كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 12:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-27-2007, 04:06 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك

    كتب مجدي الجزولي:
    Quote: الثلاثاء:
    دعاني الأستاذ كمال كي أحلَّ ضيفاً على رزنامته ، فوافقت سعيداً كطفل! وما أن جلست إلى جهاز الكمبيوتر حتى خطر لي سؤالان ، الأول: ماذا أنا كاتب في مساحة دأب صاحبها وجلساؤه مِن ضيوفه أن يتحفوا القراء ، عبرها ، بما يجمع بين الخبرة والابداع ، وأنا ، بعدُ ، مَن يحسب نفسه ، في هذا المقام ، مجرد مبتدئ؟! والثاني: أي بلاد هذي التي تعجز أجيالها عن التلاقح بجامع (الروح الرفاقية)؟!
    بصدد السؤال الأول استعدت ما كان قد قال كمال من أن (اليوميات) سعة ضيقة ، أي كل شئ ولا شئ ، فمن يتصدَّى لتدوينها ينبغي أن يفج في الروح كوَّة ينفذ منها صدق عظيم مثاله البارز في تاريخ الكتابة في بلادنا الشيخ الجليل بابكر بدري ، وربما إبنه العميد يوسف ، عليهما رحمة الله.
    أما بصدد السؤال الثاني فقد ألهمني الاعتبار مراجعة تصور رسخ عندنا بغير وجه حق ملموس ، وإنما عن طريق المواتاة ، أو قل المحاكاة ، وأعني بذلك (الصراع) المفتعل بين جيل (شاب) وآخر (هرم) ، حيث يدَّعي الكثيرون من جيلي (كفاحاً) متوهماً ضد رموز مضيئة من الاجيال التي سبقتهم ، فلا يكفون عن سوق تهمة التحجر والتشبث والجمود في حقهم! على أنني لم ألمس ، في الحقيقة ، (صراعاً) كهذا ، بوجهه ، وإنما لمست (صراعات) أخرى لا تدور ، في حقيقتها ، حول (صراع أجيال) ، بقدر ما تعكس (مشاريع) ملتبسة ، تتسم ، على تنوعها ، بالغرابة ، لكن يتم تسويقها ، بنشاط ، (كصراع) بين أجيال! من ذلك ، على سبيل المثال ، ما يتصل بديموقراطية العمل العام ، فكلما أراد قادمون جدد (استعجال) نيلهم (لحظوة) الاعتراف بهم ، على (خفة) مئونتهم ، شنوا حملة شعواء مفادها أن ثمة جيلاً ستينياً يسد عليهم الدروب كلها ، ويحول دون صعودهم المدارج! وهي حجة تقوم ، في الواقع ، على ساق مشلولة! فالمدراج بابها المساهمة المقدرة في المجال العام ، بفعل مؤثر أو فكر رصين أو أدب حسن. أما الانصراف عن هذه المهمة إلى محاولة (الالتفاف) على (صعوباتها) بدعوى (تهميش) جيل لجيل ، فقول مردود لا يستحسنه إلا (القاعدون) من فاقدي الهمة ، أو ضعفائها في أفضل الأحوال! العكس من ذلك ، في ظني وتجربتي ، أن يُسراً ديموقراطياً ما زال يسم علاقة الأجيال ببعضها في أوساط أصحاب الهم التقدمي ، بالتعارض مع تراث في الأبوية راسخ في حياتنا الاجتماعية. بل لقد كان من كسب (الستينيين) أن ثاروا على المفهوم الأبوي هذا كل الثورة ، وأرسوا تقليداً ديموقراطياً بديلاً في العلاقة بين (الكبار) و(الصغار) ، كان ذلك في حياتنا الثقافية أو السياسية. أنظر ، مثلاً ، كيف حزم الشيوعيون أمرهم ، بُعيد ثورة أكتوبر المجيدة ، وقدموا سكرتيرهم السياسي عبد الخالق محجوب منافساً لـ (أبَّا الكبير) اسماعيل الأزهري في دائرة أم درمان الجنوبية ، رغم أنه كان يمكن تحقيق فوز سهل لعبد الخالق في ما لو اختار الشيوعيون اجتناب المحرمات ، أو آثروا السلامة البراغماتية! علق أستاذنا محمد ابراهيم نقد على هذه الواقعة في ثنايا حواراته مع ضياء الدين بلال بقوله: "الثورة كانت ثورة قوى حديثة ، ما في قداسة لأي شخص ، ليس نكران ، لكن من حق الآخرين المشاركة في التنافس" ، وزاد قائلاً: "الرسالة المراد إرسالها كانت تقول إن أكتوبر لن تقبل بالوضع القديم للقيادات الأبوية" ، ثم ختم حديثه بكلمات احتفاء في حق المغامرة الثورية قد لا يدرك أفقها بعض من يتنطعون اليوم زوراً بمظلمة الجيل ، وذلك بقوله: "لا بد من الاقتحام ، هنالك معارك لا بد من خوضها بغض النظر عن التنائج المترتبة عليها .. فوز أم خسارة"!
    الحق عندي أن التصور الساري لصراع الأجيال سهم طائش ، إما لعلة في (السهم) أو في (الرامي) ، والأغلب أن الأخير قد أعجزته مهمته (الثورية) ، إن جاز التعبير ، فاختار معاركة قوم كسبهم الأبرز هو الديموقراطية ، فهلا عرفنا سرهم الوطني والاجتماعي هذا وأكرمناه لا أفسدناه؟!
    مهمة (الجيل الجديد) الثورية أن ينهض بقواه الحية لمجابهة الشمولية ، بأي زىٍّ تزيَّت ، فيضرب بسهم معتبر في تاريخ الوطن ومسيرته الديموقراطية. هذا ما فعل أهل (الاجيال الاكبر) ، ثاروا في أكتوبر ضد طغمة نوفمبر فتهاوت تحت ضرباتهم صريعة ذليلة ، وانتفض جمعهم المتصل ضد الطغمة المايوية فجعلوا مزابل التاريخ مصيرها ، وما زالوا يبذلون هم أنفسهم اليوم ما استطاعوا من أجل إرساء دعائم ديموقراطية تستحق اسمها ، فيا جماعة (الشباب) إن لم نمد ساعداً لنصرتهم ، فلنصمت ونكتفي بـ (سفر الجفا)!
    وبمناسبة (سفر الجفا) ، إلتقيت صدفة بزميل دراسة قديم كان قد سارع ، بعد نحو عام أو يزيد من التخرج ، إلى الهجرة صوب إيرلندا طلباً للعمل ، ثم عاد (زائراً) البلاد من أجل شهادة ما ، ربما (سير وسلوك) أو (خبرة). قبل السلام والمجاملات لطمني بسؤاله:
    ـ "إنت لسع قاعد في البلد دي"؟!
    ولم أملك سوى أن أضحك لأداري خجلي (له) ، بعدما صدمتني الفكرة بكل أساها .. ويا له من أسى!


    يتبع...
                  

07-27-2007, 04:08 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    وكتب محمد حسبو:
    Quote: الثلاثاء:
    لم يدعُني الأستاذ كمال كي أحلّ ضيفا على رزنامته، و لكن وشى لي صديق بما كتبه الدكتور مجد الدين عبد الحافظ (الشهير بمجدي كمال الجزولي) في غمرة سعادته بدعوة الأستاذ الجزولي –الأب- له بالحلول ضيفا على روزنامة اسماء في حياتنا التي يشرف على إعدادها و تقديمها إلى جانب برنامج أمانة اتحاد الكتّاب و المثقّفين الكويسين الأسبوعي.

    ما كتبه مجدي الجزلي -و له على ذلك نقطة- متّسق مع مواقفه مذ عرف طريقه إلى الكتابة ثم إلى حزب الشيوعيين و الكُتّاب السودانيين، فالفتى في صراع مصادم مع مجايليه، و وئام دائم مع من سلف، و لنا في ذلك شئون.

    يعتقد الدكتور أنّ هنالك صراعا مفتعلا بين جيل شاب و آخر هرم، و لكنّ هذا الصراع بالنسبة للدكتور مجدي ليس سوى تسويق لغايات ملتبسة، خصوصا في شأن العمل العام، الذي كشف مجدي عن أن مثيري هذا الصراع –من جيله- هم جماعة مستعجلة لنيل حظوة الصعود على مدارج العمل العام، و أنّ هؤلاء المستعجلين يزيدون الطين بلّة بسبب خفّة مؤونتهم –أي قلّة أهليّتهم- فهو يرى في حدود ظنّه و تجربته –و قد أحسن و صدق في التحديد- أنّ مدارج الترقّي ميسورات مائلات مميلات. و نعلِّق أوّلا على هذا الشطر من كلامه:

    قلنا و كتبنا و عبّرنا مرارا، في مسيرة صراعنا المُغرض ضد عقليّة قيادة الحزب الشيوعي التي هي بعض من عقليّة مجايليها في الأحزاب السياسيّة الأم، قلنا إنّنا نلخِّص مطالبنا في أمر رئيس، هو التجديد الديموقراطي الدوري للقيادة، و قد شفعنا هذا المطلب بالطابع الطوعي لمثل هذه المنظمات المنثورة في ساحة العمل العام تدّعي ذودا عن الديموقراطيّة كنظام يسوس كامل نسكنا و محيانا، منظّمات يختارها الناس طوعا وعاء لفعاليّتهم في الشأن العام المكلّف –في نسخته السودانيّة- للمال و الدم و المزاج، فلا مسوِّغ لاحتكار ثلّة منهم لشأن تدبير سياسات و معاش هذه المنظّمات، بل هو شأن تداول و جماعيّة لا يسقط كرها، و قد قبلنا مرات ما برّرت به القيادات من هذه الأجيال تسويفها في إنجاز الإجراء الديموقراطي بذريعة الشموليّة المطبقة من الخارج، و بهاجس أقواس العدو المشدودة توخيّا لأي حركة من جسد الحزب تدل على مخبئه فتنتاشه السهام الطامعة، و نحن نُبِّئنا أنّ الحزب كان هدفا للتصفية قبل نحو قرن من الزمان، خلال أحداث حركة ثورة انقلاب تصحيح يوليو 1971، و يُقال إنّ بعض مخططات التصفية لم يتم كشفه بعد و ربما كان لغمه قابلا للانفجار فيما لو تجوّل الحزب بحريّة في حقل العمل الجماهيري. نحن سمعنا و قبلنا كثيراً من البلاهات الصادرة عن وساوس أعمامنا الأجلّاء، و لن نسمع أكثر.

    كان أولى بالسيّد مجد الدين مطّ الحديث عن صعوبات التجديد و ممارسة الديموقراطيّة و ما تشمله هذه الصعوبات من متطلّبات سياسيّة و فكريّة و أدبيّة يبدو أنّها لم تتوفّر للقيادة الحاليّة، بدلا عن مد اللسان للواقع الذي لا يغفل عنه إلّا مستفيد، و هو أنّ هناك أربعين عاما مبرّرة و غير مبرّرة مضت دون انعقاد لإرادة الجماعة في الحزب على من يتقدّمهم، و أنّ هامش الحريّات و انكشاف قيادة الحزب للعلن خاوية اليدين قد برهن على أنّ اختفاءها لم يكن على صلة بجبهة التحضير للمؤتمر، إذ محصّلة سنين الاختفاء الطويلة لم ترو أشواق العضويّة و الأصدقاء إلى مجرّد توثيق لتجربة الحزب السياسيّة تقدّم كتقرير للمؤتمر و الرأي العام، دع الأشواق إلى شيء من التصدّي القياديّ لأزمة الانهيار المدوّي لقصور الرفاق المشيّدة و ما بات يُعرف بأزمة البديل.

    و لأنّ الأخ مجدي الجزولي، يرى أنّ أبناء جيله لم يتأهلّوا بعد للمسئولية الجسيمة التي ما زال الستينيّون –قُل السبعينيون و الثمانينيون يا شيخ- يتحمّلون بلاء حملها، و ابناء جيله من القصّر هم مابين عتبة العقد الرابع من العمر و بين سواده، و هذا ليس هو الأهم فقد رأينا من تخطى الستين بعقل طفل، إنّما الأهم هو أنّ مجد الدين لا يحفل بكل تضحيات و نضالات ابناء جيله و يرى فيها مئونة خفيفة، و ابناء جيله هم من نازل المشروع الحضاريّ للجبهة الإسلاميّة برؤوسه السبعة، أفقر أسرهم و شرّد عائليها ليُطعِم الفساد، و تسلّط عليهم بآلة القمع و القتل و التعذيب، و مكّن التطرّف الأصولي الذي يسمِّم علاقة الإنسان بإنسانيّته، و أشاع التجهيل الممنهج و تخريب الحياة الثقافية و العلميّة، و استعملهم حطبا لحرب آيديلوجيّة خاسرة، و صادر فكرتهم عن المستقبل، ثمّ صدّرهم مُعبأين بالغبن يتسوّلون الحكومات في مشارق الأرض و مغاربها. لكنّ الإبن مجدي يرى في من واجه كل هذا، و ابتكر وسائله و أداواته تحرّفا لقتاله، و قدّم شهداءه عشرات، و هبّ مئات المرّات منذ مطلع تسعينات القرن الماضي إلى اليوم وحيدا أعزل، يراه خفيف المؤونة، لم يا تُرى؟ لنا قول:

    في كتابة له عن بنت البدور –أو أختها لا أذكر صلة القرابة-، الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم، بمناسبة تلقّيها جائزة مركز ابن رشد للفكر الحر، أي بلا مناسبة تقريبا –فيما يخص صراع الأجيال- سوى تمجيد فاطمة و جيلها الذي لا يأتيه مجدي إلّا بتقريع أنداده و تفريغ أحقاده، وضع مجد الدين الجزولي ضمن احتمالات عديدة لتحليل الضوضاء التي يصدرها مجايلوه، وضع عوامل ليس من بينها عدالة قضيّتهم –إن وُجدت- بل أشار إلى العامل السيكولوجي كأصل محتمل لما يُثار، و كلامه طبعا صحيح، فلا ريب في تدخّل العامل السيكولوجي في مواقفنا، فليست الحياة مع سلطة الجبهة الإسلاميّة في ميعة عُمر واحد مما لا يترك أثرا، و لنا بالمثل، أن نبحث عن العوامل السيكولوجيّة و الاجتماعيّة في ظاهرة المُؤانسين التي يمثـُل مجدي كمال كنموذج ناطق لها.

    لعل أوّل هذه العوامل هو إحساس الغربة الذي يعانيه هؤلاء الجلاوزة، الغربة عن جيلهم و نضالاته، و أظن الأمر واضحا إلى هذا الحد، فالرغبة في التعويض تسيطر على من أغمى سنينا و تجربة فات وقت إدراكها، حتى لو كانت تجربة المراهقة، و كلّما ذُكـِّر مسلمو الفتح بالسؤال: ما تعدّون أهل بدر فيكم؟ أمسكت عقدة النقص أو الغيرة بتلابيبهم، إنّ أسْر الإحساس بفقدان الكفاءة الاجتماعيّة في أوساط بعينها، يجرُّ أحاسيس أخرى بالنقص و الذنب و عدم الاعتراف، و سلوكيّات مثل التبخيس و الإسقاط، و كلّه مما يفقأ عين المراقب لكتابة نموذجنا أعلاه، فقد انفجر هامش الحريّات عن عشرات الوجوه الشابة –الواعدة و الصاعدة- في سينما النضال، من أحمد حلمي إلى تامر حسني و ميريام فارس، وجوه لم نعرف عنها و نحن اندادها بأسا في الضراء بل لم يبق في وجهنا مزعة لحم من تنكُّبنا سؤالها تشريف اجتماع يسهم في لم الشمل فما استجابت بل تزاوغت و اثّاقلت إلى الأرض و شغلتها المباهج الصغيرة و راحة البال، فعلموا أن لا مكان لهم وسط مجايليهم، الذين يعرفون مقامات بعضهم بعضا، و يذكّر بعضهم بعضا إن نسى، لا مكان لهم إن لم يُقِرّوا بفضل من سبق و هم لذلك كارهون، و إن لم يتواصوا بالصبر على المكاره، و لم يتعجّلوا لنيل حظوة الصعود على اكتاف العمل العام، التي باتوا يلوكونها على سبيل: الفيك بدّربو.

    نتولّى هذه الدعوة إلى التجديد تراضياً، و إن عزّ فالتغيير غلبةً، و لا شكّ أنّ حياة الحزب الداخليّة صارت جحيما لا تطيقه طمأنينة القيادة، فقد علت أصوات الشباب في كل جبهة و هيئة: لا قداسة في السياسة. و ما عادت هلاويس التأمين و أكاذيب المحافظين تذهل أحدا عن الضغط على القيادة، لأجل إحراز تقدّم "سريع" يُؤدِّي لأن تُصبح قيادة الحزب مُعبِّرة عن عضويته و همومها و تطلّعاتها، و هي دعوة لا تحتكم إلى جيل و تستثني آخر، فهذا وهم محض لسنا من ولغ فيه، إلّا أنّ الاصطفاف الذي حدث، و خارطة الواقع الذي نشأ عن تغاضي و صمت أترابهم، مقابل نقمةٍ و تململٍ ممن كان قاسمهم المشترك هو نضج شبابهم في مصهر الجبهة الإسلاميّة، لم يشذ منهم إلّا من أبى، هو تراص لا نغفل عنه فننكر طابعه، نعم هناك صراع أجيال على السطح، و لكنّه صراع قيم في الباطن، قيم توزعت بين زمنين، خلافا لما كان يملأ الكتب الدراسيّة عن التوزيع الطبقي و الجغرافي و القبَلي للقيم، هكذا جرت الأمور..

    أمّا ما استحسنّاه من أمر تحديده –مجدي- بأنّ ما يراه من يُسر بين الأجيال إنّما هو في حدود ظنّه و تجربته، فبيانه أنّ الشاب بالفعل لم يخبر عنتا في تدبير مصروفه في العمل العام، إذ كفته مقالاته الراتبة المدفوعة أو المدفوع إليها هو عُسر المسار و شقوة المضمار، فالفتى لم يدخل الحزب من بابه، لا و لا من الشبّاك، بل أُدخِل مسرّباً من كوّةٍ أعلى الجدار الحديدي المضروب بين الحزب و الجماهير، ثم أنّه إذ قفز إلى الداخل، لم يُترك ليصل الأرض –أرض الواقع الحزبي البائس- بل شُدّ بخيوط قد رُبطت إلى السقف القياديّ الواهن و الآيل للسقوط، فبقي على حال من الاتصال العنكبوتيّ بالسقف مدلدلا لا يرسى على أرض رفاقه، مطوحا مشعلقا مجذوبا معكوس الجوانب.

    و ما إن يفرغ الدكتور عبد الحافظ من زجر مجايليه و تبخيس تاريخهم فقط لأنّه لم يكن فاعلاً فيه، فإنّه ينتقل إلى كرسي الأستاذيّة، رسم المهام الثوريّة التي على جيله اختبارها قبل أن يرتقي مراقي الآباء في سلم التطوّر عكس عقارب الساعة الداروينيّة، و المهام التي يطرحها علينا الأستاذ هي النهوض لمجابهة الشموليّة لنضرب سهمنا في مسيرة الديموقراطيّة الراسخة التي ورثناها عن الآباء، و هذا بابٌ في الحَوَل الإرادي مقيم، إذ لا تكفي عدم المشاركة في صنع شيء سببا لنكران وجوده. و ليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل، ففي الجامعة التي درس فيها الأستاذ، و حوالى سني دراسته فقط، نهض الطلاب لمواجهة الشمولية الأعتى في تاريخ البلاد في سبتمبر 1995 و 1996 و في 1998 و 2000 و 2002 كل مرّة أشرس و أمضى، فهل يظن الجزولي أنّ فاقدي الأهليّة هؤلاء كانوا يواجهون غزاة من الفضاء؟ أم ما هي فكرته عن مواجهة الشموليّة إن لم تكن حصرا هي ما فعلناه؟ ثم أين هي الديموقراطيّة التي أرسى شامخاتها الآباء؟ صدق من سائل: لذود الطير أم جني الثمار؟

    إن كان سفير الأسلاف يقصد أنّ علينا إزالة الشمولية الإنقاذيّة كما أزال الآباء شموليتي عبود و نميري فتثقل مؤونتنا حتى نحظى بالاعتراف ثمّ الأهلية، أفلا يخشى من مآلات هذه الدراسة المُقارنة للأنظمة و الثورات و أنصبة المسئوليات؟ أتُرى سيسعد بنتائجها جيله المُنتحَل؟ لن تدفعنا معارضة تزلّفه إلى تبخيس معالم مضيئة في سجل شعبنا مثل ثورة أكتوبر و انتفاضة أبريل، و حتّى لو قبلنا أنّ إزالة الإنقاذ هي مسئوليّة جيلنا وحده، أفلا نسأل عن المُقدّمات، عن التفريط في ماء الديموقراطيّة التي جاء بها فيض أكتوبر و أبريل فتسرّب من بين يدي شعبنا بانقلاب مدنيّ أبيض مكشوف دون أن يذرف شعبنا على مائها قطرة دمع؟ هل نتحمّل نحن مسئولية –فكريّة أو سياسيّة أو اجتماعيّة- عن وجود الإنقاذ أصلا و نحن من وعيَ على صرير جرّافاتها؟ إن سرنا قدما في دحض معايرته لنا بمنجزات الآباء فذاك توّه شقاق الأجيال الذي يجهد هو لدرأه، و لنسر قليلا، هل ابداً سُخِّرت لنا الإرادة الدوليّة و الموارد الماليّة و المعكسرات و السلاح و المنابر و دول الجوار لنزال عصابة الجبهة الإسلاميّة فتلجلجنا ثم عدنا تحملنا اتفاقات خانعة للتمثيل بجثثنا (أحتفظ ببراءة الاختراع) في برلمان معيّن؟ و بكتلة برلمانيّة صماء لم يخجل مجدي الجزولي من كتابة مقال طويل يبرّر لخرسها و مرتباتها؟
    و بالمناسبة، هل كتب ضميرك الثوري هذا، حرفا، في ذاك المقال، يا مجد الدين؟

    لا ذنب لنا بل فخر لو صاغتنا سيكلوجيّة النزال مع الجبهة الإسلامية جيل مساءلة و نقد و استحقاق، و لا ذنب لنا لو تطابقت المعركة بين وعي الحقوق الديموقراطية و بين الاستلطاف العشائري مع الصراع بين جيل و أجيال، و لو خرج لنا من بين ظهرانيهم من ينتصر للمؤسّسة و يجأر بكلمة حق لما تردّدنا في الحفاوة به، مثلما لا نتردّد –كما ترى- في إرسال المغتربين عنّا إلى أوليائهم.

    للمفارقة، يختم الدكتور المُغترب مقالته مستدعيا مأثرته البائرة: أنا بقيتُ أحرس بلادي و هامش الحريّات و اتفاقات البقط، أيّها الباحثون عن هويّة ضائعة و جنسيّة ثانية، أيها المشرّدون و العاطلون و العائلون لأسركم و المنافقون و الهاربون و كل مزيج المغتربين الأبرار منكم و الأشرار. نعم يا دكتور، هنا بالذات، صدق من قال من جيل الآباء: الاغتراب يا أبونا ما طول الغياب،، الاغتراب هو هذا التدلّي من عريشة الماضي و مجافاة اسمنت الحاضر، سفر الجفا هو التجديف عكس حركة التاريخ، و نسألك، حتّام ستمدّك هذه النجوم المعمّرة بالطاقة و القوّة، قبل أن تخبو فتبتلعك ثقوبها السوداء؟

    كُنتُ قد ناشدتك يا مجدي، لما لديك من مقدرات، أن تكتب أخلاصا لروح الكاتب و المفكِّر فيك، و لكنك اخترت أن تخلص لسواك، و لا عذر لمن نُوشِد..

    ولنا عودة للتعليق ان شاء الله
                  

07-27-2007, 06:01 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    ياقصي ..قبل فترة كنا بنتناقش انا ومجدي ، خلاصة الموضوع طرحت ليهو فكرة قبل محمد حسبو يكتب الكتبو ده ، قلت ليهو ياخ عندى مقال وموضوع زانى لى فى راسى كالاتي [محمد حسبو مجدي الجزولي الوجه الاخر للحزب الشيوعي – او العكس] المهم مضمون الموضوع بتعلق بالتضاد او شكل بعض الحاجات ووالخ..
    حصل الحاصل انى اتلخمت مع الجرى والطيران ده ، بالاضافة الى انو فتر حنينى الكان زمان ، يبقى حاليا بعد الكتبو الممسوخ محمد حسبو ده انا بره..
    ياهو ديل الشله هنا شباب زي الورد ... خليهم يجو يدلو بى دلوهم ، لكن انت يادين حجر كان سالتك ده يسمو شنو؟؟!!..
    ياخ انت غياظ كيف..عموما انا مراقب..
                  

07-28-2007, 08:57 AM

محمد حسبو
<aمحمد حسبو
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رزنامة السنين (Re: قصي مجدي سليم)

    قصي مجدي سليم
    يا راجل يا مبروك

    لحين عودة، و صاحبنا مجدي الجزولي بالمناسبة عضو هنا في هذا المنبر، و يمكنه المشاركة إن رغب، بل و أدعوه لذلك، فيسرّني أن أحيلك إلى خلفيّة ما أوردتَه أنت من كتابات، فقد كان أول حوار عام بيني و بين الزميل الدكتور مجد الدين هنا في هذا المنبر، إليك رابط الحوار

    في ضرورة الماركسية والمهام العالقة

    و يبدو لي أنّ البروفسور فستر كين -أعني الأخ تروتسكي- قد صوّر الأمر في عنوان محاولته التي انصرف عنها، كانّه صراعٌ بين عالمين، و ربما هو على جانب من الصواب، إلّا أنّني أميل إلى إمكانيّة أن يكون حوارا بين رؤيتين، بوسعهما أن تلتئما لمصلحة التطوّر الإيجابي للحزب الشيوعي، و لمصلحة توسيع الأساس الفكري لليسار الذي نبتغيه، للعلمانيّة و الديموقراطيّة و الاشتراكيّة. و أنا من بعد، لا أقلّل ابداً، من قدرة مجدي على أن يدعم هذا الاتجاه بما هو عليه من تأهيل، لحظة أنّه أراد..

                  

07-28-2007, 03:51 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رزنامة السنين (Re: محمد حسبو)

    خالص التحايا
    قصي & محمد..
    عموما هو كما ذكرت عزيزى حسبو ، وسنشهد صراع من النوع الذي سيفضى الى شيئ ..كل مافي الامر ان نرفع اقصى درجات الاستعداد خوفا من الانقلابات..

    ساظل قريب [ومعناتها الواحد ينكرب]..
    دوما بخير والتحايا من هنا الى الصديق الدكتور مجدي...


    التحايا النواضر..

    (عدل بواسطة معتز تروتسكى on 07-30-2007, 02:47 PM)

                  

07-29-2007, 11:22 AM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    طيب ممكن تخلوا لي ظاهر لغاية ما اجي راجع
    بجي قريب (بس الشغل كاااابس)
    سلامي
                  

08-09-2007, 11:06 AM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    محمد حسبو وتروتسكي...
    انا جاي تاني بس أنتو برضو خليكم معاي ..
    لغاية ما ربنا افك زنقتنا جميعا
                  

08-10-2007, 04:40 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    يا قصي، محمد حسبو وتروتسكي...

    Quote: محمد حسبو وتروتسكي...
    انا جاي تاني بس أنتو برضو خليكم معاي ..
    لغاية ما ربنا افك زنقتنا جميعا

    أقعدوا اتحاومو كدي! الداهي دا قبضتو ليكم في صفحة تلاتة واكان ما ساي كان لِحِق الغُتُس.

    ما تقولو لي وإنت البوديك تِتْحاوم في صفحة تلاتة يوم الجمعة شنو!

    يا قوي.
                  

08-10-2007, 06:18 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: Adil Al Badawi)

    Quote: ما تقولو لي وإنت البوديك تِتْحاوم في صفحة تلاتة يوم الجمعة شنو!

    Adil Al Badawi


    قصي بكرة ماعاملين بطاطس . .
    انا بخش سرقه والشغلة دى زى ماقال ود البدوي نقعد نتحاوم كده وماتعرف شنو ..



    يا قوي ساي!.

    (عدل بواسطة معتز تروتسكى on 08-10-2007, 06:25 PM)

                  

08-14-2007, 09:37 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    (مجدي)
    Quote: حيث يدَّعي الكثيرون من جيلي (كفاحاً) متوهماً ضد رموز مضيئة من الاجيال التي سبقتهم ، فلا يكفون عن سوق تهمة التحجر والتشبث والجمود في حقهم! على أنني لم ألمس ، في الحقيقة ، (صراعاً) كهذا ، بوجهه ،

    (حسبو)
    Quote: قلنا و كتبنا و عبّرنا مرارا، في مسيرة صراعنا المُغرض ضد عقليّة قيادة الحزب الشيوعي التي هي بعض من عقليّة مجايليها في الأحزاب السياسيّة الأم، قلنا إنّنا نلخِّص مطالبنا في أمر رئيس، هو التجديد الديموقراطي الدوري للقيادة، و قد شفعنا هذا المطلب بالطابع الطوعي لمثل هذه المنظمات المنثورة في ساحة العمل العام


    (مجدي)
    Quote: على سبيل المثال ، ما يتصل بديموقراطية العمل العام ، فكلما أراد قادمون جدد (استعجال) نيلهم (لحظوة) الاعتراف بهم ، على (خفة) مئونتهم ، شنوا حملة شعواء مفادها أن ثمة جيلاً ستينياً يسد عليهم الدروب كلها ، ويحول دون صعودهم المدارج! وهي حجة تقوم ، في الواقع ، على ساق مشلولة! فالمدراج بابها المساهمة المقدرة في المجال العام ، بفعل مؤثر أو فكر رصين أو أدب حسن.

    (مجدي)
    Quote: أما الانصراف عن هذه المهمة إلى محاولة (الالتفاف) على (صعوباتها) بدعوى (تهميش) جيل لجيل ، فقول مردود لا يستحسنه إلا (القاعدون) من فاقدي الهمة ، أو ضعفائها في أفضل الأحوال!

    (حسبو)
    Quote: إنّما الأهم هو أنّ مجد الدين لا يحفل بكل تضحيات و نضالات ابناء جيله و يرى فيها مئونة خفيفة، و ابناء جيله هم من نازل المشروع الحضاريّ للجبهة الإسلاميّة برؤوسه السبعة، أفقر أسرهم و شرّد عائليها ليُطعِم الفساد، و تسلّط عليهم بآلة القمع و القتل و التعذيب، و مكّن التطرّف الأصولي الذي يسمِّم علاقة الإنسان بإنسانيّته، و أشاع التجهيل الممنهج و تخريب الحياة الثقافية و العلميّة، و استعملهم حطبا لحرب آيديلوجيّة خاسرة، و صادر فكرتهم عن المستقبل، ثمّ صدّرهم مُعبأين بالغبن يتسوّلون الحكومات في مشارق الأرض و مغاربها. لكنّ الإبن مجدي يرى في من واجه كل هذا، و ابتكر وسائله و أداواته تحرّفا لقتاله، و قدّم شهداءه عشرات، و هبّ مئات المرّات منذ مطلع تسعينات القرن الماضي إلى اليوم وحيدا أعزل، يراه خفيف المؤونة،


    (مجدي)
    Quote: في ظني وتجربتي ، أن يُسراً ديموقراطياً ما زال يسم علاقة الأجيال ببعضها في أوساط أصحاب الهم التقدمي ، بالتعارض مع تراث في الأبوية راسخ في حياتنا الاجتماعية. بل لقد كان من كسب (الستينيين) أن ثاروا على المفهوم الأبوي هذا كل الثورة ، وأرسوا تقليداً ديموقراطياً بديلاً في العلاقة بين (الكبار) و(الصغار) ، كان ذلك في حياتنا الثقافية أو السياسية.


    (حسبو)
    Quote: أولى بالسيّد مجد الدين مطّ الحديث عن صعوبات التجديد و ممارسة الديموقراطيّة و ما تشمله هذه الصعوبات من متطلّبات سياسيّة و فكريّة و أدبيّة يبدو أنّها لم تتوفّر للقيادة الحاليّة، بدلا عن مد اللسان للواقع الذي لا يغفل عنه إلّا مستفيد، و هو أنّ هناك أربعين عاما مبرّرة و غير مبرّرة مضت دون انعقاد لإرادة الجماعة في الحزب على من يتقدّمهم، و أنّ هامش الحريّات و انكشاف قيادة الحزب للعلن خاوية اليدين قد برهن على أنّ اختفاءها لم يكن على صلة بجبهة التحضير للمؤتمر، إذ محصّلة سنين الاختفاء الطويلة لم ترو أشواق العضويّة و الأصدقاء إلى مجرّد توثيق لتجربة الحزب السياسيّة تقدّم كتقرير للمؤتمر و الرأي العام، دع الأشواق إلى شيء من التصدّي القياديّ لأزمة الانهيار المدوّي لقصور الرفاق المشيّدة و ما بات يُعرف بأزمة البديل.

    (مجدي)
    Quote: الحق عندي أن التصور الساري لصراع الأجيال سهم طائش ، إما لعلة في (السهم) أو في (الرامي) ، والأغلب أن الأخير قد أعجزته مهمته (الثورية) ، إن جاز التعبير ، فاختار معاركة قوم كسبهم الأبرز هو الديموقراطية ، فهلا عرفنا سرهم الوطني والاجتماعي هذا وأكرمناه لا أفسدناه؟!


    (حسبو)
    Quote: لعل أوّل هذه العوامل هو إحساس الغربة الذي يعانيه هؤلاء الجلاوزة، الغربة عن جيلهم و نضالاته، و أظن الأمر واضحا إلى هذا الحد، فالرغبة في التعويض تسيطر على من أغمى سنينا و تجربة فات وقت إدراكها، حتى لو كانت تجربة المراهقة، و كلّما ذُكـِّر مسلمو الفتح بالسؤال: ما تعدّون أهل بدر فيكم؟ أمسكت عقدة النقص أو الغيرة بتلابيبهم، إنّ أسْر الإحساس بفقدان الكفاءة الاجتماعيّة في أوساط بعينها، يجرُّ أحاسيس أخرى بالنقص و الذنب و عدم الاعتراف، و سلوكيّات مثل التبخيس و الإسقاط، و كلّه مما يفقأ عين المراقب لكتابة نموذجنا أعلاه، فقد انفجر هامش الحريّات عن عشرات الوجوه الشابة –الواعدة و الصاعدة- في سينما النضال، من أحمد حلمي إلى تامر حسني و ميريام فارس، وجوه لم نعرف عنها و نحن اندادها بأسا في الضراء بل لم يبق في وجهنا مزعة لحم من تنكُّبنا سؤالها تشريف اجتماع يسهم في لم الشمل فما استجابت بل تزاوغت و اثّاقلت إلى الأرض و شغلتها المباهج الصغيرة و راحة البال، فعلموا أن لا مكان لهم وسط مجايليهم، الذين يعرفون مقامات بعضهم بعضا، و يذكّر بعضهم بعضا إن نسى، لا مكان لهم إن لم يُقِرّوا بفضل من سبق و هم لذلك كارهون، و إن لم يتواصوا بالصبر على المكاره، و لم يتعجّلوا لنيل حظوة الصعود على اكتاف العمل العام، التي باتوا يلوكونها على سبيل: الفيك بدّربو


    (حسبو)
    Quote: و ما إن يفرغ الدكتور عبد الحافظ من زجر مجايليه و تبخيس تاريخهم فقط لأنّه لم يكن فاعلاً فيه، فإنّه ينتقل إلى كرسي الأستاذيّة، رسم المهام الثوريّة التي على جيله اختبارها قبل أن يرتقي مراقي الآباء في سلم التطوّر عكس عقارب الساعة الداروينيّة، و المهام التي يطرحها علينا الأستاذ هي النهوض لمجابهة الشموليّة لنضرب سهمنا في مسيرة الديموقراطيّة الراسخة التي ورثناها عن الآباء، و هذا بابٌ في الحَوَل الإرادي مقيم، إذ لا تكفي عدم المشاركة في صنع شيء سببا لنكران وجوده. و ليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل، ففي الجامعة التي درس فيها الأستاذ، و حوالى سني دراسته فقط، نهض الطلاب لمواجهة الشمولية الأعتى في تاريخ البلاد في سبتمبر 1995 و 1996 و في 1998 و 2000 و 2002 كل مرّة أشرس و أمضى، فهل يظن الجزولي أنّ فاقدي الأهليّة هؤلاء كانوا يواجهون غزاة من الفضاء؟ أم ما هي فكرته عن مواجهة الشموليّة إن لم تكن حصرا هي ما فعلناه؟ ثم أين هي الديموقراطيّة التي أرسى شامخاتها الآباء؟ صدق من سائل: لذود الطير أم جني الثمار؟


    (حسبو)
    Quote: إن كان سفير الأسلاف يقصد أنّ علينا إزالة الشمولية الإنقاذيّة كما أزال الآباء شموليتي عبود و نميري فتثقل مؤونتنا حتى نحظى بالاعتراف ثمّ الأهلية، أفلا يخشى من مآلات هذه الدراسة المُقارنة للأنظمة و الثورات و أنصبة المسئوليات؟ أتُرى سيسعد بنتائجها جيله المُنتحَل؟ لن تدفعنا معارضة تزلّفه إلى تبخيس معالم مضيئة في سجل شعبنا مثل ثورة أكتوبر و انتفاضة أبريل، و حتّى لو قبلنا أنّ إزالة الإنقاذ هي مسئوليّة جيلنا وحده، أفلا نسأل عن المُقدّمات، عن التفريط في ماء الديموقراطيّة التي جاء بها فيض أكتوبر و أبريل فتسرّب من بين يدي شعبنا بانقلاب مدنيّ أبيض مكشوف دون أن يذرف شعبنا على مائها قطرة دمع؟ هل نتحمّل نحن مسئولية –فكريّة أو سياسيّة أو اجتماعيّة- عن وجود الإنقاذ أصلا و نحن من وعيَ على صرير جرّافاتها؟ إن سرنا قدما في دحض معايرته لنا بمنجزات الآباء فذاك توّه شقاق الأجيال الذي يجهد هو لدرأه، و لنسر قليلا، هل ابداً سُخِّرت لنا الإرادة الدوليّة و الموارد الماليّة و المعكسرات و السلاح و المنابر و دول الجوار لنزال عصابة الجبهة الإسلاميّة فتلجلجنا ثم عدنا تحملنا اتفاقات خانعة للتمثيل بجثثنا (أحتفظ ببراءة الاختراع) في برلمان معيّن؟ و بكتلة برلمانيّة صماء لم يخجل مجدي الجزولي من كتابة مقال طويل يبرّر لخرسها و مرتباتها؟
    و بالمناسبة، هل كتب ضميرك الثوري هذا، حرفا، في ذاك المقال، يا مجد الدين؟


    ؟
    ؟
    وهذا سؤال سؤال

    ولي عودة
                  

08-14-2007, 11:54 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    عندما يتحدث محمد حسبو عن التجديد يا قصي فذاك مقام نصمت فيه جميعاً و نستمع و عندما يثير بعضنا حديث احترام الدور التاريخي للقيادات فذاك مقام يعرف من عرف سيرته ان حسبو لا يرد عليه من مثل ذاك المدخل
    لكن تبقى اهزوجة التجديد في الحزب الشيوعي السوداني معضلة النقاش المسفاض الابدية و لنبدأ فيها نحتاج الي الاتفاق على عدة مفاهيم او بالاصح تعريفات اولية (عشان ما كلو زول يشوت على قوون)
    اي تجربة لحزبنا الشيوعي السوداني سنخضعها للنقد بغرض التجديد ؟؟؟ و اي اساس نظري سنخضعه للنقاش ؟؟
    ما ضر المناقشة العامة لحزبنا شي غير شرتها على ضفاف التجربة الماركسية باسرها

    ما شأن حزبنا بالله عليكم بانهيار التجربة السوفيتية و هو الذي يقف مع تيارات (antistalinism) منذ تعرفنا على مفاتيح اساسيات مرتكزاته النظرية
    هل ناقشنا بعد صورة الصراع الطبقي متقدمين على لوحتنا الخماسية (المستوردة نصاً و صورة) ام اننا نفترض مدخلاً اخر للماركسية الي المجتمع السوداني
    هل حزبنا هو حزب الطبقة العاملة حسب كلاسكيات التعريف الماركسي للحزب الشيوعي ام ان تعريف اللائحة الجديدة المبهم هو الاجدى و الاصلح لواقع مجتمعنا

    و هل نحتاج فعلاً لخوض معركة من اجل تجديد الحزب الشيوعي ام من اجل سودنة نظرية الاشتراكية الماركسية

    دعونا نتقدم خطوة باتجاه دفع النقاش الي الامام

    امجد
                  

08-15-2007, 09:53 AM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    (دكتور أمجد) "مع وقف التنفيذ":
    Quote: هل حزبنا هو حزب الطبقة العاملة حسب كلاسكيات التعريف الماركسي للحزب الشيوعي ام ان تعريف اللائحة الجديدة المبهم هو الاجدى و الاصلح لواقع مجتمعنا


    (أمجد):
    Quote: و هل نحتاج فعلاً لخوض معركة من اجل تجديد الحزب الشيوعي ام من اجل سودنة نظرية الاشتراكية الماركسية


    ومع الدكتور أمجد نقول:
    دعونا نتقدم خطوة باتجاه دفع النقاش الي الامام


    وجايين تاني .. أدعوا لينا ربنا يهون الأمور ونفضى
                  

08-15-2007, 06:07 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    انت يا قصي النسعلك سعلوك من الخير

    الوقف تنفيذي منو؟؟؟؟
    اووووعاااا تكون الوزارة
                  

08-15-2007, 08:20 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    أمجد النعسان...
    إنت أحسن تصحى يا أخوي شوية...
    الموقف تنفيذك (انت ذاتك) لو ما مصدقني راجع البروفايل بتاعك... ولا أنتو بتكتبو ساااااكت قايلين البلد دي فوضى ولا شنو؟؟!!!
    (الموقف تنفيذك).. على وزن (المطلع زيتك).. الحارق أعصابك... (والله طلعت سمحة شديد)..
                  

08-15-2007, 08:27 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    أها يا أمجد النزيد ليك الفضائح بتاعتك شوية:

    إقتباس من البروفايل:

    Quote: العنوان الدائم: بيتنا
    الفنان المفضل: مصطفى-فيروز-بويز تو مين-ماجدة الرومي - البلابل- ثنائي العاصمة
    اللون السياسى: شيوعي
    النوع: Male
    الهوايات المفضلة:
    الوظيفة: متنيل على عيني و دكتور عندكم لي شغلة تانية


    هسي ده لون ليك ده... بعدين هسي أحرش ليك محمد حسبو ازرزرك في لونك ده تقوم تطلع (برجوازي صغير).... زي نميري...عارف النكتة بتاعته دي ولا أقولها ليك؟؟؟

    (بالمناسبة)
    انت جاي متين؟
                  

08-16-2007, 11:47 AM

Motaz Ahmed
<aMotaz Ahmed
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    قصي مجدي سليم:
    ملاحظة أولى:
    الحوار بدون حسبو ومجدي يظل ناقصاً
    رغم حماسي الشديد له
    وتحديداً تحت عنوان تروتسكي المفترض (العنوان وليس تروتسكي)
    ومساهمة أمجد
    والحوار بدون أحدهما يظل ناقصاً لبعض البهار
    و(الشمار) بالذات !!
    مشاركةً مني في الحوار الدائر (وليس الدائري):
    كنت قد تحدثت مع مجدي يوم نشر (رزنامته), ثم كتبت إليه في اليوم التالي, بغرض الإستيضاح والتوضيح.
    إستأذنته أن أنشر لكم ما كتبته له, فأذن:

    عزيزي مجد الدين:
    رزنامة موفقة. قرأتها أمس, وأعدتها صباح اليوم بمزاج (رايق) متجاوزاً يوم الثلاثاء حتى أعود إليه بعد قهوة الصباح. يعجبني في كتابتك – ضمن أشياء أخرى- هذا الإعتزاز بالديالكتيك والتعامل معه في تحليل ما يليك من ظواهر عميقة أو أحداث عابرة, وإفتخارك بمثقفي الحزب ومفكريه الذين أسهموا في تشكيل وجداننا – نحن عضوية الحزب وجماهير شعب السودان- بما يستحق التنويه بهم وذكرهم مرة تلو أخرى, هذه النقطة أعود إليها لاحقاً بالتفصيل.
    أما عن يوم الثلاثاء, لم أفاجأ برأيك هذا, الذي قرأته من قبل في نقاشك المشهود مع محمد حسبو في سودانيز. وللحق, فقد حاولت أن أناقشك فيه حينها في قعدات الكوتش على أنغام الشيشة, لكن تضارب الزمن لم يمكن خالد من ترتيب الأمر. عموماً , سبيل الكتابة مفضل لدي وأعتقده مناسب لك.
    كتبتُ عن جمود الحزب (تنظيمياً وسياسياً), جمود حلقاته القيادية وسكرتيره العام مرتين في جريدة الأضواء, وإخترت للكتابة لغة جارحة مؤذية لمن يتلقاها, ضمن صراع تنظيمي ضار (ما زال متواصلاً) حول مفاهيم إدارة العمل السياسي والتنظيمي. ولي في هذه اللغة شروح وتوضيحات كثيرة. ما يعنيني هنا أن أثبت أن هذه الكتابة لم تكن ترميزاً لصراع بين (جيل شاب وآخر هرم) ولا إستعجالاً (لحظوة الإعتراف بنا) ولا هو (لأن جيلاً ستينياً يحول دون صعودنا المدارج). وهي فكرتك المركزية إن أحسنت الإمساك بها. من الناحية الأخرى فلا أظنني أقبل أن أوصف (بخفة المؤونة) وأني أحمل (مشاريع ملتبسة غريبة) ولا أظن أن (مهمتي الثورية أعجزتني) وليس خياري (الصمت وسفر الجفا) بأي حال بل هو (أن نمد ساعداً لنصرتهم على إرساء دعائم الديمقراطية), ولنصرتهم على نفسهم الأمارة بالسوء أحياناً.
    في نقاشنا التلفوني البارحة, أعدت عليك ما سبق أن ذكرته لعشرات الزملاء المناقشين في مقالاتي السابقة الذكر, أن وصف الصراع بأنه بين جيل شاب وما سبقه هو محض إبتذال وتبسيط مخل. وتعجبني هنا مقولة للدكتور حيدر إبراهيم في إحتفالات إفتتاح مركز الدراسات السودانية حين قال أنه لاحظ وجود فئات (تبتز) الآخرين بوضعها وهي الشباب والنساء والإثنيات. (د. حيدر بالمناسبة واحد من الذين يأسرني أسلوبهم ومنطقهم رغم أني قد أختلف مع بعض خلاصاتهم, وهو واحد من قائمة تشمل أب صلعة (ع.ع.ع.) وكيمو سيد الناس وحمادة سيد اللبن ومؤخراً حسبو ومجد الدين عبد الحافظ الشهير بمجدي الجزولي).
    الصراع في نظري وخطتي هو صراع مفاهيم, وللغرابة هو صراع على إرساء دعائم الديمقراطية الداخلية والحركية الداخلية والحركية في التعاطي مع الوضع السياسي (كبديل عن الجمود). إذن , ما الذي أتى بفكرة صراع الأجيال. رأيي الشخصي أن فكرة الصراع, بوجهه الجماهيري ولغته الجارحة, هي فكرة جديدة عن الحزب, وكانت تظهر سابقاً إما كمقدمة لإنقسام (عبد الخالق ضد أحمد سليمان في أوائل السبعينيات) أو عقب الإنقسام (الخاتم والحاج ضد الحزب وقيادته في التسعينيات). إضافة إلى نماذج فردية مثل عادل عبد العاطي ومحمد علي خوجلي وخالد إصلاحي (حاج حمد) على فترات متفرقة. الجديد الذي نقدمه هو أن الصراع هذه المرة يدور من داخل الحزب, غير متدثر ولا متأثر بمرارات شخصية, فنحن أبناء الحزب, ربانا وأسهم في تكوين ما نفخر به على المستوى النظري والعملي سياسياً , بل وحتى في (الحياة اليوماتي) و(أكل العيش). شخصياً أعتبر نفسي إبن الحزب المدلل, ولأن الحزب قدم لي كل هذا, كان حرياً بي أن أرد له الدين بهذا الصراع الضاري القاسي ذو اللغة الحادة الجارحة. كما أن هذا الصراع لا يستهدف إزاحة أي كان عن موقعه. وأنا حريص على ألا تكون خاتمته الخروج عن الحزب أو ظهور إنقسام.
    ولأن هذا الصراع جديد, وبأساليب جديدة, لم يستوعبه من تأثروا بما سبق من تجارب, فخرجت قرون إستشعارهم الأمنية لتقول ببوادر إنقسام أو تكتل أو حتي أمنجية. في أحسن الفروض كان يتم تحليل ما يحدث بإعتباره جيل متمرد (وأولاد صغار عايزين يظهروا) وهو ما ألمحه وأكاد أمسك به من رأيك. إذن, لم نكن نحن, دعاة التغيير, من صنف الأمر بإعتباره صراع أجيال, بل هو الإستسهال وعدم الفهم من الجانب المقابل. لذا كان الرد (داخلياً وفي الصحف) يتم دائماً لا على ما أثير من قضايا, بل على الفهم المفترض. وتواجه بسيل من الردود على شاكلة (إحترم من رأى الشمس قبلك) و(ديل ناس عندهم تاريخهم وضحوا وبذلوا من أجل الحزب والوطن) أو حتى (إنت بتتكلم كده قايل الحزب ده ما عندو أسياد!!). وهي كلها حقائق لا يختلف حولها أي شخص (ما عدا حكاية أسياد الحزب دي), وأيم الله إنه أمر طريف أن نتناقش فيما نتفق حوله, إذ جرت العادة أن يتناقش البشر في نقاط الخلاف ليتوصلوا إلى إتفاق حولها.
    إذن, في صراع المفاهيم هذا, هناك شباب بهناك و(عواجيز) معنا, ولم أيأس من أن أضم نقد أو سليمان حامد إلى رؤيتي. كانت مهمتي الأصعب دوماً هي إزالة غشاوة (الأجيال) من ناظر من أحاوره, ليدور النقاش حول المفاهيم والرؤى وليس حول شهادات الميلاد وتواريخ الإنضمام للحزب.
    نقطة أخرى مرتبطة وملتبسة , وهي أن أغلب الشباب (بهنا) وشيوخ الحزب (بهناك). يتقبل الشباب مفاهيم الديمقراطية الداخلية أكثر, لأنهم مارسوها في جامعاتهم ولأنهم أبناء عصر يحتفي بها, هم لم يروا الإتحاد السوفيتي العظيم بمعسكره الإشتراكي, ولم يتعاملوا مع الديمقراطية الثورية والحزب الواحد بإعتبارها قمة المراد من رب العباد بل بإعتبارها رجس من عمل الشيطان علينا أن نجتنبه. هذا بالإضافة إلى ما تواتر من نقد لشخصية نقد ودوره في توجيه الحزب بعد 71 وأثر شخصيته على (شخصية الحزب وتوجهه).

    عزيزي (مجدي الجزولي):
    لا أعتقد أني أبنت بشكل كافي, ولكن أظنني وضعت لبنة قابلة للبناء فوقها. من الناحية الأخرى, فإن أثر القهوة قد تبخر وأظنني أحتاج لبرنجية تعيد لي بعض التركيز. وعد المواصلة يظل قائماً, في رسالة أخرى أو في جلسة في الكوتش عل الشيشة تساعد في (تسخين) النقاش.

    لك الود القديم , والود الحالي , والود المقيم


    معتز شم
    13-6-2007
                  

08-16-2007, 06:44 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    كدي اسأل حسبو زاااااااتو من شيوعيتي


    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

08-16-2007, 11:26 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    Quote: ذن, في صراع المفاهيم هذا, هناك شباب بهناك و(عواجيز) معنا, ولم أيأس من أن أضم نقد أو سليمان حامد إلى رؤيتي. كانت مهمتي الأصعب دوماً هي إزالة غشاوة (الأجيال) من ناظر من أحاوره, ليدور النقاش حول المفاهيم والرؤى وليس حول شهادات الميلاد وتواريخ الإنضمام للحزب.
    نقطة أخرى مرتبطة وملتبسة , وهي أن أغلب الشباب (بهنا) وشيوخ الحزب (بهناك). يتقبل الشباب مفاهيم الديمقراطية الداخلية أكثر, لأنهم مارسوها في جامعاتهم ولأنهم أبناء عصر يحتفي بها, هم لم يروا الإتحاد السوفيتي العظيم بمعسكره الإشتراكي, ولم يتعاملوا مع الديمقراطية الثورية والحزب الواحد بإعتبارها قمة المراد من رب العباد بل بإعتبارها رجس من عمل الشيطان علينا أن نجتنبه. هذا بالإضافة إلى ما تواتر من نقد لشخصية نقد ودوره في توجيه الحزب بعد 71 وأثر شخصيته على (شخصية الحزب وتوجهه).



    اتفق معك اتفاق النجم و المساء يا عزيزي معتز
    كل هيلمانه التجديد هذه قامت على كتف موضوعية ظروف منعت الاستمرار على وضع ما كان

    فمن قصر النظر اذن تصنيفها بين ضفتي الشباب و الشيوخ
    و ان كنت لا اعتقد ان مجدي يقصد ذلك بمثل هذا التبسيط فهل وراء الاكمة من حديث يا محدي ؟؟؟

    و في البال نقاشنا الفصير ذلك اليوم يا مجدي ...
                  

08-17-2007, 12:37 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    أمجد الحبيب...
    يا اخوي ما بسأل أي زول... تعال بي كرعينك ووريني..
    ياخ انا منتظرك لي كم؟؟ انت ما بتبالغ
                  

08-17-2007, 12:38 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    معتز..
    مداخلة مقدرة ولي عودة..
    شكرا كثيرا
                  

08-18-2007, 00:16 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    خالص التحايا
    عزيزي قصي والجميع..
    اولا تجدني اتفق مع معتز (سيد الاسم) في حديثه هذا جملة وتفصيلا...
    Quote: قصي مجدي سليم:
    ملاحظة أولى:
    الحوار بدون حسبو ومجدي يظل ناقصاً
    رغم حماسي الشديد له
    وتحديداً تحت عنوان تروتسكي المفترض (العنوان وليس تروتسكي)
    ومساهمة أمجد
    والحوار بدون أحدهما يظل ناقصاً لبعض البهار

    لانو ياقصي بعنونتك لي بالبوست ختينى بين البصلة وقشرتها...
    ثم انو الحوار بدون محمد ومجدي ناقص لانو امكانية نقاشنا افتراض ان تكون بعد مداخلتهما ..
    المهم..هذه مداخلة ماخوذه من بوست شباب زي الورد، تردت كثيرا قبل ان اقوم بتنزيلهاهنا ، ربما لاننى مجهد ،وربما اعود لتصحيح وضعها ان لم يكن هنا المهم توكلنا...


    -------
    أين نحن الآن..
    في حيال تراجع كل مظاهر الحركات الوعي التنويرية ، نجد ان هذا عمل الى تراجع الاهتمام بمسئلة الفكر بشكل كبير . فبعد انقلاب ما يُسمى بالانقاذيين (م1989)، بدات حركة اضمحلال تدب في كل الحياة ، وكان ذلك ناتج من الممارسات السيئة لنظام الانقاذ حيث تمت تصفية الافكار التنويرية و السلمية ، وكل اشكال الثقافة التي عرفها المجتمع السوداني ، وتحول الشارع تدريجيا الي الانصرافية ، وانتشرت ثقافة الانعزالية وافكار هامشية وقضايا شكلية لا تقدم ولا تؤخر. ناتجة عن طريقة أو طرق تفكير عند هؤلاء الانقاذيين لا تقدم ولا تؤخر ولا علاقة لها بعوالم السياسة او الاجتماع او اى شكل من اشكال ادارة المجتمع . وللاسف ان موجة التفكير السئية تلك لم تقتصر على اصحاب المشروع تفسه ، بل جرفت معها الكثير من الرموز التي كانت يوما ما تُنظر للعقل والتفكير الفلسفي أو صاغت افكارها بابعاد فلسفية ، إذ تم الانسياق وراء موجة الفكر الفاسد هذه من خلال اساليب كثيرة . وهنا يبز الدور المهم (يا شباب) في حيال تنازل الكثير من مهامهم في تغير الحراك العام وتفعيل الدور المُناط بهم . وتصبح الاجابة حول أين نحن الآن يُجيب عليها الواقع الماثل امامنا والواجب الحتمي ، ومن المهم كذلك تجاوز مرحلة التفكير الى مرحلة الوعي بالتفكير أو ما يسمى بـ(الميتامعرفة) وهي القدرة على التفكير بهدف وتحسين التفكير وجعله اكثر دقة وتميزا ووضوحا ، ومرحلة مابعد التفكير هذه تستغرق من الانسان مجهودا ذهنيا بالغ العمق، إذ يتطلب الامر حوارا ذهنيا من نوع معين يسهم بدوره في ولادة فكرة جديدة تتسم بالاصالة والمرونة والموازنة بين شتى الافكار، بين شتى الافكار التى طُرحت .وهذه الفكرة الجديدة تمكننا كافراد من اتخاذ بشان عمل ما، او مهمة معينة نقوم بأدائها.

    مجرد المعرفة لاتحقق الوعي (يارفاق) ، وهذا يؤكد بان التعليم يساهم في عملية الوعي وليس عنصرا اساسيا .واذا كنا نسعى الى اكساب هذا الشعب الضروري لبناء وطن تقدمي وعلمي ، فالمعرغة لاتحقق الوعي ولكن المعرفة المسلحة بالوعي تخلق الوعي. فالثورة الحادثة في جميع المجالات تعني انه توجد ثورة عقل ، وان خاصيتي الاتصال والابداع تعدان من الخصائص الجوهرية المميزة ، لماهية انسان هذا الوطن .وتشكل حالة التوزان المعرفية هدفا يقوم فيها المتعلم بعمليات معرفية متعددة من النمذجة لعمليات المعالجة الذهنية، فكل انسان منا (ياشباب) مهما كان مستواه الثقافي او الاجتماعي له مواهبه وقدرته التي اُختص بها والتي تميزه عن بعضنا. اذا ومن هنا كان لابد ان ننمي اذهاننا ، وذلك عن طريق تغذيتها بالمعرفة ، ومحاولة التعرف على نقاط القوة لدينا ،فكل منا لديه ما يمكن ان يتفوق ويبدع ، لكن علينا محاولة اكتشاف مواطن الابداع لدينا ، والعقل مبدع بطبيعته . اذا لا يمكن للتنمية ان تتحق بعيدا الا من خلال ثقافة واسعة ومتنوعة هى تلك التى نحملها ، ولا نكتفي بهذه الثقافة وحدها بل لابد ان نربطها معا في اطار متكامل من خلال محالوة اعمالنا الذهنية في ادراك العلاقات فيما بينها فنحن نعيش في عالم واحد تتكامل علاقاته بعضها بعضا نسعى الى اعادة انتاج مخزوناته اى كانت وتداولها بصورة سليمة من اجل واقع يضمنا.




    التحايا النواضر..
                  

08-26-2007, 05:04 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    جاييك يا ترتسكي
    ويا عالدل نسيت أقول ليك شكرا يا ذوق
                  

08-26-2007, 05:04 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كَتَبَ... و كَتَب. لعناية الجميع.. بالذات تروتسكي وشلته ديك (Re: قصي مجدي سليم)

    عادل نسيت أقول ليك شكرا يا ذوق

    معتز
    لو لقيت فرقة بجيك..

    يادكتور أمجد
    تلفونك ماله؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de