عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-27-2003, 09:44 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي"
                  

10-27-2003, 09:46 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    عبدالله الحاج القطي
    او
    حسن البصري "العطبراوي"


    الي رقية وراق وكمال دقدق

    ترك عبدالله الحاج القطي؛ الشهير بعبدالله القطي- بكسر القاف وتشديد الطاء وتسكين الياء-؛ اثرا عميقا في شخصيتي وتكويني ونظرتي للناس والاشياء من حولي؛ لا اعتقد ان احدا من الناس قد ترك اثرا مماثلا له في حياتي؛ او سيترك. وقد تحدثت مع العديدين من بنات وابناء جيلي؛ ممن اتاحت لهم الظروف ان يتعرفوا علي هذا الانسان البسيط والاسطوري في آن؛ وكدت اجد اجماعا منهم حول قيمة هذا الانسان الفائقة للعادية؛ واثره العميق فيمن عرفوه عن قرب؛ فمن هو عبدالله القطي؛ والذي اسميه حسن البصري "العطبراوي".
    ولد عبدالله القطي في عام 1950 ؛ حسب تقديراتي؛ في اسرة تنحدر اصولها من قرية الدكة؛ غربي بربر؛ وجده هو الفقية القطي؛ سيد القبرين؛ والشم الهبوب مرتين؛ والذي اتت المقولة فيه؛ من اسطورة انه قد تحرك في قبره؛ عندما هدده ماء؛ حتي تم فتح القبر؛ وتم تحريكه الي قبر آخر؛ ثم وجد الناس جسده سليما في القبر؛ بعد سنين من وفاته. وقد كان عبدالله يحتفظ ببعض مخطوطات جده من كتب العلم والدين.
    درس عبداالله القطي ببربر وعطبرة؛ ثم قطع دراسته لفترة طويلة بعد الثانوية؛ ليواصلها من بعد في جامعة القاهرة الفرع؛ والتي كان يصارعها في غمرة همومه الحياتية؛ ولا اعلم هل صرعها في النهاية؛ وانتزع منها الشهادة الجامعية؛ ام صرعته؛ وابت عليه ذلك؛ وهو الذي كان فخرا لها ان درس بها؛ بما يملك من غزير علم ومن رقي روح.
    تزوج عبدالله القطي في منتصف الثمانينات؛ وانجب طفلة اسماها غادة؛ كما اشرف علي تربية ابني اخيه؛ سامي والحاج؛ والذين كانا له بمثابة ابنيه؛ وترعرعا تحت يديه؛ كما رعي العديد من ابناء اسرته؛ ومن ابناء مدينته؛ ومن جيلنا؛ في ابوة فكرية؛ ورعاية روحية؛ لا تزال آثارها كامنة فينا؛ رغم مرور السنين؛ وتحول العديد منا الي آباء وامهات؛ وكهول وكهلات.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 02-17-2004, 03:29 PM)

                  

10-27-2003, 09:59 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    لماذا اكتب عن عبدالله القطي:

    اكتب عن عبدالله القطي؛ لثلاثة اسباب رئيسية؛ اعتقد ان كل منها بمفرده كاف؛ للتحفيز للكتابة عنه
    السبب الاول هو ان عددا من اصدقائي؛ قد طلب مني ذلك؛ واذكر منهم العزيزة رقية وراق؛ والتي وان لم تذكر عبدالله القطي بالاسم؛ الا انها قد طلبت مني ان اواصل كتابة مذكراتي عن عطبرة وناسها واحداثها؛ او ما اسمته ادب المذكرات؛ عسي الناس بها ان يعرفوني. وقد كانت تقصد ان يعرف الناس الانسان في؛ وليس الفتي المشاغب؛ او السياسي المتطرف؛ الذي يزعمون او يرون. وقد قلبت قولها علي مجاميعه؛ ووجدت ان عبدالله القطي احق بالمعرفة مني؛ وان خير ذكرياتي متعلقة به؛ وان مذكرات لا تبدأ منه؛ لن تكون ذات طعم او حقيقة.
    والشخص الثاني الذي طلب مني مباشرة ان اكتب عن عبدالله القطي؛ هو الصديق كمال دقدق؛ وهو صديق رغم اننا لم نلتق وجها لوجه؛ ورغم ان حظنا من التواصل قد كان بعض محادثات هاتفية؛ وقد جاء ذكر عبدالله القطي في احداهما؛ وطلب مني كمال ان اكتب ما اعرفه او ما احسه عنه؛ معللا عدم كتابته هو؛ بانه من انصار ثقافة الحكي؛ وانه يفضل ان يقرا ويسمع ويتكلم؛ عن ان يكتب؛ مع انه للكتابة مؤهل وموهوب.
    السبب الثاني ما اشرت له من اننا في السودان لا نكتب عن البشر؛ وعن انجازاتهم؛ وعن تقديرنا وحبنا لهم؛ الا بعد ان يرحلوا عن الدنيا؛ وعندها نتسابق للحديث عنهم؛ وعن مآثرهم؛ مع اننا قد بخلنا ان ننطق بكلمة حب؛ او جملة تقدير عنهم في حياتهم؛ وامامهم وامام الملآ. وهذه لعمري ثقافة تخجل من الحب؛ وتتحاشي كلمات التقدير الذي تعتقده في حياة الشخص او حضوره ؛ تملقا ودهنسة؛ ولا تؤمن بتقديم الشكر الا بعد لحظة الموت؛ وفي ذلك يقولون للشخص: الله لا يجيب يوم شكرك؛ ويقصدوا انهم لا يتمنوا ان ياتي قريبا يوم شكره؛ اي يوم موته.
    اما السبب الثالث فانه في زمن يتساقط فيه الرموز من القيادات صرعي عجزهم وضعفهم وتهافتهم وانانيتهم وضيق افقهم؛ وعندما يتلفت الشعب السوداني؛ فيجد ان كل موسي قد علق عليه لوهلة املا؛ قد تحول الي فرعون جديد؛ بل اصبح رب الفرعنة؛ يكون من الضروري لكيلا نسقط في الياس والاحباط؛ ان ننبش في ذاكرتنا لنبحث عن رموز الانسان السوداني الحقيقية؛ والتي تعبر عن روح شعبنا وكرامته وكبريائه؛ ثم اننا في بحثنا نجد ان تلك السيرا مطمورة ومغيبة وسط ضجيج المهرجين الاقزام؛ الذي ظنوا نفسهم قادة؛ وودوا لو يقودوا مسيرة شعب عملاق؛ وهم عن قيادة اوهامهم عاجزين.
    لكليلا يغطي هؤلاء الاقزام –الفراعنة علي روح الشعب؛ نبحث في تلك الروح؛ ونستخرج منها الدر الثمين؛ ونتحدث عن امثال عبدالله القطي.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 02-16-2004, 01:18 AM)
    (عدل بواسطة Abdel Aati on 02-17-2004, 03:33 PM)

                  

10-27-2003, 10:01 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    كيف تعرفت علي عبدالله القطي:

    تعرفت علي عبدالله القطي قبل عشرين عاما بالضبط؛ وكان ذلك في صيف عام 1983؛ وكنت حينها قد اكملت السنة الاولي بالمرحلة الثانوية؛ وكان هو يعمل بمصلحة الاحصاء؛ في قسم تابع للاحصاء الطبي؛ وله مكتب بمستشفي عطبرة؛ ويعمل بالمساء في دكان لبيع الحلويات الشرقية –الباسطة- قريب من جامع عطبرة الكبير. وقد تعرفت عليه عندما كنا منخرطين في نشاط فرقة مسرحية مرتجلة؛ كوناها في ذلك العام؛ وقدمت عددا من العروض في مدارس عطبرة ونواديها الثقافية والاجتماعية.
    جاء عبدالله الي بروفاتنا؛ والتي كانت اغلب مسرحياتها تقوم علي اعمال الاستاذ ذو الفقار حسن عدلان؛ من تلك التي مثلت في مسابقات الدورة المدرسية في الاعوام الفائتة؛ وكان مخرجنا هو الاستاذ ذو الفقار؛ ذو المواهب المتعددة؛ وفي غيابه؛ كان الاستاذ هاشم الاديب؛ وهو شخص متفرد؛ قد نحكي عنه يوما؛ وهو احد اصدقاء عبدالله الاوفياء؛ ومدخله الي مجموعتنا.
    كانت مجموعتنا تضم محمد عبدالخالق؛ الممثل المتميز حينها؛ وابو عبيدة؛ الرجل الثاني في الفرقة؛ والشاذلي الريح؛ وعقارب؛ من الموهوبين فنيا؛ وبكري جبريل؛ وشخصي المتلبط؛ ذو المواهب الضعيفة مقارنة بالباقين؛ كما كان مرتبطا بها اشخاص من خارج الفرقة؛ ولكنهم اصدقاء لاعضائها؛ مثل طارق محمد عبدالرحمن؛ وشمس الدين؛ وكانت هناك بنتان مرتبطتتان بالفرقة؛ احداهما مني؛ والتي كانت لفترة قصيرة في قوام الفرقة؛ وقد فشلنا في جذب هدي؛ افضل ممثلات عطبرة الشابات حينها؛ لانها انتمت للجمهوريين؛ وتركت فن التمثيل الي الانشاد.
    كانت فرقتنا تضم اناسا من اشد الشخصيات تضاربا وتناقضا؛ وكان الهم الاساس لمعظمنا؛ تحقيق دخل من هذه المسرحيات اولا؛ ثم الشهرة ثانيا؛ وقضاء وقت لطيف ثالثا؛ ولذلك كانت دهشة معظمنا؛ عندما راينا شخصا اصلعا؛ ببعض البثور الواضحة علي وجهه؛ متقدم في سنه علي معظمنا؛ في بروفات الفرقة؛ وقد صرفنا الاهتمام عنه سريعا؛ عندما علمنا انه صديق هاشم؛ فهاشم الاديب مصدر كل غرابة؛ ولكن الاهتمام قد رجع اسرع؛ عندما علمنا- وكانت المعلومة خاطئة-؛ انه يملك دكانا للباسطة في سوق عطبرة.
    منذ ذلك الوقت اصبح دكان عبد الله مركزا لتجمعنا؛ اضافة الي الي القهوات المتعددة قرب الجامع الكبير؛ وضفاف النيل مساءا بحي السودنة؛ وبقدر ما كان اهتمامنا في البداية منصبا بالغذاء الموجود علي صينيات الباسطة؛ وكيقية الهمبتة عليها؛ بقدر ما انتقلنا يوميا؛ بفضل حصافة عبدالله ولطفه؛ الي الاهتمام بالغذاء الروحي؛ المحمول في ذلك الراس الاصلع؛ والذي لا يظهر للوهلة الاولي؛ في ذلك الوجه ذو البثور.
    كان عبدالله وقتها احد كوادر الحزب الشيوعي السوداني بالمدينة؛ وقد انضم عبدالله الي الحزب ؛ كما عرفت لاحقا؛ في عام 1970؛ وفي اعقاب انقسام الحزب الشهير حينذاك؛ رغم ان اهتمامه بالشيوعيين قد بدأ منذ قترة مبكرة في حياته. ولم تتم فرحة عبدالله كاملة باختياره الجديد؛ حتي اتي انقلاب 19 يوليو بايامه الثلاثة؛ وعودة نميري من بعد؛ وبداية عهد اسود للحزب الشيوعي بكل السودان؛ وبعطبرة علي سبيل التحديد.
    ويبدو ان عبدالله كان مسؤولا عن العمل وسط الطلاب او الشباب عندما التقيناه؛ وقد كانت الحركة اليسارية تكاد تكون منعدمة؛ في وسط هذين القطاعين في عام 1983؛ او هكذا هيأ لنا. ومن الواضح ان مجي عبدالله الي بروفات مجموعتنا لم يكن صدفة؛ كما لم تكن صدفة دعواته لنا بزيارته في مكان عمله نهارا بالمستشفي؛ او مساء بدكان الباسطة؛ كما لم يكن صدفة تغاضيه عن همبتتنا علي باسطته؛ والتي لم يكن مالكها كما اتضح لاحقا؛ وانما كان مجرد عامل في دكانها؛ وصرفه النظر عن اعتدائنا المتكرر عليها؛ دون ان نفكر في دفع الثمن.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 02-17-2004, 03:37 PM)

                  

10-27-2003, 10:03 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    عبدالله القطي مدخلنا الي عوالم جديدة:

    كان عبدالله مدخلنا الي عوالم جديدة؛ ابتدأت بالثقافة ؛ ومرت بالسياسة؛ ولم تنته عندهما. وفي الحقيقة فان عبدالله كان موسوعيا في معرفته؛ خلابا في حديثه؛ لطيفا في معشره؛ وكان ذو ذاكرة غير عادية؛ حيث كان يتذكر مقاطع كاملة من كتابات عدة؛ يحلو له ان يستشهد بها في ثنايا حديثه الاخاذ.
    كان عبدالله يزعم ان مكتبة مصطفي سعيد؛ التي وصفها الراوي في رواية موسم الهجرة الي الشمال؛ لا تعدو ان تكون هي مكتبة الطيب صالح نفسها؛ وكان له اهتمام كبير بالكتب والمكتبات. وقد كان لعبدالله القطي مكتبتان؛ واحدة صغيرة من كتب عامة معروضة في الديوان؛ وهي مادة للتسليف العام؛ وربما تكون ضحية "للسرقة" والتسلف دون اخطار؛ الامر الذي كان يفعله الكثيرون؛ واخري اكبر؛ كانت في غرفة داخلية من البيت؛ ممنوعة الا علي المختارين؛ وقد كان لي شرف الدخول اليها؛ والاستعارة منها؛ ما وسع نهمي للقراءة في تلك الفترة؛ والتي اعتبرها حاسمة في تكويني؛ وواحدة من اغني الفترات في حياتي بالقراءة والاطلاع.
    كان لعبدالله غرام خاص بالصوفية؛ وكان يحتفظ بنسخة او اكثر من طبقات ود ضيف الله؛ ويتذكر عن ظهر قلب ما كتبه عبدالخالق في هذا الشان؛ كما كان من المعجبين بكتابات عبدالله علي ابراهيم؛ في شان الخلاف بين المهدي والعلماء؛ وحول مشروعية معارضة الكبابيش؛ الخ الخ وكان عموما معجبا بالرجل؛ ولذلك لم يكن غريبا ان يصبح منظما للقائنا مع عبدالله علي ابراهيم في عام 1984؛ ونحن شباب غض؛ في نادي الوادي بعطبرة؛ الامر الذي اشرت اليه في غير هذا المكان.
    كما كان عبدالله قارئا جيدا للتاريخ؛ وخصوصا تاريخ السودان الاحدث؛ وكان من ضمن الكتب التي قراتها بناء علي طلبه؛ كتاب ملامح من المجتمع االسوداني لحسن نجيلة؛ وكفاح جيل لاحمد خير؛ وثورة شعب والثورة الظافرة عن ثورة اكتوبر؛ والاول صادر عن الحزب الشيوعي؛ والثاني عن مؤرخ اخواني؛ وكانت لعبدالله مخطوطات عديدة حاول فيها بمنهج ماركسي ان يقرأ تاريخ السودان من المهدية الي الاستقلال؛ وقد سرنا نحن علي هديه بالمحاولة في نفس الروح؛ وكتبنا مطبوعات ساعدتنا في عملنا السياسي والتثقيفي آنذاك؛ ونظمنا؛ ليس بعيدا عن اشراف عبدالله ونصائحه؛ اكبر معرض تاريخي في مدرسة عطبرة القديمة في يناير 1985؛ بمناسبة الذكري المئوية لتحرير الخرطوم علي يد قوات الامام المهدي؛ هذا المعرض الذي قال عنه استاذ المصري ضاحكا؛ وهو مدير مدرستنا آنذاك؛ انه ليس احتفالا بالثورة المهدية؛ ولكن بالثورة البلشفية..
    وكان من ضمن اهتمامات عبدالله؛ ما سماه علي المك بعصر النهضة السوداني؛ وخصوصا كتابات معاوية محمد نور؛ والذي كان عبدالله يري فيه تقدميا سودانيا مبكرا؛ وكان لا يحفل كثيرا؛ بما تأكد من صداقته لادوارد عطية؛ او صداقته اللاحقة مع العقاد؛ وهو من الكتاب الرجعيين في عرف اليسار؛ وقد كونا بتشجيع من عبدالله في مدرسة عطبرة الثانوية رابطة اصدقاء معاوية محمد نور؛ كما كان له نفس الاهتمام بمجلة الفجر ومؤسسها عرفات محمد عبدالله؛ وقد كان في عموم ذوقه الادبي؛ رغم اتجاهاته اليسارية؛ ليبراليا ومنفتحا الي حد كبير.
    ساهم عبدالله بكتابة مقالات مسلسلة طويلة عن التاريخ السوداني؛ والادب السوداني؛ لبرامج تلفزيون عطبرة الريفي؛ كما كتب العديد من المقالات للصحف والمجلات؛ نشر بعضها؛ ولم ينشر اغلبها .. وقد كان يؤلمه ان العديد من الملاحق الثقافية؛ لم تكن تنشر الا لاصحاب الاسماء المشهورة؛ وترمي في سلة المهملات بمساهمات من عداهم؛ مهما كانت قيمتها؛ وفي هذا فقد كان لعيسي الحلو نصيب كثير من اللوم؛ حيث كان عبدالله يقدره؛ ويرسل اليه الكثير من المقالات؛ وكان ذلك يهملها باصرار.
    اضافة الي ذلك كله؛ فقد كان لعبدالله اهتمام بما يمكن ان نسميه سيرة البشر؛ وكان يحفظ العديد من الحكايات المنقولة شفهيا؛ عن مواقف في حياة القيادات اليسارية؛ والشخصيات العطبراوية؛ وكان لتشجيعه كبير الاثر في ان قمنا انا والصديق محمد عبدالخالق؛ باجراء حوار طويل مع النقابي العجوز؛ محجوب علي؛ كما لا بد قد اثرت حكاياه تلك؛ في توجهي لتسجيل حواراتي مع كل من اقابله من الشخصيات العطبراوية او النقابية من بعد؛ وذلك وفق رؤية ترسخت عندي؛ بان سيرة الوطن؛ انما هي في الحقيقة سيرة البشر من سكانه؛ وخصوصا هي سيرة اولئك العاملين من ورء الكواليس؛ والغائبين عن صفحات التاريخ الرسمي؛ والمغيبين في اعمال محترفي المؤرخين.
    يبدو لي ان عبدالله لم يكن يحب القضايا الاقتصادية؛ رغم انها اساسية كانت بالنسبة لنا كماركسيين؛ او كاشخاص يودوا ان يكونوا ماركسيين؛ وفي ذلك فقد توقفت قراءاته علي الاساسيات؛ وكذلك توقفت قراءاتنا نحن؛ الذين كنا نقتفي اثره؛ وتتحدد قراءاتنا الي درجة كبيره بتوجيهه؛ ومحتويات مكتبته. واحسب ان هذا الضعف في التعامل مع القضايا الاقتصادية؛ هو سمة الغالبة علي المتعلمين ذوي التوجهات الادبية؛ ومن اولئك الذين مروا بمدرسة عبدالله القطي؛ وربما لا يزال الامر كذلك في حالتي الي اليوم.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 02-17-2004, 03:52 PM)

                  

10-27-2003, 10:08 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    حسن البصري العطبراوي:

    كان عبدالله؛ واظنه لا يزال؛ مغرما باطلاق التسميات المبتكرة علي اصدقائه؛ وكان في تلك التسميات الكثير من الحقيقة وقوة الملاحظة. اذكر من هذه التسميات لقب الود النضيف؛ والذي كان يطلقه علي الصديق جمال ميرغني خليل؛ وقد كان جمال دائما رمزا في الاناقة وجمال الهندام؛ فوق لطافته وحلو معشره؛ فكان يسنحق ذاك اللقب اللطيف بجدارة. وكان نصيبي من الالقاب هو ان وصفني عبدالله بالشيوعي انصار السنة؛ وذلك لما كان في من تطرف؛ ومن مواقف حادة تجاه شرب الصهباء؛ بل وتجاه تعاطي اي انواع المكيفات؛ بما فيها شرب الشاي؛ خمرة الثوريين كما قال فهد؛ زعيم الشيوعيين العراقيين. ورغم ان مقبل الايام قد جعلتنا نشرب كل من الصهباء والشاي؛ ونمزجهما معا مرات؛ فان شيئا من سلفية الثوريين كان قد استقر فينا عبر زمن طويل؛ وربما لا يزال.
    بالمقابل فقد وصفت عبدالله القطي بانه حسن البصري العطبراوي؛ ورغم اني قصدت اغاظته بها؛ والانتقام لتسميتي بالشيوعي انصار السنة؛ الا انه قد بدأ لي سعيدا بهذه التسمية؛ بل وكررها في العديد من المرات؛ واصفا بها نفسه؛ عندما كنت اضغط عليه لدعم مواقف يراها متطرفة؛ او في ثنايا النقاشات الايدلوجية الحادة.
    وحسن البصري كما يعلم الجميع؛ كان عالما متفقها؛ موسوعيا في عصره؛ وكان قبلة لطلاب العلم؛ وعلم من اعلامه؛ ولكنه مع ذلك قد كان متحفظا جدا في ابداء ارائه السياسية؛ وكان يمارس نوعا من التقية؛ في مواجهة السلطة الاموية الغاشمة؛ وممارساتها الزريئة؛ الا ما خرج منه في لحظات غضب نادرة؛ كما كان متكففا عن الخوض في قضايا الصراع الذي اؤدي بالخلافة الراشدة؛ وعرف بالفتنة الكبري؛ وكان يقول ان تلك دماء حفظ الله منها يديهم؛ فينبغي ان يحفظوا عنها لسانهم؛ او كما قال.
    وقد يبدو الامر غريبا؛ ان نشبه عبدالله القطي؛ وهو ناشط سياسي؛ بحسن البصري؛ وهو عالم متفقه يتنائي عن السياسة. وقد كنت اقصد موقفه من سير الامور في الحزب الشيوعي بالمدينة؛ ومن ممارسات وامكانيات قيادته بها. وفي الحقيقة فان عبدالله في موسوعيته وافقه الواسع؛ كان يتجاوز بمراحل؛ العديدين من قادة ورموز الحزب الشيوعي بالمدينة؛ وربما علي مستوي الوطن؛ كما كان مدركا لازمة الحزب في عطبرة؛ هذه الازمة التي رايناها مرأي العين؛ ولمسناها لمس اليد؛ في اكثر من موقف؛ وان لم ندرك وقتها انها جزء من ازمة حزب كامل؛ ولكنه مع ذلك كان يصمت عن كل هذا؛ ويفضل ان يعمل بصمت في القاعدة؛ علي ان يصارع ضد القيادة؛ ومن هنا كانت تسميتي ووصفي له؛ بحسن البصري؛ لسكوته وممارستة التقية تجاه هؤلاء.
    كان عبدالله شيوعيا ملتزما؛ ولذلك فانه لم يسع يوما لمخالفة لائحة ودستور حزبه؛ وكان يبدو مقتنعا بالهياكل القيادية الموجودة؛ طالما لم يصارعها؛ ولكن مع ذلك؛ فان وعيه الواسع وملاحظاته الذكية؛ كانت توضح لي انه يري ابعد مما يقول؛ وانه يختلف تماما؛ عن ذلك النمط البيروقراطي الحزبي؛ من استاليينيين الحزب الشيوعي؛ الذين نشطوا فيه؛ في السبعينات والثمانينات؛ وقابلنا العديد منهم؛ ولا نزال نلمح بقاياهم ناشطة؛ في الالفية الثالثة.
    كما ان سبب من تسميتي؛ راجع لان عبدالله كان يتميز بالكثير من اللين والتسامح؛ تجاه مخالفيه السياسيين؛ وكان شخصا بعيدا عن اي اشكال العنف؛ البدني واللفظي؛ وكانت له علاقات جيدة بالجمهوريين والناصريين والبعثيين بالمدينة؛ بل وبالعديد من السلفيين. اما علي المستوي الايدلوجي؛ فقد كان حريصا علي كبح جماح كل المتطرفين عقائديا منا؛ والبعد عن الاستفزاز؛ وعدم الاستجابة له؛ فيما يتعلق بالامور العقيدية والفلسفية؛ رغم مواقفه العلمية الواضحة؛ هذه الامورالتي كان يراها مواضيعا هامشية في العمل العام؛ مقابل مواضيع الصراع السياسي والاجتماعي الاخري.
    انني اتامل بعد مرور السنين اليوم؛ واري ان عبدالله القطي؛ قد كان يساريا اصلاحيا من الدرجة الاولي؛ وكان انسانا ليبراليا في الصميم؛ ومثقفا شعبيا؛ من النوع الذي تحدث عنه غرامشي. وقد صدف ان اصبح هذا الانسان الوسطي المسالم؛ لعدد من العقود؛ من ناشطي الحزب الشيوعي؛ لا لسبب الا لانعدام البديل؛ ولان ظروف الزمان والمكان الذي عاش فيهما؛ قد فرضت عليه الانتماء لقيم الحق والثقافة والعدالة؛ وبحث عنها في اتجاه اليمين والوسط؛ فلم يجدها؛ حتي وجدها يسارا؛ ثم عز عليه من بعد ذلك الخيار.
    ان عبدالله في هذه العلاقة الغريبة؛ لانسان مسالم ومتفتح وليبرالي؛ ناشط في اطر حزب عقائدي وجامد وبيروقراطي؛ انما يعبر عن ازمة جيل؛ وعن ازمة وطن؛ وعن ازمة المثقف؛ وخصوصا المثقف الشعبي؛ تجاه خيارات الوطن المرة؛ وخيارات السياسة المحدودة. لكل ذلك فان عبدالله الواعي بالازمة؛ وعبدالله الملتزم بالحزب؛ كان لا يملك غير ان يكون مثل حسن البصري؛ يعمل مع من ينشد الحق؛ ويعلم الاجيال؛ ويحاول ان يختار الطريق الصحيح؛ ويغض النظر؛ حينما لا تكون هناك امكانية للتغيير.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 02-17-2004, 03:59 PM)

                  

10-27-2003, 10:10 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    عبدالله القطي والانقاذ:

    كان عبدالله القطي؛ واحدا من ضحايا الانقاذ الاوائل؛ وكان نصيبه من هذا النظام؛ مثله مثل نصيب الآلاف والملايين من ضحايا هذه الفترة الكالحة من تاريخنا؛؛ ممن امتلات بهم السجون والمنافي؛ وشردوا في الارض؛ وقتلوا وماتوا حزنا وقهرا وجوعا وشوقا؛ الي ارضهم والي حلمهم والي ذاتهم.
    اعتقلت الانقاذ عبدالله مرات عديدة؛ وطاردته في رزقه؛ حينما احيل للصالح العام في مصلحة الاحصاء؛ ثم طاردوه عندما حاول ان يجد اعمالا اخري؛ وفرضوا عليه الهجرة الداخلية؛ بان يذهب الي الخرطوم؛ بحثا عن لقمة العيش التي اعسروها عليه؛ وهربا من سيف الملاحقة والاضطهاد الذي اشهروه فوق راسه.
    هل كان عبدالله القطي يشكل خطرا علي الانقاذ وعلي سلطتها؟ ازعم ان لا.. فعبدالله رغم نشاطه في اطار الحزب الشيوعي؛ الا انه لم يكن من قادة الحزب في المدينة؛ كما ان وضعه كان اقرب لوضع الاستاذ المربي؛ منه لوضع المحرض والمنظم. فوق هذا وذاك؛ فحقيقة ان انتمائه كان معروفا للانقاذيين وغيرهم؛ كان يجعل من حركته ضررا علي نفسه وحزبه؛ اكثر مما هي ضرر علي الانقاذ؛ وفي ذلك فقد كان لهم ان يتركوه؛ ويتابعوه من بعيد او قريب؛ دون ان يعتقلوه ويعذبوه.
    الا ان هذا مستحيل علي عناصر ليس فيها من البشرية؛ غير السحنة؛ ومن وحوش ليس لهم من الادمية؛ غير الاسم. لم يكتف عتاة الاسلامويين في عطبرة بتشريد الرجل واعتقاله ومحاربته في حريته ورزقه؛ بل اهانوه وعذبوه وضربوه. قال لي محمد عبدالخالق وهو يكاد يبكي: تصور يا عادل؛ انهم ضربوا باياديهم القذرة؛ هذه الصلعة العبقرية.
    ان عبدالله الانسان المسالم؛ والذي كان ينزعج اشد الانزعاج؛ عندما نتحدث بعنف لفظي عن هؤلاء القردة؛ او نبدي تجاه عنفهم ردا مضادا؛ او علي الاقل استعدادا لذلك الرد؛ والذي كان يحتفظ بعلاقات اجتماعية حسنة مع العديد من كوادرهم المنافقة؛ قد تعرض الي الضرب المبرح؛ والاهانة؛ والاذلال؛ من قبل اوباشهم الايافع؛ بتحريض من كهولهم الساقطين؛ والذين كانوا يبدوا له بالامس القريب؛ علامات الاحترام الزائف.
    اننا حينما نقول ان جرائم الانقاذ لن تموت بالتقادم؛ فان في ذهننا اناس مثل عبدالله القطي؛ وغير عبدالله القطي؛ ممن امضوا عمرهم في العمل من اجل اسرهم؛ واصدقائهم ؛ ومواطنيهم؛ ومجتمعهم؛ لا يبغون منا ولا شكورا؛ ثم ياتي هؤلاء الطفابيع؛ في غفلة من الزمن؛ سرقوا فيها مقدرات الوطن بليل؛ ليذيقوهم من الهوان الوانا؛ في جبن وخسة؛ وهم لا يرتقوا حتي الي اقدامهم؛ ولا يرقوا الي ذرة مما وصلوا اليه؛ من سمو في الروح؛ ورفعة في سلالم العقل والانسانية.
    ان معركتنا اذن مع الانقاذ باقية؛ ما بقيت الظلامات لم ترد؛ وما بقيت الالام في الصدور؛ وما بقيت التضحيات والمعاناة مرسومة علي اوجه البشر وملامحهم؛ وما دام كل ذلك قد انعكس علي حياتهم؛ واسرهم؛ فحول فرحها حزنا؛ وامنها خوفا؛ وحياتها القانعة البسيطة؛ الي جحيم لا يطاق.
    ان نماذجا من امثال عبدالله؛ ممن عرفناهم ؛ من ضحايا الانقاذ وعناصرها؛ هو ما يجعلنا نقف في الصف المعادي لهؤلاء؛ حتي تاتي العدالة؛ والحرية ؛ والقصاص؛ ونظل متمسكين بهذا؛ باعتباره اقل القليل؛ ونحن الذين نجونا من لخطر المباشر؛ ولم نقدم لهم شيئا. وسنظل علي هذا الموقف؛ ولو بذ ل الانقاذيون الذهب؛ واغدقوا الوعود؛ ووقعوا الاتفاقيات؛ وغيروا المسوح. كما ان الاخلاص لعبدالله القطي؛ هذا الحسن البصري؛ والانسان الانسان؛ تحتم علينا الا ننسي؛ او نتناسي؛ او نضع يدنا في ايادي المجرمين؛ مهما طال الزمن او قصر.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 02-17-2004, 04:03 PM)

                  

10-27-2003, 10:12 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    من هو عبدالله القطي:

    لقد تعرفت علي عبدالله القطي عن قرب؛ ولمدة تقارب العامين؛ كنا نلتقي عدة مرات في الاسبوع؛ وقد ظننت للحظات اني من اقرب الناس اليه؛ كما لا بد قد ظن كذلك العشرات من اصدقائه وزملائه؛ فقد كان الرجل حميما حفيا باصدقائه؛ وكان قلبه الكبير يسع الجميع؛ ويجد كل شخص فيه لنفسه موضعا.
    وقد انقطع تواصلنا حينا عندما ذهبت للدراسة الجامعية بالخرطوم في عام 1985؛ ثم لما حبستني الظروف عامين في مكان واحد لم يكن منه فكاك؛ حيث زارني عبدالله فيه عدة مرات؛ ثم تواصلت لقائاتنا في صيف عام 1988؛ وان بوتائر اقل هذه المرة؛ حتي سفري بنهاية ذلك العام خارج السودان؛ وهجرتي عنه التي لا تزال مستمرة الي اليوم.
    ورغم انني لم ار عبدالله طوال ال15 عاما الاخيرة؛ ولم نتخاطب الا عبر رسائل قليلة تبادلناها؛ ومكالمات اقل؛ الا اني علي قناعة راسخة؛ باننا لو التقينا غدا؛ قسنواصل الحوار كما لو كنا قد افترقنا بالامس. اذ ان هناك من البشر؛ ممن نصل معهم لمرحلة من القرب؛ بحيث ان اي بعد لاحق؛ ليس بقادر علي اضعاف تلك الصلة؛ او كما قال مصطفي سيداحمد؛ انه لا المسافة ولا الخيال؛ لا تبعد الانسان عن الاخر؛ اذا اصبح هو منه؛ واذا اصبح هو هو.
    وقد وقع في يدي؛ في منتصف التسعينات؛ عدد من مجلة الطريق؛ التي تصدرها رابطة الديقراطيين السودانيين في المانيا؛ وكانت منشورة به رسالة من محمد احمد بعطبرة؛ الي صديق بالمانيا؛ وما ان قرات سطورها الاولي؛ حتي عرفت كاتبها؛ وقلت هذا عبدالله القطي؛ متجسدا ليس في لحم ودم؛ وانما في حروف وكلمات؛ وان كاتبها لا يمكن ان يكون عداه. وقد كان ان علمت فيما بعد؛ انها كانت كما توقعت؛ رسالة منه الي جمال خليل.
    جعلني هذا القرب من عبدالله الذي كان؛ والذي يكون؛ ازعم باني قد عرفته علي حقيقته. ليس حقيقته التي كانت في اذهان من حوله عنه؛ بل حقيقته التي كانت مختبئة وراء الحجب؛ والتي كان في نبله وحسن بصريته يخفيها عن الاخرين؛ وربما عن نفسه؛ اذ انها حقيقة الذات البشرية بكل غناها وتعقدها؛ وضعفها وقوتها؛ و سلبيها وايجابييها؛ اذا كان يمكن اطلاقا معرفة تلك الذات.
    كان عبدالله بلا شك انسانا عصاميا؛ علم نفسه بنفسه؛ ولم تقدم له لا المدرسة؛ ولا الكبار من العائلة؛ ولا الحزب الذي انتمي له؛ هذا الفيض من المعرفة؛ ومن حب المعرفة؛ ومن الركض ورائها؛ الذي تميز به. لقد كان بهذا المعني استاذ نفسه؛ وتلميذها في آن.
    كما ان عبدالله الذي تجاوز اصوله القروية؛ وصعوباته الحياتية؛ وشظف العيش والالتزامات الاجتماعية والاسرية المتعددة؛ ليس برفضها بل بالتعاطي الايجابي معها ؛ ثم ايجاد الوقت بعد ذلك للقراءة والاطلاع ؛ وممارسة العمل العام؛ والالتقاء بالاصدقاء والزملاء؛ ونقل جزءا من معرفته وتجاربه و روحه اليهم؛ واختلاس لحظات الفرح الصغيرة في جلسات بسيطة؛ في اماسي عطبرة الخالية من الفرح؛ قد كان بكل ذلك نموذج المثقف الشعبي بلا منازع؛ والانسان الملتصق بالجذور؛ والمتطلع مع ذلك الي رحاب الانسانية السمحاء؛ والي قمم حياة الفكر والروح العالية.
    رغم كل ذلك ؛ فانني انظر الان بعد مرور السنين؛ ومن علي البعد الذي يعطي مساحات رؤيا اخري؛ واتسائل هل كان عبدالله متفوقا علي عصره؛ كما رايناه؛ وهل كان متحررا من واقع المثقف اليساري السوداني؛ العائش في مدينة ظلت رغم تمدنها قروية؛ وتحت ظروف كانت رغم مقاومته لها؛ ضاغطة لا بد عليه؛ و هل تحرر من كل الواقع وهذه الظروف؛ بكل ما فيها من تناقضات ونواقص؛ رايناها كما وصلت الينا في سيرة التجربة الماساوية لشخصية كان عبدالله مغرما بها؛ وهو معاوية محمد نور؟
    وهل كان عبدالله موسوعيا في معارفه؛ كما ظنناه حينها؛ ام كان موسوعيا بالنسبة لنا فقط؛ ونحن الذين خرجنا بالفتات من العلم والثقافة؛ والذين اخذناهما من مدرسة مجدبة؛ وعاقرناهما في مدينة فقيرة؛ في بلد يعيش علي هامش العالم؛ تحت شمس ديكتاتوريات قاحلة؛ وفي ظل مجتمع تقليدي خلاسي؛ جعلت الاولي كل همها محاربة العلم والثقافة؛ ثم قام الثاني بدوره بتعطيل روح كل تجديد وتمرد؟
    انني ازعم اليوم ان عبدالله بقدر ما كان متميزا ونبيلا؛ بقدر ما حمل العديد من تناقضات المثقف السوداني؛ وبقدر ما حمل من تناقضات ذاته؛ والتي تسخر من موسكو؛ رغم تعلقها بالشيوعية؛ حيث اذكر حديثه الساخر اللاذع عن الواقع السوفيتي؛ حينما ذهب في عز البروستريكا؛ مندوبا لحضور كورس تدريبي علي تعليم الماركسية هناك؛ حيث رأي في البريترويكا روبابيكا؛ وحيث من وسط مباني موسكوالشاهقة؛ وساعاتها التي هي في كل مكان؛ والتي كانت من الاشياء القليلة التي اعجب بها؛ هفت الي كتاحات عطبرة نفسه
    كان عبدالله انسانا اصلاحيا؛ وذو روح مسالمة؛ ورغبة في التطوير والتقدم؛ ولكن ليس في اطار انقلابي؛ او مصادم للمجتمع؛ وانما في اطار اقناع الاخرين بقوة المثال؛ وبمخاطبة الانساني في ذواتهم؛ وبتطوير مواقع العلم والثقافة والابداع فيهم. وهو بهذا المعني كان متقدما بسنوات ضوئية طويلة؛ علي اطروحات وممارسات ورموز الحزب الذي كان عضوا فيه؛ والذي ارتبط العديدين به بسبب من مثاله؛ والذي اعطاهم تصورا نبيلا عن الانسان اليساري؛ لم يجدوا له تجسدا بمثل هذا الوضوح ؛ وبمثل هذا الجمال؛ الا في شخص القطي.
    رغم هذا وذاك؛ فان عبدالله كان يفضل ان يمضي مع حلمه الذي كان؛ وان يدفع من اجله التضحيات؛ عن ان يجعل من وعيه ومن مثاله طريقا للتغيير في الآليات والظروف التي تغير الظروف؛ واعني هنا طريقا للتغيير في المؤسسة السياسية؛ ورفض تقديس الفرد؛ ومقاومة ضغوطات العواطف. كان عبدالله علي سبيل المثال؛ يحكي عن كيف كان عبدالخالق محجوب يرفض تقديس الشيوعيين له؛ ويروي عن ذلك قصصا وحكايات؛ كانت تؤدي في المحصلة الي تكريس منهج التقديس؛ وكان عبدالله يبدو وكانه يقدس عبدالخالق؛ في كل ما يحكيه عنه.
    كان تميز عبدالله كامنا في ذاته؛ وفي شخصيته؛ وفي نبله؛ وفي بساطته؛ وفي صبره علي مكاره الايام؛ وفي كبريائه وهو يرسف في قيود الفقر ومصاعب الحياة؛ ولم يكن التميز فيه مؤسسيا اذن؛ ولم يكن التميز فيه قطعا بسبب الفكر الذي انتمي له؛ او الحزب الذي ارتبط به. كان يمكن لعبدالله ان يكون جمهوريا؛ او ناصريا؛ او اتحاديا؛ او سلفيا؛ ثم كان سيكون في كل ذلك؛ نفس الانسان النبيل؛ ونفس الشخصية الآسرة الجذابة؛ والصديق المخلص؛ والانسان الرقيق الخجول.
    اليوم لااعرف هل لا يزال عبدالله حسنا بصريا في عطبرة؛ ام هو يجهر بما لا يعجبه؛ ولكني اعلم انه لا يزال ذلك الانسان البسيط النبيل؛ الذي يعطيك اخر ما عنده؛ وهو لا يملك شيئا.. لا اعلم ان كان عبدالله لا يزال ناشطا سياسيا؛ ام قد ضربه الوهن ؛ وارهقته الاحلام المضاعة محمولة كالجبال علي الكواهل منذ عقود؛ ولكني اعلم ان ارتباطه بالانسان ثابت لا يزال..لا اعلم ان كان عبدالله اليوم علي اتفاق مع خياراتي – وانا احد تلاميذه- في الفكر والسياسة والحياة؛ ولكني اعلم تمام العلم انه يحترمها؛ ويحاول ان يدرك مغزاها؛ وانه لا ينظر اليها نظرة المتطرفين والسطحيين والموتورين.

    وهذا هو عبدالله الحاج القطي؛ حسن البصري العطبراوي؛ كما عرفته.


    عادل عبدالعاطي
    21 اكتوبر 2003

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 02-17-2004, 04:09 PM)

                  

10-28-2003, 09:43 AM

رقية وراق

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 1110

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    أخي الصديق عادل ،
    أشكرك على تشريفي باهدائي هذا المقال المعتني عناية كبيرة بباب السيرة للأستاذ عبد الله القطي الذي ، كما قلت في بوست حالة مظاهرة ، غدا كأنه بين من أعرفهم معرفة وثيقة كحالك معه أنت ومحمد عبد الخالق وبكري جبريل وشقيقه عوض من أبناء عطبرة بجامعة القاهرة وقتها . كان يقيني أن من تتحدثون عنه بكل تلك البنوة الواعية المتحاورة ، لابد أنه انسان يملك مع الوعي ، طاقة الحب الخلاقة ، وان قدرا كبيرا من أحاديثكم عنه في الذاكرة يندفع الآن بسلاسة وأنا أقرأ ، للمرة الثانية بتأن ، هذا المقال ، فأقبل كلماتي القاصرات هنا كتعبير شكر واعزاز.

    (عدل بواسطة رقية وراق on 10-28-2003, 09:52 AM)
    (عدل بواسطة رقية وراق on 10-28-2003, 11:12 AM)
    (عدل بواسطة رقية وراق on 11-03-2003, 04:38 PM)

                  

10-28-2003, 10:49 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: رقية وراق)

    العزيزة رقية

    بل الشكر لك انت ان وجهتني في هذه الوجهة ؛ وحقيقة انني عانيت كثيرا في اثناء كتابة هذه القطعة ؛ وكانت كل كلمة تكتب بصعوبة ؛ وكاني احمل جبلا ولا اخط كلمة ؛ ولا ازال اعتبر هذا القول عيا ضعيفا؛ في مقابل عشرات التصورات والصور التي كنت ارسمها في خيالي للمقال؛ حتي انساها جميعا عندما اجلس للكومبيوتر

    اعتقد ان الكتابة عن عبدالله وامثال عبدالله صعبة؛ ولكننا مع ذلك نحاولها؛عسي ان يضيف لها الاخرون من اقلامهم وفرشاتهم؛ بما يقرب الصورة قليلا ؛ من المثال

    لاولادك الحب

    عادل
                  

10-29-2003, 10:11 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    العزيزات والاعزاء

    تحدثت قبل 5 دقائق مع عبدالله القطي؛
    حيث كنت اتحدث مع الوالدة ؛
    ومر عبدالله بالشارع ؛
    وسمع صوت امي تتحدث؛
    واخطره ابن خالتي باني علي الخط فدخل ؛
    وتحدثنا قليلا
    لم اخبر عبدالله بهذا المقال؛ وانما قلت له ان القلوب شواهد

    عادل
                  

10-30-2003, 00:23 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22499

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    الأستاذ عادل عبد العاطي
    رمضان كريم
    هذا سرد ممتع و إنعاش لذاكرة العطبراويين جميعا و على وجه الخصوص الذين عاشوا تلك الحقبة الجميلة المليئة بعبق النضال و الزخم السياسي الأصيل
    تسلم أستاذنا. واصل
                  

10-30-2003, 01:26 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: ابو جهينة)

    العزيز جلال

    تسلم انت يا رائع يا عطبرواي يا اصيل

    عادل
                  

10-30-2003, 11:32 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    عادل ، رمضان كريم ، وشكرآ جزيلآ فقد أنصفت الرجل ،ليس جيلكم فحسب بل مجايليه أمثال عبدالرؤوف جميل يحتفظون له بحب وتقدير عال،مما يدل على أن ثقافته الواسعة لم تكن موسوعية بمقاييسكم ومقياسكم وقتها فرؤوف يرى فيه ذلك أيضآ وقد شجعني على التعرف بالقطي الذي سبق ان عرفته من خلال رؤوف ،ووجدته مستقيم الرأي ،واضح الفكرة ، مفعم الإنسانية ،فصيح ولماح ، فالتحية له ، وكل الشوق للأعزاء بكري وعوض جبريل ، ومحمد عبدالخالق والراقيه الرايقه ،رقيه
                  

10-30-2003, 08:40 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: أبو ساندرا)

    الاخ ابو ساندرا

    تحياتي

    لا اعتقد اني انصفت الرجل ؛ فان عمق تاثيره واخلاصه للناس وعمق وطنيته وعمله من اجل العموم لا يمكن حصرها هنا
    تصور ان الرجل بعد 15 عاما لم نلتقي فيها؛ يداوم بانتظام علي زيارة الوالدة في كل المناسبات الاجتماعية ومن غير مناسبات ؛ لم ينقطع عن الناس ولم يبدل الود وما يزال حافظا للعشرة في زمن صعب

    عادل
                  

11-02-2003, 12:17 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    عادل ، ورد إسم كمال دبدب ،وأظن ان الاسم الصحيح هو كمال دقدق ،ول دق دق روابط ووشائج مع عطبرة وناسها وهو من الباوقة يقيم الآن في المانيا ، ولدقدق قدرات عالية في الكتابة ، ازمع ترشيحه لعضوية المنبر الحر ونرجو دعمك وتثنيته لدى بكري ابوبكر ، وغالبآ أعمل بوست عنه غدآ ونتوقع المساهمة فيه حتى يمرح بيننا ذاك الولد الهميم
                  

11-03-2003, 00:26 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: أبو ساندرا)

    سلام ابو ساندرا

    معذرة علي الخطا الكتابي ؛
    وكمال كما قلت واكثر
    تحياتي لك وله

    عادل
                  

11-03-2003, 08:30 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    UP
                  

11-03-2003, 03:13 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: أبوالزفت)

    thanks abu alzift

    adil
                  

02-15-2004, 04:23 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    مرحب بالاستاذ كمال دقدق فى وطنه
                  

02-15-2004, 04:39 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: بكرى ابوبكر)

    كمال ايها الرجل اللطيف
    مرحبا بك ونحن في شوق اليك..

    فبل الشوق .

    عادل
                  

02-15-2004, 12:12 PM

Khalid Eltayeb
<aKhalid Eltayeb
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 1065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)


    في نهاية 1983 او اوائل 1984 لااذكر بالضبط , صادف ان سافرت لمدينة بربر للعزاء في وفاة احد اقربائى وكان يتعين علي في عصر احد الايام ان اذهب الي عطبرة لمقابلة احد اصدقائى و زميلي في الدراسة وبالفعل ذهبت الى عطبرة الفكى مدنى وقابلت صديقي هذا الذي دعاني الي الذهاب معه لزيارة احد معارفه لااذكر الان ان كان ذلك بالحصايا ام بالفكى مدنى وقال لى : سأعرفك اليوم على شخص كنز اسمه عبدالله القطى وسألته "القطى" أم "القطينى" ولسؤالي هذا دوافعه ستفهموها في سياق هذه الكتابة . المهم ذهبنا الى منزل القطي وكان علي شارع رئيسى " شارع ظلط" وكان سور ذاك المنزل قصيرا ووجدت عددا من الناس فى الحوش ويبدو ان الدار دائما عامرة وصاحبها مضياف وكريم . وهذا كان الانطباع الاول وعرفنى صديقي الذي لااعرف له بلدا الان , عرفنى بالقطي الذى رحب بى بحرارة وحميمية لافتة للنظر. وكعادة السودانيين بدأنا الكلام بالسؤال التقليدى : انت من وين يازول؟ قلت له اننى طالب في الجامعة وجئت للعزاء فى وفاة احد اقربائى ببربر وسابيت اليوم مع عبدالمحسن واذهب الصباح" دغشا بدرى " لاركب البصات من الدامر متوجها الى الخرطوم وبالطبع سالنى عبدالله عن المتوفى و صلتى به وشرحت له انه شاب في العشرينات من عمره في الحساب انا عمه وخاله ولكن كانت تربطنى به صداقة خاصة . ولما كان معشعشا في ذهني السؤال : "قطى" ام " قطيني" وجدت مدخلا لسؤالي فباغته قائلا : هذا الشاب جده الشيخ محيى الدين الطيب الشهير بالقطينى . وجده الاكبر الفكي الطيب ود عبدالله ود مسكين المعروف ايضا باسم "القطينى" . قفز عبدالله من كرسيه واعاد السلام مرة اخري وقال لي ان هولاء هم اهلي وجذوري ثم شرح لي شرحا مطولا شجرة العائلة وكيف ان الاسم الصحيح للجد الاكبر هو "القطي" و تحولت من جيل الى جيل فصارت "القطينى".
    وفي الحقيقة فان القطي الاكبر عاش في قرية صغيرة غرب بربر تسمى "حلة يونس" وانا لااعرف من هو يونس هذا ولايزال "عقابهم" موجود في تلك القرية ويمكن السفر الي "حلة يونس" اما عن طريق المراكب من ابوحراز او بالبصات من كدباس حيث يوجد بنطون هناك وقد كان "القطى" الاكبر زاهدا فى الحياة وتفرغ تماما للعبادة وتعليم القران و فتح داره خلوة للعبادة وحملت ذريته في مابعد الراية و ساحوا فى الارض . جانب من " القطيناب" عبر النهر الي بربر كأول محطة واخذ جانب منهم الطريقة الاحمدية الادريسية لمؤسسها في بربر الشيخ عبدالماجد الاحمدي واخرون جاءوا الى قرية دارمالى والي عطبرة . واذكر اننى زرت مدينة سنار ووجدت ان هنالك خلوة تسمى خلوة " القطيني" مما يؤكد ان هؤلاء " القطيناب " قد انتشروا في رقعة واسعة من السودان .
    اعود الي ذلك المساء الذي تعرفت فيه علي " عبدالله الحاج " وكما قلت ان الدار كانت عامرة بعدد كبير من الناس لااذكر منهم اى احد الان ولم اكن ادرى ان "عبدالله القطي" من المترددين الدائمين علي سجون و معتقلات نميرى وانه كان مراقبا باستمرار ومن خلال تلك "الونسة " القصيرة ايقنت ان منزله مراقب بواسطة امن نميرى وخاصة ان تلك الايام كانت الاولي في تطبيق قوانين سبتمبر 1983 واذكر ان هنالك قانونا كان يسمى " قانون حماية الطمأنينة العامة" يحظر علي اكثر من عدد معين التجمع في الشوارع و غير ذلك و لكن زبانية نظام نميري اضافوا بيوت الناس ايضا . في ذلك المساء العطبراوي وبينما النلس يتسامرون في دار " عبدالله الحاج" فاذا كومر من بوليس عطبرة وبه قوة كبيرة هبطت فجأة امام باب داره ولان سور ذلك المنزل كان قصيرا كما اسلفت فانني شاهدت " الكومر" واصيب الجميع بحالة من الوجوم وتسمر الجميع في اماكنهم . صاحب الدار كان رابط الجأش ويبدو انه كان يتوقع ذلك ام انه "متعود" علي مثل هذه المواقف فأشار للحضور كيف يتصرفون وطلب منهم الانصراف بباب اخر عبر سور قصير اخر ربما كان للجيران وطلب من الحضور ان يتركوه وحده فسيعرف كيف يتصرف معهم وبالفعل تسلل الجميع عبر "مخرج الطوارئ " الذي اشار اليه " القطي" . ذهبت مع صديقي الذى اتي بي الى منزله و نمت هناك وفي صباح اليوم التالى ذهبت الي الدامر حيث بصات الخرطوم.
    كان ذلك في الاجازة الصيفية ولما فتحت الجامعة سألت صديقي ماذا حدث بعد ذلك ؟ قال لي ان عبدالله الحاج قد سيق الي سجن الدامر وانه لايزال معتقلا . وظللت اسال عنه صديقي هذا الى ان تخرجنا ولست ادري هل بقي في السجن ام اخرجته الانتفاضة ام انه خرج قبل ذلك.
    هذه الشخصية الفذة لايمكن الوفاء لها مهما كتب النلس فهو كبير عملاق, بصماته في اي حي من احياء عطبرة, متعه الله بالصحة و العافية واشكرك اخي عادل لتناول هذه السيرة الرائعة.

    (عدل بواسطة Khalid Eltayeb on 02-15-2004, 12:20 PM)
    (عدل بواسطة Khalid Eltayeb on 02-15-2004, 12:23 PM)

                  

02-15-2004, 01:24 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Khalid Eltayeb)

    الاخ خالد الطيب

    شكرا لك علي هذه المداخلة الثرة ؛
    وحقيقة ان في عبدالله القطي نفحات من جده ؛
    فهو زاهد عالم ؛ يحب الناس ويحبه الناس.

    في اعتقادي ان اسم الجد الاكبر كان القطيني ؛
    ثم حرف مع الزمن الي القطي؛
    وهذا اقرب للمنطق ؛ ان يتم تصغير الاسم ؛
    وانا ايضا اتذكر ان عبدالله تحدث عن تحول الاسم ؛
    لكن لا اذكر في اي اتجاه.

    الحادثة التي حكيتها؛
    نتج عنها ان مكث عبدالله قرابة ال3 اشهر في سجن الدامر ؛
    اطلق سراحه بعدها ..

    عادل
                  

02-15-2004, 07:14 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    العزيز عادل
    سلام وتحيه
    مازال القطى يوزع في انفاسه لمن يرغب في العيش
    ومازال هناك من يحصد ثماره دون علمه ويتمشدق بها ، وحينما يعلم به لايهشه عنها.
    اى رمز هذا؟؟؟؟؟
    شكرا لك على كل ياعادل واعتقد انه في جعبتك شئ باق منه فاعلمنا بالمزيدعنه ماشئت وعن آخرين مازالوايؤرقونك بجمالهم .
    شكرا تاني ،،،،،،،
    فيصل عباس
                  

02-16-2004, 01:08 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: بهاء بكري)

    الاعزاء فيصل عباس وبهاء بكري

    تحية طيبة

    نعم القطي مثل شجرة وارفة ظلالها؛
    لا تضن علي عابر السبيل والمقيم ؛ بثمرها وظلها .

    في الجعبة ما يملأ كتابا؛
    ولكن لكل مقام مقال؛ وسنكتب القصة كاملة يوما ما ..

    عندي مشروع لكتابة التاريخ العطبرواوي ؛
    عن طريق الكتابة عن الناس العاديين - غير العاديين -

    اتمني ان اجد الوقت لاكمله .

    عادل
                  

02-17-2004, 02:47 AM

tabaldy

تاريخ التسجيل: 04-27-2003
مجموع المشاركات: 1546

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    عطبرة من صنع هؤلاء ,,, أو هؤلاء أبناءها
    وين يا عادل ؟ لسة منتظرين نعرف أعلام في بلد وصف مآثر بنيه نوع من شكر المعازي كما أوضحت , يا ريت نسمع المزيد عنه وعن ذلك الجيل , ليس وفاءاً وحسب بل تبيان لتاريخ صنعوه ولم يجدحظه من التبيان والتوثيق ولو من باب الحكايا الممتعة الشيقة كتلك التي وردت في كتاباتك عن بصري عطبرة .
    ألف شكر لك
    ولسة منتظر مع المنتظرين


    كل عام وانتم بخير
                  

02-17-2004, 01:33 PM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Abdel Aati)

    قطي


    ياهذي السامقه العاليه النديه الاسماء

    استاذنا داً قطي

    الف شكر يا عادل ,,,ومليون ورده لقطي
                  

02-17-2004, 03:59 PM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Ibrahim Algrefwi)

    الاستاذ عادل
    كل االتحايا موصولة لقامتك فائقة الوسامة وانت تثري ذاكرتنا بهكذا سرد عن الاكثر جمالا وبهاء من العاديين من انتموا لهذا الوطن لحما
    وعظم بدون هالات ومكبرات صوت ولايزالون يدفعون ثمن نبلهم وانتمائاتهم
    زرت مدينة عطبرة في اوائل التسعينات لي الكثير من المعارف هناك حقوقيين وتشكيلين وما اعج عطبرة بهم ادهشتني االمدينة حينها بنسيجها الاجتماعي الخاص والمتميز والذي لا يشبة اي مدينة اخري سودانية ولربما افردت لها ذاكرتك مساحة للالق بيننا يوما باعتبارك احد رماة الحدق ذوي التفرد وسمها دعوة للتحريض لفعل الكتابة عتهاايضا.
    المهم غابت كل تلك الملامح والوجوة الا وجة ذلك الرجل العجوز بذاكرته الاسطورية وقدرتة الانهائية في الحكي وسلب لب مستمعة.
    وتشبث جيدا بهذة المشاكسة فانها البوصلة الوحيدة في هذا الشارع السياسي المظلم.
                  

02-17-2004, 04:13 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الحاج القطي او حسن البصري "العطبراوي" (Re: Alia awadelkareem)

    شكرا عالية
    ولا يزال في الجعبة كثير عن عطبرة واهل عطبرة

    صديقي العزيز عادل امين يقوم بالتاريخ لعطبرة في كتاباته " سيرة مدينة" ؛ وهو قد فاقنا بالمبادرة؛
    وبذ الجميع بحلاوة السرد
    بعض من حكاياته موجودة بعطبرة نت ؛ وبعضا منها في ثنايا هذا البورد؛
    والاغلبية في الراس والاضابير ...

    لك الود والتحية ...

    عادل
                  

02-21-2004, 10:37 PM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
comment (Re: Abdel Aati)

    A sudanese apostle from our time!
    ------------------------------------------


    (1)
    Reading that magnificent, self-sefficent “text”, written by my friend AdilAbdalaati about that live legend named Abdalla Algitay, I realised that a narrow space is left for my memories: only a few phrases could be added to the issue!
    (2)
    I don’t feel any stability in my fingers, it is also fragile and muddy under my feet! But, no way, I must” walk” through the “jungle” of memories!
    To be able to create a new text about a man like Abdalla Algitay, I need to awake some memories deeply sleeping for along, long time, I have to mobilise all “positive “parts of my vocabulary too, but it is still too difficult “duty “to perform, it is even- I must confess- more difficult than to be a” utopian” in a world coined, shaped and ruled by the essence of pragmatism, or to try keeping your “outside-ism”, your authentetic identity against the harsh forces of cultural integration and political assimilation, or to defend the truth in a world which prefers to dream under a shelter built of warm illusions, covering itself with its own mythologies!.

    (3)
    To know abdalla Algitay, that means no less than a radical “change” in your everyday life, because it gives you a direct “access” to a world full of humanity, a universe of ideas and meaningful thoughts!
    To meet hem somewhere, was a sign of good start of your day!
    To talk to hem, that was the real pleasure!
    To have a long conversation with hem, that means to be ready to percept high waves of knowledge, dressed in simple words easy to be understood, remined, and transmitted to others!
    To find the entry to his library, that means a “real” epistemological discovery, something powerful, something magestical, something capable to explode the basis of your ideas-system!
    (4)
    It was a normal sudani summer day in 1984, when my best friend Abdalazeem Myheyldeen- (who is travelling alone,”bila zad wa la maa”, caring on his shoulders all depressions, miseries and frustrations of his generation -crossing the empty, fuggy and cold universe, and who never stopped visiting my thoughts and dreams since we met for last time during the winter of 198- introduced me to Abdalla Algitay in his simple house, in that mysterious city “Atbara”. That day was a crucial day in my life.
    (5)
    Abdalla Algitay was the spiritual leader, the most influential “intellectual figure” among those whom I use to call ”Al-igd Al-fareed”:Abd Alazeem Myhey Aldeen , Adil Abdalalaati,Mohamed Mirgani Almyzamil,Mohamed Abdalkhalig,Bakri gibreel,Mutaz bayoomi,Mohamed Abdalla(1), Mohamed Abdalla(2),Usama Gamer Aldeen, Gurashi, Maroof.
    He is a real sudani Marxist! I still remember his reaction to my monotone, one- sided questions about Marxism: “the history of Sudan and the culture of his people, firstly, then Marxism”-he said to me twenty years ago!
    (6)
    When I met Abdalazeem Muhey aldeen for the first time, in 1983-afew months after our former president” Alnumeri” has lost mind, proclaiming ‘Al-sharia”- I discoverd that we were born to be cammarad for ever, when I discovered Adil Abdalaati a few months later, I added a new “intellectual dimension” to the “horizon” of my life, when I met Mohamed Margani Almuzamil Almuzamil, Mohamed Abdalkhalig, Bakri Gibreel, i was already “on the way”, but when I discovered Abdalla Algitay,I discoverd a totally different world!!

    (6)
    Abdalla Algitay is gifted with rare human qualities: attractive character, kindness, generosity, open hart, sharp mind and many other positive social qualities

    (7)
    Abdalla Algitay is one of those people who succeed to re-shaped my value-system, my way of thinking and my life style .He is one of those who showed me (The Way)!
    (
    Abdalla Algitay is a special, rich “chapter” in that “book” containing my poor and miserable life!
    (9)
    Oh Lord, absolute owner of Earth and Skies:
    Take care of hem,
    Protect his family and relatives as he protected us before when we were still weak,
    Bless hem, he is our last apostle!!

    Osman Mohamed Salih
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de