سفير الجمال الذي زاده الوهج البيروتي جمالا/محمد آدم عثمان، سيؤول، كوريا الجنوبية

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 03:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2007, 08:51 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
سفير الجمال الذي زاده الوهج البيروتي جمالا/محمد آدم عثمان، سيؤول، كوريا الجنوبية

    سفير الجمال الذي زاده الوهج البيروتي جمالا:



    عشت هنا ، وأنا في أقصى أقاصي الطرف الشرقي للمعمورة، ساعات جزلة ومدهشة، عندما وصلني مظروف عليه طوابع عربية، وعندما فتحته ووجدت بداخله، ديوان شعر جزل ومدهش للشاعر والأديب والدبلوماسي الأنيق، وسفير السودان الراهن في بيروت، جمال محمد إبراهيم بعنوان " امرأة البحر أنت "، وقد أتيت على الديوان بأكمله، ومن الغلاف حتى الغلاف، في ساعات قلائل، وقرأته وأعدت قراءته مرات، بإمتاع واستغراق لم أعهده في نفسي قريبا، وفي أمسية واحدة ما بين "انبثاق الغمام" وقبل "انبلاج الصباح" الحالم الصبوح في كوريا التي يسمونها في كتب السياحة هنا أرض الصباح الحالم.كان الديوان بالنسبة لي عبارة عن جولة سياحية مدهشة بدأت انطلاقا من "نقطة التفتيش" وانتهت عند "ثائية العشق"،مرورا ببقية القصيد أو بالأحرى " اللؤلؤ المختبئ في المحار" والحقيقة أن جمال أديب بالفطرة، فهو صاحب أسلوب شفاف وبراق ومدهش،وله قدرة عجيبة على تطويع الكلم، واستمزاج التعبيرات الزاهية، واستخراج المفردات المتنوعة التي رغم صعوبة وغرابة بعضها، إلا أنها تنساب انسيابا سلسا، وتنساق في تلقائية وعفوية صادقة في إطار الشكل العام للقصيدة، وبشكل يزاوج ما بين السهل الممتنع والصعب الأندلسي العكاظي الجامح الذي لا يدرك إلا من خلال التركيز والتأمل والاستبصار والذي قد يحتاج لاستئناس وترويض كترويض النمرة.

    وقد قرأت الديوان عدة مرات حتى الآن ، ولا بدّ من أنني سوف أقرأه مرات أخرى عديدة وربما "لليلة الثانية بعد الألف"، لأنني بصدق انفعلت بالديوان الشيق وعشقته منذ القراءة الأولى، وهزني في العمق، تماما كما فعل في الأديبة الرائعة د. سلوى الخليل الأمين، في كلمتها التي قرأتها في ساحة الإنترنت قبل فترة بمناسبة الأمسية الشعرية المنظمة من قبل النادي الثقافي العربي في بيروت، والتي قالت فيها، واستسمحها في أن اقتبس بعضا من كلماتها ،عندما وصفت قصائد الديوان، بأنها عذبة الوصال،واضحة النطق والرؤى، جذابة الصور، رهيفة المشاعر، إيقاعاتها ترانيم متناغمة المضامين، وقماشها ناعم الملمس، رقيقة الحواشي ،دفقها طاهر نقي. والحقيقة رغم جمال كل تلك العبارات الندية التي كتبتها الأديبة ذات الأسلوب الساحر ، إلا أنها ، في تقديري، مجرد قيض من فيض، وزهرات متفرقة من بستان، وبعض من الرحيق التي تفرزه في العادة الفراشات عندما تحلق حول أزهار وورود الربيع.

    وكما قال شاعر ومبدع ودبلوماسي آخر هو السفير الدكتور عمر عبد الماجد الذي كتب تقدمة الديوان فقد "ظلّ جمال ضنينا بما يكتب، يسوّد الصفحات ليحتفظ بها لنفسه ضاربا حولها سياجا من العزلة المطبقة ربما خوفا عليها من الانفلات ورؤية النور" وقد اعتبر الشاعر الدكتور المبدع أن مرد ذلك إلى "المزاج الصوفي الذي جبل عليه الكثيرون في هذا الوطن الممتد من الجرح إلى الجرح، مزاج ظلت لحمته وسداه التواضع وكسر النفس" ، والحقيقة، وعندما يتعلق الأمر بجمال، فأنا أعتبر نفسي شاهدا من أهلها، فقد عرفت جمال مبدعا مرهف الحس والمشاعر، منذ سنوات طويلة وبعيدة، ومن أيام مدرسة المؤتمر الثانوية تحديدا، وأذكر عندما تزاملنا في كلية الاقتصاد في جامعة الخرطوم، وعندما كنا نسكن في داخليات البركس ، إنني كنت أزوره مرارا في غرفته، وكان يطلعني على مسودات له ذات إبداع لا تخطئه عين، في الشعر والقصة والخواطر والتأملات،فهو كاتب شامل، وكنت من فرط إعجابي ببعض قصائده أحفظها عن ظهر قلب، واستمر ذلك عندما تزاملنا مرة ثالثة في وزارة الخارجية، وكان يكتب لي من كمبالا، وأنا في نيويورك، ويبعث لي عبر الحقيبة الدبلوماسية بعض محاولاته الأدبية من شعر وقصة عبر رسائل زكية معطرة برائحة القرنفل و"وهج الجلنار" والأخيرة ،إن لم تخني الذاكرة، كانت عنوان واحدة من قصصه القصيرة. كنت، عندما ألتقي به، أحسه على النشر، وأذكر ذات مرة أن قلت له أنت "جمال" آخر منّ الله به على الخارجية والسودان، في إشارة لطيب الذكر الراحل الخالد جمال محمد أحمد، فلا تضن عليهما بما أفاض الله عليك من نعمائه، وسخر مني وقال أنه لا يملك من جمال سوى الاسم، وقلت له بل تملك منه الكثير من رشاقة في العبارة وجزل في الأسلوب، بل تملك الكثير من سجاياه الأخرى من سماحة وتواضع والأخيرة خصلة جميلة لكنها تستحيل قبحا عندما تتجاوز الحدود.

    والحقيقة أن جمال ، وأقصد الصديق جمال محمد إبراهيم، وليس الوزير جمال محمد أحمد، كان قد قدم لي مساعدة كبيرة من حيث لم يقصد في الالتحاق بوزارة الخارجية التي انفض سامري معها الآن، فبعد اجتياز الامتحان التحريري، كان علينا ونحن نحو مائة متنافس أو يزيد، أن نجتاز المعاينة الشخصية،لاختيار نحو 20 من بيننا، وكنا جميعا يومها مشحونين بغير قليل من الرهبة والتوتر، فقد كانت لجنة المعاينة تضم جماعة من الأهرامات السامقة برئاسة الدبلوماسي الضليع وكيل وزارة الخارجية وقتها السفير فضل عبيد بمساعدة سفراء آخرين في قامة عيسى مصطفى سلامة والنور على سليمان بجانب مسئول كبير من وزارة الخدمة العامة أظنه قلوباوي محمد صالح، وكان روح ومحرك اللجنة هو النطاسي الطبيب والحكيم النفسي البارع والشاعر المعروف حسبو سليمان. كنت قد هيأت نفسي لأسئلة عن بروندي ورواندا وربيع براغ وسلفادور أللندي وتشيلي وغيرها من التطورات السياسية التي كانت سائدة وقتها، ولكن الأستاذ حسبو سليمان فاجأني بأول سؤال عن رأيي في الشعر، وببقية من تفلسف جامعي وقتها، قلت له إنني من هواة الشعر الحديث الذي وصفته بالعمودي والحر والمرسل، والذي قلت أنني أفضله على الشعر التقليدي المقفى، وسألني عمن أحب من الشعراء المحدثين، فلم أتردد في ذكر صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وبدر شاكر السياب ، وهنا طلب مني أن أقرأ عليهم قصيدة لواحد من هؤلاء الشعراء.أسقط في يدي عندما تذكرت أنني أحفظ أبياتا متناثرة هنا وهناك لكل واحد من هؤلاء الشعراء، ولكنني لا أحفظ أي قصيدة لأي منهم،وشعرت بالخوف وبأن آمالي في الالتحاق بالخارجية على وشك انهيار ، وفجأة أطل عليّ من بين ركام الرهبة والارتجاف صديقي الصدوق جمال وأيام الجامعة والبركس. كنت أعرف تماما إن ما أنا بصدد الإقدام عليه تزوير في أوراق أو أقوال رسمية،وتصرف لا يخلو من غش، ولكنها كانت ثواني صعبة جدا ، وقد كان أخوكم "مزنوق" كما يقول عادل إمام، واستغفرت الله وتوكلت عليه، وقرأت، وسط اهتزاز رؤوس أعضاء اللجنة، استحسانا أو ربما إعجابا، قصيدة صديقي جمال محمد إبراهيم التي كنت وما زالت وسوف أظل أحفظها حرفا بحرف...

    وأخيلتي تعوم على بحر من البلور

    تغسل عريها فيه

    تزيل غشاوة الموت

    وتنفض عن مواضينا غبار ورقدة الصمت

    وأخيلة من النسيان خلدها الزمان على ربا التيه

    فعادت لي بتذكار قديم من نواحيه

    وألف حكاية حبلى

    تحدث عن نضيرات الوجوه

    وعن صب ذوى وصلا

    عقوقا أنكرته الدار

    أنكر من رفيقيه

    وفي زمن الضجيج

    تلهفا انهار

    فيا تذكار أحملني

    نسيما يستبيح الريح عبر مضايق الزمن

    وشمسا لا تراها العين ترفل في رؤى الوثن

    أنا منها

    أجيئك حاملا شجني

    وقرباني وتذكاري

    وتاج الشوك فوق جبيني المشجوج بالغار



    جمال محمد إبراهيم ليس مجرد شاعر مبدع يكتب شعرا كوشوشات الموج، فهو كما ذكرت أديب شامل، وله أسلوب روائي قصصي شفاف ورصين،ويكتب المقال بمهنية عالية، وصاحب رؤية نقدية ثاقبة ونفاذة، وفوق كل ذلك، فنان بالفطرة، وإنسان رائع، واسم على مسمى.

    و"امرأة البحر أنت "ليس مجرد ديوان شعر، وإنما إزميل جمال وواحة واستراحة للنفس مهما بلغ بها العناء،وبحيرة صحو وبنفسج، وإبحار مدهش لطيف، وغوص لاصطياد كنوز لا حصر لها من الدرر واللؤلؤ والجمال. وهو، رغم مولده بعد مخاض طويل وعسير، إلا أنه يمثل إضافة حقيقية للمكتبة الشعرية والأدبية والدبلوماسية في السودان، ونحن لا نملك إلا أن نصفق للمبدع جمال ونحني له الهامات إجلالا ونقول له " ورجل الإبداع أنت ". .



    الكاتب : محمد آدم عثمان، سيؤول، كوريا الجنوبية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de