كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 العرب وقضية دارفور/ابن عمر عبدالله
|
العرب وقضية دارفور
تبين بجلاء أن قضية دارفور لم تحدث أى اثر على ذاكرة الشعوب العربية إذ أن المواطن والحكومات العربية على حد سواء منجرين خلف إعلام ومواقف الحكومة السودانية وذلك باختزال القضية فى ثلاث محاور جميعها من اقوال الحكومة السودانية. فتارة تجد من يختصر القضية فى صراع قبلى بين العرب و الافارقة وأخرى بين متمردين (يخدمون مصالح اليهود و النصارى) ضد توجه حضارى اسلامى وثالثة بين رعاة متنقلين وزراع مستقرين صراع على الماء والكلأ.
قد يقول قائل أن الإخوة العرب معذورون فى إختزالهم المضر بالقضية لعدم توفر المعلومات لكنى لا أعذرهم لأن من وصل منهم الى مواطن الصراع لم يتجرد ويصدق فى وصف ما رأى وسمع من المشردين فى معسكرات اللجوء بل انبرى يدافع عن موقف الحكومة وأعمالها المخزية اما من جلس فى داره فأيضا لا عذر له لأنه بالتأكيد سمع عن مليونى مشرد ومائتى الف قتيل جميعهم مسلمون وإن لم يكونوا عربا. وحتى لا نظلم الناس بالتعميم لايسعنى هنا إلا أن اشكر السيد نبيل القاسم على جهده الذى حال موت الضمير العربى الرسمى من أن يرى النور. فى مجاملة ابسط ما يقال عنها مخزية لكن ثق تماما أخى نبيل ان مجهودك لن يضيع.
اتبع العالم العربى الموقف الرسمى السودانى بروح القطيع خلف مزمار الراعى. فلا الجامعة العربية تحركت و لا الحكومات فرادى لمعرفة أصول ودوافع الصراع إنما كل وقف موقف العداء من الحركات المسلحة ولكل مبرر يتصالح و موقفه. لم يسأل احد من المسئولين أو المواطنين نفسه لماذا كل هذه الضجة القائمة فى دارفور هذا إذا افترضنا أنهم يعرفون دارفور أصلا.
يقع اقليم دارفور فى أقصى الغرب السودانى وكان سلطنة حتى ضمها الاستعمار الى السودان الحالى فى العام 1916م بإسقاط سلطنة السلطان على عبد الرحمن زكريا الشهير بالسلطان على دينار. يقطن هذا الإقليم سبعة ملايين نسمة كلهم مسلمون لا يوجد بينهم فرد واحد يدين بغير الإسلام.
فى العام 1956 عند خروج المستعمر من السودان خلف وراءه بنية تحتية معقولة بمقاييس ذلك الزمان إلا أن ورثة المستعمر ولحقد وثأر بايت مع الإقليم منذ الثورة المهدية بدأوا فى تحطيم منظم للقليل الذى تركه الإستعمار.وبعقد تواطأت عليه جميع الحكومات المتعاقبة على حكم السودان دكتاتورية كانت ام ديمقراطية.
ازاء هذا التهميش والتحطيم المنظم ثارت ثائرة بعض من ابناء الإقليم وذلك بناءا على الدعوة الكريمة من رئيس الجمهورية التى وجهها من خلال التلفزيون وقال من له حق اراد أن يأخذه فليحمل سلاحه لأخذ حقه. بالطبع مثل هذه الدعوة جعلت الكثير من الناس ينبرى لأخذ حقه لأن القابض على السلطة لا ينوى خيرا. أو بمعنى آخر أن انتظارك لأخذ نصيبك فى التنمية والسلطة والثروة بالطرق السلمية سيطول وليس فى العمر بقية.
إن رد الفعل الحكومى على الثورة جاء على غير المتوقع اذ بدلا من أن تنازل السلطة الحركات فى ميادين القتال أخذت النساء و الشيوخ والأطفال بجريرة ابنائهم الثائرين على الدولة وحرقت الاف القرى وقتلت مائتى ألف قتيل ليس منهم خمسمائة من الثوار إذ تتحاشى القوات المسلحة الدخول فى عراك مباشر مع الثوار وتستبدل ذلك بقصف القرى الآمنة بطائرات الأنتينوف وتطارد الهاربين من جحيم القصف بطائرات الهيلوكوبتر فى منظر يدل أن المقصود هو إحداث خلخلة سكانية لأغراض نأتى على ذكرها فيما بعد.
إن دارفور لمن يجهلها كانت السند الحقيقى و الفاعل للثورة المهدية التى صاغت الى حد ما السودان الحالى خلال حكم الثورة المهدية للسودان بعد وفاة الإمام محمد أحمد المهدى وأثناء خلافة الخليفة عبد الله وقعت بعض الأحداث من خلال الصراع على خلافة المهدى خلفت هذه الأحداث أحقاد توارثها ابناء المعسكر الرافض لخلافة عبد الله التعيشى وامتدت هذه الحساسية الى اليوم. ولهذا السبب كان رد الفعل الحكومى المتسم بالغلظة تجاه المستقرين من سكان دارفور.
تعتبر دارفور هى أكبر قاعدة جماهيرية لحزب الأمة أكبر الأحزاب السودانية و للقضاء عليه يجب العمل على تفكيك أكبر القواعد فى المرحلة الأولى و لأن مواطن دارفور من الصعب تبديل قناعاته بالمال رغم فقره فلابد من انتهاز فرصة الحرب لتحريكه من مكانه عبر افقاده الإستقرار.
وعليه لا يهم عدد الضحايا طالمايمكن تحقيق الهدف فالغاية فى هذا المقام تبرر الوسيلة وما تنصل الدولة عن التزاماتها و اتفاقاتها إلا برهان ساطع ودليل قاطع.
السبب الثانى و الأكثر أهمية هو الدولة التى دعا اليها عبد الرحيم حمدى وظهر العمل لها فى محنة دارفور فبالإضافة الى التخلص من حزب الأمة المنافس الأكبر للمؤتمر الوطنى يمكن تحقيق جزء من خطة دولة الشمالية كردفان سنار التى دعا اليها عبد الرحيم حمدى والتى يشير فيها بوضوح الى انفصال جنوب السودان وإبقاء دارفور كمزرعة للرعاة وذلك بطرد القبائل المستقرة التى تعوق الرعى بزراعتها و نقل رعاة شرق السودان الى الغرب واستغلال شرق السودان بالإضافة الى الجزيرة فى الزراعة مع تركيز الصناعات فى كل من كردفان والشمالية واستغلال بترول دارفور ومعادنها الأخرى من يورانيم وسيليكا وحديد وغيره فتصبح منطقة انتاج الخام والرعى.
اما السبب الأخير وهو تقريبا الآلية التى سوف يتحقق بها هذا البرنامج تغيير ديموغرافية المنطقة بطرد العنصر الزنجى واحلال العنصر العربى عبر خلق مشاكل قبلية يلعب فيها الجنجويد دور رأس الرمح فإنك لا تستطيع ان تتهم قبيلة عربية بعينها لأن المكون لجيش الجنجويد مجموعات من قبائل عدة لا ينسب احدا نفسه الى قبيلة معيينة حتى تلصق بها التهمة وفى هذا وجدت الدولة او فلنقل اصحاب الغرض وجدوا ضالتهم فقاموا بنكأ الجراح القديمة و زودوا أهلها بما يعينهم على القتل وتنفيذ المهمة.
الآن ملايين النازحين من دارفور الى خارج السودان وقبائل مهجرة من غرب أفريقيا ووسطها الى شمال وغرب دارفور فى عملية تغيير ديموغرافى واضح ترتكبه حكومة الخرطوم وبعض المنتفعين من ابناء دارفور ناسين اومتناسين بأن العنصر العربى مهما كان فهو قليل بالمقارنة الى العنصر الأفريقى والتفكير فى رد الصاع صاعين ليس من قبل الحركات المسلحة الحالية إنما بأناس جدد وبإمكانيات حديثة تفكر جديا فى اخلاء السودان نفسه على المدى البعيد من أى عنصر عربى اللهم الا زائر لأن الذين بدأوا بالتطهير العرقى لم يفكروا بالرد وأن المواقف التى وقفتها الدول العربية أكدت ولو من طرف خفى أنها متواطئة على الأقل فى ظلم أهل دارفور.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: العرب وقضية دارفور/ابن عمر عبدالله (Re: بكرى ابوبكر)
|
شكرا اخي ابن عمر عبدالله
وتأكد يا اخي انك في الطريق الصحيح
فطالما انت تحاول عبر كلماتك ان تكون صوت لمن ليس لهم صوت
فان صوتهم سيسمع للعرب ولغيرهم.
فقط علينا فعلا بالكتابه و التناول المستمر للشأن الدارفوري.
وعلى كل المخلصين لانسان دارفورالا يكفوا عن كشف بؤس تلك
المخيمات وحالها وقسوة الحرب على اهل دارفور وخطورة التأخير
في ايقاف الموت,وان يعملوا على توجيه كلماتهم لقيادات الحركات
ودعوتهم لوحدة المنابر التفاوضيه.
التحيه لك اخي بكري لنقلك الموضوع لنا.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
بكرى ابوبكر
Tragie Mustafa
تاج الدين عبدالله آدم
Biraima M Adam
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست