الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
ملاحظات وهوامش على "تسونامي" ياسر عرمان....فيصل محمد صالح
|
تابعت سلسلة المقالات التي كتبها الأخ ياسر عرمان على صفحات الزميلة "السوداني" على شرف الذكرى الثانية لرحيل القائد الراحل الدكتور جون قرنق دي مابيور تحت عنوان " د. جون قرنق- حضور في سونامى الغياب: ملاحظات في دفاتر الستينيات"، وإن كان قد فاتني بعضها، لكن تكرم الأخ ياسر عرمان فأرسل لي النص الكامل لمقاله المسلسل، ضمن عدد من الأصدقاء والزملاء. وقد وجدت فرصة أفضل لقراءته كاملا في مرة واحدة، وهو ما أفضله دائما في المقالات ذات الأجزاء العديدة. ولعل من أفضال قراءة المقال الطويل مرة واحدة أن المرء يفعل ذلك بحالة ذهنية صافية ومستعدة. وفي حالة مقال ياسر عرمان المذكور كان ذلك مهما لأن المقال حمل دفقة شعورية و عاطفية وإنسانية عالية، بجانب قيمته الفكرية والسياسية، وانتقال هذه الدفقة من الأحاسيس مهم جدا لانفعال وتفاعل القارئ مع المادة المكتوبة. يطوف المقال حول مصادر التجربة الفكرية والسياسية والإنسانية للدكتور جون قرنق المفكر والقائد السياسي، والتي شكلت ملامح شخصيته وتجربته وأفكاره التي تلخصت في "رؤية السودان الجديد" ، كما يحاول رسم صورة للبيئة التي نشأ فيها الدكتور قرنق واستمد منها أفكاره، ويفعل كل ذلك بحب وحماس وتفاعل شديد مع التجربة، وهو حماس وانتماء لم يقل يوما عند ياسر عرمان. ولو شكك البعض في أي شئ يتعلق بعرمان، إلا أنهم لن يجدوا سبيلا للتشكيك في ايمانه الكامل واخلاصه لتجربته في الحركة الشعبية ولقائده الراحل جون قرنق. شخوص وأفكار كثيرة حومت حول المقال وتركت بصماتها عليه، مثلما تركت بصماتها علي التجربة السياسية والفكرية والإنسانية العميقة للدكتور جون قرنق ولياسر عرمان نفسه، فهناك تداخل في التجربتين، وكثيرا ما تحول الحوار مع الأشخاص والأفكار في المقال " الديالوج" إلى حوار مع الذات "مونولوج". يستدعي الكاتب رموزاً كثيرة من مناضلي الاستقلال والتحرر والعدالة والمساواة بين البشر في العالم منهم روح الهند العظيمة المهاتما غاندي والفيلسوف والمفكر السنغالي الشيخ انتا ديوب صاحب الإسهام التاريخي في إثبات مساهمة الأفارقة والسود في الحضارة الإنسانية والقائل بنسبة الحضارة الفرعونية لأفريقيا السوداء، وزعيم حركة البان آفريكانيست والتر رودني والرئيس الأمريكي الأسبق ابراهام لنكولن ومناضلي حركة الحقوق المدنية للسود في أمريكا مارتن لوثر كنغ ومالكولم اكس وستوكلي كارمايكل والمناضل الغياني دومينقو تاوسنت، ومغني البيتلز جون لينون ثم ، ويا للدهشة والمصادفة، شهيد تنظيم الجيش الجمهوري الايرلندي بوبي ساندز الذي قاد اضرابا داخل سجون تاتشر حتى الموت مطالبا بحقهم في المعاملة كمعتقلين سياسيين. وقد كان بوبي ساندز واحدا من ملهمي تجربتي الشعرية المحدودة على أيام الدراسة الجامعية، فقد عاصرت تجربته حتى مات عام 1981 وكتبت قصيدة بعنوان "الموت حبا: كلمات إلى بوبي ساندز". يساعد المقال إذن على معرفة مصادر التجربة والاقتراب من شخصية قرنق، ومن مصادر الهام تجربة ياسر عرمان ، ومن ملهميه الدكتور قرنق نفسه، ولقد كان الإعجاب بين الرجلين متبادلا لا تخطئه عين كل من جمعته الظروف بهما، وقد كنت محظوظا أن أكون من بينهم. ومن غريب المصادفة أن كل هؤلاء الرجال العظام الملهمين قد لاقوا حتفهم قتلا على أيدي المتعصبين من بني جلدتهم، إلا فيما ندر، فقد قتل غاندي ولنكولن ومارتن لوثر كنغ ومالكولم اكس وجون لينون على أيدي بعض المهووسين المتعصبين، بينما قتل رودني والدكتور قرنق في ظروف غامضة. ويشير ياسر في مقاله المهم والممتع إلى خطاب هؤلاء المتعصبين، سواء من قتل منهم غاندي أو لنكولن أو كنغ أو مالكولم إكس، وهو خطاب واحد ملئ ومشبع بالكراهية والحقد ، ولا يختلف في كثير أو قليل عن خطاب بعض المتعصبين في بلادنا. وأزعم ، مع قدر معقول من التواضع، أني متابع ومراقب لتجربة ياسر عرمان مع الحركة الشعبية عبر محطات كثيرة، عبر متابعة المراقب والمتابع المهتم من ناحية، وعبر علاقة شخصية قويت أحيانا، وضعفت أحيانا أخرى،بفضل ظروف كثيرة، لكنها لم تنقطع. وهذه التجربة تستحق التسجيل والمتابعة والمناقشة. ولعل هذا المقال مناسبة للكتابة على هامشه عن ياسر عرمان نفسه وتجربته التي هي من تجربة الحركة وجون قرنق، مع وجود مميزات انه قادم من قلب الشمال النيلي والجغرافي والسياسي. عرفت ياسر عرمان من بعيد على أيام دراسته بجامعة القاهرة الفرع، وكان قائدا طلابيا بارزا في صفوف الجبهة الديمقراطية. ولم أكن طالبا بالفرع، لكني كنت لصيق الصلة بالحركة الطلابية بحكم انتماء تنظيمي آخر. وشهدت سجالات ومعارك ياسر عرمان بالجامعة حتى الانشقاق الشهير بالجبهة الديمقراطية الذي كان طرفا أساسيا فيه، ثم تابعت أخبار خروجه من السودان وانضمامه للحركة الشعبية. ثم كان تعرفي على ياسر عرمان عن قرب في أديس أبابا عام 1989، وقبل مجئ الإنقاذ بأسابيع قليلة. ذهبت في مهمة صحفية لتغطية محادثات السلام بين حكومة الجبهة الوطنية المتحدة والحركة الشعبية لتحرير السودان. ومنذ وصولنا رافقنا ياسر عرمان في حلنا وترحالنا، ودخلنا معه في حوارات كثيرة ومطولة استمرت لمدة أسبوع حول أسباب انضمامه للحركة ومبررات حمل السلاح في وجه حكومة ديمقراطية، وتوجهات الحركة تجاه الشمال والثقافة العربية الإسلامية، والموقف من التجربة السياسية السودانية..الخ. وساعدني ياسر في إجراء حوارات مع عدد من قادة الحركة آنذاك، ومن بينهم الدكتور لام أكول وجيمس واني ايقا ودينق ألور، بينما كان يؤجل حواري الصحفي معه بحجة أن الفرصة موجودة ومتاحة، حتى انتهت أيامنا وعدت للخرطوم. وعندما بدأت في نشر المواد الصحفية التي أحضرتها معي اكتشفت أهمية الحوار مع ياسر عرمان الذي كان نجمه قد بزغ من خلال إذاعة الحركة باعتباره وجها شماليا في الحركة التي كانت جنوبية الطابع. ولتلافي ذلك قمت بتلخيص معظم نقاط الحوارات المتعددة التي دارت بيننا و ياسر عرمان خلال الأسبوع كله، ولخصت آراءه التي قالها بقدر ما أسعفتني الذاكرة، ثم عرضت المادة على عدد من الصحفيين الذين كانوا معي في أديس أبابا ومنهم الأخ ماجد يوسف، الدبلوماسي الحالي ومقرر مفوضية المراجعة الدستورية، لمعرفة مدى تطابقها مع آراء ياسر عرمان، وقد أجمعوا على دقتها، فقمت بنشرها على صفحات جريدة الخرطوم في يونيو 1989، قبل مجئ حكومة الإنقاذ بأسبوعين. وكان أول حوار تنشره الصحافة السودانية مع ياسر عرمان مدعوما بصور شخصية له. وقد صار هذا الحوار من المآخذ التي ترددها سلطة الغنقاذ وكتابها ضد الصحافة السودانية، بحجة أنها تروج لـ"الخوارج" وافكارهم. وأذكر أن ياسر قد زودني بأول قائمة لأسرى الجيش السوداني لدى الحركة الشعبية، لكن لم أتمكن من نشرها نسبة للظروف الاستثنائية التي عاشتها البلاد في تلك الفترة بعد الإعلان عن اكتشاف محاولة انقلابية، أعقبها انقلاب 30 يونيو الذي أغلق كل الصحف. أبدى ياسر عرمان قلقه من الحوار الذي نشرته، وخشيته من أن لا يكون قد عبر بدقة عن آرائه ووجهات نظره، وأرسل لي أكثر من رسالة يطلب صورة من الحوار، ولم يتح لي أن أفعل ذلك إلا بعد ست سنوات حين التقيته في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية في يونيو 1995. وقد جرت بيننا حوارات كثيرة ومطولة بعد ذلك امتدت خلال ست سنوات بين القاهرة واسمرا التي كنت كثير التردد عليها، نشر بعضها على صفحات جريدة "الخرطوم" في سنوات صدورها من القاهرة، بينما لم يكن بعضها للنشر. كانت تلك حوارات فكرية وسياسية شاملة، اتفقنا واختلفنا فيها كثيرا، إذ كنت قادما نحو شعار السودان الجديد من خلفية فكرية وسياسية مختلفة، لكن ظل حبل الود موصولا. وكان واضحا أن ياسر عرمان، وبحكم اهتمامه بالقضايا الفكرية والثقافية، من أقرب الشخصيات للدكتور جون قرنق ، ومن أكثرهم قدرة على التعبير عن الآراء والأفكار التي يطرحها، والتي يؤمن بها ياسر عرمان عن قناعة. ومن أهم مميزات عرمان أنه ظل يرفد تجربته السياسية العملية بالقراءات والحوارات المستمرة بلا كلل ولا ملل، ويوسع من الإطار الفكري والثقافي للتجربة، وهذا ما يفتقده الساسة والسياسة في بلادنا.وتشهد له القاهرة واسمرا بجولات حوار لم تنقطع مع كل القوى والشخصيات السياسية السودانية، كما جرب الحوار مع الكتاب والمفكرين المصريين والعرب، وشكل وجودا دائما للحركة في الفضائيات العربية. وبعد عودته للسودان ظل ياسر نجما لامعا في سماء الحركة الشعبية والسياسة السودانية، ولا يزال مكانه شاغرا ينتظر عودته. وربما يختلف الناس داخل الحركة الشعبية وخارجها مع اسلوب ياسر عرمان في العمل السياسي، وربما تكون له سلبيات يعرفها أهل حركته، لكنها لا تساوي ولا تستحق ثمن غيابه أو تغييبه، لا فرق. هذه ملاحظات وتداعيات على هامش كتابات ياسر عرمان، تهدف لتقديم وتحريض من لم يقرأ المقالات أن يفعل، ففيها صورة بانورامية شاملة للمكون الفكري والثقافي والسياسي لتجربة الدكتور قرنق، كما فيها ملامح واضحة لتجربة ياسر عرمان نفسها التي امتزجت بتجربة الدكتور قرنق وتفاعلت معها ايجابيا، ولا غنى لمن أراد أن يبحث في فكرة السودان الجديد وفي جذور افكار جون قرنق، من باب الاتفاق أو الاختلاف، عن قراءتها. كما فيها تحريض آخر لياسر عرمان أن يواصل الكتابة فلديه ما يقوله، وما ينتظره الناس، وليس هناك من دافع للكتابة أكثر من هذا. فيصل محمد صالح [email protected]
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات وهوامش على "تسونامي" ياسر عرمان....فيصل محمد صالح (Re: بكرى ابوبكر)
|
الأعزاء هنا تحياتي لكم جميعاً أدناه المقال الذي تحدث عنه الاستاذ فيصل محمد صالح وتم نشره في صحيفة الخرطوم
Quote: ياسر عرمان في الخرطوم صورة من قريب لثائر رومانسي :
الخرطوم - فيصل محمد صالح:
الزمان: الأسبوع الأول من شهر يونيو ،1989 المكان: فندق قيون بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، كنا مجموعة من الصحفيين السودانيين نغطي مفاوضات السلام بين الحكومة الديمقراطية والحركة الشعبية· دخل علينا الشاب النحيل·· سلم علينا بود، نظر إلي محاولا تذكر اسمي·· فأكملته له ، فقد التقينا في الخرطوم لماما وبشكل لا يجعل الاسم يرسخ في الأذهان· ومنذ تلك اللحظة لم يتوقف الحوار بيننا· ثمانية أيام قضينا ليلها ونهارها في حوار متصل معه عن تجربته الفريدة بالانضمام للحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي كان قد مضى عليها ثلاث سنوات· كان هذا هو ياسر سعيد عرمان اشهر أبناء الشمال الذين انضموا للحركة بعد الدكتور منصور خالد ، والذي ينطلق صوته يوميا من إذاعة الحركة الشعبية التي كانت تبث في تلك الفترة من مكان ما في إثيوبيا، ويتابعها الناس باهتمام· قلت له في ذلك اليوم: ألا تشتاق للسودان؟ رد بحدة: أنا أعيش واعمل في السودان·· أم أن السودان عندكم هي الخرطوم فقط؟·· أنا أعيش في أرض سودانية وأتحرك في مئات الأميال من ارض السودان التي لا تعرفونها· هذه الإجابة التي نشرتها بعد عودتي للخرطوم في أول مقابلة صحفية لياسر عرمان مع صحيفة سودانية، ظلت هي إجابته الدائمة على كل من يسأله عن شعوره وشوقه للسودان· وظلت أيضا هي إجابته لي طوال سنوات التسعينات التي التقينا فيها في أسمرا والقاهرة وتحاورنا كثيرا· عصر يوم الجمعة الرابع من ديسمبر 2003 كان التاريخ يفتح فصلا جديدا وهو يسجل وصول وفد الحركة الشعبية إلى مطار الخرطوم، أطل ذلك الشاب النحيل·· أو الذي كان نحيلا وقد امتلأ جسمه قليلا·· ووخطه الشيب، أطل من باب الطائرة ولم يصدق عينيه· كان عشرات الآلاف من السودانيين ينتظرونهم في ساحة المطار، امتدت إليه الأيدي تتخطفه وتحمله على الأعناق وهي تهتف باسمه، كانت مشاعره أكبر من الانفعال·· عجزت الدموع والصوت المتهدج عن التعبير، وحين وجد أمامه المايكروفون في المؤتمر الصحفي ظل يكرر ·· شكرا للشعب السوداني الذي جعل هذا ممكنا·وبين عام 1986 الذي شهد التحول الكبير في شخصية واتجاهات ياسر عرمان وقاده للانضمام للحركة الشعبية، وعام 2003 ، مرت 17 عاما تغير خلالها العالم في أكثر من اتجاه، وتغير السودان بمثلما تغيرت تركيبته السياسية، وتغيرت الحركة الشعبية نفسها باعتراف الأصدقاء والخصوم·· وتغير ياسر عرمان بالضرورة بحكم السن والتجربة، شيء واحد لم يتغير فيه·· هو هذا الصوت الرومانسي الحالم بالثورة وبالتغيير· رحلة البداية: كان ياسر عرمان نجما من نجوم العمل السياسي بالجامعة، حيث كان من قيادات الجبهة الديمقراطية التنظيم الطلابي للحزب الشيوعي ومن خطباء المنابر المفوهين· واختلف مع قيادة الجبهة فقاد انشقاقا كبيرا في التنظيم ، ووصل الخلاف إلى قيادة الحزب الشيوعي فانحازت للجناح الآخر، فاستقال ياسر من الجبهة والحزب الشيوعي· هل كان هذا الموقف نقطة تحول عند ياسر عرمان؟ ربما يحسب كثير من زملائه السابقين بالجامعة ذلك ، لكنه يقول في أكثر من حوار اجري معه إن عوامل كثيرة لعبت دورا في قراره وقناعته بعدم جدوى العمل السياسي السلمي في تلك المرحلة، وإن هذه القناعة لا يمكن إرجاعها لسبب واحد لأنها تكونت على مدى زمني طويل وساهمت فيها أحداث كثيرة خلال سنوات الحكم الديمقراطي الثالث 1985 - 1989· اختفى الشاب النحيل القادم من حلة سعيد وهي قرية صغيرة قريبة من مدينة طابت في منطقة الجزيرة بوسط السودان عن الأنظار لفترة، اتخذ خلالها قراره بالالتحاق بالحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحمل السلاح في جنوب السودان وترفع برنامجا وطنيا شاملا للتغيير· أجرى الاتصالات الضرورية في سرية تامة، لم يعلم بقراره إلا قلة من المقربين، وبطريقة ما وصل إلى أديس أبابا·· ثم فوجئ كل من يعرفه بصوته ينطلق هادرا من إذاعة الحركة الشعبية التي كانت تلتقط بسهولة في الخرطوم· إضافة نوعية: لم يكن ياسر عرمان مجرد إضافة كمية للحركة باعتباره من أبناء الشمال، في حين أن معظم عضوية الحركة من أبناء الجنوب، لكنه إضافة نوعية· هو كادر صلب ومثابر وصاحب قدرات متميزة في التخاطب الجماهيري والإعلامي· وخلال سنوات الثمانينات وأول التسعينات كان ياسر عرمان هو أداة نقل خطاب الحركة السياسي إلى الجمهور الشمالي· وحين انفتحت الحركة على الإطار العربي في منتصف التسعينات كان ياسر يشغل منصب ممثل الحركة الشعبية في دولة إريتريا، فاستغل هذا القرب الجغرافي من السودان والمنطقة ليكون صوت الحركة في الفضائيات والصحف العربية· وقد اكتشف الدكتور جون قرنق قدرات ومواهب ياسر فقربه منه، وقدمه ليكون الناطق باسم الحركة على المستوى العربي· وما تزال كثير من أدبيات الحركة ترتبط عند الجمهور السوداني والعربي باسم ياسرعرمان، لأنها وصلت إلى مسامعهم عبر لسانه وصوته، مثل الحديث عن الاستعلاء الثقافي والعرقي وشواهده، مصطلح الشمال النيلي، مفهوم السودان الجديد و الوحدة على أسس جديدة، موقف الحركة من اللغة والثقافة العربية، دعوة المعارضة الشمالية لفرض نفسها على الوسطاء عبر إحداث نقلة نوعية في عملها النضالي· وآخر مصطلحات ياسر عرمان التي تعلقت بها الصحف السودانية هي تحذيره من الإغراق في التفاؤل بعد اتفاق مشاكوس لأن الشيطان يكمن في التفاصيل، وقد صارت جملته هذه لازمة يستخدمها كثير من الكتاب· تجارب·· وصمود: ومر ياسر خلال هذه الفترة بتجارب عديدة صمد خلالها وتجاوز كثيراً من الصدمات· عايش انشقاق الحركة الشعبية وخروج صديقه لام أكول ورياك مشار وتكوينهم جناحاً جديداً ما لبث أن تحول لحركة منفصلة·· ثم حركات· وشهد تراجع العمل العسكري للحركة في فترة وتعرضها لهزائم كثيرة قبل أن تستعيد توازنها· وكانت اخطر المراحل التي عايشها هي التي قدمت فيها الحركة كثيراً من التنازلات عن شعاراتها الوحدوية الصارمة وتبنت تقرير المصير وتعرضت لتصفيات قبلية جعلت عضويتها تنحصر بشكل كبير في قبيلة الدكتور قرنق الدينكا·وقد سئل مرة عن مصيره ومصير الكوادر المالية في الحركة إذا اختار الجنوب الانفصال، وكان رده في غاية الذكاء : ماذا يهم مصير الأفراد إذا كان الوطن نفسه قد تمزق؟ وكان رد ياسر الدائم على لائميه ومنتقديه أنه لم يفقد إيمانه بوحدوية زعيم الحركة وكثير من قادتها، وأن بالحركة تيارات عديدة بعضها انفصالي، وليس هناك من سبب يجعله يخرج من الحركة ليضعف التيار الوحدوي الموجود فيها، فالوحدة ما تزال خيارا ممكنا· واختار أن يبقى ليدافع عن جهد 17 عاما من العمل السياسي العسكري وعن قناعات ما تزال راسخة بداخله· وما يزال حلمه الرومانسي بالثورة والتغيير يكبر كل يوم ، تتغير الوسائل والآليات ··لكن يبقى
|
المصدر : فيصل محمد صالح يكتب عن ياسر عرمان من قريب
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات وهوامش على "تسونامي" ياسر عرمان....فيصل محمد صالح (Re: TahaElham)
|
Quote: التحية الكبيرة للاحباب بكري و خالد كودي خضر حسين خليل اول ما التقيت بياسر عرمان كان عام 1999 في القاهرة في ضيافة الاستاذ المهم محمد عبد الخالق ( نسيبي) الجميل و كنت قبلها قد ثوثقت علاقتي باسرة ال عرمان هناك في حلة سعيد برفقة الخليفة الكبير اسامة سعيد و الشباب الاحباب من اخوانه الكرام و الاخوات و الخالة فاطنة و الاستاذ سعيد عرمان ياسر عرمان ينحدر من اصول جعلية وهم مكابراب في الاساس تركوا المتمة لما يترك له الجعلية و الشايقية ارض اهلهم و هو كثير و متعدد الجذور
المهم عاش عرمان هناك في حلة سعيد جوار طيبة في الجزيرة من نواحي الحصاحيصا حلة سعيد تشتمل علي بيت اسرة ياسرعرمان في الجزيرة و هو بيت عظيم عندما زرته كان به الابوان المعلمان سعيد ابوياسر عرمان و العم العطا .. حفظهم الله جميعا تلاحظ الي ان ان الهجرة التي اجبر عليها مؤسس القرية كانت فريدة .. نازل الانجليز حول حيازته للاراضي الزراعية التي سميت حينها حواشات مشروع الجزيرة .. و تملك الارض كملكية حرة في قلب مشروع الحكومة بقوة السلاح كمان لهم رقيق كثير .. المهم الاجيال المستنيرة من الاسرة اذعنت لامر تحريره خير الاذعان .. و اعطوا هؤلاء الارقاء اسماءهم . فتسموا باسم عرمان و استخرجت لهم الاوراق الثبوتيةبما يفيد ذلك .. ياسر عرمان من اسرة سمت رقيقهم باسماءهم هم من كانوا اسيادا و اعطوا ارقائهم رباط الاخوة ياسر و ابوه و جده هم من محرري الرقيق .. علما بان اكتراء الرقيق كان امرا محرما من قبل الدولة في عام 1933 و من يكون له رقيقا هو تحت طائلة القانون .. علي حسب مجهودات الخواجة( دقل) مفتش مركز بربر المعروف هذه اسرة مجدها من مجد و عزها من عز عزيز و فريد و كرمها من كرم اصيل و عتيد من قصص ابوهم مؤسس حلة سعيد ان المشايخ( القوم اهل التصوف من الطيبية) جاءوا اليه بنوبتهم و مديحههم فقال لهم ان النوبة بتجفل البقر .. امشوا اقطعوا ام دبيب و ابنوا لكم مكانا و ام دبيب هي الغابة التي تحتل مكانها الان مدينة طيبة فذهبوا و كانت مدينة طيبة القري تنشأ حول المدينة .. و لكن ان تتسبب القرية في بناء المدينة .. فهذا امر ال عرمان .. المحاميد و اهل المجد
طه جعفر الخليفةطه |
دي سيرة عطرة شكرا طه الخليفة
العام الماضي في يوم المرأة كان لياسر عرمان ندوة في فرجينيا واصريت على حضورها وقمت بالقيادة من بتسبرج لفرجينيا لاول مرة ولوحدي بالرغم من خوفي من القيادة حتى داخل المدينة وللاسف وصلت متأخرة وضيق الوقت لم يتح لي حضور الندوة الا اخرها او التحدث مع الاستاذ ياسر الا لبضع دقائق تحية لفيصل صالح وبقية زوار البوست
وشكرا لاحياء سيرة القائد حون قرنق
| |

|
|
|
|
|
|
|