الشمندوره ( مشاهد رواية .. صنعت صاحبها)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2008, 00:38 AM

خليل عيسى خليل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشمندوره ( مشاهد رواية .. صنعت صاحبها)

    منقول من
    المنتدى النوبى العالمى
    http://www.nubian-forum.com/vb/index.php
    اعداد الاستاذ حسن فهمى رشوان

    [size=5][align=justify]- فيما يلي ما كتبه الروائي المصري الأستاذ يوسف القعيد عن المرحوم محمد خليل قاسم وروايته "الشمندورة".. وهذا المقال كان قد نشر في جريدة "الرأي الكويتيه" في أكتوبر 2007، وأعيد نشره بتاريخ 12/1/2008 في شبكة الأخبار العربية، والمقال شارح لذاته:[/align][/size]

    [size=6][align=justify]مشاهد رواية .. صنعت صاحبها[/align][/size]
    [size=4][align=justify]بقلم: يوسف القعيد[/size]

    [/align][size=5][align=justify]لم أر المرحوم محمد خليل قاسم بأم عينيَّ، وأعتقد أنني في الوقت الذي كنت أقرأ فيه روايته "الشمندورة" كان هو قد رحل عن عالمنا، ورغم أن الكلام عن النوبة – فيما بعد – أصبح يثير حساسيات... ربما تصل إلى قضية الأقليات، وهي حساسية تتصاعد كلما وهنت الدولة المركزية ودب الضعف في أوصالها. إلا أن كتابات خليل قاسم محصنة ضد هذا الإحساس... كان متقدماً على زمانه، مستشرفاً آفاق زمن قادم... كان يحلم به ويكتب له قبل أن يجيء.
    والشمندورة نفسها رغم أنها تمثل مكاناً في طريقه إلى الزوال، ولن يبقي منه سوى صوره على جدران الذاكرة، إلا أن النص نجا من أن يكون بكاتبه على ما كان وأصبح فيه قدر من الغنائية يرتفع كثيراً على جزئيات وتفاصيل الواقع المعيشي.
    بل ويمكنه أن يبقي حتى بعيداً عن الملابسات التي كتبت الرواية عنها. أي أنه مستقل عن الحدث الذي حرك الكاتب للكتابة. وتلك عظمة الروايات الكبرى. عندما يكون لها كيانها المستقل عن أي مؤثرات أخرى من خارج النص... ترى ما الذي يدفعني عن الكلام عن الشمندورة الآن؟

    إنه لقاء تم منذ سنوات بيني وبين المرحوم زكي مراد المحامي، ونصير المظلومين. وابن النوبة.. الذي مازلت أراه كلما قابلت ابنه محمد... الذي احترف التمثيل، وإن كان لم يحفر له مكاناً لدى المشاهدين حتي الآن. وابنته التي ربما تتولى إدارة مكتبه بعد رحيله.
    قابلت المرحوم زكي مراد في السبعينات... وكنا بالقرب من مكتبه بباق اللوق. ورغم تأخر وقت اللقاء الليلي.. أخذني إلى مكتبه.
    كنا نتحدث عن الشمندورة. كان من القلائل من أبناء النوبة الذي تكلم عنها بدون تصورات مسبقة. ولا أحكام سالفة وبدرجة عالية من الحب.. تعامل مع النص ولم ينظر خارجه.
    وتعامله مع النص كان مغسولاً من أي اعتبارات أخرى.
    كان موقفه شبه نادر بين الذين كتبوا عن النوبة من أبنائها. سواء في ظل وجودها. أو بعد أن أصبحت تسكن خانات الماضي التام.
    معان كثيرة مازالت باقية في الذهن منذ القراءة الأولى للشمندورة... أولها أن المكان يمكن أن يكون البطل الجوهري والرئيسي لنص أدبي. ويكون لهذه البطولة حضور فريد، وقد يتفوق على بطولات البشر.

    إن جماليات المكان وحضورها الفريد في النص الأدبي يمكن أن تخلد المكان والنص المكتوب عنه.. ذكرتني رواية خليل قاسم برواية «إيفو أندرتش» المذهلة «جسر على نهر درينا» أو رواية «جسر سانت لويس» للروائي الأميركي ثورنتون وايلدر، وأعمال نجيب محفوظ ذات الطابع المكاني.. وإن كان نجيب يقيم توازناً بين المكان والزمان والناس الذين يعيشون عبر الاثنين.

    الاعتبار الثاني: أن الالتزام بموقف أيديولوجي ما – كان الموقف اليساري بالنسبة لخليل قاسم – لم يؤثر على جماليات الكتابة عنده من الصعب الادعاء أن كتاباته محملة على عربات القضايا السياسية والفكرية... أقصد أن شرعيتها آتية من جماليات النص والحكي، وبعد كلمة الحكي توضع نقطة فاصلة.
    ليست هناك اعتبارات أخرى من خارج النص تبحث له عن شرعية، لا من الفكر الذي يعتنقه الكاتب ويؤمن به. ولا من طبيعة القضية التي يدور حولها النص.

    ثالثهما: ان خليل قاسم كان سابقاً لعصره في الكتابة.. فقد قدم الكتابة الواقعية الموشاة بحالة من الغنائية ترتفع فوق مستوى الواقع، وتخلق تصوراً جديداً ورؤية جميلة لهذا الواقع.

    إن الحفاظ على واقعية الواقع، وإضافة هذه الغنائية إليه... مسألة كان خليل قاسم سيأتي إليها. لا أريد أن أقحم عليه ما لم يفكر فيه، ولكن من حقي قراءة نصه قراءة حرة.

    وأقول ان بعض صفحات الشمندورة.. وضعت مبكراً بذرة «النص» الذي يحتوي بداخله الحكي والقص والشعر والتأمل. وهو ما قد تتجه الكتابة الروائية إليه في العالم بعد سنوات من رحيله عن عالمنا.
    رابع الاعتبارات: ان خليل قاسم مر بتجربة السجن.. وصلت سنوات سجنه إلى 15 عاماً. وفي السنوات الثلاث الأخيرة منها كتب الشمندورة. وتلك سمات «المناضل» الحقيقي الذي يفعل في صمت ولا يتكلم عما يقوم به.
    إن سنوات السجن – التي طالت – لم تكسر روحه.

    هيمنجواي قال: إن المبدع الحقيقي قد يهزم ولكنه لا ينكسر أبداً. والفارق بين الهزيمة والانكسار هو ما جرى لخليل قاسم في سجنه. استحضر النوبة، كتب رائعته وحول سجنه إلى مكان وزمان أسكنهما مخلوقاته الجميلة. وحركهم وقدم نص يمكن للإنسان بعد الانتهاء من قراءته أن ينطلق إلى الواقع وهو أكثر فهماً له. وإدراكا لقوانينه الداخلية.
    لم يحول الأمر إلى بكائيات على حاله. ولهاث وراء حريته المفقودة.

    إن الخيال الإنساني نعمة الله الكبرى على الإنسان في مثل هذه الحالات. لأن الخيال استحضر له الواقع البعيد عنه.
    وأعاد خلقه من أول وجديد. وأعطاه الوقت... حيث ان وقت السجين الذي يمكن أن يفيض عن حاجته. وربما لا يعرف ماذا يمكن أن يفعل فيه.
    لم يكن يكفيه للانتهاء من روايته. إن القدرة الفريدة على النظر إلى النصف الممتلئ من الكوب مسألة تميز الكاتب عن غيره.

    ولهذا حول خليل قاسم سجنه إلى مسرح نص روائي... استحضر فوقه مكانه وزمانه وأهله وناسه.
    هل هي صدفة أن «إيفو أندرتش» كتب رائعته التي خلدته وقت أن كانت بلاده محتلة. ولم يكن يعمل، وكان يتحرك في سكن أكبر قليلاً من سجن خليل قاسم وجرى إلى التاريخ يستلهم أحداثه ويعيد خلقها من جديد.

    زكي مراد حدثني... في هذا اللقاء الذي صنعته الصدفة عن كتابات أخرى لخليل قاسم... عندما كنت أسهب في الكلام عن الشمندورة في غياب صاحبها.

    كنت أتساءل: هل كان سيغضب لو امتد به العمر؟
    هل كان سيردد قوله يحيى حقي عندما طغت شهرة قنديل أم هاشم على اسمه نفسه: كأنني لم أكتب سواها؟
    يرددها الناس كأنها قصة اسمي. ربما لم يقل خليل قاسم هذا... لأنه لو امتد به العمر كان سيكتب أعمالاً أخرى. لا يجب أن ننسى أنه من كُتاب العمر القصير. مات في السادسة والأربعين من العمر. ينتمي إلى فئة من الناس تنجز إنجازات كبرى رغم قلة سنوات العمر.

    قال لي زكي مراد ان خليل قاسم لديه مجموعة قصصية هي «الخالة عيشة»... بدأ البحث عنها في مكتبته. مكتب محامي مليء بالأوراق. لم يجدها، وإن كنت قد تمكنت من العثور على نسخة منها بعد ذلك في دار الثقافة الجديدة، وكان على غلافها الخلفي صورة له. ورؤية صورة الكاتب تكمل تصورنا له في الكثير من الأحيان... كان خليل قاسم جزءاً من زمن كان يمكن الكلام فيه عن وادي النيل. وكانت النوبة هي المكان الذي من الصعب أن تعرف فيه أين تنتهي مصر وأين يبدأ السودان؟.[/align][/size]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de