|  | 
  |  دا شنو نقول دا |  | الحركة بين مازق التوضيحات و الالتزام بالمؤسسية
 الخرطوم :على ميرغنى صحيفة السوداني
 اثارت تصريحات وزير الدولة بوزراة الداخلية ، اليو الينق ، حول مقتل دكتور قرنق الجدل مجددا ولم تكن مستغربة لبعض المراقبين ، اذ سبقته لنفس الطرح السيدة ربيكا قرنق ، فى  تصريحاتها للتلفزيون الكينى التى اكدت فيها قناعتها بان زوجها مات مقتولا . الا ان الشئ الجدير بالاهتمام رد فعل الحركة الشعبية على تصريحات وزير الدولة ، التى وصلت حد اعفاء الوزير من منصبة.و السؤال الذى يطرح نفسه بشدة : ايهم اكثر اهمية ؛ ايجاد توضيحات للشكوك حول الحادثة  ، ام  فرض الالتزام بالمؤسسية فى الحركة ؟ و لا ننسى ان تصريحات الوزير لم تكن باسم الحركة الشعبية.
 اختلاف العقاب و الجريمة واحدة
 فى 17 يوليو المنصرم ، و فى حديث مع التلفزيون الكينى ،  اكدت ارملة دكتور قرنق ، مدام ربيكا ، ان زوجها مات مقتولا و حذرت من انها سترد ( رد اللبوة على قاتل  زوجها). و لم تتهم جهة بعينها انما تركت الموضوع على طريقةمفتوحة  ). و فى الاسبوع الماضى جدد وزير الدولة بوزارة الداخلية نفس الاتهامات و عبر عن قناعته عن ان قرنق مات مقتولا و ان الحادث مدبر . حديث مدام ربيكا ربما يؤخذ على انه رد فعل عاطفى على فقدان زوجها ، كما انها لم تعطى حيثيات معينة  لاتهاماتها ، لكن وزير الدولة و عضو لجنة التحقيق فى الحادثة ، اعطى حيثيات كثيرة اعتبرها قصور فى سير التحقيق . كان ابرزها حديثه عن ان الطائرة اليوغندية لم تكن الطائرة الرئاسية . المنطق يقول ان الحركة الشعبية كان من الافضل ان تركز  على مناقشة ما ورد فى  حديثه و ليس التركيز على الجانب الاجرائى فى الادلاء بتصريحات قبل موافقة الحركة. لأن ذلك يعطى الشعور بان الحركة تسعى للملمة الموضوع بصورة مريبة ، يذكر ان وزير الدولة بوزارة الاعلام اليوغندية ، جيمس بوتورو ، حذر صحافة بلاده بعد اسبوع من الحادثة ، من الحديث عنها .  شئ آخر اصدرت  الحركة قرارا بعزل الوزير منفردا ، بينما غيرت موقع مدام ربيكا فى حكومة الجنوب ضمن تعديل وزارى كبير . و هذا يعنى ان عقوبة اثارة نفس الموضوع اختلفت مع اختلاف الفاعل.
 الصحافة اليوغندية تطالب باعادة التحقيق
 تناولت صحيفة المونتور اليوغندية فى عددها  السبت 18 اغسطس تصريحات وزير الدولة بوزارة الداخلية و اعتبرتها تعبر عن قناعة كثير من السودانيين ، بما فى ذلك قادة جنوب السودان و بعض اليوغنديين انفسهم . و اضافت الصحيفة ان الشكوك ذاتها  تجد مكانها عند كثير من كبار المسؤوليين فى حكومة الخرطوم و اسر ضحايا الحادثة، و ان ذلك يدل على ان تقرير لجنة التحقيق  لم يعطى تفسيرا  لكل جوانب الحادثة . و اشارت الصحيفة الى ان هذه الاتهامات ، ان تركت هكذا دون تفسير ، من شانها ان تعرقل العلاقات الثنائية بين حكومة الجنوب و الحكومة اليوغندية ، و التى ربما تقود الى نهر دم بين الجانبيين . و ذهبت الصحيفة فى افتتاحيتها الى المطالبة بتكوين لجنة تحقيق جديدة بمشاركة الحركة الشعبية ، الحكومة اليوغندية ، الحكومة السودانية و المجتمع الدولى . و طالبت بان تشمل لجنة التحقيق المقترحة (مثيرى هذه الاتهامات ) او على الاقل مثولهم  امامها . و اضاءت  الصحيفة نقطة مهمة ، حيث اكدت انه كلما تركت هذه الاتهامات بدون توضيحات مقنعة ، كلما ترسخت الاتهامات فى الاذهان .
 اتهامات يوغندية ضد الحكومة اليوغندية
 من المفيد استرجاع تصريحات البرلمانى اليوغندى ، اقرى اوورى ، فى اغسطس 2005، التى   اتهم فيها الحكومة اليوغندية  بعدم الالتزام بضوابط السلامة الخاصة بالطيران المدنى اليوغندى ،فيما يخص رحلة دكتور قرنق ،  التى  تمنع اقلاع الطائرات الهلكوبتر بعد الساعة الخامسة مساءا فى  رحلة تستغرق اكثر من ساعة . و اضاف اقرى ، ان موسفينى كان يجب ان ينصح قرنق بالبقاء فى كمبالا و عدم السفر ، او على الاقل اختصار زمن اجتماعه مع قرنق (حتى يضمن وصول قرنق الى نيوسايد قبل الظلام). و اكد اقرى انهم لفتوا نظر  الحكومة  الى ضرورة الالتزام بقوانين الطيران ، خاصة فى رحلات الشخصيات المهمة الاجنبية ، خاصة  باعتبار ان منطقة البحيرات الكبرى (منطقة مضطربة  و بها عنف عبر الحدود) ، و اعادوا الى اذهان مذابح رواندا التى اندلعت بعد حادثة مقتل رئيسى بورندى و رواندا بعد ان اقلعا من اروشا فى تنزانيا فى ساعات حظر الطيران .
 الاعلام اليوغندى : موسفينى المستفيد الاول
 و تناقلت كثير من وسائل الاعلام اليوغندية ، عام 2005 ، تحليلات الحادثة و من هو المستفيد منها ، و ركزت اثنتان منهما ، احداها اذاعة اف ام ، على ان قرنق بحث مع موسفينى مشروع مباحثات سلام لحل مشكلة جيش الرب فى شمال يوغندا . و تحقيق السلام هنالك ، مما يعنى تقليل دور الجيش اليوغندى فى الحياة السياسية و اضعاف موقف موسفينى خاصة اذا تحالف سياسيو قبيلة الاشولى مع  قادة جيش الرب الذين ينحدرون من نفس القبيلة . و رغم عدم قوة هذا التحليل الا ان مسارعة موسفينى لاغلاق الاذاعة الاف ام التى اذاعت البرنامج ، ادى لتقوية هذه الاتهامات  ، خاصة ان الاذاعة اعادة الى الاذهان مسارعة موسفينى الى  منح جيش الرب مهلة اسبوعين فقط ، ممت اجهض مباحثات سلام سابقه قادها احد وزراء حكومته .  يذكر ان شمال يوغندا اتحد ضد  موسفينى فى الانتخابات التى جرت عام 2001.
 وزير الدولة بوزارة الداخلية ادلى باتهامات معينة و واضحة  ، كان من الاجدر بحكومة الجنوب العمل على التحقق منها ، بدلا عن العمل على اسكاته عبر اقالته من موقعه. و بالتاكيد فان الاقالة ادت لزيادة يقين المقتنعين بسيناريو المؤامرة و زرعت الشك فيمن كان يعتقد ان الامر قضاء و قدر.
 * اها دا نقول شنو الاتهامات دي القص منها شنو ؟
 |  |  
  |    |  |  |  |