ضيف على الرزنامة ... الشاعر / عالم عباس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 12:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-29-2007, 09:48 AM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
ضيف على الرزنامة ... الشاعر / عالم عباس

    منقول



    ضيف على الرزنامة:

    الدَّمْبَارِي!

    عالم عباس محمد نور

    الثلاثاء:

    رحم الله أبا عثمان عمرو بن بحر ، إذ دعا ، وهو يفتتح كتابه النفيس (البيان والتبيين): "اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل. ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن كما نعوذ بك من العجب بما نحسن. ونعوذ بك من السلاطة والهَذَر كما نعوذ بك من العِيِّ والحصر وقديماً ما تعوذوا بالله من شرهما، وتضرعوا إلى الله في السلامة منهما"!

    وبعد ، مرتقىً صعبٌ هذا الذي حملني عليه صديقي كمال الجزولي وهو يدعوني مراراً أن أحل ضيفاً على روزنامته التي أضحت متنزهاً للفكر والوجدان. وما دفعني إلى التسويف واختلاق المعاذير إلا التهيب من ألا أكون عند حسن ظنه فيَّ، وألا يجد قراء روزنامته، وهم من أهل الفكر والعلم والرأي والفن، ما اعتادوا عليه من عمق التحليل، ونصاعة الديباجة، وحسن مختاراته من ذوب العقول الذي لا يفنى، كما قال أبو تمام: "ولو كانَ يَفنَى الشعرُ أفناه ما قرت حِياضُك منه في العُصُور الذواهِبِ/ ولكنـه ذوبُ العقول إذا انجلت سحائبُ منه أعقبتْ بسحائبِ".

    لقد بلغت الروزنامة بالكتابة الصحفية شأواً بعيداً، وأعادت للغتها رونقاً كان قد أذهبه عنها الإسفاف والضعف والعِيُّ والحصر والابتذال. أطالعها فأجدني أردد، أيضاً، أبيات أبي تمام مادحاً ابن الزيات الكاتب: "لكَ القلمُ الأعلى الذي بشباتِهِِ تصاب من الأمر الكلى والمفاصلُ/ لعابُ الأفاعِي القاتلاتِ لعابُه وأرْيُ الجَنَى اشتارته أيْدٍ عواسلُ/ له ريقة طَلٌّ ولكنَّ وقعَها بآثارهِ في الشرق والغربِ وابلُ".

    الروزنامة، إذن، من ذلك البيان الذي قال عنه الجاحظ إنه ".. اسمٌ جامعٌ لكل شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحُجُب دون الضمير، حتى يفضي السامع إلى حقيقته، ويهجم على محصوله، كائناً ما كان ذلك البيان، ومن أي جنس كان ذلك الدليل، لأن مدار الأمر والغاية التي إليها يجري القائل والسامع إنما هو الفهم والإفهام، فبأي شيءٍ بلغت الأفهام، وأوضحت المعنى، فذلك هو البيان في ذلك الموضع". وروزنامة هذه صفاتها، كيف لي ألا أتهيبها، مع بضاعتي المزجاة! فلألوذ بالصمت إذن! ولكن من يقنع كمالاً، وقد قطعت له وعداً؟! ثم أليس الصمت هو أيضاً عيٌّ نتحاشاه "وفي الصمت عِيٌّ كعِيِّ الكَلِمْ"؟!

    قلتُ ذكَّرَنا كمالٌ بالسلف الصالح من أهل البيان، من لدن الجاحظ ، وأبي علي القالي، وابن رشيق، والابشيهي صاحب المستطرف، وابن عبده ربه صاحب العقد الفريد، والقاضي التنوخي صاحب نشوار المحاضرة. فالروزنامة كتاب إمتاعٍ ومؤانسة، على نهج أبي حيان، تجد فيها كمالاً يسكب لنا من دافق فكره وروحه. ففيها منطق القانوني الضليع، وإبحاره البديع في موج المسائل الدستورية وفقهها، وقوة الحجة والمنطق، وتلحظ فيما يورد الإحالة إلى المراجع، دأب الباحث المحقق المدقق الثبت، ويمتعنا، وقد نتفق معه ونختلف، في أمور السياسة، فنخرج، في الحالين، من مقاله غانمين! ثم ومن بعد يغزو وجدانك حين تتقمصه روحه الأصيلة، روح الشاعر المبدع، فيسيل رقة وعذوبة، وتعجب حين يثور ويغضب بقلمه، فكأنه إعصار هادر فيه ظلمات ورعد وبرق! على أنك تقترب كثيراً من سجيته، وتعرفه أكثر إن تأملت ما يختار، سواء موضوعات كتابته أم من يستكتبهم في روزنامته. قلت تعرفه وتعرف رجحان عقله، فقد قالوا:" شعر الرجل قطعة من كلامه، وظنه قطعة من علمه، واختياره قطعة من عقله"!

    والروزنامة كتاب في البلاغة ، جمع الجدَّة والمعاصرة مع رصانة اللغة وجزالتها، فقد أورد مولانا الجاحظ أن "جماع البلاغة التماس حسن الموقع، والمعرفة بساعات القول، وقلة الحرف بما التبس من المعاني أو غمض، وبما شرد عليك من اللفظ أو تعذر .. وزين ذلك كله وبهاؤه، وحلاوته وسناؤه، أن تكون الشمائل موزونة، والألفاظ معدلة، واللهجة نقية. فإنْ جامع ذلك السنُّ والسمتُ والجمال وطول الصمت، فقد تمَّ كل التمام وكمُل كل الكمال".

    حسبي إذن أجر المجتهد، وقد حاولت جهدي، إنجازاً للوعد، فإن راق لكم بعض ما سطرْتُ فذلكم ما أمَّلتُ، وإن قصرتُ دون ذلك، ولابد، فإن ذلك بي أحرى، فهذا الورد، ماءٌ ولا كصداء، ومرعىً ولا كالسعدان، ولستُ أنا فتىً كعمر!



    الأربعاء:

    أطالع أبيات المعرِّي: "وليس عندهمُ دِينٌ ولا نسُكٌ فلا تغرُّكَ أيدٍ تحملُ السِّبَحا/ وكم شيوخ بدَوا بيضاً مفارقهم يُسَبّحون وباتوا في الخنا سُبُحا" ، فتعيدني، من فوري، إلى الفاشر! ففي حينا هناك، (حي الوكالة)، يواجه زاوية الختمية منزل عمنا إلياس شاشاتي، يفصل بينهما شارع لا يتعدى عرضه عشرين متراً. عند خروج مولانا الشيخ البشير مالك من المسجد، أو عند دخوله، ربما صادف عمنا إلياس شاشاتي، وهو يدخل أو يخرج من منزله، فيتبادلان التحية. الشيخ البشير مالك من "فداسي الحليماب"، استوطن واستقر منذ الخمسينات في الفاشر أستاذاً بالمعهد العلمي، ثم بالمدرسة الأهلية الوسطى، ثم أستاذاً للتربية الإسلامية بمدرسة الفاشر الثانوية. فلو سألت أهل الفاشر عن التقوى التي تمشي على رجلين، لأشاروا جميعاً بلا تردد نحو مولانا الشيخ البشير مالك الذي لن تراه إلا في الطريق من الدرس أو إليه، بين المدرسة والمسجد، نحيف البدن رشيق الخطو، خفيض الصوت، بصره على الأرض دائماً، طلق المحيا، رقيق العبارة، جمَّ الحياء، يزور المرضى، ويشارك في مناسبات الفاشر، وما أكثرها (!) ولكن لا يطيل المكث، ما أن يحيي، أو يهنئ، أو يعزِّي، حتى ينصرف. كان نسمة رقيقة من رحمة، ومثلاً من علم يمشي بين الناس، فتعلق به أهل الفاشر، وأحبوه كما لم يحبوا أحداً ، وأهل الفاشر حين يحبون أو يكرهون يبلغون الغاية!

    عمنا إلياس شاشاتي، بلحيته المتصلة بشاربه الكث الأبيض، وقامته القصيرة الممتلئة، وقبعته البيضاء أو الرمادية، وخطوته الرزينة المتئدة، ونظاراته السميكة، أذكره وهو يغشى منازلنا في المناسبات، تحيط به هالة من وقار، وكان يسبق اسمه دائماً لقب (عم) فلا نعرف مخاطبته دونه، وكذلك كان آباؤنا يفعلون. وهو، مثل مولانا الشيخ البشير، لا يتخلف عن مناسبة في الحيِّ. كان دائماً في طليعة المدعوين، والويل لنا إن لم يُر في إحدى مناسباتنا الكثيرة، فمعناه أن أحدنا لم يبلغه، أو ثمة عذر قاهر أخَّره. وهو، كشأن مولانا البشير، لا يطيل المكث حين يزور أو يلبي دعوة، وربما مازح جدنا أو آباءنا وأعمامنا بصوته الأجش الخفيض، وبوجهه الصبوح، ثم انصرف باحترام وسكينة!

    بقي أن نعرف أن الشيخ البشير مالك هو إمام المسجد، وعمنا إلياس شاشاتي هو قسيس كنيسة الفاشر الكبرى والوحيدة ، وأنهما يتلاقيان يومياً، أغلب الأحايين، يتبادلان السلام وينصرف كل منهما لحال سبيله يدعوان لدين أحمد والمسيح!



    الخميس:

    ترى مَن كان يعني حكيم (المعرَّة) وهو ينشد: "وجَدتكمُ لا تقربون إلى العُلا كما أنكم لا تبعُدون عن السبِّ/ وكلكمُ يبدي لدنياه نغصة على أنه يُخفِي بها كمدَ الصَّبِّ/ إذا جُولِسَ الأقوامُ بالحق أصبحوا عداةً فكلُّ الأصفياءِ على خِبِّ/ نشاهد بيضاً مِن رجالٍ كأنَّهم غرابيبُ طير ساقطات على الحَبِّ/ إذا طلبوا فاقنعْ لتظفر بالغِنى وإنْ نطقوا فاصمتْ لترجع باللبِّ"!

    جاء في السِّفر القيِّم للدكتور محمد سليمان محمد (السودان: حروب الموارد والهوية) ما يلي حول مؤسسة الجلابة: "تعد .. خليطاً من عناصر كثيرة ومتعددة عرقياً، شملت حتى الأقليات الوافدة من أهل الشام و المماليك واليونانيين والأتراك. وهم يمثلون اليوم، بشكل رئيس شبكة التداخل الاجتماعي بين أهم المجموعات العربية السودانية، بغض النظر عن أصولهم القبلية أو الجهوية، وهم يمثلون أيضاً الطبقة التجارية الحضرية التي انتشرت في جميع أرجاء السودان، وبعض الدول المجاورة له. و(الجلابة) تمثل أكثر المجموعات الشمالية ثراءً، إذ تمتع أفرادها بتأثير اقتصادي وسياسي كبير خلال تاريخ السودان الحديث. وقد نشأت من خلال عمليات التحول التاريخية والاجتماعية و الاقتصادية بالسودان منذ أواخر القرن الرابع عشر" (ص 117). وقال ، في الصفحة ذاتها والتي تليها، أن النخبة العربية "اتجهت .. إلى التخندق في (مؤسسة الجلابة)، ليصير أفرادها مجرد موردي بضائع (جلابة)، بدلاً من أن يكونوا منتجين لها، وكان أسلافهم قد درجوا، منذ آلاف السنين، على مزاولة أشكال التجارة القريبة والبعيدة، وهكذا فضل الجلابة صنوف المعاملات التجارية، بدلاً من الاستثمار طويل الأمد في المؤسسات الإنتاجية التي كانت بالنسبة لهم نشاطاً مجهولاً لا يدرون عنه سوى القليل. وقد تطور الحال إلى أن أصبح مصطلح (مؤسسة الجلابة) مفهوماً سياسياً لتعريف فئة اجتماعية لعبت دوراً تاريخياً محدداً ولا زالت تقوم به في المجتمع السوداني". ثم قال في موضع ثالث من الصفحة نفسها: ".. إن قطاع الجلابة قطاع منظم وسريع التأقلم، وذلك بحكم شبكة علاقاتهم التجارية وانتشارهم الجغرافي في كل إنحاء السودان. فقد كانوا على مر العصور الوسيط لعمليات التبادل التجاري الأجنبي دخل البلاد، وتصريف إنتاج الموارد المحلية مثل ريش النعام والصمغ العربي وسن الفيل (العاج) وأخشاب الأبنوس والرقيق من السودان إلى الخارج. ولم يعط الباحثون لمواهبهم التقدير الكافي في أحيانٍ عديدة. خاصة بعد ما تحولت مراكزهم التجارية (دنقلا، بربر، شندي، أمدرمان، الدويم ، الكاملين، سنار، كوستي، رفاعة، الأبيض، نيالا، ديم الزبير، جوبا...الخ) إلى دوائر ارتكاز إدارية لأنظمة الحكم المتعاقبة، منذ دخول الإسلام إلى السودان في العام 1318م، وبروز فيدرالية سلطة الفونج العام 1504م، مروراً بالحكم العثماني (1620 – 1885م)، وإلى زماننا الراهن".

    ما فهمته من خطاب باقان أموم، في احتفال الحركة الشعبية لتحرير السودان بالذكرى الثانية لرحيل الزعيم جون قرنق، في الجزء المتعلق (بالجلابة)، لا يتعدى الفهم الوارد أعلاه، والذي نعتقد بصحته إلى حين ينبري لنا من يصحح خطأنا، دع عنك الفقرات البليغات التي تطالب بالاعتذار عن الخطايا التي اقترفت، وكل ذلك حق وواجب ينبغي أن يتم ذات يومٍ نأمل أن يكون قريباً. فبدون ذلك لن تشفى جروح الوطن، وسيئول إلى تمزق نرى نذره واضحة لو لم تدركنا عناية الله ونحن على شفا جرف هارٍ!

    ولأنني لم أجد مسوغاً منطقياً واحداً لحملة (الألسنة الحداد) الشعواء ضد باقان ، فدعونا نعود (لمؤسسة الجلابة) التي انبرت أقلام تهاجمه وحركته مستنكرة التعرض لها! ففي تقديري، وباستثناء مقالة بركات موسى الحواتي الجيدة بجريدة الخرطوم عن (الجلابة)، لو أن الذين تعرضوا لباقان بالنقد الجارح تريثوا قليلاً، وتأملوا قوله، فسيلحظون أنه تحدث عن مؤسسة راسخة معروفة يدركها أهل الهامش جيداً منذ الزبير باشا رحمة الذي يمثل نموذج الجلابي بامتياز! مجموعة تضم مختلف الأعراق، عناصرها من أصحاب المصالح (التجارية في مجملها)، والذين شكلوا طبقة حافظت على مصالحها بشتى السبل، وتحالفت مع السلطة أو هادنتها، في معظم الحالات، بل واستولت عليها أحيانا،ً لتحافظ على تلك المصالح والامتيازات، وقد شكل المركز قطب الرحى لهذه المؤسسة! وعلى الرغم من أن مصطلح (جلابة) ارتبط (بجلب) البضائع والسلع التجارية إلى مناطق التسويق في (الهامش)، فهم أيضاً (يجلبون) ما يجنون من أموال وثروات إلى مناطقهم الأصلية في المركز، حيث المزيد من النفوذ والامتيازات. ومع أن هنالك جانب إيجابي في أنهم، كنماذج حضارية، يمثلون صلة (الهامش) الذي يحلون فيه بالعالم الآخر، إلا أنهم لا يلبثوا أن يعودوا من حيث أتوا عند أقل اضطراب أو هزة تهدد مصالحهم، وبالتالي فإن ولاء غالبيتهم لمناطق تجارتهم تلك لا يتسم بالعمق، كما أنهم، باستثناء القلة، ضعيفو الاندماج بتلك المجتمعات، ويتسم سلوكهم، تبعاً لذلك، بالكثير من الانتهازية! ويلاحظ أنهم في المناطق التي حلوا بها ميزوا أنفسهم بحيث يشكلون طبقة وأحياء خاصة بهم، فيما يشبه (الجيتوهات). كما تتحالف معهم السلطات في تلك المناطق، حيث الإدارة وافدة أيضاً، وفي الغالب، بحكم أن موظفيها معينون من قبل المركز ، لأسباب عديدة ليس هنا مجال تفصيلها ، وتنشأ تبعاً لذلك علاقات مصالح بين هؤلاء الجلابة وتلك السلطات!

    إن أكبر دليل على هذا ما يبدو الآن في المناطق المضطربة، حيث نجد أن أوائل النازحين عنها هم في غالبهم (جلابة)، ولهذا يغلب التوجس على تعامل العقلية المحلية معهم، واعتبارهم (عابرين)، طال الزمن أم قصر، ووفق هذا الفهم تتكيف علاقاتهم معهم!

    إن معظم من يشكلون (مؤسسة الجلابة) هم من الشمال ، ونعني به المركز، ومعظم همهم تعظيم أرباحهم، لكنهم يسارعون للرحيل في إحدى حالتين: إذا تضخمت أرباحهم إلى الحدِّ الذي يمكنهم من اعادة استثمارها في المركز ، أو إذا أحسوا بما يهدد مصالحهم. أما مساهمتهم في تطوير مناطق تجارتهم هذه فمنعدمة. وأما علاقتهم بالسلطات المركزية أو المحلية فعلاقة مصلحة يستخدمون بموجبها نفوذهم وأذرعهم الطويلة لاستصدار القرارات التي تخدم تجارتهم ووجودهم فقط ، وبهذا يشكلون مؤسسة متماسكة ومنغلقة، لا يدلف إليها أو يستطيع التأثير فيها من أهل مناطق الهامش إلا القليلون!

    لم يقل أحد إن مؤسسة الجلابة شرٌ كلها، فهذا افتئات لا أظن أن باقان أموم قد عناه. بالطبع هي مؤسسة لها إيجابياتها أيضاً، لكنها استنفذت أغراضها، وعليها مسئولية تاريخية كبرى في التدهور الذي حاق بالبلاد منذ استقلالها، ولابد من نقدها ودراسة تأثيراتها السالبة. إن حركة تطرح فكرة (السودان الجديد)، وتنشغل بتحليل فشل حكومات السودان وإخفاقاتها في إحداث الانصهار والتنمية، لا بد أن تنظر في الأسباب والدوافع، ولا أدري كيف يمكن لذي بصيرة يعرف ما يريد ويفهم ما يقول أن يتجاوز (الفيل) ليطعن في (ظله)!



    الجمعة:

    كأن أبا تمام عناها وهو ينشد: "وواللهِ ما أنفكُّ أهدِي شَوارداً إليكَ يُحمَّلن الثناء المُنخَّلا/ تخالُ به بُرداً عليكَ مُحبَّراً وتحسبُه عِقداً عليكَ مُفصَّلا/ ألذ مِن السَّلوى وأطيبَ نفحة من المِسْكِ مفتوقاً وأيسرَ مَحْملا/ أخفَّ على قلبٍ وأثقلَ قيمة وأقصرَ في سمع الجليس وأطولا/ ويزهى له قومٌ ولم يُمدَحوا بهِ إذا مثل الراوي به أو تمثلا"!

    الذين يعرفون الشعر ما اختلفوا قط في قدراتها الشعرية وتميزها. وحين تعتلي المنبر في ثقة واقتدار، تعرف هي، قبل غيرها، قدراتها، وأنها تستأثر بالأسماع، ترفدها لغة رصينة عالية، ما فتئت تتعهدها بالضبط والمذاكرة، وحذق الصنعة، والشعر صناعة، ودربة ومهارة، قبل أن يكون شطحات خيال أو إبهام أو إلهام! ثم أنها تحسن إلقاء الشعر وتضبط حروفه، وتخرجها من صحيح مخارجها، وقد درست علم التجويد، ولا بد، ولها صوت تدرب على الإلقاء ومواجهة المايكروفون، بحكم المهنة، وهي تبسط سيطرتها على المنبر بصوتها الأنثوي الآسر، القوي النبرات، فتحسن وتجيد، وتأخذ بالألباب! غالب شعرها محكم النسج ، متين الديباجة، عارم الموسيقى، وقد تتلمذت على كبار شعرائنا فاستوعبت منهم وأكملت منسجها الشعري دون تقليد لأحد، ثم شمخت في موطننا شاعرة، هزت قناة الشعر (بلا ناقد يهدي ولا فضل كاتب)، كما قال شيخنا مصطفى سند!

    روضة الحاج، بلا ريب، إحدى الواجهات المشرقات في الشعر السوداني، ويحزنني أن عاب عليها بعض نقادها، هذه الأيام، أن أشعارها، خاصة تلك التي تمجد أهل الإنقاذ، ساهمت بأثر سلبي في المحرقة التي أودت بالشباب في معارك الإنقاذ الخاسرة في تقديرنا، مثل (الميل أربعين) ومتحركات الإنقاذ المتعددة في تلك الحرب الأهلية العبثية المؤلمة وغيرها، وقد يكونوا محقين! غير أن تلك القناعات لا علاقة لها بشاعريتها، إن أردنا الاحتكام إلى الشعر، لا سواه! إن الحكم على الشعر يأتي من حيث مادة القصيدة، وكيفية التعبير عنها، وحظ هذا التعبير من الحسن والإجادة، وفق معطيات معروفة. لا يُحكَم على الشعر بموقف الشاعر الأخلاقي أو السياسي أو الاجتماعي، بل بموقفه الفني، وإجادته هذا الفن، وكم تمنيت لو ان نقادها أعملوا هذا المعيار! وإذا أمعنّا النظر قليلاً، فإن أضعف شعر روضة هو المرتبط بالنظام في أحلك ساعاته! وهو، للمفارقة، ذات الشعر الذي هلل له أهل الإنقاذ وكبروا، لا لعلو كعبهم في تذوق الشعر والاحتفاء به، بل لأنه صادف هوى نفوسهم في (مشروعهم)، وذاك أيضاُ معيارٌ لا علاقة له بالشعر، بل باستغلاله! وربما يوضح ذلك سر تهافتهم وتحلقهم من حولها، وما زالوا يفعلون، وعلى أعلى مستوى! هكذا أصبح احتفاؤهم هذا، لدى البعض، كمعرة ينبغي عليها التبرؤ منها، ولا يبدو، في نظرنا، سديداً أو معقولاً!

    قياس الشعر بمعايير خارج إطاره الفني فيه الكثير من التعسف، وسوء القياس، وربما سوء الطوية! إن أعظم شعراء العربية، أبا الطيب، لا يجادل أحدٌ في شاعريته وتسنمه ريادة هذا الفن، ولكننا لا نقر موقفه الأخلاقي، ولا شدة خنزوانَتِه (قرضمته!)، خاصة نحن الذين نرى شبهنا في كافور، ونستنكف شتيمته المقذعة له، وإسفافه إلى درجة الغلو! ومع ذلك، فقصيدته تلك، وقصائد أخرى تشبهها، ما تزال من الجياد بمعيار الفن، وما زال هو، وسيظل، زعيم الشعر العربي غير منازع! كذلك الحسن بن هانئ (أبو نواس)، شاعر (إسلامي!) بلغ من الشعر مبلغاً وضعه في الصدارة، ومحصلة قصائده الغرر، في معيار الأخلاق الإسلامية، محل نظر كثير، ولا أظنه مثلاً يحتذي في السلوك! ومع هذا فلا أحدٌ مِمَّن يعرفون الشعر يجهل مقامه أو يحط من قدره! وبشار بن برد ما زال شاعراً ضخماً عميق الأثر وإن عُدَّ زنديقاً وحُدَّ وضُرِب، ولكن هل نازعه أحدٌ في شاعريته؟! والمعرِّي، وهو من هو، لو اتخذناه أسوةً في سوء الظن بالناس لفسدت الأرض! ولو طفقت أعَدِّد لضاق المجال. إذن فالذين ينكرون جدارة روضة إنما يحتكمون إلى معيار خارج هذا الفن، والدرب هنا مختلف، ولا علاقة له بجودة الشعر، كما قررنا آنفاً!

    روضة شاعرة بارعة، وشعرها الرقيق، حين ينأى عن الاستغلال السياسي والاستقطاب، حلو جميل مبتكر. نعترف لها بذلك، ومثيلاتها كثيرات، هنا، ومجيدات، فإن لم يلقين مثلها حظاً من الذيوع والشهرة، فلأن أهل السلطة لم يفلحوا في استقطابهن مثلها، أو أنهن ترفعن عن ذلك، ولكن ما ذنب شاعريتها، حتى وإن كانت من أهل الإنقاذ؟ من كان منكم بلا انتماءٍ سياسي فليرمها بحجر! لقد أحسن أهل الإنقاذ إليها فجازتهم احساناً بإحسان "ومَن وَجَدَ الاحسانَ قيداً تقيَّدا"!

    إن روضة التي تشارك هذه الأيام في مسابقة هي أرفع وأكرم من تلك المسابقة وجائزتها، ومقامها فوق مستوى تلك المسابقات بكثير، ومن يسهمون في فوزها أو عدمه لا يحتكمون إلى معايير فنية، بل هم إلى العصبية والشعوبية والغوغائية أقرب! ومع ذلك فحسبها أن تصل بشعرها الجميل إلى بعض الناس الذين لم يسمعوا أصواتنا بعد، فيصيبهم الاندهاش! وحسبها أن تلفت النظر إلى أن ببلادنا روضات كثيرات غيرها، فتبقى جذوة أمل للكثيرين من ناشئة شعرائنا الذين نثق أن لديهم الكثير الذي يبزون به غيرهم فيما لو أتيحت لهم فرصة. أما روضة، فقد فازت منذ زمان، بحيث لا تحتاج إلى هذا الهيل والهيلمان. وفي هذه المسابقة، فإن منظميها هم الذين فازوا. هي لم تشرف بهم بل بها شرفوا، وحسبها ذلك!



    السبت:

    قال المعرِّي: "فلا تحقِرَ المُزْدرَى في العُيون/ فكَمْ نَفَعَ الهَيِّنُ المُزْدرَى"! والخريف يأتي أحياناً بمطر ضنين فنتضرع هلعاً نستسقي المولى الغفور الرحيم طالبين الغوث. ويأتي أحياناً عارماُ بالسيل المنهمر، فيجرف ويهدم ويدمر، ومع هذا الخراب، فإننا في دارفور نستبشر بثورته ورعونته في إيمان عجيب، مهما دمَّر، نقول: (المَطَرْ خِيرْ، كان تَلـَّفْ كلـُّو بَعَدِّلْ)!

    ينتقل المزارع من قلق المطر إلى قلق الآفات، من البذر وحتى الحصاد، من القوارض والهوام والطير، ما بين الجذور والنجم والشجر. لكن جائحة الجراد، حين ينتشر، تظل هي البلاء العظيم!

    أسراب الجراد، أياً كان نوعه، شاو أو ساري الليل، أم جُرْكـُم أو أم سميندو، تأتي غالباً، مع بدايات الدَّرَت حين "تلبِّن" السنابل، تماماً كما في المثل (بعد ما لبّنت جاها الطير)! حينئذٍ، يأخذ الناس هَمٌّ عظيم لمكافحتها. أذكر بعض مواسم هذا الغزو، وقد غطت أفق الفاشر غمامة سوداء صارت تقترب شيئاً فشيئاً، ثم بدأت بعض طلائع الجراد تتساقط محدثة أصوات كسقوط البَرَد، ثم أظلم الجو ، وصارت السماء ملاءة سوداء تضطرب في هسيس، وما لبث أن حط بعضها على الشجر، فإذا به يعرى، وأوراقه تختفي، وتصبح سيقانه جرداء وبعض أشواك، والجراد ملتصق بأغصانه العارية، يأكل في شراهة مخيفة، وإذا البقايا مما أكلت متكدسة تحت الجذوع، وإذا الناس في هلع عظيم. ثم ما لبثت طائرات المكافحة الحمراء الصغيرة أن هدرت ترش السُّم! ساعة من زمان، ثم رويداً رويداً انقشعت تلكم الغمامة، والناس يحوقلون ويسبحون! أما حال المزارع حول المدينة فقد كان يغني عن السؤال: الجراد مر من هنا!

    في تلك الأطراف، وفي مكان منعزل، كان يقوم كوخ يبدو مهجوراً، عليه سيماء القذارة والإهمال، لا يقربه الناس، ويحذرون أطفالهم من الاقتراب منه، لذا كان خيال الطفولة ينسج حوله حكايات الرعب! وما أن تظهر طلائع الجراد، حتى يبدأ الناس يتهامسون: أين الدَّمْبَاري؟! وكان ثمة دائماً من يعرفون أين يجدونه! هو شخص زري الهيئة، نحيف الجسم، أقرب إلى الطول منه إلى القصر، مع انحناءة قليلة إلى الأمام، رث الثياب، تفوح منه نتانة ظاهرة، وعلى صدره وعنقه قلائد غريبة من عظام ولفائف وأشياء متنافرة وقذرة، وعلى رأسه إما قلنسوة عالية أو عصابة غريبة! كان أهل القرية يجمعون بعض النقود والأشياء العينية كأتاوة يعطونها لهذا الدَّمْبَاري كي يسوق الجراد بعيداً عن مزارعهم! وكان الدَّمْبَاري، متى تسلم هذه الجعالة، عاد إلى كوخه، وغاب فيه ما شاء الله له أن يغيب، ثم خرج حاملاً عصاه، تلك الطويلة المرصعة بقطع من القماش المهترئ وبعض الخرز والتمائم والسيور، وقام بأداء بعض الطقوس، ثم، ويا للغرابة، ما أن يتجمع الجراد في الأفق حتى يرفع عصاه، فإذا بأسراب الجراد تطير! ثم ينزل عصاه فتهبط الأسراب، ثم يلوِّح بعصاه شرقاً فيتجه الجراد نحو الشرق، أو غرباً فيتجه نحو الغرب، حتى إذا استعرض سيطرته عليه رفع عصاه وسار ، والجراد غمامة من فوقه تتبعه، فيسوقه من مزارع القرية حتى يلاقي دَمْبَاريَّاً آخر يتسلمه منه ليتجه به إلى حيث يريد!

    هذا الدَّمْبَاري لا يظهر إلا في مواسم الجراد، أما في غيرها فلن تجد له أثراً! يتنقل من قرية إلى قرية دون أن يُعرف له أصل أو فصل، أو من أين جاء، أو إلى أين يذهب. ليس له أهل ولا ولد، ويظهر، حين يظهر، فقط لأداء هذا الدور! لكن هل يحترمه الناس؟ لا، بل يحتقرونه، وهو يعرف ذلك، كما يعرف أيضاً أن الناس لا يستطيعون الاستغناء عنه، وإن أغضبوه أو امتنعوا عن تلبية طلباته، وهي تافهة في الغالب، فالويل لهم من غضبته، إذ سيسوق الجراد إلى مزارعهم فيصيبهم بالخسران المبين!

    أهل القرية يتهامسون بأن الدَّمْبَاري يسيطر على الجراد بالسحر ، فيبغضونه لذلك! لكنهم، رغم معرفتهم بالدين، لا حيلة لهم في موسم الجراد بدونه! أما في غير هذا الموسم فيظل الكوخ المهجور منزله، تحيط به القذارة والنتانة واحتقار أهل القرية! ويظل هو هائماً في عزلته الغامضة، حتى يذكرهم به الجراد!



    الأحد:

    تابعت رحلة رئيس الجمهورية إلى دارفور، وركزت، خصوصاً، على رئيس السلطة الانتقالية، وكبير مساعدي رئيس الجمهورية، مني أركو مناوي. لم أدر بما دار وراء الكواليس، ولكن لم يعجبني! وأقلقني أني لم أر له أي أثر في هذا الهرج، وكان الظن أن يكون هو صاحب الدار، ومن يستقبل الرئيس، ويتصدر المحافل، و يخطب في الناس، لكنا رأيناه هناك، وعلى ملامحه ما يوحي بالإحباط وخيبة الأمل. لقد كان وكأنه لم يكن! فلم يلق خطاباًً، ولم تجر معه مقابلات، بل كان الوالي كِبِرْ، وأهل المؤتمر الوطني هم (أهل الجلد والرأس) كما يقال! وحسب علمي فمناطق كلمندو وودعة وكتال واقعة تحت سيطرة قوات مني، وما كانت لتتم ترتيبات زيارتها دونهم، وقد أبدوا قدراً عالياً من الانضباط وأكدوا سيطرتهم عليها، وهي الوحيدة التي زارها الرئيس خارج عواصم ولايات دارفور، فكيف يحدث هذا، والفصيل الرئيس الذي وقع اتفاقية أبوجا يختزل دوره على أعلى مستوى، في تلك الزيارة المهمة التي من أهم أهدافها التسويق للسلام، وإظهار ثمراته، وإرسال رسائل للرافضين بأن الاتفاقية جلبت خيراً لأهل دارفور؟! هل في هذا المظهر، حقيقة، ما يغري الحركات الرافضة بالانضمام إلى ركب الاتفاقية؟!

    لقد رأينا في التلفزيون ما وصف بأنه عودة طوعية لبعض الأسر من المعسكرات إلى مناطقهم، وقدِّرت أعدادهم (تلفزيونياً) بخمسة آلاف أسرة! علماً بأن معسكر (أبو شوك) وحده بالفاشر يضم أكثر من 54 ألف فرد! وهذه الأسر لا نعرف إلى أين ستذهب، وأين قراهم، وماذا أعدَّ لهم، خاصة وقد جرَّب بعض هؤلاء، بالذات، العودة في فترة هدنة سابقة، فتفجرت الأوضاع بأسوأ مما كانت، فعادوا من جديد نادمين!

    كنت سأفهم لو أن الأموال التي أهدرت في هذه الزفة أنفقت في تشييد قرية أو قريتين، وتوفير المرافق الضرورية والأمن، كي نرسي نموذجاً (لقرى سلام) تخفف عن الناس بعض عناء ما حاق بهم، وتلوح لهم كبصيص أمل يغريهم بالعودة، بعد أن فقدوا كل مقومات حياتهم. لو حدث هذا لكان أفضل حالاً من مجرد هذا الاستنفار الذي بدا لي فارغاً، ومسرحية إعلامية رديئة الإخراج لا تقنع أحداً.

    تمنيت لو أن مجلس الوزراء الموقر، في اجتماعه (التاريخي) في الفاشر، تبنى مشروعاً واحداً محدد المعالم تستطيع الدولة أن تقول إنها بدأت به في عمل شيء جاد لتنمية دارفور! إن التلكؤ الذي نراه في تطبيق اتفاقية أبوجا لا يغري، في رأينا، أي فصيل للانضمام إليها، مهما تنوعت الضغوط! وما تفعله الحكومة من إذلال ومماطلة مع الحركات الموقعة تجعل التقارب والتفاهم معها مخاطرة غير مأمونة العواقب، والنماذج ماثلة للعيان، والعاقل من اتعظ بغيره!

    وبهذه المناسبة، هل تذكرون أحداث المهندسين؟! لقد كان الوعد أن يجري تحقيق وتنشر نتائجه، فماذا حدث؟ لا شئ! دخلنا في ساس يسوس، ودخلت أنا في طقس استماع إلى عابدة الشيخ تغني: (وأنا مالي ومال كدة؟!) ، فتذكرت بشرى الفاضل ، و .. أصابتني (هاء السكت)!



    الاثنين:

    يقول المتنبي: "وكنتُ معَ النَّاس في مَحْفل/ فها أنا في مَحْفل مِن قرودِ"! وقد حدث أن وضع بعض العلماء خمسة قردة في قفص، وأدخلوا سلماً وضعوا في أعلاه بعض الموز. وكانوا، في كل مرة يحاول قردٌ صعود السلم نحو الموز، يسكبون ماءً بارداً على بقية القردة! وحين تكرر الأمر، صارت القردة تضرب أيَّ قرد يقترب من السلم! بمضى الوقت لم يعد أي قرد يحاول صعود السلم مهما كان الإغراء! بعد فترة استبدل العلماء أحد القرود بآخر، فكان أول ما فعله أن حاول صعود السلم فتلقى ضرباً مبرحاً! وتكرر ذلك في كل مرة يحاول الصعود، فاكتفى بألا يقترب من السلم دون أن يعرف السبب! ثم استبدل قردٌ ثان فحدث نفس الشيء، بل شارك البديل الأول في الضرب! ثم استبدل ثالث ورابع وتكرر الضرب في كل مرة. أخيراً تم استبدال القرد الخامس، فصار في القفص خمسة قردة لم يُسكب على أي منهم ماءٌ باردٌ ، ومع ذلك فقد استمروا يضربون أي قردٍ يقترب من السلم!
                  

08-29-2007, 10:13 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضيف على الرزنامة ... الشاعر / عالم عباس (Re: Zoal Wahid)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    زول واحـد،
    تـحـية الـود والأعـزاز، والشـكـر علي هـديتك الرائـعة للقـراء.


    الـمـصـدر: [email protected]

    ضيف على الرزنامة:
    -------------------

    الدَّمْبَارِي!

    عالم عباس محمد نور.

    لك مـمودتي.
                  

08-29-2007, 11:28 AM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضيف على الرزنامة ... الشاعر / عالم عباس (Re: بكري الصايغ)

    الاخ بكري

    شكرا على مرورك العطر

    وشكر آخر على لفت انتباهي، فقد نسيت ان اشير الى المصدر.

    تحياتي
                  

08-29-2007, 05:41 PM

عبده عبدا لحميد جاد الله

تاريخ التسجيل: 08-19-2006
مجموع المشاركات: 2194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضيف على الرزنامة ... الشاعر / عالم عباس (Re: Zoal Wahid)

    العزيز زول واحد
    تحية طيبة
    شكراً على ايراد المقال
    والتحية عبرك للعزيز عالم عباس محمد نور.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de