ويضخم المخاوف منهم. ويستغل ثقة الرئيس جمال عبد الناصر به، ويبث هذه الأفكار في مناسبات كثيرة لم يكن يخفيها عني لأنه كان يراني كذلك مقرباً من رجال الثورة وموضع ثقتهم مع ترشيحهم لي لبعض المناصب الكبيرة الهامة ومع تشاورنا كذلك على المفتوح في الأحوال الجارية إذ ذاك، مثل مسائل العمال والحركات الشيوعية التخريبية بينهم بل مثل مسألة الانتقال ومدتها والدستور الذي يصدر فيها .. الخ..
    المهم أنني كنت أربط بين خطة الأستاذ فؤاد وجمعية الفلاح كمنظمة أمريكية الاتجاه والاتصال وبين إشعال الخلاف بين الثورة والإخوان، وقد حاولت في وقتها ما أمكن منع التصادم الذي كنت المح بوادره، ولكني عجزت، وتغلب الاتجاه الآخر في النهاية.
    ولكن ما علاقة هذه المقدمة الطويلة بحادث المنشية؟ والقضية الجديدة؟ منذ أن وقع هذا الحادث وأنا أشك في تدبيره لم أكن أعلم شيئاً يقينياً عن ذلك. ولكن كل الظروف المحيطة كانت تجعلني أشك في أنه ليس طبيعياً. كان شيء ما يلح على تفكيري في أنه مدبر لتكملة الخطة التي تنتهي بالتصادم الضخم بين الثورة والإخوان تحقيقاً لأهداف أجنبية .. ارجح من استقراء الأحوال ومن خطة الأستاذ فؤاد جلال وكيل جمعية الفلاح أنها أمريكية!
    وعندما كان السيد صلاح دسوقي يستجوبني هنا في السجن الحربي عام 1954 صارحته برأيي في تدبير الحادث.. وقد انتفض وقتها بشدة وهو يقول لي: هل أنت كذلك بكل ثقافتك من الذين يقولون أنها تمثيلية؟ وقلت له: أنا لا أقول أنها تمثيلية ولكني أقول أنها مدبرة لهدف معين وأن أصبعا أجنبياً ذات دخل فيها.. قال لي وقتها وقد هدأ اضطرابه: جايز! ولكن واحداً من الإخوان المسلمين هو الذي قام بالحادث! ثم أعود لسرد الأحداث المتعلقة بنشاطي بعد عام 1954 أن شعوري وتقديري بأن حادث المنشية مدبر تدبيراً، جعل يملأ نفسي رغبة في معرفة الحقيقة غير أنني لم أجد أحداً ممن التقيت بهم في سجن طره عام 1955 وكانوا كثيرين قبل ترحيلهم إلى الواحات يدلني على هذه الحقيقة .. كل من سألتهم ومنهم ناس قريبون جداً من محمود عبد اللطيف الذي انطلقت الرصاصات من مسدسه ومن هنداوي دوير كذلك قالوا لي: المسالة غامضة وموش عارفين الحكاية دي حصلت ازاي. وبعضهم قال: المسألة فيها سر لا يمكن الآن معرفته .. وكانت كل الأجوبة لا تملك أن تعطيني الحقيقة ..
    غير أن هذا كله كان يزيد نفسي شعوراً من ناحية أخرى بأن السياسة المخططة من جانب الصهيونية والصليبية الاستعمارية لتدمير حركة الإخوان المسلمين في المنطقة تحقيقاً لمصالح ومخططات تلك الجهات قد تحققت بنجاح .. وأنه في الوقت ذاته لابد من محاولة الرد على تلك المخططات بإعادة حياة ونشاط الحركة الإسلامية حتى ولو كانت الدولة لسبب أو أكثر لا تريد. فالدولة تخطئ وتصيب!
    كما أنها كانت تملأ نفسي شعوراً بالظلم الذي أصاب آلاف الأفراد وآلاف الأسر والبيوت. بناء على حادث واضح جداً تدبيره- حتى ولو لم يعلم بالضبط في ذلك الوقت من دبره- وبناء على الرغبة من حماية النظام القائم من خطر ضخمته أجهزة غريبة الأهداف واضحة كذلك من كتبهم وجرائدهم وتقريراتهم وفي مقدمتها تقرير جونسون عن نهر الأردن. ثم تضخم هذا الشعور وأنا أرى النتائج الواقعية في حياة المجتمع المصري من انتشار هائل للأفكار الإلحادية وللانحلال الأخلاقي نتيجة لتدمير حركة الإخوان المسلمين ووقف نشاطها التربوي. وكأنما كان وجود هذه الجماعة سداً قد انهار وانطلق بعده التيار.
    وكنت أسمع عن ذلك كله في السجن، ولما خرجت وجدت أن كل ما سمعت كان دون الحقيقة بكثير لقد تحول المجتمع إلى مستنقع كبير!
    إن المسألة أكبر بكثير مما يبسطها الذين ينظرون لما حدث على انه مجرد تطور، أنها تتعلق بالمخططات الصهيونية والصليبية الاستعمارية في تدمير المقومات الأساسية للعناصر البشرية في المنطقة بحيث تصبح هذه الملايين حطاماً منهاراً لا يملك المقاومة حتى لو وضعت في يده أقوى الأسلحة. فالرجال هم الذين يحركون الأسلحة وليست الأسلحة هي التي تحرك الرجال. والمجتمعات حين تنهار عقيدياً وخلقياً تصبح الملايين فيها غثاء لا يقف في وجه التيار.
    ويستطيع الإنسان أن يلحظ بسهولة علاقة هذا الانحدار بتدمير حركة الإخوان المسلمين ومنع نشاطها، كما يستطيع أن يربط بين هذا التدمير وبين الخطط الصهيونية والصليبية الاستعمارية بخصوص هذه الجماعة وبخصوص المنطقة بجملتها.
    هذه هي رؤيتي للموقف التي انطلق منها التصميم على ضرورة العمل لحركة إسلامية امتداداً لحركة الإخوان المسلمين المصادرة الموقوفة. مع الانتفاع بالتجربة وبالتجارب التي سبقتها.
    وفيما بين عام 1955 وعام 1962 كان التفكير في منهج الحركة وطريقة البدء بها ..
    وهنا تبدأ مرحلة جديدة ذات وقائع محددة سأذكرها تفصيلاً.

    ملاحظة:
    تذكرت الآن حادثة أخرى تضاف إلى حادث المنشية وظروفها تقع ما بين سنتي 1955، 1957 لذلك سأؤجل مؤقتاً الحديث عن محاولة تكوين حركة في سنة 1962 كما قلت في الفقرة السابقة، حتى اسرد ظروف تلك الحادثة التي تذكرتها ..

    مذبحة طرة
    إنه بعد كل ما قاساه الإخوان المسلمين بعد حادث المنشية من اعتقال الألوف منهم، وتعرضهم لألوان من التعذيب الطويل، وسجن المئات منهم وهم حوالي الألف وتخريب بيوتهم، وتشريد أطفالهم ونسائهم الذين لم يشتركوا في أي نشاط دون أية كفالة من الدولة ولا حتى معونة للبيوت التي انقطعت أرزاقها وللأطفال والنساء الأبرياء.
    بعد هذا كله رأيت أن هناك محاولات تبذل لخلق ظروف وملابسات يمكن بها إيقاع مذبحة كبرى للمسجونين والمعتقلين تحت ستار كستار حادث المنشية..
    حوالي إبريل ومايو 1955 كان الإخوان مقسمين على ثلاثة سجون: ليمان طرة وبه حوالي 400 أو أقل أو أكثر (لا أتذكر) وسجن مصر وبه حوالي هذا العدد. والسجن الحربي وبه أكثر من ألفين ممن لم يقدموا للمحاكمة أو حكم عليهم مع إيقاف التنفيذ.. في مجموعة طرة كان هناك بعض الضباط السابقين: فؤاد جاسر، وحسين حمودة، وعبد الكريم عطية، وجمال ربيع.. وفي السجن الحربي كان معروف الخضري ولا أذكر أحداً غيره.
    المهم أن جمال ربيع أخذ يعرض مشروعاً يتلخص في محاولة موحدة التوقيت بين المجموعات الثلاث في السجون الثلاثة للخروج بالقوة من السجون بعد الاستيلاء على أسلحة الكتائب بها .. ثم التجمع مع بقية الإخوان في الخارج – حسب خطته العسكرية التي لا أفهم في تفصيلاتها الفنية! بعد عبور النيل لمحاولة عمل انقلاب بعد الاتصال بوحدات عسكرية يتصل هو بها، أو هو على اتصال بها (لا أتذكر تماماً لأني لم أعر الموضوع اهتماماً جدياً من هذه الوجهة).
    عرض هذا المشروع – كما قال لي- علي فؤاد جاسر، وحسين حمودة فلم يوافقا، وعرض علي الأستاذ صالح أبو رقيق فشتمه وعنفه كما قال لي فيما بعد الأستاذ صالح .. وعرضه جمال ربيع علي قائلاً: إنه لا يجد في الإخوان خمسين رجلاً قلوبهم حديد لتنفيذ خطته. ومع عدم خبرتي بالمسائل العسكرية الفنية فقد أحسست أنها محاولة انتحارية جنونية لا يجوز التفكير فيها .. ولكنه هو أخذ يلح علي إلحاحاً شديداً في ضرورة التفكير الجدي في الخلاص، وفق خطته التي يضمن نجاحها من الوجهة الفنية.
    في ذلك الوقت أنا كنت في طرة معتقلاً ولم يصدر على حكم بعد ولم أحاكم، وذلك بسبب تمزق في الرئتني ونزيف حاد اقتضى نقلي من السجن الحربي في 25 يناير 1955 إلى مصحة ليمان طرة للعلاج.. وفي إبريل كانت حالتي تحسنت نوعاً وتقرر إعادتي للسجن الحربي لتقديمي للمحاكمة .. فجاءني ربيع قائلاً: إنه تدبير الله أن أذهب الآن إلى السجن الحربي لمقابلة معروف الحضري هناك وعرض خطته عليه للاتفاق فيما بعد على التفصيلات وتوحيد التوقيت .. ومع عدم اقتناعي لحظة واحدة بجدية خطة كهذه فقد عرضت المسألة على معروف وقبل أن يعلم مني من هو صاحب الخطة قال في عصبية: دى دسيسة لتدبير مذبحة كبرى للإخوان الذين في السجون والذين في الخارج جميعاً، ثم سأل من صاحب هذه الخطة؟ فقلت له: جمال ربيع! وكنت أعرف أنهما صديقان وأن معروف اعتقل هو وجمال في بيت خال الأخير وهنا قال لي: لا. لا تقول له: دي عملية انتحارية .. ولا يجوز التفكير فيها أصلاً.
    ثم حوكمت وعدت إلى ليمان طرة وأبلغت جمال رأي معروف ولكنه ظل كما علمت يحاول إقناع الإخوان بضرورة تنفيذ الخطة حيث لم يستجيبوا له. في ذلك الوقت كان قائد كتيبة ليمان طره وهو إلصاغ عبد الباسط البنا وقد رأيته يزور مصحة الليمان ثلاث مرات ويسلم علي – على غير معرفة سابقة- ويحدثني في ضرورة تخليص الإخوان الذين في السجون لأنهم هكذا يستهلكون تماماً وخصوصاً هؤلاء الذين يقطعون الأحجار في جبل طرة مع كبار المجرمين. ومع معرفتي أنه لم يكن يوماً ما من الأخوان في حياة أخيه الشهيد حسن البنا فقد سألته: وكيف ذلك؟ فقال: إنه كقائد لكتيبة يضع نفسه وأسلحة الكتيبة تحت تصرفنا لأنه لم يعد يطيق منظر طابور الإخوان في الجبل.
    وهنا تذكرت خطة جمال ربيع ورنت في أذني كلمات معروف الحضري العصبية: دى دسيسة لتدبير مذبحة كبرى للإخوان الذين في السجون والذين في الخارج جميعاً.. وقلت له: إحنا متشكرين على عواطفك ولكن نحن نرى أننا أدينا واجبنا وانتهت مهمتنا بدخول السجون ولم نعد نستطيع عمل شيء فمن أراد أن يعمل غيرنا فليعمل .. وانقطعت زيارته عني بعد ذلك. ثم نقل من الكتيبة ورحل بعدها عدد من الإخوان – وفيهم كل كبار المسؤولين وكل أعضاء النظام الخاص كما سمعت أو معظمهم- ولم يبق من كبار الإخوان إلا الأستاذ منير الدلة، وكان جمال ربيع فيمن رحلوا إلى اللوحات وقد ظل هناك كما علمت من الأستاذ صالح أبو رقيق فيما بعد يحاول محاولته بين الإخوان.
    لم تفح المحاولة للمذبحة على هذا النطاق الواسع. ولكن محاولة أخرى قد أفلحت في ليمان طرة عام 1957 .. كان هناك ضابط برتبة ملازم أول في ذلك الوقت أو يوزباشي اسمه عبد الله ماهر على علاقة ظاهرة بالخمسة الشبان اليهود المسجونين في حادث جاسوسية يؤدي لهم خدمات واضحة حتى ليحمل لهم طعامهم الآتي من بيوتهم بنفسه الأمر غير المعهود في الليمان. ويحتفي بأخت واحد منهم حفاوة مكشوفة للسجانين والنوبتجية من المذنبين .. الخ.
    هذا الضابط بدأ التحرش والاستفزاز للإخوان بشكل ظاهر مما أدى شيئاً فشيئاً إلى خلق جو مشحون بالتوتر بين إدارة الليمان والإخوان ثم اندفع معه ضابط آخر برتبة صاغ لا يحضرني اسمه الآن حتى احتك بمجموعة من الشبان الطائشين المعروفين بين إخوانهم ولإدارة السجن بطيشهم-وكان الأستاذ منير قد أفرج عنه ولم تعد لمجموعة الشباب الباقية في الليمان أية قيادة عاقلة مجربة- ووقع بين ذلك الضابط وبين هؤلاء الشبان تماسك بالأيدي فعلاً-ثم انتهت المسألة بوضع عدد من الإخوان في التأديب.
    وظلت خطة الاستفزاز وشحن الجو بالتوتر من جانب الضابط عبد الله ماهر ورئيسه هذا حتى جاء يوم علم الإخوان الذين يخرجون للجبل أن هناك خطة لضربهم بالرصاص في الجبل بحجة محاولتهم التمرد أو الهرب، فرأوا تفويتاً لهذه الخطة أن يعتصموا بالزنازين في اليوم التالي ويطلبوا حضور النيابة لإخطارها بما وصل إلى أسماعهم من تلك الخطة التي تدبر لهم وهنا أمرت الكتيبة بضربهم بالرصاص داخل عنبرهم بل داخل الزنازين بالنسبة لعدد كبير منهم.. وقتل 21 وجرح حوالي ذلك.
    وواضح أنه كان في الإمكان وهم داخل عنبر مغلق اتخاذ إجراءات أخرى إذ يكفي في هذه الحالة سحب السجانة القلائل من العنبر وإغلاقه من الخارج وقطع الماء والزاد عنهم 24 ساعة فقط. وهنا يستسلمون حتى لو كانوا فعلاً متمردين! ولكن الإجراء الذي اتخذ وفي ظل ذلك الخط المتسلسل من الحوادث يدل بوضوح على أنها خطة مذبحة متصلة وراءها يد مدبرة. لا يهمني الآن تعيينها بقدر ما يهمني ما تركته هذه السلسلة مقصودة بالذات القضاء عليها لصالح جهات أجنبية. وأن شتى التدبيرات تتخذ وشتى الوسائل لتدمير أشخاصها بالتعذيب أو تذبيحهم أو تخريب بيوتهم للقضاء في النهاية على الاتجاه من أساسه.
    ولعله لم يكن من المصادفات كذلك أن يكون السيد صلاح دسوقي هو المشرف على التحقيق في مذبحة طرة. وقد شاع بين الإخوان في ذلك الحين أن التحقيق الذي تدريه النيابة كان يتجه في أول الأمر إلى اعتبارهم مجنياً عليهم وأنه بعد حضور السيد صلاح وحضور محقق آخر اتجه التحقيق إلى اعتبارهم جناة، ولا يهم الآن تقدير قيمة هذا الذي شاع. ولكن يهم تقدير سير الأحداث حتى أدت إلى تلك النتيجة.. وما تتركه في النفس من شعور بمؤامرات على الإخوان لا من الإخوان فيها!

    الحركة الإسلامية تبدأ من القاعدة

    أعود الآن إلى سرد الحوادث وفق الخط الزمني التاريخي .. وأوجه النظر إلى أهمية الفقرات التالية بوصفها قاعدة للتنظيم الجديد الذي تقوم عليه القضية الجديدة:
    لقد امتلأت نفسي بضرورة وجود حركة إسلامية كحركة الإخوان المسلمين في هذه المنطقة وضرورة عدم توقفها بحال من الأحوال .. الصهيونية والصليبية الاستعمارية تكره هذه الحركة وتريد تدميرها .. ومخططاتها الواضحة من كتبها ومن إجراءاتها ومن تقريراتها ومن دسائسها تقوم كلها على أساس أضعاف العقيدة الإسلامية، ومحو الأخلاق الإسلامية، وإبعاد الإسلام عن أن يكون هو قاعدة التشريع والتوجيه وذلك للوصول إلى تدمير العقائد والأخلاق، وبالتالي تدمير المقومات الأساسية للمجتمع في هذه المنطقة وإحداث انهيار يسهل معه تنفيذ تلك المخططات.. ووقف نشاط الإخوان حقق الكثير من هذه المخططات، وساعد على نشر الأفكار الإلحادية والانحلال الأخلاقي.
    الإخوان المسلمون تدبر لهم المذابح في حادث المنشية وحادث طرة … جمعية الفلاح عن طريق أعضائها القريبين من رجال الثورة، تشحن الجو بالتوتر والمخاوف وتعمل على توسيع الهوة وتعميقها .. التعذيب والقتل والتشريد ينال الألوف من العناصر المتدينة المتماسكة الأخلاق، الأمينة المخلصة، وبيوتهم وأطفالهم ونساءهم.. إلى آخر هذه الصورة المزعة الكئيبة .. هذه هي الحصيلة التي تجمعت لدي فيما بين سنة 1954 وسنة 1962، ليس معنى ذلك أنه لم تكن هناك أخطاء إطلاقاً في حركة الإخوان، ولكنها إلى جانب تلك الحصيلة تعد ضئيلة.
    إن الحركة الإسلامية يجب أن تستمر. إن القضاء عليها في مثل تلك الأحوال يعد عملاً فظيعاً جداً يصل إلى حد الجريمة. إن الأخطاء الحركية يمكن أن تستبعد، ويمكن الاستفادة من التجربة في تجنبها..
    وبعد مذبحة طره لم يعد في الليمان أحد من الإخوان معي إلا الأخ محمد يوسف هواش، والأخ محمد زهدي سلمان. وهذا الأخير بحكم ثقافته المحدودة لا يتمكن من المشاركة في أي تفكير من هذا النوع. فلم يبق معي إلا هواش.
    وبعد مراجعة ودراسة طويلة لحركة الإخوان المسلمين ومقارنتها بالحركة الإسلامية الأولى للإسلام اصبح واضحاً في تفكيري – وفي تفكيره كذلك- أن الحركة الإسلامية اليوم تواجه حالة شبيهة بالحالة التي كانت عليها المجتمعات البشرية يوم جاء الإسلام أول مرة من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة الإسلامية، والبعد عن القيم والأخلاق الإسلامية – وليس فقطا لبعد عن النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية- وفي الوقت نفسه توجد معسكرات صهيونية وصليبية استعمارية قوية، تحارب كل محاولة للدعوة الإسلامية وتعمل على تدميرها عن طريق الأنظمة والأجهزة المحلية، بتدبير الدسائس والتوجيهات المؤدية لهذا الغرض، ذلك بينما الحركات الإسلامية تشغل نفسها في أحيان كثيرة بالاستغراق في الحركات السياسية المحدودة المحلية، كمحاربة معاهدة أو اتفاقية، وكمحاربة حزب أو تأليب خصم في الانتخابات عليه.
    كما أنها تشغل نفسها بمطالبة الحكومات بتطبيق النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية بينما المجتمعات ذاتها بجملتها قد بعدت عن فهم مدلول العقيدة الإسلامية والغيرة عليها، وعن الأخلاق الإسلامية.. ولابد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة: وهي إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة، تربية إسلامية صحيحة. وعدم إضاعة الوقت في الأحداث السياسية الجارية. وعدم محاولات فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به.
    وفي الوقت نفسه، ومع المضي في برنامج تربوي كهذا، لابد من حماية الحركة من الاعتداء عليها من الخارج، وتدميرها ووقف نشاطها وتعذيب أفرادها، وتشريد بيوتهم وأطفالهم تحت تأثير مخططات ودسائس معادية، كالذي حدث للإخوان سنة 1948، ثم سنة 1954 وسنة 1957، وكالذي نسمع ونقرأ عنه مما يحدث للجماعات الأخرى، كالجماعة الإسلامية في باكستان، وهو يسير على نفس الخطة وينشأ عن نفس المخططات والدسائس العالمية.
    وهذه الحماية تتم عن طريق وجود مجموعات مدربة تدريباً فدائياً بعد تمام تربيتها الإسلامية من قاعدة العقيدة ثم الخلق.. هذه المجموعات لا تبدأ هي اعتداء، ولا محاولة لقلب نظام الحكم، ولا مشاركة في الأحداث السياسية المحلية. وطالما الحركة آمنة ومستقرة في طريق التعليم والتفهيم والتربية والتقويم، وطالما الدعوة ممكنة بغير مصادرة لها بالقوة، وبغير تدمير لها بالقوة، وبغير تعذيب وتشريد وتذبيح وتقتيل، فإن هذه المجموعات لا تتدخل في الأحداث الجارية، ولكنها تتدخل عند الاعتداء على الحركة والدعوة والجماعة لرد الاعتداء وضرب القوة المتعدية بالقدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها، إذ أن الوصول إلى تطبيق النظام الإسلامي والحكم بشريعة الله ليس هدفاً عاجلاً لأنه لا يمكن تحقيقه إلا بعد نقل المجتمعات ذاتها، أو جملة صالحة منها ذات وزن وثقل في مجرى الحياة العامة، إلى فهم صحيح للعقيدة الإسلامية ثم للنظام الإسلامي، وإلى تربية إسلامية صحيحة على الخلق الإسلامي، مهما اقتضى ذلك من الزمن الطويل والمراحل البطيئة.
    وأصبحت هذه الصورة للحركة الإسلامية واضحة في حسي تماماً- كما أصبحت واضحة في حس الأخ هواش – وبقيت مهمة نقلها إلى أفراد ومجموعات أخرى من الإخوان بأية وسيلة، لبدء حركة على أساسها. وفي سنة 1962 بدأت الحركة فعلاً.
    * * *
    بدأت بحضور أفراد من الإخوان المسجونين، أكثريتهم من سجن القناطر وأقليتهم من سجن الواحات، للعلاج في مستشفى ليمان طره، أو مستشفى سجن مصر كذلك ثم سجن طره حسب الإمكانيات العلاجية بهما. وإن كان الاتصال بهم في فترات الرياضة في فناء المستشفى وفي كل فرصة تسنح، وإن كان اتصالاً محدوداً وقصيراً من ناحية الزمن اليومي ومن ناحية زمن بقائهم بالمستشفى لعملية أو علاج ينتهي في فترة محدودة ويعودون إلى سجونهم، ما عدا أفراداً منهم مكثوا فترات طويلة وسأذكر شأنهم معي تفصيلاً: ولكن قبل ذلك لابد من تصوير الظروف التي تمت فيها هذه الاتصالات التي حاولت فيها نقل مفهوماتي لهؤلاء القادمين:
    أنا إلى ذلك الوقت في محيط الإخوان المسلمين مجرد أخ مسلم .. حقيقة أن له من نفوسهم قيمته ومكانته الشخصية بوصفه كاتباً مفكراً إسلامياً له خبرته وتجربته في المجالات العامة، وله شهرته ومكانته في العالم الإسلامي .. ولكنه مع ذلك كله ليست له صفة حركية إدارية في الجماعة تعطي له الحق الشرعي في رسم خطة حركية ولا من توجيه الإخوان إليها. لأن هذا الحق لمكتب الإرشاد وحده ولمن يكلفه بذلك. ولست من أعضاء المكتب ولا مكلفاً منه بشيء. هذا الظرف كان يحتم علي أن ابدأ مع كل شاب وأسير ببطء وحذر من ضرورة فهم العقيدة الإسلامية فهماً صحيحاً قبل البحث عن تفصيلات النظام والتشريع الإسلامي، وضرورة عدم إنفاق الجهد في الحركات السياسية المحلية الحاضرة في البلاد الإسلامية للتوفر على التربية الإسلامية الصحيحة لأكبر عدد ممكن. وبعد ذلك تجئ الخطوات التالية بطبيعتها بحكم اقتناع وتربية قاعدة في المجتمع ذاته لأن المجتمعات البشرية اليوم-بما فيها المجتمعات في البلاد الإسلامية- قد صارت إلى حالة مشابهة كثيراً أو مماثلة لحالة المجتمعات الجاهلية يوم جاءها الإسلام. فبدا معها من العقيدة والخلق لا من الشريعة والنظام. واليوم يجب أن تبدأ الحركة والدعوة من نفس النقطة التي بدأ فيها الإسلام، وأن تسير في خطوات مشابهة مع مراعاة بعض الظروف المغايرة.
    ولم يكن الزمن الذي يقضيه كل منهم يسمح بتكوين فهم كامل ولا واسع لهذا المنهج، ولكن فقط يفتح له نافذة للتفكير من جديد والقراءة في الكتب التي تساعده على هذا التصور والتي كنت أسمي له عدداً منها. وبعضها كان عندي في الليمان ومن مكتبته فيقرأ منها ما يمكن ويكمل الباقي بعد عودته، أولاً في صورة فردية. وفيما بعد تكونت أسر في سجن القناطر لدراسة هذه الكتب بالإضافة إلى كتب أخرى اختاروها بأنفسهم هناك كات أول مجموعة تكلمت معها في هذه المفهومات بتوسع – سنة 1962 على ما أذكر- مكونة من الأخوان: مصطفى كامل، وسيد عيد ويوسف كمال من سجن القناطر في فترة أقل من أسبوع، ولكنهم تحمسوا لهذه المفهومات وعادوا فتكلموا فيها مع بعض إخوانهم بحماسة كان لها رد فعل شديد في وسطهم. فبعضهم أخذ يتحمس لهذا الاتجاه من التفكير ويطلب منه المزيد. وبعضهم أخذ يتحمس ضده بشدة باعتبار أن فيه مخالفة للخط الحركي الذي سارت عليه الجماعة من قبل وتخطئه لها في بعض تحركاتها. وباعتبار آخر وهو أنه صادر عن جهة غير شرعية بالنسبة لهم.
    وتوالى خلال هذه الفترة-من سنة 1962 إلى سنة 1964-مجئ أفراد آخرين أذكر منهم من تعيه ذاكرتي على غير ترتيب زمني، ومن السهل معرفة الجميع سواء من أحد الإخوان الذين كانوا في القناطر أو من السجلات..
    أذكر منهم: رفعت الصياد-عبد الحميد ماضي- سعيد منسي- عبده صالح-فوزي نجم-الحاج عبد الرزاق أمان الدين-مصطفى دياب-سيد دسوقي-موسى جاويش-صبري عنتر-محمـود حامد-رشـدي عفيفي-عبـد السلام عماره-عبد الرؤوف كامل-سيد …- رجب …- سعد عفيفي-حسن عبد العظيم-صلاح الأنوار.
    * * *
    ملاحظة:
    محاولة تذكر الأسماء تسبب لي إجهاداً شديداً، وتستغرق وقتاً طويلاً يمنعني عن المضي في التقرير للوصول إلى الوقائع الأخيرة. فقد استغرق تذكر هذه الأسماء حوالي ساعتين. ولا أهمية في الحقيقة لسردها هكذا، ويمكن الاستعانة بذاكرة الأخ هواش، أو بذاكرة الأخ الطوخي الذي لم يحضر ولكنه كان بين المسؤولين عن الإخوان في القناطر، أو بأي واحد من الذين حضروا .. وذلك لكي أستطيع كتابة ما هو أهم، وهو نوع علاقة كل منهم بي، ثم تصرفاتهم وتصرفات المعارضين لهم من إخوانهم.
    * * *
    هؤلاء الذين حضروا من القناطر وسمعوا مني ما ينبغي أن يكون عليه منهج الحركة الإسلامية، وسمعوا المفهومات العقيدية الصحيحة، ومدى بعد المجتمعات الإنسانية اليوم عنها- بما فيها المجتمعات الإسلامية التقليدية ذاتها –ليسوا كلهم من سن واحدة ولا من ثقافة واحدة، فعدد منهم عمال، وعدد طلاب متفاوتو المستوى، والاستعداد، كما أن بعضهم أقام أياماً لقيني ساعة أو ساعتين في المجموع، وبعضهم أقام أسابيع، وبعضهم أقام أشهر طويلة، لذلك كله اختلفت الصور التي نقلوها لإخوانهم في القناطر، وبعض هذه الصور كانت شوهة أو مبتورة، وبعضها كان كاملاً وصحيحاً، مما جعل المسؤولين عنهم في القناطر-وكانوا يختارون من بينهم مجموعة من خمسة أو أقل أو أكثرن تشرف على شؤونهم فترة من الزمن حتى تتعب فيختارون غيرها- تطلب مني أسماء مجموعة من الكتب تكون مراجع لدراسة الإخوان، لأن الكتاب ينقل الفكرة نقلاً كاملاً صحيحاً، فكتبت لهم أسماء نحو أربعين كتاباً، اختاروا هم من بينها بعضها، وأضافوا بعضاً آخر، وجعلوها برنامجاً ثقافياً تدرسه فيما بينها أسر بقدر ما يسمح نظام السجن، والأسرة عادة سكان زنزانة فيما أظن، ولا أعرف على وجه الدقة تفصيلات ذلك. ولكن هذا لم يضع حداً للمشكلة التي نشأت من رفض مجموعة منهم أن تتلقى أفكاراً أو تدرس برنامجاً لم يأت من الجهة الشرعية في الجماعة ومعي الباقون من أعضاء مكتب الإرشاد في السجون وكانوا إذ ذاك في الواحات.
    وفي خلال الفترة من سنة 1962 إلى سنة 1964، انتهى الحال إلى أن تكون المجموعة التي في القناطر-وعددها حوالي المئة-مصنفة كالآتي: حوالي35 اندمجوا في الدراسة، وأصبحت لهم مفهومات واضحة في العقيدة الإسلامية وفي منهج الحركة الإسلامية.. وحوالي 23 آخرين يعارضون تماماً هذا الاتجاه، ويرفضون مبدأ السماع إلا من قيادة الجماعة في الواحة. وحوالي 50 يدرسون ولكنهم لم يصلوا إلى الوضوح الكافي وهم في الطريق إلى أن انتهت مدة سجن الجميع وخرجوا خلال 1965.
    وفي مقدمة الذين يعتبرون قد درسوا وفهموا: مصطفى كامل ورفعت الصياد – سيد عيد- فوزي نجم-الطوخي-صبري عنتر-عبد الحميد ماضي. ولا أملك تذكر كل الأسماء، لأني أعتمد دائماً فيها على ذاكرة الآخرين، ويمكن الاستعانة بذاكرة الأخ هواش أو الأخ الطوخي أو الأخ فوزي نجم ليذكرني بهذه الأسماء فهم يعرفونها معي ..
    وفي مقدمة الذين عارضوا بشدة وأقاموا ضجة: أمين صدقي وعبد الرحمن البنان-لطفي سليم- عبد العزيز جلال- والبقية يتذكرها الطوخي أو فوزي نجم أو مصطفى كامل.
    وبعض هؤلاء أوصلوا إلى الأستاذ عبد العزيز عطية وغيره في الواحات صورة مضخمة ومشوهة عن الانقسامات الخطيرة التي وقعت في مجموعة القناطر، وصورة كذلك مشوهة عن أصل الأفكار والمنهج الذي يدور حوله الخلاف. مما جعلهم في الواحات ينزعجون انزعاجاً شديداً سواء من الفكرة ذاتها أو من الخلاف حولها.
    وقد حضر من عندهم للعلاج في طره الأخ عبد الرؤوف أبو الوفا فأبلغني خبر هذا الانزعاج من ناحية واتجاه المجموعة في الواحة إلى عدم تكفير الناس من ناحية أخرى!
    وقد قلت له: إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية.. فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس!
    ولما عاد أبلغهم الصورة الصحيحة، بقدر ما فهم منها، ولكن ظل الآخرون في القناطر يلحون عليهم بوجوب وقف ما أسموه بالفتنة في صفوف الجماعة. وظل الحال كذلك حتى نقل إلى مستشفى طره الأستاذان عبد العزيز عطية وعمر التلمساني من أعضاء مكتب الإرشاد الباقين في السجون، والتقيا بي وأفهمتهما حقيقة المسألة فاستراحا لها.
    ولما حضر أمين صدقي وعبد الرحمن البنان إلى مستشفى طره-وكنت قد خرجت بعفو صحي بعد سوء حالة الذبحة الصدرية التي أصبت بها في السجن مع بقية أمراضي الأخرى. بلغني من الأخ هواش بعد خروجه، وكان حضاراً لقاء عضوي المكتب بالشابين الحاضرين من القناطر، إنهما حاولا إفهامها أن الأمر ليس كما فهموا، ولكنهما ظلا مصرين على موقفهما بعد عودتهما إلى القناطر هما والمجموعة التي معهم. وخرج هؤلاء وغيرهم على الصورة والتقسيم الذي أشرت إليه من قبل.
    المهم أن المجموعة الأولى التي تعتبر داعية للمفهوم الإسلامي الصحيح، جعل معظم أفرادها يزوروني بعد خروجهم. وإن كان قصر الفترة التي قضيتها في القاهرة، وكلها من الخروج إلى الاعتقال ثمانية أشهر بالضبط، جعل هذه الزيارات معدودة .. فمصطفى كامل مثلاً رأيته مرة واحدة، ورفعت الصياد ربما خمس أو ست مرات، وسيد عيد أكثر من عشر مرات، وفوزي نجم ثلاث مرات، والطوخي ثلاث مرات سريعة، وسيد دسوقي ربما ثلاث مرات أو أربع، والباقون كذلك أو أقل وفيهم من رأيته مرة واحدة. وكذلك زارني أفراد من المجموعة الثانية التي لم تنضج، مرة واحدة أو مرتين، وكانت علاقتي أكثر بالأخ هواش باعتباره الرجل الذي عشت معه قرابة عشر سنوات، وفكرنا معاً في المنهج واتفقنا على تصورنا له كل الاتفاق والذي كنت أرشحه في نفسي لأن يتولى إكمال عملية التوعية سواء للمجموعة الثانية أو الأولى الخارجة من سجن القناطر، كما كنت أرشحه للاتصال بالتنظيم الجديد ولكن ذلك لم يتم.
    ولكن لم يقع أن وضعت تنظيماً لهؤلاء الخارجين من السجن ولا حتى للمجموعة الأولى المؤلفة من نحو 25 شاباً لعدة أسباب:
    (1) إنها معتبرة كبقية الإخوان ضمن الجماعة في حالة سكون عن الحركة في الظروف الحاضرة، وليس لها وضع مستقل يربطها بي إلا نوع التفكير.. ولم أكن أريد أن أدخل في أية إشكالات كالتي أثارتها المجموعة المعارضة في القناطر.
    (2) إن الخارج من السجن بعد عشر سنوات يكون كالأعمى من ناحية الرؤية الاجتماعية، ولابد أن تترك له فرصة للتعرف إلى المجتمع، ولمعالجة أحواله وأوضاعه الاجتماعية. فضلاً على أن تحركاته مراقبة بشدة.
    (3) إن الجو في الخارج غيره في السجن، ففي السجن تكون الطاقة حبيسة ومتجمعة ومندفعة في الاتجاه الذي دخل صاحب العقيدة من أجله السجن.. أما وهو في الخارج فستستغرقه مشاغل ومشكلات واهتمامات متنوعة.. ولم يكن بد من تركهم فترة يتبين فيها من تستغرقه الحياة الدنيا ممن تبقى فيه بقية لعقيدته ودعوته..
    لذلك كله، كنت أؤجل الحديث في مسألة تنظيمهم سواء إذا تحدث فيه أحد منهم، أو إذا سألني أحد من الشبان الخمسة المشرفين على التنظيم الجديد الذي وجد في غيبتي في السجن والتقيت به بعد خروجي-والذي هو الموضوع الأساسي للجزء التالي من هذا التقرير-ما رأيك في فلان من الخارجين من السجن؟ .. ولماذا لا ينضمون كلهم أو بعضهم إلى تنظيمنا؟..
    ومرة قلت لهم: إننا لابد أن نتركهم ستة أشهر على الأقل، وحتى لو عملنا لهم تنظيماً فسيبقى مستقلاً .. وإنني أفكر في أنه –عند ذلك- يشرف عليهم الأخ هواش وهو وحده يتصل بالتنظيم الجديد .. إلا أن شيئاً من هذا كله لم يتم ..
    والذي حدث فقط أنني استدعيت الأخ الطوخي لأعرف منه حقيقة كل واحد من الذين خرجوا، وتصنيف فئاتهم من ناحية الفهم والوعي.. وذلك لأنه كان ملاصقاً لهم أكثر مني، وأنا أثق بحسن تقديره وصدق شهادته.
    وقد تذكرت الآن أنه هو الزائر الذي ذكر الأخ علي عشماوي في أقواله أنه حضر في أثناء اجتماعاتهم عندي، وأن أخي محمد قطب استدعاني لمقابلته، فجلست معه، ولما عدت قلت لهم: إنني عجلت بمقابلته، لينصرف من عندي، لأنه في مركز حرج، أو حساس، لا أتذكر، حسب ما ورد في أقواله، وهو ذاكرته أحسن.
    والظروف التي كانت محيطة بالأخ الطوخي في ذلك الحين، أنه كان قد تسلم عملاً في الإسماعيلية، في مكتب التوكيلات فيما أظن، وكانت مباحث الإسماعيلية تراقب تحركاته بشدة ربما نظراً لأنه كان فترة طويلة مسؤولاً عن إخوان القناطر، أو لأسباب أخرى لا أعلمها وكان عليه أن يعود إلى الإسماعيلية ليلاً ليكون هناك في الصباح. ولم يكن يحب أن يراه أحد عندي أو يحس بوجوده حتى في القاهرة. وكنت في حاجة إليه لأسأله عن تصنيف الخارجين من القناطر، فحضر على عجل، وتحدث إلي فيما أردت. فأشرت إلى هذا الظرف بالإجمال للخمسة المجتمعين معي بسبب أنني قمت سريعاً وتركتهم بمجرد أن محمد قطب ذكر لي اسمه في أذني وأنه يريد أن يراني سريعاً. وكنت على علم بظروفه هذه.
    * * *
    ملاحظة:
    العادة المتبعة في بيتي أنني إذا كنت مع ضيوف وأراد أي واحد: أخي أو أبناء أخي أو الخادم استدعائي لأمر في الداخل، أو لزائر على الباب أو في حجرة جلوس أخرى، أن يهمس في أذني ولا يجهر باستدعائي وسببه. وهو أدب عادي في البيت.. ومحمد لم يكن يعرف الأخ الطوخي ولا المهمة التي جاء من أجلها، وقد لا يتذكر هذا الحادث.
    وفيما عدا هذا الاستفهام من الأخ الطوخي عن أحوال الخارجين لم تقع مني خطوة أخرى لتنظيمهم مستقلين أو متصلين بالتنظيم الجديد، ولكني علمت من الأخ الطوخي أنهم-قبل خروجهم من السجن- كانوا قد كلفوا واحداً من كل ثلاثة أو أربعة أو أكثر، لا يقيمون في مساكن متقاربة أن يتعهد الآخرين معه بالزيارة والسؤال عن أحوالهم دون أن يعرفوا هم ذلك ولا يشعروا بأن وراءه شيئاً. وذلك فقط كمجرد رابطة-ولا يزيد- وذلك في انتظار أية تعليمات أخرى إذا سمحت الظروف بإعادة تنظيمهم. فقلت له: هذا يكفي..
    ولم يزد الأمر على ذلك شيئاً فيما يختص بالخارجين من السجون ولم يتسع الوقت لأعرف إن كان هذا الإجراء الذي اتفق عليه في القناطر بالنسبة للخارجين، إجراء محلياً فكروا فيه من أنفسهم، أو أنه تنبيه عام وارد لهم من جهة قيادتهم من أعضاء المكتب فأنا لم أكن الآمر به. ولكني أرجح أنه إجراء ذاتي من عندهم، لأنه كما فهمت يتعلق فقط بالمجموعة الواعية والتالية، ولا يشمل جميع الخارجين. وقد رأيته أنا كافياً في الظروف الحاضرة لأن موضوع تنظيم الخارجين من السجون كان مستبعداً مؤقتاً في تقديري، اكتفاء بالتنظيم الجديد الذي خرجت فوجدته قائماً واشتغلت معه واهتممت بتعديل وتحسين وتكوين عقليته ومفهوماته ومنهج حركته كما سيأتي بالتفصيل .. وفي الوقت نفسه لم أخبر أحداً منهم بشيء عن التنظيم الجديد. وفيما عدا الأخ هواش الذي ذكرت له عموميات عنه وليس تفصيلات، فإن أحداً غيره لم يعلم مني شيئاً عن ذلك التنظيم لا من الخارجين من السجون ولا من الإخوان بصفة عامة ولا من الناس على العموم.

    البحث عن السلاح والمال

    التنظيم الجديد
    خرجت من السجن، وفي تصوري صورة خاصة محددة لما يجب أن تكون عليه أية حركة اسلامية في الظروف العالمية والمحلية الحاضرة وصورة لخطوات المنهج الذي يجب أن تسير عليه. وقد ذكرت ذلك من قبل ولكني ألخصه هنا قبل البدء في التفصيلات :
    1- المجتمعات البشرية بجملتها قد بعدت عن فهم وادراك معنى الإسلام ذاته . ولم تبعد فقط عن الأخلاق الإسلامية، والنظام الإسلامي، والشريعة الإسلامية. وإذن فأية حركة اسلامية يجب أن تبدأ من اعادة تفهيم الناس معنى الإسلام ومدلول العقيدة وهو أن تكون العبودية لله وحده. سواء في الاعتقاد بألوهيته وحده، أو تقدير الشعائر الشعائر التعبدية له وحده، أو الخضوع والتحاكم إلى نظامه وشريعته وحدها .
    2- الذين يستجيبون لهذا الفهم يؤخذ في تربيتهم على الأخلاق الإسلامية ةفي توعيتهم بدراسة الحركة الإسلامية وتاريخها وخط سير الإسلام في التعامل مع كل المعسكرات والمجتمعات البشرية، والعقبات التي كانت في طريقه والتي لا تزال تتزايد بشده ، وبخاصة من المعسكرات الصهيونية والصليبية الاستعماريه.
    3- لا يجوز البدء بأي تنظيم إلا بعد وصول الأفراد إلى درجة عالية من فهم العقيدة ومن الأخذ بالخلق الاسلامي في السلوك والتعامل ومن الوعي الذي تقدم ذكره.
    4- ليست المطالبة بإقامة النظام الاسلامي وتحكيم الشريعة الاسلامية هو نقطة البدء. ولكن نقطة البدء هي نقل المجتمعات ذاتها – حكاما ومحكومين – عن الطريق السالف إلى المفهومات الاسلامية الصحيحة – وتكوين قاعدة إن لم تشمل المجتمع كله فعلى الأقل تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في اتجاه المجتمع كله إلى الرغبة والعمل على إقامة النظام الاسلامي وتحكيم الشريعة الاسلامية .
    5- وبالتالي لا يكون الوصول إلى اقامة النظام الاسلامي وتحكيم الشريهة الاسلامية عن طريق انقلاب في الحكم يجيء من أعلى، ولكن عن طريق تغير في تصورات المجتمع كله – أو مجموعات كافية لتوجيه المجتمع كله – وفي قيمه وأخلاقه والتزامه بالاسلام يجعل تحكيم نظامه وشريعته فريضة لا بد منها في حسهم !
    6- في الوقت ذاته تجب حماية هذه الحركة، وهي سائرة في خطواتها هذه بحيث إذا اعتدى عليها وعلى أصحابها يرد الاعتداء. وما دامت هي لا تريد أن تعتدى ، ولا أن تستخدم القوة في فرض النظام الذي تؤمن بضرورة قيامه – على الاساس المتقدم وبعد التمهيدات المذكورة – والذي لا يتحقق اسلام الناس إلا بقيامه حسب ما يقرر الله سبحانه ، ما دامت لا تريد أن تعتدى ولا أن تفرض نظام الله بالقوة من أعلى فيجب أن تترك تؤدي واجبها وألا يُعتدى عليها وعلى أهلها . فإذا وقع الاعتداء كان الرد عليه من جانبها .
    * * *
    هذه كانت الصورة المتكاملة في تصوري لأية حركة إسلامية حاضرة .. ولكن حدث أن التقيت بعد خروجي على التوالي بالشبان الآتية أسماؤهم- من بين من التقيت بهم من الإخوان وغير الإخوان ممن لهم اتجاه إسلامي: عبد الفتاح إسماعيل –على العشماوي- أحمد عبد المجيد (وقد عرفت بقية اسمه هنا في السجن الحربي) مجدي- صبري ... وعلمت منهم بعد لقاءات متعددة أنهم مكونون بالفعل تنظيماً يرجع تاريخ العمل فيه إلى حوالي أربع سنوات أو أكثر، وأن أقلية منه ممن سبق اعتقالهم من الإخوان والأكثرية ممن لم يسبق اعتقالهم أو ممن لم يكونوا من الأخوان من قبل، وأن هذا التنظيم تم بأن كلاً منهم على انفراد فكر في وقت من الأوقات السابقة- في هذه السنوات من ضرورة العمل لإعادة حركة الإخوان المسلمين وعدم الاكتفاء بهذه الصورة القائمة لوجود الجماعة، وهي أن تكون هناك بعض الاشتراكات والمساعدات لإعالة الأسر التي لم يعد لها مورد رزق، مع مجرد التجاوب الصامت بين الأخوان والقعود والانتظار، وأنهم في أثناء تحركهم كل على حدة لتنظيم أي عدد من الإخوان الراغبين في الحركة أو تحريكهم التقوا بعضهم ببعض، وبعض أن استوثق بعضهم من بعض انضموا كل بالمجموعة التي كانت قد انضمت إليه وكونوا هذا التنظيم الواحد. وأنهم – وكلهم من الشبان القليلي الخبرة – ظلوا يبحثون عن قيادة لهم من الكبار المجربين في الجماعة، فاتصلوا بالأستاذ فريد عبد الخالق، كما اتصلوا بإخوان الواحات (الذين اتصلوا بالأستاذ فريد كلهم والذي اتصل بالواحات عبد الفتاح) وبغيرهم، ولكنهم لم يجدوا حتى الآن قيادة لهم، وهم يريدون أن أتولى أنا هذا بعد خروجي، ذلك أنهم بعد أن قرأوا كتاباتي وسمعوا أحاديثي معهم قد تحولت أفكارهم وتوسعت رؤيتهم إلى حد كبير. وقد كانوا يفكرون من قبل على أساس أن المسألة مسألة تنظيم مجموعة فدائية لإزالة الأوضاع والأشخاص التي ضربت جماعة الإخوان المسلمين وأوقفت دعوتهم، وإقامة الجماعة وإقامة النظام الإسلامي عن هذا الطريق .. أما الآن فقد فهموا أن المسألة أوسع من ذلك بكثير وأن طريق العمل طويل، وأن العمل في المجتمع يجب أن يسبق العمل في نظام الدولة، وأن تكوين وتربية الأفراد يجب أن يسبق التنظيم.. إلى الآخر .. وأن من وراءهم من الشبان أخذوا يتصورون الأمور على هذا النحو إلى حد ما .. ولكنهم هم في حاجة إلى قيادة تزودهم بالمزيد في التحرك ليستطيعوا هم أن يؤثروا فيمن وراءهم، ويوسعوا إدراكهم، ويغيروا تصوراتهم ...
    وكنت أمام أمرين: إما أن أرفض العمل معهم .. وهم لم يتكونوا على النحو الذي أنا مقتنع به، فلم يتم تكوين الأفراد وتربيتهم وتوعيتهم قبل أن يصبحوا تنظيماً وقبل أن يأخذوا في التدريب الفعلي على بعض التدريبات الفدائية.. وإما أن أقبل العمل على أساس إدراك ما فاته من المنهج الذي أتصوره للحركة وعلى أساس إمكان ضبط حركاتهم بحيث لا يقع اندفاع في غير محله خصوصاً وبعضهم ينوي فعلاً، وعقلية البدء بإقامة النظام الإسلامي من قمة الحكم قد تغلب على الفهم الجديد وعلى عقلية البدء بإقامة العقيدة والخلق والاتجاه في قاعدة المجتمع.. وقررت اختيار الطريق الثاني والعمل معهم وقيادتهم..
    ولكني قلت لهم مخلصاً في ذلك، حقيقة أن الحركة الإسلامية في الظروف الحاضرة تحتاج إلى نظرة واسعة وفهم ووعي الإسلام ذاته وتاريخ حركته وكذلك فهم للظروف العالمية المحيطة بالإسلام وبالعالم الإسلامي.. الخ.. وأنتم تقولون أنكم لم تجدوا قيادة، وتريدون أن أقوم لكم بهذا الدور .. ولكنني كما تعلمون رجل مريض بأمراض مستعصية على الطلب حتى الآن وخطيرة والآجال نعم بيد الله ولكن قدر الله يتم بأسباب يوجدها الله .. لذلك يجب أن تعتمدوا على الله وتحاولوا أن تكونوا أنتم قيادة، ومهمتي الحقيقية معكم هي بذل كل ما أملك لتوعيتكم وتكوينكم العقلي لتكونوا قيادة .. أما دينكم وخلقكم وتقواكم وإخلاصكم وتعاملكم مع الله فأنا أرى وأحس أنكم سائرون فيها بخير والحمد لله .. وكنت أكرر عليهم هذه المعاني وأتجه بهم هذا الاتجاه .. وكانت الوسيلة لتحقيق ذلك هي اجتماعي بهم أحياناً مرة كل أسبوع، وأحياناً مرة كل أسبوعين.. وفي فترات انشغالي مرة كل ثلاثة أو كل شهر .. وقد بدأت أدرس معهم تاريخ الحركة الإسلامية، ثم موافق المعسكرات الوثنية والملحدة والصهيونية والصليبية قديماً وحديثاً من الإسلام، مع إلمام خفيف بالأوضاع في المنطقة الإسلامية في التاريخ الحديث منذ عهد الحملة الفرنسية، وأحياناً التعليق على الأحداث والأخبار والإذاعات، مع محاولة تدريبهم على تتبعها بأنفسهم.. فقد كلفتهم أن يخصصوا منهم ومن بعض من يختارونهم ممن وراءهم تتبع الصحف العالمية والإذاعات العالمية، وإذا أمكن الكتب التي تصدر باللغتين الإنجليزية والفرنسية وتهتم بالإسلام وبالمنطقة الإسلامية.
    وحدث أربع مرات أن جاءني أحمد عبد المجيد بحصيلة تتبعهم للأخبار الصحفية العالمية والمحلية والإذاعات كذلك. وكانت صورة بدائية ساذجة، ولكنها الخطوات الأولى الضرورية، ومنها كنت أعرف مدى عقليتهم العامة .. غير أن جلساتي معهم كانت محدودة بحكم قصر المدة التي اتصلوا بي فيها فهي في مجموعها إذا استبعدنا الفترات التي كنت مشغولاً فيها أو مريضاً أو بعيداً عن القاهرة لا تزيد على ستة أشهر، ولا تحتمل أكثر مما يتراوح بين عشرة واثني عشر اجتماعاً، لا يتسنى فيها إلا القليل وبعضها كان يشغل بمسائل عملية أخرى تختص بموقف التنظيم من بقية الإخوان كما تتعلق بمسائل التدريب وأسلحته .. وبخطة مقابلة الاعتداء على التنظيم من بقية الإخوان كما تتعلق بمسائل التدريب وأسلحته.. وبخطة مقابلة الاعتداء على التنظيم وتوقع ضربه حسب ما يتردد من أخبار وإشاعات .. وأظن أن هذه هي المسألة الرئيسية التي تهم المشرفين على القضية أكثر من غيرها.. ولكنني كنت أرى أنه لابد من عرض الصورة الكاملة التي تساعد على فهم هذه المسألة من كل جوانبها.
    * * *
    كنا قد اتفقنا على استبعاد استخدام القوة كوسيلة لتغيير نظام الحكم أو إقامة النظام الإسلامي وفي الوقت نفسه قررنا استخدامها في حالة الاعتداء على هذا التنظيم الذي سيسير على منهج تعليم العقيدة وتربية الخلق وإنشاء قاعدة للإسلام في المجتمع. وكان معنى ذلك البحث في موضوع تدريب المجموعات التي تقوم برد الاعتداء وحماية التنظيم منه، وموضوع الأسلحة اللازمة لهذا الغرض، وموضوع المال اللازم كذلك.
    فأما التدريب فقد عرفت أنه موجود فعلاً من قبل أن يلتقوا بي، ولكن لم يكن ملحوظاً فيه أن لا يتدرب إلا الأخ الذي فهم عقيدته ونضج وعيه، فطلبت منهم مراعاة هذه القاعدة، وبهذه المناسبة سألتهم عن العدد الذي تتوافر فيه هذه الشروط عندهم وبعد مراجعة بينهم ذكروا لي أنهم حوالي السبعين، وتقرر الإٍسراع في تدريبهم نظراً لما كانوا يرونه من أن الملل يتسرب إلى نفوس الشباب إذا ظل كل زادهم هو الكلام من غير تدريب وإعداد.. ثم تجدد سبب آخر فيما بعد عندما بدأت الإشاعات ثم الاعتقالات بالفعل لبعض الأخوان .. وأما السلاح فكان موضوعه له جانبان:
    الأول: أنهم أخبروني-ومجدي هو الذي كان يتولى الشرح في هذا الموضوع-أنه نظراً لصعوبة الحصول على ما يلزم منه حتى للتدريب فقد أخذوا في محاولات لصنع بعض المتفجرات محلياً، وأن التجارب نجحت وصنعت بعض القنابل فعلاً، ولكنها في حاجة إلى التحسين والتجارب مستمرة...
    والثاني: أن علي عشماوي زارني على غير ميعاد وأخبرني أنه كان منذ حوالي سنتين قبل التقائنا قد طلب من أخ في دولة عربية قطعاً من الأسلحة، حددها له في كشف، ثم ترك الموضوع من وقتها، والآن جاءه خبر منه أن هذه الأسلحة سترسل – وهي كميات كبيرة حوالي عربية نقل، وأنها سترسل عن طريق السودان مع توقع وصولها في خلال شهرين .. وكان هذا قبل الاعتقالات بمدة ولم يكن في الجو ما ينذر بخطر قريب .. ولما كان الخبر مفاجئاً فلم يكن ممكناً البت في شأنه حتى نبحثه مع الباقين، فاتفقنا على موعد لبحثه معهم .. وفي اليوم التالي – على ما أتذكر- وقبل الموعد جاءني الشيخ عبد الفتاح إسماعيل وحدثني في هذا الأمر وفهمت أنه عرفه طبعاً من علي وكان يبدو غير موافق عليه ومتخوفاً منه، وقال: لابد من تأجيل البث في الموضوع حتى يحضر صبري، وقلت له: إننا سنجتمع لبحثه.
    وفي الموعد الأول –على ما أتذكر لم يحضر صبري- لذلك لم يتم تقرير شيء في الأمر، وفي موعد آخر كان الخمسة عندي وتقرر تكليف علي بوقف إرسال الأسلحة من هناك حتى يتم الاستعلام من مصدرها عن مصدر النقود التي اشتريت بها، فإن كان من غير الإخوان ترفض، والاستفهام كذلك عن طريق شرائها دفعة واحدة أو مجزأة وطريقة إرسالها، وضمانات أنها مكشوفة أم لا؟ وبعد ذلك يقال للأخ المرسل ألا يرسلها حتى يخطره بإرسالها..
    ومضى أكثر من شهر – على ما أتذكر – حتى وصل للأخ علي رد مضمونه الباقي في ذاكرتي: أن هذه الأسلحة بأموال إخوانية من خاصة مالهم، وأنهم دفعوا فيها ما هم في حاجة إليه لحياتهم تلبية للرغبة التي سبق إبداؤها من هنا وأنها اشتريت وشحنت بوسائل مأمونة..
    ولا أتذكر إن كان هذا الرد أو رد تال جاء بعده قد تضمن أن الشحنة أرسلت فعلاً ولا يمكن وقف وصولها وأنهم يفكرون في طريق ليبيا إلى جانب طريق السودان أو لأنه قد يكون أيسر من طريق السودان (لا أتذكر النص بالضبط) والأرجح أنه رد واحد. وعند ذكر ليبيا قلت: أنهم إذا فكروا في طريق ليبيا فإن أعرف من يستطيعون مساعدتنا في نقل مثل هذه الأشياء.. وكنت أفكر وقتها في اثنين من إخوان ليبيا عرفتهما بعد خروجي من السجن: أحدهما (الطيب الشين) وكان يدرس في مركز التعليم الأساسي بسرس الليان وله علاقة بسائقي عربات النقل بخط الصحراء بين ليبيا ومصر، والآخر (المبروك) ولا أذكر إن كان اسمه الأول (محمد) أم لا لأني أعرفه باسم واحد .. وكان في مناسبة ذكر لي أن بعض أقاربه يشتغلون بالقوافل بين مصر وليبيا .. ولم أستوضحه وقتها عن القوافل لأنه كان كلاماً عابراً بخصوص ما إذا كان يلزمني أي شيء ليس موجوداً في مصر ويمكن الحصول عليه من ليبيا أو من الخارج وقوله لي أن أطلب أي شيء فنقله مأمون تماماً لأن أقاربه في القوافل .. كذلك لا أعرف بالضبط نوع التجارة التي يزاولها هو ويحضر من أجلها إلى مصر .. إلا أنه في مرة قال لي: أنه يستورد من الإسكندرية البرانس التي تلبس في المغرب وتصنع هنا في مصر وليس في المغرب .. ومرة قال لي أنه معه شحنة كتب .. ولكني غير متأكد من نوع التجارة التي يزاولها.
    وأما مسألة المال فقد جاء ذكرها مرات في اجتماعاتنا أو في أحاديثهم متفرقين معي، وعرفت أن لدى الشيخ عبد الفتاح مبالغاً ولكنه كان يقول لهم دائماً: أنه هو مؤتمن عليه وهو وديعة عنده لينفق في أغراض معينة ولذلك فهو لا يملك أن ينفق منه في إعانات البيوت مثلاً ولا يملك التصرف في شيء إلا بإذنه .. وقد قال لي الشيخ عبد الفتاح مثل هذا الكلام، ولكن لما عرضت مسألة الإنفاق على الصناعة المحلية للمتفجرات وعلى الإنفاق لتسلم شحنة الأسلحة التي أرسلت بعدما تبين أنه لا يمكن وقفها ولا يمكن تركها كذلك قال أن أي مبلغ تحت تصرفكم. واستأذنني في هذا فأذنت له، وفهمت أنه كان يعتبر المبلغ أمانة لا يتصرف فيه إلا بإذن قيادة شرعية. ولكني لم أعلم بالضبط مصدر هذا المبلغ ولا مقداره .. كل ما كان واضحاً أنه من إخوان في الخارج وليس من أية جهة أخرى.. فهذا ما كنت أحب أن أتأكد منه في علاقاتهم السابقة لأني كما قلت لهم لا أجيز للحركة الإسلامية أن تستعين بأجنبي عنها لا في مال ولا في سلاح ولا في حركة .. كذلك لم أعرف بالضبط مقداره ولكني أستنتج أنه أكثر من ألف جنيه .. فقد جاء ذلك في كلمات عرضية .. وكان الشيخ عبد الفتاح يقول كذلك، أنه في مكان أمين .. ولم أكن أستوضحه عن هذه التفصيلات .. لأنني كنت أكتفي بأقل قدر منها .. وكذلك كل أعمالهم التنفيذية فقد كان يكفي منها عنده ما يتعلق بالخطة العامة.. أما التفصيلات فكانت متروكة لهم لأنهم أخبر بها مني .. ولكن تبعتها بالطبع تقع علي لأن الخطة العامة كانت تتم بموافقتي .. كذلك جاءنا مبلغ مئتي جنيه من إخوان العراق سلمتها للأخ على فور تسلمها، وكان حاضراً لتكون في عهدتهم وتحت تصرفهم .. وسيجيء تفصيل علاقتنا بإخوان العراق في موضعه فيما بعد..

    خطة رد الاعتداء
    على الحركة الإسلامية
    كما تقدم كنا قد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم، وفرض النظام الإسلامي من أعلى، واتفقنا في الوقت ذاته على مبدأ رد الاعتداء على الحركة الإسلامية التي هي منهجها إذا وقع الاعتداء عليها بالقوة.
    وكان أمامنا المبدأ الذي يقرره الله سبحانه: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" وكان الاعتداء قد وقع علينا بالفعل في سنة 1954 وفي سنة 1957 بالاعتقال والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل وتخريب البيوت وتشريد الأطفال والنساء. ولكننا كنا قررنا أن هذا الماضي قد انتهى أمره فلا تفكر في رد الاعتداء الذي وقع علينا فيه، إنما المسألة هي مسألة الاعتداء علينا الآن. وهذا هو الذي تقرر الرد عليه إذا وقع .. وفي الوقت نفسه لم نكن نملك أن نرد بالمثل لأن الإسلام ذاته لا يبيح لمسلم أن يعذب أحداً، ولا أن يهدر كرامة الآدمية ولا أن يترك أطفاله ونساءه بالجوع، وحتى الذين تقام عليهم الحدود في الإسلام ويموتون تتكفل الدولة بنسائهم وأطفالهم، فلم يكن في أيدينا من وسائل رد الاعتداء التي يبيحها لنا ديننا إلا القتال والقتل: أولاً لرد الاعتداء حتى لا يصبح الاعتداء على الحركة الإسلامية وأهلها سهلاً يزاوله المعتدون في كل وقت. وثانياً لمحاولة إنقاذ وإفلات أكبر عدد ممكن من الشباب المسلم النظيف المتماسك الأخلاق في جيل كله إباحية وكله انحلال وكله انحراف في التعامل والسلوك كما هو دائر على السنة الناس وشائع لا يحتاج إلى كلام.
    لهذه الأسباب مجتمعة فكرنا في خطة ووسيلة ترد الاعتداء .. والذي قلته لهم ليفكروا في الخطة والوسيلة باعتبار أنهم هم الذين سيقومون بها بما في أيديهم من إمكانيات لا أملك أنا معرفتها بالضبط ولا تحديدها.. الذي قلته لهم: إننا إذا قمنا برد الاعتداء عند وقوعه فيجب أن يكون ذلك في ضربه راجعة توفق الاعتداء وتكفل سلامة أكبر عدد من الشباب المسلم.
    ووفقاً لهذا جاءوا في اللقاء التالي ومع أحمد عبد المجيد قائمة باقتراحات تتناول الأعمال التي تكفي لشل الجهاز الحكومي عن متابعة الأخوان في حالة ما إذا وقع الاعتداء عليهم كما وقع في المرات السابقة لأي سبب إما بتدبير حادث كحادث المنشية الذي كنا نعلم أن الأخوان لم يدبروه أو مذبحة طرة التي كنا على يقين أنها دبرت للأخوان تدبيراً، أو لأية أسباب أخرى تجهلها الدولة أو تدس عليها وتجيء نتيجة مؤامرة أجنبية أو محلية .. وهذه الأعمال هي الرد فور وقوع اعتقالات لأعضاء التنظيم بإزالة رؤوس في مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة ومدير مكتب المشير ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربي، ثم نسف لبعض المنشآت التي تشل حركة مواصلات القاهرة لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها وفي خارجها كمحطة الكهرباء والكباري، وقد استبعدت فيما بعد نسف الكباري كما سيجيء.
    وقلت له: إن هذا إذا أمكن يكون كافياً كضربة رادعة رد على الاعتداء على الحركة وهو الاعتداء الذي يتمثل في الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد كما حدث من قبل- ولكن ما هي الإمكانيات العملية عندكم للتنفيذ ..
    وظهر من كلامهم أنه ليس لديهم الإمكانيات اللازمة، وأن بعض الشخصيات كرئيس الجمهورية ورئيس الوزارة –فيما يذكر- وربما غيرهما كذلك عليهم حراسة قوية لا تجعل التنفيذ ممكناً، فضلاً على أن ما لديهم من الرجال المدربين والأسلحة اللازمة غير كاف لمثل هذه العمليات .. وبناء على ذلك اتفق على الإسراع في التدريب بعدما كنت من قبل أرى تأجيله ولا أتحمس له باعتباره الخطوة الأخيرة في خط الحركة وليس الخطوة الأولى .. ذلك أنه كانت هناك نذر متعددة توحي بأن هناك ضربة للإخوان متوقعة، والضربة كما جربنا معناها التعذيب والقتل وخراب البيوت وتشرد الأطفال والنساء فقد أخذ الشيوعيون ينثرون الإشاعات في كل مكان بأن الإخوان المسلمين يعيدون تنظيم أنفسهم واختيار قيادة جديدة لهم وبلغتنا إشاعة أن الشيوعيين وضعوا منشورات في نقابة الصحفيين يبدو فيها طابع الإخوان للتحريض عليهم، ولم يكن هذا غريباً فقد سمعنا من قبل أنه ضبطت منشورات معدة للتوزيع في حقيبتي رجلين من رجال الدين المسيحي ماتا في حادث منذ سنوات وعليها توقيع الأخوان المسلمين بقصد الإيقاع بهم ..
    كذلك كان الأستاذ منير الدلة قد قال لي في أثناء تحذيره وتخوفه من شبان متهورين يقومون بتنظيم: أنه يعتقد أنهم دسيسة على الإخوان بمعرفة قلم مخابرات أخبار أمريكي عن طريق الحاجة زينب الغزالي وأن المخابرات "كاشفاهم" وأنهم يفكرون في مكتب المشير في التعجيل بضربهم أو في تركهم فترة .. كما قال لي من قبل قريباً من هذا الكلام الحاج عبد الرازق هويدي نقلاً عن الأستاذ مراد الزيات صهر الأستاذ فريد عبد الخالق والأستاذ منير وبينهما توافق في التفكير والاتجاه، وكان الحاج عبد الرازق هويدي قد ذكر لي كذلك أن هؤلاء الشبان متصلون بالأستاذ عبد العزيز علي (الوزير السابق) أو اتصلوا به وأنه يقال: أنه متصل بالأمريكان ومدسوس عليهم وكنت قد عرفت من الشبان أنهم فعلاً التقوا مع الأستاذ عبد العزيز علي والأستاذ فريد في بيت الحاجة زينب الغزالي في أثناء بحثهم عن قيادة، ولكنهم لم يستريحوا له، فلم يكاشفوه بأسرار تنظيمهم، وفي كلام الأستاذ فريد معي أشار إلى اتصالهم بأشخاص مشكوك فيهم وكنت أعرف أنه يشير إلى اتصالهم بالأستاذ عبد العزيز وبالحاجة زينب، ورأيه من رأي الأستاذ منير أنهما مدسوسان لعمل مذبحة للإخوان ..
    وكنت قد عرفت أن اتصالهم بالأستاذ عبد العزيز على منقطع، أما الحاجة زينب فكنت قد عرفت أنها قامت بمجهود كبير في السنوات الأخيرة في مساعدة البيوت، وأنها متصلة ببيت الأستاذ المرشد ومحل ثقتهم، وأن الشيخ عبد الفتاح هو وحده المتصل بها، ولم يكن عندي خوف من ناحية أن يستخدمها أي قلم مخابرات لأنها مكشوفة.
    المهم أن هذه كلها كانت تنذر بقرب ضربة واعتداء يقع على الإخوان وعلى هذا التنظيم بشكل خاص... فقررنا الإسراع في التدريب بقدر الإمكان، وانصرفنا على انه ليس لدينا الإمكانيات الآن.
    وأتذكر أن هذا كان آخر اجتماع للمجموعة، فلم التق بعد ذلك إلا بالشيخ عبد الفتاح وبالأخ علي العشماوي في رأس البر، ولم أتبين تفصيلات ما اتخذوه بينهم من إجراءات التدريب، ولا أية خطوات أخرى تنفيذية، ولا أذكر أنه جاء ذكر شيء من هذا سواء في مقابلتي مع الشيخ عبد الفتاح أو مع الأخ علي في رأس البر، إلى أن وقعت الاعتقالات الأولى للإخوان بالفعل، ولم يكن منهم أحد من أعضاء التنظيم بعد، وكانت المسافة قصيرة بين آخر اجتماع، والاعتقالات لا تمكنهم من تدريب حقيقي .. وهنا أرسلت إليهم عن طريق الحاجة زينب – في تعبيرات ملفوفة غير صريحة، أن يوقفوا نهائياً عملية السودان (أي الخاصة بالأسلحة) بأي شكل وأن يلغوا كل عملية أخرى (أي الخاصة برد الاعتداء) فجاءني استفهام من الأخ علي عن طريق الحاجة زينب كذلك عما إذا كانت هذه تعليمات نهائية حتى لو وقع التنظيم، فأجبته بأنه في هذه الحالة فقط وعند التأكد من إمكان أن تكون الضربة رادعة وشاملة يتخذ إجراء وإلا فصرف النظر عن كل شيء. وكنت أعلم أن ليس لديهم إمكانيات بالفعل وأنه لذلك لن يقع شيء.
    وكان قد جرى في أثناء المناقشات الأولية عن الإجراءات التي تتخذ للرد على الاعتداء إذا وقع على الإخوان اعتداء حديث غير تدمير القناطر الخيرية الجديدة وبعض الجسور والكباري كعملية تعويق، ولكن هذا التفكير استبعد لأنه تدمير لمنشآت ضرورية لحياة الشعب وتؤثر في اقتصاده، وجاء استبعاد هذه الفكرة بمناسبة حديث لي معهم عن أهداف الصهيونية في هذه المرحلة من تدمير المنطقة:
    أولاً: من ناحية العنصر البشري بإشاعة الانحلال العقيدي والأخلاقي..
    وثانياً: من ناحية تدمير الاقتصاد .. وأخيراً التدمير العسكري .. فقال الأخ علي عشماوي بهذه المناسبة: ألا يخشى أن نكون في حالة تدمير القناطر والجسور والكباري مساعدين على تنفيذ المخططات الصهيونية من حيث لا ندري ولا نريد؟
    ونبهتنا هذه الملاحظة إلى خطورة العملية فقررنا استبعادها والاكتفاء بأقل قدر ممكن من تدمير بعض المنشآت في القاهرة لشل حركة الأجهزة الحكومية عن المتابعة إذ أن هذا وحده هو الهدف من الخطة.. ولكن الأمر في هذا كله سواء في القضاء على أشخاص أو منشآت لم يتعد التفكير النظري كما تقدم .. ذلك أنه إلى آخر لحظة قبل اعتقالنا لم تكن لديهم إمكانيات فعلية للعمل – كما أخبروني من قبل – وكانت تعليماتي لهم ألا يقدموا على أي شيء إلا إذا كانت لديهم الإمكانيات الواسعة..
    وكانت هذه هي صورة الموقف إلى يوم اعتقالي ولا أعلم بطبيعة الحال ماذا حدث بعد ذلك، إلا أنه واضح أنه لم يقع شيء أصلاً.. وقد كانت لديهم فرصة ثلاثة أسابيع على الأقل لو كانوا يريدون القيام بأي عمل.




    اتصالاتنا بالإخوان في الخارج
    في العام الماضي ولا أتذكر التاريخ بالضبط أخبرني الأخ علي العشماوي أن أحد إخوان العراق يحب أن يقابلني وأنه هو ممثل إخوان العراق في مصر أو مندوبهم وكان يدرس في مصر وهو مسافر لأنه أتم دراسته وأخذ موعداً مني لمقابلته معي في منزلي، وكان ذلك .. واسمه حازم أو عاصم ولا أتذكر بالضبط.س
    ودار حديث لا أملك تذكر تفصيلاته ولكن موضوعه كان حول أوضاع الإخوان في البلاد المختلفة واختلاف ظروفهم حسب اختلاف الظروف حولهم. وأنهم يتطلعون إلى القيادة في مصر ولكن القيادة هنا لا تتصل بهم ولا توجههم ولذلك فإن كل مجموعة تتخذ لنفسها السياسة التي تراها باجتهادها. وأن الإخوان في العراق من أجل ذلك اتخذوا لأنفسهم قيادة مستقلة وخطة مستقلة يكيفونها هم بأنفسهم وفق ظروفهم، ولكنهم مع ذلك يحاولون الاتصال بالمجموعات الأخرى في البلاد المختلفة ولكن مجرد اتصال، ولا يطالعون أحداً من المجموعات الأخرى على تكوينهم ولا حتى على قيادتهم، وإنما يتصل مندوب فقط لمتابعة الأحوال-وأنه رغم أنه تكون مكتب في بيروت يمثل إخوان العراق والأردن وسورية والإخوان المصريين الذين في السعودية، فإن خطة إخوان العراق هي هذه التي ذكرها. لأن التشكيلات الأخرى ذات عقلية تقليدية ويحتاج الأمر إلى فترة حتى تتلاقى أفكارهم مع أفكارهم.
    حدثته أنا عن تفكيرنا الذي انتهينا إليه من ناحية منهج الحركة وضرورة بدئه من شرح حقيقة العقيدة قبل النظام والشريعة، ومن التكوين الفردي قبل التنظيم الجماعي، ومن عدم محاولة فرض النظام الإسلامي عن طريق إحداث انقلاب من القمة وبالذات عدم إضاعة الجهد بالتدخل في الأحداث السياسية المحلية الجارية إلى آخر ما سبق بيانه من منهجنا الجديد.
    وهنا قال: إنه على اتصال بالأستاذ فريد عبد الخالق باعتباره الممثل للإخوان هنا الذي له حق الاتصال به. وأنه يرى أن هناك اختلافاً في التفكير والمنهج بين ما أقوله وبين ما يعرفه من تفكير الأستاذ فريد ومنهج الجماعة كما يفهمه، وأنه لماذا لا يوجد التفكير في الجماعة؟ وقلت له: على كل حال هذا تفكيرنا نحن وفي الظروف الحاضرة لا نملك الحركة على نطاق واسع لتوحيد تفكير الجماعة، فهذه ثمرة التجربة التي مررنا بها، والزمن كفيل بها. ولم أخبره بشيء من التفصيلات عن تنظيمنا. ولكنه كان مستاء لأن يظهر الإخوان كأنهم فرقة أو فرقتان. وانصرف من عندي على أنه سيظل على اتصاله بالأستاذ فريد كممثل للجماعة وأنه في الوقت نفسه سيبلغ الإخوان في العراق ما سمعه مني والصورة التي عليها الحالة عندنا. وبعد اشهر عاد هذا الأخ من الخارج وقابلني مرة أخرى عن طريق الأخ علي أيضاً وكان معه أخ عراقي آخر، وأخبرني هو وزميله أنه عرض الصورة الواقعة في مصر على إخوانهم هناك، فكلفوه أن يكون الاتصال بنا لأن منهجنا وتفكيرنا أقرب إلى منهجهم وتفكيرهم، وإن لم يكن موحداً لاختلاف الظروف بيننا. وسلمني مبلغ مئتي جنيه هدية من إخوانه هناك للمساعدة على ظروفنا.. هكذا إجمالاً بدون تحديد..فسلمت المبلغ للأخ علي كما ذكرت من قبل ولم يتم اتصال آخر غير هذا في هذه المقابلة.
    * * *
    وفي مايو الماضي زارني بمفرده أحد إخوان الأردن. وهو طبيب اسمه عبد الرحمن .. أما بقية اسمه فلا أتذكرها، ومن السهل معرفة اسمه من الأستاذ فريد عبد الخالق، وذكر لي أنه منتدب من إخوان الأردن لمقابلة الإخوان هنا، وأنه حضر إلي لتهنئتي بالخروج من السجن باسم إخوان الأردن، وأبلغني تحيات مراقبهم العام الأستاذ عبد الرحمن خليفة. ثم تحدث حديثاً طويلاً عن المسألة التي يريد أخذ تعليمات فيها أو توجيهات، وهي مسألة علاقتهم بمنظمة التحرير وبالشقيري، وهي سرد طويل لعلاقتهم بالشقيري منذ بدأ التمهيد لتشكيل منظمة فلسطين وأحاديثهم معه وأحاديثه معهم، لا تسعفني ذاكرتي الآن باستحضاره لأني لم أكن أتتبعه باهتمام إلا في النقطة الأساسية فيه وهي تتلخص: في أن الشقيري طلب مساعدتهم في الدعوة للمنظمة وأنهم فهموا منه أنه جاد في قضية فلسطين فبذلوا له كل مساعدة. ولكن عند تشكيل الهيئة التنفيذية –أو ما يشبه هذا- وجدوا أنه استبعد الإخوان المسلمين منها، وأن أغلبية منها من المعروفين بميولهم الشيوعية، وأنهم راجعوه في هذا وكشفوا له عن حقيقة هؤلاء فوعد بالاهتمام بهذه المسألة وإعادة النظر في الموضوع، وأن المسألة بينهم وبينه عند هذا الحد.
    وشكا من أن القيادة في مصر لا تتصل بهم ولا تعطيهم أي توجيهات في حين أنهم يعتبرون أنفسهم مرتبطين بالقاهرة.. وذكر لي أن السفير المصري في وقت من الأوقات سأل الأستاذ عبد الرحمن خليفة عما إذا كان يلبي دعوة لو جاءته من القاهرة، فرد الأستاذ عبد الرحمن عليه قائلاً: إن لك قيادة وأنت تتبعها وتطيع أوامرها. فأنا كذلك لي قيادة، وسألبي الدعوة لو جاءت لي من الأستاذ المرشد أو بموافقته وأن السفير قال له: يجب أن تعلقوا مصيركم ولا علاقاتكم بمصير الإخوان في مصر. فقال له: إننا مرتبطون بمصر باعتبارها قطاعاً من قطاعات الإخوان. ثم طلب مني توجيهات في الموقف، فقلت له: إنني لا أملك أن أعطيكم توجيهات محددة في موقف داخلي: أولاً لأنني لست المرشد. وثانياً لأنكم أنتم أعرف بظروفكم، وأقرب إلى القضية الفلسطينية، وأقرب إلى المنظمة وأخبر بكل ما يحيط بها. فطلب مقابلة المرشد فقلت له كذلك: إنني لا أملك أن أوصله بالمرشد لأنني أعرف أن حالته الصحية لم تعد تمكنه من بذل جهد في مثل هذه المشاغل والمشاكل، ولأنني أعرف كذلك عدم رغبته في مثل هذه المقابلات، وكنت سمعت هذا فعلاً نقلاً عن أهل بيته.
    فقال لي: إنه سيقابل الأستاذ فريد فماذا انصح له هل يقابله أم يكتفي بمقابلتي؟ فقلت له: إنه يستطيع أن يقابل الأستاذ فريد بلا أي مانع.. وكان قد سألني قبل ذلك عن توجيهاتي العامة قبل سؤالي عن التوجيهات بخصوص منظمة فلسطين، فذكرت له أرائي في منهج الحركة الإسلامية على أنها مجرد آراء لي لا على أنها توجيهات لهم، لأني أعرف منذ سنة 1953 عندما كنت في الأردن أن إخوان الأردن منغمسون في الحركات السياسية المحلية، فلا يمكن أن أنصح لهم بالانسحاب منها وهم لا يستجيبون لهذا بحسب ظروفهم وتاريخهم في الحركة.
    وقد علمت من الأستاذ فريد في المقابلة التي كانت بيني وبينه بعد ذلك وهي المقابلة الوحيدة باستثناء حضوره لتهنئتي بعد خروجي في العام الماضي والتي اقتصرت على التهنئة.. علمت أن الأخ الأردني زاره وأنه قابل الأستاذ المرشد كذلك. وأنه لم يأخذ منهما أية توجيهات في مسألة المنظمة. وأن المرشد أبدى رغبته في عدم الحديث في مثل هذه المسائل. وكذلك عرفت هذا من المرشد عندما زرته للسؤال عنه في مرضه وللعزاء في ابن عمه وذكرت له طلب ذلك الأخ زيارته وردي عليه. كذلك كان مما قاله لي ذلك الأخ الأردني: إن القوميين العرب في سورية اتصلوا بالأستاذ عصام عطار ليتعاون معهم في صراعهم مع حزب البعث وأمين الحافظ باعتبار أن حزب البعث والحكومة السورية تطارد الإخوان كما تطارد القوميين العرب. فقال لهم الأستاذ عصام: إن هذا التعاون يكون منتقداً من إخوان سورية وجميع الإخوان في البلاد العربية الأخرى مع وجود إخواننا في مصر في المعتقلات والسجون، ومعروف أن حركة القوميين العرب متصلة بالقاهرة، فالوضع لا يكون سليماً في مثل هذه الظروف ويحسن إنهاء قضية الإخوان في مصر ليصبح لمثل هذا التعاون محل وفرصة.
    * * *
    وأذكر أن الأخ علي العشماوي أخبرني أن في مصر أخاً سودانياً زائراً وهو مندوب عن الإخوان هناك، وقد يزورني. ولكن لم يحدد موعد ولم تتم الزيارة، غير أني علمت من الأخ علي أنه قابله مرة أو مرتين في الغالب، وأنه وصف له حوادث السودان ودور الإخوان الأساسي فيها، مما أدى إلى إنهاء الحكم العسكري هناك على ما هو معروف. كما أبدى له تفاؤله الكبير بقرب قيام حكم إسلامي في السودان نتيجة للانتخابات التي كانت لم تجر بعد.
    وأذكر أنني علقت وقتها مع هذا كله إن قيام حكم إسلامي في أي بلد لن يجئ عن مثل هذه الطرق. وأنه لن يكون إلا بمنهج بطيء وطويل المدى، يستهدف القاعدة لا القمة، ويبدأ من غرس العقيدة من جديد، والتربية الإسلامية الأخلاقية. وأن هذا الطريق الذي يبدو بطيئاً وطويلاً جداً هو أقرب الطرق وأسرعها.
    وقلت له كذلكن إنه لم يمروا بعد بالتجارب التي مررنا بها في مصر، ولذلك لابد أن يتركوا ليجربوا غذ أنني أظن أنهم لن يقبلوا منا توجيهاً في فورة الحماسة والتفاؤل.
    ولما ظهرت نتيجة الانتخابات مخيبة لهذا التفاؤل تقابل مع الأخ علي فيما أذكر، وكانت صدمة له ظاهرة في حديثه كما نقل لي الأخ علي، ولا أذكر تفصيلات أخرى لأن المقابلة لم تكن معي على ما أتذكر.
    * * *
    وحضر من ليبيا لمقابلتي في أول أغسطس من هذا العام، وقبل اعتقالي بأسبوع واحد ثلاثة من إخوان ليبيا أحدهم اسمه (الفاتح) ولا أذكر أسماء الآخرين. وكان الأخ (الطيب الشين) قبل سفره أخبرني برغبة الأخ الفاتح في مقابلتي وأنها كانت أمنية له منذ زمن طويل وأنا في السجن وأنه قد يحضر في أواخر يوليو.
    وبالفعل كان ذلك. وكانت معهم الأخ المبروك. وقد قابلتهم مجتمعين في الفندق الذي كانوا نازلين به وهو فندق أطلس. وكان أول سؤال توجهوا إلي به الاستفسار عن حقيقة حادث المنشية في أكتوبر سنة 1954 وعدم تصديقهم بأنه عمل الإخوان لأنه ظاهر فيه من الوصف الذي سمعوه أنه لا يمكن لإنسان عاقل أن يحاول ارتكابه على هذا البعد بمسدس. وقد أخبرتهم بما بلغنا عن تدبيره بواسطة صلاح دسوقي واللواء الذي مات أخيراً في الأسكندرية وثالث لم نعرفه بعد.
    وكان أخي محمد قطب قد اعتقل قبل مقابلتي معهم بيومين أو ثلاثة، وقد سألوا عنه وعن مكان اعتقاله ولم أكن أعرف مكانه ولا سبب اعتقاله إذ أن علمي المؤكد عنه أنه لم ينضم في حياته إلى تنظيم أو هيئة أو حزب أو جماعة. كذلك أخبرتهم بتوقع اعتقالي لأن الاعتقالات كانت قد أخذت تتسع وتوحي بأنها ستشمل جميع الإخوان.
    وبمناسبة الحديث عن تدبير حادث 26 أكتوبر في المنشية بواسطة السيد صلاح دسوقي واللواء الذي توفي أخيراً في الإسكندرية وثالث، وأخذ الإخوان به، تحدثنا في التخوف من تكرار مثل هذا التدبير من أية جهة يهمها إغراء الحكومة بالإخوان وخاصة العناصر الشيوعية التي كان يشاع في وقتها أنها سترتكب بعض الحوادث بقصد نسبتها إلى الإخوان.
    وكان الأخ الفاتح سيسافر لزيارة لبنان والأردن، وقال: إنه سيقابل هناك الأستاذ عصام عطار والأستاذ عبد الرحمن خليفة وسينقل أخبار الاعتقالات وحادث المنشية والخوف من تدبير مثله. فلم أمانع في ذلك. ولكني قلت له: إن أسرار حادث المنشية تحتاج إلى بحث واستيفاء، فيحسن أن يعرف ولا يذاع عنه شيء حتى تكون لنا عنه بيانات كاملة، إلا إذا دبر للإخوان حادث مثله من أية جهة فيحسن عندئذ نشره. وكنت سمعت أن في النية مصادرة بعض كتبي وعدم إعادة طبعها. فقلت له: إنه إذا حدث هذا فهناك إذن مني لأي ناشر في الخارج بطبع هذه الكتب فلا يحتاج إلى إذن. وبهذه المناسبة ذكروا أن في نيتهم فتح مكتبة ومطبعة في ليبيا، وأنهم يعتبرون هذا إذناً لهم. وقد يجعلون لهم فرعاً في بيروت باعتبارها سوقاً حرة وليس فيها قيود تصدير ولا استيراد. فتركت الأمر كله في أيديهم إذا حدث ما كنت سمعته من بعض أصحاب المكتبات عن اتجاه النية لعدم طبع بعض كتبي.
    وقد عرضوا أن يدفعوا مقدماً مبلغاً من المال مقابل طبع الكتب كما هو المتبع مع الناشرين ولما كان هذا سابقاً لأوانه فقد شكرتهم. وتركنا مثل هذه الشؤون لحينها عندما يتخذ فيها إجراء عملي. ولكني قلت لهم: إنه إذا حدث هذا فتسلم أية حصيلة لأهلي. ولما كان محمد معتقلاً فقد ذكرت لهم اسم ابن أختي رفعت أو ابن أختي عزمي، على أن أي واحد منهما يتسلم بدلاً مني، ما يكون لي من حصيلة كتبي. وذلك ظناً مني أنهما لا يعتقلان لأنهما ليسا من التنظيم الجديد، ولم تكن لهما سابقة انتظام في جماعة الإخوان من قبل!
    * * *
    وهناك زيارة من أحد إخوان سوريا كانت بعد خروجي من السجن بقليل في العام الماضي. ولم يبق في ذاكرتي عنها إلا صورة باهتة جداً وقد تعبت في تذكرها، ولكن لعلني ذكرت عنها شيئاً فيما بعد للأخ علي العشماوي ولعله يذكر اسم الزائر فأظن أنه يعرفه ولكني غير متأكد من شيء عن هذا. والذي استطعت أن استجمعه في ذاكرتي الآن عنها أن هذا الأخ كان قادماً من سورية في طريقه إلى إنجلترا لاستكمال دراسته بها، وأنه من قبل كان يدرس في مصر وأتم دراسته.
    وقد أبلغني تحيات الأستاذ عصام العطار رئيس الإخوان المسلمين في سورية وتهنئته لي بالخروج من السجن. وذكر لي شيئاً عن موقف الإخوان في سورية وتوقعهم لضربة لهم من البعثيين. وسألني عما إذا كان لدي أية توجيهات؟ وأذكر أنني قلت له: إنني لا أملك إعطاء توجيهات محددة لموقف معين، فهذا متروك للمباشرين للأحداث والأوضاع وهم يكونون أعلم بها. ولكن لي فقط توجيهاً عاماً لكل الإخوان ولكل الحركات الإسلامية، وهو ألا تستغرقهم الأحداث الجارية، وألا ينغمسوا فيها وفي المناورات الحزبية والسياسية، فإن لهم حقلاً آخر أوسع وأبعد مدى وإن كان بطيئاً وطويل الأمد وهو حقل البعث الإسلامي للعقيدة وللقيم وللأخلاق وللتقاليد الإسلامية في صلب المجتمعات حتى يأذن الله- بالجهد الطويل والصبر- بقيام النظام الإسلامي.
    وإنني ألاحظ شدة انغماس إخوان سورية بالذات، ومنذ نشأة الجماعة هناك في الأحداث السياسية وقلة التفرغ للتربية. وأذكر كذلك أنه قال لي: إنا إذا لم نشارك في الأحداث وانعزلنا عن بقية القوى الشعبية يسهل على البعث ضربنا. وإنني قلت له: إني أعتقد باستقراء الأحداث الماضية أن ضرب الإخوان والحركات الإسلامية لا يتعلق فقط بعوامل محلية، ولكنه يتعلق بمخططات صهيونية وصليبية استعمارية مدربة على إنشاء الظروف وتكييف الأحداث بحيث تصبح الضربة كأنها بسبب عوامل محلية .. وإنه يجب أن يكون في حسابنا أن أعداءنا وأعداء هذا الدين وأعداء حركات البعث الإسلامية في الخارج أكثر مما هم في الداخل.
    وقد حدث بعد ذلك أن ترك الأستاذ عصام سورية إلى لبنان فيما أذكر. وأذكر كذلك انه حدثني عن الأستاذ سعيد رمضان، وأن الإخوان في سورية، وفي الأردن كذلك غير مستريحين لتصرفاته.. لأنه لا يستشيرهم فيها ويتصرف بمفرده حتى عندما يكون بينهم، فينزل في فنادق ويزور شخصيات لا يرغبون هم أن ينزل فيها أو أن يزورها باعتبارهم أدرى ببلدهم وما فيها ومن فيها، ولكنه هو لا يستمع لتوجيههم وفق تقاليد الإخوان في أن الزائر يكون في عهدة أهل البلد وقيادتهم المحلية.
    وأنهم كلما أخذوا عليه أشياء في تصرفاته قال لهم: إن عنده إذناً بالتصرف من الجماعة. وسألني عما إذا كان هنا تفويض فعلاً للأستاذ سعيد بأن يتصرف من نفسه؟ وقد أجبته بأنه لا علم لي كلية بمثل هذه الشؤون-وهذا هو الواقع فعلاً- وأنني خارج حديثاً من السجن وأنني بطبيعتي لا أحب الدخول في هذه المسائل.. وبهذه المناسبة أذكر أن الأخ الأردني (الدكتور عبد الرحمن ..) الذي ذكرت زيارته من قبل تحدث معي بمثل هذا عن الأستاذ سعيد رمضان وأنني أجبته نفس الإجابة.
    * * *
    وعقب خروجي من السجن في العام الماضي حضرت إلي السيدة خيرية الزهاوي بنت أخي الأستاذ الشيخ الزهاوي كبير علماء العراق للاستشفاء واستشارة الأطباء. وقد حضرت عندنا تحمل إلي تحيات وتهنئة فضيلة عمها الأستاذ أمجد، وفرحه بخروجي بعد قلقه عما كان يترامى إليه من أخبار سوء صحتي في السجن وإشاعات موتي أحياناً. وأنه تحدث بشأني مع سيادة الرئيس عبد السلام عارف، ووجد عنده كل استعداد للتوسط لدى سيادة الرئيس جمال عبد الناصر. بل إنه فكر في ذلك من نفسه فقد كان كتابي "في ظلال القرآن" هو أنيسه في فترة اعتقاله. وبالعل قام بهذه الوساطة ونجحت والحمد لله. وأنه بعد عودته من القاهرة كلف من يذهب إلى فضيلة الشيخ أمجد ليبشره بنجاح وساطته فور نزوله من الطائرة في المطار، وأن الشيخ فرح بهذا هو وجميع إخوانه وأبنائه في جمعية علماء العراق. وقد شكرتها على زيارتها وطلبت منها شكر فضيلة الشيخ والسؤال عن صحته فقد علمت منها أنه لم يعد يستطيع الخروج من البيت لثقل المرض عليه. وقد أقامت معنا يومين ولما سافرت بعثت إلى أختي أمينة قطب برسالة بعد فترة طويلة من سفرها تتضمن تحياتها وتحيات بنت عمها الشيخ وكذلك خبراً بأن عمها يشتد عليه المرض، وأنه يبلغنا تحياته ودعواته.
    * * *
    كذلك زارني عقب خروجي سيادة سفير العراق في الجمهورية العربية المتحدة وأبلغني تحيات سيادة الرئيس عبد السلام عارف، كما أخبرني السفير أن الرئيس سعيد بنجاح وساطته لدى سيادة الرئيس جمال عبد الناصر، وهو يسأل عن صحتي وعما إذا كانت لي أية طلبات يملك إجابتها. وذكر لي كذلك أن كتاب "في ظلال القرآن" كان أنيسه في فترة اعتقاله أيام عبد الكريم قاسم، وقد شكرته على زيارته وطلبت إليه تبليغ شكري لسيادة الرئيس العراقي، وأنه ليس لي طلبات سوى أنه إذا رأى سيادته أن يواصل مساعيه الحميدة لأنها قضية الإخوان بجملتها فلعل الله أن يوفقه إلى ذلك. ووعد السفير بحمل هذه الرغبة إلى الرئيس العراقي.
    وعندما حضر الرئيس عبد السلام عارف إلى مؤتمر القمة أرسلت له برقية شكر وتحية، وقد رد علي برسالة لم تصلني ولكني عرفت فيما بعد بخبرها. فقد حضر السفير لزيارتي مرة أخرى في هذا العام وكان قد صار وزيراً للتربية والتعليم – قبيل أن يكون وزيراً في المجلس المشترك للوحدة مع الجمهورية العربية – ومعه هدية لي من الرئيس عارف معها بطاقته. وفي أثناء الحديث العابر فهمت أن الرئيس كان قد بعث برد على برقيتي، ولم أقل له طبعاً، ان الرد لم يصلني!
    وقد أرسلت بمجموعة كتبي مجلدة هدية للرئيس عارف وبمجموعة أخرى للوزير وذلك عن طريق السفارة العراقية في القاهرة، وكانا لوزير قد اتفق معي على أنه عند إتمام تجليدها أرسلها للسفارة وهي تتولى إرسالها.
    * * *
    كذلك زارني بعد خروجي السيد ضياء شيت خطاب المستشار بمحكمة التمييز العراقية للتهنئة .. وأخبرني كذلك بوساطة الرئيس عبد السلام عارف في شأني، وفرحه أصدقائي الكثيرين في العراق الذين لا أعرفهم من رجال الدين والفكر والعلم بنبأ خروجي الذي نشر في صحف العراق كلها. وتحدث عن الرئيس عبد السلام عارف بأنه رجل متدين ووالده قبله وعائلته كلها.. ثم زارني ابن أخته واسمه فيما أذكر (حازم) وأبلغني تحيات خاله الثاني اللواء محمود شيت خطاب ومعه كتاب له بعنوان "محمد القائد" هدية منه لي، وقد طلبت منه أن يسكره عني وأهديت له بعض كتبي.
    ومن نحو ستة أشهر وردت إلي رسالة مسجلة من دار الإذاعة السعودية مرفق بها تحويل بمبلغ 143 جنيهاً (مئة وثلاثة وأربعين جنيهاً) على بنك بورسعيد وذكر في الرسالة أن هذا المبلغ هو قيمة ما أذاعته الإذاعة السعودية من أحاديث مقتبسة من كتابي "في ظلال القرآن" في شهري شعبان ورمضان سنة 1385. وكنت قد علمت أن الإذاعة السعودية تذيع أحاديث منتظمة مقتبسة من كتابي منذ سنوات، وأنها مستمرة في إذاعتها. فلما قررت هي مكافأة معينة عن فترة معينة رأيت أن أطالبها بقيمة السابق واللاحق من الإذاعات وهذا حقي الطبيعي كمؤلف.
    ولكني قبل تسلم المبلغ وقبل المطالبة ببقية المستحقات رأيت إطلاع المباحث العامة على الموضوع حتى لا يساء تأويله في وقت من الأوقات. وبالفعل قابلت السيد المقدم محمود الغمراوي، وأطلعته على الرسالة والتحويل وعلى نيتي في المطالبة بمستحقاتي. فرأي أن أكتب مذكرة بالموضوع لتحفظ في سجلاتهم بدل الحديث الشفوي الذي لا يمكن الرجوع إليه عند اللزوم. فكتبت له هذه المذكرة وتركتها له، مع موافقته على أن أتسلم المبلغ وأن أطالب بالباقي.
    وقد تسلمت المبلغ وكتب رسالة إلى السيد وزير الإعلام السعودي فصلت له فيها موضوع الأحاديث وطالبت بصرف بقية المستحقات ما دامت الإذاعة هي التي قررت مبدأ دفع مكافأة عن فترة ليس هناك ما يميزها عن بقية الفترات. وصورة الرسالة قد اطلعت عليها المباحث العامة كذلك ولكني لم أتسلم رداً رسمياً من وزارة الإعلام السعودية ولا من محطة الإذاعة غير أني عرفت من الأخ عبد الفتاح إسماعيل ومن الحاجة زينب الغزالي نقلاً عن بعض العائدين من الحج في هذا العام-ولا أعرف من هم- أنه تقرر هناك تخصيص مكافأة عن هذه الإذاعات السابقة تودع تحت تصرفي مع الاستمرار في إرسال المكافآت التي تستجد بالطريقة التي أرسل بها المبلغ السابق.. إلا أن شيئاً من هذا لم يتحقق.
    * * *
    وفي أثناء انعقاد مؤتمر علماء المسلمين في القاهرة في هذا العام زارني مندوب الجزائر في المؤتمر واسمه الشيخ .. (لا أتذكر الاسم ولكن الحاجة زينب الغزالي تعرفه لأنه كلمني تليفونياً من عندها للاتفاق على موعد الزيارة) وقد تحدث معي عن الأحوال والأوضاع فيا لجزائر من ناحية التيارات العقيدية. يقول إن قاعدة الثورة إسلامية لا شك في ذلك، واتجاه الشعب كله إلى الإسلام وإن كان البعض لا يعرف حقيقته، لأن الاستعمار الفرنسي الطويل حرص على تجهيل الشعب بدينه غير أنه توجد الآن عند القمة تيارات شيوعية فكرية منظمة تعمل على نشر الأفكار الشيوعية تحت اسم الاشتراكية وتحت ستار الثقافة الاجتماعية والاقتصادية وليس هناك ما يقابلها من ناحية الفكر الإسلامي، لأن المشايخ والوعاظ يتجهون اتجاهاً تقليدياً لا يكافئ تلك التيارات ولذلك فالخوف شديد من تضليل الشعب بهذه الوسيلة. وكان هذا قبل الانقلاب الجزائري الأخير. ثم طلب مني أن أكتب له بياناً مختصراً عن النظام الاجتماعي الإسلامي ووسائله في تحقيق العدالة الاجتماعية ليساعده هو وإخوانه هناك على مقابلة التيارات الشيوعية. فقلت له: إن لي ثلاثة كتب في هذا الموضوع هي: العدالة الاجتماعية في الإسلام، والسلام العالمي والإسلام، ومعركة الإسلام والرأسمالية. وأن للأستاذ المودودي كذلك كتباً في الموضوع سميتها له. فقال: إن هذا ليس ما يطلبه، إنه يطلب مختصراً يستطيع أن يقرأه من يستطيعون قراءة العربية ثم يترجم إلى الفرنسية لأن معظم المثقفين عندهم لا يقرأ إلا بالفرنسية، أما هذه الكتب فلا يستطيع قراءتها إلا المثقفون ثقافة عربية كاملة وهم قليلون جداً. ووعدته أن أكتب هذا المختصر، ولكني علمت أنه سافر سريعاً قبل أن أكتب له شيئاً في الموضوع الذي يريده.
    * * *
    وزارني مفتي طرابلس بلبنان ولا أتذكر اسمه ولعله (جو زو) بصحبة اللواء سعد (وأظنه السكرتير المساعد للمؤتمر الإسلامي) والأستاذ جمال السنهوري وتحدث معي في ضرورة العمل على إحياء المؤتمر الإسلامي بكامل نشاطه، والبعد به عن تيارات الخلافات السياسية بين البلاد العربية، وأنهم جاءوا إليّ لأنهم في حاجة إلى جهدي ورأيي في هذا الموضوع.
    وكان معهم مشروع إنشاء مجلة للمؤتمر مطبوع ومبين فيه أهدافها وأبوابها فاطلعت عليه، وأبديت ما عنَّ لي من ملاحظات واقتراحات وافقوا عليها. وانصرفوا على أنهم عند إتمام الإجراءات لإصدار المجلة ولاستئناف النشاط الفعلي للمؤتمر سيعودون إلي. وكان هذا آخر ما هنالك ..
    وأذكر من هذه الاتصالات عدة رسائل تهنئة بالخروج من السجن من أعضاء ندوة العلماء بالهند ومن الجماعة الإسلامية بباكستان، كلها باللغة الإنجليزية. ولا أذكر الآن من مرسليها إلا واحداً اسمه (غلام أحمد) أظنه رئيس الجماعة الإسلامية بكراتشي (وكان الأستاذ المودودي أمير الجماعة معتقلاً)، وواحد اسمه (الصديقي) وثالث من ندوة العلماء بالهند أظنه وكيل الندوة.
    ومما جاء في الرسالة الأولى على ما أتذكر أو في إحدى الرسائل الأخرى من باكستان بعد التهنئة بخروجي وخروج من معي (فقد كان يظن أنه عفو شامل عن جميع الأخوان المسلمين) إن هذا الخروج جاء بعد عشر سنوات في حين أن نهرو الهندي وهو من أمة وثنية مثلثة (يقصد أنها تعتقد أن الإله ثلاثة في واحد قريباً من عقيدة المسيحيين) وأقوام منها يعبدون البقر، إلا أنه أصدر عفواً عن الذين اعتدوا عليه فعلاً وأصابوه ولم يسجنهم. ولكن الحكام في البلاد الإسلامية لا يتسامحون هذا التسامح، ثم يكرر تهنئته على كل حال. وإن كان المسلم في رعاية الله سواء كان سجيناً أو طليقاً.
    ومما جاء في الرسالة الثانية (رسالة صديقي) بعد التهنئة أن كتابين من كتبي في طريقهما إلى المطبعة بعد مراجعة ترجمتهما إلى اللغة الأوردية (وكان من قبل قد ترجم لي كتاب العدالة في الإسلام للأوردية ونشره في باكستان) وأن هناك تفكيراً في ترجمة هذين الكتابين إلى اللغة الإنجليزية التي يتحدث بها ويقرأ معظم المثقفين في باكستان والهند. ثم قال: إنه يأسف لأنه لم يرسل لي حتى الآن نصيب المؤلف من حصيلة كتاب العدالة الاجتماعية الذي نشر منذ سنوات، لأنها حصيلة غير مناسبة وذلك نظراً لأنهم يحرصون على بيع الكتاب بسعر زهيد لا يزيد كثيراً على سعر التكلفة رغبة في سعة نشره، ولكن بعد نشر الكتابين الجديدين ستكون مجموعة الحصيلة لائقة وسيرسلها.. ولم يفع هذا بعد.
    ومما جاء في الرسالة الثالثة الآتية من ندوة العلماء بالهند بعد التهنئة الرغبة في تبادل المؤلفات والأفكار بيني وبينهم، لأن المسلمين في أنحاء الأرض ينبغي أن يتبادلوا أفكارهم بقصد توحيدها وتنقيتها من الأخطاء والانحرافات.
    ولم أجد وقتاً للرد على هذه الرسائل وغيرها من الهند وباكستان لأنها جاءت متأخرة ولم يقع بيني وبينهم اتصال آخر غير هذه الرسائل من جانبهم ولم احتفظ بها.
    ولا أتذكر أنه كانت هناك اتصالات أخرى غير ما سردته في الصفحات السابقة.

    الإسلام نظام حياة كامل
    علاقات أخرى في الداخل
    ذكرت فيما سبق أهم علاقاتي بالإخوان الذين كانوا في السجون أو في خارجها بعد خروجي من السجن. وهي العلاقات التي دار فيها حديث عن الجماعة والحركة من قريب أو من بعيد.. ولا أتذكر الآن غير ما ذكرته إلا زيارة "محمد عبد العزيز عطية" لي هذا العام وأنا في رأس البر، مع واحد آخر اصله من دمياط ومقيم بالإسكندرية واسمه ".. مؤمن" ومعهما واحد من ليبيا لا أذكر اسمه ومن كلامه بدا أنه لا علاقة له بالحركة الإسلامية ولا حتى الاتجاه الإسلامي. وكان عندي ي وقت زيارتهم الأخ علي العشماوي هو وعروسه حيث كان يقضي بعد زواجه أياماً قليلة في رأس البر.
    ثلاثة أيام على ما أتذكر .. وقد ذكر محمد عبد العزيز أنه بلغه أن السيد زكريا محيي الدين تكلم مع بعض الإخوان في دخول الإخوان الاتحاد الاشتراكي للوقوف في وجه التيار الشيوعي- أو كلاماً كهذا لا أتذكره بالضبط-كما بلغه أن السيد زكريا قد زار الأستاذ المرشد حسن الهضيبي للتحدث معه في هذا الشأن، أو في إعادة الجماعة بصورة ما لهذا الغرض. وقد قلت له: إنني استبعد هذه الإشاعة. وكل ما أعرفه أن السيد زكريا محيي الدين زار معسكر قادة الشباب الذي كان مقاماً في حلوان لعدة أسابيع على إثر ما حدث فيه من تذمر من الشباب بسبب أن معظم المحاضرات فيه ومعظم المحاضرين كانوا يتجهون اتجاهاً شيوعياً ويبثون الأفكار الماركسية تحت ستار الاشتراكية وبعضها يمس العقيدة الإسلامية بطريق غير مباشر. وأنه قال لهم: إن الدولة ليست شيوعية. وأية أفكار لا تعبر إلا عن أصحابها. وأنه تحدث مع الدكتور كمال أبو المجد وهو من بين الأساتذة المحاضرين يمثل الاتجاه الإسلامي، في أن ينشر الفكر الإسلامي داخل الاتحاد الاشتراكي. أو في كيفية تمثيل الفكر الإسلامي داخل الاتحاد الاشتراكي. أو في كيفية تمثيل الفكر الإسلامي داخل الاتحاد الاشتراكي. أو شيئاً من هذا القبيل.
    وكان الذي نقل إلى هذا الخبر شاب من قريتي اسمه (.. الشاذلي) مدرس بمعهد المعلمين بأسيوط ومن بين فوج قادة الشباب الذي حضر معسكر حلوان. وكانت المناسبة التي نقل فيها هذا الحديث، أنه قد زارني بمناسبة وجوده في حلوان ومعه مجموعة المحاضرات التي ألقيت عليهم ودرسوها وناقشوها –أو معظمها- فلما عرفت منه أنها محاضرات المعسكر ألقيت عليها نظرة فلفت نظري فيها اللون الشيوعي الصارخ فيها- وإن كان الستار هو الاشتراكية – حتى أنهم لا يريدون أن يقولوا: "الاشتراكية العربية" عن التجربة القائمة في الجمهورية العربية، وإنما يسمونها: "التطبيق العربي الاشتراكي" ليجعلوا الأصل هو اشتراكية كارل ماركس، والموجود في مصر هو مجرد تطبيق لها محور بحسب الظروف الواقعة في الجمهورية العربية. فطلبت منه تركها لي وقتاً قصيراً لقراءتها وردها له وكان ذلك.
    ولما أبديت له هذه الملاحظة – ملاحظة غلبة الطابع الشيوعي على المحاضرات-ذكر لي هو أن هذا فعلاً ما آثار تذمراً في وسط الطلاب، وأن السيد زكريا محيي حضر وقال كذا وكذا مما سبق ذكره.
    ولكنه ذكر لي كذلك أن الشباب الذي تلقى هذه المحاضرات ولو أنه يتذمر حين تمس العقيدة الإسلامية مساً ظاهراً في أثناء المناقشات ولكنه خالي الذهن من الثقافة الإسلامية الحقيقية. ومن أجل هذا فإنه يتأثر في النهاية بهذه المحاضرات وتصبح الأفكار التي تقوم عليها هي قاعدة تفكيره مع بقاء الحماسة لعقيدته عندما تمس مساساً ظاهراً. مما ينشئ اضطراباً في تفكير هذا الشباب بين اتجاهه العاطفي وتكوينه الفكري.
    وهي ملاحظة صحيحة وفي محلها. وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعسكرات لقادة الشباب غلبة التوجيه الشيوعي والاتجاه الانحلالي الخلقي على ما ينشر في الصحف بوجه عام وخاصة مجلة الطليعة ومجلة الكاتب ومجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير مما يوجد جواً وبيئة فكرية لا يقف في وجهها التوجيه التقليدي الهزيل القليل الذي يتمثل فيه الفكر الإسلامي. ومما يجعل الكفتين غير متساويتين، ويجعل الغلبة الحقيقية للتوجيه المادي الإلحادي والتوجيه الانحلالي الأخلاقي.
    وعن العلاقات والاتصالات خارج محيط الإخوان:
    1- في أواخر سنة 1960 وكنت في ليمان طرة وقد ساءت حالتي الصحية ولم يعد العلاج في مستشفى الليمان نافعاً لقلة الإمكانيات العلاجية سمعت من إخواني أن بيت الحاج حسين صدقي في المعادي تعرفوا عليهم وهم مهتمون بأنباء صحتي وأنهم قراوا شيئاً عن كتبي وهم يريدون المساعدة في نقلي إلى أي مستشفى جامعي للعلاج.
    ولم أتبين على وجه التحديد مبعث هذا الاهتمام من ناس ليست لنا بهم سابق معرفة. هل هو فعلاً قراءة بعض الكتب، أم لأن لهم علاقة بالحاجة زينب الغزالي التي عرفت أنها تساهم مساهمة فعالة في إعانة البيوت التي لم يعد لها مورد رزق وذلك حوالي هذا الوقت. أم لصلتهم كذلك بالشيخ الأودن. وقد عرفت فيما بعد أنه كان كثير الاهتمام بما يبلغه من سوء صحتي وأنني مشرف على الموت.. أم لهذه الأسباب كلها مجتمعة .. ولكن لم يتم شيء .. والذي حدث بعد هذا أن ساءت حالتي أكثر، وأن الهيئة الطبية لمصلحة السجون طلبت علاجي في مستشفى جامعي وأن الطبيب الشرعي في لجنة مع كبير أطباء المصلحة قرر هذا فنقلت إلى مستشفى المنيل الجامعي. حيث تبين من التشخيص أن الحالة الجديدة حالة ذبحة صدرية، ولم تكن اكتشفت في مستشفى السجن لقلة إمكانيات الفحص الطبي وعدم وجود الأخصائيين من الأطباء في حالات القلب. وذلك إلى حالة الرئتين والأمعاء وأمراض أخرى. وقد قضيت فترة ستة أشهر في مستشفى المنيل. ثم أعدت إلى مستشفى السجن. وفي العام التالي عادت الحالة إلى السوء ونقلت مرة أخرى إلى المنيل حيث قضيت ستة أشهر أخرى ثم أعدت إلى السجن. ولما ساءت الحالة مرة ثالثة صدرت عفو صحي وخرجت.
    وقد جاء الحاج حسين صدقي وأهل بيته لزيارتي وتهنئتي .. وهنا ذكروا لي اهتمام الشيخ الأودن بأخبار صحتي، ووصفوه لي بأنه رجل تقي ورع زاهد من جيل الصحابة. ولم تكن لي به معرفة سابقة-وإنه هو مريض بانزلاق غضروفي فلا يملك الانتقال والحركة. لذلك تقرر أن أزوره أنا لأشكره على اهتمامه.
    وفي هذه الأثناء كنت قد تعرفت الحاجة زينب الغزالي حيث التقيت بها لأول مرة في بيت الحاج حسين صدقي على الغداء. ثم في بيتها كذلك للغداء بمناسبة خروجي .. ثم تمت أول زيارة لي للشيخ الأودن مع الحاج حسين صدقي وأهل بيته والحاجة زينب الغزالي وأظن كان معي كذلك أخي محمد قطب.. وقد ذهبنا في عربة الحاج حسين.
    وأتذكر أنني زرت الشيخ بعد ذلك مرتين أو ثلاثاً، مرة فيها كان معي محمد ومرة كنت بمفردي. وفي المرة التي كان معي محمد فيها كان يزوره شخص آخر لم يعرفنا به. وحضر الدكتور مظهر عاشور للكشف عليه ثم انصرف.
    وفي المرة التي زرته فيها منفرداً كان يتحسر على شباب البلد وانصرافه عن دينه وانحلاله الخلقي. فقلت له أطمئنه: إن هناك بقية صالحة من الشباب المتدين العامل لدينه المستمسك بأخلاقه وأنها بقية تبشر بالخير-وكنت أشير إلى المجموعة التي اشتغل معها دون تصريح له بطبيعتها- فاستوثق مني من وجود هذه البقية فعلاً، فأكدت له ما ذكرته. فسأل وأنت على اتصال بهذه البقية الصالحة. فقلت له: نعم. وأنا أوجهها وهي تقبل توجيهاتي. فقال: الله يبشرك بالخير طمنتني. ودعا لي بالتوفيق.
    وكان الحديث هكذا مجملاً لا يتعدى الإشارة إلى وجود بقية صالحة. وكان في أثناء الحديث قد قال: أنا قلت للشيخ حسن (يقصد الشهيد حسن البنا) بلاش تدخلوا في المشاكل السياسية وكفاية تربوا للبلد جيل من الباب المسلم. لكن الحوادث جرفته. نهايته. الله. وأهو كانت النتيجة ضرب الإخوان. وانتشار الانحلال. وانصراف الشباب عن دينه وأخلاقه. وهنا قلت له ما قلت عن وجود بقية صالحة متمسكة عاملة.. بالإجمال الذي ذكرته.
    علاقات متفرقة
    وفي خلال الأشهر الثمانية التي قضيتها في القاهرة بين خروجي من السجن واعتقالي مرة أخرى- إذ أنني قضيت ستة أشهر أخرى في العام الماضي وفي هذا العام في مصيف رأس البر هرباً من الحر الذي كان يجدد لي أزمة القلب والصدر باستمرار – زارني أفواج كثيرة من الناس، بعضهم من معارفي القدامى الذين لا علاقة لهم بالحركات الإسلامية، ولكن ربطت بيني وبينهم إما صلات أدبية وفكرية أو شخصية ومعظمهم من الشباب الذي قرأ كتبي إما من البلاد العربية والإسلامية عامة، وإما من المصريين، وكلهم ممن لم يسبق لي التعرف إليهم من قبل سجني. لأن غالبيتهم من الشباب الحديث السن بين العشرين والثلاثين ممن كانوا قبل سجني فتية صغاراً لا علاقة لي بهم.
    وكانت زياراتهم تنقضي في إثارة مسائل مما قرأوه في كتبي أو في كتب غيري أو تتعلق بالأحداث الجارية في المنطقة، حيث تدور فيها كلها أحاديث مفتوحة غير مقصورة على أحد دون أحد. ويشارك فيها من يحضرون المجلس بدون قيد. وبعضهم يخرج وبعضهم يبقى ويحضر إليه زائرون جدد.. وهكذا..
    وكان التعريف بالأسماء في مثل هذه الزيارات المختلطة عابراً وليس محل اهتمام في زيارات الغرض منها – من ناحيتهم التعرف إلى رجل سمعوا عنه أو قرأوا له ومناقشته في أفكاره والاستزادة منها والغرض منها من ناحيتي التعرف إلى تفكير هذا الجيل من الشباب الذي لم ألتق به من قبل ثم شرح بعض أفكاري له بقدر ما تسمح طبيعة مجالس مشتركة غير منتظمة في زيارات مفتوحة لكل من أراد.
    وإن كان هذا لا يمنع أن أستشعر من بعضهم صدق الرغبة والنية في خدمة دينه والإخلاص في السؤال للمعرفة والتأهل للإسلام الصحيح ولكن المسألة لم تتعد هذا الحد: معرفة بالشخصيات دون احتفاظ بالأسماء .. وبخاصة أن ذاكرتي بطبيعتها حتى قبل المرض والتعب لا تمسك بالأسماء وهو أمر معروف عني بين أصدقائي اكتفاء بأني أحفظ شكل الوجوه والشخصيات- مع الأمل في أن بعض هذه الشخصيات خامة صالحة للتربية والتكوين والانضمام إلى صفوف العاملين فيما بعد. ولكني كنت مشغولاً بالتنظيم الذي وجد فعلاً، وغير راغب في ضم أحد إليه حتى يتم تكوينه على المستوى الذي أريده. ولا حتى من شباب الإخوان الموجود بالفعل- بل وإني كثيراً ما قلت لرؤساء هذا التنظيم: أنهم تعجلوا بالتنظيم كما تعجلوا في ضم عدد كبير إليه لا تمكن تربيتهم. ولم هو بهذه السعة والكثرة! والأمر في نظري كان يجب أن يبدأ بآحاد وأفراد. هذه هي الصورة العامة لعلاقاتي بهذا الشباب الذي كان يتدافع إلى زيارتي أفواجاً كثيرة في هذه الفترة. سواء منهم المصريون وغير المصريين. صورة ليس فيها تركيز على أسماء ولا على أشخاص إلا في حدود النية للمستقبل مع المشغولية عنهم في هذه الفترة بما لدي من تنظيم لم يتم إعداده كما أريد، ولا أريد أن أزيد عدده، ولو استطعت لأنقصت منه. وذلك غير حالتي الصحية التي تجعل جهدي محدوداً لا أحب أن أبعثره مع ناس جدد إلا في تلك الحدود العابرة. وغير انشغالي بما أريد كتابته من كتب والتحضير له وقراءة المراجع اللازمة.
    ولكي تكون الصورة كاملة تماماً، فإن معظم من كانوا يحضرون كان يحضرون إما اثنين أو ثلاثة أو أربعة. وسواء في ذلك المصريون وغيرهم. وكنت أفهم من أحاديثهم أنهم يقرأون معاً، أو يتبادلون الكتب. أعني أن كلاً منهم يتبادل أفكاره مع واحد أو أكثر كزملاء.
    ولكن لم يحدث أنني زدت على ما أسمعه منهم شيئاً في ذاك السبيل لم اشر على أحد منهم بتجمع ولا تنظيم. كان كل موقفي هو الملاحظة على من يصلح من هؤلاء في المستقبل أن ينضم للصف العامل بدون زيادة ونظراً لقصر الوقت، وكثرة المشاغل، وكثرة الزبائن، لم تزد الصورة شيئاً على هذا الذي ذكرته.
    وأحب أن تكون هذه الصورة واضحة ومفهومة ومتصورة على حقيقتها. وإذا كنت قد قلت – كما جاء في أقوال الأخ علي العشماوي-إنني أحتفظ بأفراد أو مجموعات متناثرة لا أضمها للتنظيم – فقد كان هذا هو الذي قصدته، وألا يفسر بغير حقيقته الواقعة. إنني أحتفظ بهم كمجرد ملاحظة لهم ولاستعدادهم أن يكونوا في الصف في المستقبل وذلك استنتاجاً من أحاديثهم وأسئلتهم وما قرأوه وما فهموه وما يبدو في حديثهم مع جدية وإخلاص واستعداد. واعتماداً على أنهم يتصلون بي هذه الصلة.

    كلمة ختامية
    هذا أهم ما يحضرني الآن عن أوجه نشاطي في الحركة الإسلامية منذ انضمامي لصفوف الإخوان، فإن كانت هنالك تفصيلات أو جوانب أخرى فيمكن تذكيري بها بسؤالي عنها.
    ويتبقى بعد ذلك كله كلمة ختامية أقولها: سواء فهمت على وجهها الآن أم لم تفهم، فمن واجبي التبليغ بها. وهي تتلخص في النقط المختصرة الآتية:
    1- إن العنف الذي عومل به الإخوان سنة 1954 بناء على حادث مدبر لهم وليس مدبراً منهم – وهو حادث المنشية- والذي عوملوا به وحدهم دون سائر الأفراد أو الطوائف الذين اتهموا بمؤامرات لقلب نظام الحكم أو للتجسس أو لغير ذلك. العنف الذي يتضمن التعذيب والقتل والتشريد وتخريب البيوت .. هذا العنف هو الذي أنشأ فكرة الرد على الاعتداء إذا تكرر بالقوة .. ولو كنا نعلم أن الاعتقال مجرد اعتقال ينتهي بمحاكمة عادلة وعقوبات قانونية – حتى على أساس القوانين الوضعية المعمول بها- لما فكر أحد في رد "الاعتداء بالقوة". وأنا أعرف أنه ليست هناك قيمة عملية الآن لتقرير هذه الحقيقة، ولكنها حقيقة يجب أن أسجلها في كلماتي الأخيرة.
    2- إنه مما لا شك فيه أن تدمير حركة الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية المماثلة في المنطقة هدف صهيوني وصليبي استعماري. وهو وسيلة من وسائل تدمير العقائد والأخلاق في المنطقة. وأنه تبذل جهود ومؤامرات مستمرة لتحقيق هذا الهدف، وأنه لو استخدم في معاملة حركة الإخوان أسلوب آخر غير ما حدث سواء في سنة 1954 أو في هذه المرة لأمكن تدمير المخططات الصهيونية والصليبية الاستعمارية في المنطقة بدلاً من تدمير الحركة الإسلامية التي مهما قيل في أخطائها فإنها وقفت في وجه حركة الإلحاد المادي والانحلال الأخلاقي التي كانت قد أخذت في المد بعد حركة أتاتورك اللادينية في تركيا وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط.
    3- إنه أعقب ضرب الإخوان في سنة 1954 موجة من الانحلال الأخلاقي والاتجاه الإلحادي. وستعقب ضربهم الآن موجة أشد لا يعلم إلا الله مداها. فلحساب من هذا الانهيار؟ إنه قطعاً ليس لحساب هذا البلد ولا حتى لحساب النظام القائم على المدى الطويل والنظرة الأبعد. فكل نظام في الدنيا وخصوصاً النظام الناشئ في طور التجربة يحتاج إلى أخلاق ويحتاج إلى عناصر متماسكة العقيدة والخلق لتنصر به وتحرسه، ولا يحتاج فقط إلى مجرد القوة فضلاً على أعداء المنطقة الحقيقيين هم الذين سيجدون طريقهم سهلاً في النهاية في وجه مجتمع منحل عقيدياً وخلقياً.
    ومهما كانت الآذان الآن غير مستعدة لسماع هذا الكلام، فإن من واجبي إبلاغه وتبرئة ذمتي بقوله.
    4- لقد سمعت عدة مرات من يقول: وهل أنتم وحدكم المسلمون؟ أو لا يكفيكم المؤتمر الإسلامي وبرنامج نور على نور، والمساجد تقام فيها الصلاة والناس يذهبون إلى الحج .. الخ.
    ويجب أن أقرر إن الإسلام شيء أكبر من هذا كله .. إنه نظام حياة كاملة، وإنه لا يقوم إلا بتربية وتكوين للأفراد، وإلا بتحكيم شريعة الله في حياة الناس بعد تربيتهم تربية إسلامية. وإنه ليس مجرد أفكار تنشر أو تذاع بدون الأخذ في تطبيقها عملياً في التربية أولاً وفي نظام الحياة والحكم أخيراً. وأن حركة الإخوان المسلمين كانت هي أنجح تجربة للتربية والإعداد، وإن أي خطأ في الطريق لا يبرر تدميرها، وخصوصاً إذا كان الخطأ منها ناتجاً عن خطأ في معاملتها.
    ولقد أردت في سنة 1952، القيام بتجربة مثلها في هيئة شباب التحرير وكان الاتجاه معي في أول الأمر. ولكن في النهاية تغلب توجيه جمعية الفلاح الأمريكية وأشتات المنتفعين الذين أرادوا هيئة التحرير بالصورة المهلهلة التي وجدت بها والتي تخالف كل ما كنا اتفقنا عليه بشأنها. وبقيت حركة الإخوان هي وحدها القائمة بهذا الواجب.
    إن الإسلام لا يقوم ولا يوجد في بلد ليس فيه حركة تربية ثم قيام نظام إسلامي يحكم بشريعة الله في النهاية.
    هذه هي النهاية كلمات رجل يستقبل وجه الله يخلص بها ضميره ويبلغ بها دعوته إلى آخر لحظة، والسلام على من اتبع الهدى.
    السجن الحربي في 22 أكتوبر سنة 1965.
    سيد قطب





                  

02-27-2008, 10:30 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    الأصل العشرين لفهم الإسلام كما قرره الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله:
    لا نكفر مسلماً أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض - برأى أو معصية - إلا إن أقر بكلمة الكفر ، أو أنكر معلوماً من الدين بالضرورة ، أو كذب صريح القرآن ، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال ، أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر.
                  

02-27-2008, 10:42 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: Elawad)

    الاخ العوض
    من وحى اللحظة جأءت هذه الابيات
    (معليش لو مكسرة ممكن نسمكرها بعدين)

    سمعت اللحن مزمورا
    بدنياواتنا الزورا
    فهذا الخير قد كان
    فى ارض الله مطمورا
    وهذى الدعوة السمحاء
    اضاءة فى الدجى نورا
    ارض بالهدى الارض
    وكان نهجها الشورى
    زرعنا اليوم بالايمان
    قلبا بلقعا بورا
    اقمنا فيه اركانا
    فصار الشر مقبورا
    رسول الله قدوتنا
    وامر الله مقدورا
    كتاب الله شرعتنا
    سواه منهجا زورا
                  

02-27-2008, 10:54 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    كتب الاخ العوض
    Quote: يعني إذا سلمنا جدلا (و ما نحن بفاعلين) أن الشهيد شيد قطب تكفيري و قادة الإخوان هم من ردوا عليه، فكيف يستقيم أن فكرهم تكفيري؟
    نعم ماكتبه منظر ومفكر الاخوان سيد قطب تكفيري راجع كتاب معالم في الطريق
    Quote: ...راجع هذا الاقتباس
    وأخيـراً يدخل فـي إطار المجتمـع الجاهلـي تلك المجتمعات التـي تزعم لنفسهـا أنها " مسلمة " ! .
    وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .
    والله سبحانه يقول عن الحاكمين :
    { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } .. [ المائدة : 44 ]
    ويقول عن المحكومين :
    { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... } إلى أن يقول { ... فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُ..وكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .. [ النساء : 60 - 65 ] .....كما إنه - سبحانه - قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده ، واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه ، لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم " مسلمون " لناس منهم ! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء . فهذه كتلك خروج من العبودية لله وحده ، فهي خروج من دين الله ، ومن شهادة أن لا إله إلا الله

    وهذه المجتمعات بعضها يعلن صراحة " علمانيته " وعدم علاقته بالدين أصلاً ، وبعضها يعلن أنه " يحترم الدين " ولكنه يخرج الدين من نظامه الاجتماعي أصلاً ، ويقول : إنه ينكر " الغيبية " ويقيم نظامه على " العلمية " باعتبار أن العلمية تناقض الغيبية ! وهو زعم جاهل لا يقول به إلا الجهال ( ) وبعضها يجعل الحاكمية الفعلية لغير الله ويشرع ما يشاء ثم يقول عما يشرعه من عند نفسه : هذه شريعة الله ! .. وكلها سواء في أنها لا تقوم على العبودية لله وحده ..
    وإذا تعين هذا ، فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة :
    إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في اعتباره .
    إن الإسلام لا ينظـر إلى العنوانات واللافتات والشارات التي تحملها هذه المجتمعات على اختلافهـا .. إنها كلها تلتقي في حقيقة واحدة .. وهي أن الحياة فيها لا تقـوم على العبودية الكاملة لله وحده . وهي مـن ثم تلتقي - مع سائر المجتمعات الأخرى - فـي صفة واحدة .. صفة " الجاهلية ...[/
    QUOTE]
    أنه فكر تفكيري فعلا وقد جلب علي الجماعة النقمة مما دعا بعض أقطابهم
    للتنصل من مقولات سيد قطب...أيراد لاقوال هولاء جاءت نافلة من باب.شهد
    شاهد من أهلها.....ولا أدري لماذا قفزت علي أقوال
    سيد قطب نفسه وهرولت
    لأقوال من خالفوه? لماذا تترك المتن وتتمسك بالحواشي?
    وقد سألناكم عن مقتل أحمد ماهر والنقراشي فلم نسمع أجابة
                      

02-27-2008, 11:00 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    مساهمات لي في بوست سابق قد تضيف شيئا:
    Quote: كما وعدت من قبل فها انا اعود لهذا البوست و أرجو أن أن اطرح ما يفيد. وقبل أن أبدأ في طرح وجهة نظري أود التأكيد على بعض النقاط:
    أولا: دفاعي عن الإخوان و منهجهم هنا ليس بدافع الانتماء التظيمي فقامتي دون ذلك و حاليا ليس لي شرف الانتماء إلى أي من فصائل الإخوان. قدر الله لي أن أعيش وسطهم أجمل و أثمر و أبرك أيام عمري. و دفاعي هذا قد يكون فيه رد لبعض الجميل.
    ثانيا: سأرد على بعض النقاط الواردة في الخيط و لن ألتزم ترتيبا معينا و لا إيراد اسم القائل عند كل نقطة لأن هناك اتفاقا بين أكثر من شخص حول هذه النقاط. عموما سأرد على بعض ما ورد في كلام الإخوة د. والي الدين و الأستاذ كمال عباس و د. أبو بكر و الأستاذ هاشم.
    ثالثا: مع ردي هذا أود التأكيد على أنني أؤمن بأن جهد الإخوان جهد بشري و به ما به من الأخطاء كأي جهد بشري و هو ليس فوق النقد و التقويم.
    رابعا: إذا صادف في ردي شبهة أي رد على الكلام الذي قاله الأستاذ محمد عمر الفكي أؤكد على أن هذه مجرد مصادفة. فلا توجد كلمة واحدة من كلامي موجهة للرد عليه و لا يفوتني في هذا المقام و إبراءا لذمتي أمام الله تعالى أن أنكر ما قاله و أبرأ إلى الله منه و أتوجه إليه بنصيحتي في أن يتقي الله فيما يقول.
    خامسا: أعتذر لأنني أفتقر إلى المراجع المعينة في كتابة هذا الرد و لولا منة الله علينا يالانترنت ما استطعت كتابة شيء منه.

    انقلاب ديمقراطي.... في جماعة انصار السنة المحمدية بالسودان
                  

02-27-2008, 11:06 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    أها يا كمال دا كان رد فعل الإمام البنا عن الحوادث البتقول عليها. و أتحفظ على نفي صفة الإسلام عن هؤلاء الناس ما لم يكن قصده أن أفعالهم ليست أفعال المسلمين:
    Quote: وقد أغضبت هذه الواقعة الأستاذ البنا -رحمه الله-، وساءته، وثار على من فعلها ثورة شديدة؛ وهو ما دفعه إلى أن يصدر بيانا نشرته الصحف في حينها، يبرأ فيه ممن اقترف هذه الفعلة، ويقول في نهاية بيانه عمن فعل ذلك أو شارك فيه: "هؤلاء ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين" بهذا الحسم البين.
                  

02-27-2008, 11:20 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: Elawad)

    مقولة الامام ليسوا اخوانا و ليسوا نسلمين لا تعنى تكفيره لهؤلاء الشباب بل
    اعنى تبرؤه منهم و من فعلتهم
                  

02-27-2008, 11:11 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    Quote: وهذى الدعوة السمحاء
    اضاءت فى الدجى نورا

    جزاك الله خيرا يا وائل. صحبة حفظتنا في شبابنا فليعنا الله على حفظها فيما تبقى.
                  

02-28-2008, 00:07 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    كتب المحترم العوض
    Quote: يعني إذا سلمنا جدلا (و ما نحن بفاعلين) أن الشهيد شيد قطب تكفيري

    لا أدري تفعل مع سيد قطب وقوله
    Quote: ولكن ما هو " المجتمع الجاهلي " ؟ وما هو منهج الإسلام في مواجهته ؟
    إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا : إنه هو كل مجتمـع لا يخلص عبوديته لله وحده .. متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي ، وفي الشعائر التعبدية ، وفي الشرائع القانونية ..
    وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار " المجتمع الجاهلي " جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً !!
    وأضاف دامغا المجتمع المسلم -حاكما أ و محكوما بالجاهلية
    Quote: وأخيـراً يدخل فـي إطار المجتمـع الجاهلـي تلك المجتمعات التـي تزعم لنفسهـا أنها " مسلمة " ! .
    وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .
    والله سبحانه يقول عن الحاكمين :
    { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } .. [ المائدة : 44 ]
    ويقول عن المحكومين :
    { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... } إلى أن يقول { ... فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .. [ النساء : 60 - 65 ]
    كما إنه - سبحانه - قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده ، واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه ، لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم " مسلمون " لناس منهم ! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء . فهذه كتلك خروج من العبودية لله وحده ، فهي خروج من دين الله ، ومن شهادة أن لا إله إلا الله .
    ! .
    وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .

    كيف يقيم سيد قطب تلك المجتمعات وكيف يتعامل معها?
    Quote: .. وكلها سواء في أنها لا تقوم على العبودية لله وحده ..
    وإذا تعين هذا ، فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة :
    إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في اعتباره .
    إن الإسلام لا ينظـر إلى العنوانات واللافتات والشارات التي تحملها هذه المجتمعات على اختلافهـا .. إنها كلها تلتقي في حقيقة واحدة .. وهي أن الحياة فيها لا تقـوم على العبودية الكاملة لله وحده . وهي مـن ثم تلتقي - مع سائر المجتمعات الأخرى - فـي صفة واحدة .. صفة " الجاهلية
    أم كيف يقاوم هذه الجاهلية ويدفعها وماهو دور الجماعة المسلمة
    في محاربة هذه الجاهلية فنحيلك فيه لكتاب معالم في الطريق ونرجو تبداء بتقسيمة دار الحرب والاسلام
    أذا كيف لاتسلم بعد هذا التطرف والتصنيف ا لتكفيري بأن سيد قطب تكفيري?
    هل توافق هذا الرجل الاقصائي والتكفيري في رؤيته هذه???
                  

02-28-2008, 00:25 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وشهد شاهد من أهلها الملك فاروق لم يقتل حسن البنا!!!! (Re: خالد عويس)

    وشهد شاهد من أهلها الملك فاروق لم يقتل حسن البنا!!!!
    ......القاهرة - أميرة فودة

    بعد أكثر من نصف قرن على رحيل حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، فجّر القيادى الإخواني محمد نجيب عضو التنظيم الخاص، واقدم المتبقين من الرعيل الأول للاخوان، مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أكد أن الملك فاروق بريء من دم البنا الذي اغتيل في نهاية أربعينات القرن الماضي.

    وتناقض هذه الشهادة من قيادي كان مقربا من البنا، كل روايات الاخوان المستقرة منذ نصف قرن، على أن ملك مصر السابق فاروق وحكومته هم الذين قتلوا البنا، أو على أقل تقدير، تم قتله بتوصية من الملك شخصيا.


    وكشف نجيب فى تصريحات خاصة لـ "العربية نت" أن البنا كان على علاقة جيدة جدا بالملك فاروق، لدرجة أنه يوم زواجه سنة 1937 قامت الجوالة الاخوانية، بأوامر من البنا، وهتفت للملك وبعدها توطدت العلاقات بينهما.

    وأضاف أن الإخوان كانوا أيضا على علاقة جيدة برئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكى على ماهر وحدثت بينهم بالفعل عدة لقاءات ومقابلات ولكنها غير مشهورة، ولم تشر اليها الكتابات الخاصة بالإخوان أو غيرهم.

    وتابع بأن الملك كان وقتها يقابل أعضاء الإخوان بشكل طبيعي، وكان متعاطفا جدا معهم. وعندما سئل عن تناقض ذلك مع كتابات الاخوان حول علاقتهم بالملك فاروق، ويعتبرونه المتهم الرئيسى فى عملية الاغتيال، قال نجيب "هذا رأيي فى الملك فاروق ولدي ما يدعمه، واعتذر لقيادات الاخوان لأننى أعرف جيدا انهم لا يتفقون معي فيه، بل وربما يثير هذا الرأي مشاكل داخل الجماعة".

    وتابع بقوله "الحقيقة لابد وان تظهر مهما مرت السنوات، فالملك فاروق كان له دور كبير جدا مع الإخوان، ولكن للأسف الشديد لم يتكلم أحد عن حقيقة هذا الدور لأسباب مجهولة فى نظري".


    علاقة الاخوان بالملك

    وعن رأية فى سر طمس علاقة الإخوان بالملك فاروق فى كتاباتهم قال نجيب "لأن الاخوان اتهموا فاروق بأنه وراء قتل البنا، فكيف يتكلمون عنه فى كتاباتهم بعد ذلك. الحقيقة المؤكدة أن الملك فاروق بريء من هذا الاتهام، وبريء من دم البنا، ولم يشارك أو يسعى فى قتله، وهذا لا يعرفه الا عدد قليل جدا من قيادات الإخوان مات معظمهم ولم يتبق منهم الا القليلون".

    وقال: هؤلاء لا اعتقد انهم يريدون ان يتكلموا فى الأمر، أو يفتحوا لغز مقتل البنا من جديد رغم إن كليهما مات (أي البنا وفاروق)، إلا أن حقيقة الإغتيال ستظل باقية وفاروق ايضا سيظل بريئا لأنه بالفعل لم يقتل البنا.

    http://www.alarabiya.net/articles/2008/02/21/45954.html
    http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?s=b2d9e0584ad98b...=1170503#post1170503
                  

02-28-2008, 00:33 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسن البنا والنقراشي باشا (Re: خالد عويس)

    http://www.alanbaaalalamia.com/kwd9.htm
    حسن البنا يبكى فى وزارة الداخلية لاستعطاف النقراشى

    وثيقة أصلية ننفردبنشرها لأول مرة: حسن البنا يبكى بكاء شديدا بين يدى وكيل وزارة الداخلية ويقول إنه سيعتكف فى بيته فى انتظار تعليمات دولة رئيس الوزراء!

    مرشد الإخوان يحزن على قتل التنظيم السرى لحكمدار القاهرة سليم زكى ويقول: كان بيننا تعاون وثيق وتفاهم تام المرشد العام حرض رئيس الوزراء على النقراشى وذهب لاسترضائه بعد أيام البنا كان يحرض على القتل فى السر ويدينه فى العلن قاتل النقراشى انهار واعترف وأبدى الندم بعد بيان المرشد البنا خاف على حياته بعد تورط الجماعة فى الاغتيالات وتصور أن البيان سيحمية00 وقتل بعد شهر

    فى الساعة التاسعة وعشر دقائق من صباح يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 1948 استقل

    محمود فهمى النقراشى باشا- رئيس الحكومة ووزير الداخلية والخارجية – سيارتة الكاديلاك السوداء من فيللتة رقم (9) شارع رمسيس فى حى مصر الجديدة متجها الى مكتبه فى وزارة الداخلية00 وبجواره ياوره الخاص الصاغ ( رائد ) عبد الحميد خيرت00 تتبعها سيارة حراسة خاصة تضم الملازم ثان حباطى على حباطى والكونستبل أحمد عبدالله شكرى0 بعد 55 دقيقة بالضبط وصلت السيارة الى بهو الوزارة لينزل منها دولة الرئيس " وسط حرس الشرف الذى أدى التحية الرسمية00 " سلام سلاح " على موسيقى البروجى00 وفى الوقت نفسه تقدم بعض أفراد الحراسة ليفسحوا له الطريق أمام مصعد الدور الأرضى 00 وصعد البعض الأخر على السلم ليكونوا فى انتظاره على باب مصعد الدور الثانى00 حيث يقع مكتبه00 وقبل أن يقترب النقراشى من باب ا لمصعد بنحو مترين خرج من الناحية اليسرى ضابط شرطة لم يلحظه أحد برتبة ملازم أول يرتدى ملابس رسمية سوداء جديدة00 كان يقف على بعد خمسة أمتار قبل أن يتحرك فى اتجاه الباشا00 وفى ا للحظة التى فتح فيها الكونستبل جمال الكاشف باب المصعد ليدخل النقراشى، مد الملازم أول يدة إلى جيب سترته الأيمن وأخرج مسدسا من طراز " برتا "00 وأطلق منه خمس رصاصات استقرت منها رصاصتان فى جسم النقراشى فسقط فاقد النطق والحياة0 لقد كان أخر مكان يتوقع النقراشى باشا أن يقتل فيه هو وزارة الداخلية وسط ضباط الأمن وجنود الحراسة00 تماما مثلما حدث مع أنور السادات فى حادث المنصة فى 6 أكتوبر 1981 00 إن الجرائم السياسية الكبرى تتشابه فى كل شئ00 المكان00 الأسلوب00 السلاح00 وافكار الجناة ايضا0 حسب تقرير الطب الشرعى فإن النقراشى قتل بسبب اختراق الرصاصتين للرئة اليسرى والكبد والأمعاء مع نزيف حاد مصحوب بجلطات بخلاف الشعور بصدمة عصبية حادة سارعت بموته00 وقبض على ضابط الشرطة القاتل الذى حاول الانتحار بإطلاق الرصاصة السادسة من مسدسة ليحمل سر جريمته معة00 لكن00 قوة ا لحراسة أوقعته أرضا00 وشلت حركته00 وسيطرت عليه0 ولم تمر سوى نصف دقيقة حتى انفجرت مفاجأة مذهلة من العيار الثقيل00 أن القاتل ليس ضابط شرطة00 وإنما طالب فى السنة الثالثة بكلية الطب البيطرى00 واسمه عبد المجيد أحمد حسن00 وقيادى نشط فى التنظيم ( الجناح ) العسكرى السرى لجماعة الإخوان المسلمين00 وقد وصف بنفسه شعوره وهو يرتكب الجريمة أمام المحكمة وصفا يستحق التوقف عندة: " دخلت البهو الداخلى لوزارة الداخلية وأنا أرتدى ملابس ضابط بوليس وعقب وقوفى بحوالى أربع دقائق حدث هرج لإبعاد الموجودين ففهمت أن النقراشى باشا قد حضر فعلا00 كان فى المقدمة00 وكنت واضعا يدى فى الجيب الأيمن من البنطلون00 مر من أمامى وخلفه ويساره الحرس00 ولما أخرجت المسد س لم يكن يظهر منه سوى جزء صغير من اليمين فتقدمت إلى الأمام خطوة أو خطوتين حتى لا يصيب الرصاص أحدا من الحرس وعندئذ وجدت دولته ظاهرا أمامى على بعد خمس خطوات فأطلقت الرصاص ولم أدر هل أصيب أم لا؟00 ولم اره يقع على الأرض إذ كانت هذه هى المرة الأولى التى أضرب فيها الرصاص بالتوجيه وليس بالنيشان00 فى النيشان كما تعلمنا يجب أن يمد الضارب يده على كامل امتدادها وأن يجعل نملة الدبانة فى منتصف الهدف00 أما أنا فقد كانت ذراعى مثنية00 ولذلك لم أكن أعتقد أن الرصاص قد اصابه فعلا لدرجة أننى استفسرت عن ما حدث من سعادة النائب العام عندما بدأ يأخذ اقوالى"0 لقد أطلقت على النقراشى باشا رصاصتين وأنا فى وسط الحرس فهجموا على وأوقعونى على الأرض وانطلقت وأنا فى هذا الوضع رصاصتان على ما اذ كر00فأخذوا منى المسد س وذهبوا بى إلى حجرة فى نهاية الفناء الداخلى ( حجرة مدير مكتب المباحث الجنائية )00 وقبل أن اصلها شعرت أن شيئا مرق بجانب أذنى اليمنى00 ولما لم يذ كر شئ عن هذه الرصاصة فى التحقيق اعتقدت أننى لابد قد أخطات وأن شيئا لم يطلق على00 ولكن لما سمعت ذلك فى المحكمة تأكدت أنها لابد وأن تكون طلقة وأنا المقصود بها"00 وهوما يعنى أن هناك من حاول التخلص منه وفشلت ا لمحاوله 0 بعد القبض على القاتل أبلغ مدير الأمن العام اللواء صابر طنطاوى بوقوع الحادث تليفونيا إلى ا لنائب العام" محمود منصور الذى سارع على الفور إلى مكان الجريمة ولحق به رئيس نيابة جنوب القاهرة عبد العزيز حلمى ومحافظ القاهرة فؤاد شيرين00 وبعد اقل من نصف ساعة كانوا جميعا يحاصرون القاتل ويتأملونه وقد سيطر الصمت عليهم00 كأن على رءوسهم الطير0 كان القاتل أسمر اللون00 يتيم الأب00 قصير القامة00 مفتول العضلات00 اجعد الشعر00 غليظ الصوت00 فى الثانية والعشرين من عمره00 نال شهادة التوجيهسة فى عام 194400 يسكن فى حدائق القبة مع أمه إقبال حسنى وأخوته محمد وهدى وفاطمة بعد وفاة والدة 00 وله شقيق ضابط فى المد فعية متزوج ولا يقيم معهم00 وقد انضم القاتل إلى جماعة الإخوان وعمره 15 سنه00 وفى عام 1946 اختبر فى التنظيم السرى وأقسم على المصحف والسيف يمين الطاعة والولاء وكتمان السر مهما كانت المخاطر التى يتعرض لها0 بدأ النائب العام التحقيق معه يوم الجريمة00 كان ا لقاتل متما سكا مثل غالبية المجرمين السياسيين00 ففى قرارة نفسه كان يؤمن أنه شهيد مثواه الجنة00 فأنكر وجوده فى جماعة الإخوان00 وأنكر وجودشركاء له00 وسردقصة ملفقة عن شراء بدلة الضابط من وكالة البلح بثلا ثة جنيهات ونصف الجنيه من عابر سبيل00 وشراء ا لمسد س بخمسة جنيهلت من شخص فى عين شمس لا يعرفه00 وكل ما حدث أنه لبس البد له وحمل ا لمسد س واتجه إلى وزارة الداخلية ليقتل النقراشى باشا لأ نه حل جماعة الإخوان فى 8 ديسمبر 1948 00 ويقف بالمرصاد ضد انتشار الدعوة الإسلامية 0 لم يغير القاتل أقواله طوال ا لفترة من يومالجريمة إ لى يوم 11 يناير التالى00 فى ذلك اليوم وقعت أكثر من مفاجاة جعلته يغير أقوا له 00 ويكشف الحقيقة00 ويرشد عن شركائه00 بل ويبدى الندم على ما فعل00 ويتمنى من قلبه ألا يقع شاب فيما وقع هو فيه0 كانت المفاجأة الأولى صدور بيان من هيئة كبار العلماء فى الأزهر تفند فساد الأسانيد الشرعية لقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق00 " من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"00 وبصورة غير مباشرة وصل البيان إلى عبد المجيد حسن وهو فى زنزانته محبوسا احتياطيا على ذمة القضية بسجن الاستئناف فبدأ يعيد النظر فى قناعاته0 أما المفاجأة الصاعقة التى هزت كيانه فهى تنصل المرشد العام للإخوان حسن البنا من كل الأعمال الجهادية التى قامت بها جماعته ووصف من قاموا بها بأنهم عابثون00 أثمون00 بل وأفتى علنا بأنهم " ليسوا إخوانا وليس مسلمين"00 وأرسل رأيه إلى رئيس الحكومة الجديدة إبراهيم عبد الهادى فى خطاب شهير نشرته الصحف المصرية00 وبدا واضحا أن حسن البنا كتب ذلك الخطاب بعد أن استشعر الخوف على حياته00 فتصور أن الخطاب سينقذه00 وهو مالم يحدث00 فقد قتل بعد إرساله بشهر واحد00 فى 14 فبراير التالى00 " من قتل يقتل"00 وكان هناك خطاب أخر يعلن فيه استعداده لتسليم الإ ذاعه السرية للجماعة وكل ما فى مخازنها من أسلحة وذخائر للسلطات ا لمختصة0 وبالقطع هناك سبب أخر لا يمكن التقليل من أهميته جعل القاتل يخفى ما يعرف، هوخوفه من انتقام التنظيم السرى للإخوان منه ومن عائلته00 لقد كان يشعر دائما أنه مراقب00 وأنه لو فعل ما لا يؤمر به فإنه يصبح مرتدا00 لا مفر من قتله0 وقد ضاعف من شعور حسن البنا بالخوف على حياته الإعلان عن محاولة نسف مقر النائب العام00 والإعلان عن محاولة أخرى لتفجير مبنى المحاكمة التى يحاسب أمامها قتلة النقراشى00 والإعلان عن نسف محكمة استئناف القاهرة حيث يحاكم المتهمون من جهاز الإخوان السرى بوثائق دامغة تؤكد أنهم جماعة إ رهابية فيما عرف بقضية " السيارة الجيب"00 يضاف إلى ذلك حمى إ رسال خطابات التهديد بالقتل لكبار رجال الدولة وعائلا تهم00 ومنهم زوجة النقراشى وابنه هانى وابنته صفية00 وحسب ما قالته لنا صفية النقرا شى فإن هذة الخطابات أفزعت والدتها فمنعت ذهابها هى واخيها إلى المدرسة واستكملا دراستهما فى البيت الذى هدم فيما بعد وبنى عليه وزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان قصره عليه0 وفى الخطاب الأول للمرشد تنكر فيه من أعمال العنف التى سبق أن اقنع من قاموا بها أنها جهاد فى سبيل الله لتخليص المجتمع الإسلا مى من قوى الشر والطغيان00 وبالنص قال فى ذلك الخطاب: وقع هذا الحادث الجديد00 حادث محاولة نسف مكتب سعادة النائب العام وذكرت الجرائد أن مرتكبه كان من الإخوان المسلمين فشعرت بأن من الواجب على أن اعلن أن مرتكب هذا الجرم الفظيع وامثاله من الجرائم لا يمكن من الإخوان ولا من ا لمسلمين لأن الإسلام يحرمها والأخوة تأباها وترفضها0 ومن ا لمرجح بل من ا لمحقق أنه إنما أ راد به أن يتحدى الكلمة التى نشرت قبل ذلك بيومين تحت عنوان" بيان للناس" ولكن مصر الأمنة لن تروعها أمثال هذه المحاولات الآثمة وسيتعاون هذا الشعب السليم الفطرة مع حكومته الحريصة على أمنه وطمأنيته فى ظل جلا لة الملك المعظم على القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة0 وليعلم أولئك الصغار من ا لعابثين أن خطابات التهديد التى يبعثون بها إلى كبار الرجال وغيرهم لن تزيد أحدا منهم إلا شعورا بواجبه وحرصا تماما على أدائه00 فليقلعوا عن هذه السفاسف ولينصرفوا إ لى خدمة بلادهم كل فى حدود عمله إن كانوا مستطيعين عمل شئ نافع مفيد0 وإنى لأعلن أننى منذ اليوم سأعتبر أى حادث من هذه الحوادث يقع من اى حادث من هذه الحوادث يقع من اى فرد سبق له اتصال بجماعة الإخوان موجها إلى ان أقدم نفسى للقصاص أو أطلب إلى جهات الاختصاص تجريدى من الجنسية المصرية التى لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء فليتدبر ذلك من يسمعون ويطيعون وسيكشف التحقيق ولا شك عن الأصيل والدخيل00 ولله عاقبة الأمور- توقيع بخط اليد: حسن البنا0بعد نشر ذلك الخطاب طلب عبد الحميد حسن مقابلة النائب العام ليقول كل ما عنده00 وبدأت محاضر التحقيق وجلسات المحكمة العسكرية العليا فى القضية رقم 5 لسنة 1949 ( عابدين ) تروى لأول مرة حقيقة ما حدث ومصدرنا هنا جريدة " الأساس" وكتاب الدكتور سيد عبد الرازق يوسف عبد الله- محمود فهمى النقراشى ودوره فى السياسة المصرية وحل جماعة الإخوان المسلمين: س: لماذا طلبت مقابلة النائب العام؟

    ج: عدت إلى نفسى فوجدت أن العمل الذى ارتكبتة جريمة وأن هناك من غرر بى لارتكابها واستغل حماستى ووطنيتى فأردت أن اتوب إلى الله وهذا سيكون فى أنى ساظهر الحقيقة كاملة0 وما هى الحقيقة التى تريد أن تظهرها ؟

    ج: أنا كنت أطلع على جريدة الإخوان ا لمسلمين باستمرار فقرات يوما مقالا عن الهدنة جاء فيه: أن النبى كان قد عقد هدنة مع اليهود ثم نقضها اليهود فكان من النبى أن قاتل اليهود وقال أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين00 وكان هذا المقال منشورا قبل الهدنة الاولى فى فلسطين بيوم أويومين فلما خرق اليهود الهدنة التى كانت قائمة بينهم ٍوبين العرب ولم تعمل الحكومات العربيه شيئا اعتقدت ان سكوتهم هذا غير ايمان واعتقدت فى ذلك الوقت ان النقراشى باشا كان غير مؤمن لأنه لم يعمل بقول النبى ولما حلت الاخوان زارنى أحد أعضائها واسمه ضياء فى منزلى وانا أعرفه منذ خمس سنوات وتكلم معى عن حل الإخوان قائلا: أن هذا الحل فى الحقيقة هو بدايه الجهاد وسيظهر من الذى سيثبت على دعوة الاخوان المسلمين ومن الذى سيتركها فقلت لهم اننى مؤمن بها ومادام العمل فى سبيل الله والوطن فإننى مستعد أن اقوم بها00 فسألنى عما أذا كان هذا الكلام صادرا من قلبى فقلت نعم فقال أذن تعاهد الله على طاعتة وا لعمل على نشر دعوته فوفقت على هذا ثم تكلم بعد ذلك عن المرحوم النقراشى باشا وقال إن هذا الرجل عقبة فى سبيل الدعوه ويجب ازاحة هذة العقبة واستشهد بعدة أيات قرأنية يستنتج منها أن التخلص منه هوعمل فى سبيل الله وقال بصراحة إن قتله واجب00 فقلت له: مادام هذا ا لعمل فى سبيل الله وإننا عاهدنا الله على ذلك فإننى ساقوم به – أى بقتل النقراشى باشا 0

    س: ما الذى جعلك تفكر فى ذكر هذة الحقائق بعد أن انكرت غير مرة أن لك شركاء أو أنك محرض من الغير لارتكاب الجريمة ؟00 هل حملك أحد على هذا الاعتراف؟0

    ج: كنت دائما أعتقد أن هذا ا لعمل فى سبيل الله ولما فكرت أسفت جدا على ما ارتكبت فأردت أن أقول لكم الحقيقة ( وبدأ يجهش بالبكاء ) 0

    س: وما الذى فكرت فيه عندما عرض عليك بيان الشيخ حسن البنا ؟0

    ج: أنا ارتكبت ما ارتكبت بالفكرة التى اوحى بها ضياء وهى أننى أرتكبت الجريمه فى سبيل الله وأن ثمرة هذة الجريمة ستعود على الجماعة بالنفع وعند ما ياتى رئيس جماعة الاخوان ا لمسلمين وهو وا لشيخ حسن البنا وينشر بيانا يقول فية " إنة برئ من الجريمة ومرتكبها وأن هذا العمل لا يرضى الله ولا يأمر به الإسلام" فعرفت الحقيقة00 أن قتل النقراشى باشا كان حرا ما وعمل لا يبيحه الشرع0

    والحقيقة أن القاتل كان ضحية مثل القتيل وإن أختلفت الأسباب00 لقد وقع عبد المجيد حسن فريسة لجماعتة التى كان لهم أكثر من وجه00 وجه برئ دينى فى الظاهر00 ووجه شرس سياسى فى الخفاء00 وكان له أكثر من يد00 يد تمتد لمصافحة ا لسلطة00 ويد تمتد لقتلها00 وهو ما تؤيده وتثبته المستندات الدامغة التى كانت فى حقيبة النقراشى باشا لحظة أغتيالة00 وهى مستندات قدمها لنا زوج ابنته شامل أباظة00 وا لمؤكد أنها تنشر لاول مرة00 وتكشف مدى متانة الجسور التى بناها حسن البنا مع القصر الملكى والبوليس السياسى0 الوثيقة الأولى من الديوان " جلاله الملك " تحمل درجه "سرى " برقم (1666) من رئيس الديوان إبراهيم عبدالهادى إلى حضرة صاحب الدولة محمود فهمى النقراشى باشا- رئيس مجلس الوزراء: " أتشرف بأن أبعث لدولتكم مع هذا – بالإحالة – بالتماس تلقاة الديوان من فضيلة الشيخ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين00 وتفضلوا يا صاحب الد ولة بقبول أسمى عبارات الاحترام – التوقيع رئيس ديوان جلالة الملك إبراهيم عبد الهادى فى 6 د يسمبر 1948 00 قبل قرار حل جماعة الإخوان بيومين0 الوثيقة الثانية على ورق جماعة الإخوان المسلمين ( المقر العام ) فى 4 صفر 1368 هـ 0 ا لموافق 5 ديسمبر 1948: حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك وادى النيل حفظة الله0 أحمد اليكم الله الذى لا إ له إلا هو وأصلى وأسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وأمام المتقين ,احيى سدة جلا لتكم المجيدة بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته مشفوعة بأصدق أيات الإخلاص وأخلص معانى الولاء00 يا صاحب الجلا لة : لقد حرمنا ثمارات جهادنا فى فلسطين أو كدنا لا لضعف فى جيشنا أو تخاذل شعبنا أو نقص فى عددنا أو جهل بواجبنا ولكن لتحكم السيا سة المترددة فى الحرب الصارمة وتدخل رئيس الحكومة فى شئون القتال وتردده فى مواجهة المواقف بما تقتضيه إلى جانب العوامل الأخرى التى لا يد لنا فيها ولكن فى وسع الحازم اللبق والقوى والفطن أن ينتفع بها ويستفيد بها 0 ولقد أنفرد الحاكم العام بالعمل فى السودان ينفذ فيها سياسة بريطانيا المرسومة وخططها الانفصالية المعلومة وأخذ يوجه إلى مصر اللطمة بعد اللطمة وينفذ من برنامجه الخطوةتلو الخطوة والحكومة ا لمصرية تمد له فى ذلك وتشجعه على المضى فيه بسياستها السلبية وهو ممعن فى عداوته حتى بلغ به الأمر أخيرا إلى أن يمنع بعثة المحامين من أ داء واجبها ويعلن على لسان رجاله أن مصر شئ والسودان شئ أخر وكل هذا يحدث والحكومة لم تفعل شيئا واحدا0 والعالم كله الآن يا صاحب الجلاله تغلى مراجله بالأحداث الجسام والخطوب العظام ويبدو فى أفاقه كل يوم شأن جديد لا يقوى أبدا دولة النقراشى باشا على أن يضطلع بأعباء التصرف فيه بما يحفظ كرامة مصر ويصون حقوق هذا الوادى المجيد العظيم00 والنزاهة وطهارة اليد لا تكفى وحدها لمواجهة هذه الغمرات المتلاحقة من أحداث الزمن ومضلات الفتن0 وفى وسط هذه اللجة من ا لحوادث الجسمية التى تتصل بحاضر الوطن ومستقبلة وكيانه فى الصميم يعلن دولة النقراشى باشا الحرب السافرة الجائرة على الإخوان ا لمسلمين00 فيحل بالأمر العسكرى بعض شعبهم ويعتقل بهذة السلطة نفسها بدون اتهام او تحقيق سكرتيرهم العام وبعض أعضاء هيئتهم ويأمر الوزارات والمصا لح المختلفة بتشريد الموظفين الذين يتصلون بالهيئة ولو بالاشتراك فى أقسام البر والخد مة الاجتماعية تليفونيا أو تلغرافيا إلى الأماكن النائية والمهاوى السحيقة وما عليهم أن ينقلوا فذلك شأن ا لموظف المفروض فيه ولكن صدور هذة التنقلات فى هذه الصور القاسية التى تحمل معنى الأنتقام والاتهام تجرح الصدور وتثير النفوس وتسئ اليهم فى نظر رؤسائهم ومرؤسيهم على السواء0 ويصدر الرقيب العام أمره بتعطيل جريدتهم اليومية إلى أجل غير مسمى بحجة لا قيمة لها ولا دليل عليها بل أنه لو صحت الأوضاع لكان للجريدة أن تؤاخذ اللاقباء أشد المؤاخذة بمواقفهم منها وتعنتهم معها وعدم اصغائهم إلى شكاياتها المتلاحقة0 ويتردد على الأفواه والشفاة قرار حل الهيئة ووعيد الحكومة لكل من اتصل بها بالويل والثبور وعظائم الأمور0 وأخيرا يحاول دولة رئيس الحكومة أن يلصق بالإخوان تهمة الحوادث الأخيرة التى لم تكن إلا صدى لهذا العدوان من الحاكم فى السودان ولجهاد إخواننا السودانيين فى جنوب الوادى ويلقى عليهم تبعة هذا الحادث الأسيف00 حادث مصرع حكمدار العاصمة ( سليم زكى ) الذى كان ا لمركز العام للإخوان المسلمين أول من أسف له وتألم منه إذ كان رحمه الله معروفا بعطفة على حركتهم ودفاعة عن هيئتهم ومواقفه الطيبة فى ساعات المحن إلى جانبهم مع حكمة ا لعمل وإحسان التصرف0 ويحاول دولته أن يتذرع لهذه الحرب الشعواء بتحقيقات لم ينته أمرها بعد ولم يعرف فيها المتهم من البرئ ألى الأن وإن كانت وزارة الاخلية فى بلاغاتها الرسمية قد خالفت أمر ا لنيابة وسبقت كلمة ا لقضاء وأعلنت على رءوس الأشهاد اتهام الأبرياء0 يا صاحب الجلالة00 اسمح أن اتجرأ فى هذا المقام الكريم فاقول أن الإخوان المسلمين فى وادى النيل هى أطهر مجموعة على ظهر الارض نقاء سريرة وحسن سيرة واخلاصا لله والوطن وللجالس على ا لعرش فى كل كفاحهم فى سبيل دعوة لا تخرج أبدا عما رسم الاسلام الحنيف قيد شعرة وأنهم بحكم ايمانهم ومناهجهم ونظامهم وانتشار دعواتهم بكل مكان فى الداخل والخارخ افضل قوة يعتمد عليها من يريد بهذا الوطن الخير ويتمنى له التقدم والنهوض ، وأكسب ورقة فى يد كل عامل لخير البلاد والعباد وأن تحطيم دعواتهم والقضاء عليها وهوما تستطيعه الحكومة إذا أرادته وصممت عليه ولو فى ظاهر الأمر وإلى حين بما فى يدها من سلطات عسكرية وما تملكه من قوة رسميه ليس من المصلحة فى شئ بل هو قضاء على نهضة هذا ا لوطن الحقيقية وقتل للبقية الباقية من روح الإخلاص والجد والاستقامة والطهر فيه غلى أن نتائج هذا الموقف فى مثل هذه الظروف غير مضمونة ولا معروفة ولا أدرى لحساب من يقوم دولة رئيس الحكومة بهذه المهمة ويحمل هذه التبعة الضخمة أمام الله وأمام الناس وفى التاريخ الذى لا ينسى ولا يرحم 0 يا صاحب الجلالة00 إن الإخوان المسلمين باسم شعب وادى النيل كله يلوذون بعرشكم وهو خير ملاذ ويعوذون بعطفكم وهو أفضل معاذ ملتمسين أن تتفضلوا جلالتكم بتوجيه الحكومة إلى نهج الصواب أو بإعفائها من أعباء الحكم ليقوم بها من هو أقدر على حملها ولجلالتكم الرأى الأعلى نسأل الله أن يتم عليكم نعمة التأييد والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة" – توقيع بخط اليد: المخلص حسن البنا- المرشد العام للإخوان ا لمسلمين 0وواضح أن كل ما جاء فى هذا الخطاب هو تحريض من حسن البنا على التخلص من النقراشى باشا إما بقرار من ا لملك يقبل حكومته أو برصاصة تقضى عليه من شاب مهووس00 متطرف00 مغسول المخ00 لكن00 المثير للدهشة أن " الشيخ حسن البنا الذى نسب لدولة رئيس الحكومة كل ما يتاح من عيوب وسلبيات فى 5 د يسمبر عاد بعد ثلاثة ايام فقط ليمد حه ويثنى عليه وهو ما تكشفه الوثيقة ا لثالثة التى تنشر أيضا لأول مرة0 إن الوثيقة عبارة عن تقرير كتبه وكيل وزارة الداخلية عبد الرحمن بك عمار إلى وزيره محمود فهمى النقراشى باشا قبل اغتياله بعشرين يوما00 بالتحديد يوم 8 ديسمبر 1948 وهو اليوم نفسه الذى حلت فيه جماعة الإخوان عن زيارة الشيخ حسن البنا له فى مكتبه: حضر الليلة الشيخ حسن البنا إلى ديوان وزارة الداخلية وطلب مقابلتنا بحجة الإفضاء إلينا بأمور مهمة يرغب فى ابلاغها فورا إلى حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء00 فلما قابلناه حدثنا بأنه قد علم أن الحكومة أصدرت قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين أو هى فى سبيل إصدار هذا القرار وأنه يريد أن ينهى إلى دولة رئيس الوزراء بأنه عول نهائيا على ترك الاشتغال بالشئون السياسية وقصر نشاط الجماعة على الشئون الدينية كما كان الحال فى بداية قيام جماعة الإخوان المسلمين وأنه يود من قلبه التعاون مع دولة الرئيس تعاونا وثيقا مؤيدا للحكومة فى كل الأمور وأنه كفيل بتوجية رجاله فى كافة الجهات بالسير على مقتضى هذا الاتجاه ، كم أعرب عن اسفه لما وقع من جرائم ارتكبها أشخاص يرى أنهم اندسوا على الإخوان المسلمين وراح يترحم على سليم زكى باشا (حكمدار العاصمه السابق ) قائلا إنه كان صديقا حميما له وكان بينهما تعاون وثيق تام 0 ثم تكلم مادحا دولة النقراشى باشا قائلا: إنه على يقين من نزاهته وحرصه على خدمة وطنه وعدالته فى كل الأمور 00 وأنه لو تمكن من مقابلة دولته بعد أن مضت سنتان لم يلتقيا فيها بسبب جفوة أثارها الوشاة لاقتنع دولته بأن من صالح الحكومة والأمة معا ان يبقى الصرح الضخم الذى جاهد الإخوان المسلمون سنوات طويله فى اقامته ، كما قال إنه يعز عليه بل ويزعجه ويؤلمه أن ينهار هذا الصرح على يد دولة النقراشى باش ا الحريص على خدمة بلاده 0 ثم قال إنه إذا قدر أن تمضى الحكومة فى ما اعتزمته من حل الجماعة فإنه يؤكد أنه ورجاله سوف لاتبدر منهم بادرة تعكر صفو الأمن 00 كما اكد أن الحكومة لو تعاونت معه لضمن للبلاد أمنا شاملا 0 وختم حديثه بقوله إنه على استعداد للعودة بجماعة الإخوان المسلمين إلى قواعدها بعيدا عن السياسة والأحزاب متوفرا على خدمة الدين ونشر تعاليمه بل يتمنى لو استطاع أن يعتكف فى بيته ويقرأ ويؤلف مؤثرا حياة العزلة ثم جعل يبكى بكاء شديدا ويقول إنه سيعود إلى المقره فى انتظار تعليمات دولة رئيس الوزراء داعيا له بالخير والتوفيق – وكيل الدخليه عبد الرحمن عمار – توقيع فى 8 ديسمبر 1948 0 إننا فى الحقيقة أمام أكثر من مرشد للإخوان 00 حسن البنا الذى يدعو بجماعته للإسلام دون إكراه 00وحسن البنا الذى يحرض شباب التنظيم السرى المسلح على التفجيرات والاغتيالات 00 حسن البنا الذى يشكوالنقراشى باشا فى ديوان القصر الملكى 00 وحسن البنا الذى يمدح النقراشى باشا فى ديوان وزارة الدخلية 00 فأيهما نصدق دكتور جيكل أم مستمر هايد ؟0 وفى رسالة خطية بعث بها محمد شامل أباظه زوج ابنه النقراشى باشا وابن المرحوم إبراهيم دسوقى أباظه :أن حسن البنا زار والده بعد قرار حظر نشاط جماعة الإخوان وإغلاق مقارها وترجاه أن يتوسط لدى النقراشى باشا كى يسمح باستمرا النشاط الخيرى والدينى للإخوان بعيدا عن السياسية00 وقال بصريح العبارة :"إنه كان يدعو الله أن يخلصه من الجهاز السرى الذى خرج عن طاعته وأن الجماعه بريئة تماما من الجرائم المنسوبة إليها "00 وقام "والدى فعلا بنقل رسالة الشيخ للنقراشى فكانت إجابته هى :إذا كان الجهاز خرج عن طاعة الشيخ كما يدعى وقام بارتكاب كل جرائمة بعيدا عن أمر الجماعة فما على الشيخ إلا أن يفضح لنا عن هؤلاء الذين خرجوا على طاعته ونحن على اتم الاستعداد للاستجابة إلى رجائه"00 وعندما نقل والدى شروط النقراشى للشيخ غادر البيت ولم يعاود المحاولة 0كل تلك الأسرار التى ماتزال صالحة لإثارة الجدل والاستغراب رغم مرور ما يزيد على النصف قرن عليها تؤكد أن قاتل النقراشى باشا كان آخر من يعلم وأول من دفع الثمن 00فمثل هؤلاء الشبان هم مجرد حطب لفرن لا يتوقف لهيبه ولا يتوقف لإحصاء ضحاياه00لكن00كيف جرت عملية تجنيده وتدريبه لاغتيال النقراشى باشا ؟00 هل هناك مساعد ون فى وزارة الداخلية سمحوا له باختراق مبناها الحصين فى ذلك الوقت المتوتر؟.. ولماذا كشف عن شركائه بعد أيام من الصمت كرر فيها عبارة واحدة "لاأعرف"..
                  

02-28-2008, 00:45 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    Quote: النقاط التي أود الرد عليها تتمثل في الآتي:
    أن فكر الإخوان هو الأقرب للفكر التكفيري بدليل خروج جماعات التكفير في العصر الحديث من رحم الإخوان المسلمين. و أن مفكر و منظر جماعة الإخوان الشهيد سيد قطب رحمه الله كان تكفيريا.
    أن منهج الإخوان لا يقوم على إصلاح المجتمع بل يقوم على قلب نظام الحكم.
    أن منهج الجماعة الفضفاض سبب في ظهور جماعات التكفير.

    انقلاب ديمقراطي.... في جماعة انصار السنة المحمدية بالسودان
                  

02-28-2008, 00:46 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    Quote:
    أبدأ بالنقطة الأخيرة لأن النقاش حولها قد يختصر النقاش في بعض النقاط التالية. و أقول إن وصف منهج الجماعة بأنه فضفاض على سبيل الذم فيه الكثير من عدم الإنصاف فالإمام حسن البنا رحمه الله اجتهد في دراسة الإسلام و توصل من خلال دراسته للكتاب و السنة على أن الدعوة الإسلامية تقوم على أصول ثلاثة قامت عليها في عهدها الأول و هي العلم و التربية و الجهاد و في الأمر تفصيل كثير لكن كما فصل علماء الإخوان أول العلم هو (فاعلم أنه لا إله إلا الله) ثم بعد ذلك يتفرع و التربية هي سبيل رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أصحابه و الجهاد يبدأ بجهاد النفس و ينتهي بالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام و هو الجهاد بالنفس مرورا بمختلف مراتب الجهاد. و من اجتهادات الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله أنه حدد عشرة أركان للبيعة و جعل الفهم الركن الأول للبيعة و في ركن الفهم فقد استنبط أصولا عشرين يفهم الإسلام من خلالها و تحسم الكثير من الخلافات التي كانت قائمة في زمانه.

    انقلاب ديمقراطي.... في جماعة انصار السنة المحمدية بالسودان
                  

02-28-2008, 00:46 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    الاخوان والملك.........http://alltalaba.com/board/lofiversion/index.php/t46477.html
    ... فى المرحلة الأولى لمواجهة الوفد ومناصرة القصر الملكى، فقد بدأ النحاس باشا صدامه مع فاروق مبكرا، وإذا أرادت حاشية القصر تقديم فاروق فى ثياب دينية وأن يجرى تتويجه فى القلعة ويقوم شيخ الأزهر بتسليمه سيف جده محمد على، رفض النحاس بشدة مؤكدا فى خطاب عنيف أمام البرلمان أن هذا الاقتراح إقحام للدين فيما ليس من شئونه، ويهدف إلى إيجاد سلطة دينية خاصة إلى جانب السلطة المدنية.. فالاحتفال بتتويج الملك مجال وطنى يجب أن يبارى فيه سائر المصريين مسلمين وغير مسلمين (المصرى - 22 - 2 - 1937).. ولم يتأخر رد القصر مستخدما حسن البنا، فيصدر مكتب الإرشاد قرارا يقول قرر مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين الاحتفال بحضور جلالة الملك المعظم فاروق الأول وتسلمه مهام ملكه السعيد، وتقديم فروض الولاء والتهنئة بهذه المناسبة الميمونة. وكان الملك قد وصل إلى الإسكندرية وإذ يعود للقاهرة بالقطار الملكى وعلى طول الطريق احتشد الإخوان وجوالتهم فى محطات السكة الحديد لتحية الملك، وبهذه المناسبة عقد حسن البنا المؤتمر الرابع لجماعته، بهدف تعبئة الجماعة وجوالتها فى مواجه الوفد فالنحاس إذ شعر بأن الملك يستعد للإطاحة به أخرج مظاهرات وفدية تهتف النحاس أو الثورة والشعب مع النحاس وأتى رد البنا سريعا فأخرج الجوالة بملابسها الكاكية لتهتف الله مع الملك.. وتباهى البنا كثيرا بأن الملك خرج إلى شرفة القصر ست مرات ليحيى جوالة الإخوان (الأهرام - 22 - 12 - 1937).
    .............في خطبة البنا مدح فاروق قائلاً >الملك فاروق هو المثل الأعلي لأمته وهو يملك قلوب رعيته لأنه يغار علي الدين السلامي<.

    وفي خطبة أخري قال البنا >الملك فاروق هو حامي المصحف الكريم..< في عيد ميلاد الملك فاروق >11 فبراير< قاد البنا جماعته في مظاهرة تضم عشرات الآلاف تتقدمهم فرق الجوالة واتجهوا إلي قصر عابدين ومعهم مكبرات الصوت ليقسموا القسم التالي أمام القصر الملكي >نحن نقسم الولاء لك يا فاروق ونمنحك ولاءنا علي سنة الله ورسوله<..

    تعددت مثل هذه التظاهرات التي كان يقوم بها البنا لمداهنة فاروق من حين لآخر في مقابل ذلك أصدر فاروق تعليمات إلي مديري مختلف >المحافظات< المدريات بمصر بعدم التدخل في نشاط جماعة الإخوان وتركهم يعملون بحرية لا عزو في أن هذه الجماعة كانت الوحيدة وسط شعب مصر التي تقف مع الملك وباقي شعب مصر كان كارها لفاروق الذي لم يجد سوي جماعة الإخوان لتكون المساندة الوحيدة له في مصر!!

    من نفاق البنا لفاروق قوله >الملك فاروق هو فخر الشباب وأمير المؤمنين وحامي القران والدين وهو يعيد صورة السلف الصالح في صورة الرسول الكريم<..

    كتب البنا في صحيفة الإخوان >اليومية< الناس علي دين ملوكهم نحمد الله ان رب البيت في مصر هو جلالة الملك فاروق المعظم هو المثل الأعلي في الحفاظ علي الدين وسمو النفس لقد عرف شعب مصر الملك فاروق بأنه الملك الصالح المؤمن النقي، المنقذ لشعبه والحارس لدينه والساهر علي رعايه مصالحه والداعي إلي الفضيلة ليس بالقول بل بالعمل أنا أحيك يا جلالة الملك العظيم وأخلص لعرشك<.. لقد كتب البنا هذا النفاق المكشوف وشعب مصر كان يعلم ان فاروق كان يقضي لياليه ساهرا في الأوبرج وحلمية بالاس ولعب الميسر في نادي السيارات وليس ساهراً علي راحة شعبه كما ينافق البنا.

    http://www.el-masrionline.com/details.asp?art_id=22397&max_Edition_ID=91
                  

02-28-2008, 00:48 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)


    القمصان الملونة عباءة الإرهاب
    http://www.al-ahaly.com/articles/06-12-20/1307-inv06.htm

    بقلم: د. رفعت السعيد




    فى نهاية عشرينيات القرن الماضى كانت مصر تطرق أبواب الحيرة. الصراعات بين القصر والوفد تتصاعد، والاحتلال يضغط بكل قواه لقهر النفوذ الجماهيرى للوفد، وأحزاب الأقلية تستقوى بالاثنين القصر والاحتلال معا. وتكون إطاحة كمال أتاتورك بالحكم المتهالك لما أسمى ب الخلافة العثمانية فى صفوف البعض، وما أسماه الغرب المتربص ب رجل تركيا المريض القابع على ضفاف البوسفور، ويذهل البعض كمدا، وينطق الكثيرون فرحا بزوال كابوس الحكم العثمانى المفعم بالقمع والقهر والفساد.. ويترنم أحمد شوقى فى فرح غامر..
    مضت الخلافة والإمام فهل مضي
    ما كان بين الله والعباد
    والله ما نسى الشهادة حاضر
    فى المسلمين ولا تردد شادي
    والصوم باق والصلاة مقامة
    والحج ينشط فى عناق الحادي
    فى هذه الأثناء صعدت حركة يسارية قوية انتهت بقيام سعد زغلول بحل الحزب الشيوعى.
    وتتلفت مصر، لتزداد حيرة. إذ تطرق أبوابها حكايات القمصان الملونة المغلفة بالفاشية.
    والرجعية المصرية التى كانت تخشى الحركة الشيوعية، وتخشى من قدرتها على استعادة سيطرتها على العمال الأمر الذى دفعها إلى تشكيل اتحادات عمالية بديلة يرأسها باشوات وبكوات وحتى أحد نبلاء الأسرة المالكة هذه الرجعية وجدت فى بزوغ الفاشية الإيطالية أملا فى طحن ما تبقى من شيوعيين.
    فتقرأ كتابات مثل بينما مصر تتسلح بما لديها من قوانين مكتوبة وغير مكتوبة للدفاع عن كيانها إزاء الدسائس الشيوعية قد يكون مفيدا إلقاء نظرة إلى الحرب العوان التى أعلنها الفاشيست فى إيطاليا على العدو المشترك (الأهرام - 8 - 9 - 1927).
    وتنطلق الكتابات المماثلة لقد نجح موسولينى فى إسكات صوت المعارضة فى البرلمان الإيطالى، وصان بذلك حياة المملكة التى كانت جرائدها ولسان معارضتها تقودها بخطوات سريعة نحو البلشفية (فسطاكى إلياس عطارة - تاريخ تكوين الصحف المصرية - ص197).
    وهكذا أصبحت النزعة الفاشية ضرورة عند البعض لمواجهة المعارضة البرلمانية الوفد ومواجهة خطر البلشفية.
    وشاهدت مصر ولأول مرة طابورا من الشباب الإيطاليين المقيمين بمصر يلبسون الزى الفاشى.. القميص الأسود وتنشر اللطائف المصورة (7 مارس 1927) أول صورة لهذا الطابور.
    وكما هللت الرجعية المصرية لموسولينى هللت لهتلر أخذ المستشار هتلر بالعمل فى غير توان فى التعمير والتهذيب وتدعيم قوة الرايخ والدفاع عنه من أخطار البلشفية (ملحق مجلة الفلاح الاقتصادى - العدد 12 السنة الخامسة - ص219).
    وبدأ المصريون فى تقليد الفاشست فالنبيل عباس حليم - أى القصر الملكى - يعمل على تشكيل فرق خاصة من الشباب يطلق عليها جيش الخلاص، تلقت تدريبا عسكريا شبيها بنظام الكشافة، وألحق بها الشباب من طلبة المدارس وفرض على الأعضاء تحية خاصة برفع اليد (د. رءوف عباس - الحركة العمالية فى مصر - ص214) وكان هؤلاء الشبان يرتدون قميصا بنيا.
    لكن الطبعة الأساسية للقمصان الملونة جاءت مكتسية بصبغة فاشية واضحة ومعلنة عبر القمصان الخضراء التى شكلها أحمد حسين.
    والفتى الشاب أحمد حسين كان مغرما منذ شبابه المبكر بالنزعة الفاشية ولنقرأ بعضا مما صرخ به هيا نحطم القيود والأغلال أما هؤلاء الذين سيعترضون الطريق فالويل لهم ألف مرة ومرة، والله لنحطمنهم كما يحطم الزجاج الهش ولنمزقن أشلاءهم، ونذريها رمدا فى الهواء، فما نقبل بعد اليوم خلافا فى بديهيات أولها أن الحكم الحاضر بدستوره وبرلمانه لا يصلح أساسا لرقى شعب يريد المجد، وأن ساسة الجيل القديم بأجمعهم لم تعد فيهم الروح والوطنية اللازمة لمسايرة آمال الأمة تم يقول هيهات أن تدرك الزاحفين إلى الأمام شفقة، هيهات أن تحسب حياة أفراد بل مليون من أبناء هذه الأمة فى سبيل أن يحيا الباقون حياة كريمة فلتمتليء الطرقات بالجثث، وليصل من طلائع الجيش من يصل، فليس بشيء أن نغسل غاياتنا بالدماء وأن نطهر ضمير الأمة بحريق عظيم من الأجساد، أجل ليس بشيء مطلقا (مصر الفتاة - 8 - 12 - 1938).
    وهو لا يخفى عشقه للنزعة الوحشية فى الفاشية فيوجه التحية والتمجيد إلى كودريانو زعيم الفاشست الرومانيين الذين توج هامته بإكليل صنعه من ثلاث جماجم بشرية مشيرا إلى قيام كودرينال بإطلاق الرصاص علنا على ثلاثة من خصومه السياسيين.
    وهو يعلن صراحة نحن فاشيون وسوف نثبت جدارتنا بالسير ببلادنا فى طريق هتلر وموسولين (مصر الفتاة - 4 - 9 - 1938) ثم يفعلها أحمد حسين ليفتح الطريق أمام التأسلم الفاشستى فيعلن الفاشية فيها كثير من الإسلام (مصر الفتاة - 17 - 11 - 1938).
    لكن ذلك كله يأتى لحساب القصر الملكى، فى حربه ضد الوفد، فهو يهدى كتابه إيمانى الذى ضاهى به كتاب كفاحى لهتلر.. يهديه إلى رمز الجيل الجديد.. وطليعة المجد، إلى الجالس على عرش الفراعنة والعرب.. إلى الملك المحبوب فاروق الأول أهدى هذه السطور لتكون رمزا لولائى وإخلاصى حتى نهاية العمر (أحمد حسين - إيمانى - ط1 - ص3).
    لكن بداية العشق للفاشية كانت أبعد من ذلك.. فعندما شكل محمد محمود باشا حكومة أقلية تعهد فيها للاحتلال والقصر معا بكسر أنف الوفد والديمقراطية والدستور معا.. أتى طالب بالبكالوريا اسمه أحمد حسين ليتمسح فى هذا الديكتاتور الصغير.
    فمحمد محمود يعلن صراحة أننا سوف نتذرع بالديكتاتورية النافعة التى هى خير من الفوضى التى عمت البلاد (اليد القوية - مجموعة خطب وأحاديث محمد محمود باشا منذ أسندت إليه رئاسة الوزارة - (1929) - ص71)، ثم هو وفور توليه رئاسة الحكومة يعيد العمل بقانون المطبوعات الصادر فى 1881 والذى يعطى للحكومة الحق فى إغلاق الصحف فألغى تراخيص مائة جريدة (عبدالرحمن الرافعى - فى أعقاب الثورة - ج2 - ص76) ويحاول محمد محمود عقد معاهدة مشينة مع الاحتلال ولم يجد من يقف معه سوى طالب البكالوريا أحمد حسين الذى أسس له جماعة الشباب الحر أنصار المعاهدة وبعد ذلك بدأ أحمد حسين فى الدعوة لتأسيس ميليشيا فرعونية.
    ثم أعلن أحمد حسين فى جريدته الصرخة برنامجا سياسيا.. قال فيه شعارنا: الله. الوطن. الملك يجب أن نعبد الله وأن نعلى كلمته، ويجب أن نقدس الوطن ونفنى فى سبيل مجده، يجب أن نعظم الملك وأن نلتف حول عرشه. وبهذه التوليفة أعلن أحمد حسين تأسيس ميليشيا القمصان الخضر معلنا أن هؤلاء المجاهدين سوف يخضعون لنظام شبه عسكرى أساسه الطاعة المطلقة.. ويكون لهم زى خاص من قميص أخضر وبنطلون وحزام ولا يقدم الزى الشخصى إلا بعد أن يمضى فى هذه التجربة، ويعرف قواعد النظام ويحفظ الأناشيد والمباديء (الصرخة - 6 - 1 - 1934).
    وكل ذلك كان يأتى عبر أصابع القصر الذى كان يخشى الوفد خشية الموت.. وعندما توفى فؤاد وأتى الغلام فاروق قابل الأمير محمد على السكرتير الشرقى للسفارة البريطانية وشرح له خطة القصر.. ويكتب السير لايسون إلى وزارته قال الأمير إن الملك عندما يتولى العرش سوف يسبب المتاعب للوفد وللإنجليز، وقال إنه متخوف أكثر من الوفد بسبب عدم كفاءته وأعمال دهمائه مما سيؤدى إلى تطورات ثورية (برقية مؤرخة فبراير 1937) كما أن زعماء الأقلية كانوا فى نظر لايسون ليس لهم أى شعبية ولا يعتد بهم (برقية فى يوليو 1937).
    فما هو البديل؟
    تحركت القمصان الخضراء بقوة وبعنف ضد الوفد بهدف ترويعه.
    وهنا تحرك الوفد إلى ذات الاتجاه الخاطيء وقرر أن يشكل هو أيضا ميليشيا.. ألبسها قميصا أزرق، وعندما يدخل الوفد هذا الميدان مدافعا عن مصيره وسمعته ورجاله فإنه يدخل بكل ثقله، مئات الفرق تشكلت وعشرات المعسكرات وارتفع علم القمصان الزرق من اللونين الأسود والأحمر واحتلت المعسكرات مساحات وميادين فى كل المدن والأحياء وفى 10 يناير 1936 قام د. محمد بلال على رأس عينة من شباب القمصان الزرقاء قوامها 1500 شاب يرتدون جميعا قميصا أزرق رمزا لجلباب الفلاح وبادج على الذراع وشارة معدنية صغيرة عليها قبضة قوية تمسك بمفتاح النيل.. مر هذا الجيش فى شوارع القاهرة منشدا كلمات مصطفى صادق الرافعى وألحان رياض السنباطى..
    حماة الحمى يا حماة الحمي
    هلموا هلموا لمجد الوطن (كوكب الشرق - 11 - 1/1936).
    برزت أنياب الوفد وتم تأديب القمصان الخضر ويتباكى أحمد حسين فى استعطاف شرع كل مصرى فى الاعتداء علينا فلا نجد بوليسا يجرؤ على مؤاخذته، ولا نيابة تجرؤ على محاسبته لأنه يضرب فى أشخاص قال عنهم النحاس إنهم خونة (مرافعات الرئيس أحمد حسين فى عهد حكومة الوفد - ص123).
    فى هذا الوقت ظهر تشكيل جديد ولون جديد للمقصان هو القميص الكاكى.
    إنها فرق الجوالة التابعة لجماعة الإخوان.
    ويبدأ حسن البنا تحتاج الأمم الناهضة إلى القوة وطبع أبنائها بطابع الجندية.. والإسلام لم يغفل هذه الناحية بل جعلها فريضة محكمة من فرائضه، ولم يفرق بينها وبين الصلاة والصوم فى شيء (حسن البنا - نحو النور - الرسائل الثلاث - ص93).
    ويقول فى رسالة الجهاد أيها الإخوان إن الأمم التى تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة والنعيم الخالدة فى الآخرة، وما الوهن الذى أذلنا إلا حب الدنيا وكراهة الموت (حسن البنا - رسالة الجهاد - ص37).
    والحقيقة أن الجوالة الإخوانية قد نمت وتشكلت أساسا لحساب القصر.. واحتمت بأنها جزء من التشكيلات الكشفية وهكذا جمع البنا رجاله وألبسهم القميص والشورت الكاكى.. لينطلقوا أساسا وفى المرحلة الأولى لمواجهة الوفد ومناصرة القصر الملكى، فقد بدأ النحاس باشا صدامه مع فاروق مبكرا، وإذا أرادت حاشية القصر تقديم فاروق فى ثياب دينية وأن يجرى تتويجه فى القلعة ويقوم شيخ الأزهر بتسليمه سيف جده محمد على، رفض النحاس بشدة مؤكدا فى خطاب عنيف أمام البرلمان أن هذا الاقتراح إقحام للدين فيما ليس من شئونه، ويهدف إلى إيجاد سلطة دينية خاصة إلى جانب السلطة المدنية.. فالاحتفال بتتويج الملك مجال وطنى يجب أن يبارى فيه سائر المصريين مسلمين وغير مسلمين (المصرى - 22 - 2 - 1937).. ولم يتأخر رد القصر مستخدما حسن البنا، فيصدر مكتب الإرشاد قرارا يقول قرر مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين الاحتفال بحضور جلالة الملك المعظم فاروق الأول وتسلمه مهام ملكه السعيد، وتقديم فروض الولاء والتهنئة بهذه المناسبة الميمونة. وكان الملك قد وصل إلى الإسكندرية وإذ يعود للقاهرة بالقطار الملكى وعلى طول الطريق احتشد الإخوان وجوالتهم فى محطات السكة الحديد لتحية الملك، وبهذه المناسبة عقد حسن البنا المؤتمر الرابع لجماعته، بهدف تعبئة الجماعة وجوالتها فى مواجه الوفد فالنحاس إذ شعر بأن الملك يستعد للإطاحة به أخرج مظاهرات وفدية تهتف النحاس أو الثورة والشعب مع النحاس وأتى رد البنا سريعا فأخرج الجوالة بملابسها الكاكية لتهتف الله مع الملك.. وتباهى البنا كثيرا بأن الملك خرج إلى شرفة القصر ست مرات ليحيى جوالة الإخوان (الأهرام - 22 - 12 - 1937).
    وفى المؤتمر الرابع برز ولأول مرة الجوالة بزيهم الكاكى ليقوموا بدور الأمن والنظام وكمظهر من مظاهر القوة (حسن البنا - مجموعة رسائل الإمام الشهيد - ص237)، وبعد انتهاء أعمال المؤتمر الذى كرس بأكمله لمديح الملك خرجت جوالة الإخوان ومعهم أعضاء المؤتمر وتجمعوا أمام بوابة قصر عابدين ورددت الجوالة نهبك بيعتنا على كتاب الله وسنة رسوله (حسن البنا - المرجع السابق - ص252).. ويحكى الأستاذ البنا قصة أكبر حشد لجوالة الإخوان نقلا عن مجلة الإخوان التى نشرت تحت عنوان أقوى رجل فى العالم يحمل لواء الإخوان - حشد لم يسبق له نظير فى تاريخ مصر الحديثة - عشرون ألفا أو يزيدون لتحية الملك وكان قوام هذه المظاهرة جوالة الجماعة ويقول الأستاذ البنا هذه أول مرة فى التاريخ.. فما رأيت أو سمعت أن سارية اللواء تبلغ حوالى أربعة أمتار ونصف متر وعليها رقعة فسيحة من القطيفة الخضراء وقد رسم عليها المصحف فى نصف دائرة هلالية وكتب أعلاها الله أكبر، ولله الحمد، ومن تحتها الإخوان المسلمون، وحمل هذا العلم السيد بك نصير بطل العالم فى رفع الأثقال (حسن البنا - المرجع السابق - ص234) ومن الواضح أن سيد بك نصير لم يكن ذا علاقة بالإخوان، فهو لم يظهر معهم لا قبل هذه المسيرة ولا بعدها.. وإنما طلبت منه جهة ما ذلك.
    ومن المعلوم أن الأستاذ البنا قد ركز اهتمامه فى هذه الفترة على دعم الجوالة وأشرف بنفسه على تشكيلاتها ولم يكن هدفه الأساسى مجرد دعم الملك ولا ترويع خصومه فهذا هو الهدف الظاهرى.. وإنما كان الهدف الحقيقى أن تكون فرق الجوالة هى الحقل الذى يتم من خلاله اختيار أعضاء الجهاز السرى، وما كان تأييد الملك إلا ستاراً يتستر به لضمان تشكيل جهازه السرى.. وفى مرافعته فى قضية اغتيال النقراشى باشا يتساءل أحمد حسين عن السر الذى جاز به لدى الحكومة والبوليس أن يكون لجماعة الإخوان هذا الجيش من الجوالة ويجيب بأن حكومات الأقلية هى من شجع على تكوين هذا الجيش، وقام بتمويله باعتباره سلاحا ضد الوفد ومن ثم يتهم السلطات بأنها هى التى أسلمت هؤلاء الشباب لهذه التنظيمات ولهذه المظاهرات العسكرية التى زاد من روعتها أنها تجرى باسم الدين (مرافعة أحمد حسين فى قضية اغتيال النقراشى باشا وفى هذه القضية اعترف القاتل عبدالمجيد حسن بأنه كان عضوا فى الجوالة وأنه انتقل من الجوالة تدريجيا ودون أن يشعر إلى الجهاز السرى. هكذا وجدت مصر نفسها أمام ألوان عدة لميليشيات القمصان الملونة.. اللون البنى النبيل عباس حليم والأخضر مصر الفتاة والأزرق الوفد الكاكى الإخوان.
    ومع تصاعد الخطر الفاشى فى مصر وتشكك الإنجليز فى نوايا القصر تحركت السفارة البريطانية ويكتب السير مايلز لامبسون فى تقريره السنوى عن عام 1936 يحذر فيه من تنامى دور هذه الميليشيات.. وصدر قرار بحلها.. حلها جميعا.. إلا ميليشيات الإخوان!.
    وفى عام 1939 عين البنا واحداً من أخلص رجاله هو محمود لبيب ضابط سابق فى الجيش قائدا عاما لفرق الجوالة وكون لها مجلس قيادة من سبعة أشخاص.. واستمر نشاطها حتى عام 1948 عندما حلت الجماعة، ويقال إن عددها كان قد وصل إلى 000.40 جوال، والجدير بالذكر أن هذه الجوالة قد أثارت الكثير من الجدل داخل صفوف الحركة الكشفية فالهيئة العامة للكشافة قاومت فى بداية الأمر نشاطها، ذلك لأن قانون الكشافة يؤكد أن الكشاف لا يتداخل فى السياسة.. لكن البنا استعان بأصدقائه فى الحكم ليفرض وجود جوالته.
    ومن الجوالة نبتت أظافر الجهاز السرى للإخوان.
    ونستعيد ذلك كله بعد مظاهرة ميليشيات الإخوان بالأزهر.
    ونود فقط أن نشير إلى أمرين.. أن زى هذه الميليشيا: القميص الأسود والبنطلون الأسود والقناع الأسود هو زى حماس.. وحزب الله، ولكن حماس تتخذه فى حرب ضد الاحتلال الصهيونى وكذلك حزب الله.. فهل نظام الحكم فى مصر مماثل فى نظر الإخوان للصهيونية واحتلالها؟.
    لكن المثير للدهشة أن هذا الزى ليس اختراعا جديدا فهو بذاته وحتى بقناعه صناعة أمريكية رتبتها ال C.I.A للميليشيات العميلة فى أمريكا اللاتينية، وكانت بدايتها فى منظمة شيلية كونتها ال C.I.A لمواجهة نظام الحكم فى شيلى فى ظل سلفادور اللينى وأسمتها m.o.b.r.e وبعد انقلاب بينوشيه كانت هذه المنظمة ذراعه اليمنى فى اغتيال كل خصومه السياسيين.
    ويا للمصادفة
                  

02-28-2008, 00:53 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    مصادرك عينة يا كمال:
    Quote: في اجتماع حسن البنا بالمستر إيرلاند السكرتير بالسفارة الأمريكية بالقاهرة طلب البنا منه إنشاء مكتب مشترك بين الإخوان والحكومة الأمريكية لمكافحة الشيوعية مع طلب معونة. رد السكرتير أن الحكومة الأمريكية ستبحث الاقتراح!!


    Quote: البنا وسفارتي ألمانيا وإيطاليا في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي تبين أن حسن البنا كانت له إتصالات سرية مع رجال سفاراتي ألمانيا وإيطاليا بالقاهرة قبل نشوب الحرب العالمية الثانية بعد أن كشف أمر هذه الاتصالات دافع البنا عن نفسه بنشره مقالاً في مجلة الإخوان >النزير< ورد فيه يقول: أزف إلي الشعب المصري بشري نبأ سعيد إن صحف ألمانيا وإيطاليا نشرتا أن شعبي هاتين الدولتين يفكران في إعتناق الإسلام. أما اليابان فإنها تفكر في هذا الأمر<.

                  

02-28-2008, 01:26 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هام (Re: خالد عويس)


    http://www.middleeasttransparent.com/old/texts/hesham_a...n_lipsius_street.htm
    الزرقاويون في شارع ليبسيوس: بين رسائل البنا وقطب ورسالة العقاد

    هشام الطوخي



    قريبا من 10 شارع ليبسيوس حيث كان يسكن روح الإسكندرية وشاعرها العظيم "كونستانتين كافافيس"، كُتبت على إحدى اللافتات المعلقة بطريقة فجة عبارة تقول: "لا ترضى أن تكون دايوسا وتترك امرأتك تسير بين الرجال". و"دايوسا" - المكتوبة على قماش اللافتة بالألف - مرسومة بخط قبيح، ينبئ بأن كاتبها لا يعرف عن جماليات الخط العربي أكثر مما يعرف عن اللغة العربية ذاتها.



    قريباً من هذه اللافتة كانت نشرة الأخبار تعلن نبأ وصول جثة "مصطفى العقاد" إلى سوريا. وبكل تواضع يمكننا القول أن من علق اللافتة لا يعرف شيئاً عن كفافيس ولا عن مصطفى العقاد صاحب "الرسالة"، لكنه - غالباً - يعرف "حسن البنا " و"سيد قطب"، وبالتأكيد هو يعرف "أبو مصعب الزرقاوى" أمير المجاهدين و قائد "غزوة الفندق" الثانية في عمان - هكذا أسماها - والأولى في شرم الشيخ.



    في شارع ليبسيوس - الذي كان اسمه قد تحول منذ سنوات إلى " شرم الشيخ"- حيث يجتمع الجهل واليأس في روح المجتمع المصري المهزوم ينعدم وجود الأمل في إنجاح أي تجربة قد تُخاض من أجل المشاركة في مسيرة الحضارة الإنسانية، يمكن منها الانطلاق من آلام الواقع المأزوم إلى مستقبل قد يكون أفضل، يحمل في رحمه احتمالات حقيقية لتلبية احتياجات أفراد هذا المجتمع الجسدية والنفسية.حين تنعدم الثقة في القدرة على التجربة وينعدم الأمل في أي تطور يصبح السير إلى المستقبل هو المستحيل المطلق بعينه، ويصير من الأسهل والأقل مشقة أن يستدير المجتمع بكامله إلى الخلف لينطلق إلى حيث الشيء الوحيد الذي يبدو ممكناً.. إلى حيث الماضي.



    وهكذا تستدير المجتمعات العربية، وتستدير مصر، و يختار شارع ليبسيوس أن يتحول إلى شارع «ماسوخي"، يستلذ بتعذيب الذات، ويختار أن يتصحر.



    في بدايات القرن العشرين كان آباء الليبرالية يخوضون نضالهم من أجل التنوير، يوقدون شموعاً للحرية والحضارة ويكسبون للعقل أرضاً جديدة. في هذه الأيام كان كفافيس ينظر إلى الماضي فتمتلئ نفسه بالشجن، وتدفعه الثقة إلى الأمل والتفاؤل، فينظر متطلعاً بشوق إلى المستقبل.







    كفافيس



    في هذه الأيام المفعمة بنسائم الأمل والحياة كتب كفافيس قصيدته " شموع":

    "أيام الغد تقف أمامنا مثل صف من الشموع الصغيرة الموقدة ...

    شموع صغيرة ذهبية حارة مفعمة بالحياة...

    الأيام الماضيات تبقى في الخلف خطاً حزيناً من الشموع المطفأة...

    أقربها ما زال الدخان ينبعث منها....

    شموع باردة ذائبة ومحنية....

    لا أريد أن أراها...

    مرآها يبعث الشجن في نفسي...

    فيشقيني أن أذكر نورها الأول...

    فأنظر قدماً إلى شموعي الموقدة... " (1).



    الآن لم يعد في شارع ليبسيوس من يتحدث عن الشموع الذهبية الحارة المفعمة بالحياة، صار الحديث الوحيد المقبول هو كيف لا تكون "دايوساً" وترضى أن تسير امرأتك بين الرجال.



    في أكتوبر عام 1906 ولد حسن أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، وفى عام1928 قام بتأسيس حركة الإخوان المسلمين.



    يقول الأستاذ حسن البنا في كتابه " مذكرات الدعوة والداعية " صفحة 183 مقدماً نفسه ومنهجه في جملة بليغة كاشفة:"على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهج كله من الإسلام، وأن كل نقص منه هو نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة"(2).



    وهكذا وضع البنا بنفسه أول تعريف لجماعته " الإخوان هم الإسلام"، وصار شعار الإسلام هو الحل " يعنى أن "الإخوان هم الحل". ومن هذا المنطلق يقول المرشد العام الحالي "محمد مهدى عاكف" أحد أعضاء التنظيم السري القديم للإخوان: "يعرفنا الناس فيعرفون الإسلام، ويجهلنا الناس فيجهلون الإسلام ".



    في مايو عام 1938 أصدر البنا العدد الأول من مجلة " النذير " معلناً "أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، وكتب والده الأستاذ "عبد الرحمن البنا الساعاتي" افتتاحية العدد قائلاً: "استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته، ويعد سلاحه، ولا يلتفت منكم أحد، وامضوا إلى حيث تؤمرون"، "خذوا هذه الأمة برفق، فما أحوجها إلى العناية والتدليل، وصفوا لها الدواء فكم على ضفاف النيل من قلب مريض وجسم عليل، واعكفوا على إعداده في صيدليتكم، ولتقم على إعطائه فرقة الإنقاذ منكم، فإذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود، وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرعوها الدواء بالقوة، وان وجدتم في جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه، أو سرطاناً فأزيلوه"، "استعدوا يا جنود فكثير من أبناء هذا الشعب في آذانهم وقر وفى عيونهم عمى".



    وهكذا - بكل إخلاص - فعلت الجماعة... أعدت السلاح، وأوثقت يدي الأمة بالقيود، وأثقلت ظهرها بالحديد، وحاولت تجريعها الدواء بالقوة، وقطعت "أعضاءها الخبيثة" وأزالت "سرطانها".



    عن السلاح يقول "محمود الصباغ" أحد كبار قادة التنظيم السري للإخوان - المسمى في أدبياتهم - "النظام الخاص":



    "لم يقتصر تفكير النظام الخاص على التدريب على الأسلحة والقنابل التقليدية ، بل فكر في صناعة ما يستطيع تصنيعه محلياً من المتفجرات التي لا تتوافر في الأسواق مثل قطن البارود ، فقد تم إنتاجه بنجاح ، وكذلك ساعات التوقيت التي تحدد وقت انفجار العبوة الزمنية، فقد تم تطوير الساعات العادية إلى ساعات زمنية لتفجير العبوات"، "ومن ثم اتجه تفكيرنا إلى تصنيع قطن البارود على نطاق واسع، وكان لابد لذلك من مكبس هيدروليكي كبير من نفس الحجم المستخدم في صناعة البلاط. ومن ثم اتجه تفكيرنا إلى إنشاء مصنع للبلاط لا يعمل فيه إلا عمال من أعضاء النظام الخاص بحيث ينتج البلاط على أساس تجارى يضمن له صفة الاستمرار، وفى نفس الوقت يستخدم مكبسه في إنتاج قوالب قطن البارود بالكميات التي تحتاج إليها العمليات. وقد قمت شخصياً بشراء المكبس الهيدروليكي من السوق، وتم إنشاء المصنع في ميدان السكاكينى بالقاهرة بصفته أحد مصانع شركة المعاملات الإسلامية، وتعين كل عماله من أعضاء النظام الخاص، واخذ فعلاً في إنتاج أجود أنواع البلاط، وأقوى أنواع قوالب قطن البارود، وقد تمت تجربة عينات الإنتاج في الجبل بإلصاق القالب في قطعة قضيب سكة حديد ثم تفجيره من بعد حتى لا يصاب أحد في الانفجار، وتحقق لنا نسف قضيب السكة الحديد بانفجار هذا القالب الصغير" (3).



    أما عن أعضاء الأمة الخبيثة التي قطعوها فقد اغتالوا المستشار أحمد الخازندار القاضي الذي حاكم بعض أعضاء الإخوان في قضية تفجير القنابل عام 1946، اغتالوه في 22 مارس عام 1948 بعد ثمانية أشهر فقط من إصداره أحكاما بالسجن على المتهمين من جماعة الإخوان المسلمين لمدد تتراوح بين ثلاثة وعشر سنوات، ومنهم أيضاً النقراشي باشا رئيس الوزراء المصري الذي أصدر قراراً بحل جماعة الإخوان في 8 ديسمبر 1948، اغتالوه في 28 ديسمبر 1948 بعد عشرين يوماً فقط من صدور قرار الحل. ومنهم سليم زكى باشا حكمدار العاصمة. ومنهم ضحايا لم يكونوا مقصودين.



    " إن القتل الذي يعتبر جريمة في الأحوال العادية يفقد صفته هذه ، ويصبح فرضاً واجباً على الإنسان ، إذا استعمل كوسيلة لتأييد الدعوة ، وان من يناوئ الجماعة أو يحاول اخفات صوتها مهدر دمه وقاتله مثاب على فعله " (4).



    وهكذا يلتزم أعضاء جماعة الإخوان بالسمع والطاعة المطلقة لقادتهم " في المنشط والمكره ".



    اغتالت حكومة القصر البنا رداً على اغتيال رئيس وزرائها النقراشي، ثم قامت ثورة 1952، وقام الصراع بين عبد الناصر والإخوان على ركوب الثورة، وانتصر عبد الناصر في " حادث المنشية " فأدخلهم سجونه، وأخضعهم للتعذيب، ومن هناك انطلقت أفكار " سيد قطب " أحد أئمة الجماعة ومجددي نظرياتها.



    يقول " سيد قطب: "يدخل في المجتمع الجاهلي كل مجتمع ملحد كالدول الشيوعية، وكل مجتمع وثنى كالهند وأواسط أفريقيا واليابان والفلبين، وكل مجتمع كان أو لا يزال يعد من أهل الكتاب كالمجتمعات الرأسمالية عموماً، وتدخل تحته أيضاً تلك المجتمعات التي خلفت المجتمعات الإسلامية وورثت أرضها وديارها وأسماءها. اى تدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم أنها مسلمة " (5).



    وهكذا يظهر تعريف جديد للمجتمع المصري والعربي والاسلامى والعالمي بأنه " المجتمع الجاهلي". ويستمر "سيد قطب" في عرض نظريته في كتابه " في ظلال القرآن" فيقول:

    "إن المشقة الكبرى التي تواجه حركات الإسلام الحقيقية تتمثل في وجود أقوام من الناس من سلالات المسلمين في أوطان كانت في يوم من الأيام داراً للإسلام يسيطر عليها دين الله وتحكم بشريعته، ثم إذا هذه الأرض وهذه الأقوام تهجر الإسلام حقيقة وتعلنه اسماً، وإذا هي تتنكر لمقومات الإسلام اعتقاداّ وواقعاً، وان ظنت أنها تدين بالإسلام اعتقاداً " (6).



    والمسألة من وجهة نظره هي " مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، أن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يحب أن يخدع نفسه أو يخدع الآخرين فيعتقد أن الإسلام يمكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، فليس هذا إسلاما وليس هؤلاء مسلمين، والدعوة اليوم إنما ترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام، ولتجعل منهم مسلمين من جديد " (7).



    و"حين يبلغ المؤمنون بهذه العقيدة ثلاثة نفر فان هذه العقيدة ذاتها تقول لهم: أنتم الآن مجتمع، مجتمع اسلامى مستقل، منفصل عن المجتمع الجاهلي " (8). ويكون عليهم حينئذ أن يعلنوا ربوبية الله كما يفهما "سيد قطب": "أن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين معناها الثورة الشاملة على كل وضع في أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر في أية صورة من الصور(9).



    هكذا قام "سيد قطب" بإعداد مجتمعه الاسلامى الذي يراد له أن يحقق هذه الربوبية، فأعد خطته لنسف القناطر الخيرية "لأنه سيترتب على ذلك إغراق الدلتا بالكامل، وهذه الأرض أرض كفر يجب تطهيرها، ولو حدث ذلك فانه سوف يشغل الحكومة بهذه الكارثة ولا تستطيع استكمال حملة الاعتقالات التي كانت قد بدأت"(10).



    لكن فشل خطة عام 1965 لم يمنع إعداد خطط أخرى، ولم يمنع الأخوة " شكري مصطفى" و "عمر عبد الرحمن" و"أسامة بن لادن" و "أيمن الظواهرى" من محاولة إقامة المجتمع الاسلامى على أنقاض مجتمعنا، هذا المجتمع الجاهلي الكافر - مهما أعلننا أننا مسلمون. كما لن يقنع هذا الفشل المتواصل أمير المؤمنين "أبى مصعب الزرقاوى" بالاكتفاء بغزوتي الفندق "الأولى" في شرم الشيخ و"الثانية" في عمان. ولن يقنع كاتب اللافتة في شارع كفافيس بأن يتعلم اللغة العربية قبل أن ينصب نفسه معلماً - باسم السماء -. فالإسلام الذي يدين به المسلمون منذ أربعة عشر قرناً هجرياً ليس هو غايتهم. فليس هذا إسلاما في نظرهم، وليس هؤلاء مسلمين. وإنما الغاية هي مسخ العقول التي تعيش في ليبسيوس، وتحويلها إلى عقول صحراوية، تبايع المرشد أو تبايع أمير المؤمنين، ثم تُؤمر في "المنشط والمكره " فتسمع وتطيع.



    ملاحظات:

    1- قصائد من كفافيس - دراسة وترجمة عن اليونانية - نعيم عطية

    2- مذكرات الدعوة والداعية - حسن البنا - ص. 183

    3- حقيقة النظام الخاص ودوره في دعوة الإخوان المسلمين - 1989 القاهرة -

    تقديم مصطفى مشهور - ص. 149- ص. 150

    4- 23 يوليو وعبد الناصر - عصام حسونة - ص. 46 - من وثائق النظام الخاص

    المضبوطة في قضية سيارة الجيب

    5- في ظلال القرآن - سيد قطب - ج 8 - ص. 1023

    6- في ظلال القرآن - سيد قطب - ج 7 - ص. 939

    7- معالم في الطريق - سيد قطب - ص. 134

    8- معالم في الطريق - سيد قطب - ص. 116

    9- معالم في الطريق - سيد قطب - ص. 66

    10- الإخوان وأنا - 1996 فؤاد علام - ص. 169






                  

02-28-2008, 01:33 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاخ العوض يتهيب من نقد المكفراتي سيد قطب بعد أن أثبتنا ذلك بشكل موثق !!!!! (Re: خالد عويس)

    كتب المحترم العوض

    :
    Quote: يعني إذا سلمنا جدلا (و ما نحن بفاعلين) أن الشهيد شيد قطب تكفيري


    لا أدري تفعل مع سيد قطب وقوله

    Quote: ولكن ما هو " المجتمع الجاهلي " ؟ وما هو منهج الإسلام في مواجهته ؟
    إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا : إنه هو كل مجتمـع لا يخلص عبوديته لله وحده .. متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي ، وفي الشعائر التعبدية ، وفي الشرائع القانونية ..
    وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار " المجتمع الجاهلي " جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً !!


    وأضاف دامغا المجتمع المسلم -حاكما أ و محكوما بالجاهلية

    Quote: وأخيـراً يدخل فـي إطار المجتمـع الجاهلـي تلك المجتمعات التـي تزعم لنفسهـا أنها " مسلمة " ! .
    وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .
    والله سبحانه يقول عن الحاكمين :
    {
    Quote: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } .. [ المائدة : 44 ]
    ويقول عن المحكومين :
    Quote: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... } إلى أن يقول { ... فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .. [ النساء : 60 - 65 ]
    كما إنه - سبحانه - قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده ، واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه ، لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم " مسلمون " لناس منهم ! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء . فهذه كتلك خروج من العبودية لله وحده ، فهي خروج من دين الله ، ومن شهادة أن لا إله إلا الله .
    ! .
    وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .
    كيف يقيم سيد قطب تلك المجتمعات وكيف يتعامل معها?

    Quote: .. وكلها سواء في أنها لا تقوم على العبودية لله وحده ..
    وإذا تعين هذا ، فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة :
    إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها
    Quote: إن الإسلام لا ينظـر إلى العنوانات واللافتات والشارات التي تحملها هذه المجتمعات على اختلافهـا .. إنها كلها تلتقي في حقيقة واحدة .. وهي أن الحياة فيها لا تقـوم على العبودية الكاملة لله وحده . وهي مـن ثم تلتقي - مع سائر المجتمعات الأخرى - فـي صفة واحدة .. صفة " الجاهلية


    أم كيف يقاوم هذه الجاهلية ويدفعها وماهو دور الجماعة المسلمة
    في محاربة هذه الجاهلية فنحيلك فيه لكتاب معالم في الطريق ونرجو تبداء بتقسيمة دار الحرب والاسلام
    أذا كيف لاتسلم بعد هذا التطرف والتصنيف ا لتكفيري بأن سيد قطب تكفيري?
    هل توافق هذا الرجل الاقصائي والتكفيري في رؤيته هذه???
                  

02-28-2008, 01:34 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخ العوض يتهيب من نقد المكفراتي سيد قطب بعد أن أثبتنا ذلك بشكل موثق !!!!! (Re: kamalabas)

    ..... من يزرع الريح يحصد العاصفة!!!
    جماعة الاخوان هي فجر شلالات الدم والاغتيالات بمصر فقد قاموا بعمليات أغتيالات وحشية فقد أغتال أحد كوادرهم النقراشي باشا -عبدالحميد احمد حسن وكان طالبا بكلية الطب البيطري وهو كادر أخواني معروف
    واغتيال المستشار أحمد الخازندار بواسطة عبد الرحمن السندى ( قائد التنظيم السري للإخوان) ثم أغتيال حكمدار العاصمة سليم ذكي الخ
    ولايفيد هنا الادانات والشجب والتنصل من قبل حسن البنا وجماعته
    وقد تلي ذلك أغتيال البنا نفسه وقد ظل الاعلام الاخواني يتهم الملك فاروق
    في محاولة لكسب التعاطف الشعبي الي أن قام كادرهم -فجّر القيادى الإخواني محمد نجيب عضو التنظيم الخاص- الحقيقة وأعلن براءة الملك الفاروف تلفيق
    وتزييف الاخوان....ولايستبعد أن تكون عملية أغتيال حسن البنا تدبير
    من بعض أجنحة هذه الجماعة.....!!!
                  

03-04-2008, 06:26 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخ العوض يتهيب من نقد المكفراتي سيد قطب بعد أن أثبتنا ذلك بشكل موثق !!!!! (Re: kamalabas)

    ,,,,,,,,,,,,
                  

02-28-2008, 01:45 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    Quote: الإخوان المسلمون في حرب فلسطين
    إعداد الدكتور خالد الأحمد

    تمهيـد:

    لماذا تحارب حكومات العالم الحركة الإسلامية عامة!! والإخوان المسلمين خاصـة!!؟

    نجد الجواب الواضح من التاريخ المعاصر، من حرب (1948م) وهي الحرب الأولى بين العرب والصهاينة، وسموها (النكبـة)، في تلك الحرب حاولت الجيوش العربية مجتمعة إنقاذ فلسطين من الصهاينة، وحاول الإخوان المسلمون، وهم جمعية إسلامية في مصر، وسوريا، والأردن، يوم ذاك..حاولوا إنقاذ فلسطين، ودخلوا بإمكاناتهم الفرديـة، واشتروا الأسلحة من أموالهم القليلة.. وأذاقوا الصهاينة كأس الموت الزؤام، ونشروا الرعب في صفوفهم، فأيقن الصهاينة أنه لا مقام لهم إلا إذا دحـروا الإخوان المسلمين سياسياً، وحرضوا عليهم حكوماتهم، وحرضوا عليهم حكومات العالم أجمـع.. وركـزت الصهيونية العالمية جهودها على محاربـة الإسلام والمسلمين عامة، والحركة الإسلامية خاصة، والإخوان المسلمون أولاً.. وسنرى أنهم عندما كانوا في المعركة يقاتلون الصهاينة صدر قرار حل جمعية الإخوان المسلمين من قبل (الملك فاروق) صنيعة الصهاينة والانجليز.. واعتقل مجاهدو الإخوان المسلمين وأودعوا في معسكرات الاعتقال في سـيناء.. كما سنرى..

    ولابـد من الإشارة إلى أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ ستقاتلون الصهاينة وتغلبونهم، حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال اقتله، إلا شجر الغرقد فإنه من شجر الصهاينة..]

    والجهاد ليس إرهاباً، ولابد من التفريق بين الجهاد (المقاومة) وبين الإرهاب، ولا ننخدع بمصطلحات بوش الصهيونية..

    وهذه المقالات مقتبسة إلى حد كبير من كتاب (الإخوان المسلمون في حرب فلسطين) للأخ كامل الشريف جزاه الله خيراً، وجعل ذلك في صحائف أعماله يوم القيامة.. وبعضها منقول من أدبيات الإخوان المسلمين في سوريا حيث شارك أميرهم الدكتور مصطفى السباعي يرحمه الله في حرب فلسطين (1948)..

    الإخوان في النقب معركة كفار ديروم الأولى

    يقول اللواء المواوي في شهادته أمام المحكمة في قضية الجيب: ((كان الإخوان ينزعون ألغام الصهاينة وينسفونهم بها في صحراء النقب)).

    ويقول الأخ كامل الشريف:

    لم يكن الإخوان يعلمون عن المستعمرات الصهيونية وتحصينها أكثر مما عرفته إدارة المخابرات في الجيوش العربية النظامية فلقد هونت هذه المخابرات من شأن التحصين الصهيوني وقللت من أهميتها حتى لقد قدرت إحداها مدة أقصاها (72) ساعة ليفرغ جيشها من احتلال فلسطين كلها.

    وحتى سمعنا أحد المسئولين العسكريين في جيش عربي كبير يقول للوحدات العسكرية الزاحفة أنها ذاهبة في ((نزهة عسكرية)) إلى ((تل أبيب)) لا أكثر وحتى يقطع على الضباط دهشتهم قال لهم: إن الناس في قريته حين يقيمون الأفراح والليالي الملاح يطلقون الرصاص في الهواء دليلا ًلفرحهم وعلامة لابتهاجهم وإن الأسلحة التي معكم تكفي جداً لهذه المهمة الهينة اللينة.

    قال هذا الكبير المسئول هذا الكلام أو معناه لوحدات جيشه الزاحف بينما كان مسئول كبير في دولة عربية أخرى يقول لمراسلي الصحافة وهو يهم بإصدار الأوامر لجيشه ببدء الزحف: إن دخول الجيوش العربية كلها لم يكن في الواقع إلا لتقصير أمد الحرب وإنهائها بسرعة ولما سأله الصحفيون عن مدى قدرة الصهاينة العسكرية وإلقائهم في قاع البحر في مدة لا تتجاوز أسبوعاً واحداً.

    لاشك في أن العبارات التي فاه بها العسكريون المسئولون عند بداية الحرب والحوادث التي جاءت بعد ذلك تدل على درجة مهارة المخابرات الحربية في الجيوش العربية وعلى مدى صحة المعلومات التي لديها عن نشاط الصهيونيين ومدى استعدادهم.[ ولابد من التنويه بأن المخابرات العربية مشغولة بمتابعة المواطنين وإحصاء أنفاسهم، وعدد أولادهم وبناتهم، وعدد أصدقائهم وأقاربهم..].

    نواصل
    http://www.arabsys.net/vb/showthread.php?t=30254
                  

02-28-2008, 01:49 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حقائق لايمكن تجاهلها (Re: خالد عويس)


    كتب الاخ العوض معلقا علي بعض ما أوردناه
    Quote: مصادرك عينة يا كمال:

    قد قمنا بأنزال تلك المواد بمراجعها وللقارئ أن يأخذ بها أو يبحث
    عن مصادر أدق....ولكن المهم هنا
    00 1 - شهادة القيادى الإخواني محمد نجيب عضو التنظيم الخاص، واقدم المتبقين من الرعيل الأول للاخوان ببراءة الملك فاروق من قتل البنا
    وهو ما يثبت كذب وتلفيق الكيزان....
    2- ثبت تطبيل ومدح ومساندة حسن البنا للنظام الملكي الفاسد وللملك فاروق
    3-ثبت ممارسة الكيزان للتصفيات الجسدية وقتل الخصوم ..تم ذلك بواسطة
    كوادرهم علي من التنصل اللاحق من البنا
    4-ثبت أن سيد قطب-وبخط يده- تكفيري أقصائي
    فماذا تبقي أذا??? وهل يبقي بعد هذا مجال للتعاطف مع هذه الجماعة?
                  

02-28-2008, 02:30 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    Quote: كان الإخوان في الفترة الأولى من الحرب يجهلون المستعمرات الصهيونية وطرق تحصينها فظنوا أن في مقدورهم مهاجمتها واحتلالها رغم ما كانوا يعانونه من نقص في الأسلحة والمعدات ولقد تمت المحاولة الأولى في الساعة الثانية من صباح (14) إبريل سنة (1948) وكان الغرض منها احتلال مستعمرة ((كفار ديروم)) المحصنة وهذه المستعمرة وإن كانت صغيرة الحجم إلا أنها كانت مقامة في وضع بالغ الأهمية لقربها من الحدود المصرية ولوقوعها على طريق المواصلات الرئيسي الذي يربط مصر بفلسطين وكان في استطاعة حراسها أن يراقبوا خلف أبراجهم المسلحة دون أن يتعرضوا لشيء من الأذى لذلك كله اهتمت القيادة الصهيونية بهذه المستعمرة وبالغت في تحصينها وإقامة الأبراج الشاهقة حولها وإحاطتها بحقول كثيفة من الألغام والموانع السلكية الشائكة ثم زودتها بعدد كبير من نخبة رجال((الهاجاناه)) وفرقة ((البالماخ)) الفدائية.

    هذا وصف موجز لهذا ((الجيب)) الصهيوني الخطر الذي حاول الإخوان تطهيره واحتلاله ثم تلقوا على يديه درساً قاسياً وكانت هذه المعركة هي نقطة التحول التي غيرت خطتهم وصرفتهم عن معاودة الهجوم على المستعمرات دون أن يملكوا المعدات اللازمة لهذا النوع من القتال.

    هاجم الإخوان المستعمرة في وقت مبكر من صبيحة اليوم ونجحوا في المرور خلال حقول الألغام عبر ممرات أعدوها طوال الأسبوع الذي سبق المعركة واجتازوا عوائق الأسلاك الشائكة كل هذا تم بدقة وسرعة دون أن ينتبه حراس المستعمرة لما يجرى حولهم ولم يفيقوا إلا على صوت انفجار هائل أطاح بأحد مراكز الحراسة ثم بدأت المعركة داخل الخنادق وعلى الأبراج و((الدشم)).

    وأبدى الإخوان في هذه المرحلة من ضروب البطولة والفدائية ما لا يمكن حصره وتصويره واستطاع الصهاينة أن يسدوا الثغرات التي أحدثها المجاهدون في دفاعات المستعمرة ثم حاصروا القوة الصغيرة التي نجحت في التسلل إلى أوكارهم ومضوا يحصدونها ببنادقهم ورشاشاتهم.

    وهكذا فشلت المحاولة الأولى ومضى الإخوان يحملون شهداءهم وجرحاهم وكان عددهم يربو على العشرين وانتهت المعركة على هذه الصورة المؤسفة ولكنها ظلت مثلاً فريداً للبطولة والتضحية.

    وظل الإخوان طوال فترة الحرب يتذاكرون المثل العليا التي سجلها المجاهدون فيها والتي أعادت للأذهان صوراً حية من جهاد الصدر الأول فهذا أحدهم وهو المجاهد ((محمد سلطان)) من مجاهدي الشرقية يزحف على بطنه حاملاً لغماً هائلاً وهدفه أحد مراكز الحراسة في المستعمرة ينتبه إليه الحراس وهو على قيد خطوات من هدفه فيطلقون عليه رصاصات تصيبه في ذراعه وتعجزه عن المضي في زحفه ولكنه يتحامل على نفسه ويزحف بصعوبة والدماء تنزف من جراحه والرصاص يتناثر من حوله ويظل يجاهد بعناد حتى يقترب من هدفه فيشعل اللغم فينفجر ويدمر الحراسة ويقضى على البطل الفذ ويمضى ليلاقى ربه شهيداً.

    وهذا المجاهد ((عبد الرحمن عبد الخالق)) يقود إحدى جماعات الاقتحام في المعركة ويستمر في قتاله الرائع رغم أوامر الانسحاب التي صدرت إليه فيقول: كيف ننسحب وإخواننا في داخل المستعمرة؟ ثم يذكر من معه بقول الله تعال: {يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار} ويظل يقاتل بشدة حتى تصيبه رصاصة قاتلة في رأسه لتضع اسمه في عداد الشهداء الخالدين.

    وهذا مجاهد آخر هو ((عمر عبد الرءوف)) تصيبه رصاصه في صدره فتبدو على وجهه ابتسامة مشرقة ويهتف بمن حوله ((أترون ما أرى))؟ ثم يأخذ نفساً طويلاً ويقول هذه هي الجنة.. إنني أراها.. وأشم رائحتها)) ثم يلفظ أنفاسه الطاهرة ليمضى إلى جنة ربه الموعودة.

    ولكل شهيد من شهداء هذه المعركة قصة في البطولة لا يزال إخوانهم الأحياء يرددونها بمزيد من الإعجاب والتقدير.

    انتهت هذه المعركة وخرج الإخوان منها بنتيجة واحدة فهموها وظلوا يعملون على أساسها طوال الفترة التي قضوها في فلسطين فهموا أن مهاجمة المستعمرات الصهيونية بهذا النقص الواضح في الأسلحة والمعدات هو انتحار محقق وفهموا كذلك أنهم لم ينجحوا إلا في حرب عصابات ينزلون فيها الضربات على خصومهم خارج هذه المستعمرات دون التعرض لحصونهم واستحكاماتهم.

    ولقد قلت للإخوان عقب هذه المعركة مباشرة: ((إن الصهاينة أقوياء في هذه الحصون والأبراج فلن نهاجمهم فيها بعد اليوم ولكننا سنغير على قوافلهم ونضطرهم لقتالنا في الأرض المكشوفة)) وعلى هذه الطريقة بدأ الإخوان يضمون أنفسهم في عصابات صغيرة ترابط على طريق المواصلات وتهاجم شبكات المياه ومراكز التموين حتى اضطر الصهاينة إلى إخراج كثير من قواتهم لحراسة المواصلات والقوافل فاستطاع الإخوان بذلك أن يوقعوا بهم ضربات حاسمة سريعة وأن يغنموا منهم كميات وفيرة من العتاد والسلاح.

    http://www.arabsys.net/vb/showthread.php?t=30254
                  

02-28-2008, 07:43 AM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    Quote: تنصل المرشد العام للإخوان حسن البنا من كل الأعمال الجهادية
    التى قامت بها جماعته ووصف من قاموا بها بأنهم عابثون00 أثمون00
    بل وأفتى علنا بأنهم " ليسوا إخوانا وليس مسلمين"00 وأرسل رأيه
    إلى رئيس الحكومة الجديدة إبراهيم عبد الهادى فى خطاب شهير نشرته
    الصحف المصرية00 وبدا واضحا أن حسن البنا كتب ذلك الخطاب بعد أن
    استشعر الخوف على حياته00 فتصور أن الخطاب سينقذه


    يا للعار

    ولا زالوا حتى الآن

    يورطون الشباب السذج
    ولا يتبعوهم في الطريق إلى الجنة
    كما هرب بن لادن وملا عمر

    وكما دفع أخوان السودان
    عشرات الألاف من الشباب إلى محرقة الجنوب
    ثم عادوا ليصالحوا نفس الحركة
    ويحرصون على غنائم البترول

    يا للعار


    الباقر موسى
                  

02-28-2008, 11:52 AM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: Elbagir Osman)

    هناك طريقتين لفهم كلام المرشد
    الاولى انه عنى ما قال و انه يتبرأ من جريمة الاغتيال
    الثانى انه نصاب و اونطجى وخائف على حياته
    اذا كانت الاولى فلها ما يبرر من حياة الشيخ نفسه فلم
    يعرف عن الشيخ الفظاظة و الدموية و الغوغائية بل كان من الذين
    يتعاملون وفق (ادفع بالتى هى احسن فاذا الذى بينك و بينه عداوة كأنه ولى حميم)

    اما اذا كانت الثانية بفرض انه متورط ابتدأ فى الجريميتين فأن زعيم اكبر حركة اسلامية فى العالم
    يتبرأ من العنف (لنفرض انها براغماتية) و كذلك كل المرشدين من بعده (الهضيبى والتلمسانى )
    لم يسجل لهم التاريخ بعد ذلك (اى من 60 عاما) جريمة اخرى الا يعنى ذلك و الجماعة عضويتها بالملايين
    انهم لا ينتهجون نهج العنف.

    Quote: وكما دفع أخوان السودان
    عشرات الألاف من الشباب إلى محرقة الجنوب


    يا انت ما عارف الفرق بين الاخوان المسلمين و الكيزان يا اما بتدلس على الناس

    الجماعة غير مسؤولة عن تصرفات من انشق عنها
                  

02-28-2008, 12:27 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    كتب الاخ وائل السيد
    Quote: اما اذا كانت الثانية بفرض انه متورط ابتدأ فى الجريميتين فأن زعيم اكبر حركة اسلامية فى العالم
    يتبرأ من العنف (لنفرض انها براغماتية) و كذلك كل المرشدين من بعده (الهضيبى والتلمسانى )
    لم يسجل لهم التاريخ بعد ذلك (اى من 60 عاما) جريمة اخرى الا يعنى ذلك و الجماعة عضويتها بالملايين
    انهم لا ينتهجون نهج العنف.
    ما نأخذه علي جماعة الاخوان ليس العنف والدموية التي حدثت في عهد البنا
    فحسب وأنما الاخطر من ذلك دعوة0- منظر ومفكر الاخوان سيد قطب- الأ قصائية
    التكفيرية التي خطها في معالم في الطريق حيث وظف النص الدين توظيفا
    سئيا في تكفير كل المجتمعات القائمة علي الارض بمافيهامجتمع المسلميين
    حاكميين ومحكوميين وهي دعوة تعتبر بحق المنبع الذي نهلت منه معظم
    الجماعات التكفيرية والاصولية والارهابية والقتلة....أنه قد أعطي مشروعية
    للتكفير والقتل....هذا ما يجب أن يدان ويتم التصدي له وبقوة بدلا عن
    التبرير ولاأدري كيف تنفي العنف عنهم ياوائل مادام أهم مراجعهم الفكرية يدعو
    للتكفير ويحض علي العنف?
    كمال
                  

02-28-2008, 12:42 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: kamalabas)

    الاخ كمال عباس
    احييك اولا على طرحك الموضوعى و تناولك للامور من دون تشنج
    اذا كان منهج سيد قطب تكفيرى (لن ادافع عن طرحه ) فأنه قبل ان
    يجف المداد الذى كتب به معالم فى الطريق اخرج المرشد الهضيبى (وهو فى محنة السجن )
    كتاب دعاة لا قضاة كأول كتاب تأصيلى يرد على التكفيريين .الفكر التكفيرى نشأ تحت سياط الديكتاتورية
    عندما تسجن اكثر من 50 الفا و تنتهك حقوقهم فلا تستبعد ان يخرج منهم متطرفين (التكفير ابن بيئة السجن)
    كما نرى الان اشد الناس عداوة للانقاذ هم من انتهكت ادميتهم فى بيوت الاشباح هؤلاء لا يمكن ان يرضو بأى حل
    وسط.
                  

02-28-2008, 01:05 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    شكرا وائل
    Quote: يجف المداد الذى كتب به معالم فى الطريق اخرج المرشد الهضيبى (وهو فى محنة السجن )
    كتاب دعاة لا قضاة كأول كتاب تأصيلى يرد على التكفيريين .الفكر التكفيرى نشأ تحت سياط الديكتاتورية
    عندما تسجن اكثر من 50 الفا و تنتهك حقوقهم فلا تستبعد ان يخرج منهم متطرفين (التكفير ابن بيئة السجن)
    كما نرى الان اشد الناس عداوة للانقاذ هم من انتهكت ادميتهم فى بيوت الاشباح هؤلاء لا يمكن ان يرضو بأى حل
    وسط.
    نعم كتب الهضيبي كتاب دعاة لاقضاة وقد نشر للعامة في السبعينات
    أوضح فيه الرجل رؤيته ولكن كان المطلوب أن تعلن الجماعة أن كتاب معالم
    في الطريق لايعبر عن خطها ونهجها.الهضيبي كتب ماكتب بعد وفاة سيد قطب-توفي 1966 وبعد سنوات من كتابة معالم في الطريق
    ..... كتاب معالم في طريق أحدث دمارا وتسميما للعقول وأنتج قتلا وأفرخ أرهابا مما كان يتتطلب تصدي أقوي
    أقرأ هذا
    سيد قطب.. والتكفير والعنف
    متى تعود الجماعة عن التبرير الاعتذاري للقطبية؟

    محمد جمال باروت**
    12/07/2004



    محمد جمال باروت

    في 23 فبراير 1969م أنهى الأستاذ حسن الهضيبي المرشد العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في معتقله، مراجعته لرسالة "دعاة لا قضاة" التي أعدها بعض فقهاء الجماعة، وصادق على تدريسها في حلقات الإخوان المعتقلين، للرد على أطروحات التكفير الراديكالية التي تنامت وتبلورت داخل المعتقل، ولا سيما بين من يسمون في حوليات الجماعة بـ"إخوان 1965"، الذين حاولوا في ضوء كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" الذي كتب معظم فصوله في المعتقل قبل الإفراج عنه في عام 1964م، أن يعيدوا بناء الجماعة في طور محنتها الكبرى على أساس تنظيمٍ تكفيريٍ راديكالي طليعي جديد، تم القبض على أعضائه وإعدام رموزه، وفي مقدمتهم سيد قطب نفسه الذي كان كتابه "معالم في الطريق" أحد مستندات الحكم عليه بالإعدام.

    بين "فتية قطب" .. وتنظيم لينين الصلب!


    --------------------------------------------------------------------------------

    حاول "إخوان 65" في ضوء "المعالم" أن يعيدوا بناء الجماعة في طور محنتها الكبرى على أساس تنظيمٍ تكفيريٍ راديكالي طليعي جديد.


    --------------------------------------------------------------------------------

    في رسالة "دعاة لا قضاة" يرد الهضيبي على مفاهيم الأستاذ أبو الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية في الباكستان بالاسم، ويبدي قلقه من أن يتحول مصطلح الحاكمية - "الذي بلوره المودودي كمعادلٍ "إسلاميٍ" لمفهوم "السيادة" الأوروبي في نظرية الدولة الحديثة - إلى الحكم الكلي الجامع الذي تتفرع عنه مختلف الأحكام التفصيلية" فـ "يجعل بعض الناس أساساً لمعتقدهم مصطلحاً لم يرد فيه نص في كتاب الله أو سنة الرسول"، لكنه لا يذكر اسم سيد قطب ولا مرةً واحدةً، مع أن إستراتيجية الرسالة موجهة برمتها للرد على أفكار قطب التي طرحها في "المعالم"، وأعاد فيها تأويل مفاهيم المودودي في منظومةٍ تكفيريةٍ انقلابية راديكاليةٍ، تفتح الباب على مصراعيه إلى اعتبار المجتمعات الإسلامية مجتمعاتٍ مرتدة عن الإسلام بعد الإسلام، وتحولها من "دار إسلام" إلى "دار حرب"، وبالتالي لا تتوقف عند حدود تكفير الدولة بل تمضي فعلياً إلى تكفير الأمة، والدعوة إلى "أسلمتها" من جديد على أساس تنظيمٍ طليعيٍ نخبويٍ راديكاليٍ إسلاميٍ، استعاره فعلياً من نمط التنظيم اللينيني الصلب في الأحزاب الشيوعية.


    --------------------------------------------------------------------------------

    شحن قطب مفهوم "الحاكمية" في "معالمه" تحت تأثير المحنة، بتأويلٍ يصل إلى حدود التأويل التكفيري، الذي سيغدو أخطر مراجع التنظيمات الإسلامية الشبابية الراديكالية في السبعينيات، التي دمجت ما بين أدلوجة قطب وبين فهمٍ دوغمائيٍ للسلفية.


    لم يكن قطب بعيدًا عن معرفة ذلك النمط؛ إذ سبق له أن كان ممثلاً للجماعة في الجبهة الحزبية-السياسية التي تشكلت في عام 1954 بين الإخوان والشيوعيين والوفد لإسقاط المجلس العسكري" الثوري" بقيادة عبد الناصر، وفي حدود أوائل الخمسينيات كان قطب قد استخدم مصطلح الحاكمية تحت تأثير الترجمات العربية المبكّرة لكتب المودودي، لكنه لم يعنِ به أكثر من مفهوم مساواة البشر أمام الله، في حين أنه شحنه في "معالم في الطريق" الذي كتب معظمه في المعتقل تحت تأثير المحنة، بتأويلٍ يصل إلى حدود التأويل التكفيري الراديكالي، الذي سيغدو أخطر مراجع التنظيمات الإسلامية الشبابية الراديكالية في السبعينيات، التي دمجت ما بين أدلوجة قطب وبين فهمٍ دوغمائي للسلفية، يحوّلها من رؤية إلى إسلام القرون الثلاثة الأولى بوصفها خير القرون إسلامياً لدى عموم المسلمين، إلى مذهب متصلب قائم بحد ذاته، يقوم على التصادم مع المجتمع، ويعبر عن العسر وليس عن اليسر.
    http://www.islamonline.net/arabic/contemporary/2004/07/article01f.shtml

                  

02-28-2008, 01:12 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: kamalabas)

    الاخ كمال
    الجماعات التى تبنت التكفير لم تنسب نفسها
    لجماعة الاخوان المسلمين
    هم لهم رؤيتهم و منهجهم بل ان جماعة التكفير و الهجرة (جماعة شكرى مصطفى اولى و اهم
    الجماعات التكفيرية) تكفر حتى سيد قطب.
                  

02-28-2008, 01:39 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)



    كتب وائل
    Quote: الاخ كمال
    الجماعات التى تبنت التكفير لم تنسب نفسها
    لجماعة الاخوان المسلمين
    هم لهم رؤيتهم و منهجهم بل ان جماعة التكفير و الهجرة (جماعة شكرى مصطفى اولى و اهم
    الجماعات التكفيرية) تكفر حتى سيد قطب.

    شباب الجماعات التكفيرية نهلوا من كتاب المعالم وصحيح أن بعضهم أعتبر
    أن جماعة الاخوان مدجنة ومستأنسة وطالوها بسياط النقد نتج هذا لأختلاف
    الوسائل علي الرغم من الاهداف واحدة...ولكن هذه ليست القضية... القضية تكمن
    في وجود مادة فكرية ملغمة وقنبلة موقوتة ودعوة تكفير وأقصاء أسمها
    معالم في الطريق تتطلب أدانة صريحة وتبروء كامل ويتتطلب الامر أكثر من ذلك يتتطلب أعلان موقف من المكفراتي سيد قطب هذا ما نطلبه من الاخوان
    المسلميين.....
    أما الجماعات التكفيرية فهم تضم قادة لهم أجندة سياسية يستغلون الشباب
    لتحقيقها /شباب حائر ومتعطل محدود السقف الفكري ملئ باليأس والاحباط وأنظمة حكم فاسدة ومتسلطة ومجتمع مأزوم
    أنها تربة خصبة لتفريخ الارهاب وأخذ القانون- باليد كان يجسرها الواعز الاخلاقي: ولكن كيف أكفر برئ القيم والاخلاق والدين يمنع?كيف أكفر حاكما
    أو محكوما? وأن كفرته فكيف أقتله فأنا لست قاضيا ?
    هناك يأتي الحل من مانفيستو الارهاب معالم في الطريق حيث توظف نصوص
    القران في التكفير والقتل وتعطئ بذلك مخرجا ومشروعية في القتل والاقصاء
    والتكفيير.....
    أرأيت مكمن الخطورة وأس الداء يا وائل?
                  

02-28-2008, 03:33 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    نواصل مع وعد أن أكمل نقل مساهماتي بخصوص الإخوان و التكفير لاحقا:
    Quote: لقد قدر لي أن أشهد ((معركة كفار ديروم)) وأن أتولى قيادتها بعد أن جرح قائد السرية ((يوسف طلعت)) وتقرر إخلاؤه من الميدان وقد حتمت على المسئولية أن أبقى وراء تل صغير مجاور لأسلاك المستعمرة حتى أطمئن على انسحاب آخر جندي من قوتنا الصغيرة وحين بدأت أغادر مخابئ الأمن زحفاً إلى خطوطنا تعرضت لضرب مركز بالرشاشات الصهيونية التي كانت مسلطة من الأبراج الشاهقة ولما كانت الأرض التي أزحف عليها منبسطة تماماً فإن عدم إصابتي تدخل في باب المعجزات والخوارق ولازلت أذكر حتى هذه اللحظة التي أسطر فيها هذه المذكرات مئات الطلقات النارية التي كانت تئز حولي كطنين ذباب متوحش وتصطدم بالصخور والأتربة حول رأسي لدرجة أيقنت معها أنني لا يمكن أن أفلت من القتل فقررت أن أبقى حيث أنا متظاهراً بالموت وفعلاً أسلمت أمري لله وسمحت لأعضائي أن تمسك عن الحركة تماماً ويبدو أن هذه الحيلة قد جازت على جنود العدو فكفوا عن تركيز الضرب على شخصي وكان مما ساعد على ذلك أن بعض جثث الشهداء كانت مطروحة بجانبي وليس هناك ما يدل على أن حالتي تختلف عن حالاتهم ولقد بقيت على هذه الحالة ساعات طوالا ًحتى جاءت السيارة البريطانية المصفحة وكانوا لا يزالون في هذا الجزء من فلسطين ليفرقوا بين المتحاربين فواصلت الزحف إلى محطة ديـر البـلح العربيــة لأشهد دفن رفاق السلاح الذين سقطوا صباح اليوم المشئوم.

    ولقد حاولنا بعد أسابيع قلائل أن نقدم تجربتنا مع ((كفارديروم)) إلى البكباشي أحمد عبد العزيز حين أراد أن يجرب حظـه معها ولم يكن لديه من الأسلحة والمعدات ما يصلح لهذه المهمة ولكنه رفض وجهة نظرنا وأمر سراياه بالهجوم عليها وفق خطة وضعها بنفسه وكانت تلك هي المرة الثانية التي حاول فيها الإخوان المسلمون اقتحام ((كفارديروم)) دون نجاح وسيرد بيان ذلك في موضع قادم.

    إن تجربتنا مع ((كفار ديروم)) يمكن أن تكون مثالا ًلمحاولات أخرى قامت بها قوات عربية ضد المستعمرات الصهيونية المنتشرة في فلسطين ومن المهم أن نذكر ذلك إلى أسباب عديدة أهمها هو تحصين المستعمرات بالأسلاك الشائكة والألغام الأرضية والأبراج التي تتيح للمدافعين مجال الرؤية والرماية على مسافات طويلة وكذلك وجود نظام دفاعي قوى يسمح باستمرار المقاومة حتى بافتراض أن المهاجمين نجحوا في اختراق العوائق واحتلال أجزاء من المستعمرة كما حدث بالنسبة لتجربتنا مع كفارديروم يضاف إلى ذلك أيضا ًأن هذه المستعمرات تعتبر وحدة دفاعية كاملة بمعنى أن الخطة الإسرائيلية العامة قد وضعت نظاماً للتموين والإمدادات يسمح لها أن تصمد لوقت طويل في فترات الحصار والعزل ولابد لي أن أعترف أن التدريب العالي لوحدات المستعمرات الصهيونية وقدرتهم على الصمود في الظروف الصعبة هو عنصر هام في جعل هذا النظام الدفاعي نظاماً صالحاً وعملياً.

    ويدفعني لهذا يقين شخصي تكون من التجربة والمراس بأن نظام المستعمرات الصهيونية كقلاع محصنة في حالة الدفاع وكمناطق تجمع في حالات الهجوم سيظل عقبة لأول مرة في الحروب الحديثة فيما أعلم فأن العسكريين العرب مطالبون بالتفكير فيه لاختيار الأسلحة والتكتيكات الملائمة ولست هنا في مقام الإفاضة في هذا الموضوع ولكنني أريد أن أبرز هذا التحدي الذي صادفنا في الجولة الأولى ولم نكن نعلم به من قبل لعلنا نجد له الجواب الملائم فيما ينتظرنا من جولات.

    قلنا: إن تجربتنا مع كفار ديروم قد انتهت بنا إلى أننا لظروف تدريبنا وعددنا وأسلحتنا لم نستطع أن نهاجم المستعمرات المحصنة وإن خطتنا المقبلة ستتضح في أكثر من مكان من هذه المذكرات ونوجز هذه الخطة فيما يلي:

    1- استدراج سكان المستعمرات للأرض المكشوفة وإرغامهم على القتال فيها.

    2- فرض الحصار على المستعمرات وإرهاقها بأعمال الإزعاج والقناصة ولقد سلكنا لتحقيق هذين الهدفين سبلاً شتى منها قطع طرق المواصلات ولإقامة الكمائن ونسف أنابيب المياه وضرب المشاريع والمنشآت المنعزلة وكان طبيعياً أن ينظم العدو غارات على مراكزنا المتقدمة في النقب وكانت هي الفرصة التي نريدها ونهدف إليها ومع هذه الحركات أصبح النقب الجنوبي في مثلث واسع قاعدته تمتد من غزة إلى رفح ورأسه عند بئر السبع ميداناً لمعارك مستمرة ليلاً ونهاراً وكنا سعداء بهذه ((الحرب الخاصة)) التي كانت كثيراً ما تبدو كأنها معزولة عن الحرب الواسعة وقليلاً ما تتقيد بما طــرأ عليها من قيود والتزامات كقرارات الهدنة ووقف إطلاق النار.

    أما عن مستعمرة كفارديروم فقد ألزمناها بحصار محكم وإزعاج مستمر طيلة بضعة شهور ولست أشك في أن سكانها تعرضوا لأنواع شتى من الضيق والآلام ولكنهم صمدوا بشجاعة حتى اضطروا لإخلاء المستعمرة في منتصف يوليو عام (1948) وكان ذلك نجاحاً بارزاً لخطتنا التي تقوم على الحصار من ناحية والاستدراج للأرض المكشوفة من ناحية أخرى وقد شجعنا نجاح الحصار على كفارديروم إلى فرض حصار مماثل على مستعمرات أخرى مثل ((نيريم)) و((بيرون إسحاق)) أو ((المشــبه)) كما يسميها البدو ولقد حاول العدو في مناسبات عديدة اختراق الحصار بواسطة القوافل المصفحة ولكن النظام الذي وضعناه للإنذار المبكر عن طريق حلفائنا من البدو كان يمنحنا وقتاً كافياً للاستعداد وتحضير الكمائن وبث الألغام على طرق المواصلات وفي مرات كثيرة كانت قوافل العدو تقع في هذه الكمائن وتكون سياراتها وأسلحتها وشحنات تموينها غنائم ثمينة كنا في أكثر الأحيان نقدمها هدية لأصدقائنا البدو ولاشك أن هذه المعارك العديدة قد ساعدتنا على تطوير أساليبنا وابتكار وسائل جديدة حسب الظروف وحين أيقن العدو أن لا أمل له في اختراق الحصار على المستعمرات التي نحاصرها ولاسيما كفارديروم لجأ إلى إنزال الإمدادات بالمظلات ولكن نيراننا الأرضية وضيق مساحة المستعمرة كانت تجعل عملية الإنزال غير محكمة وهكذا كانت الصناديق تنزل على رجالنا وعلى العشائر البدوية المجاورة وكأنها موائد مباركة من السماء!! ولكن هذا الحصار لم يؤت نتائجه المرجوة في احتلال تلك المستعمرات فيما عدا كفار ديروم لأن أكثرها لم تكن معزولة تماما عن المنطقة الصهيونية كما أن الجيش المصري لم يلبث أن تصدع تحت الهجوم الصهيوني الشامل مما جعل استمرار الحصار للمستعمرات أمرا غير عملي وغير مجد.
                  

02-29-2008, 02:08 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    نعم ياخالد عويس من قتل حسن البنا? يطرح هذا السؤال نفسه وبقوة بعد أن شهد شاهد من أهلها وأتضح زيف وتلفيق الاخوان بأتهامهم الابرياء
    ظلما!!!
                  

03-02-2008, 06:04 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    نواصل:
    Quote: دخول الجيش المصري إلى فلسطين

    روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:[..ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه)):

    توغل الجيش المصري في أرض فلسطين غير مبال بخطر شديد يجثم على ميمنته ويتمثل في عدد هائل من المستعمرات المحصنة التي أعدت بإتقان لتقوم بدورها في الوقت المناسب.

    وكانت الخطة العربية العامة تقضى بأن يحتل هذا الجيش قطاعا هائلا يمتد من قرية (رفح) على الحدود المصرية إلى قرية (يبنا) على مسيرة عشرين ميلا من تل أبيب حيث تكون الجيوش العربية الأخرى الزاحفة قد احتلت نقطا مماثلة قريبة منها ثم تتجمع هذه القوات وتتصل مكونة حلقة فولاذية حول عاصمة العدو لتفصلها عن بقية المناطق.

    وكان واضعو الخطة يعتقدون أن احتلال العاصمة سينهي هذه الحرب ويضطر العصابات الصهيونية المسلحة إلى الاستسلام

    ولقد فات هؤلاء أن المستعمرات الصهيونية قد وزعت في فلسطين توزيعا عسكريا -تحت إشراف الإنجليز يضمن لليهود الاستمرار في القتال مدة طويلة وأن كل مستعمرة من هذه المستعمرات كانت تحتوى على أعداد كبيرة من الجند ومقادير هائلة من السلاح والعتاد ويمكن لهذه القوات أن تتجمع وتكون جيشا لجبا وتستمر في المقاومة حتى تتدخل الدول الكبرى وتضيع على العرب ثمرة انتصارهم.

    على أن هذه الخطة لم يقدر لها النجاح لما انطوت عليه من جهل بالغ يقوى العدو وأساليبه في المقاومة فضلا عن عدم التعاون الذي لم نلمس أي أثر في تنفيذها بين الجيوش العربية التي كان مفروضا أن تعمل تحت قيادة موحدة ولكن ما كادت المعركة تدخل دورها الحاسم حتى أصبح كل جيش يقاتل على حدة في المنطقة التي اختص بها ولقد زادت هذه الحقيقة وآثارها وضوحا حين اشتد الضغط على جبهة الجيش المصري في الجنوب وظلت الجيوش العربية الأخرى تنعم بالهدوء والراحة خلال الهدنة.

    لم تحاول المستعمرات الصهيونية إذن أن تعترض طريق الجيش المصري حسب الخطة الصهيونية العامة بل أظهرت كل معاني الضعف والاستسلام وكان بعضها يرفع الأعلام البيضاء على قمم الأبراج الشاهقة حتى يمضى الجيش في تنفيذ خطته.

    ولقد حاول الجيش المصري دخول بعض المستعمرات القريبة من مواصلاته وتركه الصهاينة يقترب منها ثم أخذوا يطلقون النار على وحداته من أبعاد قريبة فحاول الجيش اقتحامها بالقوة وكانت أول محاولة له أن هاجم مستعمرة (نيريم) الدنجور على الحدود المصرية في (16) مايو ودكها بالمدفعية ثم حاول اقتحامها بمشاته ولكنه وجد فيها مقاومة عنيفة اضطرته لصرف النظر عن محاولته ومواصلة الزحف مكتفيا بمحاصرتها.

    وتكررت المحاولة على كثير من المستعمرات ولكن هذه المحاولات ذهبت عبثا رغم كثرة الخسائر التي تكبدها الجيش ولا أستطيع أن أمر على ذكرى هذه المعارك دون أن أشير إلى الروح المعنوية العالية التي كان يتمتع بها أفراد هذا الجيش هذه الروح التي دفعتهم لملاقاة الموت بصدور عارية والتقدم صوب الأبراج المحصنة دون أدنى وقاية يحتمون بها إلا إيمانهم بالله وثقتهم في نصره وتأييده.

    ولقد أثبتت هذه الروح القوية وجودها وآتت ثمارها يوم أصر الجيش على اقتحام مستعمرة دير سنيد المحصنة في يوم (19) مايو وقاوم العدو مقاومة عنيفة غير أنه اضطر إلى إجلائها أمام ضغط هؤلاء الجنود البواسل وشدة بأسهم تاركا خلفه عشرات من القتلى وكميات وفيرة من المؤن والعتاد مما سيرد تفصيله بعد قليل ثم واصل تقدمه شمالا وأخذ يهاجم (كفار ديروم) و(بيرون إسحاق) و(كوكبة) و(نجيا) وغيرها وقد نجح في اقتحام (نيتسانيم) بعد معركة دامية أظهر الجنود المصريون فيها من ضروب البسالة ما يجعلهم في طليعة المقاتلين الممتازين غير أن هذه الروح العالية لم تلبث أن ضعفت بعد تدخل السياسة وفرض الهدنة الأولى والثانية وما صحب هاتين الهدنتين من انسحابات وهزائم.

    ومما يجدر بي ذكره في هذا الموضع أن الجنود المصريين على الرغم من هذا الروح العالية وما أظهروه في بداية الحرب من شجاعة وثبات كان واضحا ما عليه حالته من نقص في التدريب والمقدرة وبخاصة فيما يتعلق (بالأعمال الليلية) حين كانت هذه الناحية متوفرة تماما في قوات العدو ولا أظن إلا أن حضرات الضباط ممن اشتركوا في الحملة يوافقونني على هذه الملاحظة إذ كان العدو يقوم بأغلب معاركه في الليالي المظلمة وبصورة تنبئ عن مقدرة فائقة ومستوى عال في التدريب.

    كان مقررا للجيش المصري كما ذكرت أن يواصل تقدمه إلى (يبنا) حسب الخطة العربية العامة ما كادت طلائعه تتجاوز (أسدود) وتقترب من الهدف حتى تجمعت القوات الصهيونية من منطقة (رحبوت) وهاجمته هجوما عنيفا غير أن الجيش أفلح في صد هذا الهجوم وتكبيد العدو خسائر فادحة ولكن الصهاينة بهجومهم هذا حققوا نتيجة واحدة هي (تثبيت) الجيش المصري في أسدود وكانت هذه هي نقطة التحول في الحرب ه هي نقطة التحول في الحرب ذ لزم الجيش نظرة القيادة العامة للموقف وأخذت تنحو منحى جديدا فبدل أن تبذل مستعمرات النقب عن بقية أجزاء فلسطين فزحفت القوات المصرية شرقا واتصلت بقوات المتطوعين تكون إطارا وهميا منطقة معادية تموج بعشرات المستعمرات وعشرات الألوف من الجنود.

    والآن أريد أن أتساءل ما الذي كان يحدث لم تجمع الصهاينة على حدود مصر الشرقية وحاولوا الاشتباك مع الجيش المصري عند دخوله لمنعه من التوغل في أراضى فلسطين؟ لاشك أن القيادة المصرية كانت ستراجع موقفها وتحجم عن المضي في تنفيذ خطتها قبل أن تظهر هذه ((الجيوب)) الخطرة التي يتجمع فيها العدو.

    ولكن الصهاينة لم يفعلوا ذلك لا ضعفا منهم كما يقول البعض ولكنهم وضعوا خطتهم الدفاعية على أساس (بعثرة) الجيش المصري وإعطائه الفرص ليحتل مساحات شاسعة مع علمهم أنه لا يملك القوة العددية الكافية ليسيطر على هذه المناطق الواسعة سيطرة صحيحة وعندئذ تقوم المستعمرات بدورها المرسوم فتهاجم قواته ويصبح من الميسور القضاء عليه.

    ولقد كان الإنسان منا يعجب كثيرا وهو يمر على بعض المراكز الهامة التي يحتلها الجيش فلا يجد إلا قوات ضئيلة مبعثرة هنا وهناك لا يمكنها الوقوف أمام أي هجوم لأكثر من دقائق معدودة.

    وكان هذا هو الوضع الطبيعي لجيش قليل العدد اضطرته ظروفه إلى حماية مناطق شاسعة يعجز عن حمايتها أضعاف أضعافه وليست هذه الخطة التي اتبعها الصهاينة من تفكيرهم ووضعهم ولكنها خطة قديمة استعملت أكثر من مرة: استعملها الروس أمام نابليون حينما تركوه يحتل المناطق الشاسعة من الأراضي الروسية قبل أن يقوموا بالهجمات المضادة على جيشه واستعملها الروس مرة أخرى حين عبرت الجيوش الألمانية الأراضي الروسية في يونية عام (1941) عندما تركت المناطق الشاسعة ليحتلها النازيون فتتبعثر بذلك جيوشهم ويصبح من الميسور القضاء عليها وإيقاع الهزائم بها كما حدث بعد ذلك.

    وقد تتعجب حين تعلم أن كثيرا من ضباط أركان الحرب في الجيش الإسرائيلي كانوا ضباطا في الجيش الروسي خلال الحرب الروسية الألمانية وكانت هذه الخطط دروسا مستفادة نفذت بصورة مصغرة في فلسطين ونجحت نجاحا منقطع النظير.

    ولست أدرى كيف غابت هذه المعاني عن أذهان القادة العسكريين في الجيوش العربية ولا يزال سر هذه الخطة قائما يتذبذب بين (اللواء المواوى) القائد الأول للحملة والساسة المصريين الذين كانوا يحركون القتال من القاهرة والذين كان أكبر همهم كسب الرأي العام وانتزاع تصفيقه للجيش الباسل الذي احتل ثلث فلسطين في مدة لا تتجاوز عشرين يوما ببركة وزارة السعديين وحسن سياستهم!!

    على أن أنصار (المواوى) يقولون: إن الرجل لم يغب عن ذهنه ما في هذه الخطة من خطر ولكنه كرجل عسكري كان ينفذ ما يؤمر به مضطرا ويواصل الزحف كلما صدرت إليه الأوامر ولكن أنصاره يعودون فيقولون: إن الواجب كان يقضى عليه باعتزال القيادة ومغادرة الميدان وعدم المجازفة بسمعته العسكرية كقائد وسمعة الجيش بتعريضه للهزيمة المنكرة من جراء خطة مرتجلة.

    ولسوف تظل هذه النقطة الخطيرة التي ترتب عليها ما حل بالجيش وما حدث في فلسطين سراً مغلقا حتى يأتي يوم يستطيع فيه (المواوى) أن يواجه أمته وأن يحدد مسئولية الكوارث التي تعرض لها جيشنا في فلسطين والتي كادت تودي به لولا لطف الله وعنايته.

    ولقد أوضحت في كلامي عن جهود المتطوعين في الدفاع عن بيت لحم كيف رأت القيادة العامة أن تجمع كتائبهم في بيت لحم والخليل وحين تمت هذه الخطوة لم يبق مع القوات الرئيسية المصرية سوى قوات الإخوان الحرة التي كان يقودها مؤرخ هذه الصفحات والتي نفرد الأبواب التالية لمتابعة أعمالها والوقوف على مدى تأثيرها في سير العمليات التي دارت في هذه الجبهة.

    كانت مهمة الإخوان في ذلك الوقت تتخلص في إرباك مستعمرات النقب وشغلها في الدفاع عن نفسها أمام هجماتهم المتكررة حتى لا تفكر في الانقضاض على مؤخرة الجيش وهو مشغول بمعاركه الأمامية في مناطق أسدود والمجدل والفالوجا

    فمرت بالإخوان في ذلك الوقت فترة من أنشط الفترات وبلغت المعارك بينهم وبين الصهاينة عنفوان شدتها ولم يكن يمر يوم واحد حتى تنشب الاشتباكات الدامية في مناطق مخالفة من الصحراء والإخوان في كل ذلك غير مقيدين مطلقا بما جد من أساليب الخداع والتثبيط كقرارات الهدنة ووقف القتال بل لا أكون مبالغا إذا قلت: إن الإخوان كانوا يعملون في فترات الهدنة أكثر مما يعملون في أوقات القتال حتى وقع منهم في ذلك الحين كثير من الجرحى وعدد من الشهداء.

    ولم تكن جهود الإخوان مقصورة على مهاجمة القوافل ومحاصرة المستعمرات بل كانوا يشتركون مع الجيش المصري في عملياته الهجومية ولأضرب مثلا على ذلك بمعركة ((بيرون إسحق)) إذ قرر الجيش اقتحامها ووضع خطة محكمة لذلك.

    وكان كل ما تخشاه قيادة الجيش أن تتدخل المستعمرات الجنوبية في المعركة فطلبت إلى البكباشي ((عبد الجواد طبالة)) أركان حرب المنطقة في ذلك الحين أن يقوم الإخوان بقطع الطرق التي تصل هذه المنطقة ومنع الصهاينة من دخول المعركة من هذه الطرق فعهدت إلى الأخوين ((نجيب جويفل)) و((محمد على سليم)) إلى القيام بهذه المهمة فخرجا بفصائلها ورابطا على نقاط متقاربة على الطريق وحين بدأت المعركة واشتد الضغط على حامية ((بيرون إسحق)) بعثت تطلب المزيد من القوات واستجابت لها القيادة الصهيونية وما هي إلا برهة يسيرة حتى امتلأ الطريق بالمصفحات القادمة من مستعمرات النقب الجنوبية ونشبت معركة شديدة بين الإخوان وهذا العدد الهائل من المصفحات وحاول الصهاينة التخلص من هذا الحصار والوصول إلى ميدان المعركة ولكن قوة النيران الموجهة إليهم من الأسلحة الأوتوماتيكية ومدافع الهاون ((البيات)) وحقول الألغام التي بثت في طريقهم أقنعتهم بأن طريق العودة هي أسلم طريق فبدءوا يتراجعون تاركين حامية ((بيرون إسحق)) تعانى وحدها شدة المعركة وتستغيث بقيادتها ولا مغيث!!

    ولست أنسى يوم هاجم الصهاينة أحد مضارب العرب (البدو) الآمنة وأضرموا فيها النار بعد أن قتلوا كثيرا من رجالها وجاء الأحياء منهم يشكون إلينا إذ كان سبب المذبحة التي أوقعها الصهاينة بهم أنهم يتعاونون مع الإخوان ((المجرمين)) على خد تعبيرهم!

    ولقد كنا مضطرين لمجابهة هذا العدوان بمثله حتى يأمن البدو على أنفسهم ويظلوا على ولائهم لنا فقررنا إيقاع مذبحة مشابهة بالصهاينة وتسللت قوة من الإخوان في جوف الليل إلى إحدى المناطق الداخلية متوغلة في أرض يعتبرها الصهاينة حرمهم الخاص وهناك على طريق السيارات بثوا حقلا كبيرا من الألغام وانفلتوا في أحد الوديان المجاورة ينتظرون مقدم ((الصيد)) وجاءت قافلة كبيرة عند الفجر فلم تكد تمس الألغام حتى انفجرت وتطايرت أجزاء السيارات في الفضاء وظل الإخوان في مكمنهم حتى انجلى دخان الألغام وقام من نجا من الصهاينة فأخذوا يطلقون عليهم النار حتى مات من مات وفر من استطاع الفرار ثم جمعوا القتلى وكدسوهم كومة واحدة بعد أن أخذوا ما وجدوه من سلاح وعتاد ولم ينس الإخوان أن يتركوا منشورا كتب فيه أن الحادث بمثابة رد لما ارتكبته العصابات الصهيونية ضد العرب [البدو] الآمنين.

    ولقد سمع القائد العام بهذه العملية الجريئة فأبدى رغبته في رؤية بعض الأسلحة التي غنمها الإخوان وأعجب كثيرا بما شاهده منها وبخاصة أحد مدافع ((المورتر)) المصنوعة حديثا في بلجيكا وكانت هذه واحدة من عشرات المعارك التي قام بها الإخوان وسببت ارتباكا عنيفا لليهود وأكسبت الإخوان خبرة لا تجارى في وسائل حرب العصابات الحديثة.
                  

03-05-2008, 04:10 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    Quote: وكان الذي قام بهذا العمل طالبا بكلية الطب البيطري بجامعة "فؤاد الأول" بالقاهرة، اسمه "عبد المجيد حسن" أحد طلاب الإخوان، ومن أعضاء النظام الخاص، الذي قُبض عليه في الحال، وأودع السجن، وقد ارتكب فعلته، وهو يرتدي زي ضابط شرطة، لهذا لم يُشَك فيه حين دخل وزارة الداخلية، وانتظر رئيس الحكومة، حتى أطلق عليه رصاص مسدسه.
    وعُين "إبراهيم باشا عبد الهادي" نائب النقراشي خلفا له في رئاسة الوزارة، الذي صمم على أن يضرب بيد من حديد، وأن ينتقم لسلفه النقراشي.



    [B]اتساءل ايضا من قتل حسن البنا[/B]
                  

03-05-2008, 10:28 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من قتل حسن البنا ؟ (Re: خالد عويس)

    الجزء الأخير عند ور الإخوان في حرب فلسطين. و بعده - بإذن الله - أعود لنقل بعض الردود السابقة عن موضوع الإخوان و التكفير:
    Quote: الجيش المصري يستعين بالإخوان

    يقول الأستاذ كامل الشـريف مؤلف كتاب الإخوان المسلمون في حرب فلسطين :

    ومع انشغال الإخوان المسلمين بالأعمال الفدائية على طول الجبهة الجنوبية كما أسلفنا فإن قيادة الجيش كانت تستدعيهم في كثير من الأحيان للاشتراك في الأعمال الهجومية على المستعمرات أو في مرات كثيرة كان وجودهم على ساحة المعركة هو العامل الحاسم بين النصر والهزيمة كما سيتضح لنا في الفصول القادمة ولنضرب مثلا على هذا النوع من العمليات التعرضية في الهجوم الذي وقع على مستعمرة دير سنيد ((ياد مردخاى)) في (19 مايو 1948) وهي إحدى المستعمرات الصهيونية القليلة التي سقطت بيد الجيش المصري وهي تستحق بسبب ذلك شيئا من التفصيل.

    كانت مستعمرة ((ياد مردخاى))شأن المستعمرات الصهيونية الأخرى تحتل نقطة حاكمة بالنسبة للمناطق العربية المجاورة لها غير أن هذه المستعمرات كانت تقوم على الطريق الساحلي الرئيسي للجيش في قطاع غزة المجدل ولم يكن بالإمكان تجاهلها أو الاكتفاء بحصارها كما حدث بالنسبة ((لكفار ديروم)) أو((نيريم) وغيرها من مستعمرات النقب.

    كانت أول تجربة شخصية لي مع ((ياد مردخاى)) أن أحمد عبد العزيز طلب إلى في منتصف إبريل أن أصحب قوة من المتطوعين الليبيين والسودانيين لتحتل موقع ((عراق المنشية)) في الشمال نظرا لأننا كنا أسبق منه في المنطقة وأدرى بأوضاعها وظروفها وكانت تلك القوة تتحرك في سيارات ((أتوبيس)) عادية مما يعرضها لأخطار كبيرة فيما لو علم العدو بتحركها وفكر في إقامة كمين لها وقد أخذت إحدى مصفحاتنا لتكون في مقدمة طابور ((الأتوبيسات)) بينما ركبت مع ((محمود عبده) في سيارة الجيب القديمة التي أخذناها من الصهاينة في مناسبة سابقة وكان أكثر ما يخيفني هو المرور بهذه القوة المكشوفة من مستعمرة ((ياد مردخاى)) التي تقوم علي جانبي الطريق الرئيـسي وترتفع أبراجــها ومواقعها المحصنة علي قمم التلال المشرفة.

    كانت الشمس تميل للغروب حين وصلنا إلى آخر منخفض يشرف علي المستعمرة وهناك أوقفت الركب واندفعت وحدي بسيارة الجيب للاستكشاف وهناك وجدت عدداًً كبيراً من الصهاينة خارج المستعمرة يعملون في المزارع المجاورة وكانت هذه فرصتنا الذهبية للمرور دون اشتباك كانت الخطة ببساطة أن تقترب مصفحتنا الوحيدة لتقف وسط الصهاينة العزل وتصوب رشاشاتها عليهم بينما تواصل بقية السيارات المرور كان عنصر المغامرة في هذه اللعبة وهو أن الصهاينة لن يجرءوا علي إطلاق النار علي سياراتنا مخافة أن نحصد رجالهم في الحقول فيتركوننا نمر بسلام ولا أدرى كيف كان يفكر قائد المستعمرة أمام هذه المفاجأة وهنا انتهي لمثل ما انتهينا إليه من استنتاج؟ ولكن المهم أن طلقة واحدة لم تطلق من المستعمرة علي قوتنا وحين أنهينا مهمتنا في (عراق المنشية) في منتصف الليل وقفلنا راجعين بمصفحتنا وسياراتنا الجيب أخذت المخاوف تعود علي رأسي أعنف مما كانت إذا كيف سنعبر هذا الطريق المخيف مرة أخرى ولن ينفعنا تكرار نفس اللعبة كما أن من المرجح أن الصهاينة قد دخلوا الآن إلى حصونهم المسلحة وسيكون في مقدرتهم أن يحصدونا حصدا دون أن نتمكن من رؤيتهم فضلا عن مقاومتهم في هذا الظلام الكثيف وبينما كنت أفكر علي هذا النحو وسائق السيارة الجيب ينطلق بأقصى سرعته في اتجاه المستعمرة وأنوار مصفحتنا تتبعنا كظلنا من قريب برزت من الظلام أشباح تستوقفنا وتصيح بانفعال ظاهر وحين وقفنا عرفنا فيهم بعض أصدقائنا البدو من سكان المناطق المجاورة للمستعمرة.

    البـدو أصدقاء الإخوان :

    قال أحدهم [ أحد البدو ] وقد حياني باسمي ((يبدو أن الصهاينة يدركون أنكم عائدون الليلة وذلك فقد وضعوا ألغاماً علي الطريق قوة صغيرة من رجالهم تقف الآن بين الأشجار في انتظاركم)) وحين أخذنا نتدبر أمرنا قال آخر ((أنى أعرف طريقا رمليا يدور حول المستعمرة وينتهي بكم إلى آخرهم من جهة الجنوب وهو ليس ممهداً ولكن لا بأس من تجربته فإن الغوص في الرمال أحسن من الموت المحقق علي كل حال)) ولم يكن لدينا خيار في الموقف فقررنا أن نأخذ الطريق الرملي الطويل.

    كان الطريق وعرا مليئا بالحفر والصخور وكان دليلنا البدوي يسير علي مهل أمامنا ليجنبنا النزول في المنحدرات الوعرة ونحن نسير خلفه بدون ضوء ولقد اكتشفت أن طريقنا الجديد يقترب جدا من مستعمرة صهيونية أخرى حتى كدنا نلامس أسلاكها وكان عنصر المغامرة هذه المرة أن المستعمرة الأخرى ربما تكون نائمة ولا تنتظر قدوم أحد وهناك احتمال معقول أننا سنمر بسلام...

    لقد استغرقنا ساعات قبل أن نكمل الدائرة الواسعة ونرى أضواء ((ياد مردخاى)) تظهر أمامنا من الجهة الجنوبية مرة أخرى وشعرت بزهو الانتصار بعد هذه المغامرة الخطرة وفجأة وجدت نفسي وسط شبكة من النيران المتقاطعة تتخللها انفجارات قنابل المدافع المضادة للمصفحات وفي لمح البصر أدركت الحقيقة المخيفة وصحت علي غير إرادة (لقد وقعنا في كمين)) وفي اللحظات التالية برزت أمامنا ثلاث مصفحات صهيونية كأنها قطع من الظلام المحيط بنا ولا يجد ملامحها سوى خيوط النار المنبعثة من فوهات المدافع وفي نفس الوقت أخذت مصفحاتنا تطلق مدافع ((البازوكا)) ورشاشات الفيكرز علي الوحوش المتقدمة من الجانبين ولكن وضح أننا نخوض معركة خاسرة وأن النجاة منها بأرواحنا هي قمة الانتصار.

    وفجأة رأيت السائق يتخبط في دمه ولم أره بعد ذلك حتى الآن وبقيت و((محمود عبده)) في المقعد الخلفي بضع لحظات وخيوط الرصاص المتناثرة من حولنا في الهواء، ولقد حاولت أن أقود السيارة وأواصل التقدم ولكنها لم تتحرك إلا خطوات قليلة حن أخترق ((الموتور)) دفعة من الرصاص فتوقفت تماما عن الحركة.

    وعندما قفزت وزميلي إلى الأرض وأخذنا نزحف علي بطوننا تحت وابل من الرصاص الطائش كانت مصفحتنا لا تزال مشتبكة مع المصفحات المعادية وحين ابتعدنا بضع ياردات عن مكان السيارة الجب المحيطة شعرنا أننا أصبحنا في مأمن لأن نيران العدو لم تعد مسددة علينا وأصبح بإمكاننا أن نسير بصورة عادية ونحن نستتر بالأشجار الكثيرة المتناثرة في تلك المنطقة وحين شعرنا أكثر بالأمن بدأنا نقلق علي إخواننا الآخرين والمصفحة ولكنني كنت أحس باطمئنان داخلي لأن هؤلاء الرجال قد وقعوا مرارا في كمائن صهيونية ربما أشد إحكاما من هذا الكمين ومع ذلك فقد أسعفتهم الشجاعة والمران من الخروج منها وقد أصاب حدسي مرة أخرى حين التقينا معهم في الصباح التالي عند مدخل قرية ((دير سنيد)) العربية وكانوا جميعا في أحسن حال فيما عدا ســائق سيارتنا الجيب (يرحمه الله) الذي سقط في اللحظات الأولي للمعركة...

    لقد أبلغنا تجربتنا تلك مع ((ياد مردخاى)) إلى أحمد عبد العزيز وأبلغناه عن خطر تلك المستعمرة وما تمثله من تهديد لأي تحركات علي خط - غزة المجدل وطلبنا إليه أن يكتب للقيادة العامة للجيش لتضع هذا الأمر في تقديراتها للموقف.

    لقد كان على الجيش المصري أن يواجه ما واجهناه قبل شهور حين دخل فلسطين في (15 مايو 1948) وحين اجتازت كتائبه مدينة غزة في زحفها شمالا إلى أسدود كان عليها أن تصطدم هذه المرة اصطداما حاسما مع المستعمرة ولقد قدر لوحدة من رجالنا ولي شخصيا أن نشترك في هذه المعركة الهامة.

    الواقع أن العمليات ضد ((ياد مردخاى)) بدأت يوم (16) مايو حين طلبت منا القيادة كالمعتاد أن نقطع مواصلات المستعمرة لنمنع وصول النجدات من المستعمرات المجاورة ونحكم علي قوة الهاجاناه المحدودة أن تواجه ثقل الجيش المصري وحدها وفي نفس الوقت تحركت مدافع المدان لتحتل مواقع قريبة من المستعمرة غير أن الهجوم الفعلي لم يبدأ إلا عصر يوم (19) حين أخذت المدفعية تركز نيرانها علي موقع المراقبة الأمامي القائم جنوب المستعمرة حتى دمرت أجزاؤه البارزة علي سطح الأرض تدميرا تاما ثم حاولت المشاة اقتحامه ولكنهم فوجئوا بنيران شديدة من الرشاشات مما اضطرهم إلى تأجيل الهجوم الحاسم.

    وفي صباح اليوم التالي واصلت المدفعية ضرب المستعمرة بما فيها الموقع المذكور وفي المرة نجح جنود الجيش في اقتحام الموقع بعد معركة ضارية استخدمت فيها القنابل اليدويــة والسلاح الأبيض وأظهر جنود الجيش ضروبا من الفدائية والاستبسال.

    كانت قوة الإخوان المسلمين الصغيرة تقوم بحصار طرق المواصلات كما أسلفنا خلال الأيام الأربعة التي شهدت معركة ((ياد مردخاى)) ولقد كانت هناك محاولات جريئة من جانب العدو لتعزيز وحدة الهاجاناه في المستعمرة وإمدادها بالمؤن والذخائر غير أن هذه المحاولات قد صدت بنجاح إلا أن وحدها مصفحة من عشرين قطعة هاجمتنا من صوب مستعمرة ((جيفا رّام)) في ليلة (24) وبعد معركة ضاربة بالرشاشات ومدافع ((البازوكا)) نجح جزء صغير منها في دخول المستعمرة أما بقية السيارات فقد ردت علي أعقابها ولاشك أن صمود الإخوان ونجاحهم في عزل المستعمرة قد ساعد مساعدة فعالة علي سقوطها بعد بضعة أيام وحين كانت معركة الطرق تدور بيننا وبين العدو كان الجيش يحاول اختراق المستعمرة الرئيسية دون جدوى ذلك أن تحصينات المستعمرة وخنادق الاتصال كانت مقامة بعناية مكنت رجال الهاجاناه (رغم قلة عددهم في تلك المرحلة علي المعركة) من الصمود أمام محاولات الاقتحام المتكررة.

    كانت ((ياد مردخاى)) غرضاً رئيسيا للجيش وكان لابد من احتلالها وتدميرها أو الحكم على الحملة المصرية كلها بالفشل ولما يمض علي بدايتها أسبوع واحد وكانت الروح المعنوية للجنود والضباط لا تزال عالية لم تؤثر فيها العوامل التي ظهرت بعد ذلك علي الميدان والحقيقة أن هذه المعركة أظهرت معدن الجندي المصري الصبور إذا أتيحت له القيادة الصالحة والمعدات الكافية وحين اشتدت مقاومة العدو طلب منا أن نجلب فصيلة من رجالنا لتساهم في عملية الاقتحام النهائي للمستعمرة وفعلا اشتركنا في هذا الدور الحاسم بفصيلة وثلاث مصفحات كنا غنمناها من الصهاينة في معارك النقب.

    غير أن الدور الأهم دون شك كان هو نجاحنا في منع وصول النجدات الصهيونية للمستعمرة وربما لو أخفقنا فيه وأتيح للعدو أن يقيم جسرا بين المستعمرة المهاجمة ومجموعة المستعمرات المجاورة لتغيرت حتما نتيجة المعركة.

    سقطت مستعمرة ((ياد مردخاى)) في يد الجيش المصري وكان لسقوطها دوى عظيم كما كان له أثر سيئ في نفوس الإسرائيليين وبسقوطها أصبح الطريق مفتوحا أمام الجيش المصري ليواصل زحفه شمالا ومع أن نتيجة هذه المعركة كانت انتصارا بارزا للجيش كما كانت مسرحا لبطولات فردية نادرة إلا أنها أثبتت للقيادة العامة أيضا أن مهاجمة المستعمرات ليست رحلة مسلية واعتقد أن هذه التجربة ساعدت على وجود الاتجاه الذي برز فيما بعد لعدم مهاجمة المستعمرات الصهيونية والاكتفاء باحتلال جوانب الطريق الرئيسي والدفاع عنه حتى لم يعد للجيش أي هدف إستراتيجي يسعى لتحقيقه وكان هذا الاتجاه هو المناخ الذي أدى للهزيمة النهائية في الحرب الفلسطينية.

    كان دخول الجيش المصري إلى فلسطين بالنسبة إلينا حدثا هاما أثر على كل أوضاعنا ولقد مر بك في فصول سابقة أن وحدات الإخوان المسلمين في الجبهة الجنوبية قد دخلت إلى فلسطين بعد إعلان قرار التقسيم مباشرة وظلت تعمل وحدها في الميدان قبل دخول الجيش النظامي بخمسة شهور علي الأقل وقد ظلت تعمل حرة حتى بعد دخوله إلى أن طلبت القيادة العامة للجيش قيام تنسيق وتعاون بينها وبين المتطوعين ولقد تطور هذا التنسيق فيما بعد حتى أصبح نوعا من التبعية للجيش ولم نجد غضاضة في ذلك مادام الهدف هو العمل لإنقاذ فلسطين غير أن محاولات متكررة وقعت فيما بعد لإذابة هذه الوحدات وصهرها في الجيش صهرا تاما وكنا نعلم أن وراءها توجيها سياسيا من حكومة النقراشى يدفعه تخوفها من الإخوان وخشيتها من نمو قوتهم العسكرية في فلسطين ومع أنني وافقت تماما علي فكرة التنسيق والتبعية لتحقيق وحدة القيادة في الميدان ولضمان نجاح العمليات العسكرية ضد العدو إلا أنني رفضت عملية الإذابة وقاومتها بعناد شديد وقد تكلفت في ذلك كثيرا من العناء.

    لقد كان رفضنا الاندماج الكلي في الجيش المصري موضوعا يستحق التسجيل والتوضيح ذلك أن بعض العناصر السياسية في القاهرة اتخذته دليلا علي أن الإخوان كانوا يرمون إلى بناء قوة عسكرية مستقلة تعمل علي الإطاحة بنظام الحكم المصري ولكن دوافعنا كانت في الواقع لا علاقة لها بالسياسة وإنما تمليها اجتهادات خاصة تتعلق بالمهمة التي كنا نعمل لها وهي قهر الصهيونية في فلسطين فما هي هذه الدوافع والأسباب؟

    كانت تربية شباب الإخوان المسلمين تقوم علي أساس المساواة والتكافل والحرية ولم تكن هناك أية ميزات بين المسئولين علي اختلاف رتبهم وبين الأفراد إلا ميزة السمع والطاعة في العمل والواجبات وكانت العلاقة بين الضباط والجنود علاقة أخوة ليس فيها شئ من الرسميات ولم نكن نسمع أن هناك تفاوتا في اللباس أو المأكل أو المسكن بين أعلي رتبة وأصغر رتبة وكانت هذه الأوضاع يمليها المفهوم الإسلامي للجندية والجهاد كما تمليها ظروف هؤلاء الأفراد وثقافتهم وأوضاعهم الاجتماعية فمثلا قد نجد جنديا عاديا يحمل شهادة جامعية عالية بينما قائد فصيلته أو سريته عامل بسيط أو فلاح ذو ثقافة متوسطة ولكنه اجتاز تدريبا خاصا أو قضى في الميدان مدة طويلة أظهر خلالها شجاعة فائقة أو دراية واسعة في القيادة حتى يمكن القول : إن قائد الفصيلة أو الجماعة كان أشجع أفرادها علي الإطلاق وأكثرهم خبرة في القتال ومكانه دائما هو المقدمة عند الاشتباك مع العدو.

    أعتقد أن هذه التربية الحرة القائمة علي الكرامة والمساواة كانت من بين الأسباب التي تدفعهم لتحدى الموت والصمود عند اللقاء علي أن هذه الأوضاع التي تحكم علاقات الإخوان المسلمين كانت عكس الأوضاع في الجيش المصري تماما حيث تسيطر العقلية العسكرية الصارمة وحيث يقوم الخوف بين الجندي وقائده مقام الحب والاحترام وحيث تقوم فجوة بين الرتب تشمل المأكل والملبس والمسكن من هنا وجدنا أن إذابة الإخوان في الجيش ستعنى هدم النظام الذي يقوم عليه كياننا الجهادي وبالتأكيد محو الملامح والخصال التي تنتج عنها خصال الفدائية والتضحية والتسابق على الشهادة فهل يمكن أن ألام لإصراري علي ضمان الحرية الداخلية لوحدات الإخوان المسلمين في نطاق الإطار العام للجيش المصري وتحت قيادته الموحدة؟.

    الواقع أن قيادة الجيش أقرت هذا المبدأ بعد تردد شديد ومشاجرات متعددة بيني وبين ضابط اتصال الجيش ((البكباشى زكريا العادلي إمام)) وهي مشاجرات كانت كثيرا ما تنقلنا إلى مكتب القائد العام للتأنيب أو المصالحة.

    كان دخول الجيش المصري في فلسطين نقطة تحول بالنسبة لوحدات الإخوان المسلمين وأصبح علينا منذ الآن أن نحاول ملائمة نشاطنا مع خطط الجيش وسياسته العامة كما أصبح علينا أن نشترك في عملياته الهجومية والدفاعية وكان يطلب منا علي الأغلب أن تقوم بالأعمال التعرضية الخطرة وأحيانا لتحقيق الأهداف التي تعجز عنها الوحدات النظامية كما سيتضح في الفصول المقبلة.


    فهل هذه حقيقة أم خيال!!؟ إنها حقيقة.. واحدة من آلاف الحقائق المطموسـة عن قصد، ويجب نشرها، حتى تعرف الأجيال لماذا يحاربون الإخوان المسلمين..!!؟

    والذي ألفت الانتباه لـه أن الإخوان المسلمين حاربوا الصهاينة عام (1948) وحاولوا إنقاذ فلسطين، وقدموا الشـهداء البررة لذلك، ثم حلت الحكومة المصرية جماعتهم وهم في الحرب، واعتقلتهم من خنادق القتال، وجمعتهم في معتقلات (الطيرة) و(هاكتسب) في سيناء..

    وكذلك بعد المقاومة السرية التي قام بها الإخوان المسلمون في قناة السويس (1952ـ 1954) مما أجبر الانجليز على الانسحاب من القناة، انتهت بهم إلى سجون ومعتقلات عبد الناصر بعد أن دبـر مسرحية مؤامرة (المنشية) في أكتوبر (1954)، وتم اعتقالهم من خنادق القتال في القناة وزجهم في السجون والمعتقلات، وأعدم قادتهم مثل الشيخ محمد الفرغلي وعبد القادر عودة وغيرهم يرحمهم الله تعالى..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de