طلاب يجتمعون في قاعة صف في مدرسة في قرية يارا، جنوب دارفور، حيث ساعدت المبادرة المجتمعية الصديقة للطفل التي تدعمها اليونيسف في تحسين بيئة التعلم.
يقلم ادوارد كاروارديني
جنوب دارفور، السودان، 4 أيار / مايو 2007 - يجد المرء في قرية يارا مظهراً مختلفاً إلى حد يثير الدهشة في دارفور. ففي المنطقة التي تُصوّر بأن الخلافات العرقية والتوترات القبلية تمزقها، يعيش سكان قبيلة فير والأسر العربية البدوية جنباً إلى جنب، ويعملون معاً على تحسين مجتمعهم المحلي.
فقد أتاح الاستقرار النسبي السائد في يارا أن يركّز السكان على أولوياتهم المتمثلة في تحسين مجتمعهم المحلي من أجل المستقبل.
فقد أعيد بناء المدرسة والمستوصف المحلي. وبالتركيز على دخل القرويين في المستقبل، أقيم مشتل لزراعة أشجار الليمون والبابايا والماهوغوني. "لقد أصبحت البابايا شائعة بين عدد كبير من سكان دارفور - لذلك ستكون محصولاً نقدياً بالنسبة لنا"، يقول الدكتور محمد حسن عوض، الذي اختاره القرويون المحليون لإدارة مشروع المشتل.
07-28-2007, 03:19 PM
Frankly
Frankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211
يوجد أمام المستذرى المصنوع من الخيزران الذي تزرع فيه الشتلات، مجّمع جميل يضم المستوصف الصحي الذي تم تجديده. وقد أصبح هذا المركز الذي يخدم ما يقارب 16.000 نسمة في المنطقة كلها، المصدر الوحيد للرعاية الصحية المنتظمة للسكان الذين يقطنون على بعد أميال في المناطق المجاورة. ويمدّ لوح شمسي مرفق تخزين اللقاحات بالطاقة الكهربائية للمساعدة في القيام بجولات التحصين المنتظمة.
ويعمل في المركز مرشد صحي للمجتمع المحلي وطبيب ومساعد. وتوجد قابلة واحدة، مع أنها تعيش على مسافة تزيد على كيلومتر واحد من المركز. لكن العيادة الصحية أصبحت مركزاً هاماً لسكان يارا والقرى المحيطة.
كما أصبحت المدرسة مفعمة بالألوان ورمزاًَ صاخباً للجهود التي تبذلها القرية لكي تدير ظهرها للصراع. ويمضي أكثر من 400 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و 14 سنة، ربعهم من الفتيات، خمس ساعات في اليوم هنا، في قاعات دراسية جُددت حديثاً. وأقيمت نقطة مياه عند أبواب المدرسة، في حين حفرت في إحدى الزوايا البعيدة من المجّمع الكبير حفر لإقامة مراحيض للطلاب.
ويوجد في كل قاعة دروس كراسي وطاولات وألواح طباشير وكتب مدرسية. بل توجد رابطة للآباء والمعلمين في القرية.
07-28-2007, 03:22 PM
Frankly
Frankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211
إذن ما الشيء الذي مكّن يارا من التطلع إلى المستقبل بهذه الطريقة الإيجابية؟ يشرح أحد أعيان القرية، عبد اللطيف عيسى هارون شيئا من التاريخ.
فهو يتذكّر: "في عام 1999، أقامت اليونيسف هنا المبادرة المجتمعية الصديقة للطفل" ويضيف، "مما مكّن المجتمع المحلي من المشاركة في التخطيط للخدمات المحلية بقليل من الأموال والدعم التي قدمها المشروع، والتي قدم السكان المحليون إزاءها إسهاماتهم كذلك – التي تمثلت في تقديم مواد أحياناً، أو في العمل الجسدي فقط".
ويُعرف المشروع كذلك باسم "المبادرة المجتمعية الصديقة للطفل"، الذي أقيم في يارا مدة سنتين، إلى أن أوقفه الصراع. وفي عام 2006، بدأت جولة جديدة من المشاريع، بدءاً بمركز البستنة. وقد صمم المجتمع المحلي الآن على الحفاظ على زخم المشروع.
"يريد المجتمع المحلي أن تنجح هذه المبادرة"، يقول السيد هارون، "فلا يجد الناس مشكلة في تقديم شيء من وقتهم. إننا نؤمن بمبدأ العمل الجماعي لمشاريع معينة. فالعمل يوماً أو يومين الآن سيسفر عن فوائد بعيدة الأجل تدوم لسنوات".
07-28-2007, 03:25 PM
Frankly
Frankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211
يجلس حمدان وحامد، يبلغ كلاهما 13 سنة من العمر، في حصة الرياضيات في الصف الثامن. وأبواهما من رعاة الغنم البدو. وهم من أصل عربي، وهي فئة تعتبر أقلية في هذا المجتمع المحلي. ومع ذلك، تركهما أبواهما في يارا خلال السنوات الثلاث الماضية ، بدعم من أخ أكبر لهما، وضمانات الأمان التي قدمها أعيان المجتمع المحلي.
وكان السبب الوحيد وراء اتخاذ هذا القرار أن يكملا دراستهما.
"كنا نسير إلى المدرسة مسافة طويلة"، يقول حمدان، "لذلك قرر أبوانا أن نمكث هنا. ولو لم نذهب إلى المدرسة، لبقينا مجرد راعيي غنم، ولما وجد أمامنا مكان نتوجه إليه في حياتنا. فقد أتاح لنا مجيئنا إلى المدرسة، الفرصة لتحقيق المزيد في حياتنا".
يشتاق الصبيان إلى أسرتيهما، فقد كانت آخر مرة شاهدا فيها آبائهما منذ ثلاثة أشهر. إلا أنهما يبيدان رغبة واضحة للتعلم – إذ يقول حامد إنه الشيء الوحيد الذي يعيش من أجله الآن. وهو يرغب في أن ينتقل إلى المدرسة الثانوية وأن يصبح طبيباً ذات يوم. أما حمدان فيطمح في أن يصبح مهندساً. ويشاركهما والداهما، اللذان يعيشان حياة بدوية تقليدية، تطلعاتهما تلك.
وقد احتضن المجتمع المحلي هذين الصبيين. ويعتبرهما كبير المدرسين، محمد إبراهيم خليل، مؤشراً لمستقبل أفضل.
إذ يقول: "لقد بدأنا نرى أطفالاً يتخرجون من هذه المدرسة ويذهبون إلى الجامعة" ويضيف، "وإننا لا نستغرب ذلك. إذ يداوم جميع الأطفال في القرية في المدرسة. ويوجد معنا العديد من الأطفال العرب الذين تشجعهم لجنة قريتنا، وهم يشعرون بالأمان بيننا. وتتبرع الأسر للمساعدة في دفع رواتب المعلمين المتطوعين الذين لا تدفع لهم الحكومة راتباً".
07-28-2007, 03:28 PM
Frankly
Frankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211
أحد قادة المجتمع المحلي، عبد اللطيف عيسى هارون، من قرية يارا يشرح كيف ساعدت المبادرة المجتمعية الصديقة للطفل التي تدعمها اليونيسف في لمّ شمل مجتمعة.
'ما الذي يجمع الناس معاً؟'
هذا هو جوهر المبادرة المجتمعية الصديقة للطفل. فإزاء الإسهامات التي تقدمها اليونيسف والمنظمات غير الحكومية المحلية، يقدم السكان الذين يرون فرصة لبناء مجتمع أقوى سيزدهر في الاستقرار، إسهاماتهم أيضاً. إن مزيج المساهمات يخلق إحساساً بالملكية ويزيد من استخدام الخدمات في نهاية الأمر.
والأهم من كل ذلك، ففي حين لا يزال الصراع في دارفور يؤثر على قرابة 4 ملايين شخص، فإن المبادرة تجعل المجتمعات تركّز على الحاجة إلى التنمية، وجعل الأطفال في جوهر برنامجها.
"لقد نجح هذا البرنامج لأنه يقدم الدعم الملائم للناس، وبإمكاننا أن نقيم بنى أساسية – كالمدرسة – التي تجمع الناس معاً"، يقول السيد خليل، ويضيف، "عندما يرحب مجتمع محلي بالأطفال من جميع الأسر، ويظهر أن كل فرد بوسعه أن يتعلم بأمان، فإن هذا النوع من المبادرات يجمع الناس معاً حقاً".
وهنا، يضم عجوز آخر صوته ويقول: "أتسألون ماذا يجمع الناس معاً؟ فلا توجد تباينات بين الناس بلا شيء. إننا جميعا نفتقر إلى الأشياء ذاتها. وهذا ما يجعلنا متساوين".
07-28-2007, 08:04 PM
Frankly
Frankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة