اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2003, 10:43 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني

    اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني

    تشكل ظاهرة اغتيال الشخصية ؛ معلما بارزا وسط سلبيات الحركة السياسية السودانية . وهى وان كانت ظاهرة عامة نجدها فى اغلب التيارات السياسيية السودانية ؛ الا ان الحزب الشيوعى السودانى قد تطرف فيها ؛ واستخدمها كاحد اسلحته الرئيسية فى الصراع السياسى .
    واغتيال الشخصية هى مجموعة من الممارسات الهجومية ؛ التى ترمى الى تصفية الخصم اجتماعيا ؛ لا الى التحاور معه او الجدل الفكرى او السياسى مع اراءه ومواقفه . وتستخدم فيها الاشاعة والتشنيع والاتهامات المجانية التى تتعلق بشخصه وامانته واخلاقه ودوافعه؛ كما يتم فيها استخدام نصف الحقائق والاكاذيب والروايات الملفقة وغير المثبتة ؛ كل ذلك بقصد اغتيال شخصية الخصم وتصفية مصداقيته وحرق صورته الاجتماعية فى الحياة العامة .
    واذا كانت ممارسات اغتيال الشخصية ؛ والتى تندرج تحت بابها اساليب الدعاية السوداء ؛ تعتمد فى الغالب على قنوات غير رسمية ؛ وعلى تسريب الاشاعة وترديدها شفهيا ؛ فان الحزب الشيوعى ؛ فى تطرفه وعماه ؛ قد استخدم فيها الوثائق ؛ سواء كانت الوثائق الداخلية المتداولة وسط عضوية الحزب ؛ او الوثائق العامة المطروحة للجمهور .
    ويستخدم سلاح اغتيال الشخصية من قبل الشيوعيين فى الغالب الاعم ضد تلك العضوية التى خرجت من صفوفهم ؛ سواء عن طريق الاستقالة او الانقسام او التراجع غير المعلن . وفى عرف الشيوعيين ؛ الذين يروا حزبهم قمة لا تعادلها اخرى ؛ والذين تربط بهم علاقات تكاد تكون قبلية ؛ وتحت عقلية وتربية اللاتسامح والتعصب العقيدى والاستنفار التى يخضعوا لها ؛ فان كل خارج من حزبهم هو "متساقط" و ؛ وقد قال احدهم فى ذلك " ان السقوط من القمة يكون عموديا ".

    الا ان اغتيال الشخصية يمارس ايضا مرات عديدة ضد العضوية العاملة فى الحزب ؛ وذلك فى الصراعات الحزبية المختلفة ؛ او فى اخضاع العناصر المتمردة والتى لها اراء مغايرة لاراء القيادة او المجموعة المتحكمة ؛ او ضد من لا يعجبهم لسبب ما ؛ مجرد شكله او هندامه او مظهره . ولا عجب فى ذلك ؛ ففى غياب الآليات الديمقراطية لادارة الصراع ؛ وتحت ظل الاراء التى ترى فى مخالفة للراى تكتلا وانقساما وتخريبا وردة ؛ لا تكون هناك من وسائل لادارة الصراع شريفة وواضحة ؛ وتصبح وسائل اغتيال الشخصية والمؤامرات وتصيد الاخطاء والعزل الاجتماعى هى الوسائل الاساسية لابعاد الخصوم او كسر شوكة المعارضين .

    كما استخدم الشيوعيين مرات كثيرة اساليب اغتيال الشخصية ضد عناصر من خارج حزبهم ؛ وان كانوا يوجهوها فى المقام الاول للعناصر التى لا حزب لها ؛ حيث قل ما استخدموها ضد خصومهم السياسين من قادة الاحزاب الاخرى او كوادرها ؛ وذلك لان هذه الوسيلة تصلح عندما تمارس من مجموعة منظمة ضد شخص منفرد ؛ لا يملك فى العادة ادوات الدفاع عن نفسه ؛ وتفشل اذا ما استخدمت ضد فرد هو جزء من مؤسسة ؛ تكون قادرة على الدفاع عنه بما تملك من موارد وادوات اعلام وقوة سياسية .

    وقد اقتبس الشيوعيين وسائل اغتيال الشخصية فى معظمها من تراث الاحزاب الشيوعية الاخرى ؛ وخصوصا الحزب اللينينى – الستالينى ؛ ومن مؤلفات لينين ؛ والتى تترد فيها عبارات العميل والخائن والبرجوازى ضيق الافق والمرتد فى كل صفحة . بل لقد عنون لينين احد كتبه بعنوان " الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكى " ؛ ردا على قائد الاشترالكية الالمانية الذى اختلف معه ؛ وكلنا يعرف اتهامات الخيانة والعمالة التى كالها ستالين لكل من خالفه الراى او شكل تهديدا لموقعه ؛ من قادة الحزب البلشفى واصبحت ذريعة للتصفية الجسدية ؛ بالاغتيال والاعدام ؛ لاكثر من 90 بالمائة من قوام اللجنة المركزية للحزب والكوادر الشيوعية خلال سنين طغيانه الكالحة .

    الا انهم فى السودان قد اضافوا اليها اساليب جديدة ؛ وخصوصا ما يتعلق بالتشكيك فى اخلاقيات وسلوكيات الشخصية المستهدفة . وقد استخدم هذا الاسلوب فى بلد كالسودان يتميز بالمحافظة فى التقاليد ؛ الامر الذى ادى الى ان يصبح الشيوعيين مماثلين للاخوان المسلمين وانصار السنة فى التضييق على حريات الناس الشخصية ؛ هذا طبعا فى حالة الاختلاف معهم . اما العناصر الخاضعة لهم والسائرة فى فلكهم فيجدوا لها كل عذر ولو خرجت عن كل عرف و مالوف .

    لقد ادت حملات اغتيال الشخصية التى مارسها الشيوعيون ؛ الى تشوية سمعة العديد من المواطنات والمواطنين دونما ذنب جنوه ؛ والى تعميم اختلاقات وتابيدها لمدة سنين طويلة ؛ والى حالات عزل اجتماعى قاسية تعرض لها ابرياء ؛ والى نتائج ماساوية من الاكتئاب والمرض النفسى او العزلة او الانتحار ؛ كما ادت فى حالات كثيرة الى ابعاد الشخصية المستهدفة من مجال العمل العام ؛ وضرب مصداقيتها وتقليل تاثيرها السياسى والاجتماعى . وادت بالمقابل الى تصعيد العداء تجاه الحزب الشيوعى من عناصر اخرى ؛ اختلفت معهم فى رقى ؛ وكان يمكن ان تصبح صديقة وداعمة للحزب ؛ فاستعدوها هم بسياستهم الاغتيالية المشينة ؛ ودفعوها دفعا الى مواقع العداء للشيوعية والحزب ؛ كما ان اسلوبهم فى اغتيال الشخصية قد استعمله بعض الخارجين عليهم ؛ فكالوا لهم من نفس المكيال ؛ وخير مثال لذلك احمد سليمان المحامى فى كتابه الشهير مشيناها خطى .

    اننى فى الفقرات اللاحقة اذكر بعضا من النماذج التى مارس فيها الشيوعيين حملات اغتيال الشخصية ؛ ضد شخصيات من حزبهم ؛ او خارجة عنهم ؛ او شخصيات مختلفة عنهم فى خلال تاريخهم الطويل ؛ وهذه هى النماذج التى اعرفها ؛ ومما لا ريب فيه ان الكثير قد فاتنى ؛ ما دامت الظاهرة تستعمل على كل المستويات ؛ فى المنطقة الصغيرة فى الحى او المدينة او القرية ؛ او على المستوى الوطنى العام ؛ وبذلك فان رصدها عسير على شخص واحد ؛ حتى تتوافر يوما امكانية تجميع كل النماذج او اغلبها ؛ وخصوصا تلك التى ادت الى نتائج ماساوية ؛ والتى استخدمت فيها احط اساليب اغتيال الشخصية .

     كان اول سكرتير عام للحزب الشيوعى السودانى ( الحركة السودانية للتحرر الوطنى كما كان يسمى وقتها ) هو عبد الوهاب زين العابدين عبد التام ؛ احد ابناء قادة ثورة 1924 ؛ ومناضل ممن بنوا لبنات الحزب الاولى ؛ وقد ابعد بفظاظة فى العام 1947 من قيادة الحزب بدعوى انه حصر نشاطه فى عمل احزاب الطبقة الوسطى واتهم بالانتهازية ( راجع كتاب لمحات من تاريخ الحزب الشيوعى السودانى لعبد الخالق محجوب ) ؛ وان كان البعض يرى انه ابعد نسبة لاصوله النوبية - الجنوبية ؛ حيث رفض اولاد الشماليين ان يقودهم " عب" ؛ حسب تحليل د. فاروق محمد ابراهيم .

     كان مصير السكرتير العام الثانى عوض عبد الرازق ؛ وهو قائد شيوعى ملهم وخطيب مفوه ؛ مماثلا لمن سبقه ؛ حيث ابعد بتهمة الانتهازية فى عام 1949 ؛ وطرد من الحزب ؛ وكان ذنبه الوحيد هو ميله للعمل الجماهيرى ؛ اى ان الاختلاف كان حول اساليب العمل ؛ وليس حول المبادى او البرامج .

     فى العام 1952 ؛ وحينما حاول عوض عبد الرازق انشاء تنظيم خاص به ؛ اسماه الجبهة الوطنية ؛ وصف بالانتهازية واليمينية والانقسامية ؛ وطردت مجموعات كاملة من الحزب بدعوى انها من جماعة عوض عبد الرازق . وكان ممن ابعدوا المناضلة د. خالدة زاهر ؛ لمجرد ان زوجها كان من مؤيدى عوض عبد الرازق ( راجع كتاب لمحات من تاريخ الحزب الشيوعى وشهادة خالدة زاهر لمجلة الشيوعى عشية الاحتفالات بالعيد الاربعين للحزب ).

     فى نفس العام ؛ وعندما كان لاحد قادة الحزب الحاليين ؛ الاستاذ التجانى الطيب ؛ اراء مخالفة وتصورات مختلفة لسياسية الحزب ؛ اتهم بالانتهازية اليسارية ؛ وشن هجوم ضار ضده ؛ وجد انعكاسه بعد عشر سنوات فى كتيب لمحات من تاريخ الحزب ؛ الا انه "اكلها " وسكت ؛ ليعود لتوجيه الاتهامات من بعد الى مخالفيه فى الراى فى التسعينات بالتصفوية والانتهازية الخ .

     فى العام 1958 ؛ طرح اثنان من اعضاء اللجنة المركزية ؛ فكرة تحويل الحزب الى حزب ديمقراطى جماهيرى ؛ يكون مؤهلا لخوض الانتخابات وفوزها ؛ فووجهوا بهجوم عنيف عليهم فى صحافة الحزب الداخلية ؛ وابعدوا من قيادة الحزب ؛ وكان الاتهام لهم هو التصفوية والانتهازية واليمينية ( كتاب لمحات )

     فى فترة حكم عبود تمت احد المجاز الرهيبة ؛ فقد ابعد محمد السيد سلام ؛ رئيس اتحاد العمال واحد قادة الحزب الشيوعى واحد القادة النقابيين الافذاذ ؛ ووصف بالعمالة والانتهازية والخيانة ؛ وسطرت فى خيانته مئات البيانات ؛ لمجرد ان كانت له تكتيكات مختلفة فى العمل السياسى والنقابى ؛ ووجدت كل هذه الاتهامات طريقها الى كتاب "ثورة شعب" ؛ والذى اصدره الحزب بعد ثورة اكتوير ؛ وبعد الثورة ونتيجة لدعاية الشيوعيين ؛ وقوتهم النسبية ؛ ابعد الرجل عن العمل النقابى رغم مؤهلاته العالية وقدراته الفذة ؛ وقد اعترف بذلك الخطا النقابى محجوب سيداحمد بعد ثلاثين عاما ؛ بان سلام " ما خان ولا باع قضية العمال ؛بس كان عندو اسلوب مختلف فى العمل النقابى والسياسى " جاء ذلك فى حوار مطول اجراه مع الكاتب على هامش مؤتمر اتحاد النقابات العالمى فى وارسو فى اوائل التسعينات .
     فى نفس الفترة ابعد قائد الحزب فى مديرية النيل الازرق ؛ واتهم بالانتهازية اليسارية وبالتامر على الحزب ؛ وذلك لانه … دعا الى الاضراب السياسى العام فى المديرية ( راجع كتاب ثورة شعب ) كما بسبب الخلاف الروسى السوفيتى ؛ونتيجة لوقوف الحزب مع السوفيت ؛ فقد ابعدت فى نفس الفترة كوادر قيادية ؛ مثل يوسف عبد المجيد واحمد شامى ؛ وحينما كونوا من بعد حزبهم الخاص ؛ الحزب الشيوعى - القيادة الثورية ؛ وصفوا بالانقسامية والتخريب وسخر منهم واطلقت عليهم الاشاعات بانهم مارسوا السرقة والنهب المسلح .

     فى العام 1966-1967 شنت حملة ضارية من قبل صحافة الحزب ؛ على الشاعر صلاح احمد ابراهيم ؛ مؤلف دواوين غابة الابنوس وغضبة الهبباى ؛ بعد اختلافه مع السكرتير العام وخروجه من الحزب ؛ وان كان بلسانه اللاذع لم يترك الحبل على القارب للناهشين فيه ؛ فدبج فيهم المقالات ؛ الامر الذى اضطرهم الى ايقاف حملاتهم ضده ؛ حينما اتضح انه لا يقل فى الهجومية وسلاطة اللسان عنهم .

     فى العام 1968 ؛ اطلقت اشاعات حول السلوك الجنسى للقائد العمالى الفذ قاسم امين ؛ عضو قيادة الحزب ؛ ضمن مسلسلات الصراعات الداخلية ؛ وتم تحقيق بشانه ؛ وادين كذبا وتم انزال نتيجة التحقيق لكل الفروع ؛ الامر الذى حطم هيبة هذا القائد فى الحزب ؛ وادى الى ابعاده الى براغ ؛ حيث بقى بها سنوات حتى تم استدعاءه فى السبعينات من قبل قيادة الحزب ؛ فى قرار طائش ادى الى اعتقاله وموته فى السجن .

     بعد انقلاب مايو ؛ اتهم الشيوعيون وزير الشباب والرياضة فى حكومة مايو ؛ الدكتور منصور خالد ؛ وهو احد العناصر التى لم تكن تتبع لهم ؛ بانه عميل للمخابرات الامريكية . ولم يكفوا عن ترديد هذه التهمة طيلة 20 عاما ؛ حتى تحالفهم مع تنظيمه فى التجمع الوطنى الديمقراطى ؛ حين كفوا عن ترديها . ولا تزال التهمة تتابع الرجل وتنتشر فى الحياة السياسية ؛ ويسئل عنها فى المقابلات الصحفية .

     بعد انقلاب مايو وانقسام الحزب الشيوعى ؛ شنت الحملات على المنقسمين كلهم دون تمييز ؛ واتهموا بالعمالة والخيانة والردة الخ الخ من القاموس الشيوعى ؛ كما اتهمت عناصر بانها سرقت اموال الحزب ( محمد عبده كبج ) ؛ كما كتبت مجلة المنظم ؛ المجلة الداخلية للحزب الشيوعى فى الثمانينات ؛ عن اختلاسات مالية قام بها احمد سليمان فى عام … 1967 ؛ ويبقى السؤال انه اذا صح ذلك فلماذا بقى عضوا بقيادة الحزب لمدة اربع سنوات لاحقة !! ولم ينج من هذه الحملة لاحقا ؛ الا العناصر التى رجعت الى حظيرة الحزب ؛ مثل سمير جرجس وفاروق ابو عيسى وفاروق محمد ابراهيم ( وان لم يسلم الاخير من الاتهامات ؛ بعد اختلافه الثانى معهم ؛ راجع رد التجانى الطيب عليه فى مجلة قضايا سودانية العدد الخامس )

     ورغم ان المجموعة التى طردت من الحزب ؛ والمسماة بالمنقسمين ؛ قد اختلفت فيما بينها ؛ ووقفت مجموعة منها بوضوح ضد سياسات السفاح ؛ مثل الحاج عبد الرحمن ؛ احمد عثمان سراج ؛ عمر مصطفى المكى ؛ ودخول بعضهم سجون مايو ؛ الا ان الشيوعيون لم يسامحوهم ؛ وحينما توفى عمر مصطفى المكى ؛ وهو احد مؤسسى الصحافة الشيوعية وكتابها ؛ رفضت الميدان العلنية ان تنعيه ؛ الامر الذى جعل البعض يلومها على ذلك ؛ وفى جنازة قاسم امين ؛ وحينما حضر لمراسم الدفن احد المفصولين ؛ ميرغنى المحسى ؛ وهو شخص معوق ؛ تعرض الى الضرب والشتم من بعض متطرفى الشيوعيين .

     يحكى النقابى محجوب سيد احمد ؛ انه بعد الانتفاضة ؛ حين حضر المناضل الحاج عبد الرحمن ؛ القائد العمالى الفذ ؛ نائب اتحاد العمال عن دائرة عطبرة 1968 ؛ احد قياديى اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية الى مقر جريدة الميدان فى فترة الديمقراطية الثالثة ؛ رفض التجانى الطيب ان يمد يده له !! الامر الذى جعل الحاج عبد الرحمن يبكى ؛ ويشتكى لمحجوب سيداحمد ؛ الذى اعتذر له مبررا ذلك بحدة طبع التجانى الطيب وانه زول صعب ( من حوار مع الكاتب )

     فى العام 1984 ؛ وبيانا على اقوال مبهمة فى بيان لسكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعى ؛ حول انقسام جامعة القاهرة الفرع ؛ اطلقت شائعات حول الاستاذ جعفر كرار بانه ضالع فى الانقسام ؛ وانه "يتبلى " على الحزب الشيوعى ؛ وتمادى اعضاء الحزب فى جامعة الخرطوم ؛ بانه عضو فى جهاز الامن ؛ وهى كلها اكاذيب لا حظ لها من الصحة ؛ وقد حاولنا والاخ عبد الله القطى تفنيدها فى حينها ؛ الا ان مخاطباتنا لم تنشر قط . وكان تبرير التهمة بانه عضو فى جهاز الامن ؛ بانه يتحدث ضد النظام ؛ ولا يعتقل !!

     بعد الانتفاضة ؛ وحينما كتب نفس الشخص ؛ رسالة للدبلوم فى الاعلام ؛ حول الاضراب السياسى بتركيز خاص على دور الحزب الشيوعى ؛ ثمن فيه هذا الدور ؛ ارتفعت الاصوات عن مصدره للوثائق الحزبية ؛ وكلها وثائق قديمة ؛ وقد زودته انا والصديق عثمان الباشا ببعض منها ؛ وزوده بالبعض الاخر اعضاء للحزب من وزارة الخارجية . وعند التحقيق الحزبى معهم ؛ انكر هؤلاء فى جبن ان يكونوا قد سلموه هذه الوثائق ؛ ليؤكدوا الاشاعات بانه حصل عليها من عمله بالامن ؛ وذهبت احداهن ؛ فى جبن رخيص ؛ الى ابيها ؛ احد مخضرمى العمل السياسى ؛ والذى كان الاستاذ جعفر يسجل مذكراته ؛ لتحذره من هذا الامنجى ؛ الامر الذى ادى الى ان يطرده هذا الشيخ المحترم ؛ نتيجة لهذه الاشاعات المغرضة .

     ورغم ان الاستاذ جعفر كرار قد ساعد الحزب كثيرا ؛ ورغم انه قدم طلبا لعضوية الحزب ؛ لم يات عليه الرد ابدا ؛ فقد تمت ضده هذه الاتهامات . وعندما حاولت معرفة سببها ؛ كان رد معظم من يرددها ؛ يا خى دا زول كلامو كتير ؛ ويا اخى دا زول منظر ساكت ؛ ياخى دا زول بتاع مشاكل ؛ دون ان يقول احدهم انه يصدق فعلا انه رجل امن . واتضح ان الامر كله تغذيه حالة ثرثرة مرضية فى فرع الحزب بجامعة الخرطوم وعدم استلطاف شخصى لا غير .
     بعد الانتفاضة ؛ اطلق الشيوعيون ؛ اشاعات لا تسندها اى دلائل ؛ حول الاستاذ امين مكى مدنى ؛ بانه عميل للمخابرات الامريكية ؛ كما اطلقت نفس الاشاعات ؛ على وزير الدفاع حينها ؛ اللواء عثمان عبد الله.


     بعد الانتفاضة ؛ وفى ندوة جماهيرية ؛ صرح السكرتير العام للحزب الشيوعى ؛ السيد محمد ابراهيم نقد ؛ بان الدكتور خالد المبارك ؛ قد كان مستشارا لجهاز امن نميرى ؛ الامر الذى اضطر الاستاذ خالد المبارك الى تقديم قضية اشانة سمعة امام المحمكمة ؛ وقد تدخل بعض الاجاويد الذين اقنعوا نقد بالاعتذار ؛ وقد تم الاعتذار للاستاذ خالد المبارك

     فى العام 1987 ؛ طردت احدى الزميلات من فرع الحزب بجامعة القاهرة الحزب ؛ وذلك نتيجة لاتهامات من بعض الزميلات ؛ تتعلق بسلوكها . وكانت الزميلة المعنية ؛ وهى قمة فى النشاط ؛ قد جمدت لسنوات طويلة ؛ كمرشحة ؛ وطردت دون اى ادلة بصحة ما نسب اليها . وعندما سالت احد المسؤولين عن اتخاذ القرار ؛ كيف ياخذوا الناس بالشبهات ؛ اجابنى " الحاصل شنو يا زميل ؛ انت قايلنا محكمة ولا شنو ؟ " اى انهم لا يخضعوا لاجراءات المحاكم من ضرورة اثبات التهمة . والثابت عندى ان الاتهامات والقرار هما فرية كبيرة ؛ وكان فصل الزميلة ابعادا لاحد العناصر المشاكسة ؛ ونتيجة لمشاكل شخصية –بناتية – لها مع من وجهوا لها الاتهام .

     فى العام 1988 ؛ طردت قيادة الجبهة الديمقراطية بعطبرة ؛ وهى تنظيم يسيطر عليه الشيوعيون ؛ زميلتين من الجبهة الديمقراطية ؛ وذلك لان لهم معرفة بشاب معروف بانه " بتاع بنات" . وعندما تدخلت لدى قيادة الجبهة الديمقراطية ؛ بناء على طلب احدى الزميلتين ؛ اتضح ان لا دليل لهم على اى سلوك غير لائق للزميلتين ؛ وان كل الامر مربوط بخلافات شخصية وسط بعض البنات بالمدرسة ؛ وتصريح بعضهن بانهن لن يدخلوا الجبهة ؛ ما دام فيها هاتين الزميلتين . فكان ان ضحى بهم كبش فداء !! ولم تفلح كل مجهوداتى فى اعادتهم لصفوف الجبهة ؛ امام تعنت من فصلوهم ؛ رغم اعترافهم بخطا قرار الفصل ( يرجع فى تحقيق ذلك الى قرشى ؛ عبد الله ؛ عبد العظيم ؛ معتز الخ من قيادة فرع الطلاب والجبهة الديمقراطية بعطبرة انذاك .

     فى اوائل التسعينات ؛ حاول احد عناصر جهاز الامن ؛ عن طريق احدى عميلاته ؛ عضوة الحزب الشيوعى ؛ ان يجند لجهاز امن السلطة ؛ الاخ على عمر على ؛ عضو امن الحزب ؛ الذى نقل الامر برمته الى رئيسه الامنى بالحزب الشيوعى ؛ والذى طلب منه ان يحتفظ بصلته مع هذا العنصر ؛ وان يستحصل من الزميلة المعنية باعتراف خطى بعملها للامن . وقد كان . وعندما تصاعدت الضغوط عليه من هذا العنصر ؛ طلب منه رئيسه ؛ مسؤول امن الحزب ؛ السفر لعدة اشهر الى مدينة اخرى . وقد كان . وعندما رجع ؛ وجد ان الجميع يتحدثوا عن صلته بالامن ؛ ويتهموه بالعمالة للامن ؛ نسبة لمعلومات ثرثر بها ؛ فى جلسات سكر … رئيسه فى امن الحزب . الامر الذى ادى الى دخوله فى ازمة نفسية عميقة ؛ وانقطاع صلته بالحزب . بينما واصلت "الزميلة " صاحبة الاعتراف الخطى ؛ وصاحبة " الضهر " ؛ تواجدها بالحزب دون اى مشاكل .

     وعندما خرج الاخ على من ازمته ؛ وسافر الى الخارج ؛ وفى نهاية التسعينات قرر الانضمام الى احدى الاحزاب الاخرى (قوات التحالف ) ؛ اشاع الشيوعيين فى ذلك البلد ؛ بانه عميل للامن ؛ فى محاولة لحرقه من جديد . . وقد كتبت رسالة الى مسؤول الامن بقوات التحالف اؤكد فيها ثقتى بالاخ على عمر ؛ الامر الذى تم تقبله ايجابيا ؛ ولم يعودوا من ذلك الوقت الى ترديد هذه التهمة الكاذبة .

     فى العام 1995 ؛ وبعد خروج الاستاذ الخاتم عدلان من صفوف الحزب الشيوعى ؛ وتاسيسه للحركة السودانية للديمقراطية والتقدم ؛ ومن بعد لحركة حق ؛ اتهمه الشيوعيون بانه ضرب من اموال الحزب ؛ مبلغ 6 الف دولار . ثم تراجعوا تحت الضغط ؛ للقول بانه جمع تبرعات باسم الحزب ؛ دون موافقة منه . وفى الاولى والثانية كانوا كاذبين . والحقيقة هى ان البعض من داعمى الحزب ؛ ونسبة لعدم معرفتهم باى تفاصيل عن مصير دعمهم ؛ اتصلوا بالاستاذ الخاتم ؛ وابدوا له عدم رضاهم عن الطريقة التى يتم بها صرف دعمهم . فاوصاهم الاستاذ الخاتم بان لا يدعموا حتى يتاكدوا من مآل الدعم ؛ وطرح عليه البعض فكرة تاسيس صندوق مستقل لدعم الانتفاضة والعمل المسلح ؛ الامر الذى شجع عليه استاذ الخاتم ؛ وفى كل ذلك لم تكن هناك اى تبرعات مباشرة او غير مباشرة استلمها الخاتم باسم الحزب .

     وتبريرا لسلوكياتهم ضد الاستاذ الخاتم ؛ وتقليلا لقيمته ؛ زعموا بانه لم يكن عضوا فى اللجنة المركزية ؛ وان قرار تصعيده الى سكرتارية اللجنة المركزية ؛ وهى هيئة اعلى من اللجنة المركزية ؛ هو قرار استثنائى . ولعمرى فان هذا تبرير عجيب ؛ لحزب لم يعقد مؤتمره العام منذ 35 عاما ؛ وكل قيادته الحالية ؛ بما فيها السكرتير العام ؛ غير مختارين من عضويتهم او من مؤتمرات ؛ ومعينين فى ظروف استثائية .

     كما اطلق الشيوعيون اشاعات ؛ ردد بعضها فى قائمة درب الانتفاضة للتراسل والحوار ؛ بالشبكة العالمية ؛ ان الاستاذ الخاتم ؛ قد شارك فى مؤتمر للوسطية الاسلامية ؛ اشرفت عليه المملكة العربية السعودية ؛ دعا فيه الى الوسطية الاسلامية ؛ وتلقى لذلك دعما ماليا من السعوديين !! وهذا دجل تكشفه كل وثائق حركة حق ؛ وكتابات الاستاذ الخاتم ؛ ومواقفه الواضحة من كل الدعوات المتسترة بالدين ؛ وخطه المدنى العلمانى الواضح .
     وفى النصف الثانى من التسعينات ؛ وبعد اذاعة تلفزيون النظام لشريط الاستاذة فاطمة احمدابراهيم الشهير ؛ فى معسكرات المعارضة ؛ ونتيجة لمواقفها الواضحة ضد الاحزاب التقليدية ؛ وخصوصا ضد الصادق المهدى ؛ حليفهم آنذاك ؛ فقد اصدر مكتب الخارج للحزب الشيوعى ؛ بيانا يدين فيه الاستاذة فاطمة ؛ وكانت عضويتهم تردد بلا خجل ؛ ان فاطمة "خرفت " ؛ اى تتحدث حديثا لا عقل فيه .

     وقد ردد الشيوعيون اتهامات اخرى ؛ ضد قوات التحالف السودانية ؛ فى الاعوام 1994-1996 يتهموها بخرق حقوق الانسان ؛ فى مسايرة واضحة لحملة حزب الامة التى قادها ضد ذلك التنظيم ؛ الا انهم ما لبثوا ان تراجعوا عن ذلك لاحقا ؛ وكان ذلك من قبيل المنافسة السياسية ؛ وان كانوا لا يزالوا يرددوا هذه الاتهامات وسط عضويتهم .

     وفى بداية عام 2002 ؛ ونتيجة لمنافسة سياسية بينهم وحركة حق فى هولندا ؛ اصدر فرعهم فى هولندا ؛ بيانا ينفى فيه ان يكون الاخوة امجد ابراهيم وعبد القادر همت عضوان سابقان فى الحزب الشيوعى ؛ مع توفر كل المعلومات بذلك ؛ وذلك ضربا لمصداقيتهما . واعتمادا على مقال بالوان ؛ حاولت عناصرهم فى هولندا وفى شبكة الانترنت ؛ ان يربطوا بين حركة حق والوان ؛ ووقوف الوان خلف حركة حق وعناصرها فى هولندا ؛ وغيرها من الترهات .

     وآخيرا وليس اخرا ؛ احكى من تجاربى الشخصية ؛ انه قبل الانضمام الى صفوف الحزب الشيوعى او الجبهة الديمقراطية ؛ وعند دخولنا المدرسة الثانوية ؛ فى عام 1982 ؛ قمنا مع مجموعة من الاصدقاء ؛ منهم بكرى جبريل ؛ وعلى خليفة ؛ وطارق عبد الرحمن ؛ وآخرين بتاسيس نشاط ثقافى ضخم ؛ كان منه تاسيس جمعية اصدقاء الشعر الحديث ؛ وكانت لنا تحرشات بالاخوان السلمين ؛ ولهم بنا تحرشات . حدث حينها ان سال مسؤول الطلاب فى عطبرة ؛ عضو الحزب حينها ( الوحيد والخامل ) فى مدرستنا واسمه عوض سعيد ؛ عن مجموعتنا التى احدثت ضجة ؛ وهل لها توجه سياسى معين ؛ فكانت اجابته : " ديل اولاد لوا...طة ساكت " . وقد عاتبته من بعد على وصفنا بهذه الكلمة البذيئة ؛ والتى لا تنطبق علينا ؛ فاعتذر بانه لم يكن يعرفنا !!!

    ونواصل ....

    عادل عبد العاطى
    17 اكتوبر 2002
                  

01-05-2003, 12:24 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Abdel Aati)

    مقاربة للموضوع - عرمان محمد احمد

    -----------------------------------

    ليس المهم ان يغير الحزب الشيوعي السوداني اسمه .. المهم ان يتخلص من (ديكتاتوريته المركزية)!

    عرمان محمد احمد
    [email protected]

    جاء في الأخبار ان الحزب الشيوعي (قطع مراحل متقدمة في تجديد كيانه ووافق 85٪ من منسوبية تغيير اسم الحزب).. وكان الحزب قد حدد (ثلاثة محاور للمناقشة والمقترحات تمثلت في أسباب انهيار النموذج الاشتراكي والدروس المستخلصة من تلك التجارب ومكانتها في اعادة صياغة الفكر الإشتراكي ـ أزمة الفكر الماركسي ـ وتجديد الحزب وكيانه ومنطلقاته النظرية وتجديد اسم الحزب ودستوره).

    ليس المهم ان يغير الحزب الشيوعي اسمه، فالترابي قد غير اسم حزبه مرات ومرات (الأخوان المسلمين - جبهة الميثاق - الاتجاه الإسلامي - الجبهة القومية الإسلامية - المؤتمر الوطني - المؤتمر الشعبي) وهلمجرا.. ولكن بقيت العقلية كما هي (ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم).. !! وقبل ان يغير الحزب الشيوعي السوداني اسمه السؤال المهم هو هل تغيرت عقليته الشيوعية القديمة؟ ثم ان اللجنة المركزية للحزب حددت موجهات النقاش حول (أسباب انهيار النموذج الاشتراكي) ويعنون به النموذج الاشتراكي الماركسي الذي طبق في الإتحادالسوفيتي واروبا الشرقية، وهذه مناقشة جاءت في رأينا متأخرة للغاية، اي بعد مرور اكثر من عقد من الزمان علي سقوط الماركسية، في دول ما كان يعرف بالكتلة الشرقية، التي يقف معظمها الآن علي الرصيف، في انتظار البت في طلبات إنضمامها للمجموعة الأوربية الرأسمالية الغربية، ولحلف الأطلنطي !

    مشكلة قادة الحزب الشيوعي السوداني هي انهم يبتا عون الوقت، ويعرفون جيداً ان الماركسية قد انتهت و لن تقوم لها قائمة في عالم اليوم، ولكنهم يحتاجون لبعض أطروحتها الأيدلوجية، لكي يتمكنوا من سوق من تبقي من الأتباع، الي ان يقضي الله امراً كان مفعولاً.. وهناك اتجاه سائد لدي بعض قادة هذا الحزب، الذين يحاولون اكل الكيكة والاحتفاظ بها في ذات الوقت، بالإبقاء علي ما يسمي بـــــ

    (المركزية الديمقراطية) التي يطلقون عليها أحيانا (الديمقراطية المركزية) من باب التلاعب بالألفاظ، مع ان هذه (المركزية) كانت من اهم أسباب انهيار التجربة السوفيتية، كما كانت ولاتزال آفة الآفات في الأحزاب الشيوعية، وهذه الديكتاتورية التي تسمي مغالطة بالديمقراطية، تعني ببساطة الإهدار الكامل لكرامة وحرية الفرد، إذ انها تحوله الي مجرد معزة في القطيع،وذلك من حيث انها تقوم علي طاعة الخطاء، اي مبداء نفذ القرارت ولوكانت خطاء ثم ناقشها فيما بعد، وهذا بطبيعة الحال إهدار والغاء لعقل الإنسان وفكره ما عليه من مزيد في الميدان السياسي.. و الأحزاب الشيوعية بهذا تربي أفرادها تربية العبيد وليس الأحرار.. وعلي الجملة فالاشتراكية فكرة إنسانية ضاربة في القدم، والماركسية ليست هي الاشتراكية، وانما هي مدرسة فاشلة من مدارس الفكر الاشتراكي،اما الاشتراكية الحقيقية فتحتاج الي الديمقراطية الحقيقية وليس (المركزية).. ولن تكون هناك اشتراكية بغير ديمقراطية، فهما كجناحي الطائر بالنسبة للمجتمع لا ينهض ويطير الابهما معاً.

    واذا لم يتخلص الحزب الشيوعي من مركزيته الديمقراطية وما يتعلق بها من امراض العمل السياسي السري والمركزي* فسيكون مسخا ً مشوهاً بعد تغيير الاسم.. بل إنه إذا لم يتخلص الحزب الشيوعي من(ديكتاتوريته المركزيه) وانتهاكاته لحقوق الانسان، فستكون مناقشته العامة الطويلة، و التي هدفت الي دراسة (أسباب انهيار النموذج الاشتراكي والدروس المستخلصة من تلك التجارب ومكانتها في إعادة صياغة الفكر الاشتراكي ـ أزمة الفكر الماركسي ـ وتجديد الحزب وكيانه ومنطلقاته النظرية وتجديد اسم الحزب ودستوره) قد تمخضت عن لا شئ او كما يقولون تمخض الجمل فولد فأرا!!ً

    عرمان محمد احمد

    ‏‏اكتوبر 2002‏

    *انظر مقالنا:

    إستالينية الحزب الشيوعي السوداني والألفية الجديدة



    بقلم: عرمان محمد أحمد

    مقدمـــــــة :-

    لقد كانت الديكتاتورية، وعبادة الفرد، والإنتهاكات المروعة لحقوق الانسان، هي ابرز سمات التجربة الإستالينية في الاتحاد السوفيتي خلال القرن الماضي.. وقد عرف عن الرفيق جوزيف استالين شدة فتكه بالخصوم، والتآمر علي معارضيه بمختلف الوسائل، وعدم التواني عن تصفيتهم جسديا، وقتلهم معنوياً بتشويه السمعة، وتلفيق الإتهامات وذلك لمجرد الشك في عدم تسبيحهم بحمده، باعتباره (أبو الطبقة العاملة)... فعل ستالين ذلك مع أقرب رفاقه الذين أفنوا أعمارهم في خدمة البلشفية من أمثال تروتسكي، وزنوفييف، وكامينيف، وسيمونوف، وبلاتكوف، وبوفارين، وراديك، وكريتنيسكي وغيرهم كثر... وقام بقطع رؤوس الملايين من المزارعين بهدف تقصير من يتطاولون علي حكم الطبقة العاملة، ومع ذلك فقد كان استالين احسن من فهم وطبق النظرية الماركسية علي ارض الواقع خلال القرن الماضي، بيد ان التجربة الإستالينية دللت بلسان بليغ علي الخطاء الفادح في النظرية الماركسية نفسها، وقصور وتخلف فلسفتها الإجتماعية القائمة علي التضحية بحقوق الإنسان وحريته وكرامته في سبيل الجماعة، ولم تستطع التجربة الماركسية في الإتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية ان تشبع الناس خبزا، بعد مصادرتها لحرياتهم، ولحياة بعضهم في كثير من الأحيان، و بطبيعة الحال عجزت الماركسية كنظرية مرحلية عن التوفيق بين الحرية الفردية والعدالة الإجتماعية، فكان لزاما ان تسقط علي أعتاب الألفية الجديدة.

    الإستالينية السودانية وحقوق الإنسان

    لقد كان الشيوعيون السودانيون علي درجة من الفتون والإعجاب بشخصية استالين -وربما لا يزال بعضهم- الي الحد الذي جعل بعض الرفاق يطيلون شواربهم تقليدا لشارب استالين الطويل.. ! وعندما مات استالين لبس الشيوعيون السودانيون شارات الحداد وخرجوا في مواكب تصيح في شوارع المدينة استالين لم يمت)...! والأغرب من ذلك هو انه ورغم انهزام الماركسية بعد ثلثي قرن من التجريب والتطبيق في الإتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية، وسقوطها الهائل في سلة مهملات التجارب الفاشلة في تاريخ الإنسانية، نجد ان بعض الشيوعيين السودانيين لايزالوا في غطيطهم الثقيل يحلمون-في مطلع فجر الألفية الجديدة- باقامة (ديكتاتورية) البروليتاريا في السودان، خلال الألف سنة القادمة، بل ان الحزب الشيوعي السوداني لم يزل غارقاً ومحنطاً في استالينيته حتي هذه اللحظة ، فبعد سنوات من سقوط الماركسية اجري الحزب الشيوعي السوداني ماسمي بالمناقشة العامة، وهي مناقشة اشبه بـ(اللت والعجن) و(المناقشة العامة) التي كانت تمارس في عهد استالين عندما يريد تمرير بعض مخططاته والقضاء علي خصومه ومعارضيه داخل الحزب، وقد اوردت مجلة قضايا سودانية ( العدد الثاني والعشرون، ديسمبر 1999، صفحة 1 اثناء (المناقشة العامة) مقالاً الرفيق التجاني الطيب بابكر سكرتير اللجنة المركزية ننقل منه مايلي:

    ( الزميل حسن تاج السر، وهو عضو سكرتارية اللجنة المركزية منذ إعادة هيكلة العمل القيادي في النصف الثاني من عام 1971 يصف الحالة في حزبنا في ظل ما أسماه الستالينية علي النحو التالي: عقيدة ايمانية .. عبادة فرد .. شخصنة الحزب في سكرتيره العام .. تفشي الكسل الذهني بين مثقفيه .. معاداة المبادرة .. سيادة أساليب الهيمنة والتشرذم والفتك بالخصوم وتدميرهم عن طريق تشويه السمعة وفبركة التهم .. وتسريب الاختلاقات والأقاويل عن القادة الغير مرغوب فيهم للحط من شأنهم وقتل شخصياتهم ... والإنتشاء باخبار السقوط والإرتداد والإبعاد من القيادة .. افتقاد الحق والعدل داخل الحزب .. وأصبحت القيادة نهباَ للكذب والتآمر، وتحول الحزب الي قطيع مسلوب الارادة وانطمست معالم الحزب كمؤسسة ديمقراطية.. ويعلق الرفيق التجاني الطيب علي حديث زميله في نفس الصفحة قائلاَاذا كان حزبنا قد تشبع هكذا حتي النخاع بهذا الإنحطاط الذي يصفه به الزميل، فلم يبق فيه أي انسان يحترم نفسه وإنسانيته، فما جدوي التعب من تجديده؟ اليس الأجدي إلقاء مثل هذا العفن في مذبلة التاريخ أو بعبارة أكثر دبلوماسية حله، كما سبق وأن طالب دكتور فاروق محمد أبراهيم، وبناء حزب مبراء من جرثومة الستالينية؟).

    والحق ان الأوصاف التي وصف بها الرفيق (حسن تاج السر) عضو سكرتارية اللجنة المركزية حزبه هي عين الصواب، وتعبر أحسن تعبير عن واقع الحال داخل هذا الحزب الإستاليني السري، الذي يعرفه كل الأذكياء من أهل السودان، بل ان تدمير الخصوم عن طريق تشويه السمعة وفبركة التهم، والحط من شأن القادة غير المرغوب فيهم، وقتل شخصياتهم الخ .. هي ما صار يسميه الرفاق الآن بـ( النضال اليومي) وربما لايدري هؤلاء (المناضلون السريون) ان افعالهم الشنيعة هذه تدخل في دائرة الجرائم الجنائية، وتشكل انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان .. حيث ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان علييولد جميع االناس احرارا متساويين في الكرامة والحقوق وقد وهبوا عقلاً وضميراَ، وعليهم ان يعاملوا بعضهم بعضاَ بروح الإخاء) وتنص المادة الثانية عشرة علي:

    (لايعرض احد لتدخل تعسفي في حياته الشخصية أو اسرته، أو مسكنه او مراسلاته اولحملات علي شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذه التدخل او تلك الحملات) كما تنص المادة الأولي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان علي: ( لكل انسان حق التمتع بكافة الحقوق والواجبات والحريات الواردة في هذا الاعلان دون اي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر او اللون اوالجنس او اللغة او الدين او الراي السياسي او اي راي آخر، او الأصل الوطني او الاجتماعي، او الثروة او الميلاد، او اي وضع آخر، دون أي تفرقة بين الرجال والنساء)... وحقوق الإنسان هذه بطبيعة الحال ليست اوهاماً برجوازية، كما ذهب الي ذلك ايدلوجيو الفكر الماركسي-المتخلف- خلال القرن الماضي، وإنما هي حقوق تنبع أساسا من طبيعة وجود الإنسان ومقتضيات كرامتة وحريته علي هذا الكوكب.

    ومعلوم ان الجماعات والأحزاب الماركسية خلال القرن الماضي ظلت تفرض الطاعة العمياء علي المنتسبين اليها من خلال مايسمي بالمركزية الديمقراطية، التي يعمل فيها العقل الجماعي نيابة عن عقل الفرد، وتقسم هذه الجماعات العالم عادة الي معسكرين احدهما لـ( الماركسيين المناضلين) وألآخر لـ( برجوزايين الإنتهازيين) وتبحث دائماً عن كباش فداء و(اعداء للحزب) تمارس عليهم كل صنوف العدوانية، وتسقط عليهم عيوبها ونقائصها الذاتية، ومن ثم يكون العدوان علي العدو (المتوهم) مبررا ومشروعا في نظر الأدمغة المغسولة، والعضوية المدجنة والمطيعة والمأزومة.. وبطبيعة الحال لامجال لتأنيب الضمير لدي الفرد في مثل هذه الجماعات، لأنه يتوهم امتلاك الحقيقة المطلقة من خلال(النظرية) التي تدعي التفسير (العلمي) للطبيعة والمجتمع، وتزين لمعتنقيها من ثم التفوق علي بقية خلق الله .. والحركات الماركسية في القرن الماضي لم تكن علي أية حال سوي حركات تسلط وإرهاب سياسي وفكري يتسربل بثياب الأيدلوجية :



    يقولون سعداً شكت الجن قلبه ولكن سعداَ لم يبايع ابابكر

    لقد صبرت عن لذة العيش أنفس وماصبرت عن لذة النهي والأمر

    اما تشويه السمعة، وفبركة التهم، والحط من شأن القادة غير المرغوب فيهم، وقتل شخصياتهم، والإنتشاء باخبار السقوط والارتداد والإبعاد الي آخر مايتصف به الحزب الشيوعي السوداني، كماجاء في حديث احد قيادييه آنف الذكر، فهي افعال تندرج ضمن قائمة الأمراض النفسية والعصبية المعروفة مثل: السادية -المازوشية -الهستريا الجماعية -عقدة النقص-السكوباتية -الفصام- العصاب-الذهان وغيرها من العلل المتفشية الي حد كبير بين أفراد الحركات العقائدية السرية ... ونسأل الله لأصدقائنا وبني جلدتنا من الشيوعيين السودانيين، ومن لف لفهم الشفاء العاجل .. وموفور الصحة النفسية والخلقية.. مع سلامة العقل والبدن خلال القرن الجديد.

    صنيعـــــة سوفيتيــة..!

    الحزب الشيوعي السوداني صنيعة سوفيتية، املتها ظروف الحرب الباردة، وهو حزب لاتتعدي انجازاته الفكرية والسياسية الشعارات والهتافات التي كان يلقنها السوفيت للرفاق السودانيين عندما كانت موسكو قبلة الأممية في القرن الماضي .. مثل شعارت وهتافات ( لن يحكمنا البنك الدولي) .. اي ان هذا الحزب (الطليعي) لم يكن سوي دمية يحركها و يستغلها السوفيت -ضمن الآعيب الحرب الباردة- ووفقاَ لنظرية المغفل النافع المفهومة لدي الرفاق.. وقد ارتكب الشيوعيون في السودان الكثير من الأخطاء والحماقات الباهظة الثمن، كحماقة انقلاب يوليو71 التي اودت بحياة قيادة الحزب وهي في ريعان الشباب، ويتجلي عدم النضج السياسي والفكري في تحليل الرفاق لتلك الحماقة ووصفها بقولهم (تهمة لاننكرها وشرف لاندعيه) فهل هناك عبث بعقول الناس اكثر من هذا العبث؟

    وهل يعقل الآن ان يخدم قضية الديمقراطية في بلادنا حزب كهذا الذي (افتقد الحق والعدل) وهو خارج السلطة ومقاعد الحكم، و(انطمست معالمه كمؤسسة ديمقراطية) وأصبحت القياده فيه (نهباً للكذب والتآمر و(تحول الي قطيع مسلوب الارادة) الي جانب عبادة الفرد .. وشخصنة الحزب في سكرتيره العام .. وتفشي الكسل الذهني بين مثقفيه.. ومعاداة المبادرة .. وسيادة أساليب الهيمنة الي اخرالأوصاف التي وصف بها الحزب الشيوعي السوداني احد اعضاء سكرتارية لجنته المركزية؟

    هل ينتظر من حزب كهذا ان يخدم قضية

    حقوق الأنسان في السودان خلال الألفية الجديدة؟!

    يحاول الحزب الشيوعي السوداني جاهداً السيطرة علي منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان للتعويض عن عزلته الجماهيرية، ولكن هل ينتظر من حزب كهذا ان يخدم قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان خلال الألفية الجديدة؟! ان هذا الحزب الستاليني السري يمثل في الحقيقة الوجه الآخر لحزب الجبهة الاسلامية الفاشي- برغم العداوة النايرة بينهما في ظاهر الأمر- بل انهما قد صارا بعد نهاية الحرب الباردة بمثابة العقبة الكؤود امام ارساء دعائم حقوق الإنسان والديمقراطية الحقيقية في السودان..أما سؤال الرفيق التجاني الطيب بابكر اذا كان حزبنا قد تشبع هكذا حتي النخاع بهذا الإنحطاط الذي يصفه به الزميل، فلم يبق فيه اي انسان يحترم نفسه وإنسانيته فما جدوي التعب من تجديده ؟اليس الأجدي إلقاء مثل هذا العفن في مذبلة التاريخ؟) فسؤال منطقي ويقود الي سؤال اخرهو :

    بعد انتهاء الحرب الباردة، وذهاب الشيوعية باتحادها السوفيتي (العظيم) الي مذبلة التاريخ، واختفاء كل مؤسسات الدولة السوفيتية التي كانت ترعي الرفاق السودانيين- من الكمسمول الي الكي . جي . بي - ماذا ينتظر الأمميون في السودان..؟!

    عندما يسدل الستار يحين الوقت للترجل من علي خشبة المسرح، فترجلوا الآن أيها الرفاق.. !!

    تحرروا وانعتقوا من عبودية ورق المركزية (الديمقراطية) او الديمقراطية (المركزية) ... ليس لديكم ماتفقدونه سوي الأوهام..!!

    عرمان محمد أحمد

    لندن: نوفمبر1999
                  

01-05-2003, 01:32 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Abdel Aati)

    اللعب الكلمات
    أو فرويد على الطريقة الشيوعية

    في شهر أكتوبر 2002 ؛ وعلى قاعدة عدد من الحوارات حول الحزب الشيوعي السوداني في منبر سودان نت للحوار؛ هذه الحوارات التي لم تخلو من حدة من اغلب المشاركين فيها ؛ والتي كان لي طرف المشاركة فيها ؛ استرعت اهتمامي مشاركة متميزة ؛ لأحد المشاركين ؛ ممن يوقع مساهماته باسم الصافي . والمشاركة قيمة وان كانت مبتورة ؛ حيث لم يواصلها الكاتب كما وعد ؛ وان كنت أتمنى إن يرجع إليها بالتفصيل والإضافة . في هذه العجالة أناقش بعض ما ورد في هذه المساهمة ؛ و لأهمية الثيمات المطروحة فيها ؛ فإنني أورد منها هذه المقاطع الطويلة ؛ حيث يكتب الأستاذ الصافي ؛ وتحت عنوان <<عادل عبد العاطي وثقافة الحوار>> ما يلي :

    <<اعتمادا علي كل ما سبق نستطيع الآن أن نقرا في كتابات الزميل السابق عادل عبد العاطي ونجد دونما عناء التركيز الكثيف ((علي مستوي المواضيع التي تناولها وعلي مستوي اللغة التي استخدمها)) علي كونه مختلفا في كل كبيرة وصغيرة مع الحزب .(( بداية بالوعي المبكر بالوجود الحقيقي للحزب بعد الانتخابات ورأيه الشخصي في رؤية الحزب حول هذه الانتخابات وانتهاءا بموقفه في موضوع صديقه امجد)) وموثقا لهذا الاختلاف ((الإشارات التاريخية لأوراق تم رفعها من عطبرة بها آراء ويسال منها زملاء محددين. وسؤال الزملاء بجامعة القاهرة الفرع وحتى سؤال قوات التحالف عن أحد الموضوعات وسؤال الزملاء ببولندا والمساهمة في (قضايا) )).
    كلها شذرات يحاول جاهدا تحميلها لاكثر من مدلولاتها بطمس وتغيب التفاصيل الأخرى في المختلف فيه والمختلف معه باعتبار إن المسائل هي معطاة ..هذا الإغفال المتعمد هو تحديدا ما يوحي برغبة الكاتب المستترة خلف الخطاب بضمير حاضر وطاغي علي الكتابة نفسها بغرض السيطرة علي وعي المتلقي الذي هو بعيد عن هذه التجربة التي الّم الكاتب بكل نواحيها وبشكل مطلق لا رجعة فيه علي غرار ((وشهد شاهد من أهلها)).
    ويذكر الكاتب لهذا المتلقي النتائج المتحصل عليها بغرض الاتفاق معه علي محاربة هذا الحزب فرسم الكاتب صورة عبارة عن شخص واحد تسبب في كل المشاكل فهو الذي فصل أول سكرتير للحزب وكال إليه الشتائم وكذلك فعل بالثاني عوض عبد الرازق وقاسم هذا الشخص له صفة الانتشار في كل الهيئات تاريخيا وجغرافيا وعلي مستوي كل الفروع فهو نفسه الذي كال التهم لامجد ولعلي عمر وله هو شخصيا ..رسم الكاتب هذه الصورة ببراعة فائقة لا تفوقه فيها سوي براعته في تفريغ المصطلحات من معانيها فبالاستفادة من وجود معرفة سابقة لهذه المصطلحات لدي المتلقي يعتمد الكاتب علي تثبيتها وفق ما يراه ومثال لذلك ((اغتيال الشخصية الذي يتحدث عنه))
    وربما ذهبنا لأبعد ونري الجذور الأساسية لرغبة الاختلاف عند الكاتب إذ يبدو إنها هي نفسها التي دفعت الكاتب بادئا ذي بدئ للدخول في (( ولا نقول للانتماء إلى))الحزب الشيوعي السوداني .فلكونه حزبا مختلفا عن سائر الأحزاب السياسية السودانية .ولكونه_الكاتب_مختلفا عن سائر السوداني كان لا بد وان يدخل في هذا الحزب المختلف فقط ليختلف معه .>>


    في هذه الفقرات ؛ ورغم بعض عدم الدقة في استعمال بعض المصطلحات أو الضمائر ؛ والتي قد تكون حكمتها ظروف الاستعجال ؛ إلا أننا نجد حزمة من المصادرات ؛ يمكن إجمالها في التالي :
     تحميل عادل عبد العاطى لوقائع معينة دلالات ليست لها.
     إغفال تفاصيل أخرى تناقض نتائج الكاتب .
     سيطرة رغبات معينة على الكاتب تدفعه إلى محاربة الحزب الشيوعي .
     محاولة تعميم رغبات الكاتب على المتلقي من خلال جذبه في اتجاه هذه المحاربة .
     محاولة الكاتب السيطرة على وعى المتلقي البعيد عن التجربة وإيصاله إلى نتائج نهائية اعتمادا على تجربة الكاتب .
     تسطيح الشخصية في صورة عضو الحزب وافتراض شخصية واحدة تطغى على الحزب وتحميلها مسؤولية كل الأخطاء .
     تفريغ المصطلحات من معانيها واستغلال معرفة المتلقي السابقة لها .
     سيادة رغبة الاختلاف عند الكاتب بالانتماء لحزب مختلف ثم الاختلاف معه .

    إن هذا الدرب في تحليل النص ؛ باعتماده على منهج التحليل النفسي ؛ وبعض تقنيات التحليل اللغوي يجد منا كل التقدير . وقد دعونا من قبل إلى استخدام مناهج علم النفس وعلم النفس الاجتماعي في دراسة الظواهر الاجتماعية والسياسية . وقد حاولنا تطبيق هذا المنهج في دراساتنا عن الأستاذ محمود محمد طه ؛ وحركة الأخوان الجمهوريين ؛ وفرقة الخوارج ؛ وفي دراسات تاريخية وأدبية أخرى . ولا ريب انه يثير اهتمامنا أن نصبح نحن مادة لدراسة من هذا القبيل . إلا أن الأخ الصافي في استخدامه لهذا المنهج يذهب بعيدا في مصادراته ؛ ولا يحاول أن يثبتها بدلائل لها من داخل النص المناقش - النصوص- أو خارجه ؛ الأمر الذي نحاول إثباته في الفقرات التالية .

    يبدأ الصافي بإثبات رغبة عبد العاطى في تثبيت الاختلاف فيقول :" اعتمادا علي كل ما سبق نستطيع الآن أن نقرا في كتابات الزميل السابق عادل عبد العاطي ونجد دونما عناء التركيز الكثيف ((علي مستوي المواضيع التي تناولها وعلي مستوي اللغة التي استخدمها)) علي كونه مختلفا في كل كبيرة وصغيرة مع الحزب " .

    ثم يمضى الصافي لإيراد مقاطع أوردها عادل عبد العاطى لاثبات هذا الاختلاف ؛ وهى مقاطع من مصادر مختلفة ؛ من بينها استقالة الكاتب في العام 1996 ؛ ومساهمات أخرى للكاتب ؛ ونقاشات في منبر سودان نت . ولا يحاول الصافي أن يرجع إلى حدود الاختلاف اليوم ؛ وما هي الكبيرات والصغيرات المختلف عليها ؛ وهل هناك أي قواسم مشتركة للكاتب لا تزال مع الحزب الشيوعي ؛ كما لا ينظر إلى التطور في مواقف الكاتب من التأييد إلى الاختلاف ؛ بل يجعل ثيمة الاختلاف هي السائدة ؛ حسبما يوحي بان عادل عبد العاطى يريد لها الإثبات .

    إلا إن الصافي يعتقد إن هذا الاختلافات المذكورة والموثقة ؛ إنما هي شذرات يحاول عادل عبد العاطى تحميلها اكثر من مدلولاتها . وهنا يقع الصافي في ثلاثة تناقضات أساسية :
    1. لا يوثق الصافي لمسيرة الاختلاف ؛ لاثبات حقيتها ومشروعيتها او عدمها ؛ على العكس من عادل عبد العاطى الذى وثقها في تطورها التاريخي .
    2. اعتبار هذه الاختلافات ؛ والتي أدت إلى قطع الصلة بين عادل عبد العاطى والحزب الشيوعي ؛ بفعل درامي هو تقديم استقالة مكتوبة ومسببة وعلنية ؛ وردت فيها حيثيات الخلاف وصيرورته ؛ اعتبارها مجرد شذرات محملة لأكثر من مضامينها ؛ هو عدم إدراك لجدية الاختلاف أو رغبة شديدة في تجاهله .
    3. لا يحاول الصافي ؛ عندما لم يناقش تاريخية الوقائع ؛ وعندما اقر ضمنيا بصحتها ؛ أن يستخلص مداليلها الحقيقية المزعومة ؛ وان ينزع الحجب عن تحميلها لمدلولات من خارجها ؛ الأمر الذي اتهم به الكاتب .

    إلا أن الصافي ؛ و لاثبات مقولته في تحميل الأحداث والوقائع اكثر من مدلولاتها في منهجية الكاتب ؛ يذهب إلى أن مشروعية زعمه تكمن في أن عادل عبد العاطى يمارس تحميل الوقائع لاكثر من مدلولاتها " بطمس وتغييب التفاصيل الأخرى في المختلف فيه والمختلف معه باعتبار إن المسائل هي معطاة ."

    مرة أخرى لا يقدم الصافي قر ائته هو للوقائع ؛ ولا يتحدث عن المغيب من التفاصيل الأخرى في المختلف فيه .. إننا لن نناقش المختلف عنه – الحزب الشيوعي هذه المرة – باعتبار إن موقع القراءة مختلف ؛ إلا أن ما يهمنا هو تفاصيل المختلف فيه . إن المؤرخ لتاريخ الاختلاف في كل هذا السرد هو عادل عبد العاطى ؛ ويبدو إن تاريخه ليس آنيا ؛ أي محكوم بظروف آنية ؛ و إنما هو مستمر وموثق ؛ وقد وجد ذروته في خطاب الاستقالة ؛ واستمراره في المساهمات اللاحقة لها . لكن الصافي يحاول هنا أن يشير إلى أن هناك نقاط أخري للاختلاف مغيبة ؛ الأمر الذي أدى بعادل عبد العاطى ألي ذكر الوقائع الهامشية للاختلاف ؛ وتحميلها اكبر من مدلولاتها ؛ وكل ذلك تدفعه رغبة مستترة ولكن طاغية على الخطاب "بغرض السيطرة علي وعي المتلقي الذي هو بعيد عن هذه التجربة التي الّم الكاتب بكل نواحيها وبشكل مطلق لا رجعة فيه علي غرار ((وشهد شاهد من أهلها))."

    في كل هذا النص ؛ يبدو منهج الهرب من التحديد ؛ والإغراق في التجريد ؛ واضحا . وتغدو الوقائع ذات أهمية ثانوية ؛ مقارنة بالقراءة النفسية والرغبات المضمرة – المستترة حسب قول الصافي- . فالوقائع التي لا يتم نقضها ؛ لكونها مرصودة وموثقة ؛ يتم تهميشها ؛ كونها مجرد شذرات ؛ كما أن النتائج الحاصلة منها تستبعد ؛ باعتبار أنها محملة اكثر مما ينبغي ؛ في نفس الوقت الذي لا تقدم فيه أي محاولة لقراءة دلالاتها "الحقيقة" . كما يتم افتراض وقائع أخرى مخفية ؛ لا يتم الإفصاح عنها أو كشفها ؛ كل ذلك من اجل الوصول إلى رغبات مستترة للكاتب ؛ لا سبيل إلى ضبطها أو توثيقها ؛ تعلن كأنها فصل الخطاب. إن هذا المنهج هو ما نسميه اللعب بالكلمات ؛ وهو منهج يبدأ بتثبيت مغالطة ؛ ويمضى ليبنى كل دعاواه التالية عليها ؛ في محاولة للاعتماد على تقنيات اللغة ؛ وفي مجانبة تامة للوقائع . وقد فضحنا جزءا من هذا المنهج في مقالنا عن الترابي بعنوان "حسن الترابي : الخطاب المعسول والممارسة العرجاء ".

    بهذا الشكل ؛ يصل الصافي إلى أن الكاتب لا يكتفي فقط برغباته- المستترة ولكن الطاغية- للسيطرة على وعى المتلقي ؛ و إنما "يذكر الكاتب لهذا المتلقي النتائج المتحصل عليها بغرض الاتفاق معه علي محاربة هذا الحزب." أي أن ما هو مستتر قد بان ؛ وهو محاربة الحزب !! ويا لها من نتيجة خطيرة . أن الكاتب في نظر الصافي لا يكتفي بمحاربة الحزب فقط ؛ وذلك عن طريق آليات تحميل الوقائع اكثر من دلالاتها ؛ وتغييب بعض التفاصيل ؛ و إنما يسعى إلى عسكرة الآخرين للمحاربة معه . إن كل آليات خطاب الصافي هنا توصل إلى النتيجة البسيطة والتي أعلنها الآخرون دون حذلقة ؛ وهو أن عادل عبد العاطى يصفي مشاكل شخصية له – أو لأصدقائه – مع الحزب ؛ وان مساهماته تحكمها لوثة العداء للحزب الشيوعي . ألم يكن الصافي قادرا على الوصول إلى هذه النتائج المبسطة دون الغرق في كل هذه الحذلقة اللفظية عن المعلن والمغيب من التفاصيل والدلالات الكامنة والمفترضة للوقائع وغيرها من الترهات ؟

    يحاول الصافي كذلك ؛ أن يصور الوقائع التي ذكرتها ؛ دون أن اقدم تحليلا موسعا لها ؛ في مقالي عن اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي ؛ بصورة مسطحة . فيذكر في ذلك "فرسم الكاتب صورة عبارة عن شخص واحد تسبب في كل المشاكل ؛…؛ هذا الشخص له صفة الانتشار في كل الهيئات تاريخيا وجغرافيا وعلي مستوي كل الفروع فهو نفسه الذي كال التهم لامجد ولعلي عمر وله هو شخصيا " .

    ومما لا ريب فيه أننا في رصدنا لممارسات اغتيال الشخصية ؛ لم نسع إلى شخصنتها ؛ لا في صورة فرد بعينه ؛ ولا في صورة شخص افتراضي ثابت وممتد في الزمان والمكان ؛ كما يحاول أن يوحي بذلك الصافي . لم نفعل ذلك ؛ لمعرفتنا بأنه في داخل الحزب الشيوعي تتصارع ثلاثة شخصيات رئيسية ؛ تجد تمثلها وسط القيادة والعضوية ؛ وفي سياسة الحزب ؛ وهى شخصيات السياسي – الإصلاحي ؛ والشيوعي السلفي ؛ والماركسي الثوري . وفي اعتقادنا أن الشخصية التي تسيطر الآن ؛ والتي كانت لها الغلبة في معظم تاريخ الحزب الشيوعي السوداني ؛ هي شخصية الشيوعي السلفي ؛ وهى المسؤولة عن ممارسات اغتيال الشخصية وعن سيادة منهج الجمود في الحزب . ولأهمية هذه الثيمة نوسعها في الفقرات التالية .

    فعضو الحزب الإصلاحي – السياسي ؛ هو إنسان أتى إلى الحزب الشيوعي من مواقع سياسية ؛ وهو ذو أفكار ليبرالية في الغالب الأعم ؛ وما وصوله إلى الحزب الشيوعي إلا لانعدام البديل اليساري أو الوسطى عن الأحزاب الطائفية والأصولية . وهو في فكره وسلوكه يتميز بقدر كبير من المرونة ؛ وليس له تمسك عميق بأسس الماركسية ؛ وهو ذو اتجاهات وسطية و إصلاحية وعملية في المقام الأول ؛ في تعامله في الحزب أو وسط الجماهير .

    أما الشيوعي السلفي ؛ فهو شخصية دوغمائية وتقليدية ومتحجرة . أتى إلى الحزب الشيوعي من مواقع رسالية ؛ ويرى في الحزب مصدر وجوده ؛ ولا يرى لنفسه موقعا للعمل او النشاط خارج صفوفه . وهو في الغالب ذو معرفة متوسطة بالماركسية ؛ لكنه يتمسك بحزم بمقولاتها وشعاراتها ؛ وان كان ذلك في صيغتها الستالينية . وهو شخص غير راغب في التغيير ؛ وغير متسامح مع الرأي الآخر في الحزب أو المجتمع . ورغم ثوريته اللفظية إلا انه قادر على تبرير اكثر الممارسات يمينية ؛ إذا ما أتت من قيادة الحزب المعصومة بنظره . وهو في الغالب الأعم ذو نظرات اجتماعية تقليدية ومحافظة ؛ وان كان يحاول تبريرها من خلال المصطلحات الحزبية .

    أما الشخصية الثورية ؛ فهي شخصية مصادمة وناقدة ؛ وذات مواقف يسارية واضحة في فكرها وسلوكها الاجتماعي ؛ ومعادية هي باستقامة لليمين السوداني ولليمين داخل الحزب . وهى ورغم التزامها النظري والعملي بالماركسية ؛ إلا أنها على استعداد للتضحية بها إذا وقفت عقبة في طريق العمل الثوري .

    إننا لا نعلن سرا إذا قلنا ؛ انه بطبيعة المجتمع السوداني ؛ وبطبيعة العلاقات القائمة في الحزب ؛ فان الشخصية المسيطرة وذات الأغلبية ؛ هي شخصية الشيوعي السلفي . ورغم انه من الصعب الحديث عن وجود هذه الشخصيات في انعزال تام عن بعضها ؛ او عدم وجود نماذج شخصية أخرى ؛ إلا أن هذه الشخصيات الثلاثة هي الطاغية ؛ وتتشكل القيادة الحالية للحزب وأغلبية كوادره وعضويته الحاليين حصرا من ممثلي الشخصية السلفية .

    إننا بهذا التحليل ؛ والمعتمد على تحليلات عبقرية لأنماط الأعضاء وسلوكياتهم في الحزب لعبد الخالق محجوب " راجع إصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير " ؛ وعلى معرفتنا واحتكاكنا بهذه الأنماط ؛ وبقراءات نفسية واجتماعية لنا ولغيرنا ؛ قد توصلنا إلى أن الحزب الشيوعي السوداني حاليا هو حزب تقليدي يميني ؛ شيوعي – ستالينى ؛ لا ماركسي . وان الشخصية السلفية المتحكمة فيه والغالبة عليه ؛ تقف حجر عثرة أمام أي تطوير له أو إصلاح فيه ؛ إن كان ذلك كما يريد له البعض في اتجاه إصلاحي ؛ أو في اتجاه ثوري كما أردنا نحن . وعلى هذه الخلفية يأتي فهمنا لكل ممارسات الحزب السلبية من إرهاب فكرى واغتيال شخصية وانفصام ما بين الثورية اللفظية والممارسة اليمينية ؛ وغيرها من أمراضه وسياساته الحالية . ومن البديهي أن هذه الشخصية الافتراضية للشيوعي السلفي المذكور ؛ لا تعفي من المسؤولية الفردية لكل من يساهم في تثبيت هذه الممارسات و إعادة إنتاج هذه السياسات .

    يكتب الصافي " رسم الكاتب هذه الصورة ببراعة فائقة لا تفوقه فيها سوي براعته في تفريغ المصطلحات من معانيها فبالاستفادة من وجود معرفة سابقة لهذه المصطلحات لدي المتلقي يعتمد الكاتب علي تثبيتها وفق ما يراه ومثال لذلك ((اغتيال الشخصية الذي يتحدث عنه))"
    ان الصافي مرة أخرى لا يقدم أدلة على كلماته المتلاعب بها ؛ فهو يزعم ان الكاتب يفرغ المصطلحات من مضامينها ؛ ويضرب لذلك مثالا واحدا ؛ وهو اغتيال الشخصية الذي يتحدث عنه؛ وسنحاول هنا أن نثبت خطل ادعاء الصافي ؛ ومنهجه في تحليل النص .

    لقد أشرنا نحن في بداية مقالنا" اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السودانى " بتحديد استعمالنا للمصطلح بدقة ؛ فقدمنا تعريفنا التالي :
    << واغتيال الشخصية هي مجموعة من الممارسات الهجومية ؛ التي ترمى إلى تصفية الخصم اجتماعيا ؛ لا إلى التحاور معه أو الجدل الفكري أو السياسي مع آراءه ومواقفه . وتستخدم فيها الإشاعة والتشنيع والاتهامات المجانية التي تتعلق بشخصه وأمانته و أخلاقه ودوافعه؛ كما يتم فيها استخدام نصف الحقائق والأكاذيب والروايات الملفقة وغير المثبتة ؛ كل ذلك بقصد اغتيال شخصية الخصم وتصفية مصداقيته وحرق صورته الاجتماعية في الحياة العامة .>>

    إن الصافي لو كان حريصا على مصادراته ؛ لاثبت واحدة من التالي :
     إن مصطلح اغتيال الشخصية الذي نستعمله ؛ لا يستقيم والتعريف الذي قدمناه له .
     إن الممارسات التي أشرنا إليها في ثنايا المقال صحيحة ؛ لكنها لا تنطبق مع التعريف الذي قدمناه .
     إن الممارسات التي أشرنا إليها غير صحيحة أو مبتورة ؛ وهى بذلك تخرج إطلاقا عن دائرة المصطلح والتعريف .

    إلا إن الصافي لم يذهب إلي ذلك كله ؛ وذلك في منهجه المعتاد في البعد عن التحديد والوقائع ؛ والبحث عن المكنون من الرغبات . إننا لا نعلم وليس في إمكاننا أن نعلم إن كان للمتلقي معرفة سابقة للمصطلح أم لا ؛ ولذلك قمنا بتحديد تعريفنا له ؛ والتزمنا بذلك التعريف ؛ وهذا حسب علمي من ابجديات قواعد العلم والعمل المنهجي . إن المتلقي له الحق في أن يحاسبنا إذا ما رأى أن المصطلح لا يطابق التعريف لاسباب لغوية أو منطقية ؛ أو أن الوقائع لا تلائم التعريف ؛ أو إذا كان له شك في الوقائع . أما ادعاء الصافي بتفريغ المصطلحات من معانيها ؛ فلا يدعمه دليل ؛ لا من المثال المزعوم الذي قدمه ؛ ولا من أي شواهد أخرى .

    في النهاية يذهب الصافي ؛ في اكتناه خطير لنفسيتنا ؛ ولمصدر أفعالنا ؛ فيقول : "ونري الجذور الأساسية لرغبة الاختلاف عند الكاتب إذ يبدو إنها هي نفسها التي دفعت الكاتب بادئا ذي بدئ للدخول في (( ولا نقول للانتماء إلى))الحزب الشيوعي السوداني ." إلى أن يقول " فلكونه حزبا مختلفا عن سائر الأحزاب السياسية السودانية .ولكونه_الكاتب_مختلفا عن سائر السودانيين كان لا بد وان يدخل في هذا الحزب المختلف فقط ليختلف معه ."

    إن هذا المقطع ؛ والذي لا يسنده دليل ؛ يذهب إلى إننا نختلف لمجرد الرغبة في الاختلاف . بل يذهب اعمق من ذلك ؛ ويزعم أننا لم ننتم إلى الحزب الشيوعي منذ البدء ؛ و إنما دخلناه فقط ؛ وهو تماهى ومحاولة للتناص مع الآية الكريمة " قالت الأعراب آمنا ؛ قل لم تؤمنوا بل قولوا أسلمنا ؛ ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " . و لعمري أن هذا منهج في اللعب بالكلمات من طرف الصافي على مستوى مبالغ . أننا لا نتفق البتة على أن الحزب الشيوعي مختلف عن الأحزاب

    السودانية ؛ وان حسبناه كذلك ذات يوم ؛ فهو مثلها أو اكثر منها تقليدية ويمينية ورجعية . كما أن انتمائنا لم يكن يوما لحزب أو قيادة ؛ و إنما لمبادئ وقيم ؛ ولا نزال ننتمي إليها رغم التحولات التي اعترت البعض ؛ والتي ستعتري آخرين. وما دخولنا إلى حزب أو خروجنا منه إلا التزاما بهذه المبادئ والقيم ؛ وليس للتعامل مع الحزب صنما يعبد ؛ كما يذهب إلى ذلك السلفيين من الشيوعيين وغير الشيوعيين . كما أننا لا نزعم الاختلاف عن باقي السودانيين ؛ بل نحن متفقون مع الكثيرين ومختلفين مع آخرين ؛ حسب موقعنا وموقعهم الفكري والسياسي والاجتماعي . إن الزعم إذن بأننا دخلنا الحزب "المختلف " ؛ لمجرد أن نختلف معه ؛ لهو فرية كبرى . إننا لم نختلف مع الحزب إلا لما تبين لنا اختلاف الممارسة فيه عن النظرية ؛ واختلاف المعلن عن الكائن ؛ واختلاف الفكرة الثورية والفعل الثوري عن التحنط الحجري والموات الفعلي ؛ و حينها كان الاختلاف ؛ و ما كان يمكن ألا يكون .

    مع التحية لفرويد على الطريقة الشيوعية .

    عادل عبد العاطى
    27 أكتوبر 2002
                  

01-05-2003, 05:41 PM

Khalid


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Abdel Aati)

    الصديق عادل
    تحدثت اليوم مع الصديق الحبيب د صدقي كبلو وهو لديه رغبه شديده في الاشتراك في البورد والرد علي ما يطرحه عادل واخبرني ان أميله الشخصي معك برجاء الاتصال عليه وترتيب الموضوع معه وانا واثق من مساعدة الصديق بكري ودعمه للاشتراك
                  

01-05-2003, 06:13 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Khalid)

    الاخ خالد

    تحية طيبة

    سارسل عنوان الدكتور صدقي الى بكرى ؛ ولا شك انه سيضيفه للبورد بسرعة ؛ فى انتظار ذلك ؛ اتسائل لماذا لا يشارك الشيوعيون بالبورد فى هذا النقاش ؛ ام ان الصمت من ذهب فى عرف البعض ؟

    عادل
                  

01-05-2003, 06:54 PM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Abdel Aati)

    الاخ العزيز عادل عبد العاطي
    أطيب تحية لك ولكل المشاركين
    واغفر لي عدم المشاركة في بوستاتك الاخيرة هنا او في منابر أخرى
    وذلك لظروفي الخاصة وقلة دخولي الشبكة هذه الايام رغم إهتمامي بما تكتب والذي برأي نقد موضوعي في عدد من النقاط
    وإتهامات لا أساس لها من الصحة ومردود عليها سافندها لاحقًا
                  

01-05-2003, 08:18 PM

امبدويات
<aامبدويات
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 2055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: bunbun)

    العزيز عادل عبد العاطى نحنوا كجيل شبابى فى الحزب الشيوعى السودانى نتقدم اليك بالشكر فى نقدك فى ممارسات وتجربة الحزب الشيوعى وسوف يتسع صدرنالكل ماتكتبة لان الحزب الشيوعى الان فى مرحلة تحول وتجديد ولهذا نسعد كثيرا فى توضيح عيوب حزبنا اكثر من الاشادة حتى نستفيد من تلك التجربة وتن كان هناك نقاط كثيرة قد ارودها كثيرون ممن تركوا الحزب الشيوعى السودانى ونحنوا فى المسكوت عنه والذى لم يورد
    ثانيا وبما انك عضو فى قوات التحالف والتى اندمجت فى الحركة الشعبية لتحرير السودان نعتقد لكل تنظيم سياسى عيوبه واخطائه وانا اعتبر قوات التحالف تنظيم معى فى خندق واحد ولا اريد ارسال ساهم الاتهامات له وخاصة فى مايختص بمسالة انتهاكات حقوق الانسان والذى يقوم بتهمة اغتيال الشخصية الحزب الشيوعى واتمنى ان تعرف الطريقة التى كان يتعامل بها مقاتلى مجد مع قوات التحالف فى الشرق واقول اليك تلك الممارسات انا موثقها من اعضاء كانو فى تنظيم التحالف وهربو
    ويمكن الانسان يقول الكثير
    على كل نحنوا مهمومين هذه الايام بماوصلت اليه مساهمات الزملاء والاصدقاء وكل من كتب فى المناقشة العامة وفى انتظار مزيج من النقد من اجل حزب افضل
                  

01-05-2003, 09:35 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: امبدويات)

    الاخ بن بن

    تحياتى وشكرا على المساهمة

    يهمنى كثيرا معرفة رايك ؛ قيما تعتقده نقدا ايجابيا وما تظنه اتهامات خالية من الصحة

    يهمنى كذلك لو تكرمت وابديت رايك فى مسالة بيان الحزب الشيوعى فرع هولندا ح حيث ان تجاهلها هو ما دفعنى لاستقصاء ممارسات اعتيال الشخصية وتشويه الحقائق فى ممارسات الحزب الشيوعي

    الاخ امبدويات

    تحياتى وشكرا لمساهمتك

    لا يزعجنى ان تناقش الاتهامات بخرق حقوق الانسان الملصقة بالتحالف ؛ وستجدنى اول المرحبين بايضاح الحقائق فى هذا الامر ؛ اذا ما كانت هناك حقائق

    عن المناقشة العامة فارجو لكيما نكون محددين ان تدلى برايك فى ممارسة فرع الحزب الشيوعى السودانى فى هولندا ؛ وبيانه الكاذب والمغرض ؛ لنفس الحيثيات التى ذكرتها للاخ بن بن

    مع تقديرى

    عادل
                  

01-05-2003, 09:55 PM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Abdel Aati)

    يبدو أن الاستاذ عادل عبد العاطى وقع فى فخ الاتهامات التى يدينها ومارس نفس الاساليب التى سعى لاستقصاءها من جهة الحزب الشيوعى واذا تتبعنا نحن مثل هذا النهج فى كل الاحزاب السودانيه االتى تواجه النظام الحالى سوف لن نتفرغ للمعركه الاساسيه ويبقى همنا الاساسى التخذيل نيابه عن حزب الجبهه والحكومه وحركة التحالف وقوات التحالف التى ينتمى اليها عادل لهما من المثالب والعيوب وقال بعض اعضاءها فى بعض اعضاءها السابقين مالم يقله مالك فى الخمر ولكن لا اعتقد ان هذا وقت مثل هذا الصراع يبحث الناس حاليا عن ما يوحد لا ما يفرق وبعد ذلك لكل حادث حديث
                  

01-06-2003, 06:01 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Abdel Aati)

    الاخ عادل
    المحترم
    يبدو انك في مقابل تصميمك على مواصلة "حملة عبد القيوم الانتقامية" على راي بشرى الفاضل ، لم تعد تعتني بما فيه الكفاية بما تستصحب من ادلة وبراهين، واحداث لا ترقى كثيراً لمستوى الجريمة، ولكن نبرةالتشفي في حد زاتها تضيع الكثير من الاسئلة الحيوية0 اعلم ان كثيرون مثلك سبق لهم طرق مثل هذا الطريق الوعر، ومن اشهرهم واكثرهم تاثيراً على القراء دكتور منصور خالد ، ولكن في زحمة المبارزة ضاع منه السؤال الذي ظل بلا اجابة حتى اللحظة؟ لماذا ظللت ساكتاً مبتلعاً صوتك قرابة الاحدى عشر عاماً كنت شاهدا فيها عن قرب علىمذبحة الحزب الشيوعي، مذبحة الجزيرة ابا، انقلاب حسن حسين والكثير المثير من الانتاكات التي تمت في الفترةالمايوية0
    اخاف ان يكون هذا هو السؤال التقليدي الذي سوف يواجهك به كل من يطلع على هذه الحملة، لماذا كل ذلك وانت احد شهود العيان لما تحكي، ولماذا كل هذا الصمت طيلة انضمامك للحزب /، مع العلم ان كثير من هذه الانتهاكات تمت حتى قبل ولادتك شخصيا ناهيك عن كون انك احد اعضاء الحزب0
                  

01-06-2003, 06:41 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: atbarawi)


    يخيل لي أن السودانيين في تناولهم للقضايا السياسية يضعون في أذهانهم هدفا واحدا وهو ترك إنطباع جميل لدى المتلقي وبعدها لا تهم المصلحة العامة. والخاسر الأوحد في مثل هذه التراشقات هو قوى اليسار بصفة عامة من قوى حديثة وتقدمية..وقد سرني ما قاله لي صديقي عبدالوهاب همت بخصوص بيان الحزب الشيوعي في بولندا أنه يحترم الزمالة القديمة ولن يدخل معهم في منازلات لن تفيد أحد
                  

01-06-2003, 07:01 AM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: atbarawi)

    الاخ العزيز عادل
    كما وعدتك ... إنتظر مني رسالة اكثر تفصيلا
    أو مداخلة أكثر تفصيلا
    فيما يخص بينان فرع هولندا أفيدك بأنني قمت بإنزال البوست على دسك وسأقوم بدراستة
    لكن هذه لمحة عامة
    الحزب - أيب حزب يتكون من مركز وفروع وهيئات
    الفروع السكنية وفرع حزب ما في مدينة ما هو ممثل الحزب في تلك المدينة فيما يخص شئونة اليومية وليس الخط العام والبرنامج واللائحة... إلخ الاساسيات
    وأنت ما أن تنضم لحزب ما يصبح لديك كامل الحقوق والواجبات هذه واحدة الثانية من أين تأتي عضوية الحزب من صلب جماهير الشعب السوداني بكل ما تحتوي هذه الكلمة من معاني وتتعدد أسباب إنضمام الافراد للأحزاب وتختلف الرؤى والمشارب وبالتالي تطفح الصراعات التي قد تتسم بجوانب شخصية وبإنطباعات في واحدة او اكثر من جوانب الصراعات
    يناضل الجميع داخل وحول الحزب الشيوعي السوداني لإيجاد أسس وضوابط لأي صراع وفي ذلك للحزب أرث جدير بالإشادة من حيث مبدئية الصراع وكونه صراعًا فكريًا ضد الانحرافات وشخصنة الصراع
    قد تجد في أي حزب ما عضوية فرع حديثة الانضمام بالكامل او بالغالب أو على مستوى أصابع اليد الواحدة
    وانت كنت عضو في الحزب الى وقت قريب وتعلم الكثير مما يعانية الحزب في جوانب عديدة من بطء في الايقاع في هيئات او فروع وإتصالاها ببقية الفروع وذلك لأسباب مفهومة لكل زي بصيرة في ظل واقع سري وأمني معقد
    فالجبهة منذ استيلائها على الحكم لا هم لها الإ تدمير الحزب في افراده وتجفيف موارده المالية وغيرها
    هذا الواقع السري والتأميني نقطة أساسية
    انا لا ابرر ولا ادافع الان لأني لم أقم بدراسة الموضوع بعد هذه لمحة من قراءة بعض اجزاء من البوست المعني
    لكن بالضرورة يا أخ عادل أن أعبر لك عن إستيائي البالغ من نشرك لبعض أسرار الفرع المعني على صفحات الانترنت في خدمة مجانية تقدمها لسلطة الجبهة الاسلامية القومية التي أعتقد أنها تعاديك أنت ايضًا كما تعادي الحزب الشيوعي وأفترض أنك ضدها جملة إن لم يكن جملة وتفصيلا فهل تعتقد أن اسلوبك في مناقشة الحزب ونقده تمر عبر بوابات منتديات نقاش عامة يرتادها اعضاء ليس لهم أدنى علاقة بالحزب وبعضهم ليس له أدنى علاقة بالفرع المعني ولا خلفياته
    كما يرتادها جهاز الامن وغيره من اجهزة السلطة
    انا بتقديري ان ما قدمت عليه لا يحترم تاريخك بالحزب فالكثيرين اختلفوا وغادرو صفوف الحزب وقاموا بكتابة ارائهم وانصرفوا بالمقابل ومنذ جيل أحمد سليمان وقبله الذين باعوا اصول الحزب واسراره لحزب الجبهة سيكتبوا في كتاب الثورة بأشنع الاوصاف
    وكنت أتمنى أن لا تكون مثلهم خاصة ولك تاريخ جيد بالحزب من حيث المساهمات الفكرية حسب ما قرأته لك
    وأواصل
                  

01-06-2003, 12:36 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: bunbun)

    الاخوة المشاركين

    التحية لكم جميعا ؛ وشكرا على الساهمات

    ود الزين :

    لقد كتبت
    -------------
    يبدو أن الاستاذ عادل عبد العاطى وقع فى فخ الاتهامات التى يدينها ومارس نفس الاساليب التى سعى لاستقصاءها من جهة الحزب الشيوعى
    --------------
    ارجو ان تدلنى على اى من الاتهامات الكاذبة التى مارستها ضد الحزب الشيوعي ؛ واكون لك شاكرا ؛ وانا على استعداد لمزيد من التوثيق ؛ فكل ما كتبته عليه وثائق وشهود

    الاخ عطبرواى
    كتبت
    --------
    يبدو انك في مقابل تصميمك على مواصلة "حملة عبد القيوم الانتقامية" على راي بشرى الفاضل ، لم تعد تعتني بما فيه الكفاية بما تستصحب من ادلة وبراهين، واحداث لا ترقى كثيراً لمستوى الجريمة، ولكن نبرةالتشفي في حد زاتها تضيع الكثير من الاسئلة الحيوية0
    --------

    كان لعبد القيوم الحق فى حملته ؛ الا انى لا امارس اى نوع من الانتقام .. واذا سلمنا جدلا بذلك ؛ فارجو ان تدلنى لماذا انتقم ؛ حيث ان الانتقام ياتى ردا على فعل تعرض له المنتقم ؛ ويود لو ياخذ بثاره؛ لكن من الافضل اكثر من هذا لو قلت لى اين يتضح عدم العنايةبالادلة والبراهين ؛ وكيف تصنف الاحداث التى ذكرتهاوالتى لا ترتقى الى مستوى الجريمة برايك ؛ اما نبرة التشفى ان وجدت فلا ينبغى ان تضيع ايا من الاسئلة الحيوية

    حديثك عم الدكتور منصور خالد لا تعليق لى عليه ؛ وان كان تشبيهك لى به يقترض انك تشبه الحزب الشيوعى بنظام مايو ؛ فهل هذا هو غرضك ؟ اعتقد ان لا ؛ ولكنه خطل التشبيهات العشوائية والتى لا تستقيم

    سؤالك لى لماذا وانا شاهد عيان على ما احكى - وان كان بعضه تم قبل مولدى كما تقول - كمن صامتا ؛ اجيب عليه باننى لم اكن صامتا ؛ وقد حاولت قدر المستطاع الحديث عن كل ذلك عندما كنت داخل الحزب ؛ ولو قرأت المقال بتمعن لوجدت اثرا من ذلك ؛ والمسالة الثانية ان وعيي قد كان محدودا بحدود تجربتى ؛ ولا يزال ؛ واخيرا فمن الافضل ان اتكلم متاخرا ؛ عن الا اتكلم على الاطلاق

    ليس المهم الان انا ؛ ولكن المهم ما هو رايك انت فى مثل هذه الممارسات ؛ وهل تتفق انها موجودة فى الحزب الشيوعى ؛ وهل يجب فضحها ونقدها لو وجدت ام التكتم عليها ؛غض النظر عن دوافعى الشخصية "الانتقامية" ؟

    بناديها

    من الاولى ان توجه خطابك - السليم فى مجمله - لفرع الحزب الشيوعي فى هولندا ؛ وهو الذى اطلق المارد من القمقم ؛ وان توجهه للحزب الشيوعى فى مجموعه ؛ وهو الذى يتراشق مع قوى اليسار الاخرى ؛ وموقف الاستاذ عبد الوهاب همت النبيل ؛ لا يقلل باى حال من ضرورة مطالبة فرع هولندا - وليس بولندا - باصلاح بيانه والتراجع عن كذبه

    بنبن

    شكرا وفى انتظار مداخلتك

    رغم قرائتك السريعة للافادة وللوثائق الملحقة ؛ فحتى الان لم اسمع رايك الناثد لفرع هولندا ؛ وان كان كل ما قدمته من تبريرات لا ينطبق على فرع هولندا ؛ فقادته مخضرمين فى الحزب ؛ ووسائل الاتصال مع قيادات الحزب بالخارج متوفرة ؛ وليس هناك من عذر لهم فى ايراد هذه البيانات الكاذبة او اصدار هذا البيان المغرض ؛ وعندى ان موقف الادانة لهم هو اقل ما يجب ان يقوم به كل سودانى ؛ ناهيك من اعضاء الحزب الشيوعى

    من الحهة الاخرى فانك وجدت الفرصة لتعبر عن استيائك البالغ لنشرى "لاسرار الفرع المعنى " ؛ ولا اسرار ولا يحزنون ؛ وانما هى اسماء من اصدروا البيان ونشطوا فى توزيعه ؛ وكان الاحرى بك ان تسالنى لماذا نشرت اسماؤهم ؛ اذا لم تفهمها بنفسك

    نشرت انا هذه الاسماء ؛ بعد ثمانية اشهر من المخاطبات لهؤلاء الناس ليصححوا موقفهم ؛ ورفضهم التام لذلك ؛ واذا كانوا فى الباطل قد مضوا ونشروا اسماء اخرين بالكذب والدسيسة ؛ فاننا فى الحق لن نقل جراءة عنهم ؛ ومن الاحرى ان تنشر اسماؤهم للتاريخ ؛ وحتى يتحملوا مسؤولية مايكتبوه و ينشروه

    الحديث عن النظام واجهزته عير مقنع لى ؛ وخصوصا ان كل من خاطبتهم وذكرت اسماؤهم مقيمين بالخارح ؛ ويتمتع العديد منهم بحق اللجوء السياسى ؛ هذا الذى يعيبوا به الاخرون ؛ ولذلك فان التحجج بالاجهزة الامنية ليس هنا ذو موضع ؛ ويبقى السؤال هل هناك مسؤولية للكلمة ام لا ؛ولاحظ انهم هم من بداؤا بنشر الاسماء
    اما الشفيع خضر ومحمد مراد والتجانى الطيب وخالد حسن التوم فعناصر جماهيرية معروفة يكتبوا ويتحدثوا باسم الحزب ويمثلوه علنيا

    لاحظ اننى كان بامكانى ان انشر كل ما نشرت باسم مستعار ؛ ولكنى مع الشفافية فى العمل السياسي ؛ ومع ان يتحمل الانسان مسؤولية ما يكتب ويقول ؛ صوابا كان ام خطا ؛ وهذا هو المنهج السليم الذى لم يفهمه البعض


    حديثك عن احمد سليمان ومن باعوا اصول الحزب فى المقارنة معى ارفضه جملة وتفصيلا ؛ واطالبك بالتراجع عنه ؛ حيث انى لم ابع شيئا للحزب ؛ ولم اشهد ضد احد امام محمكمة ديكتاتورية ؛ ولم استوزر ؛ ولم احرض على قتل الابرياء ؛ بل دافعت عمن انتهك الحزب الشيوعى فى المواقف التى ذكرتها حقوقهم وكرامتهم ؛ فارجو ان تسحب حديثك عن احمد سليمان وكل فقرتك الاخيرة؛ وان لا يتم تكرار ما تم فى البورد الاخر من الاساءات الشخصية والاتهامات غير المؤسسة

    مع تقديرى للجميع

    عادل

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 01-06-2003, 01:03 PM)

                  

01-06-2003, 01:02 PM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Abdel Aati)

    الاستاذ عادل
    لا اود الحديث عن الاتهامات الكاذبه ولم اتحدث عن الكذب والمصداقيه فى كلامى ولكن تحدثت عن المبدأ فى اثارة مثل هذه المواضيع فى هذا الوقت بالتحديد فالحزب الشيوعى ليست معصوم عن الاخطاء ولا قوات التحالف التى تدافع عنها بالحق وبالباطل وتحمل سيف معركتها ضد رفاقك القدامى بدلا ان توجهه الوجهه الصحيحه ولا حزب الامه ولا الاتحادى ولا اى حزب فى الدنيا ولكن اصلاح الاخطاء والنقد البناء له زمانه ومكانه ولا احد يغمطك حقك فى تناول ما تراه بالنقد ولكن اخشى ان يكون غرضك الرمى بالحجاره والسهام الحاده المسمومه التى تهدف للقتل لا البلسم الهادف للشفاء ,انا انظر بعينى الى الحكومه ومؤيديها واعضاء الجبهه عموما وهم يقرأون موضوعاتك هذه يضحكون تلك الضحكه الترابيه الشهيره ويبتسمون ابتسامه صفراء ويقولون اللهم رد كيدهم فى نحرهم والشماته تملأ قلوبهم وعقولهم ويقولون ايضا حوالينا ولا علينا .
    كلما قلبت العقل لم اجد غرضا مقنعا حسب من هذه الحمله , هل ترغب فى استفزاز الآخرين ليردوا عليك بالمثل ومن ثم تتناسل الردود , احمد للطرف الآخر بعد النظر والحكمه والنأى للآنجرار لمعركه من غير معترك واتمنى ان تكون بقدر هذه الحكمه .
                  

01-06-2003, 05:40 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: wadalzain)

    الاخ زد الزين

    لا اعرف لى دفاعا بالباطل غن قوات التحالف ؛ بل على العكس ؛ لقد كنت من الناقدين لما رايته من اخطاء فيها وعلى منابرها ؛ من مؤتمرات ونشرات ؛ وحسبك ان تقرا رسالتى المفتوحة التى رفعتها الى التنظيم فى عام 1999 ؛ او مقالى عن ذكرى التحالف السابعة والذى نشر فى مجلة فجر الثورة ؛ او رسالتى لهيئة تحرير فجر الثورة بخصوص هجومها على الاخوين جمال هاشم والهادى عبدالله والتى نشرتها الى كل المهتمين

    كما لا اعلم عن صراع بين الحزب الشيوعى والتحالف ؛ لكيما احمل سيف معركة الاخير ضد الاول ؛ وقد يكون اختلط عليك الامر ؛ فالبيان المذكور من فرع هولندا للحزب الشيوعى قد كان هجوما على اعضاء فى حركة القوى الديمقراطية الجديدة ( حق ) والتى لست عضوا فيها

    بالنسبة لى فالجبهة زائلة والحزب الشيوعى زائل والتحالف زائل ؛ وما يتبقى هوالشعب و كلمة الحقيقة ؛ لذلك تجدنى اكثر حرصا عليها من حرصى على رضا الشيوعيين او غضب الجبهويون ؛ اما اذا كنت ترى فى كل هذا تحريفا للصراع ؛ فكان من الاولى ان توجه نقدك لفرع هولندا وللحزب الشيوعى ؛ لانهم المسؤولون عن هذه الممارسات وهم من بدأ الصراع

    لا ازال فى انتظار ان تقول كلمة واحدة عن فرع الحزب الشيوعى بهولندا وبيانه الكاذب ؛ او عن الممارسات التى ذكرت

    مع شكرى

    عادل
                  

01-06-2003, 06:09 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Abdel Aati)

    شكرا لهذا البوست اخ عادل
    ما ان يكون هناك نقد بناء علي الحزب الشيوعي نجد ان معظم الاعضاء المتبرعين بالرد يميلون الي الهجوم علي صاحب المقال وترك الموضوع المثار وتفنيد النقد بطريقة موضوعية واللجو مباشرة الي تكزيب الامور وحتي لو كانت بالوثائق التاريخية
    بالرغم من التمشدق دوما بان الحزب الشيوعي يقبل النقد الموضوعي ويرد عليه ولا هذا مجرد كلام فقط والدليل علي ذلك مثل الردود الواردة في جميع البوستات التي تهاجم ناقدة الحزب الشيوعي
    هل لان الحزب الشيوعي درج علي نقد الكل واطلاق الاتهامات يمين ويسارا ولا يتوقع ان يكون هناك هجوما عليه
    ام لانه اكبر من ان ينتقد
    ام لان عضوية الحزب الشيوعي عضوية نوعية منتقاة
    ام لان الجمل لا يري عوجة رقبته
    وهذه امثلة للبوستات التي تحولت بقدرة قادر الي مهاترات
    الجبهه الأسلاميه والحزب الشيوعي وطرة كتابة

    http://www.sudanaforum.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?
    seq=msg&board=2&msg=1017733696&func=flatview

    الشيوعية وادمان الفشل

    سؤال قديم جديد للحزب الشيوعي
                  

01-06-2003, 06:21 PM

Mandela

تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 755

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Abdel Aati)

    أشرت الى نقاط مثيلاه للاهتمام يا عادل
    للاسف انزلق النقاش لتجريم أشخاص و تبراتهم
    كنا نتمنى ان نتحدث عن الشعب فههو باق و ما غيره زائل
    و لا مش كده يا عادل
                  

01-06-2003, 09:46 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني (Re: Mandela)

    الاخ اساسي

    شكرا للمساهمة ؛ وكنت قد تابعت بعض النقاش الذى دار فى البوستات التى اشرت اليها ؛ ورغم اختلافى مع بعض اطروخاتك ؛ الا انى اتفق معك تماما فى انعدام الروح النقدية فى اعلب عضوية الحزب الشيوعى ؛ واحمد الظروف التى لم تريك مستوى الحوار الذى دار فى البورد الاخر حول مواضيع مشابهة

    الاخ مانديلا

    اتفق معك تماما

    عادل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de