مقطع من رواية (بر العجم) * ... إلى روح ملك الضحك في بورسودان : المرحوم (جابر سعيد)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 07:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2008, 09:06 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقطع من رواية (بر العجم) * ... إلى روح ملك الضحك في بورسودان : المرحوم (جابر سعيد)

    ... ولا تطيب ليالي السمر في بورسودان إلا بنواديها الرياضية ، حيث تكشف الأندية عن وجهها الثقافي الذي كان ركنا حميما للطبقة الوسطى الناشئة . كانوا صدى لها أو صورتها المتوهمة ،التي لاكتها (نكات) (السعيد)، ونبتت على ضفافها مثل أعشاب صهرتها رغوة الحياة.
    كان السعيد صوتها الأليف والضاحك برقيّ يلثغ نكاتا متساوية على لهجات المدينة وأعراقها، ويلكنها بمحاكاة تنكأ مفارقات اللون والشلوخ والأعراق، المنصهرة في ضحكات لاتعرف الحقد .
    كان بجاويا أنيقا ، ويبدو ذلك صعبا لمن يراه أول مرة في بنطال محذّق بمساكات تسند قميصه الممشوق ، ويبدو شعره المموج والمرتب على مذهب (ابراهيم عوض) علامة مميزة لديموغرافيا السودان الخاصة ، مع الشلوخ التي جرت في خديه . أما وجهه الحليق ،الا من شوارب انجليزية رقيقة تحاذي مجرى الأنف ، فقد كان المثال الصارخ لأناقة قطعت أصولها مع القرون الأولى .
    كان يمشي في محفل ويتكلم في زحمة. خطواته المِّـرنة في دهليز السوق الكبير الممتد على فرندات الشارع العام ، تجد من يشايعها من المعجبين والعتالة وبائعي الخضرة، ليستمتع كل منهم بلحظات تبلل الكدح .
    كان يجيد الأنجليزية بشكسبيرية راقية أخضعها لنكات مطعــَّمة بعبارات انجليزية فخمة تملأ الفم . عشق حياة عمال التراحيل والعتالة ، واخترع لهم حكايات ضاحكة، من حوش الميناء ، ووابورات الشحن العملاقة ، والبضائع ، والماكولات التي يختبر (العتالة) مذاقها ، خلسة ً، قبل ان تصل الى العلب البورجوازية في أسواق الخرطوم . كان الميناء يسجل مفارقات الحياة الحديثة وهي تصدم بداوتهم أمام الماكينات الجديدة ، وصور الكاميرا ، وشاشات السينما ، وحتى علب الشوكلاته (التي اطلقت في إمعائهم سيولة شديدة حين أكلوا منها كميات كبيرة أول مرة) بعد أن اعجبتهم دعاياتها في عبارات الأفلام واعلانات الصحف. أصبحت فيما بعد نكاتا مسجله في حكايات المدينة الضاحكة .
    كان يمسح عنهم التعب في ليالي الصيف ، ويرش على احزانهم ملح الحياة ، خصوصا عمال السكة حديد واللبَّـانة وعمال الدريسة ، حينن يغرقون في شهقات نزقة عندما يلمز كبارهم.
    كان (السعيد) ، ككل أبناء بر العحم، يتقن ثقافة عربية عريقة، وبيان مصري ، يضخ حلاوته من سينما الستينات وقفشات (صباح الخير) و (روز اليوسف) و(الأهرام) مستعرضا بهيكله الضخم حركات لا تنضب في اداء فصيح لكلام ساخر.
    كان يعيش أسرارا ً دون ان يخدش حياء المدينة، وتكتفي سحنته ، أحيانا ، بحزن وحيد. لا يعرفه سواه في سيرته المتعددة من سواكن الى برعوت . عندما لاينتظره في البيت الا الفراش البارد حين يأتيه آخر الليل.
    كان أكبر عازبي المدينة ، وبهذه الصفة الحصرية عاش حياته غفلات متلاحقة عن الزواج والحياة العائلية ، وأفسح لأيامه صدر الفوضى الجميلة في الحفلات والسهرات التي سرقت أيامه في المرح .
    انحشر في فراشه و ترك الماء يغلي . دار بعينيه في سقف الغرفة . جدرانها الخشبية البيضاء علاها السكن الأسود وتراكم على مساحات من السقف ، كانت أمه تعد تحتها الشاى في انتظاره حتي الفجر . تذكر وجهها المعروق وعينيها الذابلتين . الآن بعد كل هذه السنين ، رحلت ا دون أن يخفق حلمها الذي كان يذبل يوما بعد يوم . ولاينسى حتى اليوم نظرتها الأخيرة .. كانت عاتبة وحزينة وهي تودعه.
    طرد عنه هذا الخاطر . مشى الى الموقد صب الماء المغلي على كأس زجاجية نظيفة ، بعد أن غمر أسفلها بشاى كيني ذي رغوة صافية . بدأ يرتشف رشفات أغمض خلالها عينيه ليطرد عنه الحزن . لم يكن يقوى على الحزن كان يهرب منه في كل زاوية من زوايا البيت حيث يلقى طيف أمه الحزين، في ظلال الموقد ، و ذبالة السراج التي كانت تنكفىء عليها بخطوات أنهكتها الشيخوخة ، حين يأتي آخر الليل .. وقف أمام النافذة مطلا على بقايا الليل التي لفت سماء بورسودان مثل غطاء عظيم . داعبته نسمة هواء باردة . أمضى ساعة وهو يتأمل الظلال على الشوارع ، ثم ذهب ليأخذ دشا باردا قبل دوام العمل الذي يسمح له بفوضى دائمة .
    وبالرغم من نكاته عن أحوال الموظفين ، ورؤساؤه في مكاتب المستخدمين . فقد كان (السعيد) يعرف كواليس أخرى للنكات من صداقاته المتناقضة . ظل موظفا حكوميا طوال ذلك الزمن الجميل في مكاتب الميناء، يؤدي مكاتبات عمال التراحيل ويخترع من أسرارهم نكاته الجديدة . كان يغري حمالي الميناء بخطه الجميل ، حين يسجلون عنده طلبات العطلة السنوية ، لينتزع منهم اعترافات خجولة بأسماء امهاتهم وأخواتهم التي ينفرون من ذكرها، لولا العلاوة التي تـُمنح لهم بهذا الاعتراف .
    كان يفاوضهم ، أحيانا ، ويختلي ببعضهم ليفوز بالاعتراف في جلسة سرية ، بعد أن يعدد أمامهم خيارت الأسماء و يعفيهم من النطق بها، فيبدأ بطرح الأسماء في جد مصطنع :
    (ريرة....؟ كجيجة .....؟ سّتل ....؟ هاشمية....؟).
    وحين يضطرب أحدهم أمام اسم من هذه الاسماء ، أويوميء برأسه ايجابا يسجل الاسم في الخانة الفارغة بضحك مكتوم.
    كان يطلق جنون الحب في نفوس الدراويش ، ويصل بهم الى حالات خطيرة تجعل الجنون متعة في الحب وحطاما للاحلام ؛ حين يعلق خيالهم المجنون بكلامه الجميل عن الممثلات والفنانات ويتحول إلى حقائق في حياتهم البسيطة ، متخطيا خيوط الوهم، وصور الأفلام التي تعذبهم في ملاذات الليل العارية ، ويغريهم بالأمل في أن تخطر (فاتن حمامة) في سرايات السوق الكبير ، وتبص (هند رستم) من الشبابيك العالية وراء مشربيات الخشب المعشق لذوي اليسار من جا ليات المدينة كالأقباط ، الذين انصرفت ألوانهم لبياض جاور سحنة المدينة السمراء....
    ولاتزال المدينة تذكر ذلك اليوم الذي جن فيه اللبان (حسن توماي) ، بعد أن سلبت لبه ( فاتن حمامة) في شاشة سينما (الخواجا) فظل يبحث عنها في أحياء حي العظمة والسوق الكبير ببورسودان .. حتى دله أحد الخبثاء على(السعيد) فقال له
    ـــ في زول واحد يعرف بيت فاتن حمامة في البلد دي
    ـــ منو ؟
    ـــ السعيد

    * * * * * *
    لم يكن الفجر واضحا حين كان حسن توماي يجود بالحليب الصافي أمام باب (السعيد) !!؟
    تعجب السعيد ، من هذا الكرم الطارىء ، ولم تكد تنتهي دهشته ، حتى بدت رعشة خفيفة تعتري اللبان . كان في لون مخطوف، عرف معه السعيد أن حسن توماي تورط في حب نجمة من نجمات سينما " الخواجا " ـ الذي كان يسمح عــن " اللبـَّـانة في الدخول إلي السينما بالحمير ـ خصوصا حين قال له اللبـّـان
    ــ يا سعيد ، الجماعة كلموني ، قالوا لي انت تعرف بيت (فاطنة حمامة) .... بيتا وين وأ بوها مين ؟
    ــ انتا ماتعرف فاطنة حمامة بنت ديمتري ؟
    ــ ديمتري منو ..؟
    ــ ديمتري القبطي صاحب السراية البيضا في السوق .
    ــ أنا ما أعرف بيوت الأقباط ... لكين عاوز أبيع ليهم لبن ممكن تمشي معاي ؟ .....
    خرج معه(السعيد) أول الصباح في بيجاما مخّمشة ، وشعر منكوش مترنحا ً في مشيته من غلبة النوم . أثناء الطريق ، توقف اللبان لبرهة ثم أسكت نهيق الحمار وهو يسويّ بردعته بعناية .. ركب السعيد على الحمارالذي تجاوز سوق الخضار الى حديقة البلدية ، ثم انحرف الى شارع بنك الوحدة ، من زقاق يفضي الى النادي القبطي ، خلفه بالضبط .عند نهايةالشارع أشار(السعيد) الى عمارة بيضاء مسورة بجدار قصير .. اقتربا من باب العمارة ثم همس السعيد للبان برطانة سريعة
    ــ تلقاها جوة في السراية!
    انزلق( السعيد) من الحمار بسرعة حين دلف اللبان باب العمارة وطرق طرقات عديدة مرددا ً
    ــ (لبن ... لبن ... حليب ... حليب) .
    تحرك مصراع الباب ببطء .أطل معه رجل سبعيني عرف (حسن) على الفور أنه (ديمتري) . كان الرجل منزعجا قليلا من حركة اللبان في تلك الساعة المبكرة ، أسرع الى الداخل ورجع بكورية اللبن ... لكن حسن فاجأه بصوت مضطرب :
    ـــ دا ماتكفي جيب واحدة كبيرة؟
    دلق له (حسن توماي) زيادة فاحشة تعجب لها الرجل...
    بعد ذلك تكرر ت الزيادة يوميا بأرطال اضافية.. حتى مر ت سنة كاملة ، دون أن يتقاضى حسن توماي الأجر ممتنعا ً عن ثمن الحليب بكلمات فضحت حبه المستور، حتى صار وجهه صفحة للوله والشحوب .
    كان يتلعثم ، ويعيد الكلام ، وينتظر ساعات طويلة حول السراية ، متخفيا وراء أشجار النيم ، لعله يلمح طيفا ً، أو يرى صاحبته تطل من الشرفة. ثم ينسحب مع الغروب الى (بليناي) حيث يكتم أشواقه كجمل حقود.
    أصبح يصل بعد منتصف الليل الى بيوت الزبائن في أحياء (الوحدة) و(بليناى) فيدلق الحليب في الخور .
    طوال محاولاته للتلصص ، لم يستطع (حسن توماي) رؤيتها لأن الاصوات الناعمة كانت ترن في أذنيه من السطح .
    حين قرر(حسن توماي) في تلك الليلة أن يغامر لرؤيتها ، كان السطح في الحافة الخلفية للسراية ينحدر بزاوية حادة . لم يجد أفريز بارزا ، ولا نافذه قريبة تمكنة في الاستناد عليها من الفناء الخلفي ، ولا حتى رايش، سوى مربع صغير أقل من النافذة وأكبر من فتحة التهوية، تتخلله قضبان حديدية متباعدة ، و تنبعث منه في الليل أضواء وموسيقى غريبة (تشبه موسيقى اذاعة صوت القاهرة) لم يكن يطرب للموسيقى كثيرا ، لكنها ذكرته بالسينما. دارفي الظلام بخفة خشخشت حوله أصوات الحشيش التي صاحبت حركة الحمار في الحديقة ، اعتلى برجليه ظهرالحمارالذي أطلق من مشفريه تهويشا خفيفا ً ، فخشي أن ينهق، في لحظة كان آخر ما يتمنى سماعه فيها نهيق حمار. لأن الهدوء الذي أشاعته ليلة صيف، أوقف هسيس الأشجار وكفت أوراق النيم عن سقوطها .امتلأت رئتاه برائحة البحر والملح . تنفس بصعوبة في ذلك الجو الخانق . كان العَـرَق يتصبب منه بغزارة . لم يكن خائفا . لأن ما سيغامر من أجله ليس سوى نظرة .. نظرة ، واحدة ، طويلة ، صافية ، معـّـلقا خلالها على ظهر حمار. بيد أن الفتحة كانت أطول من ظهر الحمار بمترين ونصف ، لمح عمودا حديديا أعلى الفتحة مباشرة . خلع عمامته الطويلة وعقد فيها عقدة واحدة ثم قذفها بسرعة فانعقدت الأنشوطة في العمود ، تسلق الحائط برشاقة بجاوية حتى استوى برأسه تحت الفتحة مباشرة . نظر الى الداخل ، أبصر غرفة بيضاء على سقفها مروحة تدور ببطء . سمع موسيقى هادئة تنبعث من راديو على الطاولة ، نظر أمامه على حائط الغرفة فرأى صورة بالأبيض والأسود (لفاتن حمامة). تماسك قليلا ليشد من قبضته على العمامة ، دار ببصره مرة أخرى حول الغرفة، رأى صورة أخري لفاتن حمامة (هذه المرة كانت لقطة كبيرة لفاتن حمامة مع عمر الشريف من فيلم صراع في الوادي ) ، فردد في نفسه : ( يمكن صور ة أخوها) .
    فجأة لمح خيالا يقترب من خارج الغرفة . كان الضوء خافتا. انزلق (حسن توماي) بسرعة الى ظهر الحمار ولم يتمكن من تحديد ملامحها التي لم تكن لتختلف عن صورها المعلقة .

    * * * * *
    في اليوم التالي تأخر (حسن توماي) الى الساعة التاسعة . طرق الباب كالعادة .(كان ذلك اليوم منتصف السنة الثانية من مقدمات الحب ، ومتأخرات الحليب) . وحين دخل الى المجلس ، عندها أصر ديمتري على أن يدفع له حسابه المتأخر ... قائلا
    ـــ يا حسن أنا عاجز عن شكرك ، لكن لازم تأخذ حسابك كامل
    ... في تلك اللحظة كان (حسن توماي) قد استجمع كل مالديه و برطم بقوة .. قائلا ً:
    ـــ ياأفندي انا عشمان في يد بنتك
    ـــ بنتي أنا ؟؟!!
    ـــ بنتك فاطنة حمامة ؟
    سكت الرجل طويلا ، حتى بدت على وجهه ابتسامة عريضة أتبعها بضحكة صافية قائلا
    ــ آآآه .. تقصد فاتن حمامة بتاع السينما ؟!
    ــ أيوه
    * * *
    ..... أيوووواااا .... الآن عرف ديمتري أسباب زيادة الحليب ، والحضور اليومي المبكر ، والفأفأة التي كان يجمجم بها حسن توماي ، خصوصا عندما سمع الحركة الغريبة خلف غرفته ليلة البارحة . كان وقع حوافر الحمار آخرما انتبه إليه بعد أن بدا واضحا ً في بلاط السراية الخارجية . ومرة حين لمح حسن توماي ، من فتحة الباب، ( يبوس) آنية اللبن ، في خلسة . حتى ( البصبصة) التي كانت تصدر من عينيه مشرئبا ً إلى داخل الدار ، بأداء بريء ومضحك ( طالما أضحك زوجته المقعدة ، فمنعه دائما ً عن زجره) ...
    مع مر الأيام ، أصبحت تلك الحركات البريئة التي تصدر من حسن توماي ، في موسم الحب القصير، هي سبب السعادة التي غمرت السراية. بعد أن تفرق أولاده في دنيا الله الواسعة؛ فهي التي حركت في زوجته أنسا ً و ضحكا جعلها، حين ترى حركات حسن توماي من وراء الباب ، تردد أغنية : " بتونس بيك"... لـ( وردة الجزائرية) ؟؟!!
    لكنه الآن ، بعدما عرف سبب ذلك الوهم من المسكين ، انحسرت في نفسه مسرات هاربة ... لابد أن يعرف (حسن) الحقيقة ...
    حسن الذي كان ينتظر الرد بكيان معـّـذب ، ارتجف صدره بقوة تحت القميص والصديرية الجديدة (التي إشتراها خصوصا لهذا اليوم) ، بينما كانت أصابعه القلقة تتحرك بسرعة، وتفرقع بضربات متكررة ....
    أيووااا ..الآن... عرف ( ديمتري) سبب هذه الورطة التي تورط فيها (حسن توماي) ... عرف الآن السبب بوضوح ، تذكر، حين كان يلتقي السعيد يوميا في السوق ، كان يتكلم معه عن نجوم السينما ، ويسأله عن آخر أخبار ( فاتن حمامة) ، نجمته المفضلة دون أن ينتبه إلى تلك الغمزات التي كانت تصدر من(السعيد) بين الحين والآخر مصحوبة بضحكات مكتومة أثناء الحديث .
    لكن (ديمتري) خشي أن يخبر حسن توماي بالورطة التي أوقعه فيها السعيد ، خوفا من أن يقتله ، في هذه اللعبة الخطيرة .
    عندها قال ديمتري لحسن توماي بنبرة صادقة :
    ــ انتا يا حسن راجل شهم وإبن حلال ، وتستاهل أحسن من فاتن حمامة .. انتا تستاهل ( صوفيا لورين) ...
    لكين والله ياحسن أنا أولادي كلهم رجال بشنبات ، ومافيهم بنت واحدة ؟؟!!
    * * * *
    خرج حسن من السراية مكبوسا ً بذهول عجز معه حتى عن الحركة... استراح قليلا في ظل السراية ، ثم ركب حمار ه وصرخ بصوت عالي ......
    ( فاطنة حمامة.....فاطنة حمامة .... فاطنة حمامة )
    الحمار وبحركة غريزية ، كما لوكان يعرف ما ألم بصاحبه، اخترق شارع بنك الوحدة ، وعبر حديقة البلدية مارا بسوق الخضار ثم مشى بصعوبة شديدة في الشوارع الخلفية المحاذية لسوق الخضار، حتى توقف به أمام منزل السعيد . كان حسن توماي ذاهلا عن كل شيء إلا في أن يخبر السعيد بذلك الرد المخزي ، الذي انقذف به خارج سراية الأقباط ...
    وحين سأله السعيد
    ـــ انشاء الله الخبر خير
    رد عليه حسن توماي بصوت واهن
    ــ خير ... من وين يجي الخير ... الراجل جاب عذر أقبح من الذنب ... وبدل مايقول البنت مخطوبة قال لى أنا ماعندي بنات . أنا اولادي كلهم رجال بشنبات .... شفتا كيف ؟؟!
    ـــ وانتا عرفتها مخطوبة كيف ؟
    ـــ أنا عارف ... من يوم ما شفتا صورتها مع القبطي( يقصد صورة فاتن حمامة مع عمر الشريف في فيلم صراع في الوادي) ... قلبي أكلني ... لكين قلت يمكن أخوها ....
    هو خطيبها ما أخوها ..
    ثم ولى صارخا:
    هو خطيبها ما أخوها ..... هو خطيبها ما أخوها ... هو ..
    فاطنة حمامة .... فاطنة حمامة .... فاطنة حمامة ...
    عندها أغلق السعيد الباب ، وأدار مزلاجة ثم صرخ بصوت عالي
    ـــ عيييييييييييييييييك حسن توماى جنّ .

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * فازت الرواية بالشهادة التقديرية ـ مناصفةـ مع رواية للكاتب الدرامي عادل إبراهيم محمد خير في مسابقة جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي عام 2005 التي ينظمهاسنويا مركز عبد الكريم مرغني الثقافي بأمدرمان
    ** صدرت الرواية عن دار الحصاد السورية في يناير 2007 م
    1سينما الخواجة = أحدى دوري السينما في مدينة بورسودان ، وأقدمهما .

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 01-21-2008, 09:09 PM)

                  

01-21-2008, 11:07 PM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقطع من رواية (بر العجم) * ... إلى روح ملك الضحك في بورسودان : المرحوم (جابر سعيد) (Re: محمد جميل أحمد)

    الاخ الاستاذ محمد جميل

    لك الشكر وأنت تلقي الضوء على هذا العمل الكبير,

    فرأتها (في كيكا على ما أظن) وأعجبني جدا دقة السرد فيها والقالب اللغوي السهل الممتنع

    لك التحية


    أحمـد الشايقي
                  

01-22-2008, 10:32 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقطع من رواية (بر العجم) * ... إلى روح ملك الضحك في بورسودان : المرحوم (جابر سعيد) (Re: أحمد الشايقي)

    العزيز أحمد الشايقي .... تحياتي
    شكرا على انطباعك ومرورك . ما قرأته في موقع (كيكا) كان الفصل الرابع من الرواية ، والمنشور هنا مقطع من الفصل الأخير للرواية .
    تحياتي لك ، وللأخ محمد علي صالح هنتولاي
    محمد جميل
                  

01-23-2008, 03:56 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقطع من رواية (بر العجم) * ... إلى روح ملك الضحك في بورسودان : المرحوم (جابر سعيد) (Re: محمد جميل أحمد)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de