|
|
 الجزء الثانى من حوار صحيفة اخبار اليوم مع البطل المناضل مبارك المهدى انظرو كيف يكشف الاسرار
|
اخبار اليوم» حاورت مبارك الفاضل قبل 72 ساعة من اعتقاله فماذا قال؟!
اجرت «اخبار اليوم» حوارا مطولا مع السيد مبارك الفاضل المهدي بوصفه رئيسا لحزب الامة للاصلاح والتجديد واسمت الحوار ( حوار الاسرار ) ونشرنا الحلقة الاولي بعدد السبت الماضي وهو ذات اليوم الذي تم فيه اعتقال السيد مبارك . وحتي يقف القراء علي كيف كان يفكر السيد مبارك الفاضل المهدي وماذا كان يقول بصوت مسموع قبل اعتقاله بساعات حيث كنا قد اجرينا معه الحوار قبل 72 ساعة من اعتقاله، فإننا نعيد فيما يلي الحلقة الاولي وتكملة الحوار.
رتبنا في (أخبار اليوم) ان نقدم عملاً يقيم مسيرة الانقاذ في سنواتها التي خلت وعندما ابلغنا مبارك الفاضل اكد استعداده التام.. واعتذر اكثر من رجل من اهل الانقاذ.. كانوا يعتذرون عندما يدركون ان خصمهم سيكون مبارك الفاضل . المشهد السابق يمكن ان يصف شخصية ضيفنا.. اللعب الخشن وارباك الخصم بالاضافة للمبادرة والاقتحام.. ايجابيات مبارك هي سلبياته عند خصومه.
في هذه المقابلة الصحفية كان حفيد المهدي لا يذكر اسم ابن عمه الصادق المهدي الا مقروناً باسم السيد.. انه يتأهب للمصالحة ومثلنا يقول «اليابا الصلح ندمان». ولكن مبارك المهدي يشن هجوماً عنيفاً على الحزب الاتحادي وينعت قادته بمسالب كثيرة ويصف الاسلاميين بأنهم اكثر تنظيماً.. ماذا يخبيء رجل المهام الصعبة.. عندما باغته بكثير من الاتهامات امتصها بابتسامات وحولها الى هجمات مرتدة حيث اشار بوضوح للرجل الذي مد المخابرات الامريكية بمعلومات اعانتها في قصف مصنع الشفاء.. نفى مبارك ان يكون قبض ثمناً لخروجه على حزب الامة القومي وقال ان الحكومة لم تدفع لحزبه الوليد بل دفعت الى الحزب الذي يتزعمه الامام.. استمعوا جيداً فمبارك مازال فاعلاً في الساحة السياسية وواثقاً بانه سيعود نجماً بجانب الامام بعد توحيد الحزب الكبير..
مبارك الفاضل حوار الاسرار مع اخبار اليوم حوار : عبد الباقي الظافر
هذه تفاصيل اول مهمة سرية في حياتي والميرغني طور مهاراته
هذه اسباب اعفائي ولست نادما ًعلى المشاركة في الانقاذ وهنالك مجموعات تعمل ضد عودتي لحزب الامة
{ محطات في حياةالاستاذ مبارك الفاضل؟
1950ولدت
درست الاولية وجزء من الثانوية بمدارس كمبوني
ثم سافرت الي لبنان والتحقت بالكلية الوطنية بالشويفات بدآت
بالجامعة الامريكية في بيروت وبعد بداية نذر الحرب اكملت بالجامعة الامريكية بلندن .
كيف بدآت حياتك العملية في السودان؟
عملت في قطاع الكيماويات والادويةو تفرقت للعمل الخاص1982
وتم اعتقالي 83-84
و تفرغت للسياسة بعد الانتفاضة كنت نائبا بالبرلمان ثم وزيرا للصناعة والتجارة الخارجية. وزيرا للطاقة. واخيراوزيراللداخلية وبعد انقلاب الانقاذ اسست التجمع الوطني ثم انتخبت كامين عام للتجمع الوطني .
واخر منصب سياسي مساعدا لرئيس الجمهورية.
{لماذا لبنان وانتم ابناء الاسر الكبيرة تذهبون الي لندن مباشرة ؟
لي صديقي ذهب الى لبنان وروى لي عن الكلية واعجبت بتجربته ثم ذهبت الى هنالك وهي كلية عريقة اسسها وزير تربية سابق تقع الكلية في جبل الشويفات وهي مؤسسة عريقة من الروضة الى الجامعة وضمت ابناءالعديد من الاسر العريقة في الدول العربية مثل ابناء آل ثاني من الخليج العربي ومن لبنان ابناء صائب سلام و آل عسيرات وبالمدرسة نظام مكثف للدراسة ويشمل الرياضة وكل ذلك علي النسق الامريكي.ويسر لي ذلك لاحقاالانتظام في النظام الامريكي وبالفعل درست في الجامعة الامريكية في بيروت ولندن
{ هل حان الوقت لآن تخرج زعامة حزب الامة من البيت المهدوي؟
زعامة حزب الامة مفتوحة للتنافس الديمقراطي وليس لها ارتباط بالنسب وعبد الله خليل كان الامين العام لحزب الامة ورغم ان الرئيس كان الامام الصديق المهدي وله فقط سلطات سيادية وكل السلطات التنفيذية كانت بيد الامين العام حسب دستور ا لحزب وعبد الله خليل كان شخصية قوية ولكن المشكلة في السودان عدم اكتمال التكوين القومي والاسرة الكبيرة مثل اسرة الامام المهدي تلعب دوراً موحداً تسندها في ذلك العقيدة الانصارية وفي الهند اسرة غاندي تلعب دوراً مماثلاً وحزب المؤتمر الهندي اضطر ان يمنح قيادته لسونيا غاندي وبالفعل قادته للفوز ولم تصبح رئيس وزراء حتى لا يطعن فيها باعتبارها ايطالية الاصل.
وكذلك اسرة كنيدي في امريكا وهناك نماذج عديدة في العالم ولكن مع اكتمال التكوين القومي ستفتح المسألة وتعتمد على القدرات الشخصية والكارزما.
{ هل يمكن ان يحدث ذلك في القريب العاجل؟
من ناحية نظرية ممكن ولكن عملياً صعبة جداً لان الناس تريد قيادات لها رمزية حتى على مستوى القبائل يقدم من يملك رمزية تاريخية.
{ ابان التعددية كنت تطلق اللحية وترتدي الزي الشعبي ماذا حدث الآن؟
انا ارتدي الزي الشعبي ونادراً ما ارتدي الزي الافرنجي ولكن اليوم -ضحك- ارتدي الزي الافرنجي لظرف لاني مسافر خارج الخرطوم وظروف المناخ لا تساعد.. لحيتي (حلقتها) للتخفي بعد الانقاذ ولم اطلقها مرة اخرى (ضحك) واصلاً انا التحيت في السجن وذلك لظروف السجن وعندما خرجت تركتها.
{ اذا ارتبطت اللحية عندك بظروف خاصة جاء بها السجن وتخليت عنها تفادياً للسجن ؟.
ضحك : نعم ... نعم
{ ماذا عن علاقتك بالجبهة الاسلاميةانت متهم بأنك كنت دائما تفضل التحالف معهم؟
ليستلي علاقة خاصة بالجبهة الاسلامية بل علاقة ذات امتدادات سياسية وانا بدأت حياتي السياسية عندما كنت طالباً ببيروت حين وقع انقلاب مايو وكان المرحوم الدكتور عمر نور الدائم بلندن ثم جاء الى بيروت وكنت طالباً في الثانوي وحملني رسالة للامام الهادي ليسأل عن تكليفات وتوجيهات الحزب وبالفعل ذهبت للامام في الجزيرة ابا وحملني رسالة خطية لدكتور عمر نور الدائم وكشف لي سر مهم عندما قال لي انه هرب الشريف حسين الهندي الى اثيوبيا وكلف ابنه ولي الدين وهو كان طالب في لندن ليذهب معه «ضامناَ» للامبراطور هيلاسلاسي والملك فيصل بن عبد العزيز حتي يوفرا للمعارضة السلاح والدعم.
{ متي كان ذلك تحديداً؟
في الخريف في شهر ستة او سبعةعام 1969 ورسالة للامام الهادي لدكتور عمر نور الدائم حملت تكليفه ليكون مندوب حزب الامة لان ولي الدين له مهمة محددة وسيرجع بعدها الى دراسته بلندن وانا بالمناسبة دي استرجع قصة تتابعها الاستاذة هويدا سر الختم عن الاستاذ الصحافي مكي الناس.
{ هل كنت تعرفه؟
نعم اعرفه جيداً لانه كان مقيم في بيروت وعندو زي ما بيقولوا «خبروا ام صبرو» وكان له علاقة بدكتور عمر وكان يزوره دائما ويقول لي محمد مكي دا عندو اخبار البلد ويوم فاجأنا وقال الشريف حسين في السعودية فضحك دكتور عمر وعاين لي وانا كذلك واستغر بنا لانكشاف السر الذي كنت اعتقد ان لا احد يعلمه.
{ ماذا عن علاقتك بالاسلاميينلم تجب علي سؤالي؟
وبعد تكوين الجبهة الوطنية في بيروت في فندق اسمه (اونا ) التقيت بكوادر الاسلاميين مثل محمود براد وكان طالب دراسات عليا في الجامعة الامريكية وكذلك الطالب عز الدين عمر موسى الآن بروفيسور وهو حركة اسلامية وكذلك احمد عبد الرحمن محمد وكذلك حضر عبد الله يعقوب وزوجته حكمات حسن وكذلك حضر عثمان خالد مضوي وكنت ممثل لحزب الامة مع دكتور عمر واصبحت مبعوث الجبهةالوطنية للامام الهادي وكذلك للسيد الصادق وتعرفت على كوادر الاسلاميين على اساس الزمالة السياسية وبعد احداث الجزيرة ابا ذهبت الى الدراسة بلندن وقتها خرج الصادق في السودان هو 1974 ازدادت هذه الصلة السياسية متانة وعندما عدت السودان وتوليت التحضير لحركة يوليو 1976 وكان ذلك عام 1975 وثم التقيت بهم في دورة تدريبية في ليبيا وتعرفت على مهدي ابراهيم والطيب (سيخة ) وعبد المحمود الكرنكي وكان هؤلاءمن كوادر الاسلاميين في هذه المعسكرات.
{ ما هو دورك في حركة يوليو 1976 اراك تتحدث عن دور مفصلي الم تكن صغيراً وقتها؟
نعم عقب تخرجي مباشرة اوكل لي دور مفصلي في العملية وكنت من ضمن طاقم التنفيذ وقد استضفت العميد محمد نور سعد في هذا المنزل والعملية واجهتها ظروف خاصة منها ان الطائرة التي تقل جعفر نميري جاءت مبكرة عن موعدها بساعة كاملةوقام العميد محمد يحيي منور بتسريب الخبر لجعفر نميري في قاعة كبار الزوار والتي ولى منها هارباً الى منزل احد المدنيين وهو شقيق السفيرعلي نميري وترك زوجته وكبار وزرائه في المطار وقد عم الذعر عقب سماعهم لاصوات النار.
{ تحدثت عن زمالة الكفاح المسلح التي جمعتك بالاسلاميين ولم تتحدث عن الاتحاديين رغم دورهم الكبير وهم يروا انك كنت اقرب رجالات حزب الامة للجبهة الاسلامية ماذا بينك والاتحاديين؟
«شوف» نشأت هذه العلاقة مع الاسلاميين وبعد المصالحة مع مايو انتهت العلاقة السياسية واحتفظت بالعلاقة الاجتماعية وتحضرني طرفة حيث كان المرحوم عمر نور الدائم يزورني في هذا المنزل «منزله بشارع البلدية الخرطوم »وبعدها يذهب لزيارة احمد عبد الرحمن وكان يسكن في شارع البلدية في بيت حكومي وكان دكتور عمر يسكن كوبر و احمد عبد الرحمن ملقب بـ ابو التقيلة.. وذات مرة زارني ثم ذهب كعادته لابو التقيلة. ووجد معه يس عمر الامام وكان المرحوم دكتور عمر بلقب نميري بـ «الدمك» المهم دخل دكتور عمر في نقاش حاد مع يس عمر الامام والذي كان من اقوى المدافعين عن نميري المفاجأة في اليوم التالي وجد احمد عبد الرحمن نفسه ويس عمر الامام نفسهما في الطائرة في رحلة اعتقال الى سجن الابيض واحمد عبد الرحمن يحكي عندما ضحك وقال ليس« يا خوي دكتور عمر كلامو صاح...»
{ ولكنك اول من نادي للتحالف مع الجبهة الاسلامية بعد انتخابات الجمعيةالتأسيسة؟.
ليس ذلك صحيحا في الانتخابات عملنا ضد الجبهة الاسلامية وبعد الانتخابات عارضنا سيد الصادق عندما طرح مشاركة الجبهة الاسلامية الرمزية في مجلس رأس الدولة وانا ودكتور عمر نور الدائم عملنا ضد مقترحه في الهيئة البرلمانية والمكتب السياسي وسقط بالفعل المقترح وبعدها عمل سيد الصادق نداء عاطفي منادياً بتوسيع المشاركة وادخال الجبهة للحكومة.
{ افهم من ذلك ان الصادق المهدي كان متقدماً عليكم في التقرب من الجبهة الاسلامية؟
- هو كان مصر على مشاركة الجبهة وطرح الموضوع مرة ثانية واسقطنا وانا ودكتور عمر نور الدائم كنا ضده في هذا الخط ، ولكن بعد ان وصلنا للحكم وجدنا الاقتصاد منهار والوضع الاجتماعي والاداري ضعيف والسبب الثاني اداء الحزب الشريك معنا في الحكم. الحزب الاتحادي الديمقراطي وزراء الحزب لم يكن لهم تفويض ومربوطين ونجد صعوبة في اخراج اي قرار من مجلس الوزراء لان الوزراء في الحزب الاتحادي يضطروا للرجوع لمولانا محمد عثمان قبل اتخاذ اي قرار.
{ ماذا عنكم وزراء حزب الامة هل كنتم تملكون تفويضاً؟
- نعم ورئيس الحزب معنا في مجلس الوزراء . واداؤنا متناغم ويتم التنسيق بين وزراء حزبنا ونواب الحزب والمكاتب السياسية للحزب . لعدم تفويضهم يمكن ان اقدم لك نموذجاً الاستاذ سيد احمد الحسين عندما كان وزيرا للداخلية قدم مشروعا لاصدار قانون طواريء جزئي واقنعنا بالفكرة وشرحناها لنوابنا ولما وصل الامر البرلمان رفض نواب الحزب الاتحادي التصويت على القرار بل هددوا باسقاطه وقالوا «نحنا ما عندنا فكرة» ولمعالجة الموقف انسحب نواب حزب الامة من الجلسة حتى لا يكتمل النصاب ويسقط المشروع .والقرار في الحزب الاتحادي كان بالكامل عند مولانا والشريف الهندي كان ضعيفاً وكذلك الاستاذ سيد احمد الحسين وادى ذلك لضعف الاداء مثلا فشلنا في الغاء قوانين سبتمبر رغم ان البديل طرح منذ يوليو 1986م وهو قانون مقترح من نقابة المحامين ونقابة القضاء ورفعنا صورة من المقترح لمولانا ولم يرد حتى شهر سبتمبر 1986م عندما توفى صلاح المهدي الفاضل الهادي في حادث حركة.. كلفنا سيد الصادق انا والنائب العام عبد المحمود حاج صالح وذهبنا اليه وقال لنا انه اوكل الامر الى لجنة وظل الموضوع مؤجلا حتى سقوط الحكومة ودخول الجبهة الاسلامية الحكم.
{ هل تعني ان ضعف الاتحاديين جعل الجبهة الاسلامية خياركم الافضل؟
- عدم تفويض الوزراء الاتحاديين ومركزية القرار عند مولانا والاوضاع الصعبة اقتصادياً واجتماعياً ووهن الخدمة المدنية جعلنا نحن كسياسيين نبحث عن خيارات والمعارضة كان صوتها عالياً فاردنا اشراكهم معنا «حتى يورونا شطارتهم» واقتنعنا ان البلد محتاجة لتعاون وتكاتف واتخذ قرار في حزب الامة للاتصال بالقوى الاخرى وشكلت ثلاث لجان واحدة برئاستي للاتصال بالجبهة الاسلامية واخرى للاتصال مع المعارضة الجنوبية وثالثة للاتصال مع الاتحاديين.
وقرار توسيع قاعدة المشاركة اتخذ بالاجماع في دوائر حزب الامة اعترض عليه مبدئياً بكري عديل ثم اقتنع بالفكرة ولم يشارك وانسحب من قاعة الاجتماع آدم مادبو بمعني لم يصوت مع اوضد توسيع المشاركة في الحكومة.
واللجنة ترأستها شملت فضل الله الاعيسر والبروفيسور الشيخ محجوب واخرين واستطعنا بسرعة تحقيق اختراق طبعاً هؤلاء «ناس منظمين» واللجنة الاخرى التي تفاوضت مع الحزب الاتحادي وترأسها مادبو لم تفلح في الوصول بسرعة «الاتحادي مرة عاوز ومرة ما عاوز» واعترض الاتحاديون على مشاركة الجبهة وكذلك اختلفنا معهم في توزيع الحقائب ، ابلغني الدكتور عمر نور الدائم لاحضر اجتماع مهم شمل قادة الاحزاب الثلاثة حزب الامة والاتحادي والجبهة الاسلامية وكان ذلك في شهر رمضان عقب صلاة التراويح ووجدت في الاجتماع سيد الصادق والترابي وعلي عثمان واحمد عبد الرحمن وعمر نور الدائم وبكري عديل كان الاجتماع في انتظار الميرغني منذ التاسعة والنصف وتأخر مولانا ولم يحضر الا عند الواحدة صباحاً ويبدو انه كان في اجتماع مع قادة حزبه ويبدو ان هذا الاجتماع سبق اجتماع نهاري بين القادة الثلاثة سيد الصادق المهدي والميرغني وحسن الترابي وانا لم احضر ولم اكن ملما بتفاصيله ووضعت في ذلك الاجتماع الاسس التي يتم عليها توزيع الحقائب الوزارية وقد لخص حسن الترابي اجتماع الصباح واختلفنا حول وزارة الداخلية وحسب الاسس قسمت الوزارات الي حزم سيادية وخدمية واقتصادية كان الحزب الاكبر يختار اولاً من كل حزمة واختار حزب الامة وزارة الداخلية واعترض على ذلك مولانا محمد عثمان الميرغني عندها اقترح السيد الصادق المهدي ثلاثة خيارات ان يقبل الحزب الاتحادي بأيلولة وزارة الداخلية لحزب الامة او يعلن التشكيل دون تعيين وزير للداخلية او ان يشغل الوزارة شخص محايد . واذكر ان مولانا في هذا الاجتماع جاء في وفد كبير ضم سيد احمد الحسين واحمد سعد عمر وحسن شبو وآخرين.. حتى لحظة مقترح الصادق لم اتحدث والساعة وصلت الثالثة والنصف واثناء المداولات تحدث حسن شبو وقال قرب وبعد الاتحادي الديمقراطي من وزارة الداخلية يحدد قرب وبعد الحزب من المشاركة في الحكومة .. وهنا تدخلت وقلت اذا فهمت «كلام» شبو صحيح الحزب الاتحادي يضع حصوله على وزارة الداخلية كشرط للمشاركة واذا كان ذلك غير صحيح يمكن للاستاذ شبو ان يصححني وهنا سيد صادق لم ينتظر رد شبو وقال اذا كان ذلك شرط الاتحاديين «فبلاش مشاركة» وعندها رد مولانا الميرغني موجهاً كلامه لي «مبارك عاوز يوجه الاجتماع دا وجهة معينة وانا منسحب» وبالفعل انسحب وفد الحزب الاتحادي وانهارت المفاوضات وفي اليوم الثاني ذكرت الصحف انني هاجمت الحزب الاتحادي وذلك لم يحدث.
وانا اسلوبي مختلف انا من جيل جديد لا نغطي المشاكل ولكن نواجه التحدي ولي تجارب كثيرة وتحفظت مرة على توصيات لجنة مشتركة من حزب الامة والاتحادي عندما اجتمعنا حاولوا تغطية المشاكل دون حلها رفضت هذا الاسلوب وامتنعت عن التوقيع وكتبت رايي في مذكرة رفعت لرئيسي الحزبين وعندي منها الآن صورة.
{ لماذا تحمل كثيراً على الحزب الاتحادي رغم انه حزب به رموز قوية ونزيهة مثل الشريف زين العابدين الهندي؟
- المرحوم الشريف الهندي رجل عظيم التهذيب وهو شاعر واخو اخوان ولكنه بعيد عن السياسة مائة بالمائة وكان يغيب عن وزارته طويلاً وقمنا بحل الحكومة الاولى فقط لاعفائه من وزارة الخارجية وتجنباً للحرج حللنا الحكومة باكملها وهنالك مقولة درج قادة الانقاذ الاستدلال بها وهي قول الشريف «والله الحكومة دي لو شالها كلب ما بنقول له جر» هذه العبارة والتي لاكتها السن قادة الانقاذ كثيراً جاءت من الشريف لان رجله مغبون وكان غاضب على قادة الحكومة وقادة حزبه لانه اعفي من الوزارة وهو غير مؤهل للحكم على الحكومة وكان يعبر عن احتقانات بينه وبين الميرغني. وكان غيابه مشكلة لانه وزير خارجية ونائب رئيس وزراء وهو كان ضيفا على الحكومة ولم يكن فاعلاً وكان زاهدا في العمل السياسي وكنا نبحث عنه لمدة اسبوع ولا نجده.. كانت له تصرفات شاعرية مثل الخلوة والتخفي وتمنيت ان يكون فاعلاً واصلاً عند معارضة حكم نميري كان موجوداً بجانب شقيقه حسين الهندي ولكنه لم يقم باي دور.. وانا فهمت ذلك لاحقاً.
ü هل حاولت سيد مبارك الفاضل ان تشق صف الاسلاميين كأن تستميل العسكر او تحرضهم علي المدنيين؟
أنا دائما اطالب بحقي كسياسي في المشاركة وأكتب مذكرات ولست ساذجا لأنني ادرك عمق العلاقة بين الجناحين العسكري والمدني وعلاقتهما متميزة لذا لم احاول السير في هذا الاتجاه.
ü حدث ذلك في مايو، فالمشير جعفر نميري باع الشيوعيين.. ما الذي يمنع ذلك في الإنقاذ ؟
الحكاية مختلفة نميري باع الشيوعيين لأنهم حاولوا الانقلاب عليه وهنا في السودان حدث امر قريب من ذلك، هؤلاء الناس عندما حدث انقلاب باعوا شيخهم وتستحضرني نكتة للراحل جون قرنق والذي قال سمع ثورات تأكل بنيها لكنه لم يسمع بثوره اكلت اباها الا الانقاذ (ضحك) في مايو مجموعة من الشيوعيين مثل معاوية سورج واحمد سليمان باعوا القيادة التاريخية ممثله في عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ .
{ ماذا بينك والدكتور عوض الجاز بصراحة؟
ليس بيني وبين الدكتور عوض الجاز الا الاحترام ولا يوجد اي شيء..
{ هل ندمت علي مصالحتك للانقاذ؟
ابداً.. انا اكملت خطا عاما سار فيه حزب الأمة وتبعته كل القوي السياسية وارتضينا جميعا الحل السلمي التفاوضي وحزب الأمة كان سباقا في هذا الاتجاه وتجربتي مع الانقاذ كانت مفيدة جدا استطعنا ان نؤثر ايجابيا في عملية السلام واستطعنا ان نوصل رسالتنا ان لم يكن مباشرة للفرقاء فعبر الخواجات. ثانيا قدرنا نفهم تركيبة رجال السلطة وهذه المعرفة يمكن ان تكون عربونا يبني عليه في المستقبل اذا وصلنا الي اتفاق مع اهل الانقاذ لاحقا لأننا بحكم التجربة الان نحن نعرف من الذي يلتزم بالاتفاقات ومن الذي لا يلتزم واعتقد كلما قلت حدة التوتر الشخصي سهل أمر ادارة السياسة في البلاد.
{ هل هنالك مجموعات تعمل ضد عودتك لحزب الأمة؟
أنا اعترض علي كلمة (عودة) نحن اختلفنا مع حزب الأمة والآن تقاربت الرؤي اذا يجب ان نتحدث عن وحدة.
{ لا بأس يمكن ان نستخدم مصطلح وحدة حزب الأمة؟
نعم هنالك اقلية صغيرة غيابنا عن الحزب خلق لهم مصالح خاصه ولكن معارضتهم بدأت تتلاشي امام المد الكاسح للجماهير المطالبة بالوحدة .
{ هل استجبت لشروط الوحدة؟
انا استجبت لشروط لجنة جمع الصف (اجاويد) وبمشاركة هؤلاء الأجاويد والذين يمثلون كبار رجالات الأنصار ولم تناقش اي شروط وكل شيء في إنتظار انعقاد الورشة واتفقنا في 11 مايو علي عدم الرجوع للماضي وتوحيد الحزب هذا ما قاله رئيس حزب الأمة القومي سيد الصادق وانا وافقت عليه
ü لماذا تأخرت الورشة؟
تأخرت لغياب سيد الصادق في الخارج واجتماع الهيئة المركزية لحزب الأمة القومي وتمكنت لجنه الوحدة من الاجتماع مع مختلف الاطراف وستعقد الورشة قريبا بمشاركة اكاديميين عبر أوراق عمل.
{ استاذ مبارك عودتك تأتي متأخرة.. مقعدك بجوار الامام الآن مشغول؟
السياسة هي فاعلية وتأثير ووزن، وأنا مطمئن لوزني في حزب الأمة لأنني فعال ومؤثر والسياسة عندي ليست مواقع بل فعالية ووزن وقدرات والوحدة القادمة في حزب الأمة وحدة قاعدية تعتمد علي الانتخاب وكل الاجهزة في حزب الأمة القومي والاصلاح ستخضع لانتخابات والاجهزة القادمة منتخبة .
بالمناسبة منصب نائب رئيس حزب الأمة عرض علي عام 1998م وانا بالخارج ورفضته انا لست باحثا عن مواقع.
{ هل مددت الأمريكان بأي معلومات ساعدتهم في قصف مصنع الشفاء؟
أنا فوجئت بقصف مصنع الشفاء كغيري من السودانيين واذكر أننا كنا في القاهرة في اجتماع برئاسة السيد الصادق واتصل مدير مكتبه بالخرطوم ونقل لنا المعلومة.
{ أن يكون الخبر مفاجئا لا ينفي إحتمالية مدك للأمريكان بمعلومات استخباراتية؟
الغرب يتعامل مع القوي السياسية المعارضة باأجهزته السياسية مثل وزارات الخارجية، العالم الثالث يتعامل مع المعارضات عبر اجهزة المخابرات ونحن حكومة ومعارضة لم نتعامل مع اي جهاز استخباري نتعامل مع الاجهزة السياسية.
{ اذا لماذا صوب الاتهام ضدك شخصيا ولم يوجه لشخص آخر؟
لأنني استخدمت الحدث لإدانة سلوك الانقاذ للتعامل مع الحركات المتطرفه وتحدثت لقناة الجزيرة وقلت ان الحكومة هي الجانيه لان لها تعاملات مع مجموعات ارهابية مثل مجموعة اسامة بن لادن وغيره، وقلت ليس الشفاء وحده المتهم بل هنالك مصانع اخري لذلك صوبوا نيرانهم تجاه مصدر النار وانا (الحيطة القصيرة) ولكن اقول لك سرا اتصل بي صديق تربطه علاقه بصلاح ادريس طالبا عوني لأن محامي صلاح ادريس كان بصدد رفع دعوي قضائية ضد الحكومة الأمريكية وبالفعل اتصل بي محام امريكي وقلت له انا سأعطيك خيطا واخبرته بان المصدر الذي ارشد الامريكان موظف قيادي بالمصنع ولجأت هذه الشخصية لأمريكا بعد الهجوم ولم اعطه الاسم وتركت له باب الاجتهاد. وقلت له يمكن ان تحصل علي هذا الرجل والذي اعتقد انه قدم معلومات مادية ملموسة وقلت للمحامي هذه المعلومات ستواجهك في المحكمة وانا شخصيا تأكدت انه موجود بامريكا وارسلت له موفودا ولكنه رفض ان يدلنا علي اي معلومات وطالبنا بمساعدته في اللجوء السياسي «وطبعا دي ما معقولة» المهم القضية ماتت وهذا يعني ان المحامي وجد القضية ضعيفة والحكومة الأمريكية كانت تتحدث عن شواهد مادية والانقاذ ليست جادة في هذا الموضوع.
{ ما رأيك في محاكمة سودانيين بالخارج؟ انت معها ام ضدها ؟
الآن العالم كله معنا هنا .
{ استاذ مبارك حدد موقفك بوضوح، حزب الامه يؤيد هذا الامر ويعارضه الحزب الاتحادي ما موقفك سيد الفاضل؟
انا مع تحقيق العداله وفي عصر العولمة السيادة انتهت الان تايلور رئيس ليبيريا يحاكم في الخارج بتهمه انتهاك حقوق الانسان في بلده، لذا انا مع تحقيق العدالة واعتقد ان الحكومة اهدرت فرصة عندما لم تأخذ بمقترح قدمه كبار القانونيين للحكومة بأن تستدعي قضاة ومحامين من خارج الخدمة ليتولوا امر التحقيق، لان السؤال: هل الاجهزة العدلية في البلاد كفوءة ومحايدة؟ وانا في تقديري ان الانقاذ سيست كل الخدمة المدنية.. ونحن نحتاج لتشريع قضائي يتبني قضايا حقوق الإنسان وهذا القانون ليس موجودا الآن بالبلاد وتمنيت لو ان الحكومة اخذت بمقترح استدعاء قانونيين من خارج الخدمة لتولي امر التحقيق في انتهاكات دارفور وعندها لم اكن احتاج لأرد علي سؤالك .
{ اذا أين تقف انت؟
لو أخذ بذلك المقترح «المحاكمة الداخلية» والا مع المحكمة الخارجية، العدالة دولت ولا استثناء للسودان .
{ رأيك بايجاز..
بكري عديل؟
بكري مناضل ويفرق في السياسة بين مواقفه الخاصة ومواقفه العامة في حزب الأمة كان دائما في الجهة المقابلة لي ورغم ذلك علاقتي الشخصية به لم تتأثر.
{ محمد عثمان الميرغني ؟
رجل له ثقل في الحزب الاتحادي الديمقراطي .. طور مهاراته بعد احترافه السياسة كان في اجتماعات التجمع يسهر معنا حتي الرابعة صباحاً ويأكل معنا سندوتشات فول.
{ الترابي؟
رجل ودود وله قدرات وذكاء ، قاد الحركة الإسلامية من حركة صغيرة لحركة شعبية واستفاد من تجربة الإمام عبد الرحمن الإقتصادية ولكنه استعجل بانقلاب الإنقاذ.
{ مني اركو مناوي ؟
جاء من العدم وصنع مجده وبرز كقائد عسكري دون ان يدخل كلية عسكرية واكتسب مهارات الآن من خلال عمله بالقصر الجمهوري التمست ذلك في خطابه في إحتفالات الإنقاذ ويمكن ان يبني مستقبله عبر قاعدة شعبية أو ينضم لحزب كبير له قاعدة شعبية.
{ استاذ مبارك في ختام هذا اللقاء اشكر سعة صدرك وصبرك ونتمني ان نلتقي قريبا.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست