|
مقال للدكتور فاروق البدوي !!!!!
|
عجبني هذا المقال لانه لفت النظر لظاهرة الاسراف.
والاسراف صفه ذميمه حتي لو كان في البوستات ...
تخريمه للدكتور ... في مصر بلد خيلانا ... واهلنا الحنان بعض الاسر تقوم باستأجار عدد كبير من الناس لتكبير العزاء .. الذي يصور بالفيديو ... وفي الاحياء الشعبيه والفقراء يستأجرون امرأه تسمي بالعداده ... ومهتمتها تكورك من خشم الباب (( يا اخوي ويا دكتوري ويا روحي ))) وفي نفس الوقت تكون ليس لها علاقه بالميت ...
شكرا للمقال المفيد للدكتور فاروق البدوي .. وربنا يهدي بقية الدكاتره لما فيه خير الناس ...
![](http://www.sudaneseonline.com/farog.jpg)
Quote: مفاكرة
الجـوع المُتخـم !!
د. فاروق البدوي [email protected] يقول تعالى (( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكُلوا واشربوا ولا تُسرفوا؛ إنه لا يحب المسرفين .. )) صدق الله العظيم.
نقلت قناة التلفزيون الفضائية السودانية المهذبة المحتشمة (وهذه شهادة لله تعالى ).. وأشدّ على أيدي القائمين عليها.. قبل أيام احتفالية وزارة المالية والاقتصاد الوطني مع بنك السودان المركزي باسـتبدال وتغيير العملة السودانية القديمة من الدينار (الإسلامي) إلى الجديدة وهي الجنيه ( الأجنبي ).. وفي كلٍ خير . مع دعائنا للرزاق رب العباد أن يُكثر من الجنيهات الجميلة هذه بالملايين في جيوب أهل السودان.. الذين ما حُظوا برؤية وتملّك الملايين والمليارات من الدنانير القديمة.. قولوا آمين.
لا أحسب أن تكاليف هذه الاحتفالية وما صُرف فيها.. تقلّ كثيراً عما صُرف من مبالغ لتغيير العملة وإعادة طباعتها بشكلها الجديد.. وقد أوضح الأخ وزير المالية المحترم بأن ما يربو من نسبة 80% من قيمة تغيير العملة واستبدالها سددتها حكومة السودان.. والباقي دعماً وعوناً من الدول الصديقة المانحة وليست الشقيقة.. فلم هذا الاحتفال المكلّف الباهظ الثمن يُقام على شرف ( القرش القديم المتجدد ).. ويُشرّفه أكابر قيادة ومسئولو ورجال الحكم الثنائي للشريكين في السلطة والثروة.. في وقتٍ تُصبح العاصمة في كل يوم جديد.. تحتاج لأي ( قرش ومليم ) لتنظيفها من قاذوراتها ولمحاولة تجميلها.. وبخاصة لردم وتغطية تلك ( الخيران والحفر ) التي حفرتها المعتمديات الثلاث بالشوارع ووسط الأحياء بإجراء كان أقل من ( نص كم ).. لتصريف الأمطار في الخريف المنصرم.. فلا المعتمديات تلك بالعاصمة أكملت وأنجزت واجباتها.. وكل الناس تشهد شهادة حق.. وبما رأت أم عينيها وعايشت الحال كيف آل في ذاك الخريف..ولا أتت بعد انتهاء الأمطار لتقويم ولتصحيح ما أخطأت فيه.. وما أبدت قليلاً من اهتمام ( لردم ولتسوية ) الخيران والحفر والآبار.. فلماذا هذا الصرف الحكومي البذخي المفرط في كل صغيرة وأصغر منها.. ولماذا تُلحّ ولاية الخرطوم على تقديم المر والعذابات لمواطنيها ولا تمنيهم ولو بقليل (الروقة والراحات ).. أم أنه من شاكلة الغيظ والكيد السياسي ( بسهر الجداد ولا نومو ).. وحري بهم أن يُدركوا ويعلموا أن هناك إحساس قوي وطني عام عند الناس.. أن ما تقوم به الحكومة من الصرف على المآدب والاحتفاليات وإرضاء متواليها بالمميزات الخاصة .. إن تمّ توجيه قبلته للمصارف الصحيحة السليمة حتماً سـيُكفى الناس شرور تكاليف المداواة من الداء والعلاج من المرض.. ومكابد الحياة والمعيشة ولأبنائهم الدراسة والتعليم.. وحتى رسوم وقيمة الموت والدفن ولنسألن الله السلامة والعافية.. فمكابدة الناس أضحت تحرق ما في الصدور من شـيم وصفات الصبر والرباط والتوكل.. وكفى بالله وكيلا.. ولكن للصبر حدود عند الناس.
يغضب وينتقد الناش مشاهد السيارات الحكومية بلوحاتها الصفراء.. وهي تجوب كل الطرق نهاراً وليلا.. في قضاء المتطلبات الخاصة الأسرية الحياتية والاجتماعية لأهل وخاصة الحكومة كلها.. ويتم تجهيزها بالمطلوب من وقود وصيانة وغيره من بيت المال العام.. على حساب حياة وكاهل عم عبد الرحيم وأسرته وعوزه.. وهذا الصرف الحكومي بإسراف في ثنايا ومصارف تسيير الحكم الثنائي بغيض مكروه في السماء.... وعلى ما هو غير هام أيضا.. يُقابله في الشاطئ المقابل صرف شعبي وأهلي من شريحةٍ في المجتمع تُحسب على أهل الحكم وقربهم.. لا تخشى فقراً ولا عوزاً.. ولا تخشى سؤالاً يوم لا سائل إلا هو وحده تعالى.. إسراف يقول فيه الرسول الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام بأن الله لا يُحب المسرفين. من الجميل والشارح للصدور والأنفس أن يحتفل ويفرح الناس بنجاحاتهم وأعراسهم ومسراتهم.. وبأرزاقهم المُنزّلة من السماء أبناءً وأموالاً وأنعاماً وأكثر وأقل من ذلك.. وهذا شرع مشروع أن يفرح المرء ويُولم ويطرب ويسعد ويُسـعد من حوله.. ولكن من خلال مضمون وضابط الأصل في شرع الله كله.. وفي كتبه القرآن والإنجيل والتوراة والزبور والصحف.. ورسالته السماوية بأن يكون احتفاء وفرح المرء بما يُرضي الله ورسله وحسب أمر الله دون بخل ودون إسراف.. ولكن ما يُصرف فيها على نحو تقليد الغربي من العادات والتقاليد فتح أبواب الغيرة والحسد والشهوة في مجاراة ومباراة.. ليس فيها من سُنة سوي ( شـوفوني.. ولو قدرتو ألحقوني ... ).. ويتعاقب ويتسابق أصحاب المال والثروة في ما بينهم.. وكل قبيل يسعى ليفوز بقصب السبق في مستحدثات الفرحة واستجلاباتها.. وما يُرى في ( صيوان أو قاعة الفرح ) – كما قال لي أحد الأصدقاء الثقاة – يمنحك الإحساس بأنك في عالم الغرب المفتوح المفضوح.. لولا السحنات السودانية تعيدك للواقع وللأرض الطيبة.. والمعلوم أن الله تعالى أوجد وأباح للإنسان التلذذ في حياته الدنيا.. وبما خلق له فيها من الطيبات من زوج وطعام وأنعام وكل حلال مُباح.. ولكن بحسب ما يُرضيه ويأمر به تعالى من الحلال البيّن واجتناب الحرام وما يسوق إليه.. وليس بحسب هوى النفس البشرية ومزاجها غير الرباني وفيها الأمّارة بالسوء.. ويزعم بعض الناس أن كلام الله المُبين ( وأما بنعمة ربك فحدّث ...) وقوله تعالى ( ولا تنسـى نصيبك من الدنيا... ) فيه رخصة لهم في ما ابتدعوه وعملوا به.. وأقول بكل خضوع ومذلة لله تعالى وحده فقط.. أن يتقدم كل من يجد لهذا الفهم الخاطئ خاطراً بعقله نحو كتاب الله تعالى.. ويقرأه بتمعن وروية وبحث عن شرح لمعاني اللغة "" قديمها وعصرييها "" ليعرف معني مدلولات ومعنى كلام الله.. حتى لا ينزلق فيحسب أنه يُفسر كلام الله.. لأن كلام الله لا يُفسره بشـر أبدا .. إنما يُفسـّر نفسه بنفسه عند استدامة تلاوته بانتباه وتدبر في كتابه القرآن المُنزّل.. ويشرح كلماته المستعصية على العامة رجالٌ آتاهم الله وألهمهم من عنده العلم والفهم والنباهة.. بتقربهم إليه فقربهم إليه تعالى.
أما ما يُصرف في المآتم والأحزان و ( صيوان العزاء ).. فقسماً بالله العظيم إنها لمصيبة وكارثة وخروج بواح سافر عن سنة رسول الله ورفضها.. إسراف في الأكل والشرب وكل ما طاب ولذّ.. ويتنافس أهل الميت هذا مع أولئك في توفير سبل الراحة للمعزيين ( والمجاملين ) باختيار أفخر الكراسي والأطقم بداية.. ثم الرفاهية والإغداق مشرباً ومأكلا.. ومنهم من يُقدم الحلوى ( باسطة وكنافة والشاي المقنن وما شابه.. ).. ما هو استفزاز للأنفس والأحاسيس البشرية.. مما أنهك كاهلها وحطّم معنوياتها "" وعمل ليها نفسيات بالكوم "".. وأحسب بأنه قد خرج من ذاكرة وعقول الناس كلهم حتى العلماء الشرعيين والدعاة الدينيين والفقهاء أحكام وأوامر النبي الأمي عليه الصلاة والسلام في منهج وأدب أقامة المأتم والبكاء والدفن والعزاء.. وأن يصنع الناس لأهل الميت طعاماً.. ولا يصنع أهل الميت للناس الطعام ولو القليل.. دعك من هذي المآدب الدسمة الشهية وتتبعها ملحقاتها من ( مكملات الكيف والمزاج ) فطوراً وغداءً وعشاء. صار العلماء – إلا من رحم الله وزكّى - هم من أوائل المشاركين في كسر وإلغاء الأمر المعلوم في السنة النبوية الشريفة من واجبات وحقوق المجتمع.. وبالحفاظ عليها وإحيائها والاستمساك بها.. ولا تسمع نُصحاً أو تناصحاً دينياً منهم لأهل المُتوفى ولمؤازريهم.. أو في أي مناسبة حياتية اجتماعية مثيلة.. وكأنهم يخافون الاستنكار أو الرفض من الجالسين.. أن لا يقطعوا عليهم أحاديثهم وحكاياتهم المسلية الدنيوية ضحكاً وانشراحاً وكأنهم أمام ( مسرحية كوميدية مضحكة ).. غافلين ملهيين بالدنيا عن سبب مجيئهم وحقيقته لتقديم واجب العزاء والمواساة في المصاب والجلل.. وأما هيئة وحال غالب النساء وأكثرهن الآتيات لتقديم واجب العزاء.. ممن هن في وسط ومقتبل العمر يأتين وكأنهن إلى عرض أزياء خرجن.. أو منافسة للجمال تزيّن.. أو إلى ليلة زفافهن استعدين وأُخذن.. ألا يتعظّن هؤلاء من الموت ويسـتحين من أهل المتوفَى ويتذكرن أنهن إلى نفس المصير والقبر محمولات.. وقد يرى أحياناً المرء في صيوانات وبيوت العزاء؛ - وما يدور من لغط الدنيا وضحك ونفخ للسجائر في حضرة الموت والجنازة بالمقابر لفتنة عظمى - ..ما لا يراه في صيوانات وقاعات الأفراح.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الأصل في الصورة العامة هو الإسراف والتبذير في الصرف على المؤتمرات والمناسبات والندوات الحكومية وحزبها وتلك الأحزاب الموالية والمتوالية.. وحتى سرقة المال العام تتم بتفريط وإسراف عجيب.. ولا يخفى على الناس شئ من أنباء التجاوزات المالية ولا رقيب ولا حسيب.. وعم عبد الرحيم يقضي نهاره على وجبة طعام ضعيفة التكوين والسعرات الحرارية قليلة الكمية فقيرة المحتوى.. وينام ليله على النوى وهو يعلم أن الله يرى.. لأن ما يقع على كاهل الناس من ضنك الحياة بفعل فاعل.. ومن ضيم الآخر بفعل فاعل.. ومن تشـظي موروث التكافل السوداني بفعل فاعل.. ومن قطع الأرحام لأتفه الأسباب الدنيوية الزائلة بفعل فاعل.. ومن معصية الابن لأبيه وأمه وأخيه.. وخروج البنت ( على حل شعرها ) بفعل فاعل.. وبازدياد جرائم الاغتصاب والزنا والحمل السفاح والإجهاض بفعل فاعل.. والأطفال حديثي الولادة اللقطاء على كافة أركان الأرض السودان الطيبة الطاهرة.. ومحاولات إنقاذ اللقطاء من بين أنياب الحيوانات الضالة المفترسة أو تجميع أشلائهم بعد افتراسهم بفعل فاعل.. وبتنامي جريمة اغتصاب وسرقة المال العام بفعل فاعل.. وبغفلة إسقاط إحياء وقيام حدود الله وحقوقه وسنة نبيه بفعل فاعل.. تحدّياً ورفضاً لأمر الله بأن لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.. فهل منا ويوجد بيننا أولي ألباب.. أم انزووا وعزفوا وهربوا بجلودهم.. أم أنهم أجبروا وأكرهوا على ذلك وبفعل فاعل.. وما يفعل الناس من شئ أو يقولوه إلا وعليهم رقيب عتيد.
قال لي عم عبد الرحيم وهو على ( برش السعف ) مُتوسداً يده لينام هنيئا قرير العين (( يُقال إن البلد جوعانة مُنهكة.. حتى أنها اسـتفرغت قاع معدتها.. بعد ما اجترّت ما كدسته فيها.. فهل للجوعى يا ولدي..نصيب من المخزون الاستراتيجي !! )) .. ورفعت رأسي للسماء أسأل أي مخزون هذا يا ربي..! وأدعو له بنوم هادئ هانئ.. فرأيت هلال أول يوم في المحرّم الشهر الحرام للعام الهجري الجديد 1429 هـ .. أعاده الله على أمتنا السودانية وكل الأمة المحمدية وكل أمم العالم بما يجعلهم خيراً وحباً وعوناً وإيثاراً وصدقاً وسلاماً لبعضهم البعض.. وكل عام هجري جديد وأنت بكل الخير والسلامة والعافية.. وأهل السودان ليس لهم إلا بعضهم بعضا.
وأبداً ما هنت يا ســـوداننا يوماً علينا.
سـودان الشـتات / أميريكا |
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
Re: مقال للدكتور فاروق البدوي !!!!! (Re: SAMIR IBRAHIM)
|
كتب الدكتور فاروق البدوي .....
Quote: الأصل في الصورة العامة هو الإسراف والتبذير في الصرف على المؤتمرات والمناسبات والندوات الحكومية وحزبها وتلك الأحزاب الموالية والمتوالية.. وحتى سرقة المال العام تتم بتفريط وإسراف عجيب.. ولا يخفى على الناس شئ من أنباء التجاوزات المالية ولا رقيب ولا حسيب.. |
| |
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|