متون هرمس العربية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2007, 10:24 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
متون هرمس العربية

    (غير متحرك ، ومع ذلك هو أصل الحركة)
    المتون الهرمسية


    استعصى واقع العرب على المقاربات الفكرية التي اشترطت عليه مقاييس النظر بتأويلات لم تقارب يوما من الأيام اختبارا معرفيا ، والحال أن تلك المقاربات كانت تنطوي على شمولية رومانسية ، متحت أدواتها من سطح بائس لواقـع مركب ، شكلته تحولات تاريخية بصورة يصعب تفكيكها بتلك العُـدد الأيدلوجية في الكتابات الفكرية على مدى القرن الماضي .
    كان الأمر بحاجة إلى مخيلة خارقة لتجاوز كثافة الواقع ، إلى رؤية قريبة منه . وبالرغم من أن هناك أيدلوجيات إستراتيجية ، إن صح التعبير ، بعضها انهار بالتقادم وبعضها ما يزال حاكما وربما احتاج تجاوزها إلى زمن معرفي طويل . إلا أن السطح الذي طفا اليوم لذلك الواقع ، بعد زوال الحرب الباردة ، وبداية ثورة المعلومات والاتصال ، ربما كان مفاجئا للكثيرين من المفكرين العرب الذين لم تكن عدتهم (المعرفية) استجابة لذلك الواقع . فالواقع ذاك وإن كان نهاية طبيعية لفاعليات تاريخية ومعاصرة ، إلا أن الإقرار به يحيل ضمن ما يحيل إلى جملة من الحقائق والمفارقات ربما تبدو غير طبيعية لكنها على درجة كبيرة من الأهمية .
    أولى هذه الحقائق : أن التحولات التي شهدها هذا الواقع بعد نهاية الحرب الباردة أصبحت العراء المكشوف أمام التحديات واستجاباتها. ذلك أن المسافة الهائلة بين التخلف الذي نعيشه ، والشروط التي تستجيب لتحدياته كانت غير منظورة أو بالأحرى كانت محجوبة ولعقود طويلة ؛ بسبب من توافقات استراتيجية عبرت عنها الكثير من الوقائع السياسية والتاريخية . منذ ظهور نهاية الرجل المريض في أوربا ، ومرورا بسايكس بيكو ، وتداعيات الحرب العالمية الثانية، وصولا إلى نهاية الحرب الباردة . واليوم ربما ساعد هذا الواقع العاري والهش على فهم الكثير من الظواهر التي كانت ظلالا جميلة لهوامش حياة اطمأنت بطبيعتها تلك سطحا ً هادئا لتيارات عميقة كانت تضطرب (بالقوة) و تنتظر بروزها للسطح على رافعة تاريخية استقرت بوصلتها اليوم (بالفعل) فيما يجري في هذا السطح الساخن الذي نعيشه.
    ذلك أن هذا الواقع كان يفترض طرح الأسئلة أكثر من الإجابات ، بالعكس تماما من تلك الحال قبل نهاية الحرب الباردة التي كان التنظير فيها يطمئن إلى إجابات سعيدة وساذجة من جميع التيارات الفكرية . والحاجة المعرفية إلى طرح الأسئلة ربما اصطدمت بمفاهيم تنطوي دلالاتها المتداولة في هذا الواقع على تأويلات غامضة لا تحيل في أغلبها إلى معان منضبطة . كالحداثة ، والعلمانية ، والديمقراطية، بحيث
    تبدو في شروحاتها العربية أشبه (بالمتون الهرمسية) التي تعطي المعني ونقيضه .
    كتلك اللازمة المشروخة والمكررة بغبـاء في ردود" المحللين السياسيين" حين يساجل أحدهم مثلا : (أن سبب غياب الديمقراطية هو قمع الأنظمة العربية ) ثم يجيب في مناسبة أخرى ، وربما على نفس القناة ، : (أن سبب القمع في البلاد العربية هو غياب الديمقراطية) ؟ !!
    الحقيقة الثانية هي أن هذا الواقع بعد زوال الأدوار التاريخية التي حجبت شروطه ،
    دل تماما على حاجته الملحة إلى ضرب من إعادة تأسيس لبُـناه ومكوناته التي ظنها الكثيرون حقائق ناجزه ، فيما كانت في الواقع مظاهر هشة ، مثل ذلك السطح (الليبرالي في النصف الأول من القرن الماضي)الذي جرفته التيارات العنيفة .
    ذلك أن التاريخ سّرع بإظهار ما كان في القاع وعلى نحو عنيف . وربما كانت تداعيات هذه الحقيقة المرة ذات الدلالة الواضحة للمأزق التاريخي للعرب اليوم أمام الحقائق التي انكشفت مرة واحدة بفعل ثورة المعلوماتية والاتصال. دعت الكاتب حازم صاغية إلى وصف "الديمقراطية" العربية بأنها تحولت (قاطرات للحروب الأهلية في مجتمعات وأوطان لم تصبح بعد مجتمعات وأوطانا) "
    بعبارة أخرى لقد أصبحت تلك المقولات من قبيل الديمقراطية ، والحداثة ، العلمانية صيغا تأويليه تنطوي على دلالات شديدة الاختلاف والتناقض لدى المفكرين وضيوف الفضائيات ، ورموز السلطة ، والتبس غموضها بوضوح شديد ، وسيولة تداولية مبتذلة من طرف الجميع ، تماما كالمعاني الهرمسية الغامضة والواضحة في آن . والحال أن مثل هذه الدوامة العربية لا يمكن أن تفرز سجالات معرفية بصدد هذه المفاهيم ، لا لأن مثل هذه المفاهيم يتعذر فرزها ، بل لأن بنية الوعي العربي هي بنية انفعالية مرتهنة لردود الأفعال والأحداث ، تلك التي بطبيعتها تتغير بسرعة يعجز الفكر العربي عن اللحاق بها . فضلا عن أن هذه الطبيعة الفكرية التي تتعامل بأسلوب السلق الأيدلوجي مع المفاهيم ، هي تمثيل لاشعوري لمناهج تعليمية تم تصميم قدرتها على العجز أي ذلك الفهم " الذري " بحسب (هاملتون جب) بما ينطوي عليه من علامة التخلف الفارقة ، أو إحدى مظاهره الجلية: (العجز عن التجريد) . والأمر هنا يتجاوز تلك المناهج التعليمية التي اشتقت أدواتها من طبقات أركيلوجية شكلت ما نعته مالك بن نبي( بالقابلية للاستعمار) . إلى علة بنيوية في ناموس الثقافة العربية . فحين يتجدد سؤال " لماذا تخلف العرب وتقدم غيرهم " تبدو تراكمات الثقافة العربية منذ أيام رفاعة الطهطاوي ضربا من متاه يصبح من يمشي فيه (كمن يقصد البحر وهو يستدبره) بحسب عبارة الغزالي الشهيرة . ومن أهم مظاهر العجز البنيوية تلك :الرؤية المانوية للمفاهيم. كالإسلام مثلا ، فهو غالبا ينوس في الكتابات الفكرية العربية بين الرومانسية والأدلجة . فهو إما إسلام سياسي مرفوض . أو إسلام سمح متعال . بعيدا عن أي مقاربة فلسفية تنطوي على رؤية من واقع معرفي دقيق بسيرورة هذا الدين في الماضي والحاضر والمستقبل تبحث في إمكاناته المحايثة ضمن مفاهيم مركزية تنطوي على رؤية للعالم . ذلك أن من المفارقات أن هذا الدين في نصوصه الأصلية ظل يحوي إمكانات لمنطلقات إنسانية بامتياز ، وتستجيب مرونتها لتأسيس وعي نقدي وحواري يمكن أن يكشف عن العديد من الحقائق المسكوت عنها، لولا تلك الأدلجة العنيفة التي حجبت آفاقه . وهذا للأسف ما لم يقم به أي مفكر عربي لتأسيس مشروع فلسفي إسلامي (بحسب رضوان السيد).
    الحقيقة الثالثة هي أن النظر العميق في آفاق الواقع العربي ، لمن يستشرف آفاقه بحق، ينطوي على حزن عميق ينشأ من كل قراءة معرفية لهذا الواقع . فالواقع ذاك دل تماما على أن مشاريع إعادة التأسيس له ضمن أي رؤية فكرية جادة ، إسلامية / لبرالية / قومية ، لابد أن تنخرط في تاريخ طويل لتأسيس بنى تحتية للأفكار والمفاهيم التي لا يجب أن تنفك عن رؤية بيداغوجية (تربوية) على نحو إستراتيجي . بعيدا عن ذلك المناخ الرث للأفكار الشعبوية للإسلامويين و " الليبراليين الجدد " والقومجيين. وعطفا على ذلك فإن إعادة التأسيس ، تفتقر المسافة التاريخية فيها ، بين الواقع المعاصر و آفاقه ، إلى اختراق فراغ مخيف يحتاج (إلى الكثير من اليأس البنـّاء كمؤهل إعدادي للعمل العام) بحسب المفكر السوري المرموق : ياسين الحاج صالح .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    *عن صحيفة الحياة اللندنية 22/9/2005



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de