(ابار على ) ما بين على بن ابى طالب وعلى دينار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 07:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2007, 08:05 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
(ابار على ) ما بين على بن ابى طالب وعلى دينار


    نشرة جريدة الوطن عدد اليوم السبت 14 رجب 28 الموفق 28 يوليو 2007 ما يلى

    في حين نسبها البعض لـسلطان دارفور "علي بن دينار"
    جدل بين باحثين حول صحة نسبة "أبيار علي" إلى علي بن أبي طالب

    المدينة المنورة: خالد الطويل

    احتدم الجدل بين الباحثين حول صحة نسبة ميقات أهل المدينة المنورة"ذي الحليفة" والذي اشتهر بـمسمى"أبيار علي" جنوب غرب المدينة، بعد خروج آراء بحثية تنسبه لسلطان "دارفور "علي بن دينار الذي جاء إلى ميقات المدينة المنورة حاجا سنة 1889. ففي حين يرجع الباحث في تاريخ المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي نسبتها إلى علي بن دينار والذي قام بحفر بعض الآبار للحجاج والزوار في تلك المنطقة، مشيرا إلى أنها كانت تعرف من قبل ذلك التاريخ بـ"ذي الحليفة"، ومسجد الشجرة, يقف أمين عام مجلس المرصد الحضري والباحث في آثار المدينة المهندس حاتم طه في اتجاه آخر حيث ينفي صحة ذلك الرأي مؤكدا أن آبار علي تعود في نسبتها- بحسب المصادر التاريخية القديمة- وبعض المعاصرين إلى علي بن أبي طالب- رضي الله عنه.
    ويرى طه أن تلك الحقيقة لا تمنع من أن سلطان "دارفور" قام بحفر بعض آبارها وتجديدها على طريقة كثير من الحكام الذين كان يهمهم أن تكون لهم بصمة في بلاد الحرمين, ويكفي حسما لتلك القضية-بحسب تعبيره- أن سلطان دارفور لم يأتها زائراً إلا في سنة 1889, بينما عرفت المنطقة بذلك الاسم التاريخي منذ صدر الإسلام الأول.
    من جهته يرى الباحث ناجي بن تركي الهجاري أنه بالعودة إلى المصادر القديمة نجد أنها تشير إلى أن نسبة الوادي والآبار إلى علي بن أبي طالب والذي حفرها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
    ويشير الهجاري إلى عدد من الروايات التي تؤكد شواهدها أنها عرفت بآبار علي من قبل سلطان دارفور بعشرات السنين، ومن بينها-والحديث للهجاري- الروايات التي ذكرها ابن حجر في فتح الباري، وما ذكره عنها شيخ الإسلام "ابن تيمية" صاحب عمدة الفقه في الرواية التي ينفي فيها الأخير مقاتلة علي بن أبي طالب للجن كما تزعم العامة.
    ويقف متوسطا بين تلك الآراء البحثية رأي عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة صاحب كتاب "الطريق النبوي إلى بدر" الدكتور سليمان الرحيلي والذي ينفي فيه صحة نسبة الآبار إلى علي بن دينار "لأن التسمية سابقة فترته التاريخية التي جاء فيها إلى المدينة حاجا" إلا أنه في ذات السياق يؤكد أنها لم تثبت أيضا بحسب قول القدامى والمحدثين بأنها منسوبة لعلي بن أبي طالب وقد نص على ذلك -والحدث للرحيلي- مؤرخ المدينة السمهودي في كتابه وفاء الوفاء.
    ويتقاطع الرحيلي مع رأي الفايدي في أن الثابت تاريخيا أن آبار علي كانت تسمى في المصادر القديمة بـ"ذي الحليفة"، ومسجد الشجرة.
    وبحسب رصد الـ"الوطن" فقد ورد مسمى" آبار علي" في أكثر من وثيقة تاريخية من وثائق المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة، والتي نشر جزءاً منها الباحث فايز بن موسى البدراني في كتابه "بعض الأعيان وأعلام القبائل في وثائق المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة خلال العهد العثماني" حيث تشير إحدى مخطوطات وثائق المبايعة إلى موقع "آبار علي" بظاهر المدينة الشريفة وذلك بحسب صيغة الوثيقة المؤرخة بتاريخ/1/11/1077 ما يؤكد أنها عرفت بذلك الاسم قبل أن يأتي إليها ابن دينار بعشرات السنين.
                  

07-28-2007, 08:12 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (ابار على ) ما بين على بن ابى طالب وعلى دينار (Re: waleed500)

    مكرر

    (عدل بواسطة waleed500 on 07-28-2007, 08:39 AM)

                  

07-28-2007, 08:21 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (ابار على ) ما بين على بن ابى طالب وعلى دينار (Re: waleed500)

    كتب سيف الدين عيسى مختار بسودا نيز اونلاين فى باب مقالات وتحليلات ما يلى



    مسمى"آبار على" موجودا منذ القرن 8 الهجري مما يؤكد عدم نسبتها لعلى دينار ولا دليل إلى أنه ساهم بالمال في كسوة الكعبة أما مقر بعثة الحج السودانية ومبنى القنصلية بجدة فلا علاقة لهما بالسلطان علي دينار

    بقلم سيف الدين عيسى مختار/ جدة[email protected]





    السلطان علي دينار، من الشخصيات الوطنية التي نعتز بها كسودانيين، فقد كانت له مواقف مشرفة في مواجهة الاستعمار، وقد تشكل وعيه القومي والإسلامي منذ وقت مبكر بانحيازه إلى الخلافة التركية ووقوفه ضد المعسكر الانجليزي المستعمر للبلاد، وحين أدرك أن موازين الحرب انقلبت لصالح القوى المعادية له، واجه الموقف بشجاعة نادرة وجاهد حتى استشهد.

    لم يكن على دينار وهو يقف ذلك الموقف البطولي المشرف يمثل أهل دارفور فحسب، بل كان يشكل بارقة أمل لكافة أهل السودان الذين لم يكونوا قد استوعبوا بعد صدمة انهيار المشروع المهدوي بكل ذلك الزخم الوطني. ولأن على دينار كان قد استقر في الذاكرة الجمعية لأهل السودان جميعا كرمز وطني، فقد اسقطوا على هذا الرمز العديد من الأمنيات وحاكوا حول شخصيته العديد من القصص الأسطورية التي لا يسندها الواقع ولكنها تشكل الصورة التي أرادها الناس لزعيمهم ورمزهم النضالي، فهو الفارس المغوار، وهو السلطان الحازم العادل، وهو الملك المهاب الجانب، والمؤمن الذي يرعى مصالح المسلمين في أي مكان، وهو الذي حفر (أبار على) في ميقات ذي الحليفة بالمدينة المنورة، وهو صاحب المحمل الذي يقدم كسوة الكعبة كل عام، وهو الذي كان يرسل الوفود في كل موسم حج لتوزيع الصدقات على فقراء المسلمين، وهو الذي خلف من ورائه العديد من الممتلكات التي أوقفها للسودانيين في مكة المكرمة والمدينة وجدة، ومنها مقر بعثة الحج والقنصلية، وما إلى ذلك من أعمال جليلة يذكرها الناس في المناسبات المختلفة.

    وبعيدا عن تلك العاطفة التي تربطنا بهذا السلطان العظيم، هل كل ما ذكر صحيح؟ أم إن العاطفة قد طغت وحالت دون البحث والتقصي عن الحقيقة.

    إن قيام سلطان أو ملك بمثل تلك الأعمال الجليلة حري بأن يبعث الفخر والاعتزاز لكل من ينتمي إليه بصلة، هذا أمر لا غبار عليه، لكن نسأل : هل على الذي تنسب إليه أبار على هو على دينار؟ وهل هنالك دليل بأن على دينار كان يرسل الكسوة إلى الكعبة أثناء توليه السلطنة؟

    إن مثل هذه الأقوال ظلت تتردد على ألسنة الناس في مناسبات عديدة، وأخذها الناس كمسلمة، بل وقد تناول العديد ممن تناولوا سيرة هذا السلطان هذه الأقوال كحقائق تاريخية، فلنتأمل هذه الأقوال:

    كتب الأستاذ مصطفي عاشور في مقال له بموقع إسلام أون لاين تحت عنوان (على دينار باني السلطنة والآبار) قائلا: وكان لعلي دينار دوره في العلاقات الإسلامية، فقام بحفر عدد من الآبار على مشارف المدينة المنورة عرفت بـ"آبار علي" نسبة إليه، وأصبحت ميقاتا لبعض الحجيج، كما كان له أوقاف بالحجاز"

    وكتب محمد جمال عرفة بذات الموقع الالكتروني بتاريخ 9/5/2004م تحت عنوان "دارفور.. التاريخ والقبائل والجنجاويد " : (ومما يذكره التاريخ عن السلطان علي دينار أنه كان يكسو الكعبة المشرفة سنويا، ويوفر الغذاء لأعداد كبيرة من الحجاج فيما يعرف عند سكان الإقليم بـ"قدح السلطان علي دينار" أو "أبيار علي).

    كما كتب عبد الرحمن أبو شيبة في موقع سودانيز أون لاين مقالا بعنوان (قصة ابيار على) نقل فيه خطبة جمعة للدكتور صفوت حجازي جاء فيها:

    (أظن أن الجميع يعرف المدينة المنورة، بل إن معظمنا ذهب إليها وسار في طرقاتها. ولعل بعضنا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ذي الحليفة. ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح.. والصحيح أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار. وعلي بن دينار هذا جاء إلى الميقات عام 1898م حاجاً ( أي منذ حوالي مائة وثمانية أعوام)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي وهو خارج لحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار.، من هو علي بن دينار ؟ أتدرون من هو علي بن دينار هذا؟ إنه سلطان دارفور. تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان، كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار. وهذا السلطان لما تقاعست مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور. وإذا كنا في مصر نفخر ونشرف أننا كنا نرسل كسوة الكعبة، وكان لنا في مكة التكية المصرية، فإن دارفور لها مثل هذا الفخر وهذا الشرف. هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% (أي أن نسبة المسلمين في دارفور تفوق نسبتهم في مصر)، والذي لا تعرفونه عنها أن أعلى نسبة من حملة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض "دفتي المصحف". وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه"رواق دارفور"، كان أهل دارفور لا ينقطعون أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف"

    وفي الرسالة المفتوحة التي أرسلها بعض أبناء دارفور إلى قادة الدول لإسلامية والعربية المنشورة في موقع سودانيز أون لا ين بتاريخ 14 مايو 2004م ورد فيها:
    "وقد تفرّد السّلطان الشهيد علي دينار بأعمال الأوقاف في الحجاز، خدمة للحجيج ضيوف الرّحمن. ومن شواهد ذلك أوقاف السّلطان علي دينار في الحجاز، أبار علي؛ على مشارف المدينة المنوّر".
    كما أن هنالك العديد من الناس من يعتقد بأن مباني القنصلية والبعثة من ضمن أوقاف على دينار، ومن بينهم مسئولون بل وباحثون مثل الأستاذ عبد الله أبو إمام الذي وقف على مسرح القنصلية يوم نفرة دارفور في العام الماضي وقال "بأنه يقف على أرض دارفورية، أرض على دينار".
    وإذا كان لحديث الدكتور صفوت حجازي المذكور آنفا ما يبرره لكونه جاء ضمن خطبة جمعة في سبيل الوعظ والإرشاد حاول أن يحشد فيها تلك الأقوال لاستدرار تعاطف المسلمين مع قضية دارفور والتي رأى فيها مواجهة بين الإسلام والقوى الصليبية الهدف منها استنزاف إمكانيات السودان الضخمة المتمثلة في البترول واليورانيوم والثروة الحيوانية الهائلة على حد قوله، فانه لا مبرر لباحث أكاديمي أو دارس للتأريخ أن ينساق وراء الأقوال التي ليس لها سند علمي.
    فنحن لا يضيرنا أن تنسب تلك الآبار لعلي دينار، كما لن ينقص من مكانته لدينا عدم نسبتها إليه، فالحقيقة التاريخية يجب أن تبقى كما هي دون تزييف أو تدليس إن الحقيقة التي أقررها هنا هي أن نسبة أبيار على لعلي دينار موجودة لدى السودانيين فقط، بينما هي ليست كذلك عند بقية الشعوب وخاصة سكان المدينة المنورة الذين هم أدرى بشعابها، فما رأيت أحدا من مدينة المصطفي صلى الله عليه وسلم ينسب تلك الآبار لعلي دينار. صحيح إن تلك الآبار قد ظلت مرتبطة باسم علي هكذا دون تعريف جعلت السودانيين ينسبونها لعلي دينار بينما ينسبها أهل المدينة لعلي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. فأين هي الحقيقة؟
    لقد ظل هذا السؤال مدار اهتمامي منذ فترة طويلة دون أن أهتدي إلى نتيجة مريحة، وقد كثر حديث الناس عن آبار على دينار إلى الدرجة التي أوشكت فيها أن تصبح هذه النسبة حقيقة مؤكدة، حتى اهتديت الى كتاب ابن فضل الله العمري الذي سيأتي حديثى عنه في الفقرات التاليات ، وليس ذلك نهاية المطاف بل أنني أرجو من كل من لديه مصدر أو معلومة يمكن أن تضيء جانبا من الحقيقة أن يدلي بها وسأكون أسعد الناس بانتساب هذه الآبار لزعيم سوداني نكن له كل الإعجاب والتقدير والمحبة.وحتى نكون على بينة من الأمر دعني أقدم لك عزيزي القارئ نبذة مختصرة عن سيرة السلطان علي دينار، وأقرر بدءا أن اسمه لم يكن على دينار، بل كان اسمه محمد على بن السلطان زكريا، ويمكنكم مراجعة ذلك في الكتب التي تناولت سيرته منها كتاب آلن ثيوبولد: (علي دينار آخر سلاطين دارفور) - ترجمة فؤاد عكود- العالمية للطباعة والنشر- السودان- الطبعة الأولى- 2005م، وكتاب يونان لبيب رزق: السودان في عهد الثنائي "1899-1924م"- معهد البحوث والدراسات العربية- 1976م، وكتاب أحمد عبد القادر أرباب: تاريخ دارفور عبر العصور- الخرطوم- 1998، إضافة إلى الكتب الأخرى مثل كتاب نعوم شقير تحقيق الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم ، وموسوعة القبائل والأنساب في السودان للبروفسير عون الشريف قاسم التي جاء فيها تحت عنوان دينار (ص 907) ما يلي :
    " هو على دينار بن زكريا بن محمد الفضل حفيد السلطان محمد الفضل (1779- 1839م) ولد بالفاشر(1860م) وكان والده واليا على مقاطعة ارقد مراريت جنوب شرق الفاشر، ، وكان اسمه محمد على أضيف إليه منذ صغره لقب دينار تيمنا باسم على دينار أحد سلاطين دار برقو الصارمين فالتصق به الاسم ولم يعرف إلا بعلي دينار ، توفى والده الأمير زكريا وهو صغير فاستقر مع والدته وأخته مع عمه السلطان حسين إلى أن توفي عام 1874م وتزوجت والدته الشيح مكي ولد منصور زعيم بني منصور فارتحل معها إلى منطقة الملم وعاش تحت كنف الشيخ مكي ، تولى السلطان على دينار الزعامة بعد أبي الخيرات بن السلطان إبراهيم قرض عام 1889م أيام المهدية وخضع بعد عامين للمهدية وأرسله الأمير محمود ود أحمد إلى الخليفة عبد الله التعايشي بأم درمان عام 1897م واشترك في بعض حملات المهدية على تقلي ولما سمع بوصول الجيش الفاتح عام 1898م تمرد وذهب من كرري إلى دارفور حيث احتل الفاشر، واعترفت به حكومة العهد الثنائي عام 1900م ، وفي الحرب العالمية الأولى سعى إلى التحالف مع الأتراك والسنوسيين وأعلن معارضته للانجليز واستعد للحرب ولكنه هزم عام 1916 في برنجية قرب الفاشر وانسحب إلى كولمي حيث قتل برصاصة طائشة أثناء المطاردة، له ديوان شعر مطبوع وجله في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم" ، يقول الأستاذ مصطفي عاشور في مقاله المشار إليه واصفا سياسة علي دينار: " لقد عبر علي دينار عن تطور ملحوظ في الوعي السياسي للقادة المحليين في السودان وأفريقيا، وعن درجة كبيرة من الوعي الديني والإداري، حيث استطاع إقامة سلطنته في غرب السودان، وكون لها شبكة من العلاقات الخارجية كشفت عن وعي سياسي ناضج، وسعى لبناء سلطنته وفق نظام داخلي جيد مقارنة بالإمكانات التي كانت متاحة له في ذلك الوقت؛ حيث كوّن مجلسا للشورى، وعين مفتيا لسلطنته، ومجلسا للوزراء، وبدأ في تكوين جيش حديث، وأوكل تدريبه إلى ضابط مصري، ووضع نظاما للضرائب يستند إلى الشريعة الإسلامية "وعلى كثرة المراجع التي تناولت سيرة السلطان على دينار فان أيا منها لم يشر إلى أنه كان قد زار الديار المقدسة لتأدية العمرة أو الحج، فقد كان عهده عهد توتر وحروب داخلية متواصلة لم تمكنه من مغادرة السلطنة، لكن رحلات الحج لم تنقطع، فقد كانت الوفود السلطانية ترد من دارفور وتقوم بتوزيع صدقات السلطان على دينار في كل من مكة وجدة في الموقع الذي يسمى ألان بحوش على دينار وفي ذي الحليفة، وربما جاءت نسبة الآبار من هذا الصنيع. ونظرا لمكانة مكة والمدينة في قلوب المسلمين الذين ييممون شطرهما كل عام فقد حظيتا بالعديد من الدراسات والمؤلفات ومذكرات الرحالة والعلماء الحجاج، بالقدر الذي نستطيع أن نطمئن إلى أن كل حدث في هاتين المدينتين قد تم رصده وتسجيله، وخاصة الأحداث المهمة مثل كسوة الكعبة المشرفة، فهو حدث مهم يشهده القادة والملوك والأمراء لذلك فانه يسجل، واليك كتاب الأستاذ أحمد السباعي قي تاريخ مكة المكرمة، وقد تناول فيه أهم الأحداث المرتبطة بالكعبة منذ العصور السحيقة والي عصرنا هذا، وقد كان مؤلفه هذا تتمة وتكملة لكتاب تاريخ مكة للأزرقي وهو أشهر من كتب في تاريخ هذه المدينة المقدسة، وبمراجعة كتاب السباعي والذي أشار إلى كسوة الكعبة وخاصة في السنوات المتزامنة مع حكم على دينار، لا نجد أن هنالك أية إشارة إلى أن على دينار قام أو ساهم بالمال في كسوة الكعبة أو أنه أقام مصنعا في الفاشر لهذا الغرض، فقد كانت مصر في تلك الفترة تتولى هذا الأمر وتحتفل له وترسل الكسوة على رأس وفد عال إلى الديار المقدسة كما جاء في كتاب الأستاذ أحمد السباعي.
    أما عن آبار على ، فقد وجدت في موسوعة ابن فضل الله العمري ( مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) ما يلي : " فأما ذو الحليفة فهو أبعد المواقيت، على عشر مراحل من مكة أو سبع منها، وهو بضم الحاء المهملة وفتح اللام، ومنها يحرم الآن الركب الشامي. وبها آبار تسمى آبار علي، وبعض الناس يقولون بئر المحرم:" ص 191، وابن فضل الله العمري هذا هو أحمد بن يحي بن فضل الله القرشي العدوي العمري، ولد في دمشق سنة 700هـ ، وقد اعتقله الملك الناصر قلاوون في مصر سنة 737هـ فصودرت أملاكه وقطعت يده ورغم ذلك شرع في تأليف كتابه هذا والذي يعتبر أضخم الموسوعات العربية حيث يقع في تسعة وعشرين جزءا، وقد مات العمري في الطاعون سنة 749 قبل أن يكمل كتابه هذا الذي قسمه إلى قسمين، قسم عن جغرافية الأرض ، وقسم عن سكان الأرض، وقد نشره المؤرخ فؤاد سيزكين كاملا سنة 1989م. مما سبق يتضح أن مسمى آبار على كان موجودا منذ القرن الثامن الهجري أي قبل ظهور الممالك الإسلامية في السودان بقرون مما يؤكد عدم نسبة تلك الآبار لعلي دينار، وهذه الآبار بهذا المسمي كانت بالتأكيد موجودة قبل ابن فضل الله العمري الذي نقل ما رآه وسمعه، مما يرجح صحة نسبة الاسم لعلي بن أبي طالب، خاصة وان كتاب (المدينة بين الماضي والحاضر) لمؤلفه إبراهيم على العياشي وهو من أهل المدينة المنورة يشير إلى إن عادة حفر الآبار ووقفها لفقراء المسلمين كانت عادة أهل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم، وقد ورد في هذا الكتاب أسماء العديد من الذين أوقفوا الآبار منهم فاطمة بنت الحسين بن على بن أبي طالب، وآل بني دينار في المدينة المنورة من الأنصار والصحابة رضوان الله عليهم، وهو كتاب جيد يتناول مواقع سكان المدينة المنورة منذ العصور السحيقة والى عصرنا هذا وأهم المعارك والأحداث التي وقعت فيها، كما ينقل الأساطير المختلفة التي ارتبطت بأذهان الناس ويحاول مناقشتها ودحضها مثل تلك الحادثة المتعلقة بنور الدين الزنكي واستنجاد النبي صلى الله عليه وسلم به من بعض النصاري الذين حاولوا نبش قبره، فهو يذكر المصادر التي ذكرتها والمصادر التي أغفلت عن ذكرها مثل البداية والنهاية لابن كثير. وفي كتاب (موسوعة الحج والعمرة) وهي موسوعة عصرية ميسرة تحتوي على شرح واف لأكثر من 700 مصطلح من مصطلحات الحج والعمرة باللغتين العربية والانجليزية لفضيلة الدكتور قطب مصطفى سانو، عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي وأستاذ الفقه وأصول الدين ومدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين التابع للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ذكر تحت حرف الهمزة ما يلي آبار علي: اسم يطلق على ذي الحليفة، وذو الحليفة هو أحد المواقيت المكانية للإحرام لأهل المدينة المنورة ولمن أتى عليه من الحجاج والمعتمرين ، وقد ورد ذكره في الحديث الذي حدد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقيت المكانية، وسمي ذو الحليفة بآبار علي لأنه كان فيه البئر المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه)، وقد أهداني هذه المعلومة الأستاذ عبد الرزاق محمد حمزة، وهو ابن الشيح محمد حمزة إمام الحرم الأسبق، وله كتاب قيم باسم(العيش في مكة المكرمة) صدر عن دار عكاظ للصحافة والنشر عام 1426هـ، وقد تناقشنا طويلا حول آبار علي فأفاد أن أهل المدينة ينسبونها لعلي بن أبي طالب.
    وفيما يتعلق بمقر بعثة الحج السودانية ومبنى القنصلية العامة فلا علاقة لهما بعلي دينار، وكان الشيخ الخواض الخليفة المنسق المقيم السابق لبعثة الحج السودانية قد أصدر نشرات مفيدة تضمنت معلومات وافية عن الأوقاف السودانية في المملكة العربية السعودية، منها الأوقاف الخاصة بمقر البعثة والقنصلية في جدة، حيث جاء في مقدمتها ما يلي: ( خطاب حمله البريد الرسمي عبر البحر الأحمر صادر من رئيس وزراء السودان المرحوم إسماعيل الأزهري إلى رئيس مجلس الوزراء السعودي يفيد بقدوم رجلين لأرض الحجاز هما الشيخ حسن المدثر قاضي قضاة السودان والشيخ البشير الريح مفتش المحاكم وذلك على سفرية يوم 24/3/1374هـ وذلك لشراء قطعة أرض بجدة لتكون وقفا على حجاج السودان، في يوم 5/4/1374 تم شراء قطعتي الأرض، الأولى من الشيخ سالم أحمد با محرز وهي ما يعرف بمبنى القنصلية، والثانية من الشيخ عبد الله بن سليمان با سهل، وهي ما يعرف الان بمقر بعثة الحج السودانية".
    وقد صدر صك شرعي بشأنهما حددت فيه حالة وموقع الوقف وشروط الواقف، وهما بذلك لا علاقة لهما البتة بالسلطان على دينار.
    إن الوقف الذي يحمل اسم هذا السلطان السوداني في جدة هو ما يعرف الآن بحوش على دينار،
                  

07-28-2007, 08:16 AM

omergoda
<aomergoda
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (ابار على ) ما بين على بن ابى طالب وعلى دينار (Re: waleed500)

    خطبة جمعة رائعة للدكتور/ صفوت حجازي:

    بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد،،



    قليل منا من قرأ تاريخنا ووعى هذا التاريخ، ونحن للأسف الشديد أمة لا تقرأ تاريخها. وإذا قرأنا هذا التاريخ فإننا ننساه ونتعامل معه على أنه ماض، والمهم أن ننظر للحاضر والمستقبل.
    أيها الأحباب،
    التاريخ هو مجدنا ومجد آباءنا، التاريخ هو حاضرنا ومستقبلنا. وكما روى الحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهما- أنه قال: "كان أبا سعد بن أبي وقاص يأخذ بأيدينا أنا وإخوتي، يوقفنا على مشاهد رسول الله (أي مواقع الغزوات) وآثار رسول الله، ويروي لنا ما شهد من الماضي، ويقول لنا: "تعلموا تاريخكم، وتعلموا سيرة نبيكم، فإنها مجدكم ومجد آبائكم". أما نحن فللأسف الشديد ضاع منا هذا التاريخ.

    سبب تسمية ميقات ذو الحليفة بآبار علي،
    وأظن أن الجميع يعرف المدينة المنورة، بل إن معظمنا ذهب إليها وسار في طرقاتها. ولعل بعضنا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمى في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- (ذي الحليفة). ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وهذا غير صحيح. والصحيح أنها سميت بذلك نسبة ل(علي بن دينار).
    و(علي بن دينار) هذا جاء إلى الميقات عام 1898م حاجاً ( أي منذ حوالي مائة وثمانية أعوام)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة (ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي وهو خارج للحج من المدينة المنورة). وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار.

    من هو علي بن دينار ؟
    أتدرون من هو علي بن دينار هذا؟ إنه سلطان (دارفور)، تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان. كانت (دارفور) منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة لها عضوية في (عصبة الأمم "ســـابقا" = الأمم المتحدة الآن)، ولها سلطان اسمه (علي بن دينار).
    وهذا السلطان لما تقاعست مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة "الفاشر (عاصمة دارفور)" مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاما تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور..
    وإذا كنا في مصر نفخر ونشرف أننا كنا نرسل كسوة الكعبة، وكان لنا في مكة التكية المصرية، فإن دارفور لها مثل هذا الفخر وهذا الشرف.
    هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6 ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% (أي أن نسبة المسلمين في دارفور تفوق نسبتهم في مصر!!
    والذي لا تعرفونه عنها أن أعلى نسبة من حملة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب (حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض "دفتي المصحف".
    وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه "رواق دارفور"، كان أهل دارفور لا ينقطعون أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف.



    وأصل المشكلة هناك أن دارفور يسكنها قبائل من أصول عربية تعمل بالزراعة، وقبائل من أصول إفريقية تعمل بالرعي. وكما هو الحال في صحراوات العالم أجمع، أحدث النزاع بين الزراع والرعاة على المرعى والكلأ، وتتناوش القبائل بعضها مع بعض في نزاع قبلي بسيط، تستطيع أي حكومة أن تقضي عليه، غير أن هذا لم يحدث في السودان، بل تطور الأمر لما تسمعونه وتشاهدونه الآن..

    لماذا كل هذا؟!!
    لأن السودان هي سلة الغذاء في إفريقيا، ولأن السودان هي أغنى وأخصب أراضي العالم في الزراعة، ولأن السودان اُكتشف فيها مؤخراً كميات هائلة من البترول، ومثلها من اليورانيوم في شمال دارفور. فلو استقر السودان المسلم لحل الأمن والرخاء والسخاء بالمنطقة كلها، ولأصبحت السودان ملجأ وملاذاً للمسلمين والعرب أجمعين..
                  

07-28-2007, 08:47 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (ابار على ) ما بين على بن ابى طالب وعلى دينار (Re: omergoda)

    شكرا لك اخى عمر وشكرا للدكتور صفوت حجازى
    على خطبته التى تتكلم عن سلطان دارفور واهل دارفور
    سعيد بتواجدك هنا اخى عمر
                  

07-28-2007, 09:12 AM

عبده عبدا لحميد جاد الله

تاريخ التسجيل: 08-19-2006
مجموع المشاركات: 2194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (ابار على ) ما بين على بن ابى طالب وعلى دينار (Re: waleed500)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de