التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2008, 05:30 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION

    التنشئة السياسية (POLITICAL SOCIALIZATION
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في هذا الخيط اريد ان اتحدث عن التنشئة السياسيه كما كتب عنها الدكتور ايراهيم ابراش :
    تحتل التنشئة السياسية كموضوع دراسة , مكانه في حقل اهتمام العلوم الاجتماعيه والانسانية والسياسة نظرا لانها احدي موضوعات التقاء الاجتماعي بالسياسي . فالسياسة ليست مجرد اشخاص حاكمين ومحكومين ولكنها ايضا ثقافة سياسية تصهر الحاكمين والمحكومين في بوتقتهاوتنظم علاقة الصراع والتعاون بينهما فالشان السياسي هو الركيزة الاساسية للتحليل الوظيفي والنسقي كما بلوره بارسونز وميرتون واستن عندماتحدثوا عن نسق الثقافة جنبا الي جنب مع نسق الشخصية والنسق الاجتماعي .ولكن الثقافة السياسية لها اّليات لاكتسابها ومنابع تنهل منها تكمن في المجتمع وتنظيماته وقيمه وعقائده فإن التنشئة السياسية هي الالية التي بمقتضاه يتكون الانسان السياسي وتتبلور الثقافة السياسية لمجتمع ما.
    كما ان التنشئة السياسية تحيل دائما الي التنشئة الاجتماعية باعتبار هذه الاخيرة احدي المحددات الرئيسة للتنشئة السياسية ,فالانسان السياسي يصنع ويتشكل اجتماعيا قبل ان يبدا مهمة ممارسه,السياسةونوع وطبيعة التنشئة الاجتماعية اولا والسياسة ثانيا التي يتلقاه المواطن هي التي تحدد طبيعة سلوكه السياسي وتحكم نظرته لنفسه وللمحيط الذي يشتل فيه وعليه .
    واهمية التنشئة السياسية تظهر جلية اليوم في الصراع المحتدم بين النظام السياسي ومؤسسات المجتمع المدني فكل طرف يسعي الي الهيمنة او التاثير علي قنوات التنشئة السياسية للحفاظ علي استقرار النسق السياسي وإضفاء طابع المشروعية علي نفوذهم وسلطتهم فهم يسعون جاهدين للتحكم اوالتاثير علي قنوات التنشئة السياسيةبدءً من المدرسة _ التعليم الرسمي _ وانتهاء بوسائل الاعلام مقابل ذلك تسعي القوي الاخري وخصوصا في المجتمعات المنقسمة ثقافيا اوسياسيا بشكل حاد الي خلق ثقافة سياسية معاكسة وذلك بمد نفوذها الي قنوات التنشئة السياسية كالتعليم الخاص او المؤسسات الدينية _المساجد_ المراكز الثقافيه والانديه وغيرهااوعن طريق اشرطة الكاسيت والتقنيه الحديثة للصوتيات والمرئيات .
    فالتنشئة السياسية التي هي حصيلة الاجابة علي التساولات التاليه :
    كيف تتشكل الثقافةالسياسية في المجتمع ؟ وكيف تتبلور ثقافة سياسية متميزة لكل مجتمع ؟وكيف يتكون الانسان السياسي اويتبلور سلوك سياسي معين للفرد داخل المجتمع ؟
                  

01-24-2008, 06:02 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: emad altaib)

    شكرا اخي عماد الطيب
    وستابع معك لاهمية الموضوع.
                  

01-24-2008, 06:21 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: Tragie Mustafa)

    ـــــــــــــــــ
    Quote: شكرا اخي عماد الطيب
    وستابع معك لاهمية الموضوع.

    الا خت : تراجي مصطفي شكرا لمرورك البهي وان شاءالله سوف اسعي جاهدا للخوض في هذا الموضوع مع اهميته كذلك مشوق ..
    ولك كل الود الحار
                  

01-24-2008, 06:50 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: emad altaib)

    ــــــــــــــــــــــــــ
    نواصل :
    فقد اهتم المفكرون عبر الزمان بكيفية خلق المواطن السياسي الذي يساهم في الحياة السياسية واهتموا في هذا السياق بعمليةالتعليم والتلقين للتراث السياسي من جيل الي جيل , واعتبروا هذه الوظيفة من صميم وظائف الدولة فعن طريق التعليم والتلقين للتراث السياسي يحصل انسجام وتجانس بين ثقافة المجتمع ومؤسساته القائمة, ويخلق المواطن الصالح المدرك لحقوقه وواجباته . وإن كانت التنشئة السياسية بمفهومها الحديث ليست هي التعليم وليست هي التربية فإن هذين العنصرين كانا قديما في مقام التنشئة السياسية ويقوما بوظائفها,إلا ان مفهوم التنشئة السياسية اليوم اصبح يثير كثيرا من التساؤلات العميقة سواء من حيث علاقتها بالنسق السياسي ككل وهل هي عنصر محافظ علي النسق ام هي عنصر تهديدا له؟ كما تثار تساؤلات حول علاقة التنشئة السياسية بكل من الثقافة السياسية والديمقراطية والتعبئة السياسية ,كما ان الحديث عن التنشئة السياسية يستدعي الضرورة الحديث عن قنوات التنشئة السياسية ووظائفها في المجتمعات الحديثة .
    وعليه فسوف نتناول في مبحث اول الجانب النظري والمفاهيمي حيث سنعرف التنشئة السياسية وعلاقتها بمفهومات اخري قريبة لها او متداخلة معها خصوصا الثقافة السياسية , وفي مبحث ثان سنحلل قنوات التنشئة السياسية ووظائفها في المجتمع .
    نواصل:ـ
                  

01-25-2008, 01:07 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: emad altaib)

    ــــــــــــــــــــ
    نواصل
    الجانب النظري والمفاهيمي
    التعريف والخصائص : ـ
    التنشئة السياسية هي جزء من عملية كبري يتعرض لها الانسان في حياته منذ الطفولة حتي الشيخوخة , وهي التنشية الاجتماعية , ونلاحظ هنا ان علماء الاجتماع وعلماء النفس كانوا سباقين إلي لفت الانتباه لعملية التنشئة التي يتعرض لها الانسان ,الاولون اهتموا بالوسط الاجتماعي كمحدد اساسي في اكتساب الثقافة الاجتماعية وتعليم انماط السلوك والقيم الاجتماعية , والاخرون ركزوا علي نسق الشخصية باعتبارها محددا رئيساً في اكتساب اورفض ثقافة المجتمع وقيمه ,وما يعنينا هو هذا الجانب الاول أي التنشئة الاجتماعية , حيث تعريفها والتعرف علي محدداتها سيساعدنا علي تلمس خطانا في مقاربة التنشئة باعتبار هذه الاخيرة جزءً من كل وبالنظر ايضا إلي ان الظاهرة السياسية هي بالاساس ظاهرة اجتماعية , فالسياسي يحيل دائما إلي الاجتماعي , والانسان السياسي هو اولا انسان اجتماعي
    اولا : التنشئة الاجتماعية : ـ
    التنشئة الاجتماعية في ابسط معانيها هي كيف يتكون الانسان الاجتماعي , او بصورة اخري كيف يكتسب الانسان خصائص وثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه بحيث تصبح له (هوية) هذا المجتمع وثقافته فينسب إليه لا لغيره , ويندمج فيه ويتمايز عن غيره من افراد المجتمعات الاخري؟ وعرف (روشيه )التنشئة الاجتماعية بكونها:" السيرورة التي يكتسب الشخص الإنساني عن طريقها ويستبطن طوال حياته العناصر الإجتماعية ـ الثقافة السائدة في محيطه ويدخلها في بناء شخصيته , وذلك بتأ ثير من التجارب والعوامل الإجتماعية ذات الدلالة والمعني , ومن هنا يستطيع أن يتكيف مع البيئة الإجتماعية حيث ينبغي عليه أن يعيش ".
    ويري (روشيه) أن التنشئة الإجتماعية تتميز بثلاث خصائص اساسيةهي بايجاز:
    1ـ اكتساب الثقافة , وهذه هي الخاصية الاساسية والهدف الاول لاي تنشئة اجتماعية فالتنشئة هنا تعني اكتساب كل مايعطي للثقافة مدلولها المتميز من معارف وقيم ورموز وانماط وسلوك وتفكير , فانتماء الشخص لجماعة ما يحدد انطلاقا من اكتسابه لهذه العناصر المشكلة لثقافة الجماعة , ونجاح او عدم نجاح اية تنشئة اجتماعية يتحدد في قدرتها علي غرز هذه القيم والسلوك في شخصية الفرد.
    وكلما شب الانسان اكتسب انماطا جديدة من السلوك والقيم , وكلما كانت عملية التنشئة اكثر تعقيدا حيث يبدأ العقل في طرح التساؤلات والشكوك حول الثقافة السائدة وحدود الالتزام بها كما أن اختلاطه واطلاعه علي ثقافات اخري عبر وسائل الأعلام او عبر السفر والهجرة يضعه امام تحديات جديدة.
    2 ـ لا يكفي أن يكتسب الشخص ثقافة المجتمع بل عليه أن يتمثل تمثلا كاملا لهذه الثقافة فتتماهي شخصيته مع ثقافة المجتمع , أي( تصبح عناصر المجتمع والثقافة جزءً متمما في بناء الشخصية) . لاشك ان هذا الاندماج يختلف من شخص إلي اخر ويصعب قياس ذلك الجزء من النسق الاجتماعي الذي اندمج في الشخصية , وهذا يعود إلي عوامل نفسية خاصة بالشخص وإلي عوامل عرقية او طائفية اوسياسية , وايضا إلي مستوي تعليمه وإلي نوع الثقافة السائدة في المجتمع ولكن المهم أن يتحدد سلوك الفرد وتفكيره انطلاقا من ثقافة المجتمع ويصبح الالتزام بهذه الثقافة واجبا اخلاقيا وفعلا وجدانيا.
    3 ـ التكيف مع البيئة الاجتماعية :
    يؤدي اكتساب الثقافة ثم اندماجها في الشخصية إلي نتيجة اساسية وهي تكيف الشخص مع بيئته الاجتماعية , واذا تحقق التكيف نقول ان التنشئة الاجتماعية قد حققت أهدافها او اكتملت حلقاتها.ويعني التكيف ان الشخص يشعر بانتماء حقيقي للجماعة وأن بينه وبينها قواسم مشتركة وانه لا يشعر بالاغتراب عنها , فيشاركهم عواطفهم وامالهم واذواقهم وحاجاتهم اوبشكل اخر " أن هذا الشخص قد استبطن نماذج وسطه الاجتماعي وقيمه ورموزه بقدر كاف لدرجة أنه قد دمجها دمجا في بناء شخصيته وحتي يتصل ويشارك بسهولة اكبر مع اعضاء الجماعات التي يشترك معها وحتي يعمل معهم وفي وسطهم بحيث اننا نستطيع ان نقول عن هذا الشخص انه ينتمي إلي هذه الجماعات".
    وبصورة عامة يمكن القول إن عملية التنشئة تهدف إلي تكيف الافراد مع البنية المعيارية للمجتمع إلا أن درجة التكيف ترتبط بعنصري الاكتساب والتكامل والعناصر الثلاثة تتباين في درجاتها حسب نوع وحجم القواسم المشتركة بين افراد الجماعة حيث انه كلما قلت عناصر التمايز العرقي او الطائفي او الطبقي الحاد كلما كانت هذه العناصر وتحديدا عنصر التكيف اكثر نضجا, أما تمايز المجتمع علي الاسس السابقة , وبشكل حاد يؤدي إلي تمايز الثقافات السائدة في المجتمع ويصبح الحديث حول تنشئات اجتماعية متعارضة داخل المجتمع الواحد وليس تنشئة اجتماعية واحده
    كان من الضروري التمهيد بالحديث عن التنشئة الاجتماعية قيل الحديث عن التنشئة السياسية , لان العناصر الثلاثة التي ابرزناها في التنشئة الاجتماعية سنستفيد منها كثيرا في مقاربة موضوعنا لان النسق السياسي الذي حوله يدور الحديث عن التنشئة السياسية هو جزء من النسق الاجتماعي العام.
    نواصل تعريف التنشئة السياسية مع بعض الاسئلة
                  

01-25-2008, 09:24 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: emad altaib)

    ـــــــــــــــــــــــ
    نواصل
    التنشئة السياسية :ـ
    حتي الخمسينيات لم يتبلور تعريف للتنشئة السياسية , وكان هذا المجال حكرا علي المربين والفلاسفة وكان يتداخل مع مفهومي التعليم والتربية , واهتم به فيما بعد علماء الاجتماع وعلماء النفس من خلال دراسات علماء الاجتماع حول الاغتراب السياسي , ودراسة علماء النفس الامريكين لقياس هروب الشباب من عالم السياسة , وفيما بعد اهتم علماء التحليل الوظيفي بالتنشئة السياسية كأحد العناصر الاساسية في حفاظ النسق السياسي علي توازانه إلا أن أول وأهم دراسة جادة حول الموضوع هي التي قام بها (هربرت هايمان) 1959م اكد فيها علي ان الاهتمام بالتنشئة السياسية قد جاء مصاحبا للدراسات المتعلقة بالسلوك السياسي ـ وهذا ماوضحه في عنوان دراسته المشار إليها ـ حيث اصبحت دراسة الانتظام في السلوك السياسي والفروق بين الجماعات في هذا الصدد ميدانا للبحث الاجتماعي .وتعريفه للتنشئة السياسية فهو "تعلم الفرد لأنماط سلوكية ــ إجتماعية تساعده علي أن يتعايش مع الاعضاء الاخرين في المجتمع وذلك عن طريق مختلف مؤسسات المجتمع مما يساعد هذا الفرد يتعايش سلوكيا مع هذا المجتمع"
    وتوالت الدراسات وخصوصا التي تركز علي السلوك السياسي للافراد وفهم توجهاتهم السياسية وتعددت التعريفات التي أعطت للتنشئة السياسية , فيعرفها (جبريل الموند وبويل) بأنها "اكتساب المواطن للاتجاهات والقيم المختلفة المتوقعة منه"ويربط تعريفه هذا للتنشئة بالوظيفية التي تؤديها خدمة للنسق السياسي وكأداة لترسيخ قيم ومواقف لدي الافراد تدعم النسق السياسي للتكيف مع بيئته . ويقول في ذلك : التنشئة هي عملية استقرار الثقافة السياسية ومحصلتها النهائية هي مجموعة من الاتجاهات والمعارف والقيم والمستويات والمشاعر نحو النظام السياسي وأدواره المختلفة
    أما (روبرت ليفين) فعرفها أنها :"اكتساب الفرد لاستعدادات سلوكية تتفق واستمرارية قيام الجماعات والنظم السياسية بأداء الوظائف الضرورية للحفاظ علي وجود الجماعات والنظم "ويعرفها اخر بانها " تلك الطريقة التي ينقل بها المجتمع ثقافته السياسية من جيل إلي جيل , او تلك العملية التي يتعلم الفرد من خلالها الموافق والاتجاهية والانماط السلوكية الوثيقة الصلة بالحياة السياسية"
    ونشير اخيرا إلي التعريف الذي اعطاه كل من (جرين شتاين)و(وسيدني) في مؤلف لهما حول التوجيه السياسي والثقافة السياسية عند الشباب الفرنسيين , فعرفاها بأنها:"التلقين الرسمي وغير الرسمي المخطط وغير المخطط للمعارف والقيم والسلوكيات السياسية وخصائص الشخصية ذات الدلالة السياسية وذلك مرحلة من مراحل الحياة عن طريق المؤسسات المختلفة في المجتمع ".
    لاشك ان كل هذه التعريفات هي تعريفات إجرائية اوصياغات عقلية لظاهرة عيانية موجودة في كل المجتمعات وتعددوتنوع التعريفات يعكس ابعاد ايد يولوجية وثقافية لدي المعرفّين ويعبر عن تنوع اشكال التنشئة عبر المجتمعات فهناك فرق بين اعتبار التنشئة تعليماً أو تلقيناً واعتبارها اكتسابً فالمعني الاول يتضمن الجبر والاكراه بينما المعني الثاني يتضمن الحرية .
    وفي هذا السياق فإن تعريف التنشئة بأنها تلقين الافراد قيم وثقافة المجتمع السياسية قد يتضمن حكما توجها محافظا بل متناقضا مع منطق التطور والتغير وفي واقع الامر لاتوجد تنشئة سياسية تعمل علي اعادة انتاج الثقافة السياسية دون تغييراو تبديل ولايوجد ايضا جيل يقبل ثقافيا وسياسيا ان تكون ثقافته نسخة طبق الاصل للثقافة السياسية للاجيال السابقة وخصوصا في عصر معلوماتية الثقافة
    وبصورة عامة يمكن القول ان الخصائص للتنشئية الاجتماعية المشار اليها سابقا متضمنه في التنشئة السياسية فهذه تعمل علي ان يكتسب الانسان الثقافة السياسية لمجتمعه واكتساب الثقافة السياسية يعني اكتساب غالبية قيم ورموز وتوجهات الحياة السياسية العامة السائدة في بلده وعملية الاكتساب هي عملية متواصلة تدريجية تبدأ منذ الطفوله ةتستمر حتي الشيخوخة
    اذن العلاقه بين التنشئتين الاجتماعية والسياسية علاقة انسجام واندماج وخصوصا في المجتمعات المستقرة حيث يكون النظام السياسي مرتبطا بالنسق الاجتماعي ككل منبثقا منه ومتجها اليه فالديمقراطية تسمح بالتغذية المتواصله بين الجانبين فكل منهما ينتج من الاخر ولكن قد تحدث قطيعة او تعارض بين التنشئتين السياسية والاجتماعية اذا مر المجتمع في مرحلة ثورة سياسية او اجتماعية شاملة ففي هذه الحالة يعبيء النظام السياسي الجديد جهوده لمقاومة ومعارضة الثقافية السياسية السائدة وتغير وتغيير مرتكزات التنشئة الاجتماعية والسياسية السابقة جذريا.
    اسئلة للنقاش :ـ
    هل التنظيمات السياسية السودانيه والاحزاب تعمل بمنهجية للتنشئه السياسية والاجتماعيه في فترات الديمقراطية و الحكم الدكتاتوريات لها سبيل لمواصله مجهوداتها ان وجدت سابقا؟ كيفية الاستفادة من هامش الحريه من فتات نيفاشاه بعد ثمانية عشر عاما من حكم شمولي قابض علي زمام الامور في الاعلام وعصب الاقتصاد ويوجهه لمصالح الحزب الحاكم الضيق وإقصي للاخر ؟وهل الانقاذ استطاعت تغير اللعبة السياسية ومفردات الثقافة السياسية في خارطة الوطن وماهي الياتها التي اعتمدت عليهاوهل هي اخلاقية؟وماهي سلبياتها ؟ وهل تعاني التنظيمات السياسية السودانية من ظاهرت الاغتراب السياسي وبعيده من جماهيرها بمعني ان الانقاذ هل نجحت في خلق هوة بين التنظيمات السياسية والجماهير؟
                  

01-26-2008, 00:09 AM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: emad altaib)

    متابعين يا حبيب واصل ..
    لك تحياتي
                  

01-26-2008, 03:30 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: نيازي مصطفى)

    ـــــــــــــــ
    الحبيب : نيازي مصطفي
    سلامي واشواقي

    Quote: متابعين يا حبيب واصل ..
    لك تحياتي

    شكرا ليك كثير ووأنك عرّّجت علي البوست واعطتيه من زمنك .. ومتابعتك المؤكده جلبة لي حتمية المواصلة
    ولك كل الود
                  

01-27-2008, 01:08 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: emad altaib)

    ــــــــــــــــــــــ
    نواصل :
    الثقافة السياسية والتنشئة السياسية :
    ترتبط الثقافة بالتنشئة ارتباطا عضويا فالاولي هي المحيط العام او النسق الذي تتفاعل فيه التنشئة وتستمد منها مضمونها الاجتماعي والسياسي وسيكون من المفيد ان نتحدث عن الثقافة بوجه عام ثم الثقافة السياسية تحديدا حتي تصبح مقاربتنا اكثر وضوحا.
    تباينت وتعددت التعريفات التي اعطت للثقافة كما تداخل احيانا مفهوم الثقافة مع مفهوم الحضارة إلا اننا سنعتمد التعريف الذي قال به الانتربولوجي الانجليزي (تايلور)والذي يعتمده الكثيرون اليوم فعرف الثقافة بالقول :"الثقافة بمعناها الاثنوغرافي الواسع هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والاخلاق والقانون والعرف وكل القدرات والعادات الاخري التي يكتسبها الانسان من حيث هو عضو في المجتمع ".
    فالثقافة انطلاقاً من هذا التعريف هي مجموعة من العناصر ـ فن قانون ,عادات سياسة ..الخ له علاقة بطرق التفكير والشعور والسلوك , وتكتسبها المجموعات وتتعلمها وتشارك فيها , وتعطي للاشخاص شخصيتهم المتميزة ويمكننا أن نستنتج من هذا التعريف عدة خصائص للثقافة فهي أولا : طرق في التفكير والشعور والسلوك أي أنها تتصل بكل النشاط الانساني الحسي وغير الحسي .ثانيا : أن هذه الطرق من التفكير والشعور والسلوك مصاغة ومحددة في النظم القانونية والشعائر والطقوس الخاصة بالجماعة وكذلك بقواعد السلوك والمعارف والعلوم والدين .. الخ . ثالثا إن هذه الطرق في التفكير والشعور والسلوك مشتركة بين مجموعة من الاشخاص او بشكل اخر ان مجموعة من الاشخاص يحددون بالانتماء إلي مجموعة واحدة من خلال اشتراكهم في هذه الطرق . ولكن يمكن أن يكون هنالك داخل جماعة كبري تشترك بهذه الخصائص جماعات فرعية لها خصائص اكثر تمايزا عن الخصائص العامة وهذه تشكل ثقافات فرعية . رابعا: إن الثقافة لا تنتقل بالوراثة ولكنها تكتسب اكتسابا عن طرق التعليم والتلقين والمعايشة (إنها نتيجة عدد من انماط او اليات التعليم)
    اما الثقافة السياسية فهي جزءً من الثقافة بمفهومها العام , إنها طرق التفكير والشعور والسلوك السياسي الخاص بمجموعات ما وعليه يمكن القول إن خصائصها هي نفسها خصائص الثقافة ـ المشار إليها أعلاه ـ مطبقة علي مستوي السياسة فهي ثقافة فرعية تتاثر بالثقافة الاشمل فهذه الاخيرة تؤثر بشكل كبير علي ثقافة المجتمع السياسية وتكتسب مقوماتها ويتحدد طابعها من خلال الثقافة العامة للمجتمع فالشخص العادي اورجل السياسي لايمكنه ان يحمل قيما سياسية اويمارس سلوكا متناقضا مع ثقافة المجتمع وإلا سيعتبر شاذا عن المجتمع ومغتربا عنه إن لم يتهم بأنه يمثل رأس حربة لغزو ثقافي ولأفكار دخيلة.
    هذا التصور لعلاقة الثقافة السياسية بالثقافة العامة للمجتمع تتماشي مع منهج الاجتماع السياسي الذي يحيل إلي موائلها الاجتماعيةبما فيها نسق الثقافة
    اعطيت للثقافة السياسية عدة تعاريف فاعتبرها (روي ماكريدس) أنها تمثل الاهداف المشتركة والقواعد العامة المقبولة اما(روبيرت داهل) فالثقافة السياسية بالنسبة له هي العامل الذي يفسر أنماط التعارض السياسي وعناصرها هي اولا : التوجهات الخاصة بحل المشكلات وهذه التوجهات قد تنحو نحو النزعة البراجماتية ـ النفعية ـ او العقلانية . ثانيا التوجهات نحو السلوك الجمعي : ويقصد بذلك هل هي ثقافة تشمل التعاون والاندماج بين افراد المجتمع ام هي تناحرية انشقاقية . ثالثا : التوجهات نحو النسق السياسي : أي هل تكرس الولاء له ام تقف منه موقف الامبالاة . رابعا: التوجهات نحو الاشخاص الاخرين : فهل تغلب عليها الثقفة ام تخلو من الثقة؟.
    إلا أن اهم مقاربة علمية للثقافة السياسية هي تلك التي قام بها كل من (الموند)و(فيربا) وهي دراسة استغرقت نحو خمسة سنوات وتركزت علي خمس بلدان هي الولايات المتحده وبريطانيا والمانيا وايطاليا والمكسيك , فانطلقا اولا من ان الثقافة تحتوي علي ثلاثة ابعاد: جانب معرفي وجانب عاطفي وجانب تقييمي ,الاول يتكون من المعارف العامة حول النظام السياسي والثاني يتعلق بالولاء الشخصي للزعماء والمؤسسات والثالث يتضمن الاحكام القيمية حول الشأن السياسي . وانطلاقا من هذا التعريف وضعا ثلاثة انماط للثقافة السياسية : فهناك الثقافة السياسية وهي ثقافة تستوعب الثقافات المحلية القائمة علي علاقات القرابة والعرف والدين فهي ثقافة ما قبل الثقافة السياسيةالخاصة بالدول او المجتمع الوطني , وينتشر هذا النوع من الثقافة في بلدان العالم الثالث التي تلعب فيه العلاقات القرابية والعشائرية والطائفية دورا في تحديد الولاءات والانتماءات السياسية .والنوع الثاني هو ثقافة الخضوع والثالث ثقافة المشاركة وهذان النوعان يسودان في المجتمعات الاكثر تطورا التي وصلت إلي مرحلة الوطنية او الدولة المؤسسات هذان النوعان من الثقافة يبلوران توجها من المواطنين تجاه النظام السياسي بكامله فالعواطف والولاءات والمشاركة لا تتجه نحو انظمة فرعية او ثانوية ـ كالعشرة او الطائفة ـ بل نحو النظام ككل.
    ويري ( الموند )و(فيربا) "ان كل نمط من هذه الانماط الثلاثة يتوافق مع بنية سياسية خاصة به الرعوية ترتبط ببنية تقليدية غير مركزية إلي حد كبير اما ثقافة الخضوع فتتعلق ببنية سلطوية وممركزة في حين تتعلق ثقافة المشاركة ببنية ديقراطية ... ويخلصان إلي القول بأن التطابق بين الثقافة السياسية والبنية السياسية ضروري لتأمين استقرار النظام ".
    بالعودة الي موضوع التنشئة السياسية يمكن القول إن كل نمط من الانماط الثلاثة للثقافة المشار اليها يبلور لنفسه نوعا خاصا من التنشئة السياسية يدعم توجهات ويحافظ علي وجوده ويعزز لدي الافراد والقيم والتوجهات المتوافقة مع بنيته الثقافية ومرتكزاته الاساسية التي يعتمد عليها واحيانا تتعايش هذه الانماط الثلاثة في مجتمع واحد مما يفسح المجال للحديث عن(تنشئات) سياسية وليس تنشئة واحدة وهذا يظهر بوضوح في المجتمعات التي تكافح للتحرر من الثقافة الرعوية وثقافة الخضوع والتحول إلي ثقافة المشاركة..
    وحيث أن كل ثقافة تسعي إلي أن تكون مقبولة من جميع أفراد المجتمع أي خلق توافق اجتماعي سياسي فإنها مطالبة بالاهتمام بالتنشئة السياسية التي تسمح للافراد باستبطان واكتساب معاييرها وقيمها والقبول بلعب دور في مؤسساتها وهذه العملية التي تربط افراد المجتمع بالثقافة السياسية يطلق عليها (موريس دفرجيه)إسم (التثقيف) أو التثاقف بمعني التنشئة السياسية ..
    نواصل
                  

01-27-2008, 02:09 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: emad altaib)

    بوست جدير بالمتابعة والإطلاع الإستكشافي .
                  

01-27-2008, 04:57 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التنشئة السياسية POLITICAL SOCIALIZATION (Re: محمد على طه الملك)

    ــــــــــــــــــ
    Quote: بوست جدير بالمتابعة والإطلاع الإستكشافي .

    الاخ : محمد علي طه شكرا لك للاشادة والمتابعة والاطلاع بالبوست
    ولك كل الود الحار
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de