|
لعشاق الطمبور (4) .. أغاني البجا..
|
بموقعهاعلى تخوم الهضبة الأثيوبية / الأريترية , تميّزت موسيقى شرق السودان بتنوع كبير في الشكل والمضمون. في بحثي عن أثر اللغة على موسيقى الشعوب folk music.. أحاول الربط بين اللغة من حيث عدد الأحرف وطريقة إخراجها (نطقها) وعلاقة اللهجات المختلفة accents باللغة الأم وأثر كل ذلك على نشوء نمط معين من الموسيقى في المنطقة المعينة indigenous music وتطوره بعد ذلك .. يتميّز سكان الهضبة الشرقية بعدد وافر من الأحرف والمخارج (حوالى 210 للغة الواحدة) وكذلك تعدد القوميات واللهجات المحلية local dialects كل ذلك أدى لهذا الثراء النسبي في موسيقى شعوب تلك المنطقة وبالطبع ذلك يشمل شرق السودان بشعوبه البجاوية المختلفة من هدندوة .. بشاريين .. عبابدة .. حباب .. أمرأر .. بني عامر .. حلنقة .. وغيرهم. (يطلق سكان الهضبة على كل هؤلاء collectively إسم الحدارب) .. اللغة الرئيسية المستخدمة في منطقة شرق السودان هي البداويت وتليها لغة التقرى .. والموسيقى هنا - كما في سائر أقطار السودان - ميلودية melodic وستظل كذلك رغم محاولات تجريب الهارمونية now and then .. والحديث عن أزمة الهارموني في الغناء لدينا هو حديث لن يصل إلى نتيجة .. لأن اللغة تفرض نمط غنائي تاريخي على الذوق العام لا يمكن الفكاك منه بسهولة .. وشخصيا أرى ترك الأمر على ماهو عليه لأن العالم كله يستسيغ ويحب سماع هذا النوع من الغناء الخام المميز كما هو .. محليا أو عالميا لن يهتم أحد بسماع أي سيمفونية سودانية حتى إذا تم حشد كل عازفي وموسيقيي السودان في عمل واحد.. ولكني في نفس الوقت أؤيد وأشجع بشدة كل محاولات تطوير الـ folk music والتراث الموسيقي السوداني xponentially.. وهذا أمر مختلف تماما ومقبول..
|
|
|
|
|
|