|
إلى محمـد جلال هـاشم في علياء "سجنه"
|
- وكأن الدماء التي غسلت كجبار، ستقابل بالصمت. - وكأن المثقف، سيخرس ضميره "الحي"، ولا يبالي بكلّ هذا النزيف.. المحدق بنا. - ما أشد بؤس من يتجرأ على الزج بـ.. كاتب في السجن. - كم مرة، كان السلاح بكل جبروته و"غبائه" في مواجهة "القلم". - محمد جلال هاشم.. قلم. - وسيبقى. - سيبقى طويلا جدا. - أمثاله، حتى لو مضوا، فهم هنا.. في ضمير الشعب. - ومحمد جلال هاشم، شجرة، فروعها تطاول السماء، وجذورها، عند تهارقا وبعانخي. - إذا اقتلعوه.. اقتلعوا إرث بعانخي. - أرثه، لن تغمره كل سدود العالم. - فهو باق. باق كرمز لواحدة من أقدم حضارات العالم. - ومحال موت الحضارة. - الحضارات لا تموت. - يمضي أهلها وصانعوها. - لكنها تظل مثل "النهر" تسقي الحضارة الإنسانية، في عطاء أبدي. - محمد جلال هاشم ..أيها السادة، يدرك هذا كله. - فهل سيكّم قلمه، ويلغي عقله. - النهر..هويته. - وتلكم الحجارة.. العظيمة، التي تبقى شاهدة على تاريخ يريدون له أن يقبع في قاع النهر. - كما يريدون لمحمد جلال هاشم أن يحني هامة قلمه، ويقطع لسانه. - لسانه "النوبي" المبين. - إليك صديقي محمد جلال هاشم: أنت اليوم تعلونا جميعا، وفوق هاماتنا.
|
|
|
|
|
|