رئيس جهاز أمن السودان الأسبق عبدالرحمن فرح - يجيب على الأسئلة الصعبة ويعترف ..(2-3)

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 10:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2007, 07:51 AM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
رئيس جهاز أمن السودان الأسبق عبدالرحمن فرح - يجيب على الأسئلة الصعبة ويعترف ..(2-3)


    صحيفة آخر لحظة - رئيس جهاز أمن السودان الأسبق في اعترافات مثيرة!؟ 2-3

    يجيب عن السؤال الصعب كيف تعامل جهاز الأمن مع مذكرة القوات المسلحة الشهيرة . .


    على الرغم من أن الخارطة السياسية في السودان في كل الحقب الديمقراطية كانت تتكون من عدد الأحزاب الحاكمة والمعارضة إلا أنها خلال كل هذه الحقب كانت نموذجا بجيوب وأفكار وعلاقات غير معلومة أو غير واضحة كوضحوها في المشهد العام.. فالعلاقات المتشابكة في العملية السياسية هي نفسها العلاقات المتشابكة في المجال الخارجي وعلى أصعدة الداخل بكل تكويناته وتبايناته.. فقراءة مثل هذا الواقع والإلمام بخيوطه هي بالتأكيد مسؤولية وهم المسؤول في تلك الجهة.
    (آخر لحظة) أدارت جلسة حوار عن الديمقراطية الثالثة ومآلاتها وعن آخر لحظاتها وأيامها مع اللواء (م) عبدالرحمن فرح الوزير بجهاز أمن السودان الذي كان يترأسه حتى الساعات الأخيرة للحكم الديمقراطي والذي كان يشغل ايضا في السابق أمين جهاز المعلومات والأمن بحزب الأمة حيث نواصل معه الحوار وفي هذه الحلقة يتحدث لنا عن مذكرة القوات المسلحة فيقول:
    ـ حقيقة أقول في مذكرة القوات المسلحة الشهيرة في 1989م إن ما حدث هو ليس توجهاً ولا تحرك قوات مسلحة وإنما تآمر ولذلك كان رأينا هو إحالة جميع من قاموا بها للمعاش ولكن رئيس الوزراء اعترض على موقفنا هذا وكان هذا هو الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه.
    يعاب عليكم أنكم وفي ظل الوضع الديمقراطي اعتقلتم بعض الشخصيات فهل هذا صحيح؟
    ـ لم يحدث بتاتا، فالاعتقالات التي تمت لم تحدث في عهدنا بل حدثت في الفترة الانتقالية التي اعقبت نظام مايو.
    نذكر هنا تحديدا اعتقال بعض الشخصيات التي شاركت في ندوة أمبو الشهيرة فماذا هنا ايضا؟
    ـ اقول هنا ان ندوة أمبو كانت هي الحركة الثالثة للشيوعيين التي قامت وكان من بين هؤلاء شخصين صاغوا الكتاب الاسود.
    ترددت شائعة إبّان الديمقراطية الثالثة تقول إن الأمة والجبهة الإسلامية سينفردان بالحكم من خلال ائتلاف الاثنين معا فما الحقيقة؟
    ـ اقول لك بأمانة وحسب علمي إن الصادق المهدي لم يكن يميل للجبهة الإسلامية وكان يشيع دائما أنهم يتاجرون بالدين في قضية السياسة.. لذلك كان أمله كبير في الاتحاديين.
    من الملاحظ أنك في رئاسة جهاز الأمن لم تكن تعطي السيد محمد عثمان الميرغني وهو حاكم ايضا ذات القدر الذي كنت تعطيه للصادق المهدي الشريك الرئيسي في الحكم وهذا سبب واضح في عدم رضا الاتحاديين بك في تلك الفترة فما الحكاية هنا؟

    ـ بالعكس أنا موظف عندما كنت وزيرا وأقول لك شيئاً مهاماً هنا إن المذكرة التي كتبها جهاز الأمن ورفعت يوم 10/4/1989م لرئيس الوزراء الصادق المهدي واذكر انني حينما استعرضتها عليه دخل علينا مبارك الفاضل و كان في ذاك الوقت وزيرا للداخلية الذي أعطيته منها صورة ايضا.. والمذكرة تضمنت كل ما حدث وحوت أربعة أشياء مهمة ووصفها مبارك الفاضل في ذاك الوقت بأنها مذكرة خطيرة واقترح ان ترفع الأجندة للجمعية التأسيسية فرفضت استعراضها على الجمعية.. واقترحت على صلاح عبد السلام تولي مهمة عرض المذكرة على البرلمان.
    بعد ذلك ذهبت للسيد محمد عثمان الميرغني في منزله فقلت له بالحرف الواحد يا مولانا أنا أعلم تماما انكم لا ترغبونني ولكن لا يهمني هذا الموقف ولكن أريد أن أقول لك بعض الاشياء المهمة منها ان الوضع الديمقراطي مهدد والتهديد القادم يطالك أنت وشريكك الصادق المهدي فإستعرضت له الأشياء الأربعة الواردة في المذكرة والتي من بينها التنبيه والإنذار من جانبنا بوجود عدد أربع حركات انقلابية ضد الوضع الديمقراطي قادمة في الطريق وهي كانت بمسمياتها المعروفة لنا الحركة البعثية والمصرية والأسلامية وحركة الضباط الأحرار.. وقلت له ايضا إنك قد لا تصدقني ولكن أشير عليك والحديث مع الميرغني بأن نتصل بابنكم الذي هو ابن ختمية وهو اللواء في ذاك الوقت صلاح مصطفى الذي كان يشغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية وهو من الذين شاركوا معي في هذه المذكرة. وقلت يا مولانا هناك مذكرة من عشر ورقات كتبتها تحت توقيعي ومسؤوليتي وقلت لرئيس الوزراء حينها اذا لم تعجبك فأنا على استعداد لتقديم استقالتي وعليك ان تقيلني ايضا ان رأيت ذلك.. فسلمت الميرغني هذه المذكرة.. وعدت بعد ذلك لمجلس الوزراء واصطدمت مع المرحوم عمر نورالدائم في محتوى هذه المذكرة التي خلقت ضجة كبيرة واحتكمنا للصادق المهدي فقلت للسيد الصادق أنا دون أن أستشيرك ودون أخذ موافقتك ذهبت للسيد محمد عثمان الميرغني في منزله وقلت له كذا وكذا وكذا وكان رده عليّ ان قال بارك الله فيك وخيراً فعلت فمجمل هذا القول هو أنني كنت احترم السيد محمد عثمان الميرغني وأنا داخل جهاز الأمن خلعت عباءة حزب الأمة والانصار وكنت قوميا وبالتالي لم تكن لي اي عداوات مع الاتحاديين.
    ماذا عن التحرك الانقلابي قبل الإنقاذ والذي تم فيه اعتقال عدد من الضباط على رأسهم الشهيد الراحل الزبير محمد صالح؟
    ـ حسب معلوماتنا هذه الحركة كانت توجهاً مصرياً مايوياً.. ولكن نحن لم نعتقلهم وإنما اعتقلتهم القيادة العامة آنذاك.
    بعودة للعمل السياسي الحزبي كيف هي علاقتك الآن بالصادق المهدي وحزب الأمة؟
    ـ العلاقة من الجانب الاجتماعي فنحن أهل وإخوان
    وتجمعني بالصادق المهدي صلة رحم وقربى.. ولكن من الجانب السياسي كنت اختلف معهم بسبب تغول بعض الإخوان على مسار حزب الأمة.. وكنت انظر أن هناك اتجاهاً للتمركز نحو الغرب وكانت خلافاتي هنا مع بكري عديل ومادبو في ذاك المسار.. وكذلك اختلفت مع الاخ نقد الله متعه الله بالصحة والعافية.

    ماذ عن اعتقالكم أنت وبقادي وآخرين وذلك في اتهامك بالتخطيط لمحاولة انقلابية لصالح حزب الأمة في بدايات الإنقاذ؟
    ـ للحقيقة والتاريخ أقول لا صحة على الاطلاق لما كان يتردد عن مشاركتي في هذه المحاولة بل كنت بعيدا جدا عن ذلك بل وكان رأيي مخالفا تماما لمثل هذه الأعمال ولكن تم اعتقالي مع هؤلاء ولم تهتم بنا قيادة حزب الأمة ولم تدافع عنا حينها على الرغم من إنني كنت مريضا حينها وبعد ذلك تم اعتقال الصادق المهدي أاوضحنا له حينها المعلومات الكاملة.
    هل معنى قولك هذا أن الصادق المهدي لم يعمل على حمايتكم والوقوف معكم إبان اعتقالكم في فترة الإنقاذ الأولى؟
    ـ نعم وبالمرة لم يقف معنا بل حاول أن يقدمنا ككبش فداء.
    بهذه المواقف هل انقطعت دواعي عودتك لحزب الأمة حاضرا ومستقبلاً؟
    ـ حقيقة هناك محاولات تمت لعودتنا وبالفعل اتصل بي بعض الاخوان ووتحدثوا معي في هذا الجانب.. ولكن انا اعتقد ان هذا المسار أي المسار الحزبي لا يمكن ان يتقدم سياسيا للأمام لأن المجموعات التي تدير حزب الأمة اليوم لا تفهم شيئا عن حزب الأمة ولم تضح في يوم من الأيام بل ولم تعرف تاريخ حزب الأمة.. وبالتالي فالتسلق موجود.
    أسرة آل فرح التي تنحدر منها أنت قدمت ما قدمت لحزب الأمة ولكنها لم تجن ثمار ما قدمت لماذا!؟
    ـ أسرة فرح قدمت منذ التاريخ أرواحاً منذ فترة المهدية.. وقدمت للحزب المال في سبيل مساعدة حزب الأمة في الانتخابات.. كما قدمت لي هذه الأسرة انا شخصيا المال في دخولي في دائرة انتخابية وهي ليست من دوائر حزب الأمة فكنت النائب الأول لحزب الامة في الخرطوم وسقط كل المرشحين الآخرين ولم يفز فيهم أحد في الخرطوم غير شخصي.. كذلك ضحت هذه الأسرة بالكثير من الجهد والدموع والحرمان والشتات وأول هؤلاء شقيقي الاكبر صالح فرح الذي خرج من هذه البلاد في العام 1967م والصادق المهدي وقتها كان رئيسا للوزراء.
    هل يعني ذلك أن لك ملاحظات على الأداء الديمقراطي داخل حزب الأمة على مر الحقب والأزمات اي لم يرضك هذا الأداء؟
    ـ حزب الأمة الأداء الديمقراطي فيه غير مرضٍ منذ زمن بعيد وإلى الآن.. وبالتالي فكل ما يريده رئيسه هو المطلوب وقد يعبر الآخرون داخل الحزب بذلك وقد يجاهرون بطلب الإصلاحات ولكنهم لا يستطيعون تنفيذ شئ.
    يلاحظ أن الصادق المهدي قد وجه تهديدا للحكومة مؤخرا ذلك بأنه يملك الآليات لمنع قيام الانتخابات إذا لم تسر في الاتجاه الديمقراطي الصحيح وتتحلى بالنزاهة في تقديرك ما هي هذه الآليات وقد كنت مسؤولا أمنيا بالحزب والدولة؟
    ـ أنا شخصيا أؤكد لك ان هذه الآليات لن تكون عسكرية.. فقد يدعون الناس لعدم التصويت وقد يحاولون عمل إضراب ولكن خلاف ذلك ليس بالاستطاعة.

    عندما تولى الصادق المهدي وهو رئيس للوزراء أعباء وزارة الدفاع وذلك من خلال اسناد وزارة الدفاع لشخصه هل كان يعني ذلك أنه لا يوجد شخص آخر بحزب الأمة لتولي هذه المهمة؟
    ـ حقيقة عندما حدثت الانتخابات وفاز حزب الأمة وكان له الأغلبية فمن المفترض ان يكون وزير الدفاع شخصي.. وجاءني في المنزل المرحوم عمر نور الدائم ليطلب مني التنحي عن طلب هذه الوزارة لأن هناك مجموعة من الضباط بما فيهم فتحي احمد علي ذهبوا للصادق المهدي وقالوا له إننا لا نقبل بأن يكون عبدالرحمن فرح وزيرا للدفاع لأن له مشاكل مع القوات المسلحة وبالتالي يجب ان يُبعد.. ولكني تمسكت بمطلبي واصريت على ذلك الموقف.. فدعاني الصادق المهدي وقال لي بالحرف الواحد بيننا وبين القوات المسلحة نوع من الحساسية وبالتالي اريدك ان تستلم اي وزارة أخري خلاف وزارة الدفاع فإذا أردت التربية او الطاقة او كذا فلك.. فقلت يا اخي الصادق أنا لا افهم عن هذه الوزارات شيئاً.. بل ما تناسبني هي ثلاث وزارات فقط هي الداخلية والدفاع والامن فهذا هو المجال الذي ترعرعت فيه وحتى دراساتي الداخلية والخارجية هي في هذا الجانب فلن اقبل بأي وزارة اخرى وقدمت له شكري. وحينها اجابني الصادق المهدي بأنه سيتولى وزارة الدفاع بنفسه.. فقلت له انت رئيس الوزراء ورئيس الحزب وإن أعلنت ذلك بل واردت ذلك فلا استطيع ان اقول لك لا.
    كيف تعامل جهاز أمن السودان في العام 1989م مع مذكرة القوات المسلحة الشهيرة؟
    ـ الجهاز كان له رأي واضح ومحدد من المذكرة ولو اتبع رأيه لكان لم يحدث شيء.. كان من رأينا هو إحالة كل الضباط الذين قاموا بالمذكرة جميعا إلى التقاعد وكان من رأينا الاهتمام بالقوات المسلحة وتكوينها على الوجه القومي والحديث وإمدادها وتمكينها حتى يتسنى لها حماية الوضع الديمقراطي. ولكن القوات المسلحة كانت تعيش اوضاعا سيئة نتاج سقوط بعض المدن وهجوم الصحف عليها.
    من الذي رمي بوجهة نظركم واتجاهكم هذا في سلة المهملات وبالتالي لم يتم العمل به؟
    ـ بأمانة.. هو رئيس الحكومة في ذاك الوقت الصادق المهدي.. والسبب في ذلك هي الديمقراطية الأكثر من اللزوم.
    لو كان رئيس الحكومة في الديمقراطية الثالثة هو شخص غير الصادق المهدي هل ستكون الأزمات هي نفس الأزمات التي لازمت الوضع ام الحال سيكون غير الحال الذي كان؟
    ـ نعم قد تكون الأزمات هي نفس الأزمات ولكن الحسم كان سيكون مختلفا.. فنحن في بلاد لم يصل فيها الفهم والمسؤولية لدى العامة عن الديمقراطية وما هيتها.. والصادق المهدي أراد ان يسبق الزمن في تحقيق الديمقراطية الشبيهة بما يجري في الغرب والدول المتقدمة.
    أُخذ ما أُخذ على جهاز أمن السودان في فترة الديمقراطية الثالثة انه لم يكن يتكون على اساس قومي وهناك شائعات تتردد في ذاك الزمان ان بطاقة الدخول له هي البطاقة الانصارية فما صحة ذلك؟

    ـ لا.. هذا قول غير صحيح بل وعلى العكس تماما.. فجهاز الأمن نشأ بقانون وضعه سيد احمد الحسين والهادي بشرى والسر محمد احمد وبعض القانونيين.. فهؤلاء هم الذين وضعوا القانون الذي نشأ بموجبه جهاز أمن السودان.. والقانون عندما وضع كان رأي الاتحاديين ان يتبع جهاز الامن لمجلس رأس الدولة وهذه كانت نصيحة من الإخوة المصريين.. ولكن اعترضنا على ذلك لأنه من وجهة نظرنا ان مجلس رأس الدولة هو جهة سيادية لا يملك سلطة التنفيذ التي هي من صلاحيات الجهاز التنفيذي وبالتالي ما كان من الممكن ان يتبع له الجهاز.. وعندما أقنعنا الإخوة في الحزب الاتحادي الديمقراطي في الآخر بذلك سلبوا الجهاز كل الصلاحيات التي تخول له حق القبض والاعتقال والسؤال وجاءوا بالتالي به أسد بلا أسنان.. وأنا وجدت نفسي مضطرا عندما كنت رئيسا للجنة الدفاع والأمن بالجمعية التأسيسية لأن أمرر هذا القانون بحذافيره حتى لا يعاق مرة أخرى.
    الاربعاء 18 يوليو07
                  

07-19-2007, 12:58 PM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رئيس جهاز أمن السودان الأسبق عبدالرحمن فرح - يجيب على الأسئلة الصعبة ويعترف ..(2-3) (Re: tariq)


    المقال الاول ...

    اللواء معاش عبدالرحمن فرح لاخر لحظة 8/7/2007.. .
    صحيفة آخر لحظة - رئيس جهاز أمن السودان الأسبق يجيب على الأسئلة الصعبة ويعترف : (1-2)
    الأحد 8 يوليو 2007م، 23 جمادي الآخرة
    آخر لحظة - رئيس جهاز أمن السودان الأسبق يجيب على الأسئلة الصعبة ويعترف : (1-2)",620,450
    حاولنا إفشال إنقلاب الإنقاذ في ساعاته الأولى ولكن لم نستطع!
    على الرغم من أن الخارطة السياسية في السودان في كل الحقب الديمقراطية كانت تتكون من عدد من الأحزاب الحاكمة والمعارضة، إلا أنها خلال كل هذه الحقب كانت نموذجاً بجيوب وأفكار وعلاقات غير معلومة أو غير واضحة كوضوحها في المشهد العام.. فالعلاقات المتشابكة في العملية السياسية هي نفسها العلاقات المتشابكة في المجال الخارجي، وعلى أصعدة الداخل بكل تكويناته وتبايناته.. فقراءة مثل هذا الواقع والإلمام بخيوطه هي بالتأكيد مسؤولية وهم المسؤول في تلك الجهة..
    (آخر لحظة) أدارت جلسة حوار عن الديمقراطية الثالثة ومآلاتها وعن آخر لحظاتها وأيامها مع اللواء (م) عبد الرحمن فرح الوزير بجهاز أمن السودان الذي كان يترأسه حتى الساعات الأخيرة للحكم الديمقراطي، والذي كان يشغل في السابق موقع أمين جهاز المعلومات والأمن بحزب الأمة، فلننظر ماذا قال الرجل:
    حدثنا عن الأيام التي سبقت إنقلاب الإنقاذ في 30 يونيو 1989م وأنت كنت المسؤول عن جهاز الأمن في تلك الفترة؟
    ـ أبدأ وأقول إنه في يوم 28و 29 و30/6/1989م كنا نرصد ونحن في جهاز أمن السودان عدداً من الجهات والحركات التي كانت تنوي الانقضاض على الوضع الديمقراطي، وللحقيقة الكاملة عن كل هذه المحاولات.. وفي يوم 28 و29 تحديداً كنا مشغولين بإجازة الميزانية العامة المحدد لها تاريخ 30/6.. وفي هذه الأيام الثلاثة كان هناك صراع واضح وتسابق.. وتعود بي الذاكرة هنا إلى أشهر أبريل ومارس من ذات العام، وذلك عند تقديم جهاز الأمن الذي كنت في قيادته لمذكرة ضافية تشير إلى ما هو حادث وما هو متوقع، وذلك لكل من السلطة التنفيذية برئاسة السيد الصادق المهدي والحزب المشارك في السلطة برئاسة مولانا محمد عثمان الميرغني وأذكر أنني قد سلمتهما معاً مذكرة يوم 10 أبريل 1989م أشير فيها إلى حقائق معينة، وتوقَّعت أن تحدث هذه المذكرة بعض المشاكل وقد كان.. ومن ثم كنت أتوقع أن تحرك هذه المذكرة بعض الأجهزة التنفيذية، وذلك في مراقبة الوضع، لأن جهاز الأمن في ذلك الوقت كان لا يمتلك حق القبض أو الاعتقال أو حتي الإتهام، إنما كان يجمع المعلومة ويصل فيها لكل جوانبها ويقدمها للسلطة التنفيذية ولوزارة الداخلية التي كان لها حق الأسئلة والتوقيف والإعتقال.

    كانت هناك ظواهر وشواهد واضحة.. ومن ضمن هذه الظواهر هناك أربع صحف كانت تكتب ضد الوضع الديمقراطي في ذاك الزمان، وكانت هذه الحملة مدعومة في مجملها من الإتجاه الاسلامي.. وكان يسود الوضع في تلك الأثناء تسيب واضح في العملية السياسية والتشريعية، وأخص بالقول تسيب نواب البرلمان.. حيث لوحظ أنهم لا يدخلون إلى قاعة الاجتماعات.. كما أن أي قرار يطلب التصويت عليه في القراءة الثالثة كان النواب لا يدخلون الجلسة ويبقى شخص واحد هو السيد محمد الحسن الأمين ليرفع صوته بنقطة نظام التي ارتبطت باسمه، ويشير إلى أن العدد غير كافٍ داخل القاعة، ويأمر رئيس الجلسة بقرع الجرس لمدة خمس دقائق ولكن النواب يمانعون في الدخول على الرغم من أنهم متواجدون داخل البرلمان.. وكان واضحاً هذا التمرد على البرلمان وعلى الجلسات مما يوحي بأن هناك تعليمات من جهة ما بذلك.
    هل رصدتم أية تحركات مريبة قد تنبيء بثمة شئ سيتم؟
    ـ في 28 و29/6/1989م كانت هناك حركة تسابقية، لأننا كنا قد رصدنا أربع حركات تتسابق نحو الإنقلاب، وكنا نعلمها ونرصدها بل ونعلم تفاصيل اجتماعاتها، وحتي الأفراد المشاركين في جلساتها.. ولكن لم تكن لنا يد أو تمكين أو سلطة تخوِّل لنا اعتقالهم أو متابعتهم وملاحقتهم إلا ما نقدمه من معلومات للجهات المسؤولة.
    متى علمت بحدوث الإنقلاب؟
    ـ في 30 يونيو علمت بالإنقلاب في حوالي الساعة الرابعة صباحاً، وحاولت أن أجد طريقاً للجهات التي يمكنها أن تساعدني في إفشاله، ولكن والحديث هنا طويل لم يكن بالإمكان أن نوقف هذا الإنقلاب الذي كان مدعوماً من الجبهة الاسلامية القومية، على الرغم من أننا كنا قد أدينا القسم في حماية الوضع الديمقراطي، وذلك كقوى سياسية وعسكرية مختلفة. ولكن قد أُصبت بصدمة نفسية حال سماعي هذه التطورات، ونقول للتاريخ حاولنا إحباط الإنقلاب في ساعاته الأولى ولكن لم نستطع.. فهذه هي ذكرياتي عن ليلة 30 يونيو 1989م.. واؤكد هنا أنه حال سماعي بمحاولة الإنقلاب سعيت للإتصال برئيس هيئة الأركان ورئيس الوزراء ووزير الداخلية، ولكن كانت أجهزة الإتصالات السرية الموجودة قد تم تعطيلها وإعطابها بواسطة المقدم محمد الأمين خليفة عندما كان في سلاح الإشارة في ذاك الزمان.
    أين إختفى الصادق المهدي في تلك الأثناء؟
    ـ بعد محاولات مستمرة إختفيت بعد ذلك وكنت أعلم أن رئيس الوزراء مختفي، لأنه كان من طبيعة عملي كأمين لجهازالمعلومات والأمن في حزب الأمة قبل أن أكون وزيراً للأمن أن هناك مواقع ومنازل نقوم بتأجيرها لتكون مقراً لرئيس الحكومة حينما يريد أن يذهب إليها ليكتب أو ليناقش بعض الجهات المختلفة.. فاتصلت حينها بمكان أعرف أن الصادق المهدي فيه وذلك المكان كان لا يعلمه شخص خلافي.. فاتصلت به ووجدته في ذلك المكان، ووجهت بعض معارفي لمهمة تسيير عمل الإعاشة له.. وتناقشنا وتحاورنا فيما هو جارٍ.. وكان هناك اقتراحان أولهما جاء من الصادق المهدي وذلك في تحديد شخص يمكنه مقابلة الذين قاموا بالإنقلاب لمعرفة هويتهم وللحديث معهم، وذلك بأن نستطيع أن نؤيدهم إذا قبلوا شروطنا، وذلك لمراجعة كل ما يجري وبالتالي إعادة الحياة البرلمانية والديمقراطية للشعب.. والإقتراح الثاني جاء من الأخ مبارك الفاضل الذي كان مختفياً في مدينة الخرطوم بحري، وذلك بأن نخرج من أم درمان إلى ليبيا.. وقد كنت معترضاً على ذلك لظروف عائلية وظروف أمنية كنت مقتنعاً بها.. وقد كان رأي الأخ الصادق المهدي هو رأيي.. وذهبت بعد أن قضينا وقتاً طويلاً في ذاك المساء.
    وفي اليوم الرابع من الإنقلاب ذهبت إلى قائد الإنقلاب العميد - حينها- عمر البشير، وإلتقيت به في مكتب جهاز الأمن الذي كنت أرأسه وتحدثنا طويلا.. والرجل في اعتقادي كان واضحاً في حديثه.. وعدت منه وكتبت ما دار بيننا في مذكرة قمت بإرسالها للسيد الصادق المهدي، لأنني في ذلك الوقت كنت قيد الإعتقال والإقامة الجبرية في منزلي.
    فوصلت رسالتي للصادق المهدي عن طريق ثلاثة أشخاص.. وكان من رأي الصادق المهدي أنه يجب عليه أن يأتي للخرطوم بدلاً عن منطقة أم درمان التي كان موجوداً فيها، وذلك حتي يتثنى له الإتصال ببعض الفعاليات السياسية.
    ولذلك تحرك الصادق من أم درمان إلى أن وصل إلى شارع محمد نجيب، ومن شارع محمد نجيب إتجه إلى منطقة حى الزهور ومنها إلى منزل شقيقته في شارع واحد العمارات، وتبعه رائد في الشرطة يدعى حسن عثمان إلى أن دخل منزل شقيقته، حيث تمَّ إعتقاله هناك. بعد ذلك سعينا في العمل السري، وذلك من خلال التجمعات، وكنا في البداية بين الشك والظن فيما يختص بالأخوان المسلمين.. وما زاد من شكنا هو أن الترابي كان معتقلاً معنا، وظننا لم يحالفه الصواب، ذلك من خلال ما ظهر من تأييد محدد.
    هل تأكدتم في تلك الأثناء من هوية الإنقلاب؟
    ـ تأكد لنا بجلاء بعد ساعات أن الإنقلاب الذي نفذ لم يكن بعثياً ولا مصرياً ولا أي إتجاه آخر خلاف ما ظهر لنا.
    تلاحظ أنك وتحديداً في الأيام الأخيرة من عمر الديمقراطية كنت في وضع أشبه بالمقاطعة بل ويتردد أنك كنت غير راضٍ عما يدور في الساحة، الأمر الذي جعلك في خانة أشبه بالإعتكاف عن العمل، فما هي الحكاية هنا؟
    ـ لم أكن مضرباً عن العمل فيما يفهم من هذا السؤال، ولكن كنت بالفعل متذمراً جراء ما يدور في الساحة، فالأخ الصادق المهدي بطبيعة تفكيره وتكوينه هو ديمقراطي في وجهة نطري أكثر مما يجب.. وكان لا يقبل منا أية محاولة لعملية زجر أو تجسس.. فكنا نقول حينها إنه لا يمكن لإنسان أن يكون حاكماً ومثالياً لأبعد الحدود في الوقت معاً.. لأن الحكم له متطلباته وطريقته الخاصة، والمثالية التي تبرئ كل الناس هي مسألة أخرى.. هذا شئ وأما الشئ الآخر فعلاقتنا كانت بالحزب الإتحادي الديمقراطي الذي هو شريك في الحكم، كانت فاترة على الرغم من أن كل الاقتراحات التي يناقشها مجلس الوزراء كان للإتحاديين الضلع الكبير فيها.. وفي النهاية يخرج زعيم الحزب الإتحادي الديمقراطي ليقول إن هذا الأمر لا يمثلنا، وهذا ما تسبب في العديد من المشكلات.. وأذكر أن الصادق المهدي باعتباره رئيسا للوزراء كان في كثير من الأحيان يسعى لتذويب الخلافات حتى تسير الأمور بسلام.. فكان الخلاف متواصلاً بين الصادق والميرغني فيما يخص بعض القضايا التي يرى الصادق فيها ضرورة إخضاعها للمؤسسات الدستورية فيما يرى الآخر ضرورة التفاكر السياسي والحزبي فيها قبل عرضها على مجلس الوزراء.
    هذه هي العوامل الداخلية التي عكرت صفو الأجهزة الأمنية في فترة الديمقراطية الثالثة، فهل هناك ثمة عوامل خارجية تذكر أيضاً؟
    ـ أقول هناك اتصالات كثيرة دارت بيننا وبين أمريكا، وللحقيقة والتأريخ أقول إنني كنت حلقة الوصل في هذه الإتصالات، سواء أكانت داخلية أو خارجية.. ولقد نقلت كل نتائج هذه الإتصالات للسيد الصادق المهدي رئيس الوزراء في ذاك الوقت.. وسبق أن رتبت للصادق عدة لقاءات مع الأمريكان. ولكن كان الصادق رافضاً لها.. وأذكر أن الإدارة الأمريكية طلبت لقاءاً بالصادق المهدي خارج الأطر الرسمية فهيأت الظروف لإنجاح هذا اللقاء، وبالفعل نجحنا في عقد هذا اللقاء.. ولكن كان الطلب الأمريكي هو ضرورة سماح الحكومة السودانية بعبور الطائرات الأمريكية العسكرية لدعم قوات إدريس دبي التي كانت تقاتل الحكومة التشادية في ذاك الوقت، ولكن كان الحكم التشادي القائم آنذاك يحظى بتأييد من ليبيا، وكان هناك إتفاق بيننا وبين الليبيين قائم.. فالصادق رفض هذا الطلب الأمريكي بشتى السبل والوسائل.
    وأذكر هنا أن المفاوض الأمريكي قال للصادق المهدي إن الكونغرس سيغضب منك في هذا الموقف، فرد عليه الصادق بأننا دولة ذات سيادة، ونريد أن نكون على الحياد، وخرجنا من ذلك الاجتماع والامريكان غاضبون، فهددونا بعد ذلك بالقول إن بإمكانهم عبور الأراضي السودانية، ولكن الحكومة الأمريكية تريد معرفة رأيكم وموافقتكم.
    طالما أن أمريكا تقول إنها نصيرة الديمقراطيات في العالم لماذا لم تسعف الديمقراطية الثالثة من الإنهيار، بل عندما سقطت وقفت متفرجة لماذا هذا التناقض؟
    ـ أمريكا حسب فهمي هي ديمقراطية فقط داخل بلدها.. ولكنها شمولية ودكتاتورية خارج بلادها.. وبالتالي هي تريد أن تسيِّر أي حكم وأي شخص على رغبتها.. فبعض الحكام يضعون هذا الفهم نصب أعينهم فلا يعارضونها ويسايرونها.

    من وأد الديمقراطية الثالثة؟
    ـمن وأد الديمقراطية الثالثة من وجهة نظري أولاً هو الشعب السوداني وثانياً الصحافة السودانية وثالثاً التأمر الايدولوجي للجبهة الإسلامية القومية، ورابعاً ضعف مقاومة الحكومة وقصور استعداداتها وتجهيزها.. وأنا كمدير لجهاز الأمن كنت أعلم أشياء كثيرة، ولكن لم تكن لدى سلطات، وكنت أخضع لمراجعة من المكتب السياسي للحزب ومن الجمعية التأسيسية ومن مجلس الوزراء ورئيس الوزراء.. وبالتالي ما كان من الممكن أن أُقدم على عمل شئ خارج القانون الذي كنت مقيداً به.. هذا سبب، أما السبب الآخر فنحن لم نستغرق وقتا كافياً في السلطة، حيث أن فترة الثلاث سنوات ونصف لم تكن كافية لبناء الأجهزة واستقرارها.
    لماذا لم نجد دولة غربية أو عربية واحدة تبكي على زوال النظام الديمقراطي (الديمقراطية الثالثة)؟
    ـ السبب في ذلك لأن أمريكا كانت تريد زوال الديمقراطية الثالثة، وهي الآن تريد الانقضاض أيضا على الحكومة الإسلامية من خلال تمكينهم من السلطة ثم الانقضاض عليهم.
    انهيار جهاز أمن عبد الرحمن فرح في 1989م شبيه بانهيار جهاز أمن عمر محمد الطيب في أواخر عهد مايو 1985م، فما هي الأسباب في تقديرك؟
    ـ أولا بالنسبة لنا فلم نكن نتمكن بعد من خلق الجهاز المطلوب الذي ننشده لأن الوقت كان ضيقاً، فكانت هناك العديد من الخطط الأمنية التي لم تنفذ.. فالانهيار لم يكن من جهاز الأمن بقدر ما كان من الأجهزة الأخرى.. فالصحف عملت على هبوط معنويات القوات المسلحة في قتالها مع التمرد وبالتالي سقطت العديد من مدن الجنوب. واذكر هنا عند سقوط توريت اجتمع مجلس الدفاع برئاسة الصادق المهدي آنذاك، وسئل في ذاك الاجتماع القائد العام عن أسباب سقوط توريت فأجاب بأنه لا يدري ما الأسباب، وسئل أيضاً عن الاحتياطات المطلوبة إن كانوا قد تقدموا بها للجهاز التنفيذي ولم تتحقق، فلم يجب القائد العام على هذه الاستفسارات إلى أن تقدَّموا بعد أيام بمذكرة القوات المسلحة الشهيرة.
    من صاغ مذكرة القوات المسلحة الشهيرة في 1989م وما صاحب فكرتها من الأساس؟
    ـ لا أدري ما هيتها ولكن يتردد أن وراءها الإتجاه الإسلامي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de