فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 02:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2007, 11:34 AM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب


    قبل اربعة اعوام وفى التاسع عشر من شهريونيو رحل عن دنيانا الفانية العالم الثبت النحرير البروفيسور عبدالله الطيب بعد ان ملأ صرير قلمه مسامع الزمان ،وسار صيتة فى كل صقع وواد،رحل مبدع اللغة العربية والمهيمن على تراثها الثمين وبموته فقد السودان والعالم العربى والاسلامى اديبا يعتبر بلا جدال امتداد لذلك النفر الذى حمل لواء اللغة فى العهود الغابرة من العرب الاقحاح الذين كانت قصائدهم لا تبارى فى جودة السبك وروعة البيان

    أمضى صاحب المرشد الى فهم أشعار العرب وصناعتها حياته الحافلة موغلا فى البحث،ممعنا فى التنقيب،حريصا على الاحاطة بأصول وفروع اللغة حتى صار من أقطابها الذين يشار لهم بالبنان ،وصارت مؤلفاته غاية ليس وراءها مذهب لطالب،ولا ُمراغُ لمستفيد ،ولا ُمردٌ لباحث

    كان لقريع دهره عبدالله جلالة تغشى العيون ،وقداسة تملأ الصدور لسعة علمه ولنبل فطرته ولانه افاض الله عليه سجال رحمته متجاف عن مقاعد الكبرمتحليا بمكارم الاخلاق مبتعدا عن صخب السياسة وضوضاءها
    كما كان يؤنس جلاسه بوجهه المتهلل ،واذكر اننى كنت غاية فى الحرص لمتابعة الحلقات التى يبثها التلفزيون القومى منذ صغرى رغم ان الكثير من عباراته كنت اجهل كنهها وتحتاج الى بوارق الضياء بالنسبة لى فى تلك المرحلة من العمر،نعم ايها السادة لقد ترك الغطريف عبدالله قبس من نار المجاذيب فى صدرى وكان له صدى فى حياتى شأنى فى ذلك شان كل سودانى تعانق نفسه الثريا اذ ينتمى هو و صاحب اللسان البليل والخاطر الحافل لبلد واحد ،لذا ترانى شغوفا بادبه ،هائما بسيرته ،مترسما خطاه حتى انال ما ناله من مآثر يبقى ذكرها فى الأعقاب

    الا رحم الله البروفيسور عبدالله الطيب بقدر ما دبج من مؤلفات وما انشأ من مقالات وحرر من خطابات ذلك العالم الجهبذ ،والاديب الاريب، والشاعر الفحل



    الحزن المرير

    حزنُ يقبع بين الحنايا مريرٌ
    وعيون هواطل الدمع مرضى
    وأفئدة كليمة براها الشجا
    وجوى عليك ما تقضى
    ولوعة دفاقة لم تبرح مضاربنا
    وثوت على الاديم طولا وعرضا
    ونائحات يلطمن الخدود ويسبلن
    التراب على شعر قد تقضا
    وشيوخ دردٌ يبكونك فى خفوت
    ذهب الهرم بالنضار وانضى
    ونواطير الشباب من طوقتهم
    بدين عظيم ليس يقضى
    قد زرفوا الدمع الهتون
    وقضوا اليل لا يطعمون غمضا
    أمة باسرها تبكيك حتى ظٌن
    ان البكاء قد صار فرضا
    وانا ايها الخنذيذ سوف
    اقبل على البنان قرضا وعضا
    فلم يكن بمجالستك سبيل
    حتى قٌبر جسدك المكدود واغضى
    من للبلاغة والفصاحة بعدك
    وفجاج وعرة ليس تٌمضى
    قد كان عبدالله بحر زاخر
    حوى الدر والياقوت محضا
    يا (حبرنا) يا شاعرنا المفلق
    هلا وهبتنا من كنانتك قرضا
    واعيتنا بجياد لا نتستطع
    ان نجاريهن نثرا وقرضا
    وامعنت فى مدح نحريرسيظل
    رمسه المخضول لينا وغضا
    واسهبت فى احصاء مناقب عب
    دا اطاع الاله بسطا وقبضا
    نحن ندرى انك تظهر للناس
    الجلد وتكتم عن الناس بعضا
    قد كان عبدالله لنا سماء
    فكن لنا بعد عبدالله ارضا

    كوالالمبور-ماليزيا
    الاحد/9/2003


    ملحوظة
    (حبرنا) هنا اشارة للشاعر المتفنن والخطيب المصقع الدكتور الحبر يوسف نورالدائم احد الافذاذ الذين حذقوا الاداب على يد الراحل

    (عدل بواسطة الطيب عبدالرازق النقر on 07-05-2007, 06:05 AM)

                  

07-03-2007, 02:42 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    | |
    02-شوال-1424 هـ:: 27-نوفمبر-2003


    "عبدالله الطيب" عميد الأدب العربي في السودان
    د. حلمي محمد القاعود


    في أواخر السبعينيات قرأت دراسة ممتعة‏,‏ في أسلوبها ومضمونها‏,‏ حول تأثر "ت. س‏.‏ اليوت‏",‏ الشاعر (الأتجلو أمريكي) المعروف‏,‏ بمعلقة الشاعر الجاهلي "طرفة بن العبد‏".‏ كانت الدراسة في صحيفة عربية أفسحت لصاحبها مساحة عريضة وطويلة,‏ وكنت قد عرفته من قبل في كتاب اسمه "المرشد في فهم أشعار العرب وصناعتها‏",‏ وتوطدت معرفتي علي الورق بالعلامة السوداني "عبدالله الطيب المجذوب"‏,‏ وتابعت كتاباته‏,‏ وتوقفت مع أشعاره عند دراستي لبعض القضايا الأدبية,‏ حتى جاء نعيه أواخر يونيو‏2003,‏ ولكن صحافتنا لم تلتفت إلى الرجل الذي يعد عميد الأدب العربي في السودان‏,‏ ويحظى بمنزلة رفيعة في أرجاء الوطن العربي‏,‏ سواء في المجامع اللغوية أو المحافل العلمية الأخرى,‏ ونال تقديرا كبيرا من رواد أدبنا المعاصر.

    الرجل من طراز رفيع وفذ‏,‏ فهو أصيل في لغته وفكره ومعرفته‏,‏ درس في بلاد الإنجليز واختلط بأهلها,‏ وعمل فيها أستاذا ومعلما‏,‏ ولكنه ظل وفيا لثقافته‏,‏ حريصا عليها‏,‏ منافحا من أجلها‏.‏ ومع أنه تزوج من إنجليزية في وقت مبكر‏,‏ إلا أنه بقي منتميا لدائرته العربية والإسلامية دون خجل أو إحساس بالدونية,‏ فقد كان يعرف قيمة هذه الدائرة‏,‏ وقدر الانتماء إليها.

    جهود الرجل في مجالات اللغة العربية وآدابها‏, كبيرة وممتدة‏,‏ فهو اللغوي الذي يخدم اللغة علي أكثر من مستوى‏,‏ بدءا بأسلوبه المتميز الذي يحرص علي استخدام الكلمة الدقيقة‏,‏ والتركيب المحكم‏,‏ والصورة المضيئة,‏ والإيقاع الجميل‏,‏ ومرورا بقضاياها في مجال الدرس والبحث‏,‏ إلى المشاركة فيما يدور حولها داخل مجمع اللغة العربية بمصر بوصفه عضوا فيه‏,‏ ومجمع اللغة العربية في السودان بوصفه رئيسا له.

    لقد عمل أستاذا للأدب العربي داخل السودان وخارجه‏,‏ فكان رئيسا لقسم اللغة العربية ومناهج المدارس المتوسطة في معهد "بخت الرضا" لتدريب المعلمين في السودان‏,‏ وأستاذا في قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم، وعميدا لكلية الآداب فيها‏.‏ وكان محاضرا في كليه الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن‏.‏ وكان أستاذا زائرا في عدد من الجامعات العربية والأفريقية والبريطانية,‏ فضلا عن عضويته في هيئه تحرير الموسوعة الأفريقية في غانا‏,‏ ورئاسته لاتحاد الأدباء في السودان.

    يروى عن الدكتور عز الدين إسماعيل أنه قال حين تقاسم جائزة الملك فيصل عام‏2000‏ مع عبدالله الطيب‏:‏ حاشا أن أتقاسمها مع أستاذي.

    ولد "عبدالله الطيب المجذوب" في‏2/6/1921م‏ بقرية "التميراب" غرب مدينة "الدامر" ولاية نهر النيل، ونشأ في الخلوات ‏(‏تشبه الكتاتيب‏),‏ وتنقل بين مدن السودان للدراسة حيث تعلم في مدارس كسلا والدامر وبربر وكلية جورودون التذكارية,‏ والمدارس العليا ومعهد التربية بـ "بخت الرضا‏",‏ وذهب في بعثة إلى جامعة لندن وحصل علي شهادة المعادلة في البكالوريوس في الآداب من كليه الدراسات الشرقية والأفريقية عام ‏1948,‏ ثم حصل على الدكتوراه عام ‏1951‏ حول الشاعر الأشهر "أبي العلاء المعري" وشعره.

    أنتج عبدالله الطيب مجموعة كبيرة من الدراسات الأدبية المهمة، في مقدمتها "المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها" ويقع في أربعة مجلدات‏,‏ ألفها على مدي خمس وثلاثين سنة‏,‏ وحلل فيها جوانب الشعر العربي، وتطور القصيدة العربية وتأثيرها في الشعر العالمي‏.‏ ومن مؤلفاته:‏ القصيدة المادحة,‏ ومع أبي الطيب‏,‏ والتماسة عزاء بين الشعراء‏,‏ وذكرى صديقين.

    أما الشعر‏,‏ فله عنده منزلة كبيرة إبداعا وتذوقا‏,‏ ومن دواوينه: أصداء النيل، اللواء الظافر، سقط الزند الجديد‏,‏ بانات رامة,‏ أغاني الأصيل,‏ وبالإضافة إلى الدواوين فقد أنتج عددا من المسرحيات الشعرية,‏ وبعض المؤلفات بالإنجليزية.

    يبدو تأثر "عبدالله الطيب" بأبي العلاء المعري، وأبي الطيب، وأبي تمام، والبحتري، كبيرا وواضحا‏,‏ وبارزا في أشعاره ودراساته علي السواء‏.‏ وهذا التأثر هو الذي جعله وفيا للقصيدة العربية ذات الشطرين والقافية الموحدة‏,‏ وجعله من أكثر الشعراء المعاصرين اعتزازا بموسيقى الشعر وتذوقا لها‏,‏ وتطويعا للبحور التي يهرب منها معظم الشعراء، مثل‏:‏ المنسرح‏,‏ فقد حببه إليه أبو الطيب، وابن قيس الرقيات‏,‏ وفي مقدمة ديوانه أغاني الأصيل يطرح قضية الموسيقى الشعرية باستفاضة,‏ ويرى أن الشعر خيال ووجدان وحكمة وإيقاع.‏ أما الخيال فذكريات وتجارب وأوصاف‏.‏ وأما الوجدان فعواطف وعبر وأنفاس حرار طوال وقصار‏,‏ وأما الحكمة فالأمثال والمواعظ والعبر تنتزع من الفلكلور مباشرة كما عند طرفة,‏ أو تقاس عليه بدقة فكر وبلا تعمل وتكلف كما عند زهير في الأوائل,‏ وأبي الطيب وأبي تمام في المحدثين.

    وأما الإيقاع فهو الطريق الرئيسي لجميع ما تقدم ذكره من عناصر الشعر‏,‏ وبه يفترق الأداء الشعري عن الأداء النثري‏,‏ إذ الشعر موسيقى بيان‏,‏ والنثر بيان قد تصاحبه الموسيقي أحيانا، كما في رسائل الجاحظ ومقامات الحريري‏,‏ وزعم الفارابي ـ يقول عبدالله الطيب ـ أن الشعر رئيسه الهيئة الموسيقية، وأن الموسيقي إنما نتعلمها من أجل فهم الشعر وتجويده وإدراك غاياته‏.

    إنه يدعو إلى التذوق الطيب‏,‏ ويرى أن الذوق متى تعود علي خبيث فسد به‏,‏ وتعذر إصلاحه أو تعسر وأعيت الرجعة إلى تذوق الطيب الذي كان من قبل أن يألفه ويحبه، فكيف إذا تعود علي الخبيث من غير سابقة عهد بالطيب لالتماس هذا فلا تجد إلا ذاك؟ فلا غرو أن نجد الناشئة الآن لا يقبلون علي الشعر الجيد حقا، بل ينفرون‏..‏ ومن جهل شيئا عاداه.

    ‏رحم الله "عبدالله الطيب المجذوب" فلو سمع بعض الدعاوى عن تغيير الذائقة,‏ والنثر الذي يسمي شعرا؛ لقال كلاما يؤكد كلامه السابق‏.‏ فتصحيح الأذواق وإصلاحها يصحح اللغة ذاتها ويحافظ عليها‏,‏ فاللغة ـ كما يرى ـ عنوان نهضة الأمة العربية وشاهد عزتها بلا أدنى ريب‏.‏

                  

07-03-2007, 02:43 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)




    عبدالله الطيب موسوعة الأدب العربي
    د. عبدالكريم بن عبدالله الحربي



    د. عبدالكريم بن عبدالله الحربي


    الوطن العربي ولله الحمد منَّ الله تعالى عليه برجال يحافظون على أدبه وأصالته العربية، والبعض منهم رحلوا ـ يرحمهم الله ـ وبقيت أسماؤهم على عناوين كتبهم، وفي بطونها تحفظ لهم جميل ما صنعوا، وما قدموا لهذا الوطن العربي الكبير فقد رحل البرفيسور عبدالله الطيب الأديب السوداني الكبير الذي لم يفقده الإخوة السودانيون وحدهم ولكن فقدته الأمة العربية والإسلامية.

    ويمتد التاريخ الأكاديمي لفقيدنا الدكتور عبد الله إلى أكثر من نصف قرن، حيث عمل محاضراً في معهد دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة لندن، ثم رئيساً لقسم اللغة العربية ومناهج المدارس المتوسطة في معهد بخت الرضا لتدريب المعلمين في السودان، ثم أستاذاً في قسم اللغة العربية في جامعة الخرطوم وعميداً لكلية الآداب فيها.

    وأشرف على إنشاء كلية عبدالله باريو في جامعة أحمد وبيلو في كانو بنيجيريا، وكان أول عميد لها.

    واختير مديراً لجامعة الخرطوم، ثم مديراً لجامعة جوبا، كما عمل أستاذاً للدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة سيدي محمد بن عبدالله في مدينة فاس بالمغرب.

    وكان يرحمه الله عضواً في هيئة تحرير الموسوعة الإفريقية في غانا، وعضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، ورئيساً لاتحاد الأدباء السودانيين، وأستاذاً زائراً لعدد من الجامعات العربية والإفريقية والبريطانية.

    وقد نال درجة الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات، كما تولى رئاسة مجلس جامعة الخرطوم، ومجمع اللغة العربية في السودان.

    ويحتل الدكتور عبدالله يرحمه الله مكانة مرموقة في الأوساط الثقافية والأكاديمية في الوطن العربي، وتشمل اهتماماته مختلف مجالات الفكر والأدب واللغة العربية، فهو شاعر وكاتب روائي ودارس متعمق للأدب العالمي.

    وله إسهامات أدبية متميزة في مجال النقد الأدبي القديم عند العرب، وفي حقول الفكر والأدب عموماً، فهو محيط بالشعر العربي وتاريخه وقضاياه إحاطة قل أن تتوافر لكثير من الدارسين، وقد تميزت مؤلفاته بطابع أصيل يربطها بأمهات الكتب في الأدب العربي ونقده، ومنها كتابه المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، المكون من أربعة مجلدات، وهو سفر قيم يحلل فيه مختلف جوانب الشعر العربي وخصائصه منذ العصر الجاهلي.

    وقد استغرق تأليف أجزائه خمسة وثلاثين عاماً، وصدر الجزء الرابع منه سنة 1990 متضمناً إشارات عديدة لدور النقاد العرب في العصور المختلفة وتطور القصيدة العربية وتأثيرها على عدد من الشعراء الغربيين، وقد صدر له أيضاً العديد من المؤلفات والكتب والبحوث الأخرى باللغتين العربية والانجليزية تناول فيها قضايا الشعر والنثر والنصوص، وله عدة دواوين شعرية ومسرحيات، وقصص للأطفال باللغة العربية، وكان له أيضاً نشاط واسع في الأوساط الإعلامية امتد على مدى خمسين عاماً، ومن ذلك برنامجه الإذاعي حول تفسير القرآن الذي استمر تقديمه خمسة وثلاثين عاماً.

    وحكايتي مع فقيدنا الدكتور الطيب عندما كنت في الصف الثاني متوسط أسكن محافظة أملج على ساحل البحر الأحمر التي كانت تستقبل أحياناً الإرسال التلفزيوني السوداني نظراً لسهولة الإرسال، فقد أنتظر بشوق فقيدنا في برنامجه التلفزيوني وكان ذلك كل يوم أحد من كل أسبوع حيث ينتقل من تراث إلى تراث، ومن أدب إلى أدب بين البلاد العربية، واستفدت من برنامجه التلفزيوني الكثير، ثم حصلت على العديد من مؤلفاته الثقافية والأدبية والشعر، وسوف أعرض أهم كتبه ومؤلفاته وهي على النحو التالي:

    1- المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها أربعة أجزاء 1955م.

    2- الأحاجي السودانية الخرطوم من 1947م إلى 1993م.

    3- من نافذة القطار 1964-1993م.

    4- من حقيبة الذكريات 1989م.

    5- القصيدة المادحة 1964م.

    6- سقط الزند الجديد «شعر» الخرطوم 1976م.

    7- أغاني الأصيل «شعر» 1976م.

    8- مع أبي الطيب 1968م 9 كلمات من فاس 1986م.

    10- أصداء النيل «شعر» 1957- 1993م.

    11- تفسير جزء عم 19701986م.

    12- تفيسر جزء تبارك 1988م.

    13- تفسير جزء قد سمع 1993م.

    14- شرح أربع قصائد لذي الرمة 1958-1993م.

    15- شرح بائية علقمة 1970م.

    16- شرح عينية سويد الخرطوم 1992م.

    17- أربع دمعات على رجال السادات «شعر» 1978م.

    18- بين النير والنور «شعر ونثر» 1970م بيروت.

    19- التماسة عزاء بين الشعر «شعر ونثر» 1970م بيروت.

    20- الحماسة الصغرى «جزأين» الجزء الأول 1960م مطبعة أكسفورد، الجزء الثاني 1970م الخرطوم.

    21- تاريخ النثر الحديث في السودان: مصر 1959م.

    22- الطبيعة عند المتنبي بغداد 1977م.

    23- سمير التلميذ «جزأين» كتاب مدرسي الجزء الأول، مصر 1954م، الجزء الثاني، 1955م.

    24- ملحق سمير التلميذ «كتاب مدرسي» 1955م

    25- مشرع الحدرة «قصصي» 1952م مكتب النشر الخرطوم

    26- نوار القطن «قصصي» 1964م الخرطوم

    27- حتام الفتنة باليوت «نقد» 1982م

    28- زواج السحر «مسرحية شعرية»

    29- الغرام المكنون «مسرحية شعرية»

    30- قيام الساعة «مسرحية شعرية»

    31- مقالات في السودان في وثائق ومدونات باللغة الانجليزية بعنوان: «عادات

    السودان المتغيرة»

    32- أندروكليس والأسد «مترجمة» 1954م

    33- المعراج مكتب النشر 1954م

    34- اللواء الظافر «شعر» 1968م

    35- ذكرى صديقين «شعر ونثر» 1987م

    36- Stories From The Sands of Arabia

    37- Horses of Arabia

    38- CHAL «تاريخ كمبردج للأدب العربي».

    39- بانات رامة «شعر» بيروت 1968م.

    40- مسرحية زواج السمر.

    41- مجلة دراسات إفريقية «هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ» 18 يناير 1998م.

    42- مقال في الموسوعة البريطانية عن عباس محمود العقاد ومصطفى لطفي المنفلوطي وأحمد شوقي والأدب العربي 1960-1961م.

    43- البراق.

    وقد حالفني الحظ أنني قابلت فقيدنا يرحمه الله في عام 1420هـ عندما فاز بجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي، وجلست معه ساعة في الفندق الذي يقيم فيه وجلست مع موسوعة علمية أدبية كبيرة وحالفني الحظ أيضاً مرة أنني أقابله بالمدينة المنورة ودار بيننا الحديث عن الثقافة الأدبية بالمدينة المنورة ثم قابلته بمكتبه بجامعة الخرطوم بالسودان، ولكن عناء المرض يبدو عليه وكأنه يودع ابناً كان يتابع ثقافته وبرامجه منذ عام 1398هـ رحم الله أديبنا البرفسور عبدالله الطيب وأسكنه فسيح جناته و{إنَّا لٌلَّهٌ وإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.



                  

07-03-2007, 02:51 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    هذا المقال نشرته صحيفة الرأي العام بعد رحيل البروفسور عبد الله الطيب وها نحن نعيد نشره هنا للتاريخ والذكرى .
    والمقال بعنوان

    عبد الله الطيب .. هوية عروبة السودان وأوراقها الثبوتية
    بقلم الأستاذ : محمد خير البدوي*
    --------
    شيعت العاصمة في مشهد مهيب عصر الخميس 19 يونيو المرحوم البروفسور عبد الله الطيب إلى مثواه الأخير بمقابر الختمية في الخرطوم بحري . ترى هل ضاقت ساحة جامعة الخرطوم العتيدة عن مرقد لجثمانه الطاهر وهي التي عرفته طالبا متلقيا للعلم وحلق بها أستاذا معلما إلى سماوات وآفاق ما كانت لترتادها لولاه .
    قلت للعميد قاسم بدري الذي كان واقفا إلى جانبي متسائلا : ترى هل يدرك هؤلاء القوم إنما يودعون تحت التراب هوية عروبتهم والأوراق الثبوتية التي تؤكد انتسابنا إلى يعرب ؟؟
    الخرطوم تأتي ضمن العواصم الأفريقية في النشرة الجوية التي يقدمها تلفزيون الجزيرة !!
    وأحد زملائي العرب في إذاعة لندن سألني مرة : أين تعلمت اللغة العربية ؟ ظنا منه أننا في السودان نتحدث لغة أخرى ، فأجبته بأني تعلمتها خلال عملي كبائع فستق العبيد في عاصمة بلاده .. وفستق العبيد هو الاسم الشائع في المشرق العربي للفول السوداني الذي يباع كتسالي مع حب البطيخ والقرع في معظم عواصمه . وليس زميلي حالة معزولة منفردة وإنما يشاركه في مثل هذه التساؤل الساذج الفج كثيرون من العرب والأجـانب . وعندما اعتلى محمد أحمد المحجوب منبر الأمم المتحدة في حقبة الستينات ناطقا باسم العرب ومدافعا عن قضاياهم أبدى بعض العرب تضايقا وعز على أحفاد سحبان بن وائل أن يكون خطيبهم في المحافل الدولية سودانية أسمر اللون!! ولكن البلد الذي أنجب عالما فذا في اللغة العربية وتاريخ الأدب في قامة فقيدنا عبد الله الطيب لا يمكن أن يكون أهله إلا عربا أقحاحا ومن الخضر الجلاعيد .
    إن الأمة العربية لم تعرف منذ عهد سبويه والأصمعي عالما بأسرار اللغة العربية ودررها شعرا ونثرا وتاريخا ونوادر في مقام فقيدنا ولا يساوي العالمان اللغويان الكرملي واليازجي اللذان يفاخر بهما المشرق العربي قلامة ظفر لدى مقارنتهما مع فقيدنا ابن الدامر وسليل السادة المجاذيب . قلت هذا في صالون العقاد في القاهرة عام 1960م وأبدى صاحب الصالون ارتياحا عندما قلت أن اليازجي والكرملي عالمان يتقيآن ما يقرآنه في آخر اليوم أمام جلسائهما وتلاميذهما أو في ما يكتبان ، أما عبد الله الطيب فإنه يقدم لهم علمه بعد تلوينه وتذويقه ومعالجته بالبهارات وهضمه في صحاف من ذهب على مائدة سيقانها من لؤلؤ ومرجان فقد كان طلق اللسان في حديثه طلاوة وحلاوة يختار كلماته اختيارا دقيقا فتشق طريقها سربا إلى المسامع لتستقر في القلوب .
    ومن المفارقات الساخرة أن لعبد الله الطيب نظرية تقول إن إفريقيا وبالذات السودان موطن العرب الأصلي الذي نزحوا منه إلى شبه الجزيرة العربية وله نظرية تقول إن هجرة المسلمين الأولى كانت إلى السودان . وقد وعدني قبل أن يصرعه المرض بعام تقريبا أن يعينني في البحث لاستجلاء بعض الجوانب المشكوك فيها في سيرة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، وهي الجوانب المستمدة من الميثولوجيا الإسرائيلية التي تقول إن كوش الواردة في سيرة أبي الأنبياء قرية صغيرة في العراق لا في السودان الذي كان معروفا في العهود القديمة باسم كوش !! . وهل أمنا هاجر أمة مصرية كما جاء في الإسرائيليات أم أميرة سودانية تزوجها سيدنا إبراهيم عليه السلام وأنجبت له إسماعيل قبل هجرته من كوش "السودان" إلى الساحل الشرقي من البحر الأحمر حيث بنى الكعبة بعد تحطيمه الأصنام والمعابد التي كانت قائمة في الساحل الغربي . وقد يفسر ذلك الحملة الانتقامية التي قادها بعد قرون أبرهة الكوشي السوداني لهذه الكعبة . والمعروف أن تلك الحملة ردت على أعقابها أو أهلكت حتى صارت كعصف مأكول بفضل " انتفاضة الحجارة " التي شنتها السماء على الغزاة وأفيالهم في نفس العام الذي ولد فيه سيدنا محمد (ص) . ويقال أن إبراهيم يسمى عبريا لأنه عبر النهر إلى أرض كنعان ولكن من يدري ربما يرجع ذلك لعبوره البحر الأحمر مع هاجر وابنه إلى سواحله الشرقية !! ، على أية حال تنبغي مراجعة الإسرائيليات مراجعة علمية دقيقة وخاصة ما يستعان بها في تفسير بعض آيات القرآن الكريـم . رأيت عبد الله الطيب أول مرة في أول الأربعينات عندما كان يأتي للتدريب في مدرسة الأحفاد الوسطى مع زملائه من قسم المعلمين في المدارس العليا مثل عبد الرحيم الأمين وبشير محمد سعيد وأحمد الطيب وأحمد المغربي وصلاح المليك . وكان يشرف على تدريبهم المستر لين رئيس القسم والشيخ بابكر بدري . أكثر ما لفت نظرنا إلى عبد الله الطيب يوم ذاك سحنته الإقليمية بكل ما فيها من خشونة أولاد البلد وبساطتهم وصفاءهم . كان لباسه عبارة عن بنطلون قصير وقميص أبيض من قماش رخيص وصندل مصنوع محليا على عكس زملائه الذين كان بينهم من يرتدي بدلة كاملة مع ربطة عنق وقمصان الحرير البوبلين وأحذية أمباسادور البريطانية الفاخرة . كان أكثرهم أناقة صلاح المليك بينما كان حسين كمال أعظمهم رشاقة ووسامة .
    وعندما انتقلت من الأحفاد إلى كلية غردون كنت ألتقي مع عبد الله الطيب مرارا في دار ابن عمي محمد عثمان ميرغني شكاك ، عميد مدرسة التجارة الثانوية ، وهو أول سوداني اقتصادي جامعي تخرج في جامعة بيروت الأمريكية ومن زملائه في الدراسة فيها إسماعيل الأزهري وعبيد عبد النور . ويعد محمد عثمان ميرغني شكاك في طليعة رموز الحركة الوطنية وطالما برز اسمه كحل وسط أو بديل كلما احتدم الخلاف بين الزعامات التقليدية داخل مؤتمر الخريجين . وعلمت من لقاءاتي مع عبدالله الطيب حينذاك أنه كان مغضوبا عليه لدى تخرجه في المدارس العليا وأن مدير المعارف البريطاني أوشك على فصله ، ولعله رأى بدون شك في اتجاهات عبدالله الطيب العروبية ومنابع العلم والثقافة التي يتطلع إليها خطرا على السياسة البريطانية الرامية إلى طمس عروبة السودان واستبدال هويته العربية بأخرى أفريقية بحتة عن طريق قانون المناطق المقفولة الذي حرم الشمال من اليد العاملة المتوافرة في الجنوب ، مع فتح الباب على مصراعيه في الوقت نفسه أمام جحافل القادمين من غرب إفريقيا للعمل في مشروع الجزيرة وغيره . وقد لا يعلم كثيرون أن الإدارة البريطانية جلبت زنوجا من أمريكا للعمل في زراعة القطن في مشروع الزيداب عند إنشائه .
    ولما علم محمد عثمان ميرغني شكاك بنية مدير المعارف ذهب إليه مبديا استعداده لقبول عبدالله الطيب أستاذا في مدرسة التجارة الثانوية تحت مسؤوليته فكان له ما أراد . ويعترف عبد الله الطيب نفسه بفضل محمد عثمان ميرغني شكاك عليه . ولعل من شهدوا تأبين المرحوم بشير محمد سعيد يذكرون أن الكلمة التي ألقاها عبد الله الطيب يومذاك كانت معظمها عن أستاذه محمد عثمان ميرغني شكاك الذي لتغير لولاه مجرى حياته جملة وتفصيلا .
    وقد اشتهر عبد الله الطيب بذكائه اللماح وشجاعته وبقوة العارضة وتعليقاته الساخرة وهذه صفات لم يكتسبها عن طريق العلم والإطلاع بقدر ما ورثها من أخواله الرباطاب وبرع فيها وله في هذا الصدد مواقف عديدة .
    ولا جدال في أن البروفسور عبد الله الطيب عالم موسوعي لا يجارى في كل أبواب المعرفة وقد حظيت قبل سنوات طويلة في لندن بحضور جلسة بينه والأستاذ عوض ساتي دار الحديث فيها شيقا ساعات وساعات حول موضوعات فلكية شائكة أثبت عبد الله الطيب فيها أنه عالم فلكي ضليع بقدر ما هو ضليع في فنون اللغة العربية وآدابها . وفي زماننا في كلية غردون كان الأستاذ ساتي رئيسا للجمعية الفلكية واكتشفت خلال تلك الجلسة في لندن أنه كان وراء فكرة تفسير القرآن تفسيرا مبسطا وتشجيع عبد الله الطيب على تنفيذها عبر إذاعة أمدرمان.
    لقد اقتصرت حتى الآن على لمحات من سيرة حياة عبدالله الطيب ألمت بها عن كثب ولمحات من دورة في تأمين هويتنا العربية لغة وثقافة وحضارة ، وكلها مجرد خواطر عابرة طفرت إلى ذهني وأنا أقف مع العميد البروفسور قاسم بدري والأستاذ وليم زكريا مدير قاعة الشارقة على مقربة من شجرة الأكاشيا التي تحتها مثوى فقيدنا المرحوم عبد الله الطيب في مقابر الختمية في الخرطوم بحري . وقلت لصاحبي في تلك اللحظات الحزينة إنني أحلم بيوم يكتشف فيه مستودع العلوم والمعرفة في جسم الإنسان العالم حتى يمكن " شفط " كل ما فيه عند موته ليحفظ في حرز أمين أو جهاز كمبيوتر للانتفاع بها حتى الأبد بدلا من دفن تلك العلوم والمعارف في باطن الأرض مع صاحبها !! . وليس هذا بعزيز في زمان فلق الإنسان فيه الذرة واكتشف أشعة الليزر وارتاد الفضاء كوكبا إثر كوكب بما في ذلك القمر.
    رحم الله فقيدنا عبدالله الطيب وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والصالحين وعزائي لأمة العرب والمسلمين قاطبة ولآل المجذوب وأهلي الرباطاب
    أخوال الفقيد خاصة .
    ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).
    ----
    • العباسية – أمدرمان .
    --------
    الرأي العام العدد 2115 ، السبت 5 يوليو 2003م ، الموافق 6 جمادي الأول ، 1424م .
                  

07-03-2007, 02:53 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    طالب يذكر طرائف من مناقب شيخه

    العلامة عبد الله الطيب



    أ.د. جعفر شيخ إدريس

    غرة جمادى الأولى 1424 هـ

    30 يوليو 2003 م

    هذه ذكريات عن شيخنا الراحل الأستاذ عبد الله الطيب غفر الله له وأحسن مثواه، أضيفها إلي ذكريات غيري من طلابه الكثر المحبين المعجبين عسى أن تكون كلها مادة يرجع إليها من يكتب سيرته وينشر بين الناس فضله. وهي ذكريات في أمور شتى لا تخلو من طرافة أرسلها بغير تكلف كأنها (ونسة) في أحد مجالسه العامرة. وغني عن القول بأنني إذا ما رويت عنه كلاما فلا أذكره بألفاظه نفسها كلها (أنى لي ذلك وقد طال العهد؟) وإنما أذكر فحواه وبعض ألفاظه.

    أول ما يخطر بالبال تعليق الدكتور طه حسين على ديوانه أصداء النيل، ذلك الثناء العاطر من عميد الأدب العربي على ديوان شاب سوداني غير مشهور ثناء قرأه مئات الأدباء في العالم العربي وعجبوا له. أثنى الدكتور طه على الديوان لكنه أخذ على صاحبه استعماله لبعض الكلمات الغريبة بل الحوشية، لكن السودانيين ضحكوا كثيرا عندما رأوا قائمتها: كانت كلمات معروفة في العامية السودانية أذكر منها الآن كلمة الطخا بمعنى السحاب التي ينطقها أهلنا التخا على عادتهم في استثقال الطاء في بعض الكلمات وتحويلها إلى تاء كقولهم بتيخ بدلا عن بطيخ. كما قال ود الماحي في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (ضلتو _ يعني أظلته _ التخايي.

    لست أدري لماذا شاعت في عاميتنا أمثال هذه الكلمات التي كانت تعد فعلا من الألفاظ الحوشية حتي قال الشاعر:

    إنما الحيزبون والدردبيس والطخا والنقاخ والعلطبيس

    لغة تنفر المسامع منها حين تروى وتشمئز النفوس

    لكن لعل الذي أغرى شيخنا باستعمال هذه الألفاظ أنه كان له اهتمام عجيب بالعامية السودانية ومعرفة مفرداتها وتراكيبها، وكان يرى أن لغة القرى أثرى وأفصح من اللغة التي اعتادها أهل المدن وكان يضرب لذلك مثلا بقول الناس في القرى سمح وزين وقولهم في المدن كويس لا يزيدون عليها. وقد ظهر اتقانه للعامية السودانية في تفسيره المشهور للقرآن الكريم الذي كان المواطنون في شتى أنحاء القطر يلتفون حول المذياع للاستمتاع بالسماع إليه.

    أما العربية الفصيحة فقد كان ابن بجدتها ومالك ناصيتها لا تكاد تخفى عن علمه مفردة من مفرداتها، ولا عن حفظه قصيدة ولا نظم من نظمها، ولا عن اطلاعه أو دراسته كتاب مهم من كتبها. حدثني الصديق الدكتور مالك بدري أن شيخنا ألقى محاضرة في بيروت فاستشهد فيها بالعشرات من أبيات الشعر من ذاكرته حتى إن أحد أساتذة اللغة بالجامعة الأمريكية ـ( أظنه قال إنه الدكتور إحسان عباس) ـ قال مازحا: ما ذا نقول لطلابنا غدا؟ هل نقول لهم إننا مثله أساتذة لغة عربية؟

    تحولت العربية الفصيحة عنده إلى ما يشبه السليقة فكان إذا حاضر بها في القاعة يتكلمها كلاما لا تكلف فيه حتى إنك لتظن أنه إنما كان يتكلم بالعامية إلى أن ترجع إلى ما كتبته عنه لتجده عربيا فصيحا. وكان إذا ألقى القصيدة من الشعر العربي ـ حتى الجاهلي منه العصي الفهم ألقاها بطريقة يطرب لها المستمعون، وكان طلاب الجامعة كثيرا ما يعبرون عن إعجابهم بالتصفيق الشديد حين يستمعون إليه ينشد بعضها في المناسبات العامة.

    درسنا عليه في السنة الثانية من كلية الآداب عدة قصائد من كتاب المفضليات ولا زلت أذكر شرحه الممتع لإحدى القصائد الصعبة التي أشار إليها الصديق الدكتور الحبر نور الدايم في مقاله الماتع عن شيخه الذي كانت صلته الأدبية به أوثق من صلتنا لما يجمعه وإياه من حب العربية وإتقانها وبراعته في شعرها. تلك هي قصيدة المرار بن منقذ في وصف فرسه. التي من أبياتها:

    ببعيد قدره ذي عذر صلتان من بنات المنكدر

    سائل شمراخه ذي جبب سلك السنبك في رسغ عجر

    قارح قد فر عنه جانب ورباع جانب لم يتغر

    فهو ورد اللون في ازبئراره وكميت اللون ما لم يزبئر

    ...

    شندف أشدف ما ورعته فإذا طؤطئ طيار طمر

    استعنت على تذكر مفرداتها ــ من باب الطرفة ــ برسمة أسميتها حصان المرار. تشير الأسهم فيها إلى أوصاف الحصان بتلك الكلمات الواردة في القصيدة، فكانت كأنها درس في علم الأحياء، وكان بعض الأصدقاء يستعيرها للمذاكرة. والغريب أن أستاذنا العلامة لم يكن يعرف معاني هذه الكلمات النادرة بالعربية فحسب، بل كان يعرف ترجماتها الانجليزية، تلك اللغة التي كان متقنا لها مطلعا على آدابها والتي كانت له فيها نظرات ومقارنات بينها وبين العربية. منها ملاحظته لكثرة ما في قصائد شكسبير من تشبيهات وتعبيرات يقول إنها شديدة الشبه بما في الأدب العربي وأنه لا مثيل لها أصلا في الأدب الانجليزي. لم يكن شيخنا بالطبع من مؤيدي نظرية شيخ الزبير التي تقول إنه الاسم الحقيقي لشكسبير.

    كان شيخنا علامة النحو العربي الذي لا يشق له غبار. كان مفتونا بالكتاب لسيبويه يقرؤه كالورد اليومي كلما ختمه بدأه، حتى رأيته يحمله معه ويقرؤهـ في المسجد الحرام تبركا به! اذكر أنه كان يقرأ في طبعة قديمة فقلت له هنالك طبعة جديدة بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون كنت قد اطلعت عليها لأمر يتعلق بالفلسفة، لكنه أعرض عن كلامي وقال إنه يفضل الطبعات القديمة ويراها مباركة، وكان هذا ديدنه فعلا مع كل الكتب العربية فكان لا يقرأ من تفسير الإمام الطبري مثلا إلا طبعة بولاق ويراها مباركة. شهد لبراعة شيخنا في فهم الكتاب لسيبويه علماء كثر من خارج السودان, حدثني صديق سعودي هو الدكتور تركي العتيبي أستاذ علم النحو بجامعة الإمام فقال إن شيخنا جاءهم استاذا زائرا ،وقال:

    كنت أعمل في رسالتي الماجستير عن أحد نحويي الكوفة المتقدمين، ومن خلال الدراسة اعترضتني نصوص مشكلة في الكتاب لسيبويه راجعتها في الشروح فلم أظفر بطائل ... ... فلما جاء د. عبد الله الطيب رحمه الله تعالى .. ... عرضت عليه هذه النصوص فأفادني في بعضها إفادات رائعة دونتها في نسختي، وعرضت قوله على شيخي عظيمة فاستحسنه وسر به. وكان د. الطيب أقرأ المعاصرين لكتاب سيبويه.



    وكما كان شيخنا محبا للعربية وعلومها كان أيضا محبا لأهلها من الأحياء والأموات. من ذلك أنه كان شديد الإعجاب بتلميذه صديقنا الدكتور جعفر ميرغني.. جاء ذكر جعفر في أحد اجتماعات مجلس الكلية لست أذكر الآن مناسبته، فقال عنه شيخه إنه لولا التقيد باللوائح لعينته الآن محاضرا (وهو الذي يسمى في صطلاح الجامعات العربية استاذا مساعدا) ثم قال عنه كلمة أحرجت بعض أساتذة اللغة العربية، قال إنه الآن ـ وكان قد تخرج لتوه ـ أعلم من بعض الأساتذة!

    وكان الأستاذ يضيق فعلا بشكليات اللوائح. كان هنالك عالم قراءات مصري نال إعجابه فعينه أستاذا مساعدا بالجامعة رغم أنه لم تكن له شهادة دكتوراة. قال لي إن كل كتاب من كتب هذا الرجل يساوي دكتوراة. وتعيين الدكتور عبد الله للرجل حل له مشكلة كبيرة، فقد بدأت الجامعات الاخرى ـ حتى المصرية منها ـ تقبله أستاذا بناء على أنه كان كذلك بجامعة الخرطوم حسب ما يقتضي الاتفاق بين الجامعات العربية. وحدثني ذات مرة أنه ذهب إلى مصر فوجد العلماء الحقيقيين هم الذين لا يحملون هذه الألقاب العلمية من دكتور وأستاذ وغيرها! وقد وجدت مثل هذا الموقف من الألقاب عند غير شيخنا من كثير من العلماء الراسخين في علومهم على اختلافها. فما الدكتوراة عندهم إلا شهادة كالشهادات الابتدائية أو الثانوية أو الجامعية ينالها المرء ثم يتخطاها فلا يفخر بها ولا على التسمي بها. إنما يفعل ذلك بعض الضعفاء الذين يحاولون التزيي بها _ حتى لو لم يكونوا قد نالوها حقيقة _ باعتبارها حلية اجتماعية. وما مثلهم في ذلك إلا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ""المتشبع بما لم يعط .كلابس ثوبي زور" (رواه البخاري)

    قرأت وأنا بالقاهرة سنة أربع وخمسين ميلادية مقالا للأستاذ العقاد يرد فيه على نقد انتقده إياه شيخنا، وكان ردا فيه بعض الحدة. لكنني سررت عندما لمست من أستاذنا بعد سنين عدة أن ذلك لم يفسد العلاقة بينهما، بل عبر لي عن إعجابه الشديد بثقافة العقاد الموسوعية. قال انهم استمعوا في مجمع اللغة إلى محاضرة لأحد المختصين بعلم الجيولوجيا ذكر فيها عن بعض الصخور أنها تكون كذا وكذا من الألوان، فسأله العقاد ( وحكي دكتور عبد الله صوته في إعجاب) ألا تكون كذا أيضا (وذكر لونا نسيته الآن). فأجابه المختص بأنها لا تكون كذلك. لكن العقاد جاء إلى جلسة المساء وهو يتأبط مرجعه الذي يثبت صحة ما قال!

    ولم تكن العربية عند علامتها الطيب مجرد فن يتذوقه أو لسان يعبر به، بل كانت كالمرجع الذي يهتدي به في كثير من شؤون حياته. لعل صديقنا الدكتور إبراهيم الحادرلو يذكر كيف أنه أمتعنا في يوم قضيناه معه في تجوال في مدينة برايتون الانجليزية، كيف أنه كان كلما ذكر زعيما سودانيا أو أمرا سياسيا قال فيه رأيا ثم أتبعه مستشهدا بما يعرف من شعر العرب ونثرها وأخبارها، وكانت استشهادات في غاية الطرافة لولا الحياء لذكرت بعضها.

    وكم كان يحزنه زهد الناس في العناية بالعربية، وكان كثيرا ما يقول آسفا إن بعض المثقفين عندنا يودون أن لو كان لسانهم انجليزيا لا عربيا. وإنني لأذكر هذا التعليق كلما زرت الخرطوم فوجدت ازديادا – حتى في الأحياء الشعبية -- في نسبة اللافتات المكتوبة بالانجليزية أو المكتوبة كلماتها الأجنبية بحرروف عربية لا يفهم المواطنون منها شيئا





    كان شيخنا معنيا في دراسته بالجودة لا الكثرة، كان ينتقي من كل علم في غير اختصاصه كتابا يقرؤه عدة مرات وييجيد فهمه. من ذلك أنه كان يكرر قراءة كتاب برتراند رسل في تاريخ الفلسفة الغربية، وكتاب توينبي المسمى دراسة للتاريخ، وهكذا. وكان كثير القراءة لتفسير الجلالين حتى إنه ليكاد يحفظه.. وقد وجدت هذا أيضا منهج شيخنا الشيخ عبد العزير بن باز علامة عصرنا في علوم الشرع. قال لي تلاميذه إنه قرأ صحيح مسلم بشرح النووي ستين مرة! وأنه قرأ البداية والنهاية ست مرات، وهكذا. وحسبك بمرة من مرات ابن باز ؛ إنها تساوي مرارا من مرات غيره.

    كان يعرف عن نفسه أن العربية طبعه حتى قال لي ذات يوم ونحن نتكلم عن الفلسفة إنه درس بعض مقرراتها أثناء عهد الطلب ببريطانيا، وأنه جودها لدرجة أن الاستاذ اقترح عليه أن يختص يها. قال لكنني قلت لنفسي الطبع ولا التطبع.




    وعلى ذكر الفلسفة، دخل علي الأستاذ ذات يوم في مكتبي وهو عميد لكلية الآداب ليسألني: أليس لك الآن محاضرة في القاعة الفلانية؟ استنكرت أن يأتي عميد الكلية ليحاسبني في مكتبي على عدم الذهاب لمحاضرة، فما هكذا يعامل الأساتذة بجامعة الخرطوم. قلت ـ ولا بد أنه رأى آثار الانكار على وجهي "بلى ولكنني نسيت بسبب انشغالي بهذا البحث" فابتسم وقال "الآن صرت استاذا" فانطلقت أسارير وجهي وابتسمت وقلت " لماذا؟" قال لأن الاستاذ الحق هو الذي تشغله بحوثه عن أموره الأخرى". ثم شرح لي أنه إنما جاء ليستشيرني في مسألة فلسفية أشكلت عليه هو طلابه. كان هذا من تواضعه الجم الذي لم يكن يتكلفه. أبدا. وكان من تواضعه وكرمه أنه كثيرا ما يدعو طلابه إلى منزله ثم يطلب من الشعراء منهم أن يباروه قي تأليف قصيدة في موضوع يختاره. أدكر أن هذا حدث مع الصديقين عمر عباس عجبنا زعيم الطلاب وخطيبهم المفوه أكرم الله نزله، والدكتور ناصر السيد شاعرهم المطبوع أطال الله عمره في طاعته.

    وإذا كان مثل غفلتي تلك عن المحاضرة من السمات اللازمة للأستاذية فقد كان هو صاحبها الذي لا يبارى. كان يقطع التذكرة من تذاكر قطار لندن التحت الأرض ليذهب إلى إحدى المحطات فيغفل عن النزول بها ويتجاوزها بمحاط كثيرة لانشغاله بشيء يقرؤه أو يفكر فيه. دخلت عليه في مكتبه ذات يوم وكان قد فرغ لتوه من اجتماع مع رؤساء الأقسام فيما أظن، فوجدتهم جيمعا يضحكون، فلما سألت أخبرني أحدهم بأنه حدث بين العميد وأحد الأعضاء خلاف وأن العميد غضب وانتهر العضو قائلا "ياجرزلدا ..." فانفجر الناس ضاحكين وضحك هو وانتهت المشكلة بفضل ذكر اسم الزوجة الحبيبة!

    زلت منه مرة كلمة عن محمود محمد طه حاسبه عليها بعض إخواننا حسابا عسيرا، لكنني أشهد أن الرجل لم يكن محبا لمحمود، ولم يكن من أنصاره، لكنه قال ما قال بسبب السياسة التي لم يكن ذا باع فيها. قال لي ذات مرة إنه لا يحب محمودا لأنه لا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان يقول لنا تشجيعا على نقدنا لمحمود أنتم وحدكم الذين تستطيعون نقده، ويعنى بأنتم نحن أصحاب التوجه السني. قلت لماذا؟ قال لأن هؤلاء الشيوخ الذين يهاجمهم ينسبون إلى بعض شيوخ الصوفية ما يدعي محمود لنفسه، فهم لا ينكرون أن يصل الإنسان مثلا وصولا يرفع عنه أحكام العبادات والحلال والحرام، لكنهم ينكرون أن يكون محمود قد وصل إلى هذه الدرجة. وعلى ذكر محمود، دخلت عليه ذات يوم في مكتبه فحكى لي قصة طريفة. قال إنه كان معه قبل قليل أحد القساوسة (ذكر لي بلده الأوربي لكنني نسيته) وأنه أخبره أنه جاء ليتشرف بزيارته ويتحدث إليه. قال الدكتور عبد الله فقلت له لست أنا الذي تريد. إنك تريد رجلا آخر اسمه محمود محمد طه وعرفته من هو. قال فاعترف بأن محمودا كان طلبته لا عبد الله الطيب. قلت لشيخنا لكن كيف عرفت أنه إنما يريد محمودا ولا يريدك أنت؟ قال ما ذا يبتغي قس أوربي عند رجل همه اللغة العربية وهم لا يحبونها ولا أهلها؛ إنه يريد هذا الذي يقول ما يرضيهم. وتصديقا لكلام شيخنا التقيت أنا في الرياض بقس كبير من علمائهم كنت قد قرأت بعض أجزاء من كتاب له عن وجود الخالق مترجما إلى الانجليزية، سر لما أخبرته بذلك، فلما عرف أنني سوداني كان أول ما سألني عن محمود محمد طه، فأجبته بكلمة صعق لها. قلت: هذا ليس مسلما!

    كان مما أعجب له في شيخنا أنه مع معرفته الواسعة بالعربية وعلومها والتفسير والتاريخ إلا أنه كان في باب الفقه مالكيا مقلدا تقليد العوام، بل كانت حججه لتسويغ هذا التقليد هي حجج العوام. لكنني عرفت السر في ذلك بكلام قاله لي هو عن نفسه في إحدى زياراته للرياض. كان يقرأ في كتاب المسند للإمام أحمد فاعترف بأنه كان مقصرا في اهتمامه بعلم الحديث، وأنه بدأ الآن يتدارك ذلك، فسررت لذلك أيما سرور.

    لقد كان شيخنا فخر السودانيين يعتز به شبابهم ويحتفلون به ويكرمونه حيثما حل في بلد يسكنونه. رأيناهم يكرمونه في المدن البريطانية، والأمريكية، والبلاد العربية وسمعنا عن تكريمهم له في غيرها.

    هذا بعض ما جادت به عن شيخه ذاكرة طالب تجاوز السبعين، أرجو ممن يطلع عليها ممن يعرف ما لا أعرف عن بعض ما ذكرت أن لا يتردد في تصويبها. فمعاذ الله أن نظن بأنفسنا عدم الخطأ أو ان نستنكف عن التصويب. تلك جوانب من حسنات الفقيد غفر الله لنا وله ذنوبنا وتقصيرنا وإساءتنا، ورحمنا وإياه رحمة واسعة، وجزاه الله خيرا كثيرا على اهتمامه بلغة الكتاب العزير والرسول الكريم وعمله على نشرها والانتصار لها
                  

07-03-2007, 02:58 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    وداعـــــاً علامــــــة العلمـــــاء


    د. الحبر يوسف نور الدائم

    بلغتنا ونحن في مرحلة الثانوي ولما ندخل الجامعة بعد سمعة عبد الله الطيب الأدبية الضاربة وكم كنا نتوق للقائه والسماع منه ، والانتفاع به .. دخلنا الجامعة فإذا نحن أمام البحر الذي لا ينزح ، والإخاذة التي لا تكدرها الدِّلاء :-

    لساني صارم لا عيب فيه

    وبحري لاتكدره الدّلاء

    يدخل قاعة الدرس فإذا الطلاب آذان وكأنما على رؤوسهم الغربان . لا يتخلّف عن درسه أحد .. لا بل يشاركنا نحن طلاب كلية الآداب غيرنا من الكليات الأخرى من ذوي الحس الأدبي الرهيف ، والعزيمة الماضية الحداء وأذكر أن أخانا الكريم الأستاذ حافظ الشيخ الزاكي وهو في كلية القانون كان من أحرص الناس على حضور محاضرات بروفيسور عبد الله الطيب ولا سيما محاضراته في علم العروض وقد نبغ فيه أخونا حافظ نبوغاً لم يتوافر لكثير من دارسي العربية بكلية الآداب.

    يدخل القاعة (102) التي سميت من بعد باسمه قاعة عبد الله الطيب وعمدته ذاكرة حديدية حافظة ، وذكاء عبقري مشهود ، وروح علمي متحفز ، وبديهة حاضرة لا تفارقها نكتة ، ولا تخطئها نادرة .

    يدخل فيكاد يخطف بصرك برقه اللماع فلا التفاتة ثم إلا َّ إليه ولا تشاغل عنه ولا مشاغبة وكم كنا مشاغبين ! وما من شك أن بعض فروع العربية قد لا تخلو من حزونة وعسر ومشقة وجفاف ولكنها تتحول عنده إلى ثمرة ذلول يانعة ، وأُكُلً شهي طيب يقدِّمه لك في صحاف من ذهب . فدرس النحو الذي يصبح عند بعضهم مادة قاتلة مسمومة منفرة يشكِّله بروفيسور عبد الله الطيب بيديه الماهرتين كيف يشاء ثم يخرجه لك علماً نافعاً يمتع النفس ، ويزكي الروح ، وينمي الذوق ، ويونق العين. الأمثلة فيه منتخبة «بحصافة ، والشواهد فيه منتقاةٌ بدقة .. [فريقاً هدى ، وفريقاً حق عليه الضلالة]...

    خالي لأنت ومن جرير خاله

    نيل العلاء ويكرم الأخوالا ...

    أبني كليب إن عمي اللذا

    قتلا الملوك وفككا الأغلالا ..

    فإن المال مال أبي وجدي

    وبئري ذو حفرت وذو طويت ..

    أنا ذو علمت فإن جهلت مكانه

    فأنا المقيم قيامة العذال

    أم الحُليسِ لعجوزٌ شهربة

    ترضى من اللحم بعظم الرقبة

    ويا لها من أيام !! وياله من معلّم أخاذ !!

    ألا ليت أيام الصفاء جديد

    ودهراً تولى يا بثين يعود

    فلقد والله حبب إلينا العربية وزينها في قلوبنا بعلمه الجم ، وأدبه الغزير ، ومعرفته الموسوعية النادرة وما زالت محاضراته عالقة بالقلب وما زالت أسئلته حية لكأنما ألقاها بالامس . فسؤاله عن بحر رائية المرار ابن منقذ :-

    عجبٌ خولة إذ تنكرني

    أم رأت خولة شيخاً قد كبر

    يرن في الأذن ، وتصحيحه لتضخيم الراء في لامية الراعي النميري :-

    لما رأت أرقى وطول تلددى ذات العشاء وليلي الموصولا

    قالت خليدة ما عراك ولم تكن أبداً إذا عرت الشؤون سئولا

    لايزال في الذهن حاضراً وقد مرت عليه عقود من الزمان طويلة الذيول مشحونة بالأحداث كبارها وصغارها .

    إن مصيبتنا في بروفيسور عبد الله الطيب مصيبة كبيرة عراء لا عزاء فيها ولا سلوي منه استفدنا علوماً من النظر ومنه استفدنا علوماً في السلوك. منه تعلمنا كيف يكون الصبر والجلد والمصابرة والمثابرة .. صبر على لأواء البحث ، وجلد على عناء الدرس ، ومصابرة على التحصيل ، ومثابرة على التنقيب ولولا هذه الصفات الأخلاقية العالية ما استطاع أن يحصِّل ما حصل : -

    وحويت أصناف العلوم ولم أزل أسعى وغيري قاعدٌ أو مقعد

    كان - رحمه الله - يعطي في سخاوة نفس عطاء لا يكدره مَنٌ ولا أذى :-

    وأنت سخي أريحي محشد

    تطلُّ على آفاق عصرك من عل

    كان يجود من كلتا يديه ولقد صدق إذ يقول في رائيته في اللواء الظافر :-

    وأجود من كلتا يدي واقتدي بالطيبين وبي البلاد تفاخر.

    والبلاد هاهنا لا تحدُّها هذه الرقعة الجغرافية التي تعرف بالسودان فقد امتد عطاؤه ليشمل بلاد المسلمين عامة فله في مصر ذكر وله في المغرب تلاميذ ، وله في نيجيريا أثر حميد ولقد حّدث أهل البحرين وسلطنة عمان عن البحرين وسلطنة عمان بما لا يعرفه أهل البحرين ولا سلطنة عمان ..

    اولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع.

    أنا ابن بجدتها علماً وتجربة

    فاسأل بسعدٍ تجدني أعلم الناس

    وفجيعتي فيه أنا خاصة فجيعة فاقرة ، ومصيبتي فيه مصيبة بلقاء .. جالسته وأكثرت مجالسته ، وأنستُ به استمتعت بكلمه الطيِّب ، وحديثه اللّذ ، وعلمه المكنوز :-

    كم راقني من فيه عذب حديثه : وشفى بأنفاس القريض جراحي

    يخصني بالحديث الذي يضن به على العامة ، ويؤثرني بآرائه التي لا ينشرها على الناس وكم كانت له من آراء ونظرات في كل شيء .. في الناس والأفكار ، والمواقف وكم كانت له من رموز يرمز بها إلى الأشياء رمزاً فهناك ضباع، وغربان، وهناك ثعالب ، وضباب وهناك رمم ، وشياطين .

    يقرأ علىَّ شعره وإنه لشاعر وإني لأعجب لمن يزعمون أنه عالم ولكن ليس بشاعر ولو استطاعوا أن ينزعوا عنه صفة العلم لنزعوها . وهل يستطيع غير شاعر أن يقول :-

    شعري عدُو الجاهلين ومِعْولي صلتٌ وفي جنبي نشوة شاعر ؟

    وهل يستطيع غير شاعر أن يقول :-

    لأسماء نار في الفؤاد تشبها

    وقد علمت أسماء أني أحبها ؟

    وهل يستطيع غير شاعر أن يقول : -

    وأتحفتك بحلواها مدلهة كأنها ذات طوق تبتغي فننا

    بل وهل يستطيع غير شاعر أن يقول :

    يا مي يامي ما من ببالغها هذا الهيام وترداد السكيات ؟!

    وكيف لا يكون شاعراً وهو القائل :-

    وجاد جبال مرة كوكبي

    كثير الماء منهمر العزالي

    كان رحمه الله ووسع نُزُله - يقبل مني ما لا يقبل من الآخرين . كنا في مجلس من مجالسه العامرة فأنشدنا قصيدة من قصائده الحسان وكان قد ركب فيها عيباً من عيوب القافية ارتكبه قبله أمير شعراء الجاهلية أمرؤ القيس وهو ما يعرف عندهم بالسناد فقلت له كالمستفسر «دا بسموه شنو في علم القوافي ؟ ولم أقل في عيوب القوافي فالتفت إلى وحدجني ببصره وقال بسموه سناد مالك على يا شيخ الحبر أبيت إلا طعناً ولم ينس أن يشير إلى بيت عدي ابن الرِّقاع العاملي :-

    وقصيدة قد بت أجمع شملها

    حتى أقوّم ميلها وسنادها

    أغرت هذه الجراءة مني وهي جراءة مصحوبة بدبلوماسية مغلفة برونق الود وبهائه أغرت بعض الجالسين فقال عن مطلع من مطالع قصيدة من قصائده [المطلع دا ما عجبني يا بروفيسور] فقال له زاجراً «شوف يا فلان ودعاه باسمه مجرداً إذا في شي عجبك قول عجبني إذا ما في تسكت ساكت».

    رحم الله أستاذ الأساتيذ ، ومعلم الأجيال فقد كانت مجالسه مجالس علم منوِّر ، ومعرفة مثمرة يحديك من كَلِم كالعطر الفواح من روض أنيق ، في يوم مطير ويتنقل بك من باب إلى باب ومن لون إلى لون .

    أما الشعر : -

    الشعر أنت أميره وسميره

    فمن المسامر بعد فقد سميره ؟

    وأما القرآن فهو صاحبه :-

    وتفسر القرآن حتى أصبحت آياته أنس التي خلف الخبا

    وأما السيرة والأخبار فهو حبرها وبحرها وبيطارها تسمع منه الخبر وقد تكون سمعته من قبل وكأنك تسمعه لأول مرة وذلك لما يسبغ عليه من روحه الشفيف ، وشخصه اللطيف ، ودمه الخفيف .

    لم نتعلم منه علماً نظرياً مجرداً ولكننا تعلمنا منه لباقة التصرف ، وحسن التعامل ، وجميل الخلق : -

    علَّمتنا أدب الحياة مفصلاً

    فسعى بوجه في الحياة بواح

    فلأنت منا في الفؤاد تمكناً

    ولأنت منا معصمٌ للراح

    وفقد بروفيسور عبد الله الطيب المجذوب ليس بفقد لأسرته المكلومة ، ولا لقبيلته الحزينة ، ولا لجامعة الخرطوم التي انهدَّ ركنها ، ولا للسودان الذي انهدم بنيانه ولكنه فقدٌ للأمة كلها التي فجعت فيه فجيعة منكرة بليغة . وهكذا يمضي العلم الشامخ ، والعلامة المضيئة ، والبحر الدفاع ... هكذا يمضي علامة العلماء ، وشيخ الشيوخ :-

    علامة العلماء واللجُ الذي لا ينتهي ولكل لج ساحل

    وكم بمقابر حلة حمد من علم مقبور ، وفضل مطمور وإنا لله وإنا إليه راجعون والله نسأل أن ينور ضريحه ، وأن يحسن إليه ، وأن يأتي يوم القيامة آمناً يسعى نوره من بين يديه ومن خلفه وأن يسكنه غرفاً من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار في جنات النعيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
                  

07-03-2007, 03:21 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    نسأل الله يغفر له ويرحمه ويكرم نزله ويجزيه الجنة خير الجزاء لما قدم لهذه الأُمة... فقد كان المرحوم عبد الله الطيب كتاب علم مفتوح زي ماب يقول الشاعر.. فدعواتنا له بالخير المقيم في جنة النعيم ياااااااااااارب...

    وتشكراتي أخي الطيب على هذه الإضاءات في حياة هذا الرجل القامة...


    أبو الحســـــــين...
                  

07-04-2007, 09:47 AM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: أبو الحسين)

    العمدة ابوالحسين

    علىّ الطلاق بلتلاتة طلاق واحذ متكلمين فيهو ولسه فى مرحلة الاختيارانت عمدة المنبر ده بدون منازع

    وممثل الشوايقه النبلاء فى هذا المنبر

    الطود الشامخ عبدالله الطيب فخر للسودان باسره

    وهذا جهد المقل يا عمده

    وشكرا على مرورك وتعلقيك
                  

07-04-2007, 10:55 AM

سيف الدين حسن العوض
<aسيف الدين حسن العوض
تاريخ التسجيل: 02-13-2007
مجموع المشاركات: 3403

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    غفر الله له واسكنه فسيح جناته
    مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
    والله الذي قدمه البروفسور عبد الله الطيب كثير
    وليت اخواننا في المنبر يفردون له مكتبه خاصة
    وليت اخونا الدكتور عمر احمد صديق من العين يفيدنا بكتاباته عن البروف الفقيد
                  

07-04-2007, 01:59 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: سيف الدين حسن العوض)

    نعم ليت الجميع يتفاعل

    من أجل انشاء مكتبة للراحل فى هذا المنبر العظيم

    ودمت ايها الحبيب سيف
                  

07-05-2007, 09:54 AM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    انها دعوة للتوثيق ايها السادة من كان

    عنده شئ فليتحفنا به
                  

07-06-2007, 09:36 AM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    هؤلا هم السودان
                  

07-06-2007, 11:24 AM

soma

تاريخ التسجيل: 09-14-2002
مجموع المشاركات: 4120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: اسعد الريفى)

    الا رحم الله البروفيسور عبدالله الطيب بقدر ما دبج من مؤلفات
    وما انشأ من مقالات وحرر من خطابات
    ذلك العالم الجهبذ ،والاديب الاريب، والشاعر الفحل
    الاخ الطيب النقر سلامات
    صحيت فينا الذكرى المريره لاديب بحجم الوطن
    لن ننساه ولن ينساه الشعب السودانى والعربى جمعا
    رحل تاركا وراه كما بديعا من ادبه الجم
    ربنا يرحمه ويسكنه فسيج جناته
    بعدد ما فسر من آيات فى كتاب الله الكريم
    اسمح لى ان اشارك معك فى هذا البوست المميز
    بتميز المرحوم عليه رحمة الله
    بمرثية كنت قد كتبتها فى الذكرى الاربعين لرحيله رحمه الله
    ونزلت حينها فى هذا المنتدى
    شكرا اخى النقر مثنى وثلاث ورباع والى ما لانهاية
    لفردك هذا البوست للراحل المقيم بروفيسور عبد الله الطيب
    رحمه الله رحمة واسعه ...
    والتحية لكل الزوار والمشاركين
    واليكم المرثيه التى سميتها ( الفارس نزل )
    ***
    الفارس نزل
    الليلة التُرب..
    فى بِطونها شايلة مِرق..
    يا مطر الشّرق..
    الفي سمانا بَرْق ..
    رَعَدك بِدودي ..
    مِن صِديرنا مَرق..
    مُوتك يا الفِكر..
    للجروح فَتّق ..
    اِنكشح الحِبر..
    حتى القلم قَال طَق
    دَمْعو المِقطِر..
    للسِطُور حرق ..
    يِتم كلامك ..
    للكُتب طَبّق ..
    َقلبُو المَقطع..
    لْيك حَن ورْق
    احى عليك
    للوعود اصدق ..
    نَفَسك في الشِعر ..
    لِقلوبنا كَم عَبّق ..
    مِن دُرر الحِروف ..
    البيها زاد عَتّق ..
    يا نُور العِلم ..
    الفي الضَلام اْشرق ..
    أَحيّ عَلْيك ..
    نُوَارنا بيك بَتّق ..
    سَفرك يا المِفارِق.
    للعِباد فَرّق..
    يا بحرْ الدّمِيره..
    الطَميو زَاد دَفّق ..
    ياتْيراب جِدودنا ..
    ال..للصَخور شَقق ..
    يا نخل الشِمال ..
    ال.. للعَرِيس جَرْتّق ..
    يا شَدْر الهَشاب ..
    الصَمغو سَالْ رْقرْق .
    أَحي عليك..
    ال ..للقلوب مَزّق ..
    الحَسرة ليك..
    يا دَامرْ الأزْرَق
    نَارك في الحشا..
    غَايصة لي اغْرَق..
    الصَبرُ إن جَمع..
    لْي حَدو ما بنَلحق ..
    وَدْ القُبب والذِكر ..
    بى لُوحَك العَقْق ..
    طَارك في السْماء ..
    يِرزَح ويِتشهَق ..
    أَحي عليك ..
    سِيد البَيّان بقْبَق ..
    أَحي عليك ..
    مَن سِبحك الصَّفق ..
    وأَحي عَليك ..
    مِن جَمعك الفَرّتق
    الرّحَمه الوَاسْعه ليك يا ابن السودان البار
    ود دامر المجذوب
    بروفيسور عبد الله الطيب
    اسماء الجنيد / مسقط
                  

07-06-2007, 11:30 AM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    Quote: الفارس نزل
    الليلة التُرب..
    فى بِطونها شايلة مِرق..
    (اسماء الجنيد)


    و كثيرون ترجلوا .. لهم علينا أن نحملهم مشاعل تضئ لناهذه العتمة...التى نعيشها قسرا !!
                  

07-06-2007, 11:43 AM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: اسعد الريفى)

    Quote: مِن دُرر الحِروف ..
    البيها زاد عَتّق ..
    يا نُور العِلم ..
    الفي الضَلام اْشرق ..
    أَحيّ عَلْيك [/QUO

    الشاعرة المرهفة اسماء

    كلمات تمتاز بالجزالة وصدق العاطفة

    شكرا على هذا الفيض من الابداع

    اتمنى ان تثرى هذا البوست بكل ما هو جديد ورائع

    حتى نوثق لهذا الرجل الذى رفع اسم السودان عاليا
                      

07-06-2007, 02:48 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الدكتور عبدالله الطيب (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    و كثيرون ترجلوا .. لهم علينا أن نحملهم مشاعل تضئ لناهذه العتمة...التى نعيشها قسرا !!

    ود الريفى

    لذا ايها الحبيب همتك معانا لتوثيق اعمال هولاء الخناذيذ

    ودمت ايها الرائع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de