في رحلة العزاء إلي المدينة المنورة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 12:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-11-2007, 11:50 AM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
في رحلة العزاء إلي المدينة المنورة

    أضواء كاشفة – صلاح الباشا
    [email protected]

    مايثير التعجب والإعجاب معاً هو أن يلتقي أهل السودان بمختلف تناقضاتهم السياسية والأيديولوجية في الملمات دوماً بمثل إلتقائهم في أفراحهم الإجتماعية ..الشيء الذي يطرح العديد من التساؤلات وعلامات الإستفهام الكبيرة لإيجاد مبررات منطقية لمثل تلك اللقاءات .. خاصة وأن مثل هذا السلوك الإجتماعي لا نشاهد مثيلاً له في المجتمعات الأخري من حولنا حيث أن الأمر في العديد من المجتمعات العربية وغير العربية هو عدم الإلتقاء بين الأطراف المتناقضة في المجال السياسي نظراً لأن ثقافة العنف في صراعاتهم السياسية يباعد بينها في أن تلتقي في أفراحها أو في أتراحها بسبب توظيف لغة الحقد والغل والإنتقام حتي في أصعب المواقف حرجاً .. ما يدل علي عدم توافر أي ملامح للحميمية داخل تلك المجتمعات.. مثلما نجده في أوساط أهل السودان.
    وغني عن القول بأن حدة الصراع السياسي وموجة الإستقطاب الحاد الذي ظلل الساحة السياسية والإجتماعية السودانية خلال سنوات الإنقاذ المظلمة الهوجاء الأولي .. لم يـُكتب لها الإستمرارية طويلاً .. فقد إنتصرت عليها قيم الحق والخير والجمال برغم إختلافات الفكر السياسي .. ودليلنا هو أننا قد وجدنا ذلك متمثلاً من قبل في ليالي العزاء في الراحل الشهيد الزبير محمد صالح .. فبرغم أن الصراع السياسي بين الإنقاذ والتجمع الوطني كان أكثر شراسة وعنفاً من خارج البلاد .. نجد أن السيد الميرغني يرسل وفد الختمية الرفيع بقيادة الراحل الخليفة حمد كمبال لتأدية واجب العزاء في رحيل الزبير وقد أنشد الختمية ( البراق ) من داخل ردهات القصر الجمهوري في حضور البشير والترابي وقت ذاك .. بمثلما نجد وفد حزب الأمة برئاسة الدكتور علي حسن تاج الدين يقدم العزاء نيابة عن السيد الصادق المهدي.
    إذن ... ومن هذه الخلفية التي تستصحب معها مثل هذا الموروث الإجتماعي والديني المتين والإيجابي لانجد غرابة في أن يغادر الخرطوم وفد رفيع المستوي نهار الجمعة الماضية بطائرة رئاسية خاصة من الحكومة السودانية بقيادة الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية وبرفقته مجموعة من الوزراء ومن قيادات حزب المؤتمر الوطني .. جنباً إلي جنب مع قيادات أحزاب معارضة وطرق صوفية ورموز قبلية كان بينها وبين الإنقاذ ما صنع الحدّاد في طائرة واحدة حملتهم إلي حيث يستقر السيد محمد عثمان الميرغني لتقديم واجب العزاء في فقيدة السادة المراغنة الشريفة مريم الميرغنية . بل أكثر من ذلك نجد أن إنسجاماً باهراً بين وفود المعزين كان يظلل زمان تلك الرحلة سواء في صالات مطارات الخرطوم والمدينة والمنورة وجدة .. أو في رحلة العمرة الليلية التي جري الترتيب لها علي عجل .. ما أكسب رحلة العزاء كسباً روحياً أزال مشقة السفر الذي إمتد لعشرين ساعة متواصلة وأسعد المسافرين ايما سعادة .
    لقد كان مشهداً سودانياً خالصاً ونحن نري من داخل صالة كبار الزوار بمطار المدينة المنورة قيادات الإتحادي والختمية المهاجرين يصطفون في بوابة الصالة لإستقبال وفد أهل السودان بمثل تلك الحميمية وما حملته من دفء أطل بطبيعته دون إصطناع .. وكيف ننسي جهد المقل الذي بذله السفير إبراهيم مطر القنصل العام في جدة ومعه كوكبة القنصلية الرائعين والذين ظلوا معنا ولمدة عشرين ساعة متواصلة إلي أن عاد الفود إلي أن أقلعت طائرة الوفد إلي أرض الوطن في الساعة السادسة من فجر اليوم التالي .. وأيضاً نثمن بقدر عالي كل المسؤولين من إدارة المراسم والتشريفات السعوديين بالمدينة المنورة وبمدينة جدة علي حسن إهتمامهم بوفد السودان رفيع المستوي .. وفي ذلك تكريم لكل أهل لسودان .. فكان الإستقبال السوداني الحميم إشارة بدء بأن الرحلة لن تكون رحلة تقديم عزاء فحسب .. بل سـتأتي بفوائد جمة ننتظر جني ثمارها قريباً جداً خير وبركة لكل أهل السودان إن كان شعبنا محظوظاً .
    وفي دار العنبرية بمدينة المصطفي ( ص ) التي تم تشييدها في عام 1993م لتصبح مقراً لسكن السيد محمد عثمان الميرغني ومركزاً لتناول هموم الوطن منذ ذلك الزمان بين الزائرين من أهل السودان بمختلف تياراتهم .. وبعد تقديم واجبات العزاء أطلت هموم الوطن وسيطرت بسرعة البرق علي المجال قبل تناول وجبة الغذاء في تلك الدار الرحيبة بأهلها .
    ومن خلال دقائق معدودة جاءت كلمات الترحيب محددة أغراض الزيارة حيث تحدث الدكتور الباقر أحمد عبدالله منسق الوفد ودينمو الرحلة والذي بذل جهداً فائقاً بالخرطوم برغم أنه قد أتعبنا نحن في بذل الجهد معه لعدة أيام بلياليها لإنجاح الرحلة بكل جهدها المعقد جداً لأن ألأمر قد تم في ظرف ضيق وكان يستوجب إنجاز مهام جمع جوازات سفر المسافرين .. وقبلها جهد الإتصال بهم وتكملة تصوير صور شخصية من معظم الجوازات .. وهنا كيف لنا أن ننسي جهد الرجال العظماء بمراسم القصر الجمهوري ومن مكتب الميرغني بالخرطوم : أمين عثمان وبكري الخليفة ومن المراسم الأخوان أبوبكر ومحمود وكوكبة السفارة السعودية بالخرطوم الذين انجزوا التأشيرات في يوم عطلة نهاية الإسبوع بالسفارة وقد سهروا فيها حتي الساعات الأولي من صباح الجمعة .. وقبل كل ذلك نذكر جهد الأستاذ عبدالباسط سبدرات في إنجاح هذا الشأن .. فتحدث د. الباقر في اللقاء بدار السيد الميرغني بالمدينة بكلمات تعكس معاني تقدير أهل السودان للسيد الميرغني .. وإلا لما تكبدوا مشاق هذا السفر البعيد .. بمثلما تحدث الأستاذ حاتم السر نيابة عن الحزب الإتحادي الديمقراطي في كلمات مؤثرة زادت من جرعات دفء اللقاء حين قال : لم تكن الشريفة مريم زوجة للسيد الميرغني فحسب .. بل كانت أماً للضعفاء والأيتام والأرامل.. لذلك فقد اقام لها أهل السودان المآتم في كل أرجاء الوطن .
    ولكن .. كانت لكلمات الأستاذ عبدالباسط سبدرات نيابة عن السيد رئيس الجمهورية وعن نائبه ونيابة أيضاً عن رئيس وفد العزاء الرسمي الدكتور نافع علي نافع .. وقعا جميلاً وسط السادة المراغنة ووسط الرموز الإتحادية ورموزالطريقة الختمية الذين حضروا اللقاء من كافة أرجاء المملكة والخليج .. حيث قال سبدرات بلغته العربية الرفيعة التي تنم علي قدرات متقدمة في التعبير الممزوج بلغة الأدب والسياسة وهو خطيب نحرير في هذا المجال حين خاطب السيد الميرغني: (إن الشريفة مريم الميرغنية كانت من عترة طيبة في عراقة الدين .. وإن الكلام ليعجز أن نعبر عن مشاعرنا لرحيلها .. ونحن في السودان ننتظر حضورك لتكون بيننا مرشداً .. وأباً كريماً .. تضمد جراح أهل السودان .. وما حضورنا إلي هنا للعزاء إلا تعبير عن صدق أهل السودان .. لأن سيادتكم واحداً من يصدون عوائق التدخل الأجنبي في بلادنا .. ونكرر مرة أخري بأننا نظل نفتقدك إلي أن تعود لنا ) .
    وحين كان الجمع الذي إكتظت به القاعة الكبري في دار العنبرية يتوقع نهاية اللقاء فإذا بالسيد الميرغني يتناول المايكرفون ليلقي علي مسامع الجمع حديثاً ينم عن فائق التقدير والشكر لحضور أهل السودان حكومة ومعارضة وتيارات مختلفة .. ولكن فجأة نجد أن الهم الوطني قد سيطرعلي مقاطع الحديث وعلامات الإشفاق علي أمر الوطن تشع من وجه مولانا حيث قال : ( هذا تعزيز للمنهج الذي آليت علي نفسي أن أسير عليه .. فإدارة البلاد لا تكون بالرعونة وبالتناطح .. ومنهجنا هو أن نسعي لحل المشاكل بين الناس .. إذن لابد من وقفة .. فالخلافات يجب ألا تكون لتحقيق مصالح ذاتية .. فلابد من التجرد لأن الوطن أمانة في اعناقنا .. لذلك يجب تنحية المصالح الحزبية الذاتية حتي نحافظ علي سلامته وعلي إقامة العدل وتوطينه .. أما عن ما يثار حول محكمة العدل الدولية وقد تابعنا حديث المدعي العام في لاهاي .. فإننا نقر ونطالب بإقامة محاكمة لمجرمي الحرب في دارفور ولكن يجب أن تتم المحاكمة داخل السودان وليس في لاهاي.. فقد إتصلت بي دول وجهات عديدة لماذا نرفض تسألني : لماذا نرفض لاهاي ؟؟ حيث أن المدعي العام قد ذكر بأن لديه شهادات من ثمان وعشرين قطراً .. ليس من بينها السودان .. فلايمكن أن يكون عدلاً بمثل هذه الصورة .. علماً بأننا قد نصحنا قادة حركات دارفور لتوحيد رؤيتهم حتي يسهل إيجاد الحل .. كما أن بعثرة قضية دارفور في دول مختلفة لا يحقق شيئاً مطلقاً ) .
    لكن .. من أهم ما جاء في حديث السيد الميرغني هو تأكيده علي إيجاد حل وطني خالص حيث سبق ان أرسل مبادرة عملية شاملة الحلول لقضايا الوطن تم إرسالها للسيد رئيس الجمهورية للنظر في هذا المقترح .
    إذن .. ومن هنا لقد تأكد تماماً إزالة اللبس بأن حزب الميرغني يسعي لإجراء تحالف من أجل الكسب الحزبي ... وهي رسالة قد أرسلها سيادته لأهل حزبه ولمعارضيه أيضاً ولمجمل المتشككين في المنظومات الأخري .. برغم مشروعية التحالفات في الساحة السودانية سواءً كانت من أجل تحقيق حكم راشد أو لتحقيق أجندة وطنية أو لإنجاز تنمية عريضة تعمل علي إزالة التدهور الإقتصادي الذي ضرب أهل السودان الفقراء في معظمهم بسبب تكدس الثروة والسلطة في فئات محدودة ردحاً من الزمان مثلما نشاهده الآن .. فإن في كلمات السيد الميرغني ما أزال الغشاوة التي ظلت عالقة في أعين وفي مخيلة البعض بأن الحزب الإتحادي يسعي إلي مقاعد السلطة من تحت الطاولة .. غير أن الحزب إن أرادها دون شروط لنالها من فوق الطاولة لأنه يعرف حجمه الطبيعي وسط اهل السودان .. ما يؤكد إطمئنان الإتحادي علي موقفه المتمكن والقوي والباهر في جولة الإنتخابات القادمة .. فالإتحادي قادم برؤي جديدة وبدايناميكية أكثر إبهاراً في الزمان القادم .. وكل شيء سيأتي في أوانه .
    إذن علي السطة أن تعطي مبادرة السيد الميرغني الأهمية القصوي حتي لا تضيع من بين أيادينا أشياء وأشياء .. مثلما ضاعت العديد من الفرص من قبل .. ولنا في تغييب مبادرة السلام السودانية بين الميرغني والراحل جون قرنق في 16 نوفمير 1988م دروساً وعبر لازالت بلادنا تتجرع سمومها حتي اللحظة .. وحتي لا تتكرر ذات الأخطاء التي تمت عمداً .. فإن في الأفق براحاً يجب إستثماره إن أزلنا التردد من طريقة تفكيرنا .. خاصة وأن هذا الزمان بكل تعقيداته الدولية الحالية والمتشعبة لا يشبه زمان عام 1988م ... إلا أن الإرادة السودانية يمكنها قهر المستحيل .. إن خلصت النوايا .
    أما إن سيطرت النوايا الشريرة علي كل شيء .. فعلي بلادنا السلام .. ولا أزيد .. وإلي اللقاء ،،،،،،

    *******************

    نقلا عن الخرطوم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de