المنظور التقليدي لفهم الدين الإسلامي حول قضايا المرأة (ورقة لهادية حسب الله)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 08:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2007, 04:48 PM

عز الدين بيلو
<aعز الدين بيلو
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 1909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
المنظور التقليدي لفهم الدين الإسلامي حول قضايا المرأة (ورقة لهادية حسب الله)

    هيئة الأعمال الفكرية رغم أنها تتبع للإسلاميين إلا أنها تعتبر من الواجهات المنفتحة على الآخرين، ومن تسوقه قدماه في أي يوم من أيام أنشطتها المفتوحة والمعلنة عبر الصحف وبالذات في (المنتدى الشبابي) سيفاجأ بعدد من القيادات الشبابية التي تنتمي لأحزاب اليسار جنباً إلى جنب مع شباب الإسلاميين وأحزاب اليمين، تجدهم في السمنارات والحلقات الفكرية يتناقشون ويتجادلون فيخيل إليك أن شجاراً سينشأ بعد قليل، ولكنهم ما إن يخرجون من القاعة حتى تجدهم في أحضان بعض، يجمعهم التفكر والتفكير، وتفرقهم السياسة!.
    الأسبوع الماضي نظم المنتدى الشبابي بالهيئة سمناراً بعنوان "الأسرة السودانية.. آراء وملاحظات"، ولما كان هذا الموضوع مما يجد هوىً في نفسي فقد حجزت مكاني باكراً في القاعة التي سيقام فيها السمنار، خاصة وأن هناك ورقة قدمتها الأستاذة هادية حسب الله عن "التحدي الذي يواجه مساواة وتمكين المرأة المسلمة .. المنظور التقليدي لفهم الدين الإسلامي".. ولمن لا يعرف هادية فهي أستاذة جامعية في جامعة الأحفاد.. وناشطة سياسية تنتمي لتنظيم (حق).. وفوق هذا وذاك تمتاز بثقابة الرأي.. وأفق واسع للحوار.
    ولم تخيب الأستاذة هادية ظني في ورقتها التي قدمتها، رغم هجومها غير المبرر على السلفيين، الأمر الذي سحب البساط من تحت الأوراق الأخرى، وتركزت معظم المناقشات حول ورقتها، والتي لم تخلو في جانب منها من هجوم عنيف على معدتها من معظم المناقشين عدا الأستاذة رشا عوض الصحافية في صحيفة السوداني والناشطة السياسية بحزب الأمة القومي.
    وقد خفت حقيقة على هادية من الهجوم العنيف عليها وعلى ما طرحته من رؤى في ورقتها، لكنها والحق يقال، لم تنفعل.. ولم تنهار.. بل أجابت بثبات على كل منتقديها في الورقة، وعلى الرغم من الأفكار المثارة في الورقة.. هي مما يثار غالباً في منتديات الحوار عبر النت، إلا أنه والحق يقال أنها مما لا يناقش في المنتديات الجماهيرية أو منتديات النخبة المفتوحة للنقاش. لذلك سأحاول هنا أن أقدم اختصاراً غير مخل للورقة على أمل أن تجد النقاط الواردة فيها نقاشاً من قبل الحضور هنا....

    نواصل
                  

07-26-2007, 05:10 PM

عز الدين بيلو
<aعز الدين بيلو
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 1909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المنظور التقليدي لفهم الدين الإسلامي حول قضايا المرأة (ورقة لهادية حسب الله) (Re: عز الدين بيلو)

    بدأت (هادية) ورقتها بإهداء إلى ابنة أختها "سارة مجدي".. قائلة:
    - إلى الصغيرة التي وقفت ترقب بحزن أخاها أحمد وهو بساحة الذكر في مولد النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يقوم بما يمنعها الكبار منه، يذكر الله، ويتردد صوته عالياً: الله... الله.. وهي تقف صامتة ودموع بعينيها وسؤال لم أجد له أجابة: "ليه يا خالتو ما أعمل زيّو؟"..
    - إلى سؤالها هذا، وإلى كل صغيراتنا اللائي يجب أن ينعمن بحياة عادلة في مجتمعهن، وفي ممارسة دينهن أهدى هذه الورقة.

    بدأت الورقة بتعريف المنظور التقليدي للدين – أو التأويل السلفي له، فعرفته قائلة بأنه: المنظور الذي يتعامل مع النصوص الدينية بظاهرها وحرفيتها بمعزل عن مقاصدها الكلية وسياقاتها التاريخية والظرفية والمكانية. ورأت بأن هذا المنظور يرى المرأة بأنها فتنة وشيطان، وتبعاً لذلك يتم الانتقاص من كرامتها واختزال دورها لتقنين اضطهادها.

    صورة المرأة في التأويل السلفي:

    ترى الورقة أن المنظور السلفي يصوّر المرأة بوصفها كائناً دونياً غير كامل الإنسانية وناقص الأهلية، وتبعاً لذلك يكون كل ما هو احتقاري ومذل طبيعي ومتماثل مع وضعيتها ويضع المسوغات والتبريرات للتعامل معها باضطهاد وعنف واحتقار.
    وترى أن المنظور السلفي يبدأ تشويه صورة المرأة بابتداع عيب تكويني في خلقها، فيستلف الإسرائيليات القديمة عن أنها خلقت من ضلع أعوج، وأنها بتكوينها الجوهري، كانت وستظل أبداً دون الرجل، وفي هذا الاتجاه – تقول (هادية) يورد السلفيون الحديث "المرأة ناقصة عقل ودين". لتأكيد تصوراتهم المسبقة عن المرأة، والتي تتناقض مع العقل والمنطق، ومع العلم الحديث، إضافة إلى كونها تسيء فهم السياق الظرفي والحديث النبوي المعني، وبينت قولها هذا بأن النقص الذي يدعي السلفيون أنه موقف الإسلام تجاه المرأة يتضح مبدأ عدم اتساقه مع روح وجوهر الرسالة الإسلامية، والتي جاءت بالمساواة.
    كما ترى أن هؤلاء يستندون على حديث رواه البخاري ومسلم عن نقص النساء في العقل والدين، وهو حديث رواه الصحابي الجليل أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي - أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ - إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا.

    ذهبت (هادية) إلى أن التفسير المغلوط لهذا الحديث بيّن، لأن هناك نقاط واضحة، ليست في صالح من يستدل به:
    أولها: أن الذاكرة الضابطة لهذا الحديث بها بعض علامات الاستفهام إذ أن الراوي متشكك حول مناسبة القول في عيد الأضحية أم عيد الفطر، وهذا الشك لا يمكن إغفاله عند وزن المرويات والمأثورات.
    ثانيها: الحديث يخصص حالة من النساء في واقع محدد بالتالي فهو لا يشرع لشريعة دائمة أو عامة على مطلق النساء، فالحديث عن الواقع القابل للتغيير أو للتطور شيء، والتشريع للثوابت من عبادات وقيم ومعاملات أمر آخر. فعندما يقول (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُبُ وَلا نَحْسُبُ) رواه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والإمام أحمد. فهو يصف واقعاً ولا يشرع لأن تعم الأمية.
    ثالثها: مناسبة الحديث، فالقارئ المتمهل لسيرة الرسول يعرف حدود خلقه العظيم {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم 4)، كما يعرف أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يصر أن يكون العيد مثار فرحة للجميع للحد الذي أمر فيه بأن تحضر للاحتفالات كل النساء حتى الصغيرات والحائض والنفساء، فإن كان هذا سلوكه بفرحة العيد – عدا ترفقه عموماً في الحديث – فلا يمكننا تصور أنه حوّل هذه الفرحة لحزن وغم وذم للنساء...
    نواصل
                  

07-26-2007, 05:12 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المنظور التقليدي لفهم الدين الإسلامي حول قضايا المرأة (ورقة لهادية حسب الله) (Re: عز الدين بيلو)

    UP
                  

07-26-2007, 05:23 PM

عز الدين بيلو
<aعز الدين بيلو
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 1909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المنظور التقليدي لفهم الدين الإسلامي حول قضايا المرأة (ورقة لهادية حسب الله) (Re: عز الدين بيلو)

    الدعوة لتقييد المرأة بالبيت والمنع من المشاركة في الحياة العامة:

    تضج الساحة الإسلامية بنداءات السلفيين لإرجاع المرأة إلى البيت، بادعاء أن هذا ما قدره الدين تجاهها، للحد الذي ذهب به أحد السلفيين لإصدار فتوى من هيئة البحوث والإفتاء في السعودية، عرضها رئيس هذه الهيئة الشيخ عبد العزيز بن باز، والفتوى عن عمل المرأة وعنوانها "عمل المرأة من أعظم وسائل الزنا" يقول فيها: "إن إخراج المرأة من بيتها الذي هو مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحياة، إخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها. فالدعوة إلى نزول المرأة إلى الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي، ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه".
    ويرتكز دعاة تقييد النساء بالبيت على الآية {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} الأحزاب33، والآية محل نزاع تأويلي. إذ هي جزء من مجموعة من الآيات متعلقة بتنظيم العلاقة بين النبي (صلى الله عليه وسلم) ونسائه، تبدأ بتخييرهن بين التسريح بإحسان "الطلاق" إن كن يردن الحياة الدنيا وزينتها – وبين البقاء في عصمة النبي والوعد بالأجر العظيم في الآخرة، وتنتهي بأمرهن بالقرار في بيوتهن. وإذ يتجاهل السلفيون خصوص سبب الآية ويعممونها على كل المسلمات، يتجاهلون خصوصية حياة الرسول في وقت نزول الآيات، إذ كانت المدينة محاصرة وأعداء الرسول والمعارضة المحلية متزايدة، فانعدم الأمن، وصارت النساء عرضة للتحرش في حركتهن وأولهن نساء النبي واللاتي كن يزعجن حتى في بيوتهن، وعلى مرأى من الرسول (صلى الله عليه وسلم) إذ يسرد الطبري أن "آيات تحريم زوجات النبي من بعده: {... وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً} الأحزاب53، قد أوحي بها بعد مجيء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وترديده القول بأنه ينوي بعد وفاة الرسول الزواج بواحدة من نسائه، وأنه أسماها.
    من هذا الحدث يتضح جلياً مدى التحرش الذي كانت نساء الرسول ونساء المسلمين يتعرضن له، وهو ظرف مرتبط بمناخ محدد لا يجوز تعميمه في أوقات السلم، إذ أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ظل يساعد نسائه بالتدخل مباشرة في الشئون العامة، إذ كان يمضي لغزواته مصحوباً بواحدة أو أكثر من نسائه، وكن يستخبرن ويستعملن بحرية، ويشاركن في كل ما يخص السياسة إذ أن السيدة أم سلمة تدخلت أثناء الحملة ضد عشيرة بني قريظة اليهودية في تحرير سجين سياسي كان قد ربط في بهو الجامع، وقد قيل أنها سعت لتوفير معلومات تساعد من يملكون سلطة الإفراج عنه اتخاذ القرار وأولهم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعندما اتخذ القرار كانت هي من بلغ أبا لبابة الأسير خبر تحريره. مما يؤكد أن النساء كن جزءاً من المجال العام والعمل السياسي، وظللن كذلك فيما بعد، إذ قادت السيدة عائشة من جملها معركة ضد سيدنا "علي" لتكون جزءاً من نشاط سياسي بشكل ملموس، لنصل بذلك إلى أن السيدة عائشة – والتي ما كانت لترتكب مخالفة الأمر الإلهي – قد تعاملت مع الأمر بالقرار في البيوت على أنه أمر مؤقت ارتبط بظروف قد انتهت، لذا شرعت بلعب الدور الذي عرفت أن الرسالة المحمدية وجهت المرأة له، أن تكون جزءاً من المجال العام.
    وهذا الإبعاد عن المجال العام يصل لإبعاد المرأة حتى عن المسجد، متجاهلاً كل محاولات الرسول (صلى الله عليه وسلم) في القضاء عليه، وتمحى من سيرته إشراكه النساء في أهم عملين للإسلام في بداياته الصلاة والقتال إذ قال (صلى الله عليه وسلم) صراحة في صحيح مسلم: لا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ حُظُوظَهُنَّ مِنَ الْمَسَاجِدِ. كما قال: "إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ"، رواه مسلم والبخاري – كما قالت السيدة عائشة كما ورد في الصحيحين: كُنَّ نِسَاءُ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ (أي بالثياب غير المخيطة) ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاةَ لا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الْغَلَسِ (ظلمة آخر الليل). وكن يشهدن في المسجد الاحتفالات، ومجالس القضاء، وكن يخدمن في المسجد، بل وكان يرى راغب الزواج في المسجد من يخطبها، كان المسجد مكان لكثير من الأنشطة التي يشارك فيها الجميع، وقد مارست النساء الاعتكاف بالمسجد، حيث روت السيدة عائشة فيما رواه البخاري ومسلم "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ".
    ويتجاهل السلفيون أن الإسلام أول من دخله كانت امرأة "السيدة خديجة" التي ظلت تشارك الرسول (صلى الله عليه وسلم) تباشير الرسالة المحمدية، وكانت رعايتها الحانية وراء ثباته واطمئنانه، وشاركت النساء النبي في الهجرة إلى الحبشة سنة 5 ق. هـ ناذرات أنفسهن للدين الجديد، واضعات ثقتهن فيه وفي رسوله، وكن أحياناً وحدهن دون زوج أو ولد، تاركات الماضي خلفهن، مؤملات في حياة أكثر إنصافاً وعدلاً، فكن مشاركات في بيعة العقبة التي كانت عقد تأسيس دولة الإسلام.
    ولقد منح الله المسلمات الإذن بالقتال، ومن ثم كتبه عليهن، إذ كان الخطاب موجهاً للرجال والنساء سواء بسواء.
    وتروي أم عطية الأنصارية في الصحيحين – لقد غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ. ولقد كانت أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية المبايعة على الهجرة وبيعة العقبة وبيعة الرضوان، تقاتل قتال الأبطال في غزوة أحد، عندما انهزم المسلمون، وكان أن افتدت الرسول (صلى الله عليه وسلم) فتلقت طعنة في كتفها من ابن قميئة كانت موجهة للرسول وكانت تنزف من جروح بكل جسدها ورغم ذلك ظلت تذود عن الرسول حتى إنه كان يطلب من الفارين أن يتركوا لها دروعهم وأسلحتهم وقد قال لها (صلى الله عليه وسلم): من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة: ما التفت يميناً ولا شمالاً يوم أحد إلا وأنا أراها تقاتل دوني.. لمقام نسيبة بنت كعب يوم أحد خير من مقام فلان وفلان - من الرجال.
    وقد كان ولوجهن للعمل العام محل احترام للمصطفى، فتروي لنا سيرته أن أم هاني بنت أبي طالب. قد أجارت وأمنت مؤمناً من بني هبيرة كان دمه مهدراً، وتتصدى لأخيها علي بني أبي طالب عندما طارده، وتروي فتقول فيما أخرجه البخاري ومسلم: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ ابْنُ أُمِّي (علي بن أبي طالب) أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلا قَدْ أَجَرْتُهُ - فُلانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ.
                  

07-26-2007, 05:28 PM

عز الدين بيلو
<aعز الدين بيلو
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 1909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المنظور التقليدي لفهم الدين الإسلامي حول قضايا المرأة (ورقة لهادية حسب الله) (Re: عز الدين بيلو)

    الرؤية السلفية حول التشريعات (الإمامة: الكبرى ـ الصغرى):

    "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً" حديث من صحيح البخاري في الجزء الثالث عشر، كما هو مثبت أيضاً لدى أحمد بن حنبل. ويعتبر هذا الحديث الحجة القارعة لدى السلفيين فيتخذونه ذريعة لإبعاد المرأة عن العمل السياسي،
    حسب رواية البخاري كان أبو بكرة هو الذي سمع الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول (لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً) واعتبر الحديث صحيحاً، ولم يسبق أن تشكك فيه أحد، إلى أن ابتدرت الباحثة فاطمة المرنيسي البحث بشكل تاريخي ومنهجي حول سيرة راوي الحديث والسياق الذي تمت فيه روايته. وخلصت المرنيسي إلى أن أبا بكرة الصحابي عاشر الرسول بما يكفي لرواية الحديث، وإنه يحدد توقيت رواية الحديث بتولي ابنة كسرى العرش بعد وفاة والدها في الدولة الفارسية. ووجدت الباحثة في كتاب فتح الباري في شرح البخاري لابن حجر تحديد المناسبة التي ذكر فيها الحديث، إذ تذكّر أبو بكرة الحديث مباشرة بعد أن استرد علي البصرة بعد أن هزم عائشة بموقعة الجمل، وترى الباحثة أنها ذاكرة أسطورية التي تتذكر حديث بعد قرن من الزمان، وتجد الباحثة إن أبا بكرة الصحابي تذكّر الحديث في وقت كان على الذين لم يلتزموا جانب علي تبرئة أنفسهم وقد كان أبو بكرة منهم، إذ امتنع عن عدم المشاركة في الحرب وأعلن ذلك رسمياً، وقد خلع علي أبو موسى الأشعري من ولاية الكوفة عقاباً له عن عدم طاعته في تجنيد السكان وتحريض السكان على عدم الاشتراك في هذه الفتنة. ولنا أن نتخيل وضع أبي بكرة الأقل شهرة، لذا فإن تذكّر الحديث كان بمثابة حكمة كبيرة.
    وتورد الباحثة تذكر أبو بكرة لحديث آخر في فترة تاريخية حرجة أيضاً، إذ بعد اغتيال سيدنا علي، كان لا يمكن لمعاوية ادعاء شرعية الخلافة إلاّ إذا أعلن الحسن بن علي الوريث الوحيد لوالده تنازله عن حقوقه، في تلك الفترة تذكر أبو بكرة أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إن الحسن بن علي سوف يكون رجل المصالحات) وبالتأكيد كان الحسن طفلاً عندما كان النبي جده قد قال هذا القول، وبعد أن أوضحت الباحثة السياق التاريخي للحديث انتقلت لتقييمه نقدياً، وذلك بتطبيق أحد القواعد المنهجية التي استخلصها الفقهاء كمبدأ لعملية التحقق، أولى هذه القواعد صدق الراوي، إذ تعتمد منهج مالك بن أنس (استبعد أشخاصاً كرواة للحديث ليس لأنهم كذبوا - بصفتهم رجال علم في روايتهم لأحاديث كاذبة لم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم - وإنما بكل بساطة لأنني رأيتهم يكذبون في علاقاتهم وتعاملهم مع الناس في العلاقات اليومية، مبتذلين، لا يوجد عندهم شيء من العلم). وبتطبيق هذه القاعدة على أبى بكرة تجد الباحثة أنه ينبغي استبعاده على الفور، لأن إحدى سيره الذاتية كما رواها ابن الأثير تنبئنا أنه قد أدين بالجلد على شهادة كاذبة أدلى بها في عهد عمر بن الخطاب، وترى الباحثة أنه إذا أخذنا بمبادئ مالك الفقهية فيجب علينا رفض أبي بكر كمصدر للحديث من قبل كل المسلمين المالكين العالمين.
                  

07-26-2007, 05:57 PM

عز الدين بيلو
<aعز الدين بيلو
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 1909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المنظور التقليدي لفهم الدين الإسلامي حول قضايا المرأة (ورقة لهادية حسب الله) (Re: عز الدين بيلو)

    الشهادة:

    تثار قضية المرأة في الشهادة وكون شهادتها تعادل نصف شهادة الرجل، تثار كدليل على إن المرأة نصف إنسان لدى السلفيين، ويستندون في ذلك على آية سورة البقرة 282 {فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} ليصلوا بذلك على عدم أهلية المرأة.
    وجلياً أن ما ورد بالقرآن حول شهادة المرأة كان تشريعاً قائماً على مستوى تطورها بذلك الوقت، وليس تشريعاً أزلياً لوضعيتها. في سياق المعاملات المالية بصفة خاصة وقت النزول. ويرى الكثيرون إنه قد تم خلط بين الشهادة والإشهاد والذي تتحدث عنه الآية، فالشهادة التي يعتمد عليها القضاء في اكتشاف العدل المؤسس على البينة، والتي بالتأكيد لا تشترط الذكورة ولا الأنوثة فالبينة، والتي يحكم القضاء بناء عليها قال (صلى الله عليه وسلم) (الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ) رواه البخاري والترمذي وابن ماجه. (والبينة في الشرع اسم لما يبين الحق ويظهره، وهى تارة تكون أربعة شهود، وتارة ثلاثة، بالنص في بينة المفلس، وتارة شاهدين، وشاهد واحد، وامرأة واحدة، وتكون البينة نكولاً، ويميناً، أو خمسين يميناً، أو أربعة أيمان، وتكون شاهد الحال) فقوله (صلى الله عليه وسلم) (الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي) أي عليه أن يظهر ما يبين صحة دعواه، فإذا ظهر صدقه بطريق من الطرق حكم له. وبهذا نتأكد أن الشهادة لا تتقيد بجنس الشاهد.
    أما الإشهاد الوارد في الآية فهو يعنى الإشهاد الذي يقوم به صاحب الدين "القرض" للاستيثاق من حفظ ماله، فالآية توجه لصاحب الدين لا القاضي الحاكم في نزاع. بل إن هذه الآية خصصت للنصح والإرشاد لنوع محدد من الدين: الدين لأجل مسمى، مكتوب، كاتبه عادل، ويحرم امتناع الكاتب عن الكتابة بل لابد من إملاء الذي عليه الحق..... والإشهاد لابد أن يكون برجلين من المؤمنين، أو رجل وامرأتين من المؤمنين....الخ. وفي ذلك الوقت كانت علاقة المرأة بالتعاملات المالية ضعيفة للحد الذي يتشكك في قدرتها على حفظ مال المدين. لذا فالحكم كان وقتياً مرتبط بقلة معارف النساء وخبرتهن في الأمور المالية، ولا علاقة له بالحكم على قدرة المرأة على الإشهاد، والدليل أن الأمر لم يرتبط بقدرات المرأة الذهنية أنه كان يؤخذ بشهادتها في الأمور التي كانت قد خبرتها، فذكر ابن تيمية نقلاً عن ابن القيم "وقد قبل النبي (صلى الله عليه وسلم) شهادة المرأة الواحدة في الرضاع، وقد شهدت على فعل نفسها، ففي الصحيحين عن عقبة بن الحارث" أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب، فجاءت أمة سوداء وقالت: لقد أرضعتكما. فذكرت الأمر للنبي (صلى الله عليه وسلم) فأعرض عني، قال: فتنحيت فذكرت ذلك له، فقال: وكيف وقد قالت إنها قد أرضعتكما." وذلك لأن المرأة كانت قد طورت معارفها وخبراتها في المجال الخاص البيت ورعاية الأطفال، وكان المجال العام بعيداً عنها ويكتنفه الغموض.
    أما الآن وقد تعددت معارف المرأة وتنوعت خبراتها، بل صارت في مجالات كانت حكراً للرجال أكثر خبرة وإبداعية، وصار المجال الخاص مفتوحاً للرجال، فبرز الطهاة وفنيو التجميل على مستوى العالم، وصار بهذا الحديث عن خبرة المرأة فقط في مجال بيتها صعب التداول، وسقط بذلك أمر التذكر أمام العقول العلمية لنساء عاملات وسط أطنان من المعادلات الفيزيائية والكيميائية ولغات مختلفة، ولا يمكننا أن نتخيل حتى لربة المنزل أن تسهو عن دين صاحب البقالة أو الجزار، فعقول نساء اليوم لا ينطبق عليها أمر السهو الساذج في أمور صارت تعقيداتها أكثف من دين هذا أو ذاك، ليؤكد هذا ما ذهبنا إليه منذ بداية حديثنا أن الحكم كان وقتياً وليس تشريعاً أزلياً.
                  

07-26-2007, 06:04 PM

عز الدين بيلو
<aعز الدين بيلو
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 1909

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المنظور التقليدي لفهم الدين الإسلامي حول قضايا المرأة (ورقة لهادية حسب الله) (Re: عز الدين بيلو)

    الميراث:

    { يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ }
    تؤخذ هذه الآية كذريعة لدى السلفيين تؤكد على أن المرأة نصف الرجل، وأقل أهلية منه، وقد ركزت الآيات على تقسيم المال حتى لا يكون بين الأغنياء فقط، فأشرك أولي القربى واليتامى والمساكين ممن لا ميراث لهم بإعطائهم صدقات، والتنبيه على أن العلاقات الإنسانية أكثر أهمية من علاقات العصبية والقرابة، وليبرز الإسلام العدالة كهدف أساسي له. وهذه النقطة هي جوهر الآيات، فالإسلام جاء في مناخ ظلم وإجحاف للمرأة وصل لآخر حدوده بحرمانها من حق الحياة "وأد البنات". وكانت النساء تورث كالمتاع، وجاء الإسلام رسالة رحمة وعدل، فمنع الظلم الواقع عليها، بل وليؤسس لحق المرأة في أن ترث في ميراث أبيها وزوجها بعد أن كان أهل الجزيرة يقولون (لا نورث من لا يركب فرساً ولا يحمل كلاً ولا ينكأ عدواً)، وكان ذلك رداً على أم قجة الأنصارية والتي شكت للرسول بأن أهل زوجها منعوها من ميراثه. وقد كان لجابر بن عبد الله ابنة عم عمياء قبيحة الشكل ورثت عن أبيها ثروة مهمة، وظل جابر يعارض زواجها خوفاً من أن يأخذ رجل ثروتها عنه، وعند نزول آيات التوريث للنساء ذهب يسأل (صلى الله عليه وسلم) في أمرها وكان أن رفع صوته أمام رسول الله قائلا "أفتاة عمياء وقبيحة يكون لها الحق في الإرث" فرد (صلى الله عليه وسلم) نعم وبشكل مطلق وأخذ يتلو {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ} النساء127.
    ويحلل الإمام محمد عبده آية {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} النساء11، من حيث علاقتها بقوله {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ} النساء11 ويرى إنها إشعار بإبطال ما كانت عليه الجاهلية من منع تورث النساء، بحيث جعل إرث الأنثى مقرراً معروفاً، فجعله هو الأصل، وجعل أرث الذكر محمولاً عليه، يعرف بالإضافة إليه، ولولا ذلك لقال للأنثى نصف حظ الذكر، ولكن الآيات جاءت لتحديد حد أقصى يمكن للذكر الحصول عليه وهو ضعف نصيب المرأة، وذلك لوضع حدا للفوضى والاستئثار الذي كان سائداً. في سبيل تحقيق المساواة التي هي المقصد الأصلي للحياة الدينية.
    إذا كانت حدود الله ألاّ نعطي للذكر أكثر من ضعف نصيب الأنثى، وألاّ نعطي الأنثى أقل من نصف حظ الذكر، فإن هذه الحدود تسمح للمجتهد أن يقرر أن المساواة بينهما لا تخالف حدود الله.


    ==================

    انتهى التلخيص المقتضب لبعض ما ذكرته الورقة

    وبإذن الله سوف أعود إلى بعض ما ورد فيها.. لأنها قضايا يجب أن تثار وبقوة..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de