|
|
 للأمانة والتاريخ : نجحت الإنقاذ في الآتي..ولكن..
|
للأمانة فقد نجحت الإنقاذ في العديد مما فشلت فيها كل الحكومات الديمقراطية السابقة, وأتمني أن تستفيد منها القادمة ..
- أولا :
الإستقرار في نظام الحكم مقارنة مع الأنظمة السابقة..
- داخليا:
نجح الإنقلابيون الإسلاميون في إستقرار نظامهم القابع 18 عــاما بأنتهاج أساليب عديدة لن أستطيع في هذه المساحة التطرق لها كلها لكني سأحاول ألتعرض لبعض منها علي أساس أنها ثغرات وفي نقاط
تختلف طرق معالجتها من نظام حكم إلي آخر ..ومن عسكري إلي مدني.
1-ثغرة الإنقلابات العسكرية:
تعتبر ثغرة تمرد بعض قيادات الجيش ومن ثم التخطيط للقيام بانقلاب عسكري ثغرة خطيرة ومن الدرجة الأولي حتي اللحظة في معظم الدول النامية -والتي نحن من بينها- و دائما تجد شعوبها تحتفل بتلك الإنقلابات العسكرية علي الأنظمة الديمقراطية وتباركها -في لحظاتها الأولي-والسبب دائما يكون هو خلل في تطبيق النظرية الديمقراطية نفسها من جهة النظام السابق للإنقلاب , وبالتالي تجد أولي مبررات الإنقلابيين وحجتهم هي تلك الأخطاء والتي عادة ما تضخم جدا وتصور علي أنها خيانة وطنية في حق الشعب و النظام الديمقراطي المنقلب عليه نفسه! وتغيب في تلك اللحظة لدي الشعب المتفرج وقتها -ربما سعيد ويصفق- أن العكس هو الصحيح, وأن الإنقلاب العسكري هو الخيانة الوطنية بأم عينها!
إذن السبب الرئيس هو الخلل في تطبيق الديمقراطية نفسها , وأيضا خلل آخر في المنظومة العسكرية للنظام الديمقراطي والتي سمحت لبعض منتسبيها بإحداث تلك الجريمة في حق الديمقراطية وإرتضاء نظام عسكري كبديل لها.
نأتي إلي ما نجحت فيه الإنقاذ وطريقة إغلاق تلك الثغرة نهائيا عن طريق قواعد عسكرية صارمة لا تقبل النقاش كما في حال العسكرية دائما (تنفيذ التعليمات فقط) وهي:
1- التعامل الصارم وربما الدموي مع كل من تسول له نفسه للقيام أو حتي التخطيط فقط لإنقلاب عسكري
كما فعلوها هم في البداية فكانت حلال عليهم وحرام علي كل من بعدهم!
2- تسريح كل من تشك بولائه لها من القيادات السابقة وحتي صغار الرتب منذ أولي اللحظات .
3- التحري الدقيق جدا والمراقبة اللصيقة لكل من يقدم إستمارته كسوداني للإنضمام للكلية الحربية أوالأجهزة الأمنية المختلفة.
4- عدم إستيعاب أي سوداني منضو لأي منظومة حزبية خارج الإسلاميين عموما والجبهة الإسلامية القومية خاصة وكذلك أولئك المشكوك في ولائهم للنظام.
5- يمكن إستيعاب من هم غير منتمين لأي حزب بشرط تجنيده سريعا داخل صفوفهم.
وبالتالي أصبح من المستحيل القيام بأي إنقلاب عسكري بالتلاشي التدريجي للعناصر المعارضة داخل المنظومة العسكرية السودانية.
وأصبحت المؤسسة العسكرية السودانية وحتي اليوم عبارة عن ذراع عسكري للحركة الإسلامية , وربما تساءل البعض عن تلك الوحشية التي تعامل بها الجيش في حرب الجنوب بصورة لم نعهدها من قبل
ولم تحدث كذلك من أي نظام سابق, وطريقة تبني الحرب علي أساس إسلامي جهادي بدلا عن كونها حرب بين جيش نظامي يمثل دولة ومليشيات متمردون من نفس الدولة !!
والتبرير واضح كما بينته أعلاه وهو أن الجيش لم يعد هو جيش الوطن وحامي حماه ,بل أصبح جيش التنظيم (الكيزان)ومنفذ مبادئهم حرفيا.والمشاهد لوسائل الإعلام الرسمية للدولة وحتي وقت قريب جدا يلاحظ تحول جلالات الجيش نفسها من تلك المتعارف عليها إلي أناشيد الحركة الإسلامية العالمية والداخلية أمثال في حماك ربنا وفي سبيل ديننا.!
2- ثغرة الإنتفاضات والثورات :
الشعوب المتقدمة تحتفل بالثورات وتكره الإنقلابات:
يتعجب الكثيرون ويتسائلون -سرا والآن أصبح جهرا- هل صبر الشعب السوداني طيلة هذه الفترة علي نظام الإنقاذ, أم تم إجباره قسرا علي الصبر ؟
فمن المعروف أننا شعب يثور تلقائيا علي أي نظام حكم إستبدادي , أو نشعر أنه لن يحقق لنا الحد الأدني من أحلامنا وتطلعاتنا الكبيرة كغيرنا من الشعوب فنهب بصورة تلقائية إلي الشارع بكل العزم والإصرار لإسقاطه, وفي بال الكثيرين منا أن الرفاهية والنهضة والتنمية والإستقرار يمكن أن تحدث بين يوم وليلة..وبعد تغيير ذلك النظام.
ماذا فعلت الإنقاذ حيال هذه الصفة للشعب السوداني؟
- قمع التظاهرات والتجمعات والندوات السياسية الكبيرة والصغيرة معا بصورة شرسة للغاية لم نتعود عليها.
- المراقبة اللصيقة والإعتقال المبكر جدا للكوادر النشطة من بعض الأحزاب السياسية.
- إصدار التعليمات بالتعامل بصورة شرسة تجاه أي مظاهرة , لدرجة تصل لفتح النيران علي المتظاهرين في حالة تعاظم خطر المظاهرة .
- تنفيذ إغتيالات مدروسة في أوساط المتظاهرين .
- التعذيب في المعتقلات بوحشية وقسوة ولابد من ترك أثر في جسد المتظاهر لمدي الحياة .
- تعزيز قدرات الشرطة وخصوصا شرطة مكافحة الشغب وذلك عن طريق إنفاق الكثير من الأموال عليها, فنجد اليوم سيارات حديثة جدا, ومتنوعة الأحجام تحمل أفراد شرطة مكافحة الشغب وتنقلهم سريعا إلي الأماكن المستهدفة.
- إختيار عناصر محددة ومدروسة لشرطة مكافحة الشغب ومعظمهم من مرتادي السجون .
- تصنيع الغاز المسيل للدموع (البمبان) محليا وبكميات ضخمة بالإستعانة بالخيرات الصينية علي وجه الخصوص, وهنا يجب أن أذكر عن أن أحد المتظاهرين كان قدذكر أن تاثير رائحة البمبان قد أصبحت أكثر نتانة و أعظم تأثيرا علي المتظاهرين وخاصة المصابين ببعض الأمراض لدرجة قد تؤدي إلي الوفاة وقد حدث ذلك في آخر التظاهرات القوية المنظمة , والسبب واضح ألا و هو التصنيع المحلي!
- تدخل جهاز الأمن والمخابرات الوطني ميدانيا في كل التظاهرات وإحلال معتقلاته وزنازينه كبديل لأماكن التحقيق لتتحول إلي تعذيب أولا , ثم الإجبار علي الإعتراف بالتخطيط لعمل ما ثانيا ومن بعد التلفيق للمعتقلين في حالة العجز عن تسجيل الإعتراف المعد مسبقا لهم, ويجب تذكر أن هذا ليس هو الدور المنوط بجهاز الأمن والمخابرات الوطني!
ونواصل..
(عدل بواسطة خالد الطيب أحمد on 09-04-2007, 05:57 PM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: للأمانة والتاريخ : نجحت الإنقاذ في الآتي..ولكن.. (Re: خالد الطيب أحمد)
|
وأخلص هنا إلي القول -قبل المواصلة- أن هناك عامل واحد سيكون هو السبب لنجاح ثورة أو إنتفاضة إذا ما حدثت في ظل هذا النظام , وهو قوة المنتفضين وجسارتهم و عدم تراجعهم إطلاقا حتي الوصول وتسلق أسوار القصر الجمهوري ومن ثم النجاح..وهذا يعني عدد ضخم ومقدر من الشهداء في سبيل حرية شعب من نظام دموي سيلقون حتفهم..
كما وأن التخطيط لثورة وإنتفاضة يجب أن يتغير جذريا,وينتهج أساليب جديدة مقارنة بالسابق للعوامل والثغرات المرقعة التي ذكرتها أعلاه.
وأتذكر أن الناس كانوا يهتفون في السابق : مليون شهيد لعهد جديد..مليون شهيد لعهد جديد, علي سبيل الإصرار علي التغيير , مع ان الأمر لم يكن يستحق المليون, بل وكان سهلا للغاية وقتها ولم يكلف من دماء الشهداء سوي القليل .. تناسيناهم مع مرور الوقت..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Bashasha
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست