حوار الاستاذة نادية عثمان مع د. رسلان .. اخبار اليوم

Quote: كان ومازال وسيظل الملف السوداني دوما في بؤرة اهتمام الدولة المصرية لمجمل الاعتبارات التي تربط بين البلدين بروابط التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة علي كافة الأصعدة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وغيره. والحراك السياسي المتسارع سلباً وايجاباً الذي تشهده الساحة السياسية السودانية يؤثر دون أدني شك علي اتجاهات البوصلة السياسية في مصر الي حد القلق والتوجّس والفرحة والاطمئنان، بحسبان أن السودان يشكّل البعد الاستراتيجي لها، وباعتبار ان أي توتر يصيب السودان في أي جزء من اتجاهاته الأربعة هو لا محالة منعكس تأثيره وآثاره علي مصر ومهدداً أمنها القومي واستقرار أرضها وشعبها. وتظل العلاقات السودانية المصرية في ظاهرها الرسمي متطورة ومستقرة دون أي منغّصات إلا أن الهدوء الشكلي الذي يغلف العلاقة بورق من (السيلوفان) الزاهي علي مستواها الرسمي لا يعني عدم وجود بعض من الملفات المسكوت عنه عمداً وتكتيكاً بين البلدين في ما يتعلق بالعديد من القضايا التي تهم الشعبين في وادي النيل، وتعد من ملفات (العكننة) علي رأسها حلايب وكذا البيروقراطية التي لازمت تنفيذ اتفاقيات الحريات الأربعة مما أضاع طعم الفرحة الوهمية التي استشعرها واستبشر بها شعبا وادي النيل وأحبط منها الشعب السوداني بصفة خاصة لعدم استفادته منها الا بمقدار يسير جداً. ومن خلال هذا الحوار الذي خص به الخبير الاستراتيجي ـ رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور هانئ رسلان (أخبار اليوم) تطرقنا للعديد من القضايا السياسية المطروحة علي الساحة في الوقت الراهن علي رأسها عودة السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي المرتقبة مطلع العام الهجري الجديد للبلاد ، والتشكيلة الوزارية للحركة الشعبية ومآلاتها ، خاصة مع استبعاد د. لام أكول اجاوين من التشكيلة الوزارية الجديدة بعد استبعاده من وزارة الخارجية، وقضية ملف منطقة حلايب التي أكد رسلان أنها مصرية مائة بالمائة !! وملف الحريات الأربعة الموقع بين البلدين وملفات أخري مهمة تطرقنا لها في حوارنا مع د. هانئ رسلان وهذه كانت حصيلتنا :

Quote: -العلاقات المصرية السودانية شهدت عبر تاريخها حالة من المد والجزر طبقا لطبيعة العلاقة القائمة بين النظم السياسية فى البلدين، وقد حان الوقت للنظر الى هذه العلاقة بمنظور مختلف، فنحن دائما نقول ان هذه علاقة ازلية وغير ذلك من الاوصاف العاطفية، التى تعبر فى الحقيقة عن حقائق تاريخية، ولكن ذلك لم يعد كافيا، والتوجه الاجدى والذى اعتقد انه يكتسب الان ارضية متزايدة، هو العمل على ربط هذه العلاقات بمصالح حقيقية تربط بين الشعبين وتقوم من خلالهما، وهذا يقتضى وضع صيغة جديدة تختلف عن صيغة التكامل التى كان معمولاً بها على ايام الرئيسين نميرى والسادات، اذ ان هذه الصيغة فشلت فى تحقيق المراد منها وانهارت مع ذهاب الرئيس نميرى، وفوق ذلك فانها اصبحت محملة بمحمولات سلبية بعد الحملة التى شنت على مصر فى ذلك الوقت. والخلاصة ان الاوضاع المستجدة تقتضى وضع صيغة جديدة تقوم على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين التى تعتمد على اطلاق حركة الافراد والسلع ورؤوس الاموال بين البلدين، بهدف الوصول الى تواصل حقيقى من الممكن ان يفضى فى المستقبل الى سوق واحده وعملة مشتركة وجواز سفر موحد، مع الحفاظ على النظم السياسية وحقوق السيادة قائمة فى البلدين. هذا بطبيعة الحال على مدى زمنى طويل وقد يبدو هذا الحديث حلماً، الا انه ممكن التحقيق اذا توافرات الارادة والدعم الشعبى، على ان يكون دور الدولة على الناحيتين هو رعاية هذه الاستراتيجية بعيدة المدى وتذليل العقبات التى تحول دون ذلك، وادارة هذه العلاقات لكى تحقق نفعاً متبادلاً ومتوازناً بين القطرين الشقيقين. ان الاوضاع مهيأه الان لتجاوز كل الحساسيات القديمة، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، واتفاقية الحريات الاربع تضع اساسا جيداً، والحديث فى هذا الموضوع يطول وبه الكثير من التفاصيل اعتقد ان من اهمها على المستوى الشعبى على سبيل المثال ما يقوم به السيد الصادق المهدى من جهد مشكور فى تمتين العلاقة بالمجتمع المصرى باختلاف مستوياته، وما اعلنه كتابة فى احتفالية عيد ميلاده السبعين ـ امد الله فى عمره ـ من ان احد الاشياء التى كان يتمنى ان يتصرف حيالها بشكل مختلف هى العلاقة مع مصر، وهذا التطور مهم للغاية بسبب الحساسية الخاصة التى طبعت علاقة الانصار وحزب الامة مع مصر من الناحية التاريخية. واجمالا الفرصة مهيأة الان لفتح صفحة جديدة وهو امر حادث بالفعل وان كان بوتائر اقل مما يجب.

Quote: -هذه الاتفاقية هامة ومحورية للغاية، لأنها كانت تجسيداً لارادة البلدين الشقيقين فى تجاوز مرحلة التوتر السابقة، كما انها تضع الاساس لانطلاق جديد، إلا انها تحتاج بعض الوقت وتحتاج أيضا لرعاية سياسية اقوى من البلدين وكذلك لاحتضان اعلامى خاصة على الجانب السودانى لكى يتم تقبلها بشكل افضل، فما زلت ألاحظ لدى البعض من الاشقاء فى السودان نبرة التخوف من أن اى علاقة مشتركة ستكون على حساب الجانب السودانى، او ان مصر تسعى باستمرار لان تكون هى الطرف المستفيد او المهيمن. ومن الناحية المبدأية أرى أن الجهر بهذه الاراء يمثل حالة صحية ويجب ان تكون هناك حالة من الصراحة والوضوح ، وايضا النقاش الموضوعى الهادئ حتى يمكن التقدم الى الامام بعد وضع كل الامور فى نصابها الصحيح، وما زلت اذكر مثلاً انه قد صدر اعلان من وزارة التجارة بتجميد عضوية السودان فى الكوميسا بدعوى ان هناك اغراقا مصريا فى سلع محددة، ورغم ان هذا الاعلان قد تم التراجع عنه خلال ثمان واربعين ساعة بواسطة المستوى السياسى الاعلى فى السودان، الا انه كان يجب ان يحظى بنقاش موسع بين الجهات المختصة لاستيضاح الامر من كل جوانبه ووضع الحلول المناسبة له، ففى تقديرى ان العلاج بالقرارات السياسية وحدها فى مثل هذه الحالات غير كاف، خاصة وان الامر بدا وقتها ان هناك تذمرا من بعض اتحادات التجار لاسباب تخص مصالح خاصة وليس المصالح الوطنيه للبلاد.

Quote: -الصورة ليست كما يبدو من الانطباع الاول، فأنا أعرف ان هناك عدم ارتياح لدى الاشقاء فى السودان من مسألة عدم الالغاء الكامل لتأشيرة الدخول الى مصر، فى الوقت الذى الغيت فيه من الجانب السودانى، ولكن هذا الاجراء تم اقراره بالتوافق بين الجانبين، وتم الاتفاق ايضا على وضع قواعد لتأشيرة الدخول يتم التوسع فيها على مراحل وصلت الان الى وضع متقدم جدا، والتاشيرة فى معظم الحالات يتم الحصول عليها الان فى نفس اليوم او فى اليوم التالى. ولايجب ان ننسى ان هناك اعداداً هائلة من الاشقاء السودانيين يعيشون فى مصر وبعضهم منذ سنوات طويلة، وهم يتصرفون باعتبارهم جزءا من النسيج الطبيعى للبلد ولا يعدون غرباء او مهاجرين او وافدين.

Quote: - هذا اجراء سودانى داخلى تم اتخاذه طبقا لتقديرات صانع القرار السودانى وبالتاكيد هو يستهدف مصلحة السودان، ولاعلاقة لمصر بذلك، اما الحديث عن استفادة الجانب المصرى فاننى لا ارى شيئا مهما حتى الان، اللهم الا ظهور بعض العمالة المصرية فى الخرطوم وهذا جانب ايجابى ومشرق فى الحقيقة، لان هؤلاء يقدمون خدمات يحتاجها الشعب السودانى ويحصلون هم على فرصة عمل مناسبة لهم والا لما ذهبوا... ولكن الاهم ان انتشار هذه العمالة سوف يساعد بالتاكيد على تمتين العلاقات الشعبية وسوف يقدم صورة اخرى عن المصريين تختلف عن هؤلاء المتعالين الطامعين التى ما زالت بعض الاصوات السودانية تتحدث عنها.

(عدل بواسطة انعام حيمورة on 01-05-2008, 04:00 PM)
(عدل بواسطة انعام حيمورة on 01-06-2008, 02:53 PM)

Quote: -هناك نوع من الانقطاع حدث فى عقد التسعينات مع تدهور العلاقات بين البلدين الذى وصل الى حد العداء، وقد ترتب على ذلك انقطاع فى درجة ومستوى معرفة النخبة المصرية بما يحدث فى السودان فليس هناك تواصل او سفر او صحف، بل حملات متبادلة، وفى الوقت نفسة لم تكن الشبكة الالكترونية قد ظهرت الى الوجود الا فى اواخر هذا العقد، ولذلك تكونت فجوة معرفية، واصبحت هناك الكثير من الكتابات والتحليلات معتمدة على صور نمطية قديمة لم تعد صالحة للاعتماد عليها ، وتقوم فى الغالب على اعادة انتاج ما هو مكتوب او منشور من قبل بسبب عدم القدرة على تبنى رؤية او فهم مستقل لما يحدث، فالاوضاع فى السودان ليست استاتيكية ، بل هى تحمل الجديد كل يوم، واى مراقب جاد للشأن السودانى اذا انقطع عنه اسبوعا فان خيوط التحليل قد تفلت منه. غير ان الاوضاع الان افضل بكثير وهناك تواصل وهناك اقلام جديدة تهتم الان، وايضا هناك باحثون شباب جدد يعدون اطروحات عديدة عن السودان، والمساحة التى يحتلها الشان السودانى فى الاعلام المصرى وان كانت غير مرضيه حتى الان من وجهة نظرى قياسا الى الاهمية الاستراتيجية القصوى للسودان بالنسبة الى مصر ، الا ان الوضع الان افضل مما كان عليه قبل خمس سنوات حجما ومضمونا.

(عدل بواسطة انعام حيمورة on 01-05-2008, 02:48 PM)

Quote: - نعم هذا المنبر يقع فى مجال انشطة برنامج دراسات السودان وحوض النيل الذى أتشرف برئاسته فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام، وكان الغرض من انشائه هو استقبال المتحدثين عن قضايا السودان من السياسيين والمثقفين والاقتصاديين بصيغة اكثر انفتاحا من تلك التى اعتدنا عليها فى مركز الدراسات ، حيث جرت العادة على قصر الحضور على اعضاء الهيئة العلمية للمركز، وفى كثير من الاحيان تكون هذه اللقاءات ممنوعة من النشر، وصيغة منبر السودان تهدف الى الانطلاق الى افاق اكثر جماهيرية وتسمح بحضور ضيوف من خارج المركز ومن خارج الاهرام، وكذلك يكون الاعلام حاضرا لاشاعة قدر اكبر من المعرفة الموضوعية بما يجرى فى جنوب الوادى وايضا تقديم الشخصيات السودانية الى الراى العام الاوسع. وهذه الصيغة تتكامل ايضا مع الصيغ الاخرى التى نعمل عليها، حيث سبق ان اسست منذ خمس سنوات قسما خاص للشئون السودانية فى مجلة السياسة الدولية، بعد ان تحدثت الى الدكتور اسامه الغزالى حرب فى ذلك فوافق على الفور لمعرفته باهمية السودان واهتمامه الخاص به. ومن المهم ان نشير هنا الى ان السياسة الدولية هى اهم واعرق مجلة بحثية فى مجالها فى مصر والعالم العربى، وعلى مستوى اخر اصبح للسودان الان لجنة خاصة فى المجلس المصرى للشئون الخارجية بعد ان كان ضمن اللجنة الافريقية، وكان ذلك بناء على اقتراح تقدمت به الى الجمعية العمومية للمجلس، التى وافقت بحماس وكُلفت من الجمعية العمومية برئاسة هذه اللجنة بترشيح من مجلس الادارة. وهنالك منابر ومراكز اخرى عديدة مثل مركز دراسات السودان فى اطار معهد الدراسات الافريقية بجامعة القاهرة، وكذلك الاهتمام الخاص الذى يولية المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط بالقضايا السودانية، بلاضافة الى اتساع التغطيات التى تقوم بها صحف مثل الاهرام والوفد وجريدة المصرى اليوم. اما اهتمامى البحثى بالشأن السودانى فهو قديم وبدأ منذ الدراسة الجامعية، واول دراسة منشورة لى فى هذا المجال كانت فى مجلة السياسة الدولية عن مشكلة جنوب السودان فى عام 1986 .

Quote: -المبررات التى قدمتها الحركة الشعبية لم تكن كافية لاثارة ازمة بهذا الحجم، والصراعات داخل الحركة لعبت دورا كبيرا فى طريقة الاخراج التى اريد لها ان تكون صاخبة الى حد كبير، وربما كان الهدف الاساسى هو الحفاظ على تماسك الحركة الشعبية الداخلى من خلال استراتيجية معروفة وهى اصطناع ازمة مع خصم خارجى، واستغلال ذلك فى تمرير حركة اعادة الاصطفاف التى تمت من خلال تبادل مواقع النفوذ والتاثير داخل الحركة، والدليل ان كل ما احتجت به الحركة كان يمثل خلافات اجرائية ولم تكن به خلافات حقيقية مثل مسائل التوقيتات او توفير تمويل فى وقت محدد.. الخ، وهذ كلها مسائل مقدور عليها ولم تكن تستدعى كل هذا التجييش ومحاولة استدعاء امريكا ومجلس الامن والايقاد وغيرهم. اما الخلاف الحقيقى الوحيد وهو ابيى فقد عادت الحركة بعد ان تم ترحيله مثل كل المرات السابقة، بسبب ادراك الطرفين لحساسيته وخطورته، وعدم القدرة على اتخاذ قرارات متسرعة او جزافيه فيه، ولا اتصور ان هذه الازمة سوف تتكرر فالحركة الشعبية هى المستفيد الاول من تطبيق اتفاق نيفاشا بسلاسة وانتظام، والتعطيل ليس فى صالحها.

(عدل بواسطة انعام حيمورة on 01-05-2008, 04:08 PM)

Quote: هذه التشكيله توضح صحة التحليل الذى ذكرناه حيث تم استبعاد بعض الاسماء وادخال اسماء جديدة غير تلك التى وردت فى المرسوم الرئاسى الذى اعلنه الرئيس البشير فى الايام الاولى من الازمة والذى تم بطبيعة الحال بالاتفاق مع النائب الاول سلفا كير ، وقد رفض المكتب السياسى للحركة حينها ان يقوم الوزراء بتأدية اليمين، ثم عادوا الان دون جديد سوى تغيير بعض الاسماء!!

Quote: -هذا جزء من تصفية الحسابات التى تمت داخل الحركة تحت غطاء هذه الازمة لصالح الجناح الذى يمثلة باقان اموم ، وبطبيعة الحال سوف يكون لذلك تداعيات الا ان رد الفعل لا يظهر فى هذه الاحوال بشكل فورى، فعودة باقان ومجموعته الى الصدارة استغرقت اكثر من عامين.

Quote: -نعم ولكن ذلك النقد كان متجها الى الارتباك الذى احدثه الدور الليبى بسبب طبيعة الاهداف الليبية نفسها والتى تتصل برؤيتها لمحددات الامن الليبى وضرورة الامساك بخيوط الاحداث فى المثلث الرابط بين جنوب ليبيا وشمال تشاد ودارفور، وايضا بسبب طبيعة القيادة الليبية والتى تجعل من ضمن اهدافها الاساسية السعى الى احراز المكانة والقيادة ، الامر الذى جعل الجهد الليبى على ضخامته غير منتج فى التحليل الاخير . اما الجهد المصرى تجاه دارفور والسودان بشكل عام فهو قائم على محاولة بناء وفاق داخلى والحد من التدخلات الاقليمية والدولية التى لا تعمل لصالح وحدة السودان او استقراره بل تعمل لصالح اجنداتها الخاصة، ومشكلة الدور المصرى ان هذا التوجه لكى يكون فعالا فيجب ان يكون مبادرا بدرجة اكبر بكثير مما هو قائم الان، كما يبدو ان هناك نوعا من التنسيق مع ليبيا فى ملف دارفور وترك الواجهة لها، وهذا الامر يحتاج الى اعادة نظر اكيدة من جانب مصر، فمصالح مصر الاستراتيجية واهمية استقرار السودان ككل بالنسبة لامنها القومى هى مسالة حاسمة ومصيرية، والامر يختلف بيننا وبين ليبيا فى هذا المضمار، كما ان التنسيق مع السياسة الليبية تجاه السودان له سوابق غير مثمرة لاسباب مختلفه. الا اننى اعود واؤكد ان جانبى النقص هذين مرتبطين ببعضهما البعض، فسياسة مستقلة تحتاج ان تكون مبادرة، وربما كان اختيار صانع القرار المصرى فى هذه المرحلة ان يتبع سياسة law profile لأسباب تتعلق بتقديرات مرتبطة برؤيته الاستراتيجية العامة للتوازنات فى الاقليم وارتباطاتها بالوضع الدولى.

Quote: - لم يكن حديثى ذلك عن الاحزاب السودانية على اطلاقها، غير ان هناك قوى سياسية اساسية هى حزب الامة والاتحاديين بالاضافة الى المؤتمر الشعبى والحزب الشيوعى يجب ان تصل الى توافق مع المؤتمر الوطنى على ما يكن تسميته المصالح الوطنية العليا للبلاد، واذا لم يكن المؤتمر الوطنى مستعدا للتعاون فى هذا المجال فيمكن لهذه الاحزاب ان تقوم بذلك الجهد وتتوافق هى معا وتعلن ذلك ولا اتصور ان المؤتمر الوطنى من الممكن ان يعزل نفسه كما يمكنها ان تلعب ادوارا اكثر فعالية تجاه قوانين الانتخابات وتنشط معا من اجل تحول ديمقراطى حقيقى عبر الانتخابات القادمة، ولكن باستثناء حزب الامة فتحركات هذه الاحزاب تظل دون مستوى المرحلة الحرجة التى يمر بها السودان. اما لقاء المهدى والبشير فهو ايجابى بكل تأكيد وكذلك كل فعل يصب فى اطار الخروج من الاستقطاب الحالى الذى يمثل خطورة كبيرة على الدولة والوطن فى السودان.

Quote: -فى الحقيقة ان ما يحدث فى التيار الاتحادى بشكل عام اصبح مستعصيا على الفهم، ولا احد يدرى السبب الحقيقى فى هذا العجز عن التواجد او ايجاد هيكل تنظيمى فعال يلم شتات الاتحاديين ويخرجهم من حالة عدم الفاعلية، وفى المرحلة الاخيرة بدأت بعض الاصوات الاتحادية ترتفع محتجه على مرحلة التيه هذه التى طالت. اما عودة السيد الميرغنى فهو رقم مهم ومؤثر بلا شك ولكن لا احد يعرف لماذ امتنع عن العودة من قبل ولماذا سوف يعود الان.. والمراقب لاحوال الاتحاديين من الخارج يبدو له ان السيد الميرغنى مكتف بالاتكاء على طائفته الختمية وانه لا خطة واضحة لديه لاعادة تفعيل الحزب الاتحادى بتشكيله المعروف، او هكذا يبدو على الاقل خاصة بعد المؤتمر الاخير فى القناطر الذى لم يأت بجديد !!

(عدل بواسطة انعام حيمورة on 01-06-2008, 03:07 PM)

Quote: - لى اصدقاء كثيرون جداً من مختلف الانتماءات والطبقات الثقافية والاجتماعية، ومنذ فترات طويلة، وفى هذا الاطار اريد ان اذكر اننى ولدت فى قرية دندره من اعمال محافظة قنا بصعيد مصر وهذه القرية تنسب اليها الاسرة الدندراوية وهى كيان صوفى كبير له امتدادات فى السودان والصومال والشام وشرق اسيا، والاسرة الدندراوية نشأت فى الاصل على مشرب سيدى احمد بن ادريس ، الذى انتقل اليها عبر سيدى ابراهيم الرشيد السودانى الاصل، ومازال هناك وجود كبير للاسرة الدندراوية فى السودان وكثير من ابناء السودان يفدون الى دندرة كل عام للاحتفال بالمولد النبوى والاسراء والمعراج، وبالتالى الصلات طبيعية وتلقائية، شملت ايضا النسب والمصاهرة فاحدى جداتى الاكبر من ناحية الام كانت سودانية عبر هذه المصاهرات التى قام بها السيد محمد الدندراوى إبان اقامته فى السودان للدعوة او ايام شيخه الرشيد واذا تأملنا قليلا فسوف نكتشف دون عناء ان جنوب الصعيد وشمال السودان يشكلان امتدادا لكيان اجتماعى حضارى واحد فى الثقافة والعادات والتقاليد والمسكن وايضا الملبس . واذكر من ايام الدراسة اصدقائى الواثق عبدالله صالح وهو الان عضو فى المجلس الوطنى، وابراهيم عمر من بورتسودان وماجدة عثمان من الخرطوم وقد كنت مع ابراهيم وماجدة من اصحاب العواطف الناصرية فى تلك الفترة، أما فى الوقت الحالى فلا اريد أن أعدد الاسماء منعا للسهو او الخطأ.

Quote: وان كنت لا اتفق مع تحليله للاوضاع فى الحركة الشعبية والنتيجة التى توصل اليهاحول طبيعة الصراع السياسيى وكانه صراع حول المناصب وحدها, وكذلك الاشارات المقصودة فى المقارنة بين وضع ابييى وحلايب مع الاختلاف الكامل بين الموضوعين .على حال كل حال لقاء دسم ويحتاج لتفكيك وحوار من المهتمين.

Quote: رغم إنقطاعنا زمنا عن التداخل بسبب المشغوليات وكثرة الترحال إلا أنه أرغمتنى قوتان على الدخول هنا أولاهما العملاقة نادية( أختى وصديقتى ) التى تجتث الحزن من دواخلها وتحيله غصبا عنه أزاهير وشموع للقارىء العزيز وتغوص فى دنيا العلوم والآداب والسياسة ولا تخرج إلا بالرائعين

Quote: تحية للدكتور هاني رسلان. واتفق تماما مع ما جاء في مداخلة العزيز عمر إدريس. وأضيف: بالرغم من إختلافي الكبير في العديد من أطروحات د. هاني (طوال فترة عملي الصحفي من القاهرة). إلا أنني أحترم وضوحه وعدم إلباس الأشياء زي لا يمثله لمجرد إرضاءنا نحن المختلفون معه.

(عدل بواسطة الطيب شيقوق on 01-07-2008, 10:10 PM)

(عدل بواسطة انعام حيمورة on 01-09-2008, 10:25 PM)