General Saloon - الصالون العام View previous topic :: View next topic Author Message Ahmed SiddigJoined: 05 Oct 2002Posts: 45Location: Oman Posted: Wed " /> موسيقى الأكوان موسيقى الأكوان

موسيقى الأكوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-09-2007, 05:06 PM

Salah Musa
<aSalah Musa
تاريخ التسجيل: 03-29-2004
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
موسيقى الأكوان


    مرحبا بكم فى منتدى الصالون الكتابى
    FAQ Search Memberlist Usergroups Arabic Keyboard
    Profile You have no new messages Log out [ ilham salih ]


    موسيقى الأكوان


    AlSaloon.org الصالون الكتابى Forum Index -> General Saloon - الصالون العام
    View previous topic :: View next topic
    Author Message
    Ahmed Siddig



    Joined: 05 Oct 2002
    Posts: 45
    Location: Oman
    Posted: Wed Sep 05, 2007 2:07 am Post subject: موسيقى الأكوان

    --------------------------------------------------------------------------------

    هذه مقتطفات لكتابي ( موسيقى الأكوان) وقد ظهر في صحيفة أخبار اليوم يوم 3/9 في صفحة الأستاذ إبراهيم العوام، وكنت قد قدمت في منتداه ندوة قصيرة
    ـــ
    موسيقى الأكوان
    وهو كتاب تحت الإعداد ، وهذا ملخص بسيط لما جاء في الكتاب.

    الموسيقى أنيس الشعوب
    لم تقف الموسيقى موقف الامتاع الشخصي، وإزالة الوحشة عن ذلك الراعي الذي يتجول وحده مع انغامه، ولا يجد أنيسا إلا مع ذلك النغم الحزين الذي يخرج من آلته. أو تقف مع كل المستوحشين في طرق الحياة المختلفة، الذين امتلأت أعماقهم بالتناقض، ولا يجدون متنفسا إلا بسماع الألحان. وإنما دخلت في علاج الأمراض العضوية والعقلية والنفسية. ودخلت أيضا في التعامل مع الحيوان والنبات. أصبحت الموسيقى الآن، أنيس الشعوب، الذي يريحهم من عناء الحياة. ولكن إلى أي مدي تذهب الموسيقى في إراحتهم من ذلك العناء ؟ هل تذهب كل همومهم مرة واحدة؟ أم أن الهموم تداهمهم مرة أخرى، عند انقطاع الموسيقى، ليجدوا أحمالهم الثقيلة التي أنقضت ظهرهم، لا تزال محمولة على أكتافهم الواهنة؟
    أسئلة كثيرة تتردد في العقل: ماهي الموسيقى وما الغرض منها؟ وما علاقتها بموسيقى الأكوان؟ وإلى أي مدى ترتفع قامتها؟ وأين موقع الموسيقى المعروفة، وسط هذا الكون المترامي؟ ولماذا يهتز الناس طربا لسماعها؟ وهل هناك أي أنواع من الموسيقى، غير معروفة لنا، تملأ هذا الكون المترامي؟ وأين موضع سلم الموسيقى المصنوعة بالعقل البشري، من موضع سلالم الكون المختلفة؟
    إن الموسيقى هي علم الأصوات الموزونة المنغمة. وموسيقى الأكوان هي الأنغام الصادرة من كل شيئ، متحرك سواء كانت مسموعة بالأذن أو غير مسموعة. لأن كل متحرك له صوت. والصوت له ثلاثة مستويات : الأصوات الحسية الصادرة من الحركة، وأصوات الحروف، والأصوات الفكرية، . فالموسيقى العادية تعمل على تنغيم الأصوات الحسية المسموعة. أما الأصوات الفكرية فهي المعاني اللانهائية للأكوان. وإلى الآن لم يبتدئ المشوار في معرفة وتصنيف أصوات الحروف ، أوالأصوات الفكرية.

    الأرض المشتركة بين الموسيقى وبين مظاهر الكون
    وهناك أرض مشتركة بين هذه الأصوات الثلاثة أو قل بين الموسيقى، وبين كل ظواهر الكون وبواطنه، هي: الفراغ المكاني. والزمن، والسلم ذو الدرجات السبع. فالفراغ هو المساحة الممتدة بين نقطتين مكانيتين، والعبور بينهما يحدث الحركة المتذبذبة لأن السطح الممتد بينهما غير صلب. ففراغ آلات الموسيقى هي مساحة صغيرة محدودة بحجم الآلة، أما الفراغ الكوني فهو الممتد بين جسمين، بل يمكن القول أن الكون كله هو الفراغ العظيم الذي تحتله الأجساد. وهو فراغ ممتد منذ أن نزلت بداية فتق السماوات والأرض في بداية الزمن الأبدي. وهناك فراغ أعظم منه، هو الفراغ الأزلي، وهو الفراغ الروحي الذي تحتله الأجساد الروحية، من قبل أن تتجسد الأكوان المادية. فيصبح هناك مكانين، مكان في الأزل هو الملكوت أو عالم الأرواح الشفافة، ومكان في الأبد، وهو علم الأجساد المادية الكثيفة. وهذان الزمانان، الزمان الأزلي والزمان الأبدي موجودان داخل الزمن السرمدي، الذي لا بداية له ولا نهاية له. وأعلى نقطة في الفراغ الملكوتي هي الذات المحمدية. وأسفل نقطة فيه هي أسفل سافلين، أو هي نقطة الظلام التام من ذلك الكون الشفاف. أما فراغ الملك، فهو الفراغ الذي نتج عن الفتق الأول الذي ظهرت به الأكوان المادية، في الأبد ، ونهايته هو نقطة الرتق ( كما بدأنا أول خلق نعيده) عند نهاية دورة الأكوان المادية. فالأصوات الفكرية هي التي تحدث من حركة الأجساد في الزمن الملكوتي ، والأصوات الحسية تحدث من حركة الأجساد في زمن الملك. فزمن الملك يطلب أن يصل إلى زمن الملكوت ، وزمن الملكوت يطلب أن يصل إلى الزمن السرمدي. وحركة سير الزمن هذا، بين الثلاثة أزمان، تبدأ من مساحات كبيرة في الأطوال الزمنية، ثم يصغر الزمن ويدق حتى يتلاشي في نهاية السير داخل الزمن السرمدي.

    سباعية السلالم الكونية
    وقد بدأ علم الموسيقى في السير عبر الفراغ المكاني بوسيلة الإيقاع الزمني، للأصوات الخارجة من الآلات. وهو سير محدود المسافة والإمكانيات. هذا التنقل عبر الزمن انبنى طريقه على خط لولبي متعرج، ( إلى الله ذي المعارج)، يمتد من مساحة غليظة كثيفة، ويرتفع إلى مساحات لطيفة شفافة، وكلما اكتملت دائرة لولبية، ابتدأت دائرة أخرى أعلى من تلك النقطة التي ابتدأت بها دائرة اللولب الأسفل، وتنتهي في نقطة أعلى من النقطة التي أنتهت إليها. هذه الدوائر هي دوائر سباعية التكوين، وأيضا تمتد بين غليظ ولطيف. وهذا ما يسمى بالسلم السباعي، حيث نجد صورة منه في السلم الموسيقي ، وفي سلم الألوان الضوئية. وهو سلم قد كان موجودا أصلا منذ الزمن الأزلي، حيث تنزلت المخلوقات من عند الخالق في شكل سباعيات، [ الصفات السبعة، وهي: الحياة، العلم، الإرادة، القدرة، السمع، البصر، الكلام .
    ثم النفوس السبعة، وهي: النفس الكاملة، المرضية، الراضية، المطمئنة، الملهمة، اللوامة والأمّارة.
    ثم الحواس السبع، وهي: القلب، العقل، السمع، البصر، الشم، الذوق، اللمس.
    ثم الأيام السبعة، وهي: الأحد، الاثنين، ‎ الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة والسبت.
    ثم السماوات السبعة، وهي: السماء السابعة، السادسة، الخامسة، الرابعة، الثالثة، الثانية والأولى.
    ثم الأراضي السبعة: الأرض الأولى، الثانية، الثالثة، الرابعة، الخامسة، السادسة، والسابعة.
    ثم أسفل سافلين، حيث مركز الأرض السابعة.]

    العزف على الفراغ
    فالموسيقى هي العزف في الفراغ الموجود بين نقطتين في المكان، بين غليظ النغمات وبين لطيفها، ، أو قل: هي إخراج ألطف ما في الأوتار المشدودة، في سلم سباعي يبتدئ من نغمة دو ري مي فا صول لا سي، ليصل نظريا إلى زمن تمتد لطافته حتى 1 / 64 من الضربة الكاملة . أما الموسيقى الكونية فآلتها هي الفكر، ومادتها هي الأكوان المادية والأكوان الروحية، فمثلما تنقلت الموسيقى بين كثيف الأوتار وغليظها، فإن التنقل الفكري بين الظواهر الكونية، وبين بواطنها، هو لإخراج ألطف ما في الأكوان المادية من المعاني. وإذا كان العزف الموسيقي لا يتعدى أول نغمة في سلم الموسيقى، وهي أغلظ النغمات، فإن العزف الخارج منها، يكون غليظا ورتيبا ومملا، ولا يحمل أبعادا موسيقية ألطف. وكذلك إذا توقف الفهم للظواهر الكونية، على المعاني الظاهرة، للوجود المادي، واكتفى بها، ولا يتعداها إلى معانٍ أعمق، فإنه يكون كالعزف على النغمة الواحدة، الذي لا يصدر إلا معنى غليظا، رتيبا ومملا وجافا. فغلظة الألحان، تكون دائما، على حافة جسد الآلة، وكلما انتقل الضرب بعيد عن الحافة، نحو الفراغ في باطن الآلة، نتج عنه الرنين. وهذا ما يقابل كل وقوف مع الظواهر، ولا يرى الناظر غيرها. وكلما انتقل المعنى الظاهري، نحو البواطن، أو الفراغ الموجود خلف الظواهر، كلما جاءت المعاني أكثر لطافة ورنينا. وتمثل الظواهر الكونية الغليظة، وكأنها النغمة الأولى الظاهرة، التي لا تتعداها الأفهام العادية، ثم تبحر بك المسيرة في أعماق الأكوان، لتشير إليك إلى درجات المعاني، التي تقف خلف تلك الظواهر الجامدة، متنقلة بك في درجات المعاني التي تصطف أمامك، في سلالم اللطف، إلى ما لا نهاية له. فكل مظهر جامد، له من المعاني اللطيفة، ما يخرج الظواهر من منطقتها الكثيفة، إلى مناطق، في غاية الدقة واللطافة. والحقيقة العلمية، التي تجمع بين أجزاء الكون، هي حقيقة الذبذبة الواحدة، التي لا يخرج عنها خارج،[ المادة هي روح، في حالة من الذبذبة، تتأثر بها حواسنا. والروح، هي مادة، في حالة من الذبذبة، لا تتأثر بها حواسنا].

    وتر النسيج الكوني
    وتصل بك المسيرة عبر الأكوان إلى الوحدة، التي تنتظم كل شيء في الكون، حيث أن كل ما تراه من مخلوقات، إن هو إلا شيئا واحدا، وإن اختلفت مظاهره وأشكاله ، وهو الإنسان. وعندما تخترق صمامة هذا الكون، وهذا الخلق، فإنك ستراه ، في هيئة نسيج شفاف متين، مكون من خيط واحد، أو وتر واحد، ولكنه منسوج فوق بعضه البعض، في أنواع مختلفة من الأوتار والخيوط، بين الغلظة والشفافية، ليصنع من هذا النسيج، ذلك الغطاء الكثيف، الذي أسدله الله على الخلق، وحجب به الرؤية عن حقيقتهم الواحدة. وإذا نظرت بدقة لكل خيط من هذه الخيوط، ستجده مثل وتر مشدود بين كل نقاط شبكة النسيج.
    وكما هو معروف عن الموسيقى، أنها تعمل على الضرب على طول الأوتار المشدودة بين أي نقطتين متباعدتين، لتخرج أنغاما مريحة، ذات جرس موسيقي عذب. فهذا هو نفسه، المطلوب من الفكر النافذ الدقيق، أن يهتدي إلى خيوط ذلك النسيج الكوني، ويضرب عليها، سواء كانت مشدودة بين نقاط قريبة، أو بعيدة، ليخرج منها أنغاما، هي أعلى بكثير من الأنغام المتشكلة من الموسيقى المعروفة.
    وخيوط النسيج الكوني هذه، لم تتوقف لحظة عن إصدار نغماتها( وإن من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم). ولما كان هذا التسبيح أو النغمات، الخارج من نسيج هذه الخيوط الكونية، غير مفهومة وغير مدركة، فإن المطلوب منا، أن نصنع مثل هذه النغمات، كما فعلنا في آلات الموسيقى، بعد أن نكتشف هذه الأوتار، ونصنع منها آلات فكرية، وبالضرب عليها من جديد، يخرج لنا النغم الحادث، الذي يعادل النغم القديم، فيتصالح النغم الجديد( العقل) مع النغم القديم ( الأكوان)، ليحصل من تصالحهما، الحياة المنغمة التي لا يؤوفها نقص.

    عمل الأوركسترا الناجح
    أن هذا العمل الفكري، في توحيد مظاهر الكون، يشبه عمل الأوركسترا الناجح، الذي يمزج كثرة الأصوات والنغمات، ليخرج منها وحدة موسيقية منسجمة. وعمل هذه الأوركسترا، ما هو إلا مقدمة واستراق سمع، لأن يصير كل حي، وكل شيء في الوجود، عضوا من أعضاء الأوركسترا الكونية، التي تسعى لإخراج الأنغام المتناسقة. وقائد هذه الأوركسترا، هو المخرج الأول، الخالق، الذي دبر الأكوان، ودبر مسيرتها، في تناغم لا نشاذ فيه. وعلى الإنسان المفكر، أن يبحث عن هذا المُخرج الفنان، الذي أتقن صنع كل شيء، وأن يرى يديه الخفيتين، وهو يعزف بهما على العود الأول، الذي خرجت منه ألحان الكون، وأشار إليه الشيخ النابلسي في قصيدته:
    عُودُ العُلا ضَرَبَتْ به يَدُه علَى طَبْلِ المَلأ فالعالَمُونَ قصَائدُ
    فما في الوجود سوى واحد ٍ ولكن تكثـّر لما صَـفـَى
    وهذا الصفاء الأخير، بعد التكثر، هو نتاج الموسيقى الفكرية الكونية المتناسقة.
    وحتى يستقيم اللحن الموسيقى للأكوان، علينا أن نعرف الوحدة التي تنتظم مخلوقات هذا الكون المتكاثر. فإذا وضحت الوحدة بينهما، استطعنا أن نتصور البدايات والنهايات لمسيرة الأكوان، ومسيرة الإنسان. وأن نعرف أين موضع الإنسان، من بقية المخلوقات. وهل هما شيئان مختلفان؟ أم هما شيء واحد؟ ومعزوفة واحدة لا نشاز فيها؟ وحينها سنعلم، أنه قد تعددت صور الأحياء والأشياء، لتشير إلى شيء واحد، وفاعل واحد، لو عرفناه كيف تسربل بالخفاء وبالوضوح، لوجدناه حاضرا معنا، ومع كل شيء، يدبر حال الصغير وحال الكبير،
    نشاهد في الموسيقى أنها تعمل من خلال عدد من الآلات تعمل معا في انسجام ويرأسها قائد هو "المايسترو" مهمته أن يجعل الأصوات متناغمة، ذلك لأنه في وضع يسمح له بسماع كل الآلات في وقت واحد، في حين لا يستطيع العازف أن يفطن إلا للصوت الخارج من آلته. وتوحدت هذه الآلات أخيرا في جهاز واحد، يجمع عددا كبيرا من هذه الآلات، وتقلصت بذلك العضوية الكبيرة. واستغنوا عن جسد الآلة نفسه عندما خلقوا النغمات بواسطة البرمجة. فإلى أي اتجاه تقودنا أقدام الموسيقى؟

    وقع الموسيقى عند المستمعين لها.بعض الآلات البدائية، ذات النفخ ، مثل زمبارة الراعي، والناي، و القربة، و آلة الفلوت، تحدث وقعا جميلا في النفس، فيه حنين وعاطفة. وبعض الآلات المعدنية النحاسية، تحدث في النفس وقعا، قد يثير الحماسة والشجاعة والتضحية في النفوس، أو يثر الإنزعاج.ونجد أن النسيم له موجة تريح الأعصاب. فبين راحة الأعصاب، وتوترها، يكمن الهدف من وراء صدور الأصوات. حيث نجد أن الهدف من كل صوت ذا موجة، هو لإحداث الاسترخاء في الأجساد المشدودة، منذ الأزل، بالخوف العنصري، والخوف المكتسب. فكل آلة موسيقية، لها مهمة، وهي ايقاظ ما يقابلها من الصفات والأحاسيس في النفس. وأظهر هذه الإحاسيس، هي الرغبة في الرقص. فهل هناك علاقة بين الأحاسيس والعواطف، وبين أنواع الآلات التي صدرت منها تلك الأنغام؟. وما هي نوعية الموجات الحنينة، أو غيرها الصادرة من خلالها ، وتتجاوب مع النفس في مشاعرها المختلفة؟

    الزمن الموسيقي
    إن الموسيقى مبنية على الزمن. ووحدة الزمن الكاملة، محسوبة مسافتها من رفع اليد إلى أعلى، ثم نزولها إلى أسفل. و الضربة الكاملة، وهي أربعة على أربعة من الزمن. و المدرج الموسيقي الذي يتكون من خمسة خطوط ( مي ؛ صول ؛ سي؛ ري ؛ فا ؛ ) وأربعة مسافات( فا ؛ لا ؛ دو ؛ مي ؛ ). وقسمت الزمن إلى الوحدات زمنية أصغر ، والجامع بينها هو الإيقاع. وقد تطور الإيقاع كلما تطورت الحياة ووسائل النقل. فقد كان إيقاع حادي الركب، وهو يتمايل فوق ظهر راحتله، بطيئا على حسب سرعة القافلة. وايقاع حادي راكب المركب الشراعية، له وقع مختلف. وقطار البخار له وقع أسرع. ووسائل النقل البترولية لها وقع أسرع من سابقتها. فكلما زادت سرعة الحياة زاد الإيقاع سرعة . لاحظوا إيقاع القطار وهو يضرب على فجوات فضبان السكة الحديد، في غناء مصطفى سيد أحمد !
    فالهدف الأساسي من الإيقاع الزمني، هو ان نسوق المستمعين إلى مجرى الزمن، الذي، كل ما كان منسجما في آلاته وأصواته البشرية، دون نشاذ ، كلما خرج المستمع من دوامة الحياة، وأصبح حاضرا في لحظة الزمن المصنوعة بالموسيقى. وهذه اللحظة الزمنية المصنوعة، إذا نظرنا لها، كأنها خط مستقيم، ممتد من بداية المقطوعة وحتى نهايتها، نجد أنه خط له عرض وسمك، واسع في البداية، ثم يتفاوت في الدقة، حتى يصل عرضه إلى 1/64. ومن الصعب على الآلات الموجودة، أن تعمل في هذا المستوى الدقيق من الزمن. ومن أجل هذه المحدودية، في غلظة هذا الخط ورفاعته، جاء عجز الموسيقى ومحدوديتها، في الذهاب بالمستمع إلى أزمان أرفع وأدق، والغوص في عمق المساحات الزمنية، المتناهية في الصغر.

    إلى أين يؤدي إيقاع حركة الأحياء؟
    إيقاعات الرقص والغناء والطرب، ماذا تحمل من معان ٍ خفية؟ سنلاحظ أن ايقاعات الأطراف، من الأيدي والأرجل والجذع، التي تصاحب الرقص والموسيقى أو الأذكار الدينية، فيها حركة ميلان الجسم، حول مركز موجود في أسفل السلسلة الفقرية. فلماذا يكون الطرب مربوطا بهذا الميلان وهذا التارجح حول هذا المركز؟ وهل يوجد هناك انسان يطرب، دون أن يحرك أطرافه حول هذا المركز؟ سواء ً كانت الحركة من فوق العصعص، أو من أسفله؟ فما هو السر المخفي في تلك المنطقة، التي يتأرجح فوقها الراقصون، في عنفٍ عنيف، في الرقص على نغمات الآلات النحاسية، أو في عنفٍ أقل، في الآلات الأخرى ؟ هل الطرب مربوط دائما بحركة الجسم حول هذا المركز؟ إن المقصود من الحركة المتارجحة حول العصعص، هو أن تنفتح النقطة، الواصلة بين العقل الواعي والعقل الباطن، فيمتزج البحران،( هذا عذب فرات، وهذا ملح أجاج).
    انظر إلى حركة الأجساد، وهي تتحرك، زحفا و حبوا أو مشيا أو جريا أو قفزا أو طيرانا. ألا ترى تعاقب حركات الأطراف ؟ ماذا يعني ذلك ؟ وما الفرق بين جسد ثابت لا يتحرك، وآخر لا يستقر في مكانه؟ وما هو الغرض من الحركة؟ وما هو الغرض من الثبات والسكون؟ إن حركة الأحياء، في مساوقة الأطراف اليمنى واليسرى، هي حركة مقاومة من الأحياء، لرد مسار الحياة المطرودة من منطقة الوسط، حتى يتم الاستقرار فيها؟ نعم، إن الحياة لما طُردت خارج الحياة الكاملة، طـُلِب منها في نفس الوقت، الرجوع والفرار إلى هذا المركز، والاستقرار فيه. وظلت الأحياء والأشياء، على صوت هذا النداء، يفرون بأجسامهم، زحفا وحبوا ومشيا وجريا وقفزا وسباحة وطيرانا وأمواجا وذبذبات، في حركة موجية، انطلقت من خلال أجسامهم كلها، ابتداء من تموج الخلية الحية، مرورا بزحف الدود والزواحف، فبرزت الزعانف والأجنحة والأرجل والأيدي، كلها تسير في شكل موجات، من اليمين واليسار، ومن الأمام والخلف، ومن الأسفل والأعلى، وكل ذلك من أجل التخلص من المكان، الذي حصل إليه الطرد. أي من المادة وقيودها، والانتقال إلى الطاقة المتحررة، التي تطلب السكون في خط الوسط، الذي طردت منه. ولسان حالها يقول اهدنا الصراط المستقيم). تحوّلت حركة الأطراف إلى داخل الدماغ . فنتجت عنده حركة موجية، بصورة ألطف، عند البشر وحدهم، في شكل حركة بندولية، بين أقصى اليمين وأقصى اليسار. وبين الماضي والحاضر والمستقبل. وبين أسفل سافلين وأعلى عليين، لتكون هذه الذبذبة العقلية، هي مؤشرالحركة، الذي تسير به الاحياء، متوكئة عليه، ليخرجها من الأطراف، إلى منطقة الوسط. وهذه الحركة الموجية، في سيرها المتموج، تحاول أن تلتقط رأس الطاقة، النابعة من خط الاستقامة، المتناهي في الدقة، حتى تنسجم معه. وهي لا تستطيع أن تمسك برأس هذه الطاقة المستقيمة، النابعة من الوسط، إلا إذا هدَّأت من سرعتها، ومن حركتها الشديدة بين الطرفين. والغرض من الإبطاء، هو أن يلامس الوعي المتجول بين الطرفين، خط الوسط الذي يمر الوعي من فوقه، أثناء فراره، في جزء من الزمن، وفي هدوء، فيستنشق الحي حينئذ ، نفحة من نفحات الرضا، ونسمة من عبير الجنة التي طردت منها الحياة. وهذا ما من أجله كانت حركات الصلاة في الإسلام . حيث يتم أثناء حركات الركعة، تجميع الأطراف الثنائية، المتواجدة على يمين ويسار الجسد، ويسجد بها الرأس، الذي يحمل ثنائية الفكر في ألطف صورها، ويضعها على الأرض، في خط الاستقامة( أقرب ما يكون العبد إلى ربه، وهو ساجد).

    القيمة الكبرى، التي يتحرك نحوها الخلق
    القيمة الكبرى، التي يتحرك نحوها الخلق، موجودة على خط الوسط، وهو خط الاستقامة، وهو السراط المستقيم، المقصود في الدين( اهدنا السراط المستقيم). ولكن من أين جاءت تلك القيمة المركزية، التي تشد الخلائق نحوها؟ إن اللحظة الحاضرة هي القيمة الكبرى. والماضي والمستقبل، هما الغم والوهم. فالانشغال بأمور الماضي، هو الغم، والانشغال بأمور المستقبل، هو الهم. فالخروج عن الهم والغم، هو الخروج عن الزمان والمكان. وهذا ما تحاول الموسيقى أن تفعل جزءا منه.

    عود العلا هو آلة العزف الأولى
    أن الوتر الأول في عود العلا، هو الذات المحمدية. وهو بروزالإنسان في أحسن تقويمأول ما خلق الله، نورَ نبيك يا جابر). وهو مقام ذو درجات سبع. وأن نقطة الوتر السفلى لذلك المقام، قد خرجت منها ألحان الأكوان الحادثة، في هيئة ذبذبات مترددة، كونت أكوان الملكوت الأعلى، وأكوان الملكوت الأسفل، بما فيهما من الأرواح.( ثم رددناه أسفل سافلين) . ولما وصل التردد إلى أبعد مدىً له، سُـمي( أسفل سافلين)، فكانت تلك هي النقطة البعيدة، المشدود عليها وَتـَر الخلق الحادث. ومن هذه النقطة البعيدة، ارتدت الألحان راجعة، ليتكون منها، في أثناء رجوعها، أكوان الدنيا، بما فيها من الأجساد، التي أصبحت سكنا مؤقتا لأرواح الخلائق، وقد انبعث لحنها في الملأ الأعلى، قبل تكوين الدنيا.
    عُودُ العُلا ضَرَبَتْ به يَدُه علَى طَبْلِ المَلأ فالعالَمُونَ قصَائدُ

    علاقة الموسيقى باللون
    أن اللون، هو القاسم المشترك في كل السلالم الكونية، سواء في عالم الملكوت، حيث كان المصدر الأول هو النور، أو الملك، حيث كان المصدر الأول الضوء. وحركة هذا اللون، من مصدره المجسد في المادة، سواء أكانت مادة مجسمة أو مادة لطيفة التكوين، هو ما نتجت عنه موجات الموسيقى في الوسط، بين الجسم واللون. وهذه الحركة من المصدر المادي، في صورة الحركة الفكرية أو الجسدية أو اللونية، هو الصعود عبر سلم التطور.
    ولما ارتدت العناصر راجعة في الطريق العودة الصاعد، أحدثت حركتها، مع ما يلامسها من حولها، صوتا، فتبع كل صوت، لونا من الألوان السبعة، الذي نبع منه.[ فنغمة( دو ) لونها احمر. ونغمة( ري) لونها برتقالي. ونغمة( مي) لونها أصفر. ونغمة( فا) لونها أخضر. ونغمة( سو ) لونها أزرق. ونغمة( لا) لونها النيلي "الإندقو". ونغمة( سي) لونها البنفسجي ] ، وهكذا تتدرج ألوان السلم الموسيقي. من الألوان الحارة حتى الباردة. وهذه الألوان غير مرئية بالعين، إلا من خلال برامج الكمبيوتر، التي يمكنها تصنيف كل إيقاع، ومعرفة درجته اللونية. وهذه الألوان لا تتعامل مع حاسة العين، إلا من حيث إدراكها وتصنيفها، بينما تتعامل مع المراكز المخصصة لها، المنتشرة على السلسلة الفقرية، لامتصاص الضوء في الجسم. مبتدئة من الأحمر في أسفل الظهر وحتى البنفسجي في أعلى الرأس .
    ووقوع ترتيب الحواس،على سلم الوجود، هو نفسه على ترتيب سلم الموسيقى، حيث تحتل حاسة اللمس نغمة( دو )، وحاسة الذوق تقابل( ري) لأنها مرتبطة بالطعام والمعدة. والشم يقابل نغمة(مي)، وحاسة البصر تقابل(فا)، وحاسة السمع تقابل نغمة( لا)، وحاسة العقل تقابل نغمة( صول)، وحاسة القلب تقابل نغمة( سي).

    الفراغ العظيم، بين الحياة العليا والحياة السفلى
    عندما انفصلت حياة الأحياء المتجسدة، عن تلك الحياة العليا، حياة الله، الحياة الكاملة، نتج عن ذلك فراغ هائل، وانشقت هوة سحيقة، بين أعلى عليين وأسفل سافلين، جعلت طبيعة كل من الحياتين، مختلفة. وانقسمت هذه الهوة إلى أجزاء: منها هوّة في داخل الجسد، تتمثل في الفراغ الصدري، والفراغ البطني، والفراغ التناسلي، وفراغ العقل، وفراغ القلب. وهوة ثانية تقع في خارج الجسد، وهي الحاجة إلى الآخرين. وهوة ثالثة تقع بين الكون المادي والكون الروحي. وأصبحت حاجة إرادة الحياة، هي لملئ هذا الفراغ الهائل، بكل سبيل. وهذه الرغبة في ملء ذلك الفراغ الهائل، سُميت بالشهوة. مثل شهوة البطن وشهوة الفرج وشهوة النوم وشهوة الظهور الاجتماعي وشهوة العلم وشهوة الدين. فالشهوة إذن هي: الرغبة لملء الفراغ بين الحياتين.
    وعندما ابتعدت الحياة السفلى،عن مصدرها الأعلى، ثم جاء بعد ذلك، الإذن برجوع الحياة الدنيا، إلى الحياة العليا، لم يكن عمليا أن يُملأ ذلك الفراغ، بنفس مادة تلك الحياة العليا، نتيجة للاختلاف الذي حدث بينهما. ملء الفراغات بين الحياتين، هو باستعمال الأنامل الفكرية الماهرة، في التنقل بين كل نغمتين في الوتر، دون أن تحس بذلك الفراغ الموجود. وقد كانت أنامل الخالق القدير، قد دبرت الوجود كله، ليكون نغما لا نشاذ فيه، ولا تحس فيه بفراغ . ولهذا سخر الله تعالى، لهذه الحياة الدنيا، ما هو من طبيعة تكوينها المادي، لترتفق به، دون أن تحس بغربة، أو فراغ . ثم تستـّرت الحياة العليا، بحكمتها الخفية، من خلف هذه الطبيعة، في لطف بالغ، داخل تلك العناصر المادية التي ارتفق بها الحي، لتتمكن الحياة الدنيا من الارتفاع.

    الأنثى هي وتر الحياة، يعزف عليها الذكور
    إن المرأة، تمثل الماعون الذي يحمل الحياة في داخله، لأنها رمز الحياة، ورمز النفس والذات. والرجل، يمثل العقل. ومقام الحياة، في التنزل، أكبر من مقام العلم. ولما كان العقل مطرودا من مقام الحياة، أصبح يتجول حولها، في ذبذبة لا تتوقف، بين اليمين واليسار. فالمرأة تمثل خط الوسط، حيث السكينة والاستقرار، والرجل يمثل الموجة، التي تتحرك حول هذا الخط ، دون أن تستطيع السكون عليه مدة طويلة. ألا ترون، أن الرجل الأعزب، ليس له في مقام الحياة الاجتماعية، مكانا محترما؟
    وهذه الحركة، التي لا تتوقف، من الرجال حول النساء، هي قدر مقدور( وإن خيل لهم غرورهم غير ذلك )، وهي صورة من صور العزف على وتر الحياة، كما نراها عند( عازف الآلات الوترية)، وكلما كان العزف قريبا من اسفل الوتر، كانت نغمات( دو ) الحمراء، عريضة الموجة، وتشير إلى المستويات الحيوانية، من نظرة الرجال نحو النساء ( الشهوة الغليظة) . وكلما كان العزف، في مستوى أعلى على الوتر، كانت نغمة( ري) البرتقالية، أقل عرضا في موجتها، وتشير إلى مستويات أقل حيوانية، هي مما يلي شهوة البطن ومباهجها، والتي تكون هي الطاغية بين الشريكين. وعند العزف على المستوى الأعلى منه، ترتفع نغمة( مي) الصفراء، الأقل عرضا، وتشير إلى المسائل الفكرية، العطاردية القريبة، التي تحكم العلاقة بين الرجل والمرأة. وعند العزف على منطقة الوسط، تنبعث نغمات( فا) الخضراء، التي مركزها القلب، وهي النغمة الوسطية، الجامعة بين حياتين. أو بين المنطقة الحارة، والمنطقة الباردة: الشهوة الحسية، والشهوة الرفيعة. وبالعزف على نغمة( فا)، نتحصل على المستويين، في وقت واحد. أما العزف فوق منطقة الوسط، فينتج نغمة( صول) الزرقاء. وبعدها، نغمة( لا)، النيلية اللون. وبعدها نغمة( سي)، البنفسجية اللون. وهي جميعها، تختص بجوانب التفكير الراقي، والملكات الميتافيزيقية، وما وراء المادة. وهذا هو الجانب البعيد، الذي يحكم علاقة الرجال والنساء. فانظر إلى الرجال، أين يضعون أنفسهم على درجات هذا السلم، سلم الحياة الأعظم؟ ألا ترى، أن كل الرجال، يتلكأون على حافة نغمة( دو )، الحمراء، ولا يرون غيرها !؟
    إن أعمق أبعاد الحب، هو تلك النقطة،المستهدفة في الغيب، المتحركة دوما، وكلما أحست بقرب صياديها، ازدادت بُعدا وسُموقا. وتلك هي نفوسنا العليا، المبذور فيها كلمة( الله)، والتي تطلبها كل ذرة فينا، لأننا منها صدرنا، وإليها نعود. وكل نقطة ثابتة، دون هذا العلو، تتعلق بها نفوسنا، لنصل إليها يوما ما، إن هي إلا نقطة فانية، على مشوار الحب الأعظم. لأنه، كلما امتنع المحبوب إحاطة، كان الحب له قويا وجارفا. فإن أعظم ما قيل في الحب، هو الحب الذي لم تتحقق أهداف أطرافه. فمتى تحقق الهدف، مات الحب حيث انتهى التحقيق. هذه الحركة، بين نقطتي الحب ، هي ألطف أنواع الموسيقى، وهي أكبر تعبير عن الحياة.
    احمد الصديق البشير
    تشكيلي
    تلفون 0923219260
    _________________
    Masqat, Oman

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de