المرايا الكاذبة -بقلم مشاري الذايدي- صحيفة الشرق الاوسط

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 11:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-26-2007, 01:37 PM

محمد يسن علي بدر
<aمحمد يسن علي بدر
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
المرايا الكاذبة -بقلم مشاري الذايدي- صحيفة الشرق الاوسط

    المرايا الكاذبة
    مشاري الذايدي
    جريدة الشرق الاوسط الثلاثاء 26يونيو 2007


    الرئيس السوداني عمر البشير كشر عن أنيابه، وقال في تصريحات ساخنة له، أمس الأول: «لن نفرط في السودان، ولن نسلِّمه لمستَعْمِرٍ».
    وسَخَرَ من المجتمع الدولي «الذي عمل مناحة» عن دارفور، ووضع أصبعه على مكمن الداء، حسبما يرى، وهو تقويض عظمة السودان،
    وقال البشير: «إن الكيد والتربص بالبلاد لم ينتهيا»، وأضاف: الهدف هو دولة السودان (العظمى)، وإن كل الدول التي أصبحت كبرى ليست «أرجل مَنِّنَا».

    ومضى قائد السودان في كلام من هذا النوع، وأنه لن يقبل بوجود «أي خواجة» في القوات الدولية التي يضغط مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وقوى كبرى في العالم بتشكيلها في إقليم دارفور المنكوب. البشير قال انه يقبل فقط بوجود الجنود الأفارقة، مع أن موقفه كان مضطرباً، فمرة يقبل بوجود قوات تشكلها الأمم المتحدة «مع» الاتحاد الأفريقي، كما صرح في وقت سابق مندوب جنوب أفريقيا وعضو وفد مجلس الأمن (دوميساني كمالو) بأن وزير الخارجية في حكومة البشير، لام آكول، أكد لهم قبول السودان بقيادة الأمم المتحدة للقوة الدولية، ومرة، مثل هذه المرة، يجدد الحرب على الخواجات.
    هناك ساسة عرب بارعون في ترحيل المشكلات، واللعب على أوتار القومية والنعرة الوطنية أو الدينية، شأن كل حاكم ديماغوجي، عوض أن يتصدى للمشكلة نفسها ويبذل المستحيل من أجل حلها، فما تفيده تصريحات الرئيس البشير هنا ليس إلا دغدغة المشاعر العامة، ولكن لا حل للمشكلة الكبرى في دارفور.

    لا ينفع أن يقال إن ما يجري في دارفور ليس إلا من صنع بعض «اللصوص وقطاع الطريق» كما يعبر البشير، فهؤلاء «الجنجويد» صنعوا أزمة دولية، وقبل ذلك ارتكبوا جرائم كبرى في حق مواطنين سودانيين ـ قبل كل شيء ـ إضافة إلى كونهم مسلمين مثلهم. جرائم لا يمكن التغاضي عنها، فتشريد حوالي مليوني إنسان في الصحراء وعلى الحدود الجافة مع تشاد. وقتل ما يناهز 300 ألف إنسان على يد «قطاع الطرق واللصوص»، شيء يجعل الحجر ينطق، ويضع الحكومة السودانية كلها في موضع المساءلة. ولا يجوز تحت حجة الكرامة الوطنية غض النظر عن هذه الجرائم ضد الإنسان السوداني «المسلم» في دارفور، فقط لأن بريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة والنجم الهوليودي، جورج كلوني، مهتمون بما يجري هناك.

    لسنا بصدد الحديث عن مأساة دارفور ولعبة الكر والفر فيها بين الحكومة السودانية والعالم، ولكننا أمام لعبة كر وفر آخر، يمارسها العجزة من الساسة باتجاه الرأي العام، فمن الذي تحدث عن «المرجلة» والعظمة السودانية، مع الاحترام ـ الحقيقي والكامل ـ للأمة السودانية؟! الحديث هنا عن جرائم محددة وإبادة شاملة، من يحاسب عليها ومن لا يُحاسب، تلك هي المسألة، ثم ليت الرئيس البشير يرينا مظاهر هذه العظمة التي حققتها السلطة في السودان؟!
    أهي في مستوى الفقر الشديد، أم في حالات الإحباط التي تعتري المواطن السوداني، أم في صراعات السلطة بين رفاق الثورة الإسلامية بالأمس؟ أين هذه العظمة، إذا كانت التقارير تتحدث عن انه وبعد حكم جبهة الإنقاذ التي قدمت الجنرال البشير إلى سدة الحكم، فإن الأجور تدنت، وضعفت القدرة الشرائية التي لم تستفد من وفرة السلع، وانفجرت أمراض الملاريا والسل مرة أخرى، وأصبح لدينا 120 ألف طالب جامعي في السودان يواجهون أوضاعا معيشية صعبة تدفع الكثيرين إلى ترك الدراسة، و57% من الشباب يعطون الأولوية في طموحاتهم للهجرة إلى الخارج..

    (ملف أعده السر سيد احمد ونشره في «الشرق الأوسط» في مايو ـ أيار 2001).
    فما دخل «الخواجات» في كل هذه الحقائق؟! وهل هذه الإحصاءات والوقائع تدل على عظمة ما؟! وهل «المرجلة» فقط فيما تصنعه ميليشيا الجنجويد؟! أم أن المرجلة والعظمة كل العظمة تكمن في توفير النماء وتحقيق السلام وترك المغامرات، تحت حجة وطنية أو أصولية لا تسمن ولا تغني من جوع.

    أين هي هذه الوعود الكبرى التي أطلقها عراب النظام السابق، المغضوب عليه حاليا، حسن الترابي، حينما نظر لفكرة الدولة السودانية الكبرى، ورسم للنظام خطة عشرية تقضي بأن يتحول السودان في عهد تلاميذه الإسلاميين إلى دولة كبرى، يصبح السودان فيها مع بدء الألفية الجديدة من «خير المجتمعات النامية سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا ودستوريا».
    والآن، وبعد سبع سنوات من بدء هذه الألفية، نرى واضع الخطة للتو يخرج من السجن الذي أرسله إليه البشير، وينحاز لدارفور ضد النظام، ونرى السودان يتردى اقتصاديا وتنمويا، وتنفجر فيه الأزمات في كل مكان، رغم كل ما قيل عن انجازات السلام في الجنوب، أو قرب السيطرة على مصائب دارفور.

    الفكرة من كل هذا العرض هي: لماذا نفتقد الصراحة في مواجهة المشكلات، وبدل أن يدخل على المشكلة من بابها الحقيقي، وتقلب فيها أوجه الحل، يهرب منها، ودوما يكون هذا الهروب تحت عنوان حماية الكرامة والحديث عن مؤامرات الآخرين «الأغراب» علينا، حسنا: لماذا ندع الفرصة لهؤلاء الأغراب حتى يتدخلوا في مشكلاتنا؟ لماذا لا نحلها نحن بأيدينا بدل أن نضيع الوقت والجهد في مبارزات لفظية وعنتريات كلامية تنسج من خيوط التكاذب، الأوهى من بيت العنكبوت.

    وما يصنعه أهل الحكم في السودان، من تحوير للمشكلات، وإعادة إنتاج لها عبر تغيير طريقة العرض، ليس من اختصاصهم لوحدهم، بل إن هناك كثراً في العالم العربي يصنعون ذلك، وهنا أشير إلى كلمة «ظريفة» قالها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في احتفال الصحافيين العراقيين، أمس الاول، بالذكرى الثامنة والثلاثين بعد المائة لصدور أول مطبوعة «الزوراء».

    المالكي تحدث، عن أنه: «لا نهضة في العراق بدون صحافة حرة.. تنبذ ثقافة الكراهية» كلام حلو! ولكن من قال إن كارثة العراق الحالية هي بسبب فقدان الصحافة الحرة؟! ربما نعتذر للمالكي بأنه قال هذا الكلام على سبيل تأدية الواجب ومجاملة الصحافيين العراقيين الذي يعيشون في أسوأ مكان يمكن أن يعيش فيه الصحافي، ولكن هذا كله لا يمنع من مخالفة تقييم المالكي هذا، فكارثة العراق ضخمة وهائلة، لدينا في العراق حرب طائفية قذرة، وولاءات خارجية لكل القوى، وفساد وعدم إحساس بالمسؤولية، وتكاذب بين أهل الحكم كلهم. ومن المؤكد أن المالكي يقول كلاما لأتباع حزب الدعوة في «الحسينيات» غير الكلام الذي يقوله أثناء وجوده بسدة مجلس الوزراء، وأيضا الكلام الذي يقوله طارق الهاشمي لحزبه الإسلامي الإخواني غير الكلام الذي يقال على كرسي نائب الرئيس، ربما تكون النوايا العراقية طيبة لدى «البعض»، ولكن الواقع العام، يقول إن الحرب طائفية بامتياز، وان هناك مَنْ يخدم برنامجه العقيدي، ولا يحفل بما يصيب العراق: الوطن، في سبيل العراق: الطائفة او الحزب. فأي حديث عن صحافة حرة ستصلح العراق، ونحن نقرأ عن «انفجار» عدد الصحف والمجلات والفضائيات والإذاعات العراقية، يرافقه انفجار في المشاعر الطائفية المنحدرة...

    من يواجه نفسه في المرآة يعرف كل شيء، ومن يحب المرايا المقعرة أو المحدبة، سيرى ما يريد أن يرى، ولكنه، وفي اللحظة التي تزاح فيه المرايا الكاذبة عن وجهه، سيفاجأ بملامحه الحقيقية ولن يُبْصِرَ خلف ظهره مناظر الحقول الخضراء المزوَّرة التي كانت توضع للتزيين خلفه، بل سيرى الدخان والخراب، الذي انشغل عن إخماده، بمحيا وجهه المزور في مرآة الكذب، فمن يريد أن يرى حقاً؟
                  

06-26-2007, 04:16 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرايا الكاذبة -بقلم مشاري الذايدي- صحيفة الشرق الاوسط (Re: محمد يسن علي بدر)

    مابين جنرال وشيخ أو مليك ووريث في عمامه
    القتل في أوطاننا سمة الزعامة
    والفهر في حكامنا ابهى علامه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de