قواعد اللعبة الجديدة في دارفور: ما بعد التدويل

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-16-2025, 07:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2007, 08:09 AM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
قواعد اللعبة الجديدة في دارفور: ما بعد التدويل

    Quote: قواعد اللعبة الجديدة في دارفور: ما بعد التدويل
    د. عبدالوهاب الأفندي

    14/08/2007

    كشفت المشاورات التي تمت بين فصائل التمرد في إقليم دارفور في منتجع أروشا التنزاني مطلع هذا الشهر عن أبعاد مهمة في الأزمة لم تكن واضحة كل الوضوح في خضم السجالات التي ثارت حول الصراع هناك. فمشاورات أروشا كانت معنية إلي حد كبير بمسائل تعتبر إفرازات جانبية من الصراع، ولكنها أوشكت أن تتحول إلي لب الموضوع. فقضايا مثل توحيد الفصائل أو تحديد تعويضات المتضررين أو إعادة النازحين إلي مواطنهم، أو الترتيبات الأمنية ودور القوات الأجنبية، هذه كلها تعتبر إفرازات إضافية للصراع أو تعقيدات نتجت عن معالجته، ولم يكن أي منها قائماً حين تفجر الصراع في أول الأمر.
    فحين يصبح السعي لحل الخلافات الداخلية للفصائل هو الشغل الشاغل للوسطاء الدوليين فإن القضية تتحول من دور وساطة لتحقيق مطالب جهات معروفة إلي مهمة تحديد المطالب التي يبدو أن المطالبين بها لا يستطيعون مجرد تحديدها أو الاتفاق عليها، بحيث يظهر كما لو أن البعض حمل السلاح أولاً ثم فكر في مطالبه فيما بعد. نفس الاستنتاج يدفع إليه التشبث والإنشغال بمطالب تتعلق بذيول الصراع، مثل التعويضات وما جري مجراها.
    هذا الوضع يعكس بدوره الطبيعة المتشعبة للصراع ومستوياته المتعددة، حيث أننا لسنا هنا أمام صراع مباشر بين حكومة مركزية وحركات تمردت عليها، بل أمام سلسلة صراعات متداخلة. وهو يعكس كذلك أن المرحلة الحالية تشهد بروز وهيمنة البعد الدولي في الصراع علي ما عداه وما دونه من المستويات، مما سيؤثر علي قواعد اللعبة في هذه المرحلة التي ستشهد تغيراً ملحوظاً يؤثر علي كل أطرافها.
    صراع دارفور ليس بدعاً من الصراعات الأخري في كون بعده الخارجي يلعب دوراً حاسماً في نشأته وتطوره. ففي هذا العصر يصعب علي أي مجموعة متمردة أن تشن حرباً علي دولة مهما ضعفت بدون خط إمدادات خارجي للتسليح والتمويل وقنوات الاتصال السياسي والإعلامي. وفي الحلبة الدارفورية برزت عدة دول وجهات قدمت هذا الدعم، منها الظاهر مثل تشاد واريتريا ويوغندا والجيش الشعبي لتحرير السودان في فترة ما قبل السلام، ومنها الباطن. وغني عن القول أن مثل هذا الدعم لا يأتي ابتغاء وجه الله، وإنما لخدمة أهداف سياسية محددة. وبما أن أهداف هذه الدول والأطراف تتضارب، فكان لا بد أن تنعكس هذه الخلافات علي الساحة الداخلية عبر ظهور فصائل مختلفة ابتداء كل منها يستقوي بطرف خارجي مغاير، وانتهاء بتضارب رؤاها ومواقفها تبعاً لهذه الولاءات.
    الخلافات حول الاستراتيجية والتكتيك والمواقف السياسية بين رفقاء السلاح في حركة مطلبية ليس كذلك بمستغرب، ولكنه بسبب طبيعة هذه الحركات غالباً ما لا يجد الحسم إلا في ميدان القتال. الخلافات التي تبدأ خلافات في الآراء ثم تتحول إلي صراعات شخصية بين القيادات، تتحول كذلك في الغالب أيضاً إلي صراعات ذات طابع قبلي أو عرقي، لأن كل طرف يعمد إلي الاستقواء بعشيرته ويصور خلاف الآخرين معه في الرأي علي أنه استهداف للقبيلة أو العشيرة التي ينتمي إليها. ولأن الصراعات في الأصل تجعل الهوية العرقية منطلقها، فإن التركيز علي هوية فرعية يكون أقرب الطرق الانتهازية لتجييش الدعم لفصيل يخشي الهزيمة السياسية أو العسكرية في الميدان.
    كل هذه التطورات شهدتها قضية دارفور كما شهدتها من قبلها قضية الجنوب التي كان لدعم ليبيا واثيوبيا دور حاسم في نجاحها المبكر وتوجهاتها الأيديولوجية المعلنة. وبالمثل كان الدور الخارجي محورياً في استعصاء الحل السلمي أولاً ثم التسريع به ثانياً. وقد شهدت حركة التمرد الجنوبية كذلك التشرذم القبلي إضافة إلي التأثيرات الخارجية. ولكن تلك الحركة كانت تتمتع بقيادة سياسية قوية ووزن عسكري لفصيلها الأبرز حال دون التشرذم الكامل للحركة وأبقي القضايا والمطالب الرئيسية لحركة التمرد في مركز الاهتمام.
    في الحركة الدارفورية كان التشرذم أكبر والحركات أضعف من ناحية الوزن العسكري والسياسي، مما جعل المطالب التي اندلع من أجلها التمرد أصلاً تتراجع لصالح اعتبارات أخري. إضافة إلي ذلك فإن العامل الأهم في الصراع في دارفور هو عامل داخلي، يتلخص في الصراع بين قوي تأتي من داخل الإقليم، في حين أن الصراعات الداخلية في الجنوب كانت ثانوية إلي حد كبير. صحيح أن جوهر الأزمة يتلخص في أن الحكومة استخدمت الانقسامات الدارفورية ضمن استراتيجيتها لمجابهة التمرد مما تسبب بنتائج كارثية. ولكن الثابت كذلك هو أن الحكومة استخدمت نفس الاستراتيجية في حرب الجنوب بدون نتائج مماثلة، تحديداً لأن العوامل الداخلية في الإقليمين ليست متطابقة.
    ولكن الاعتبار الأهم من كل سوابقه هو أن قضية دارفور شهدت تدويلاً لم يسبق له مثيل في صراع أهلي من هذا النوع، بحيث أن ديناميات التفاعل الدولي مع القضية طغت علي كل العوامل الأخري. وليس هنا مقام الخوض في الجدال الدائر حول دوافع هذا التدويل، وعما إذا كان يعكس مؤامرة تستهدف السودان أو العرب أو غير ذلك، وهو أمر تطرقنا إليه في معالجات سابقة وقد نضطر للعودة إليه. ولكن المسألة هنا تتعلق بواقع هذا التدويل الذي أصبح من غير الممكن تجاهله. فقد أصبحت قضية دارفور شاغلاً مهماً في السياسة الداخلية والخارجية لمعظم دول العالم المهمة، من الصين وماليزيا إلي فرنسا وبريطانيا. وقد صدر فيها من القرارات الدولية في وقت قياسي ما لم يصدر إلا في حالات استثنائية مثل غزو الكويت عام 1990 وأحداث ايلول (سبتمبر) 2001.
    وقد بلغ هذا التدويل منتهاه في إقرار اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في قضايا جرائم الحرب في الإقليم ثم أخيراً في القرار 1769 بنشر قوات دولية في الإقليم تحت مظلة الأمم المتحدة. فالقرار الأول حول الولاية علي سير العدالة في الإقليم علي الساحة الدولية، أما الثاني فقد حول الولاية علي الأمن ومسيرة الحل السياسي معاً إلي الساحة الدولية. ولن يكفي أي حجم من المغالطات لإخفاء هذه الحقيقة. وهذا بدوره ينعكس علي حظوظ ومصير أطراف هذا الصراع.
    بعض هذه الأطراف سعت إلي هذا التدويل ونادت به، والبعض الآخر قاومه بحسب الاستقطابات المعروفة، ولكن بلوغ التدويل هذه المرحلة يخلق وضعاً جديداً لا بد للجميع التعامل معه. فعلي سبيل المثال فإن الخيار العسكري سيصبح في حكم المعدوم بالنسبة لكل الأطراف، ما عدا تلك التي تختار شن الحرب علي العالم بأكمله. من جهة أخري فإن معالم ومحددات الحل السياسي لن تكون محكومة فقط بخيارات الأطراف المعنية وتوازن القوي الداخلي بينها، بل لا بد كذلك من أن تضع في الاعتبار الرأي العام الدولي وتقديراته.
    فيض الاهتمام الخارجي بقضية دارفور تحول إلي طوفان جرف في طريقه الحركات والقيادات وبقية اللاعبين، وقذف ببعض القيادات غير الناضجة في خضم بحر لم تكن جاهزة للسباحة في أمواجه. وما تزال هذه القيادات تلهث لتلحق بتسارع الأحداث، ولتفهم قواعد اللعب بين الكبار. وقد أدي هذا الوضع إلي فهم خاطئ يفترض المطابقة ليس فقط بين الأجندة الخارجية وأجندة اللاعبين الداخليين، بل يفترض كذلك أن المواقف الخارجية التي يحركها العداء للحكومة والاستنكار لما يعتقد أنها قامت به أو سكتت عليه من كبائر، تصب بالضرورة في خانة تأييد مواقف الحركات المتمردة.
    التعامل مع عناصر الدعم الخارجي في مثل هذه الصراعات تحكمه في العادة افتراضات ضمنية بأن كل طرف يستخدم الآخر لتحقيق مبتغاه. فحركات التمرد (أو الدول الحليفة للدول الكبري كما كان الحال في أيام الحرب الباردة) تعتقد أنها تستخدم الدعم الخارجي لدفع أجندتها، بينما الدول الداعمة تعتقد أنها هي التي تستخدم من تدعمهم. وهناك مصلحة متبادلة، حيث أن قوة حركات التمرد تخدم مصلحة من يدعمها كما أن ضعفها يضر بأجندة الداعمين. ولكن إذا حققت هذه الجهات المدعومة من القدرة علي الاستقلال بالقرار ما يجعلها تستغني عن الدعم الخارجي فإنها تفقد دورها وقد تتحول إلي عدو لداعميها الأصليين. وعليه فهناك لعبة توازنات دقيقة لا بد لكل اللاعبين أن يتقنوها ويحسنوا فهم قواعدها.
    الأمر يختلف تماماً حين يدخل اللاعب الأكبر إلي الميدان مباشرة، كما أصبح الحال بعد أن دخل الجيش الروسي إلي أفغانستان للإطاحة بحكومة حليفها الجنرال حفيظ الله أمين وتنصيب بابراك كارمال مكانها في شتاء عام 1979، وكما هو الحال في العراق اليوم. وهذا هو تحديداً ما سيتحول إليه الوضع في دارفور بعد وصول القوات الدولية. فالمجتمع الدولي المزعوم (أي اللاعبين الأقوياء علي الساحة الدولية) سيتحولون إلي لاعبين علي الساحة الدارفورية بالأصالة بدلاً أن كانوا لاعبين عبر وسطاء. فعلي سبيل المثال فإن لجان الأمم المتحدة كانت في السابق تكتفي بتسجيل خروقات وقف إطلاق النار، ولكنها الآن ستتعامل مباشرة مع من تحكم بأنه خرق وقف إطلاق النار أو استهدف المدنيين. وبالمثل فإن اللاعبين الدوليين والإفريقيين سيكونون طرفاً مباشراً في المفاوضات كما كان الحال في مشاورات أروشا.
    المفارقة هي أن الحكومة التي عارضت الوجود الأجنبي بشراسة ستكون المستفيد الأول من هذا الوضع الجديد. فالحكومة استماتت لمنع القوات الدولية من تولي ملف الأمن في دارفور بدعوي أنه يقوض سيادة الدولة هناك.
    ولكن الوضع الجديد (وهو بالفعل يعطي القوات أحد أهم صلاحيات الدولة وهو حفظ الأمن) سيضع هذه القوات في الخط الأمامي في مواجهة الحركات التي تريد أن تقوض سلطان الدولة في دارفور، وتحرمها من أحد أهم آليات ضغطها علي الحكومة عبر العمل المسلح. وإذا نجحت هذه القوات في حفظ الأمن في دارفور وفي وقف أعمال العنف واستعادة الأمن والطمأنينة إلي الإقليم فإن ورقة الضغط المتمثلة في الانزعاج الدولي من تدهور الأوضاع في دارفور ستسحب أيضاً. ويمكن للحكومة بعد ذلك أن ترفض تقديم أي تنازلات جديدة لحركات التمرد وتصر فقط علي تطبيق اتفاق أبوجا دون أن يعرضها ذلك لضغط داخلي أو خارجي من أي نوع. أما إذا فشلت القوات الدولية في مهتمها فإن اللوم سيكون عليها لا علي الحكومة.
    أما حركات التمرد التي ضيعت الكثير من الفرص التي ألقتها في طريقها مجاناً أخطاء الحكومة القاتلة بسبب قلة خبرتها أو ضعف قياداتها وتشرذم صفوفها ستجد نفسها في وضع صعب بعد أن تحقق التدخل الذي دعت له، ولكن لا ينبغي لها أن تيأس لأنه في حكم المؤكد أن ترتكب الحكومة أخطاء جديدة تعيد بعض أوراق اللعب إلي المتمردين، فإن لديها كما كررنا مراراً معيناً لا ينضب في هذا الجانب، وعبقرية تحسد عليها في اجتراح الأخطاء المميتة.

    نقلا عن صحيفة القدس العربى Tue Aug 14
                  

08-14-2007, 05:36 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قواعد اللعبة الجديدة في دارفور: ما بعد التدويل (Re: اسعد الريفى)

    Quote: المفارقة هي أن الحكومة التي عارضت الوجود الأجنبي بشراسة ستكون المستفيد الأول من هذا الوضع الجديد. فالحكومة استماتت لمنع القوات الدولية من تولي ملف الأمن في دارفور بدعوي أنه يقوض سيادة الدولة هناك.
    ولكن الوضع الجديد (وهو بالفعل يعطي القوات أحد أهم صلاحيات الدولة وهو حفظ الأمن) سيضع هذه القوات في الخط الأمامي في مواجهة الحركات التي تريد أن تقوض سلطان الدولة في دارفور، وتحرمها من أحد أهم آليات ضغطها علي الحكومة عبر العمل المسلح. وإذا نجحت هذه القوات في حفظ الأمن في دارفور وفي وقف أعمال العنف واستعادة الأمن والطمأنينة إلي الإقليم فإن ورقة الضغط المتمثلة في الانزعاج الدولي من تدهور الأوضاع في دارفور ستسحب أيضاً. ويمكن للحكومة بعد ذلك أن ترفض تقديم أي تنازلات جديدة لحركات التمرد وتصر فقط علي تطبيق اتفاق أبوجا دون أن يعرضها ذلك لضغط داخلي أو خارجي من أي نوع. أما إذا فشلت القوات الدولية في مهتمها فإن اللوم سيكون عليها لا علي الحكومة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de