من يجرؤ على مواجهة الحقيقة المرّة؟ /// هاشم صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-25-2003, 02:22 AM

hasan_6

تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
من يجرؤ على مواجهة الحقيقة المرّة؟ /// هاشم صالح

    من يجرؤ على مواجهة الحقيقة المرّة؟
    هاشم صالح
    عندما اقرأ كلام المثقفين العرب أو الغربيين بعد الأحداث الأخيرة يصيبني الذهول احيانا. فالكثيرون منهم لا يرون من الكأس إلا نصفها الملآن أو الفارغ ويرفضون رؤية النصف الآخر. بالطبع هناك استثناءات لحسن الحظ في هذه الجهة أو تلك. وهي استثناءات واعدة بالمستقبل وبإمكانية الحوار والتعاون البنَّاء يوما ما. ولكن ما أتحدث عنه هو التيار العام الغالب.
    فالكثيرون من المثقفين الفرنسيين يقدمون تحليلات جيدة عن المسألة العراقية، ويدينون الديكتاتورية المرعبة التي مورست هناك لمدة ثلاثين سنة. ويستغربون كيف يمكن للجماهير العربية ان تنزل الى الشارع وهي تحمل صور الديكتاتور الذي خنق المجتمع المدني والحريات، وأنا استغرب مثلهم واشعر بالألم أكثر منهم ولا يكادون يفهمون أو يصدقون ما تراه أعينهم. وعندئذ يستنتجون ان العرب شعب مضاد لقيم الحداثة والحرية والنزعة الانسانية، ولكنهم لا يقولون كلمة واحدة عما يحدث في فلسطين! انهم يمرون عليها مرور الكرام. بل يعتبرون ان ما يحدث هناك ليس فقط منذ سنين وانما منذ عشرات السنين شيء طبيعي ولا يستحق الذكر.. فالشيء غير الطبيعي هو ان تقاوم الاحتلال والاستيطان او تحتج عليه. والشيء الطبيعي هو ان احتل ارضك قطعة قطعة، وشبرا شبرا حتى النهاية. منطق معكوس يريد الغرب ان يفرضه عليك وكأنه منطق صحيح لا يناقش ولا يمس.
    كيف يمكن لمثقفين وفلاسفة وأساتذة جامعات ان يسكتوا عن ذلك؟ لماذا لا يصدر عنهم أي احتجاج ضد سياسة شارون وموفاز وغيرهما؟ اني افهم ان يدينوا قوى التطرف والظلامية في الجهة العربية والاسلامية، بل اشاركهم في ذلك. ولكن لماذا لا يدينون العدوان والتطرف اذا ما جاء من جهة اليمين الاسرائيلي والاصولية اليهودية؟ هل هناك أصولية افضل من غيرها؟ ثم لماذا لا يعترفون بمفهوم الحقيقة عندما يتعلق الأمر بقضية فلسطين؟!
    ألا يعلمون ان مجرد وجود شارون في الجهة الاسرائيلية يبرر وجود صدام وبن لادن في الجهة العربية والاسلامية؟ وهل كان الناس سيرفعون صورهما في الشوارع العربية لولا الاستيطان والعدوان المستمر منذ خمسين سنة وحتى الآن؟ لو اراد جورج بوش لجمع الطرفين في لمح البصر وفرض على الاسرائيليين ايقاف الاستيطان والانسحاب من القرى والمزارع والمدن الفلسطينية. وعندئذ كان يمكن للقادة العرب ان يفرضوا على حماس والجهاد الاسلامي ايقاف العمليات الانتحارية داخل المجتمع المدني الاسرائيلي، وتنتهي القصة كلها.. من المعلوم ان بوش يتمتع الآن برصيد قوي بسبب انتصاره في العراق بعد افغانستان، وبالتالي يستطيع ان يفعل ما يشاء. ولكنه يريد القضاء على الارهاب قبل حل مشكلة فلسطين وقبل حل مشكلة الفقر والجوع في العالم الاسلامي وبقية بلدان الجنوب بشكل عام. انه لا يفكر إلا في مصلحته العاجلة ولا يرى من الحقيقة الا نصفها، وكان من الأفضل ان يقوم بالعملين في آن معا اذا ما اراد لسياسته ان تنجح بشكل كامل. ولكن يخشى ان يؤدي نجاحه الصاعق في حملاته العسكرية الى نسيان مسؤولياته تجاه العالم وقضاياه الحارقة. وعندئذ قد يفاجأ مرة أخرى بما لا تحمد عقباه.
    انتقل الآن الى المثقفين العرب. لا ريب في ان الكثيرين منهم اصبحوا يدينون الديكتاتور بعد سقوطه، الى درجة اننا نكاد نشفق عليه، كما يقول عبد الرحمن الراشد في مقالته المنشورة الثلاثاء الماضي، ولكن كان ينبغي عليهم ان يفعلوا ذلك قبل السقوط لا بعده. كان ينبغي ان يجتمعوا على الخطأ الاجرامي في وقته ويتحملوا مسؤوليتهم لا ان يتواطأوا معه او يغطّوا عليه لمدة سنوات طويلة. وبالتالي فنحن ايضا لا نرى الا نصف الحقيقة، بل نحاول القاء المسؤولية كلها على الاستعمار والصهيونية والامبريالية. في أوقات معينة كان يستحيل عليك ان تشير الى الخلل الداخلي ولو مجرد اشارة. وكان يستحيل ان تسمي الأشياء باسمائها، بل لا يزال ذلك مستحيلا حتى الآن. وأنا اتمنى ان تحل قضية فلسطين من أجل شيء واحد على الأقل: هو ان تُنزع من أيدي المثقفين العرب كل الحجج والذرائع التي يستخدمونها لمنع طرح المشاكل الاساسية التي تعاني منها المجتمعات العربية والاسلامية. منذ خمسين سنة وهم يحتجون بفلسطين لكي يمنعوا فتح الاضابير أو الملفات الداخلية الساخنة. منذ خمسين سنة وهم يبررون الاصولية والاستبداد وبن لادن وصدام بحجة تحرير فلسطين! بمعنى آخر فإن التحرير الخارجي استخدم كذريعة لمنع التحرير الداخلي. لا ريب في ان تحرير فلسطين أو ما تبقَّى منها له الأولوية. خلال خمسين سنة قيل لنا بأن حرية الصحافة والأحزاب والتعددية السياسية والديمقراطية، كلها اشياء سوف تجيء بعد تحرير فلسطين. وكانت النتيجة هي اننا لم نحرر فلسطين ولم نحرر الداخل، وفشلنا على كل الأصعدة والمستويات. والآن اصبحت المشاكل الداخلية التي كانت مؤجلة أو موضوعة على الرف منذ خمسين سنة تنفجر في وجوهنا كالقنابل الموقوتة. وأقصد بها الانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية التي لا يخلو منها اي مجتمع عربي. ونحن لا نمتلك الآن في اللغة العربية اي فكر جديد قادر على مواجهة هذه المشاكل أو تحليلها وتشخيصها بشكل تاريخي أو علمي مسؤول.. هنا تبدو استقالة المثقفين العرب شبه كاملة..
    وإذن فالحق على من؟ الحق على الداخل والخارج في آن معا. فلو ان الخارج، اقصد اميركا والغرب، قبل بتأسيس دولة فلسطينية ذات سيادة وضغط على اسرائىل لتفكيك المستوطنات لكانت قد طويت صفحة طويلة من الصراعات التي استنزفت طاقاتنا على مدار القرن. وعندئذ كان يحق لمثقفي فرنسا واميركا ان يطالبونا بايجاد حل لمشكلة الاصولية والتطرف والاستبداد المزمن والجهل. ولكن بما ان الغرب يرفض حتى الآن ان يضغط على الطرف المعتدي في فلسطين فإن هامش حركتنا، نحن المثقفين الليبراليين أو التحديثيين، يظل ضعيفا بل ضيقا جدا. لماذا؟ لأننا لا نستطيع ان نقنع الجماهير العربية أو الاسلامية بفكر الحداثة اذا كان أسياد الحداثة يخونون مبادئها عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا وقضيتنا المقدسة. كل الفكر الحديث أو التنويري يفقد مصداقيته بسبب تواطؤ الغرب العلني أو الضمني مع السياسة الاسرائىلية الحالية. وهكذا ينتعش الفكر الاصولي الضيق أو القوموي والديماغوجي ويسيطر على الجماهير. ويؤجَّل بالتالي مشروع النهضة العربية مرة أخرى ولأجل غير مسمَّى.
    اننا فعلا محشورون في الزاوية، ولا نعرف كيف نتصرف ولا في أي اتجاه نتجه.. فالضغوط شديدة وتكاد تخنق أنفاسنا خنقا. وأنا شخصيا لم يعد لي حول ولا طول.. فالقوى المتطرفة في كلتا الجهتين ـ أي قوى الليكود والصقور والعملاء والجواسيس من جهة، وقوى الصدَّاميين والبنْ لادنيّين والغوغائيين من جهة أخرى ـ تضغط علينا وتحاصرنا كفكّي الكماشة الحديدية. وعندئذ لا يمكن لصوت العقل أو العدل ان ينتصر. نحن نريد خطا آخر، لا هذا ولا ذاك. نحن نبحث عن خط ثالث يعطي لكل ذي حق حقه ويعترف بالخطأ اذا ما جاء من جهتنا ايضا وليس فقط من الجهة الأخرى.
    نحن لا نطالب بديمقراطية كاملة على الطريقة الغربية فهذا شيء مستحيل في المدى المنظور. وانما نطالب بالحد الأدنى من دولة المؤسسات التي تعامل الناس كمواطنين لا كرعايا، والتي تضمن حكم القانون وتنهي حكم التعسف والاعتباط والمحسوبيات، كما تضمن الصحافة الحرة الى حد ما، وكذلك النظام القضائي الشريف، والبوليس الشرعي الذي يحفظ أمن المواطنين في البيوت أو الشوارع.
    ولكن حتى هذا الحد الأدنى يبدو الآن مستحيلا! فالمجاعات والحروب الأهلية تخيّم كالشبح المرعب على الكثير من المجتمعات العربية أو الاسلامية. ولكن حركة التاريخ تتقدم الى الأمام على الرغم من كل شيء. فما حصل في العراق مؤخرا يحمل في طيَّاته شحنات تحريرية هائلة ويدل على انه في النهاية ومهما طال الزمن لا يصحّ إلا الصحيح

    عن جريدة الشرق الاوسط
                  

04-25-2003, 02:34 AM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من يجرؤ على مواجهة الحقيقة المرّة؟ /// هاشم صالح (Re: hasan_6)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de