ثم ماذا بعد سقوط أنجمينا أيها القادمون الجدد.. قراءة في البرنامج السياسي للنظام الجديد.

Quote: لحظات ما قبل المعركة الحاسمة قوات دبي ونوري ..وجهاً لوجه في انجمينا تقرير :أميرعبدالماجد اعتقد المواطنون في أم هجر وانجمينا بلالة وماسقيت صباح أمس الجمعة ان سباق رالي داكار قد اتجه هذه المرة الي دولتهم او ربما الي عاصمتهم، وهم يشاهدون ارتالا من السيارات التايوتا وهي تتجه بسرعة شديدة الي العاصمة انجمينا مع سؤال موضوعي ..ماذا يحدث، وكيف انتقل القتال بهذه السرعة من شرق تشاد الي مشارف العاصمة؟ ..الرئيس كان يقول دائما انهم متواجدون في السودان وانه لن يتراجع عن قصفهم بالطائرات داخل اعشاشهم هناك ..كيف وصلوا الي هنا ..ربما كانت جيوشا اخري غير تلك التابعة لقوات التحالف التي يقودها العقيد فيزاني مهاجير .. الوقت يكشف الصور فالقوات هي قوات التحالف وقائدها هو فيزاني نفسه، والحديث عن اعشاش طيور تبدل الان، وتيمان اردمي الواقف امام السيارة المدرعة بالعتاد والرجال يعلن ان دبي امامه خياران: اما التفاوض علي اسنة البنادق والقبول بوجود احد قادة التحالف علي رأس الجهاز التنفيذي للدولة بصلاحيات واسعة، وهو مطلب سبق ان رفضه دبي في مفاوضات طرابلس، او خوض معركة فاصلة، قال تيمان انها محسومة لقواته التي تحاصر انجمينا حاليا. المعارك مشتعلة الان علي اعتاب انجمينا في صراع مع الوقت علي مايبدو، لان الحسم هنا قد يعني خيارين في ظل عدم وجود طريق ثالث حتي الان ..اما ان يغادر دبي بعد اكثر من «18» عاما ..او تنتهي المعارضة ويثبت التحالف الذي يضم القادة الكبار محمد نوري وتيمان اردمي ومكاي فشله ويكرر سيناريو اخر عملية عسكرية وصل بها وزير الداخلية المقال والمحتجز حاليا في السفارة الليبية في انجمينا وفي وضع صحي معقد الي انجمينا في ابريل من العام 2006م ، وهي مغامرة نجح دبي في حسمها، واجبر نور علي التراجع بعد ان دخل برجاله الي داخل انجمينا، لكن يبدو ان العقيد فيزاني مهاجير قد تعلم كثيرا من درس محمد نور، فقواته اتجهت في صمت، واقامت نقاط ارتكاز في المناطق التي عبرتها حتي لا تترك مساحات خلفها قد تمكن القوات الحكومية من الالتفاف عبرها لضربها من الخلف وقطع الامداد، كما حدث لقوات نور، كما ان فيزاني آثر التريث قبل دخول انجمينا وهو ماقد يتيح لقواته التي قطعت مساحات طويلة ان ترتاح وتنتظر انضمام بعض القادة المحليين ، كما ذكر لنا الناطق باسم قوات التحالف الوطني عبدالرحمن غلام الله، وهي من الاخطاء التي وقع فيها محمد نور عبدالكريم سابقا ، واكد ماذكره جبريل عيسي امس عن انضمام محمد احمد توفا قائد محافظة أم هجر بقواته ، وصديق مهدي قائد منطقة مسورو الي قوات التحالف استجابة للنداء الذي وزعته قوات التحالف، وهو نداء طلب من منسوبي الجيش الحكومي الانضمام الى قوات المعارضة التي قال انها ستضمن سلامتهم وتوفر لهم الحماية والعلاج ، وطلب التحالف من الشعب التشادي والمقيمين بتشاد توخي الحذر والابتعاد عن المناطق التي تندلع فيها المعارك الان ،وحدد مناطق شاري وماسقيت وانجمينا، والتحذير نفسه لكن ربما بلهجة اخري لم تحدد سوي انجمينا والمناطق المحيطة بها اصدرته الحكومة التشادية، التي ذكرت في بيان لها امس علي موقعها بالانترنت ان القوات الحكومية تصدت لهجوم شبيه بهجوم العام 2006م ،الذي قاده الجنرال محمد نور عبدالكريم علي انجمينا وانها - اي القوات الحكومية - نجحت في دحر القوات، واضاف البيان « قوات التمرد رفضت الاستجابة لاتصالات اجريت من قبل قوات الدفاع والامن، فتم تدميرهم بعد معركة استمرت «40» دقيقة فقط »، وتابع « قواتنا احاطت بالناجين »، ونوهت الي ان الهيئة العامة للاركان ستقدم لاحقا تفاصيل لما يجري. * الاتهامات القديمة حاضرة حتي وقوات نوري علي مشارف انجمينا، فقد ذكر موقع الحكومة امس ان تشاد ظلت خاضعة علي الدوام لاعمال عدائية من نظام الخرطوم، وان مايحدث الان هو امتداد لهذا العدوان لجهة ان الخرطوم هي من يمول من اسماهم البيان ب« المرتزقة ». * المعارضة علي لسان الناطق باسم التحالف نفت تماما اي دور للخرطوم، وقالت انها اقاويل لصرف الانظار عن محنة دبي الذي عليه الان ان يختار اما التفاوض علي منصب رئيس وزراء بصلاحيات واسعة تجعل الدولة تعمل وفقا للمؤسسات بعيدا عن هيمنته، او الدخول في معركة نهائية تحدد شكل الحكم في البلاد. والحديث نفسه قاله امس مسؤول الاعلام باتحاد القوى المعارضة التشادية جبريل أحمد عيسى «لايوجد أي دعم من الحكومة السودانية » ، واضاف« السودان دولة صديقة لتشاد، والحكومات السودانية ظلت علي الدوام متعاطفة مع شعبنا». *لكن مع ذلك يري الباحث التشادي د. الكيلاني، ان الدور السوداني يبقي مهما ،لان السودان حتي وان لم نتعاطف مع كثير مما ظل يردده دبي يظل لاعبا مهما ، واضاف « دعني اذكرك بما قاله وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين يوم 14/ يناير الماضي امام البرلمان السوداني، عندما وعد باخبار سارة، واذكرك بماقاله رئيس البرلمان في نفس الجلسة عندما قال ان تشاد اذا لم تلتزم بالاتفاقات الموقعة بين البلدين فان انجمينا موعودة بعواقب وخيمة »، وتابع « هل هو الرد السوداني علي الغارات التشادية ..» ، وقال«من الصعب الحكم بان الخرطوم بمقدورها كتابة السطر الاخير بعيدا عن الامريكيين والفرنسيين الذين اعلنواصباح اليوم «أمس» انهم ملتزمون بتعهداتهم تجاه تشاد، وهي فيما اعلم تجاه دبي، مايعني انها قد تتدخل لحمايته، لان فرنسا اذا لم تتدخل في المعركة بصورة جادة جدا وبدرجة اكبر من تدخلها في معركة العام 2006م ، فان نظام دبي سينهار في غضون ساعات بالنظر الي ان توحد الحركات الكبيرة تحت مظلة التحالف الذي يقوده فيزاني، وبالنظر الي ان الحركات الاخري واهمها علي الاطلاق حركة محمد نور عبدالكريم او لنقل قبيلته التي تلعب الان دورا حاسما في المعارك ضد دبي علي الارض، وتتوق لدخول انجمينا حتي تطلق سراح قائدها المريض والمحتجز في السفارة الليبية هناك » ، وتابع « الحافز الموجود لدي المعارضة كبير لانها تلعب الان في الوقت الضائع، وهي تعلم ان انتظار وصول قوات اليوفور سيجمدها علي الحدود تماما ولاسبيل امامها الا الانتصار او الموت، وهو حافز قوي جدا يغلق امامها خيار التقهقر الي الصحراء القاحلة شرق تشاد، خاصة وانها استفادت من درس محمد نور وحملت معها هذه المرة اسلحة مضادة للطائرات مامكنها من اسقاط ثلاث طائرات حكومية حتي الان ». * الاوضاع علي الارض الان مشتعلة والمعارك في اكثر من محور ، والعاصمة انجمينا كما ذكر لي احمد محمد كوسو من انجمينا امس « الشائعات في كل مكان ونحن نشاهد السيارات العسكرية وقد اغلقت الشوارع ...شبكة الاتصالات تعطلت ثم عادت للعمل لاحقا ..القصر الجمهوري محاط برجال الجيش ..والهيلوكوبتر تحلق في الاجواء ..الحياة متوقفة تماما والكل يخشي من القادم ،ماذا سيحدث لانجمينا ، لا احد يعلم ...يقولون ان المعارك لازالت مشتعلة لكننا لانعلم سوي ان القوات الحكومية لازالت مسيطرة علي المدينة ». * هل هو عقاب الخرطوم علي الغارات الاخيرة ام انها حسابات المعارضة التي لاترغب في انتظار وصول قوات اليوفور الي الحدود ..ايا كان فقد اصبح كرسي الرئاسة الان محاصرا شأنه شأن انجمينا ..المعارضة المسلحة من جهة بقيادة فيزاني ونوري وتيمان وقوات الحكومة بقيادة دبي من الجهة الاخري وبينهما القوات الفرنسية التي لم تتدخل .. قد لا تفعل ..وقد تفعل ..مع استمرار المعارك المشتعلة في بير بركة واقترابها من القصر الجمهوري. الصحافة : السبت 2 فبراي